هل عبرت أفلام العيد الأربعة التي شاهدها الجمهور عن حقيقة السينما المصرية
هذا العام... فيلم عائلي وآخر كوميدي سياسي. وثلاثي شبابي يقدمون انفسهم
للمرة الثانية. واخيراً فيلم راقص مبتذل لا يعبر عن "ولاد البلد".
وإذا كان القطاع الخاص يقدم كل عام هذه النوعية من الأفلام. فأين دعم وزارة
الثقافة السنوي لتقديم أفلام أفضل. وتعبر عن تاريخ وخبرة مصر في صناعة
السينما؟.. مثل فيلم "رسايل البحر" الذي ذهب ليمثل مصر في الأوسكار. أين
العشرة أفلام التي و عد بها قطاع السينما التابع لمدينة الإنتاج. وإلي متي
يشاهد جمهورنا أفلاماً ضعفية لا تعبر عن مشاكل مجتمعنا؟!
كوميديا وترفيه
يقول الناقد مصطفي درويش: الأفلام الأربعة التي شاهدها الجمهور في العيد
تعبر عن الحالة المتردية التي وصلت إليها السينما المصرية خاصة فيلمي "ولاد
البلد" و"سمير وبهير وشهير".. هل هذه هي الكوميديا التي صدعوا دماغنا
بالحديث عنها. وضرورة الحرص علي تقديمها. لانها هي التي تأتي بالايرادات
وهي التي تخفف عن الجمهور وطأة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والغلاء
الذي نعيشه.. للأسف هذه أفلام رديئة لا تأتي بايرادات ولا تخفف عن الجمهور
بل تزيد حالة الاكتئاب العام حزناً علي ما وصلت إليه السينما في مصر.
ويضيف: أما فيلميا و"عائلة ميكي" و"الرجل الغامض" فهما الحد الأدني للسينما
متوسطة القيمة. قال البعض إن "عائلة ميكي" عودة لأفلام العائلة مثل "امبراطورية
ميم" و"أم العروسة" لكن بالتأكيد الفيلم لا يصمد لتلك المقارنة مع هذه
الأفلام التي عاشت في ذاكرة السينما وذاكرة الجمهور ويتابعها عند عرضها علي
شاشة التليفزيون وكأنه يشاهدها لأول مرة. لكن يحسب لمجموعة السبكي انها
باتت تحاول تقديم الحد الأدني للسينما الترفيهية وهو شيء مطلوب ولا يرفضه
أحد. ودائماً ما تجد نقاط ضرر في كل فيلم من هذه النوعية. حيث تتأكد في
عائلة ميكي موهبة كاتب السيناريو عمر جمال الذي كتب لنا "أوقات فراغ" من
قبل. ونتأكد للمرة المائة ان لدينا ممثلة موهوبة هي "لبلبة" تستحق أدوار
بطولة مطلقة. وهي قادرة علي منافسة نجمات جيلها. واخيراً هذا فيلم يؤكد ان
الرقص وحده ليس هو الطريق لشباك التذاكر كما حدث في فيلم "ولاد البلد"
بالتالي فإن الأفلام التي شاهدها الجمهور في عيد الفطر لا تعبر عن السينما
المصرية بأي حال.
أوهام الدعم
* يقول المخرج أحمد أبو زيد إن أفلام العيد كشفت لنا أوهام الدعم الذي
تقدمه الدولة للسينما ويتابع: المفترض ان في موسم لهم مثل عيد الفطر ان
تتواجد الأفلام التي حصلت علي دعم وزارة الثقافة إلي جانب الأفلام التي
يقدمها القطاع الخاص. فأين فيلم "المسافر" الذي يبدو انه يهرب من فكرة
العرض في دور السينما ومنافسة الأفلام الضعيفة التي يشاهدها الجمهور. وأين
الأفلام التي حصلت علي جوائز للسيناريو من أجل الخروج إلي النور؟!.. لذلك
لا تسألني عن الأفلام الحالية في دور العرض قبل ان تتواجد علي الساحة كل
التجارب المعبرة عن حال السينما وليست ثلاثة أفلام عادية كان التليفزيون
يقدم مثلها منذ عشرين عاماً.
ويضيف: علي السينمائيين ان يحاسبوا الذين يبدأون كل عام جديد بالوعود ثم
نصبح في شهر أكتوبر ولم نشاهد فيلم واحدا من الأفلام الكثيرة التي قالوا
إنهم دعموها أو قالوا بإنتاجها انقاذا للسينما المصرية وهذا لم يحدث للأسف.
الفن الهابط
الناقدة ناهد عز العرب تري ان أفلام العيد كشفت عن ظاهرتين في السينما
المصرية حيث تقول: الظاهرة الأولي ان الأفلام الضعيفة لها جمهور يريد ان
يشاهدها. بمعني ان الفن الهابط هناك من يريده ويقبل علي مشاهدته وهذه مشكلة
وهذه مشكلة مجتمع قبل ان تكون مشكلة فنية.. الظاهرة الثانية ان الذين
يقدمون هذه النوعية من الأفلام يعلمون تماماً إنها أفلام رديئة. لو قلت
لأحدهم اختر فيلما من الأفلام الأربعة التي شهادها الجمهور في العيد ليمثل
مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. يقول لك لا يصلح أي فيلم منها. معني
ذلك إنه لا يصبح إلا الصحيح وعندما بحثنا عن فيلم ليمثلنا في الأوسكار
وجدنا فيلم "رسايل البحر" وسط 40 فيلما قدمتها السينما المصرية العام
الماضي. لكن هذا العام مستوي الأفلام كماً وكيفاً شديد التواضع والمفترض ان
تخرج السينما المصرية سريعاً من هذه الأزمة الخانقة.
* يقول الناقد مدحت محفوظ: بغض النظر عن المستوي الهابط لبعض أفلام موسم
العيد. فان الحل ليس في تدخل الدولة لإنها لو تدخلت لن تنقذ السينما ولكنها
ستزيد الأمور تعقيداً. فالفيلم باعتباره سلعة متية يخضع للعرض والطلب.
وعندما تكون القنوات الفضائية مزدهرة ومحتاجة مادة للعرض يزيد الإنتاج
السينمائي تلقائيا. وعندما تأتي الأزمة الاقتصادية يتم تقليص الإنتاج
فوراً. وكل دول العالم يحدث فيها هذا حتي الولايات المتحدة يختلف كم
الإنتاج من سنة إلي أخري. لكن النوعية في تطور مستمر. بالتالي قادرون علي
البقاء علي القمة في سوق السينما العالمية.
جمهور الشباب
ويضيف: أفلام العائلة مثل فيلم "عائلة ميكي" لها جمهور لكنها تصطدم بثوابت
اجتماعية راسخة في مصر لا يمكن تجاوزها مثل احترام الأب وعدم المساس به.
والتركيز علي تضحية الأم وعدم التضحية بأي أحد من الأبناء مهما كانت
المخاطر التي يتعرض لها وبالتالي يبدأ صفحة جديدة دائماً من حياته. وجمهور
الشباب يفضل أفلام الحركة والتي تعتمد علي سيناريو يفاجئ المشاهدين ويعتمد
علي التشويق لكن للأسف افلامنا الكوميدية في الغالب يستطيع محترف المشاهدة
ان يتنبئ بالأحداث قبل ان تقع. وهذا يؤثر سلبياً علي الإقبال الجماهيري علي
تلك الأفلام.
ويضيف: ساهمت أفلام العيد في تقديم عدد من الوجوه الجديدة مثل الفيلم
الثاني للثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو في فيلم "سمير وشهير وبهير" وقد
قدموا من قبل فيلما واحدا. كذلك شاهدنا حسن حرب وايريني فادي و امير شوقي
وسيف الدين طارق في فيلم "عائلة ميكي". وتقديم وجوه جديدة من الأمور الهامة
في السينما حتي تستطيع الاستمرار والبقاء مهما كانت الظروف الصعبة التي
تواجهها!
الجمهورية المصرية في
04/11/2010
ليل ونهار
روبابيكيا!!
محمد صلاح الدين
* من أجمل ما كتب الأبنودي وغناه عبد الحليم: "أبداً بلدنا ليل نهار. بتحب
موال النهار.. لما يعدي في الدروب. ويغني قدام كل دار".. أهدي هذه الكلمات
لأصدقائنا السياسيين بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات النيابية.. حتي لا
ننسي!!
* تحيا الوحدة الأوروبية.. والولايات المتحدة الأمريكية.. وأي تجمع في
الدنيا.. أما العرب فلهم وحدهم الفرقة والتشرذم.. ومادمنا تورطنا في
الاستفتاء علي انفصال السودان.. اقترح اجراء استفتاء آخر علي انفصال
المنطقة كلها عن الأمريكان!!
* بعد العبوات الناسفة في العراق.. ظهرت موضة جديدة اسمها العبوات
اللاصقة.. أما عبوات "المحبة" فلا يعرفونها.. طول ما هم مقسمين الإسلام إلي
نصفين.. وعقولهم إلي أربعة.. ألا توجد عبوات ذكاء؟!
* أقوي حزب في مصر الآن هو حزب الروبابيكيا.. حيث يستطيع أفراده الطواف في
كل شوارع مصر بمكبرات الصوت بلا أي حظر أو اعتراض.. الانتخابات علي الأبواب
ولا يستطيع أي مرشح ان يفعل ما يفعلون وإلا راح في داهية.. إلا إذا اتفق
معهم. لأنهم بالفعل أقوي من أي حكومة!!
* الحكومة طبعت كوبونات لتوزيع البوتاجاز.. ونسيت تطبع كوبونات لتوزيع
الطماطم!!
* بمناسبة عيد الأضحي سيتم ذبح مجموعة كبيرة من اللاعبين في الأندية
والمنتخب.. علي النوادي الفقيرة الوقوف علي الأبواب يمكن ينالوا نفحة!!
** يقولون ان روح سوزان تميم ظهرت.. وانها تلقي علي الجميع السلام. وتحييهم
بشدة لأنهم اصبحوا جميعاً "فنانين"!!
* الحمد لله اننا تخرجنا في الجامعة.. وفي احلك الظروف السياسية كمان.. ولم
يقطع لنا أحد السنتنا.. أقول هذا بمناسبة التصريح الغريب الذي ادلي به وزير
التعليم العالي!!
* الحاخام اليهودي الذي افتي بتحليل الدعارة للموساد لم يأت بجديد.. فقد
سبقته فتوي أشد بتحليل قتل الأطفال وشرب دمائهم كل صباح.. عادي لا جديد عند
الفجرة الأنجاس خدام الشيطان.. إنما الدهشة دائماً تجيء من سكان الكرة
الأرضية. الذين يخشونهم ولا يخشون الله. ويعملون لهم ألف حساب رغم انهم
معدومو القيمة أذلاء!!
* سعدت بتعيين الفنان الجميل رياض الخولي رئيساً للبيت الفني للمسرح.. يا
رياض مفيش قدامك غير طلبة المدارس والجامعات ليكونوا زبائن اساسيين للمسرح
بعدما فقد جمهوره.. وهذا يستلزم ان تكون حفلاته ماتينيه مثل السينما.. أو
حتي حفلات صباحية. وياريت بالمرة تشوف قاعات صغيرة في المولات. وفكونا بقي
من مسارح الجبس التقليدية. واسألوا بريخت.. المهم التواصل!!
** قفلنا قنوات دينية كلها "سنية".. وتركنا كل قنوات العراق "الشيعية"..
يبقي عملنا إيه؟! كمان الناس بتسأل ليه سيبتوا قنوات الكليبات وبطلاتها
اللي بيغنوا في غرف النوم والحمامات؟ رأيي انكم تقفلوا كل القنوات مرة
واحدة.. عشان نريح ونستريح!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
04/11/2010
الفرد في السينما المعاصرة.. بعيدا عن الأرض وقريبا من
السماء
العرب أونلاين- رمضان سليم
إن أكثر الأفلام نجاحا على المستوى العالمي، هي تلك التي تستمد مادتها
من تقلبات الحياة والواقع، ونقصد بذلك طبعا الناحية الفنية والنقدية، وهي
أفلام تعالج موضوعات وقضايا لها علاقة مباشرة بالناس، بعيدا عن الخرافات
والأساطير وأفلام الكوارث والخيال العلمي، رغم النجاح الساحق لهذه الأفلام
من النوعية الأخيرة.
وهكذا يمكن تلخيص واقع الإنتاج السينمائي بالنسبة للجمهور، هناك إنتاج
مرغوب يعالج قضايا الواقع الاجتماعي والاقتصادي والانساني، وهناك إنتاج
مرغوب أيضا يهرب منه ويبتعد عنه مسافات طويلة.
إن أفلام السياسة والحروب هي أكثر الأنواع تفاعلا مع الجمهور، لأن
مادتها مستمدة من الواقع والتاريخ، وسوف نجد عشرات الأفلام التي استحقت
الجوائز العالمية وهي من هذه النوعية الواقعية، مهما اختلفنا من درجة
الاقتراب من الواقع أو الابتعاد عنه.
مع حرب العراق مثلا أنتجت الكثير من الأفلام، وهي أفلام أمريكية في
أغلبها، وعندما نصنف هذه الأفلام سوف نجدها واقعية اجتماعية، تقترب من
السياسة بدرجات مختلفة.
خذا ينطبق على مشكلات حيوية أخرى تفرض نفسها، ولعل الأزمة الاقتصادية
العالمية هي أهم هذه المشكلات، وهي بالتالي استحقت اهتماما أوسع من
السينما، لأن تفاصيلها تصل الى الفرد العادي، وليس فقط مجموعة معينة من
الأفراد.
على سبيل المثال أعيد إنتاج فيلم "وول ستريت" ولكن بموضوع جديد، حمل
اسم "المال لا ينام" ولعل الأزمة المالية وحدها التي صنعت هذا الفيلم
إنتاجا، وصنعت نجاح الفيلم على المستوى التجاري.
وبالطبع تختلف المعالجة من فيلم الى آخر، حيث تظهر الأزمة المالية
العالمية أحيانا جانبية، لكنها هي التي تحرك الفيلم وتقود الأحداث، ولعل
الفيلم الجديد لجورج كلوني يشكل دليلا على ذلك.
إننا نقصد فيلم"عاليا في السماء"، وعندما نقول جورج كلوني، فنحن نعني
الممثل وليس المخرج، فقد استطاع هذا الممثل أن يحقق نجاحات متتالية، حتى
صارت تنسب إليه الأفلام ليس باعتباره نجما، ولكنه ظاهرة في التمثيل، اجتمعت
فيه الكثير من الخصائص والسمات والتي تعني وانما نجاح معظم الأفلام التي
يشارك فيها، ولاسيما أن المشاركات تقترب قليلا أو كثيرا من السياسة
بمفهومها العام.
فيلم" عاليا في السماء" من إحراج جاسون ريتمان ولقد اشتهر بفيلم نال
شهرة واسعة وهو "جونو" وقبل ذلك فيلم"شكرا على التدخين".
والمخرج يعيد في فيلمه الجديد بعض الإشارات التي سبق أن قدمها،
ولاسيما ما يتعلق منها بالتركيز على المنحى الانساني وموقف الإنسان من
المصاعب اليومية التي تجتاح حياته.
"عاليا في السماء" فيلم يستند على "الوظيفة" ونقصد بذلك وظيفة الفرد
داخل الفيلم، فنحن نجد مثلا بعض الأفراد مهمتهم القتل وآخرين مهمتهم البحث
عن العدالة لغيرهم أولا لأنفسهم.
نعم هناك وظائف مختلفة تستند عليها الأفلام، ومنها الطبيب والعميل
السري والقاتل المأجور والأستاذ الجامعي وغير ذلك من الوظائف، ولكن هناك
نوعية من الأفلام تقدم الوظائف الغريبة، فمثلا سوف نجد فيلم"الرسول" يختار
وظيفة استثنائية وهي أن يقوم الرسول بإبلاغ أسر الضحايا بموت أحد أفراد
العائلة في الحرب، والرسول يتنقل من أسرة الى أخرى بحيث يبدو وكأنه شبح
الموت الذي ينفر منه الجميع.
في السينما العربية، سوف نجد في "السقامات" شخصية مميزة وظيفتها حضور
المانح والمشاركة في الجنازات نظير مبالغ مالية مدفوعة، وهذا يتشابه مع
شخصية الحانوتي، أو من يقوم بعملية الدفن، وهي الشخصية التي لم تقدم في
السينما العربية بشكل جيد.
في بعض السينما، تظهر أيضا شخصية "الدوبلير" وأحيانا شخصية البديل وهو
من يقوم بأعمال صعبة بديلا لبطل الفيلم فى السينما.
في هذا الفيلم -عاليا في السماء- نجد شخصية لها وظيفة غير مألوفة، وهي
وظيفة أفرزتها الأزمات المالية التي عصفت عالميا بالشركات والمؤسسات
والمصانع والمصارف وغيرها، حتى صارطرد الموظفين مسألة اعتيادية ويومية،
وبالتالي صار من الضروري وجود "عميل خاص" يتصدى لهذه المهمة ويتولى أبلاغ
الموظفين بعملية الفصل من الوظائف.
هذا ما يقوم "رايان بنغهام" أو جورج كلوني، إنه يطير من مكان الى آخر
ومن ولاية الى أخرى، بقصد إبلاغ الموظفين بقرارات الفصل، ويتحمل هو وحده
تبعات ذلك من انفعالات وشتائم وأحيانا مواقف عاطفية صعبة، تصل الى درجة
البكاء.
ولقد بدأ الفيلم بمشاهد أقرب الى الوثائقية توضح ردود أفعال الناس بعد
إبلاغهم بإلغاء عقودهم، بعد سنوات طويلة من الخدمة. ومن الواضح أن
الاستعانة قد تمت بمجموعات تم فصلها فعليا ولم يدخل الأمر فى باب التمثيل
فقط.
يسير الفيلم باتجاهين.. الأول علاقة "بنغهام" بأولئك الذين يتم فصلهم
في مواجهات شخصية وأحيانا في اجتماعات موسعة، يستخدم فيها بنغهام نفس
التعبيرات التي تحاول أن تراعي مشاعر الآخرين، مثل الحديث عن بدايات الرحلة
وحزم حقائب السفر والتطرق الى المستقبل بقصد البداية من جديد، ولكن الكلام
لا معنى له لأن من يتم فصلهم يصلون الى درجة الانهيار ولا يمكن الرفع من
معنوياتهم بسهولة، بل يذكر الفيلم حادثة -عرضا -أساسها انتحار أحد
الموظفين، بعد قرار الاستغناء عنه.
لا يهتم الفيلم بالمسارات الشخصية لكل هؤلاء، ويركز على الشخصية
الأولى "بنغهام" وعلاقاته المختلفة مع من حوله، وهذا هو الاتجاه الثاني.
سوف نجد في هذا الفيلم شخصية نسائية أولى وهي امرأة تنتقل مع بنغهام
من فندق الى آخر وعلاقتهما أحيانا تبدو رومانسية، وأحيانا علاقة جسدية
مباشرة، وفي مشهد جيد نكتشف أن هذه المرأة متزوجة ولها أبناء ولم تتطرق الى
ذلك طوال علاقتها مع بنغهام.
تبدو شخصية "جورج كلوني" وكأنها نموذج للحياة المعاصرة، فهو رجل لا
يهتم بالبيت والأسرة وغير مقتنع بالزواج والاستقرار. إنه يطير دائما ويهرب
باستمرار من شيء ما ويحاول أن ينع نفسه بهذه الآراء، بل ويقنع غيره.
هناك فتاة أخرى صغيرة السن، هي موظفة جديدة، تقدم مقترحا بديلا تقنيا،
لغرض إبلاغ المفصولين عن العمل عن طريق الشبكة الدولية "الانترنيت" ويوضح
الفيلم نجاح هذه الطريقة، ولكن الجانب الانساني فى محاولة المواساة يبدو
ضعيفا، لذلك يأخذ بنغهام هذه الفتاة الى رحلة لكي يعلمها كيف تتعامل مع
المفصولين وكيف تمتص انفعالهم وغضبهم وتفشل الفتاة في هذه التجربة، بل
تتحرك المهنة نهائيا في آخر الفيلم.
من القصص الفرعية نجد مواجهة لبنغهام مع ابنة أخته والتي تسعى للزواج
وهو يتدخل لكى يقنع الزود بإتمام الزواج، بعد أن قرر إلغاء المشروع،
وبالفعل ينجح بنغهام في ذلك، رغم انه غير مقتنع بالأسرة والاستقرار العائلى.
يصل بنغهام الى رحلة مجموعها 10.000.000 ميل من الطيران في السماء.
إنه يبتعد عن الأرض وأهلها ومشكلاتها، لكنه مجبر دائما على العودة الى
الأرض، حيث المشكلات تتزايد وأهمها مشكلات البطالة والفصل عن العمل.
الفيلم يعتمد على رواية، ولكن الخط الدرامي مفقود، لذلك نجد الكثير من
التفاصيل والجزئيات التي أضيفت الى الفيلم، وبذلك يلفت الفيلم الانتباه،
غير انه لا يشد الجمهور ولا يؤثر فيه كثيرا، رغم حضور الجانب الكوميدي
والدرامي، ولعل ذلك أحد مقاصد صناع الشريط.
العرب أنلاين في
04/11/2010 |