عدد من النقاد والمثقفين العرب يطلقون الاتحاد في مسعى منهم للنهوض
بوجه ثقافي مهم في العالم العربي.
أطلق عدد من النقاد والمثقفين العرب اتحادا دوليا خاصا بنقاد السينما
العرب في مسعى منهم للنهوض بوجه ثقافي مهم في العالم العربي.
ويأتي الإعلان عن تأسيس "الإتحاد الدولي لنقاد السينما العرب" بهدف
جمع النقاد السينمائيين العرب المتخصصين والمحترفين في تجمّع يضمهم وينسق
فيما بينهم ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم.
والاتحاد، الذي اسسه النقاد محمد رضا، طاهر علوان، هوفيك حبشيان،
وصلاح سرميني، هو تجمع تطوعي يكتسب شكل او عمل المنظمات غير الحكومية
المتعارف عليها في الوطن العربي والعالم.
وقال البيان التأسيسي ان اللاتحاد مستقل القرار تماما وغير تابع لأية
جهة او تيار او مؤسسة لكنه منفتح على التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة.
ويتوخّى هذا الإتحاد المساهمة فعلياً، ومن خلال نشاطاته المأمولة،
الإحتفاء بالسينما الجيّدة، على اختلاف مشاربها وتياراتها، والمساهمة في
تقدّم السينما العربية ومحافلها المختلفة.
وذكر بيان التأسيس "على الرغم من تطوّر مرافق العمل السينمائي في
العالم العربي تبعاً لما عصف به العالم من متغيّرات مختلفة على كل صعيد
تعبيري وتقني وفني ممكن، لا يزال النقد السينمائي في العالم العربي يعيش
وضعاً متناقضاً مع طبيعة هذا التطوّر ونتائجه. فهو موجود بفضل بذل وحب
النقاد القائمين عليه ونَشط حيثما يُتاح لهم تفعيل حضورهم في المشهد
السينمائي العربي، والتواصل مع العاملين في هذا الحقل الإبداعي ومستقبليه
على حد سواء. ومع أن حضورهم هذا واضح ومؤثر الا أن الملاحظ في المقابل أن
تحجيماً متواصلاً لهذا الدور يسير على قدم وساق تلك المتغيّرات المختلفة
المذكورة مصدره التجاهل شبه الكامل لدور الناقد ولأهمية تأثيره الإيجابي في
الحركة السينمائية وعلى أصعدة تطوير العمل السينمائي فناً وثقافة وصناعة
وعروضاً."
وأضاف "وعلى الرغم من الأهمية المذكورة وجدنا ان كل هذا الأنتاج
السينمائي سواء العربي اوالأجنبي الذي يتدفق على البلاد العربية لا زال
يتطلب تأسيسا صحيحا لرؤية نقدية تحليلية واعية تواكب المنجز السينمائي
وترصده وتحلله وتقدم رؤى موازية وخبرات واستنتاجات وتحث ايضا على سينما
بديلة للسائد. سينما اكثر إبداعاً وتعبيرا عن قضايا الأنسان وأفضل رصدا
للواقع ومواكبة للإنسان العربي في هذا العصر الذي يعيش."
وأشار بيان التأسيس "من هذا كله تصبح مسألة تأسيس اتحاد عربي ذا افق
عالمي للنقاد السينمائيين العرب ضرورة ملحة واسبقية لا بد من تلبيتها لرصد
كل تلك التحولات التي اشرنا اليها ولجمع النقاد السينمائيين العرب سواء
المقيمين منهم في البلاد العربية او بلدان المهجر. اتحاد يمتلك ثوابته
وحضوره من وجود عدد كبير من النقاد السينمائيين العرب المحترفين الذين
اضافوا للحياة السينمائية الثقافة والعلم والمعرفة، كما نجحوا في التواصل
مع جمهور عريض على الرغم من كل العوائق ذات الأسباب المتعددة التي واجهتهم
ولا تزال."
واعتبر بيان النقاد المؤسسين انهم "قد بذلوا حتى الآن حياتهم وخبراتهم
في سبيل الأرتقاء بالذوق السينمائي ومتابعة تطوّراتها السينما ورصد تاريخها
واهم محطاتها وربط السينما بحركة الحياة والتعامل مع الفيلم السينمائي،
أيما كان ومن أي مصدر جاء، كاداة ثقافية وتربوية وانسانية تسهم في رقي
المجتمعات ونشر الثقافة والمعرفة، لهذا كله لم يعد من المنطقي ولا المقبول
ان يبقى هؤلاء النقاد يمارسون عملهم في شكل جزر متباعدة من دون ان تتوحد
جهودهم ويجري التنسيق فيما بينهم وتأسيس اتحاد يضمهم جميعا يدافع عن هذه
المهنة التي نرى انها لا تختلف عن اية مهنة اخرى في ميادين الأبداع وحقل
الأعلام المرئي والمقروء."
واشار "ولعل ما يضاعف من اهمية وضرورة تأسيس هذا الأتحاد هو الوضع
الحالي الذي يعيشه الناقد السينمائي المتخصص والمليء بمواطن الخلل والتسيب
التي احاطت بعملية النقد السينمائي وبمهنته، ومنها عدم الأعتراف بتميّز
النقد السينمائي وفصله عن وظائف اعلامية وصحافية أخرى، وتجاهل دوره في بناء
الحركة الثقافية ككل والسينمائية على وجه الخصوص لجانب الضرورة الملحّة
التي تفرضها الأوضاع السياسية والإجتماعية والفكرية التي يمر بها العالم
العربي والتي يلعب فيها فن السينما دوراً تنويرياً بالغ الأهمية لا يمكن
ايصاله ونشره من دون فعل وتواصل نقدي مع كافة أشكال العروض ومع مختلف فئات
الجمهور السينمائي في العالم العربي وخارجه."
وبناء على هذه التصورات والمؤشرات اعلن النقاد السينمائيون العرب
الموقعون على البيان عن تأسيس "الأتحاد الدولي للنقاد السينمائيين العرب".
ويهدف الاتحاد الوليد الى:
أولاً: جمع النقاد السينمائيين العرب المتخصصين والمحترفين في تجمّع
يضمهم وينسق فيما بينهم ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم.
ثانياً: الاتحاد تجمع تطوعي يكتسب شكل او عمل المنظمات غير الحكومية
المتعارف عليها في الوطن العربي والعالم وهو مستقل القرار تماما غير تابع
لأية جهة او تيار او مؤسسة لكنه منفتح على التعاون مع المؤسسات ذات
العلاقة.
ثالثا: يضع هذا الاتحاد ضوابط عملية عادلة ولكنها صارمة للوصول الى
هدف أساسي وهو وضع ضوابط مهنية لمن هو "الناقد السينمائي"، وما هي
المواصفات التي عليه أن يتحلّى بها ليحمل هذه الصفة الخلاّقة لتؤهله
الإنضمام الى الجسد النقدي او الى هذا الإتحاد فيما لو أراد.
رابعاً: يفتح هذا الاتحاد ابوابه لتسجيل الأعضاء بحسب الضوابط التي
سيعلن عنها فيما بعد.
خامساً: سيكون من بين اهداف الأتحاد الإشراف على عقد الندوات
والمؤتمرات والحلقات الدراسية وورشات العمل المتخصصة للسينمائيين كما
للجمهور ولهواة السينما الباحثين عن مستقبل لهم سواء في مهنة النقد او في
سواها من المهن السينمائية٠
سادساً: يقوم الإتحاد بالاتصال والتنسيق والتعاون مع الجمعيات
والأتحادات المتخصصة بالنقد السينمائي في العالم ليكون لهذا الأتحاد موقعه
الصحيح بين تلك الاتحادات الدولية.
سابعاً: يتوخّى هذا الإتحاد المساهمة فعلياً، ومن خلال نشاطاته
المأمولة، الإحتفاء بالسينما الجيّدة، على اختلاف مشاربها وتياراتها،
والإشتراك في تقدّم السينما العربية ومحافلها المختلفة في إندماج فعلي مع
واقع العمل النقدي وآفاقه.
وذكر البيان ان الإتحاد يرحب بالمؤسسات بالمهرجانات والتجمعات
السينمائية التي ترغب في التنسيق معه في تنفيذ هذه الغايات وتوفير سبل
النجاح للمؤتمرات والندوات التي تقيمها وذلك على أسس احترافية صحيحة.
واضاف "وبهذه المناسبة لا نملك الا ان نحيي جهود جميع النقاد
السينمائيين الجادين والمخلصين لمهمة ووظيفة النقد السينمائي من مختلف
الأجيال الذين قدموا تلك الخدمات الجليلة ولمواصلة مابدأوه وما أسسوه فأن
هذا الأتحاد سيكون قوة ايجابية فعالة تخدم ملايين القراء والمشاهدين من
خلال منجزات اعضائه وسيكون ايضا العين الراصدة للمنجز السينمائي العربي
والعالمي ومصححا للمسارات الخاطئة والعشوائية التي تمس عمله وعمل اعضائه
باتجاه ترسيخ ما هو صحيح وايجابي وفعال."
ميدل إيست أنلاين في
30/10/2010
فيلم.. لحظات خالدة
Everlasting Moments
صــور مــن حياتـنـــا ستظـلّ خالـــدة فــي قلوبنــــا
محمد القاسمي
فيلم «لحظات خالدة» من أروع الأفلام السويدية على الإطلاق، نال إعجاب
النقّاد في جميع أنحاء العالم، وقد أخرجه السويدي «جون ترول»، ويروي الفيلم
قصّة حب جميلة تدور في العام 1911.
تدور أحداث القصة حول «ماريا لارسون» وهي أم لسبعة أطفال وتعيش مع
زوجها السكّير الذي لا يكترث لشيء أبداً ولا يهتم بشؤون أسرته ولا بزوجته،
ولكن «ماريا» امرأة قوية ومحافظة، وعلى الرغم من الوضع المادّي السيئ فقد
استطاعت أن تربّي أبناءها تربية صالحة بعملها في تنظيف بيوت القرية مقابل
أجر زهيد.
حين تزوّجت «ماريا» بـ»سيغفرد» قبل سنوات، فازت بكاميرا فوتوغرافية في
أوراق اليانصيب، وقد احتفظت بها طيلة هذا الوقت دون أن تستخدمها مطلقاً،
فقررت الذهاب إلى متجر الصور كي تبيعها وتحصل على بعض المال لشراء الطعام
لأبنائها، وقد قابلت هناك مدير المتجر «سيبستيان بيدرسن» الذي فحص الكاميرا
بعناية كي يشتريها، وما لفت اهتمامه أنّ صفيحة التصوير فارغة تماماً ولم
تُستخدم، فقرّر أن يشتري الكاميرا على أن تحتفظ بها «ماريا» وتستخدمها
للتصوير ثم تقوم بتحميضها في متجره.
«ماريا» امرأة غير مثقفة، ومستواها التعليمي بسيط، لكنها موهوبة في
التصوير. فقد لا تعي أصول التصوير، لكنها التقطت أروع اللقطات، وهي مفتونة
بـ «سيبستيان» الذي يكبرها بالعمر، والذي يعاملها برقّة وحنان، ونكتشف مع
الوقت أنّهما وقعا في الحب.
كلا!!! الفيلم ليس عن تركها لزوجها السكّير أو كونها مصوّرة مشهورة،
بل هو عن تغيير نمط حياتها باكتشاف موهبتها الفريدة، وهي تستمر بالبقاء إلى
جانب زوجها برباط أقوى من الزواج، فهي تؤمن بأنّ الزوجة يجب عليها أن تستمر
بزواجها مهما اشتدت الصعاب، كما لو كان الأمر قدرها المحتوم. وقد اتخذت
«ماريا» جانباً مستقلاً في أسلوب حياتها كما تحب، فحين سافر زوجها إلى
الحرب، عملت مصوّرة لحفلات الزفاف من أجل إعالة أبنائها.
«ماريا هيسكانن» التي تلعب دور «ماريا لارسون» تجعلها تبدو امرأة
خجولة وتخاف أن تأخذ نظرة قريبة لنفسها، ولم تعتد أن تعامَل بلطف من أحد
كما يعاملها «سيبستيان» الذي يحترمها ويشفق عليها. ومن الأمور الغامضة في
الفيلم، سر تمسّك «ماريّا» بزواجها الذي سبّب لها التعاسة، في حين أنها
تشعر بالاحتمالات الكبرى من «سيبستيان» في رغبته بالزواج منها.
أمّا «ميكائيل بيرسبرانت» الذي قام بدور «سيغفرد»، فلم يجعل منه رجلاً
سيئاً، بل أظهره كرجل ضعيف أمام الكحول. وإنظروا إلى «سيبستيان» الذي قام
بأداء دوره «جسبر كرستنسن» فقد أحبّ «ماريا» منذ أن التقاها لأول مرة وأراد
أن يحميها من المشاكل التي قد يسبّبها لها. والفيلم شديد الدقّة في إظهار
تدرّج الحب بين الشخصيات.
الفيلم يعكس الشخصية العظيمة للمخرج «جون ترول» الذي اعتاد في أفلامه
أن يُظهر شخصيات تسعى لملء حياتها بالأفضل دائما والتفاؤل بما يخبئه
المستقبل لهم، وبعد أن شاهدت الفيلم، قرأت ما كتبه النقّاد حوله وانبهرت
برأي أحدهم الذي قال «وجدت أن الصور القديمة تجلب الذكريات السعيدة لمن
حولنا، فنستطيع أن نرى ما كنّا عليه، وأن نتذكر أجمل اللحظات التي ستبقى
خالدة في قلوبنا».
قصة الفيلم رائعة جداً، وقد اقتبسها المخرج من رواية كتبتها زوجته «أغينتا»
التي هي نفسها استوحتها من حياة أحد أفراد عائلتها!!! «ماريا لارسون» عاشت
الحياة والتقطت الصور التي شاهدناها، والراوية التي نسمع صوتها في الفيلم
هي ابنتها «مايا لارسون».
تم إعتماد الفيلم من لجنة جوائز الأوسكار على أنّه الفيلم الرئيسي
باسم السويد وقد اختير لاحقاً مع 8 أفلام غيره من دول أخرى للدخول للقائمة
النهائية للترشّح في جائزة أفضل فيلم أجنبي، وقد حصل الفيلم أيضاً على
ترشيح لجائزة الغولدن غلوب التي تصنف الأهم في أمريكا بعد جوائز الأوسكار،
فهو بالتأكيد فيلم يستحق المشاهدة.
الأيام البحرينية في
30/10/2010
شباب خليجي متطوع وراء نجاح المهرجانات السينمائية
الدوحة - أسامة عسل
ربما يركز فقط رواد المهرجانات السينمائية المنتشرة في منطقة الخليج
حاليا (الدوحة وأبوظبي ودبي ومسقط)، على السجادة الحمراء والأفلام في
عروضها الأولى علاوة على كبار النجوم والمشاهير.
ويسقط منهم سهوا الأعداد الغفيرة من الشباب الذين يعملون بكل طاقاتهم
وراء الكواليس، من خلال عمل تطوعي رائع يتجلى فيه عشقهم الشديد للسينما
ورغبتهم في إعطاء انطباع إيجابي عنهم ليصبحوا شركاء في هذا الحدث البارز،
الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لاكتساب خبرة عملية قيمة في بيئة تسودها روح
الحماسة ويغلفها بريق أضواء السينما من كل جانب، مع ساعات عمل طويلة ومرهقه
من دون أن تفارق الابتسامة وجوههم. تشكل فئة الشباب العاملين في المجال
السينمائي كمتطوعين بلا أجر عاملاً أساسياً لنجاح تلك المهرجانات
السينمائية، التي تحتاج إلى متحمسين للمساعدة في الأعمال المكتبية الخارجية
قبل انطلاق الحدث، ومساعدة الضيوف في المطار والفنادق، وإرشاد الجمهور إلى
صالات العرض المختلفة.
وتنسيق نقل الضيوف، وتسجيل الوفود، والإجابة عن كل سؤال يخص الأفلام
ونجومها وتوجيه رواد المهرجانات إلى أماكن الفعاليات وأنشطتها المختلفة،
هذا بخلاف فرص العمل في أقسام أخرى من المهرجان، بما فيها شباك التذاكر
واستقطاب الجمهور والصحافة وصناعة السينما والتسويق والرعاية والعمليات
التشغيلية الأخرى.
كما أنه لا يمكن تجاهل الهدف والمضمون الأكثر قوة، وهو تشكيل ثقافة
وذائقة سينمائية جديدة لجيل ينشد الاقتراب من صناعة بدأت تتحرك خليجيا،
وتنمو وتحتاج إلى جمهور مختلف يحب الأفلام ويتفاعل معها ويعرف كل شيء عنها،
ويكون العمل التطوعي الخطوة الأولى بالنسبة إلى آخرين يرغبون بالعمل في
صناعة السينما، أو إحراز المزيد من التقدم في هذا المجال.
وتعمل المهرجانات على تأهيل هذه الكوادر المواطنة الحريصة اكتساب
الخبرة السينمائية والساعية إلى الحفاظ على تراثها وثقافتها، من خلال توفير
ورش فنية عبر برنامج علمي تدريبي شامل، يؤهل هؤلاء الشباب ليكونوا الواجهة
الرئيسية لتلك الأحداث الفنية العالمية.
وفي مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الذي انتهت فعالياته بالأمس، تم
فتح باب التسجيل أمام المجتمع القطري للحصول على فرصة فريدة للتسجيل على
قائمة المتطوعين في الدورة الثانية وتلقت اللجنة المنظمة ما يزيد على 1300
طلب، فيما تمكن أكثر من 800 متطوع من استكمال تدريبهم والمشاركة في الحدث.
وفي السطور التالية، يرصد (الحواس الخمس) هذه الظاهرة ويسلط الضوء
عليها من خلال استعراضه لها وللعاملين بها.
البيان الإماراتية في
30/10/2010
ملف
متطوعو النسخة الثانية ل(الدوحة ترايبكا):
عملنا واجب وشركاء في إبراز فعاليات المهرجان
في مجمع كتارا الفني والثقافي الذي يقع على الساحل الشرقي من العاصمة
القطرية كانت فعاليات مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي.
وكتارا تعني بالإغريقية قطر، وفي أجواء تشع بالدفء والمعرفة حضرت
أعداد كبيرة من الزوار(سينمائيين ووسائل إعلام عربية وأجنبية وفنانين من
مختلف الفئات والأقطار)، كان في استقبالهم يوميا مجموعات كبيرة من
المتطوعين الشباب يعبرون في فرحه عن لقائهم بالجمهور ونجومهم المفضلين خلال
سيرهم على السجادة الحمراء، ومع الوقت أصبحوا جزءاً من الفعاليات المثيرة
في هذا الحدث.وربما يكون من المتعذر الحديث عن تنظيم »الدوحة ترايبكا
السينمائي« من دون التطرق إلى التفاني والعمل الشاق من جانب المتطوعين، حيث
يعمل هؤلاء طوال فترة انعقاد المهرجان بكامل طاقاتهم، ومع أنهم لا يحصلون
على أي أجر لقاء الخدمات التي يقدمونها، إلا أنهم يحظون بتجربة لا تقدر
بثمن.
وتكون المكافآت التي يحصلون عليها في المهرجان كثيرة، من بينها
القسائم لحضور عروض الأفلام وحلقات النقاش، واستلام البطاقات التعريفية
التي تبرز هوية المتطوع، وحقيبة مليئة بالهدايا الممتعة، بما في ذلك الزي
الموحد الخاص بالمهرجان والدعوة لحضور حفل تكريم المتطوعين، إضافة إلى
شهادة التقدير التي يحصل عليها كل متطوع، والأهم طبعا تعزيز الإحساس
بالانتماء للمجتمع.
وحول تجربتهم الجديدة وأبرز التحديات التي واجهوها والانطباعات عن
المهرجان، يستطلع (الحواس الخمس) بالكلمة والصورة آرائهم في الوقفات
التالية:
قال شبيب الرميحي ـ طالب قانون يدرس في جامعة قطر ـ وانضم متطوعاً إلى
دائرة علاقات الضيوف: أحب أن أكون متطوعاً في المهرجان السينمائي، لأنني
جزء من مؤسسة تمثل قطر في صناعة السينما الدولية، وتقدم العالم إلى قطر،
وعلاوة على ذلك.
فإن المهرجان يدعم مساعي قطر للفوز في استضافة نهائيات كأس العالم
لكرة القدم في العام 2022، كما يعزز رؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل
ثاني للعام2030، ولهذا السبب تكون مؤسسة الدوحة للأفلام مفيدة لدولة قطر،
وهذا هو ما دفعني للتطوع في المهرجان، لذا يجب علينا بذل أقصى جهد ممكن
لدعمه وبما يتناسب مع مكانته ودوره.
رد الجميل
بينما يرى إبراهيم ميناوي، متطوع يعمل في قسم الإعلام أنه من الجميل
المساعدة على إيصال جميع الأشياء الرائعة التي تحدث في المهرجان، وأضاف
قائلا: إنني أشعر بحماسة فائقة لأن أكون جزءا من هذا المهرجان المدهش، كما
أن الدور الذي أقوم به يتيح لي الفرصة للاطلاع على التغطية الصحفية في
الصحف وعلى شبكة الإنترنت، ويساعدني ذلك أيضاً على التعرف إلى صناع السينما
والأفلام والبرامج الخاصة، والأعمال التي تقوم بها مؤسسة الدوحة للأفلام
على مدار العام.
وأعتقد أن هذا النوع من التدريب يعد وسيلة ممتعة للتعرف إلى كيفية رد
الجميل لمجتمعنا المحلي في مدينة الدوحة، وقد يتساءل البعض عن السبب الذي
يدفعني إلى الرغبة في التطوع والعمل من دون مقابل مادي، وجوابي هو أنني
أحصل على مقابل نظير هذه الخدمة، حيث إنني أساعد الناس كل يوم، ويعتبر هذا
بحد ذاته مكافأة قيمة، وبالنسبة إلي، أرى أنه لا يمكن قياس كل شيء دائماً
بالمال، فالمسألة هنا تتعلق بمساعدة المجتمع المحلي، والقيام بشيء مفيد في
حياتي.
إبراز الحدث
أما عائشة بو حميد المتطوعة في قسم المرافق، فتقول: أتاح لي المهرجان
الفرصة للتعلم من تلك الشخصيات المحترمة التي تحظى بشهرة عالمية واسعة
النطاق، كما أن التطوع يوفر لي المجال للالتقاء بطيف واسع من الناس الذين
لا يمكنني التعرف إليهم في الحياة اليومية العادية، إن الفعاليات
السينمائية جمعت بين الناس من مختلف مناحي الحياة، ويعملون مع بعضهم بعضاً
من أجل إبراز هذا الحدث بما يعود بالفائدة على ملايين الناس.
الثقافة القطرية
وقال محمد مراد المتطوع في قسم الضيافة: شعرت بالسرور حقاً أن أكون
جزءاً من هذا المهرجان الكبير والضخم، كما ينبغي ألا يغيب عن بال أي منا أن
هذا المهرجان يمثل فرصة لنا جميعاً كمواطنين قطريين للتعريف بثقافتنا
وتقديم دولة قطر لصناعة السينما العالمية.
وفضلاً عن ذلك، فإن الانضمام إلى فريق المتطوعين في مهرجان الدوحة
ترايبكا السينمائي يعني الكثير من المرح واكتساب خبرات جديدة والتعرف إلى
أصدقاء جيدين جدد، وتكوين عائلة تعاونية جديدة. وبعد تطوعي في هذا العام،
فإنني أتطلع للمشاركة مع فريق التطوع لهذا المهرجان في كل عام، لأنني وجدت
نفسي في هذا الحدث بالفعل.
حواجز الخوف
وقال جاسم عماد دهي وهو متطوع في برنامج (تيدكس دوحة): استمعت كثيرا
وكسبت الكثير من الخبرات وكسرت حاجز الخوف بداخلي من رهبة الاقتراب من
النجوم وزاد استمتاعي كذلك بمشاهداتي للأفلام التي نادرا ما يمكن رؤيتها في
صالات السينما المحلية.
وقالت آمنة آل ثاني المتطوعة في قسم علاقات الضيوف: هناك الكثير من
الفوائد والمكاسب التي حصلنا عليها، فهذا الحدث يجمع الناس مع بعضهم بعضاً،
ويفتح الباب أمامنا للتعرف إلى أشخاص جدد، وإقامة علاقات صداقة جديدة من
مختلف الأعمار والبلدان والأجناس.
ومن شأن هذه المشاركة أن تعزز النمو الذاتي، في الوقت الذي يمكننا فيه
استخدام مهاراتنا لتعليم الآخرين مع تعلم المهارات الجديدة منهم في
المقابل، لذلك فإن المسألة المهمة هنا لا تقتصر على ما نقدمه فحسب، وإنما
على ما نحصل عليه في المقابل أيضاً، صحيح أن العمل التطوعي لا يعود علينا
بالمنافع المالية، ولكنه يوفر لنا تجربة جديدة، ويجمعنا بالأصدقاء، ويضمن
لنا مهارات جديدة، ويسهم في تعزيز مجتمعنا، ويساعدنا أيضاً على كسر حواجز
الخوف وسوء الفهم.
التواصل الإنساني
أما السنغالي-الأميركي إبراهيم نيانج قد شارك في دورة عام 9002 من
المهرجان كمنسق للجنة التحكيم، ويقول: لقد أثر علي المهرجان بطرق عديدة،
فقد ساهم في إثراء معارفي حول منطقة الشرق الأوسط وتعزيز تواصلي مع سكان
دولة قطر. واتاح لي اللقاء بأشخاص رائعين من كافة أنحاء العالم، لذا أنصح
جميع المهتمين بالسينما والتواصل الثقافي والإنساني البنّاء الانضمام إلى
فريق العمل.
فرصة رائعة
من جهة أخرى، كان الأردني محمد عزّام قد تعرف على مهرجان الدوحة
ترايبكا السينمائي الدولي من خلال أصدقائه الذين عملوا على السجادة الحمراء
خلال الدورة الأولى للحدث، ومع مشاركته في المهرجان كمشرف على عمليات
التسجيل، تطورت مهام عزّام الذي يتحدث عن تجربته قائلاً:
لطالما رغبت بالمشاركة في مهرجان سينمائي، وبعد أن حظيت بهذه الفرصة
الرائعة، فإنني حريص على التواجد كل عام، وعلى الرغم من أن العمل قد يكون
مجهداً في بعض الأحيان، إلا أن النجاح الذي نحققه يجعلنا ننسى كل التعب.
البيان الإماراتية في
30/10/2010 |