اعتذرت النجمة الأمريكية «كاثرين زيتا جونز» هذا الأسبوع عن تمثيل
شخصية «ماريلين مونرو» في فيلم «أسبوع مع ماريلين» الذي يتناول قصة عملها
أمام
النجم الإنجليزي الكبير سير « لورانس أوليفييه» -الأمير والراقصة- الذي
يحكي عن
رحلتها مع زوجها الكاتب الكبير «آرثر ميللر» في أول أسبوع من شهر عسلهما
إلي مدينة
الضباب والعلاقة التي جمعت بين ماريلين وزوجته فيفيان لي.. كاثرين زيتا
جونز بررت
اعتذارها باضطرارها إلي البقاء بجوار زوجها الممثل مايكل جاكسون لرعايته في
مرضه.
أكثر لهفة من ماريلين. كان «ميلتون جرين».. إنه كان ينتظر هذه
المحادثة
التليفونية بفارغ الصبر ينتظرها ويترقبها من بعيد من نيويورك
التي تبعده عن ماريلين
بآلاف الأميال.. وطالت المكالمة وامتدت
لساعات الصباح الأولي. وأعقبتها محادثة أخري
في الليلة التالية وتكررت محادثات منتصف الليل الممتدة. بالطبع كانت أحاديث
مفعمة
بالرقة مشرقة بالآمال.. ودافئة بتعبيرات الحب الرقيق التي لا يمل ميلتون من
أن
ترددها النجمة التي تبعدها عنه آلاف الأميال ويقربها منه الأثير.
وشيئا
فشيئا بدأ يشوب أحاديث متحدثي الليل نغمة
جديدة.. بعيدة عن أحاديثهما العاطفية إنها
نغمة المال والعمل.. بالطبع كان مردد هذه النغمة هو ميلتون وبعد أن كانت
أحاديث
المال والعمل تبدو كأنها عارضة صارت تزداد وتزداد حتي أصبحت هي الموضوع
الأساسي
لأحاديث المساء وما عداها يبدو عارضا.
كان «ميلتون» يريد من ماريلين أن
تشاركه في إنشاء شركة سينمائية هي برأس المال وهو بالإدارة، وأخذت العبارات
من
نوعية «ألا يكون رائعا أن نتوج علاقتنا بشركة مشتركة تخيلي اسمي واسمك
يتعانقان علي
لافتة الشركة المضيئة بلاشك ستدعم تلك الشركة علاقتنا وتقربنا من بعضنا».
وأفاض «ميلتون» وبرع في استخدام ذكائه ولبقاته في حشو رأس الشقراء
الفاتنة
بما يغريها بمشروعه ومازجا لها بدهاء الحب مع المصلحة.
ولكن أبدا لم يستطع
ميلتون أن يخرج من أحاديث التليفون ولو
بوعد من ماريلين بشأن مشروعه وبدأت ماريلين
تمل هذا الغرام الشفوي الذي أسمته غرام التلاميذ، ونظرت من حولها فرأت
عشرات، بل
مئات من طالبي الود والمستعدين لمبادلتها الغرام الذي يملأ حياتها وليس
أذنيها.
ووقع اختيار ماريلين علي أحد هؤلاء لتتخذه صديقا. إنه «كلارك جيبل»
المعجب
الذي لم يمل من صدود زميلته.
إنه في حقيقته أكثر روعة منه علي الشاشة هكذا
صرحت ماريلين يوما لإحدي صديقاتها بعد أن توطدت صداقتها بزميلتها الذي لم
تكن
تستخفه من قبل.
الفأر في المصيدة
وصارت علاقة
النجمين الكبيرين حديث المجتمع الهوليوودي
وقنبلة الصحفيين الفنيين ولم تحد علاقة
ماريلين بجيبل من علاقتها التليفونية
بميلتون فقد استمرت أحاديث الليل بين مصور
نيويورك ونجمة هوليوود.
ويبدو أن ميلتون كان قد يئس من إمكان تأثيره علي
ماريلين عبر التليفون ولذلك فوجئت به ذات صباح يطرق بابها وقبل أن تعقد
المفاجأة
لسانها بادرها بقوله
:
-
حبيبتي لقد قررت أن أطير إليك .. لعلي بشخصي أتمكن
من إقناعك بما لم أستطعه بصوتي. وأخبرها المحب الذكي بأنه يري أنه من الأصح
أن تبدأ
بفسخ عقدها مع شركة فوكس حتي تتفرغ تماما للعمل في إمبراطوريتها السينمائية
المنتظرة.
-
ولكن هذا ضرب من الجنون كيف تريدني أن أفسخ عقدي مع الشركة إن
هذا معناه تحملي لغرامة مالية فادحة يجب دفعها لقاء هذا الفسخ.
ولكن ميلتون
كان قد أعد نفسه لكل التساؤلات واستعد
بالإجابات:
-
أنا لا أعني فسخا
رسميا.. ولكن بإمكانك أن تخبريهم بأنك لن
تعملي معهم لمدة ثلاث سنوات مثلا.
-
إنها فكرة طيبة.. ولكن من أين لي أن أعيش ومن يتكفل بنفقاتي
الباهظة؟!
-
يا حبيبتي ... لقد أعددت كل شيء سأقوم أنا بتولي جميع شئونك
المالية...
فلا تقلقي بهذا الخصوص ولا أريدك من الآن فصاعدا إلا أن تتذكري
شيئا واحدا هو
شركتنا المشتركة «ماريلين مونرو وميلتون
للسينما».. ثم أخبرها أن خطتهما تعتمد علي
شراء أجمل الموضوعات السينمائية التي تليق بمكانة ماريلين الفنية وموهبتها
الفذة
علي أن يتولي هو شئون الإدارة بجانب تنظيم وقت ومواعيد النجمة الكبيرة.. ثم
أشفع
ميلتون قوله هذا بعبارة اعتقد أنها سيكون لها وقع السحر علي ماريلين:
-
وبهذا يا حبيبتي سنكون شركاء لا نفترق وهو ما أسعي إليه فقط من
كل هذا.
وشعرت ماريلين بشعور الفأر الذي وقع في المصيدة. كانت مناورات ميلتون
لا
تخفي عليها وإن كان هذا المشروع قد اجتذبها من جانب واحد فقط
هو قيامها بتمثيل
أدوار ذات قيمة فنية تعتمد فيها علي
موهبتها التي كانت تري أنها لم تستغل حتي الآن
ورأت ماريلين احتمال أن تكون هذه الشركة منطلقا يقفز بها بعيدا عن أدوار
الإغراء
التي جمدتها فيها شركات الآخرين.
ولم يدخر ميلتون جهدا إلا واستخدمه لتحقيق
غرضه فهو مرة يحدثها عن المجد الفني الذي ينتظرها إذا غيرت نوعية أدوارها
وهو أمر
لن يتوفر إلا بشركة خاصة بها ومرة يهمس لها بأنه سيكون الخادم المطيع
والمحب الذي
لن يمل، والذي يملأ حياتها بهجة وحبا وسعادة لن تتوافر إلا إذا جمعتهما
شركة واحدة
في نفس المدينة بدلا من أن تفصل بينهما آلاف الأميال.
وأراد ميلتون أن يدعم
أقواله بأفعاله فسخر من نفسه خادما
لماريلين.. ينظم أوقاتها ومواعيدها صباحا ويبثها
شوقه وغرامه ليلا.. ذلك الليل الذي كان يمضيانه متنقلان من ملهي لآخر أكثر
لهوا.
ولكن كثيرا وبين الرقصة والأخري كان ميلتون لا ينسي أن يستأذن من
ماريلين
للحظات تاركا إياها غارقة في ضوء الشموع تائهة في عباراته الولهة التي كان
يسمعها
إياها أثناء الرقص.. أما لماذا كان ميلتون يستأذن من ماريلين للحظات فلكي
يجري
مكالمة تليفونية مع نيويورك أو إن شئنا الدقة ليحادث زوجته في نيويورك..
نعم كان
ميلتون متزوجا وكانت «إمي» زوجته الذكية متفهمة لتصرفات زوجها وارتباطه
بماريلين
عارفة بتطور هذه العلاقة لحظة بلحظة ليس من أحد غريب، ولكن من ميلتون نفسه
الذي
أفهمها جيدا أن هذه العلاقة ما هي إلا صفقة مالية من شأنها إذا تمت أن تعود
عليهما
بالثراء العريض.
كانت ماريلين تمر في تلك الأيام بأزهي أيام مجدها الفني..
وهي في نفس الوقت أكثر أيامها اكتئابا.. كان الرجال يتساقطون حولها صرعي
جمالها
يجذبهم إليها صدر ناهد أو ساق رائعة بينما كانت هي في حاجة ماسة إلي من
يحبها
لشخصها وليس لأنوثتها، كانت ماريلين تري أن الأدوار التي تسند إليها لا
تعبر عن
موهبتها الحقيقية، ولكن أمر موهبتها التمثيلية لم يكن يعني المخرجين
والمنتجين في
قليل أو كثير وإنما كان جمالها وقوامها وفتنتها هو كل ما يهمهم إبرازه في
أفلامها.
وجاء عرض ميلتون في ذلك التوقيت بالذات أشبه بأمل طالما هفت نفسها
إليه،
وإن كان شعور بداخلها لا يريحها تجاه ميلتون وعروضه ومشاريعه
بل وحبه.
من يأكل من.. ؟
وفي الطائرة التي أقلتهما إلي
نيويورك للبدء في مباشرة الإجراءات التنفيذية لمشروع الشركة المزعومة اتسعت
ابتسامة
ماريلين وهي تميل بدلال علي ميلتون قائلة:
-
كيف ستستقبلني زوجتك؟
-
إنها من أشد المعجبات بك وبفنك وستستقبلك استقبالا يليق بك،
وبمكانتك في قلبها
وقلوب جماهيرك العاشقة.
-
بالعناق استقبلت «إمي» ضيفتها نجمة هوليوود
والدجاجة التي ستبيض لها الذهب قريبا، وبالرغم من مظاهر الحفاوة والترحيب
التي
أغدقها آل ميلتون علي ماريلين، فإنها لم تكن تشعر تجاههم إلا شعور الضحية
تجاه
مصاصي الدماء.. الذين لا هم لهم سوي استنزاف ضحيتهم لآخر قطرة دم فيها.
وأفردت «إمي» لماريلين أجمل حجرات منزلها وزودتها بكل وسائل الراحة..
التي
تليق بالنجمة الكبيرة.
وأسدل ميلتون ستارا من السرية حول زيارة ماريلين
لينيويورك وإقاماتها في منزله.. فقد ارتأي ألا يعلن عن ذلك إلا بعد أن تطيب
الأكلة.. وحلت اللحظة المناسبة وكان ذلك بعد حوالي أسبوعين من إقامة
ماريلين لديه
فأقام حفل كوكتيل علي شرف النجمة الكبيرة.. ودعا إليه حشدا من الصحفيين
والفنانين
ثم فاجأ ميلتون ضيفته بأنه قد آن الأوان للإعلان عن شركتهما المشتركة وطلب
منها
ميلتون أن تتولي بنفسها خبر إعلان ذلك علي الحاضرين.
وعبثا حاولت ماريلين
أن تراوغه فقد باغتها بطلبه هذا.. ولكنها
لم تنجح خاصة أن كمية الشمبانيا التي كانت
قد شربتها قللت من مقدرتها علي المقاومة مقاومة أي شيء ولو إعلان الخبر..
وأعلنت النجمة الكبيرة أنها أنهت عقدها مع شركة فوكس وأنها في طريقها
لتأسيس شركة خاصة مشتركة مع ميلتون وتقارعت الكئوس في صحة الخبرين الفنيين.
ولم يكن ميلتون ونشوة الانتصار تطيح برأسه يدرك أن ماريلين كانت قد
ملت
لعبته وفهمتها ووعت أهدافها جيدا وأضمرت ماريلين للرجل الذي ظن
أنه خدعها بشراك
الغرام.. أضمرت له في نفسها أمرا يكون له
درسا جزاء خداعه وكذبه ونفاقه.. لقد أراد
آل ميلتون استغلالها ليجنوا من ورائها ثروات طائلة. إذن لتستغلهم هي قبل أن
تمكنهم
منها.
وتحولت حجرة ماريلين في منزل ميلتون إلي صالون تجميل يزخر بأفخر
وأحدث منتجات التجميل الباهظة.. وأخذ يتردد عليها مصففو الشعر وأخصائيو
التدليك أما
حمامها اليومي فكانت تستخدم فيه من بارفانات أكثر ما تستعمل من ماء وأخذت
الثياب
والأحذية تتدفق علي دولاب ماريلين من أغلي محلات نيويورك وبالطبع كانت جميع
الفواتير تحول علي حساب ميلتون الذكي.. وبعد أن شعرت ماريلين بأن ميلتون
وعي الدرس
تماما غادرت منزله لتقيم في أحد الفنادق وبدأت ترتاد المجتمع النيويوركي.
ولم تنسي ماريلين طموحها الفني فإذا هي تكلف أحد كبار أساتذة الدراما
بإعطائها دروسا في الإلقاء وانتشر خبر انتظامها في دراسة الإلقاء في سائر
أنحاء
المدينة الصامتة الصاخبة وبدأت الصحف تشيد بفنانة الإغراء.. التي تسير في
طريقها
للتحول إلي أستاذة في التمثيل وبعد أن كانت أسئلة الصحفيين لماريلين تدور
حول
مستحضرات التجميل ووسائل الإغراء بدأت نوعيتها تتغير لتتناول قراءتها
الأدبية
وآراءها في أهم الكتاب المحليين والعالميين.
تخطو إلي عالم المثقفين
في إحدي دعوات العشاء لاحظت ماريلين أن هناك علي الجهة الأخري من
المائدة
كان يجلس رجل كلاسيكي الملبس تغطي عينيه نظارة طبية سميكة..
بينما نظراته تكاد لا
تفارق وجهها وسألت جارتها في المائدة عن
شخصية هذا الرجل.. وعرفت أنه صاحب مسرحية ««موت
بائع متجول» وأحد مشاهير الكتاب المسرحيين الأمريكيين.
وبعد العشاء
فوجئت ماريلين في جلستها في صالون منزل
الداعي.. بالكاتب النحيف وهو يتقدم نحوها
وبيده كأسان من الشامبانيا:
-
اسمي آرثر ميللر.. هل تسمحين لي أن أقدم كأسا
من الشراب..؟
وابتسمت ماريلين وهي تعبر لميللر عن إعجابها.. برواياته
واستمر حديث الكاتب المشهور ونجمة هوليوود اللامعة طوال السهرة.. وافترقا
علي وعد
بلقاء لم يتحدد موعده.
ومر أسبوعان قبل أن يقرر الرجل المثقف الاتصال بنجمة
الإغراء وأخيرا وجد نفسه أشبه بالمسحور المنوم الذي يقاد.. كانت هناك قوة
خفية
تدفعه للاتصال بماريلين رغم محاولاته في مقاومة ذلك ودعا ميللر ماريلين
لقضاء
السهرة معه في منزل اثنين من أصدقائه المقربين هما الزوجان هيدا ونورمان
روستان
قائلا:
-
إنهما غاية في البساطة ومن أشد المغرمين بالمسرح أنا واثق أنك
ستحبينهما.
وقبلت ماريلين الدعوة.. ودونت عنوان صديقي ميللر وقلبها يدق
بعنف وتكررت اللقاءات في منزل آل روستان وبدأت ماريلين تمل صديقي ميللر بعد
عدة
دعوات في منزلهما كانت ماريلين تشتاق للقاء ميللر والحديث معه دون ما
رقيب.. ورأت
ماريلين أن تكون المبادرة من جانبها وقررت أن تبدأ هي الخطوة الأولي ومن
فورها قامت
بدعوة ميللر لتناول العشاء في أحد المطاعم الفاخرة.
وفي سيارة الأجرة التي
استأجرتها لتقلهما إلي المطعم فهمت ماريلين
من رفيقها أنه لا يستخدم أبدا التاكسيات
في تنقلاته فهو يراها مضيعة للنقود في الوقت الذي تتوافر فيه المواصلات
العامة.
وتكررت لقاءات ماريلين وميللر المنفردة وعرف الكاتب المسرحي أنه وقع
صريع
هوي شقراء هوليوود كما تأكدت هي أيضا أنها أغرمت به وكانت لفرط
حبها تجد في نفسها
مبررا لمظاهر البخل البادية في كل تصرفاته
وكان حبها يجعلها تمنطق هذه التصرفات
لتراها معقولة بل وضرورية فهي أبدا لم
تنتقد من مناديله التي كان يستعمل الواحد
منها لأيام حتي يكاد يضيع لونه تحت قذارته كما أن بصقاته علي حذائه لم تكن
تجعلها
تنفر منه.. كان ميللر يبصق علي حذائه بغرض تلميعه.. وذلك بديلا لاستعمال
الورنيش.
أخذت علاقة ميللر وماريلين تتوثق يوما بعد يوم ولم يكن ميلتون قد
اختفي
تماما من الصورة كان مازال يحدوه الأمل في إتمام مشروعه ورأي
في علاقة ماريلين
بميللر علامة من علامات الخطر.. قد يكون من
جرائها سحب السجادة من تحت قدميه.. ورأي
الاستقرار والاستمرار في لعبته القذرة بعد أن غير من تكتيكه لقد أراد أن
يكسب صداقة
ميللر.. عله يصل بذلك لأغراضه ولكن عبثا كان يفعل فمن اللحظة الأولي.. لم
ينزل لدي
ميللر منزلا حسنا.
بدأت ماريلين ترتاد المجتمعات الثقافية والأدبية مدعوة
رسميا كرفيقة لميللر. واقتحمت ماريلين عالما جديدا تماما عليها وكان عالما
مبهرا
لنجمة الإغراء كانت درجة الحب لدي ماريلين قد وصلت لنقطة الغليان ورأت أن
تهرب من
أعين المتطفلين من نزلاء ومستخدمي فندق استوريا الذي كانت تقيم به فانتقلت
إلي شقة
خاصة حتي تصبح زيارات ميللر لها بعيدا عن أعين الرقباء.
وكانت المفاوضات
بين ماريلين وشركة فوكس تدور علي قدم وساق
فقد برر مسئولو الشركة عزمها علي فسخ
عقدهم لضآلة ما يدفعونه لها نسبيا.. ودون
أن تناقشهم في ذلك.. وفوجئت ماريلين
بالشركة تضاعف لها أجرها.. وخرج فيلم «موقف
الأتوبيس» ليحقق نجاحا ساحقا يقضي علي
أحلام ميلتون في شركة الإنتاج الخاصة وكان ميلتون قد أصيب بضربة مالية عجلت
بإفلاسه
وبدافع من طيبتها رضيت ماريلين أن تستخدمه كمدير لأعمالها وإن كان تطفله
علي
ماريلين أصبح لا يرضي ميللر.
زواج آرثر.. هدية عيد الميلاد
أمسكت
ماريلين بكأس الشامبانيا بيد وسماعة
التليفون باليد الأخري وأدارت بلهفة الرقم
المحبب إلي قلبها ليجيبها وهي مستلقية في فراشها الحريري صوت ميللر علي
الطرف الآخر
وبادرته ماريلين قائلة:
-
اليوم سأبلغ الثلاثين من عمري.. أريدك أن تحتفل
معي في منزلي وحدنا بهذه المناسبة.
ووضع ميللر السماعة. وخاطره مشغول
بالهدية فقد جري العرف أن الناس يتبادلون الهدايا في أعياد ميلادهم وكان
لميللر
حساسية ضد الهدايا وتقديمها.
وذهب ميللر إلي ماريلين في موعده ودق جرس
الباب لتفتح له ماريلين وقبل أن يخطو إلي داخل الشقة اعتدل واقفا بيديه
الخاليتين
وهو يقول:
-
ماريلين هل تتزوجينني؟
-
إنها حقا أجمل هدية عيد ميلاد
أتلقاها في حياتي..
وألقت ماريلين بنفسها بين يدي زوجها المقبل وهي تكاد
تطير من الفرح.
لم تكن ماريلين تدين بأي ديانة ولم يكن هذا الموضوع يشغل
بالها علي الإطلاق من قبل ولكن حبها الجديد ملأ نفسها بالرغبة في أن تتخذ
لنفسها
ديانة وكانت الديانة اليهودية هي ديانة الحبيب.. وأرادت ماريلين أن يكون
زواجها
بميللر هو زواج الجسد والروح معا.
وبدت ماريلين لفترة وكأن عملها في
السينما لا يشغل بالها فكل ما كان يشغلها هو دراسة التقاليد اليهودية وتعلم
طرق طهو
أكلات تلك الطائفة.. التي صارت واحدة من أتباعها بالإضافة لقرب زوجها من
أعظم
رجالهم كما كانت تراه.
وعقب انتهاء إجراءات عقد الزواج اليهودي في المعبد
اليهودي في أمريكا، طار العروسان لرحلة شهر العسل وكان اختيارهما لمدينة
لندن ليس
اعتباطا بل كضرورة تطلبها تصوير فيلم ماريلين المقبل.. «الأمير والراقصة»
والذي
يشاركها فيه البطولة عملاق المسرح والسينما الإنجليزي سير لورانس أوليفييه
وكان في
استقبال العروسين لدي نزولهما من علي سلم الطائرة النجم الكبير وزوجته
الليدي
أوليفييه أو النجمة «فيفيان لي».
وفي السيارة «الرولزرويس» التي أقلتهما من
المطار إلي الشقة التي استأجراها جلس اللورد والليدي في مقعدهما الأمامي،
بينما
اضطجع العروسان في المقعد الخلفي والجميع يلوحون للجماهير التي اصطفت علي
طول
الطريق لتحية المشاهير الأربعة.. ولم تنس فيفيان لي أن تسر لماريلين في
أذنها بأنها
قامت بملء ثلاجة شقراء هوليوود بزجاجات الشامبانيا وكانتا تشتركان في نفس
الهواية
هواية احتساء الشامبانيا حتي الثمالة.
غيرة ميللر والمشاجرات الجديدة
لم تستطع ماريلين أن تتأقلم علي الحياة في مدينة الضباب وكانت مثلها
مثل
زوجها يريان فيها مدينة تبعث علي الملل ثم بدأ ميللر شأنه شأن
«جو» الزوج السابق
لماريلين يبدي غيرته ويعرب عن عدم رضائه
بما ترتديه من فساتين عارية وفاضحة وبدأت
المشاجرات الزوجية تعرف طريقها إليهما وهما مازالا في شهر العسل..
-
إن
الفستان الذي حضرت به حفل افتتاح مسرحيتي
لم يكن مناسبا لقد جعلني أكاد أغرق في
بحور من عرق الخجل لقد كان يكشف أكثر مما
يخفي إنه فاضح.. فاضح..
-
كان هذا
الثوب شديد الأناقة.
-
بل بدا وكأنك ارتديته كي توجهي من خلاله دعوة مفتوحة
إلي كل رجال الأرض.. وأنت لا تريدين أن تفهمي أنك زوجة رجل محترم.
-
وماذا
يفيد صدري الجميل إذا لم أفصح عنه يا عزيزي
المثقف.
-
الزوجة المحترمة تضن
بفتنتها إلا علي زوجها.. لقد كان موقفي مخجلا يا سيدتي أمام الجماهير التي
جاءت
لمشاهدة المسرحية.
-
إنك مخطئ يا زوجي.. فتلك الجماهير الغفيرة لم تأت من
أجل عبقريتك بل من أجل مشاهدة زوجة الكاتب الذي يظن نفسه ملهما.
وتطور
الخلاف بين الزوجين خلاف مرجعه في الدرجة
الأولي غيرة ميللر علي ماريلين ولما يئس
الزوج من عناد زوجته وإصرارها علي ارتداء ثياب فاضحة رأي أن يأخذ جانبا
أكثر أمنا.
لقد قرر مقاطعة كل الحفلات والدعوات التي توجه له ولزوجته النجمة الشهيرة
طوال
إقامتهما في لندن وبينما كانت ماريلين تخرج تلبية لدعوة ما فإن ميللر كان
يسهر
عاكفا علي آلته الكاتبة.
صباح الخير المصرية في
19/10/2010 |