|
جاك أوديار
مخرج فرنسي ولد في باريس عام 1952 وهو ابن
المخرج وكاتب السيناريو المعروف ميشيل
أودريار. بدأ كاتباً للسيناريو في بداية
الثمانينيات وفي عام 1994 أخرج فيلم "انظر
كيف يسقطون" وهو فيلم طريق مع ماثيو كاسوفيتز" وجان لوي ترنتيان وفاز
بجائزة
السيزار كأحسن فيلم وجائزة جورج سادول،
وتعاون مرة أخرى
مع كاسوفيتز وترنتيان في إخراج فيلم "بطل
عصامي" ورشح فيلمه "الدقة التي تخطاها
قلبي" على عشرة ترشيحات لجائزة السيزار وفاز بثمانية بضمنها أحسن فيلم
ومخرج
وسيناريو وموسيقى وسينماتوغرافيا. أخرج في عام 2009 فيلم "نبيUn
Prophete "
الذي
أثار الجدل وحصل على أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام 2010 وعلى الجائزة الكبرى
في
مهرجان كان.
يدور الفيلم حول الشاب المغربي "مالك الجبينة ( يقوم بالدور طاهر
رحيم ) في أحد السجون الفرنسية التي تسيطر عليها المافيا
الكورسيكية؛فيأخذنا من
بداية دخول "مالك" وصولا إلى تسيده على هذا
السجن وتشكيله عصابته القوية، حتى
الإفراج عنه شابا مختلفا يتقن شروط لعبة الحياة وقسوتها في عالم السجون
ومنها إلى
فضاء الحياة الأرحب.
·
في مؤتمر صحفي
في "كان" تحدثت قليلاً عن السخرية في العنوان "نبي"
-لأن هذا البعد حقيقي لكنه
ظاهرياً غير واضح. يمكن أن يكون اسم
الفيلم "رجل كبير قليلاً" مثلاً. يتصرف
العنوان كنوع من الأمر الذي يجبر شخص ما على فهم شيء لا يتطور بالضرورة في
الفيلم،
اسمياً، إذ أننا نتعامل مع نبي صغير ونموذج أصلي جديد من الرجال. أردت
أصلاً أن أجد
معادلاً فرنسياً لأغنية بوب ديلان "يجب أن تخدموا شخصا ما" التي تقول بأننا
يجب
نكون دائماً في خدمة شخص ما.أحب مذهب الجبر والبعد الأخلاقي لهذا العنوان
لكني
ببساطة لم أجد أبداً ترجمة مقنعة لهذا بقي العنوان "نبي"
·
كيف استطعت أن
تروي القصة؟
ما أثار اهتمامي واهتمام مساعدي في كتابة الفيلم توماس بيدجين كان
السؤال عن كيفية البدء بالموضوع الذي ألفه رؤوف ظافري ونيكولاس بيوفيليه
وخلق قصة
سينمائية وثيقة الصلة بالموضوع. كان يتوجب علينا أن نعثر على طريقة تجعل
فيلم نبي
يتردد صداه بطريقة معاصرة.أردنا أن نخلق أبطالاً من الناس الذين لا نعرفهم
والذين
ليس لديهم تمثيل إيقوني في السينما ،العرب مثلاً. في فرنسا ثمة نزعة في
السينما
بوضع هؤلاء في تمثيلات أما طبيعية أو اجتماعية. لهذا أردنا أن نصنع فيلماً
نوعياً
خالصاً قليلاً بطريقة الوسترن تسلط الضوء على أناس لا نعرفهم وتحولهم إلى
أبطال.
·
من خلال شخصية
مالك ينقل الفيلم فكرة المعرفة وكيفية الوصول إلى السلطة
نعم وهذا ما وجدته
الأشد اهتماماً. هذا النوع من الأشخاص الذي
يكسر القالب وهو يختلف عن شخصية المجرم
لديكم. حين نتتبع مالكاً نرى أن ذهنه في حالة عمل وهو ذهن يظهر قابلية
ظاهراتية على
التكيف إذ أن هذه الشخصية سوف تستفيد من أي إمكانية لانتهاز الفرصة كي ينقذ
جلده
أولاً ثم يبقى حياً ويحسن من نصيبه وأخيراً يصل إلى مستوى آخر من القوة.
·
يبدو مالك ذا
علاقة انتهازية معزولة مع هويته.
الكورسيكيون يعدونه عربياً والعرب يعدونه
كورسيكياً، ويظل بصورة دائمة بين الفريقين. على أنه سوف يتجه بصورة طبيعية
نحو
جماعته. وهنا سيعثر على شيء قد أهمله. وكما أنه نوع خاص من المجرمين فإنه
أيضاً نوع
خاص من المؤمنين.
·
هل تستطيع أن
تحدثنا عن الشبح الملازم لمالك والذي يثير رؤاه الصوفية؟
في الفيلم لحظات
فنتازية لكن لا بسبب القصد في أن يكون
صوفياً. شبح "رعيب" يأتي من كاتبي السيناريو
كطريقة لمساعدتنا في الامكانات وطريقة للمرور داخل مستوى من الخيال يساعدنا
على
تحرير ما تم قوله سابقاً. وبفضله أيضاَ أننا أيضاًَ نستدعي أفكار الصوفية
والدراويش
ونسمح للسيناريو أن يتخذ بعداً آخر.
·
ثمة اتجاه في
السينما الحالية نحو أبطال أكثر تحطماً واكتئاباً. وفي فيلم نبي تتخذ من
شخص محطم
لكنك تقوده إلى نوع من الإصلاح.
وبأدوات لن تكون مقبولة. هناك دائماً طريقة
قياسية لصنع الأبطال المضادين. وهذا أمر لا يثيرني كثيراً. أحب من أبطالي
أن
يتعلموا شيئاً ويستفيدوا منه. أجد أن السينما لها وظيفة: إن تنظر إلى
الواقعي كي
تعلمنا كيف نستعمله. ربما يكون الدرس الذي تعلمه ((مالك)) ذا طبيعة متناقضة
لكن هذا
هو ما يثير اهتمامي.
·
هل فيلم "نبي"
برأيك فيلم أخلاقي؟
نعم. إن عمل فيلم غير أخلاقي يعني خلق شخصية دون ضمير. غير
أنه واع لكل من الخير والشر بالضبط لأن الشر قد ارتكب بحقه.
·
كيف تفسر ابتسامة
مالك الغامضة في لحظة إطلاق النار؟
فجأة امتلك مالك الشعور في كونه في فيلم
ولديه شعور بالحماية والمناعة مثل شخصية خيالية إذ أن الآخرين يصلون إلى
مأزق في
الأحداث التي تتكشف. مالك هو شخص بدلاً من أن يصبح أكثر ثقلاً تحت وطأة
الأشياء
التي يعيش تحتها فهو يصبح أكثر خفة وسوف يحرر نفسه تدريجياً.
·
هل الشخصية عبارة
عن مجاز؟
من الواضح أن أفلام النوع دائماً تقدم نفسها كمجاز. الشخصية محجوزة
بانتظار حكم طويل. كان القصد بأنه سيفهم مع نفسه وذلك سيفيده فيما بعد، في
الخارج،
لهذا يصل إلى تواز بين العالمين.
·
نهاية الفيلم
توحي بأن هناك جزءاً مكملاً.
حقاً. إنها تحثنا على السؤال عن مصير مالك مع هذه
المرأة وهذا الطفل وحياته التي تمتد أمامه. وبالأخص لأن ((مالك)) مجرم فإنه
يكره
المجرمين ويجدهم أشخاصاً حمقى خطرين لا يمكن الاعتماد عليهم. إنه شخص ذو
وجهة نظر
نقدية جداً. وهو لا يتسامح مع الإشارات الخارجية للمجرمين.
·
إذا كان ثمة جزء
آخر للفيلم فعمّ سيدور؟
أود أن أرى ((مالك)) يستمر بتطوير مهاراته وأراقبه
يتعلم. شيء مثل ما حدث في فيلم "النبضة التي تخطاها قلبي". و من خلال
محاولته في أن
يصبح عازف بيانو يصبح البطل كفوءاً حقاً. إنه مثل مالك يجعلنا
نترك كل شيء جرت
صياغته تواً ونخمن أن له مستقبلاً مثيراً
للاهتمام....
·
كنا مدركين بأنك
حين صنعت فيلم "نبي" فإنك ربطته بالثقافة الشعبية؟
ذلك ما أردت أن أفعله. أردنا
أن نصنع فيلماً مضاداً لفيلم " الوجه ذو الندب" (إخراج برايان دي بالما-م).
المصابون بالاضطراب العصبي بالنسبة لي هم مجرد مختلين عقلياً وببساطة لا
يمكن أن
يكونوا أهدافاً للتقمص. صعود شخص مجنون تماماً للسلطة لا يثير اهتمامي
مطلقاً. من
جهة أخرى فإن فيلماً مثل "كره" للمخرج "ماثيو كاسوفيتز" يلمس شيئاً حساساً
بالنسبة
لي. وليس من الصدفة أن فيلم "نبي" يسكن
المنطقة نفسها أحياناً. هذان الفيلمان
يبدوان اتهامين بأن ثمة شيئا مفقوداً في السينما.
المدى العراقية في
14/10/2010
أشهر الأوغاد فـي السينما
الأميركية!
ترجمة و إعداد / عادل العامل
عرفت
السينما على امتداد تاريخها شخصيات قصصية اشتهرت بالشر أو اللؤم أو
النذالة، وقام
بأدوارها ممثلون متمكنون تميّزوا بالملامح أو الحركات أو الأصوات المناسبة
التي
ساعدتهم على أداء مثل هذه الأدوار على النحو الذي جلب لهم
بنجاحٍ فائق كراهية
المشاهدين أو إعجابهم! وكانت جمعية النقاد السينمائيين الانترنيتيين
الأميركية قد أعلنت سابقاً
قائمةً بأسماء مئة من أبرز أوغاد الأفلام السينمائية على
الإطلاق، وفقاً لآراء
أعضاء الجمعية، و كان دارث فادَر
Darth Vader
الذي قام بدوره الممثل ديفيد بروس و
بصوت جيمس أيرل في ثلاثية (حرب النجوم) الأصلية في مقدمة هؤلاء
الأوغاد
السينمائيين.
ويأتي بعد دارث في قائمة الأوغاد السينمائيين هانيبال ليكتَر
الذي يمثّله أنتوني هوبكنز في فيلم (صمت الخراف)، ونورمان بيتس/ أنتوني
بيركنز في (سايكو)، و هانز غروبَر/ ألان ريكمان في (مت
بشدة Die Hard)، و فرانك بوث / دينيس
هوبَر في (المخمل الأزرق)، و القس هاري باول/ روبرت ميتشام في
(ليلة الصياد)،
ومارغريت هاميلتون بدور ساحرة الغرب الشريرة في (ساحرة أوز). وهناك أيضاً
هاري لايم
ويمثله أورسون ويلز في (الرجل الثالث)، ونَرس راتشيد/ لويز فليتشر في
(طيران فوق عش
الوقواق)، وفرانك/ هنري فوندا في (ذات يوم في الغرب)، والعم
تشارلي/ جوزيف كوتون في
(ظل
من شك). ودراكيولا/ بيلا لوغوسي في (دراكيولا) 1931، و تومي أودو/ ريتشارد
ويدمارك في (قبلة الموت)، و ترافيس بيكل/ روبرت دي نيرو في (سائق التاكسي)،
وغوردون
غيكو/ مايكل دوغلاس في (وول ستريت)، والوحش/ بوريس كارلوف في (فرانكينشتاين)،
وجاك
ويلسون و يمثله جاك بالانس في (شين)، و كلير كويلتي/ بيتر
سيليرز قي (لوليتا).. إلى
آخره.
وكانت الجمعية قد دعت أعضاءها عند الاختيار من قائمة تضم أكثر من 400
وغد أن يأخذوا في الاعتبار أمثلة الشر الكارزمية على نحوٍ يثير الدهشة. و
يقول
أيريك تشيلدريس، عضو اللجنة الحاكمة في الجمعية " إن قائمة
الأوغاد تغطي تاريخ
الصور المتحركة ، من الأداء البارز لماكس شرَيك في نسخة عام 1922 الصامتة
من (نوسفيراتو) إلى قيام أنتوني هوبكنز بتكرار
دوره هانيبال ليكتَر مرة أخرى في
(التنين
الأحمر) الجديد. و في نواحٍ كثيرة، يمثل الأوغاد الجانب الأكثر أهميةً
للافلام الكلاسيكية، أي يعطونها طابعاً تشويقياً ساحراً ــ فأي شيءٍ ستكون
(حرب
النجوم) من دون دارث فيدَر، أو (ساحرة أوز The Wizard of Oz)
من دون ساحرة الغرب
الشريرة. وبهذه القائمة، يمكن للواحد أن يقول بلا اعتذار أو تحرّج إننا
نُعشق الوغد
العظيم!.
المدى العراقية في
14/10/2010
آرثر بن: مخرج غيّر وجه هوليوود فـي
الـسـتـيـنـيــات
ترجمة: إبتسام عبد الله
كان
فيلم،"بوني وكلايد"، على كل لسان، يوم إعلان وفاة آرثر بن، أواخر الشهر
الماضي.
ولكن تراث بن فيه العديد من الأفلام
الجيدة، التي تتفوق في مضامينها عن قصة
العصابات التي هزت الجمهور والنقاد. إن الأمريكيين يحبون قصصاً
تتضمن وقوف جماعة ضد
أخرى، وهي تحقق النجاح باستمرار، ولا يعني هذا أن تلك القصص بعيدة عن
الحقيقة،
ولكنها تبدو
متأثرة بالموجة السينمائية الفرنسية الجديدة. وقد تأثر بن بتلك الموجة، كما
تأثر
بأسلوب أورسون ويلز في،"المواطن كين" الذي تركه مشدوهاً.
ولم ينجذب بن فقط إلى
الثقافة الشعبية، كما نشاهد ذلك في أعمال عدد من المخرجين الشباب الذين
يقدمون
أفلام العنف- ولكنه اهتم أيضاً بالحياة الحقيقية. ويتذكر بن إنه قد سمع
بقصة بوني،
وكلايد وهو لا يزال صغيراً،"أتذكر الخوف الذي كان يشمل الجميع
في المدينة". وهو في
تلك المقابلة مع كيرتس هانسون في "مجلة السينما"، يعترف بتأثير هتشكوك
وسيرجي
أيزنشتاين عليه، ويظهر ذلك في قطع عدد من المشاهد في ذلك الفيلم، الذي
يماثل ما جاء
في "المدرعة بوتيمكن".
وفي عام 1968، وفي خلال استراحة أثناء تصوير فيلم،"مطعم
أليس"، شرح آرثر بن كيفية تحوله إلى مخرج قبل عقد من ذلك الزمن، وفيلمه
الأول،"قاتل
باليد اليسرى". كان عن بيلي ذا كيد، ومن طراز أفلام الويسترن. وفي عام
1957، كان
يعمل في التلفزيون- إخراج البرامج والأفلام الحية، مستخدماً،
أربع آلات للتصوير،
وبدا وكأنه يقود أربع طائرات في آن واحد.
وعمله ذلك يفسّر سرعة نجاحه في
هوليوود. كان بن في الرابعة والثلاثين عندما صوّر فيلمه الأول. ومثلما كان
عمله في
التلفزيون، بدأ قبل التصوير بعدة أسابيع، الاستعداد له. زار مع مساعده شركة
واربر –
في مزرعة جنوب كالفورنيا، واستخدام أكواب
ورقية لتحديد أماكن تواجد آلات التصوير
على الأرض،" راجعت السيناريو بأكمله، واللقطات ونوع العدسات
التي استخدمها، بكل
التفاصيل." ولكنه سرعان ما اكتشف إن الاستديو قد خصصت له آلة تصوير
سينمائية واحدة
فقط، كما كان الأمر سائداً في هوليوود آنذاك واشترى به آلة تصوير أخرى
وعدسات
مختلفة وصوّر الفيلم في 23 يوماً، ليجد إن الاستديو حذفت رغماً
عنه عدداً من
المشاهد، فجاءت الحصيلة مخيبة لآماله. وقد تصوّر بن، إن عدم نجاح الفيلم
كان نهاية
لعمله في السينما، ولذلك أتجه إلى الإخراج المسرحي.
وقد كتب غور فيدال (كتب
المسرحية التي تحولت إلى فيلم سينمائي بعدئذ بعنوان قاتل باليد
اليسرى) "إن ذلك
النص لا يعجب به غير الفرنسيين."وبعد إطلاقه فيلماً، اهتم الأوربيون، ومن
بينهم
السينمائيون الفرنسيون، بمخرجه، وبعد مرور عدة أعوام، بدأ الأمريكيون في
إثارة
التساؤلات حوله، وأخذ نجم آرثر بن بالصعود.
وعاد بن إلى السينما عبر
فيلم،"العامل المعجزة"- 1962، الذي كان قدمه سابقاً في
التلفزيون والمسرح. وإعجاب
النقاد به لم يدم طويلاً وجاء بعد فيلم،"مكي وان"، وكان إخفاقاً تاماً،
تلاه فيلم
بعنوان،"المطاردة"، وتناول فيه بن العنف في تكساس.
آرثر بن قد تعلم، كما ذكرنا،
الكثير من عمله في التلفزيون والمسرح: أين يضع آلة التصوير،
كيف يحرك الممثلين في
المشهد السينمائي. والعنف الذي ظهر في مشاهد،"بوني وكلايد" والذي أثار بعض
النقاد،
كان قد ظهر أيضاً، قبل أعوام، في فيلم" قاتل باليد اليسرى"، وكان قاسياً
وبشعاً.
وفي أحد مشاهده يبدو بطله بيللي يطلق النار
على رجل،ومسدسه في قرابه، يسقط بحركة
بطيئة للموت(قام بدور البطولة بول نيومان)، وثم يقطع بن اللقطة
منتقلاً إلى الرجل
الميت، منبطحاً، يملأ الشاشة والى جواره إحدى(جزمتيه)، ويبدو لنا وكأنه
جاهز
لارتدائها، ثم تهرع فتاة صغيرة إلى الجثة، وتبدأ في الضحك، حتى تقبض أمها
عليها
وتصفعها على وجهها بقوة يحس بها المتفرج وكأنها توخزه.
ومن الخطأ التقليل من
أفلام بن عن تجربته في الحرب العالمية الثانية وكأننا بذلك نحذف جزءاً من
حياته.
وفي مقابلة معه عام 1963 ، قال،"إن هوليوود
مكان يقتل نفسه، ولن نرى فيه بعد أعوام،
الأفلام الواقعية". وفي الوقت نفسه ، أضاف،" ومع ذلك فإننا نجد
شركات صغيرة تتأسس
للإنتاج، وربما إنها لن تحقق واردات كبيرة.
ومن أفلام آرثر بن،" الرجل الصغير
الكبير"- 1970، مع الإدراك للحرب الفيتنامية، بطولة داستن
هوفمان. وفيلم" أفلام
الليل"- 1975 بطولة جين هاكمان كمخبر سري. وفي عام 1976، أخرج فيلم،"
اندفاعات
ميسودي" بطولة جاك نيكولسن بدور لص أصبح مزارعاً ومارلون براندو بدور رجل
قانون
مجنون"، ولـ(بن) أفلام أخرى وخاصة تلك التي عملها للتلفزيون.
وفي الأعوام
الأخيرة، توسعت هوليوود وأصبحت أفلامها أكبر وأقل ارتباطاً، مهلهلة وغير
محكمة.
ولم يعد آرثر بن شاباً في المهنة التي لا تحتاج إلى الكبار، وربما أحس
في
دواخله بالأسى ولكنه لم يكن يريدها من غيره.
عن/ النيويورك
تايمز
المدى العراقية في
14/10/2010
«عاطف
الطيب»
بقلم
د.مصطفى الفقى
عتب على بعض الأصدقاء وفى مقدمتهم الكاتب الكبير الأستاذ «صلاح منتصر»
و«د.كمال مغيث» أننى أركز على الجوانب الإيجابية المضيئة وأتحاشى الإشارة
إلى النقاط السلبية فى حياة من أكتب عنهم خصوصاً إذا كانوا أمواتاً
(واذكروا محاسن موتاكم) وواقع الأمر أننى لا أكتب سيرة ذاتية ولا ألتزم
بالسياق التاريخى للشخصية فأنا أكتب عمن عرفت مباشرة ومن تعاملت معهم فى
حياتي، وأميز لقطات هى أقرب إلى «البورتريه» السياسى أو «الكاريكاتير»
الإنسانى وأختار شخوصى خليطاً من البشر من مختلف التخصصات والاتجاهات
والعقائد والديانات والأعراق والجنسيات،
فأنا أريد أن أشيع روح الثقة والتفاؤل فى ظل مناخ الإحباط الذى يسيطر
على الأجيال الجديدة والذى توارت عنه القدوة واختفت منه بعض القيم وتاهت
عنه المثل والتقاليد، لذلك قد يدهش البعض كيف لى أن أكتب اليوم عن ذلك
المخرج السينمائى الذى رحل عن عالمنا فى سن مبكرة تاركًا وراءه رصيدًا
رائعًا من الأفلام التى تحتل مرتبة متقدمة فى تاريخ السينما المصرية، ولكن
الدهشة تزول عندما يعلم البعض أن لى صلة بعدد كبير من المخرجين بدءًا من
«يوسف شاهين» مرورًا بـ«عاطف الطيب» وصولاً إلى «خالد يوسف» و«يسرى نصر
الله» إلى جانب أسماء أخرى لامعة مثل «داود عبد السيد» و«سمير سيف» و«إيناس
الدغيدى» و«ساندرا نشأت» وتلك عينة ممن جمعتنى بهم ظروف الحياة فى مناسبات
مختلفة،
كما أننى عكفت دائمًا على قراءة ما يكتبه النقاد السينمائيون خصوصًا
الصديقين «سمير فريد» و«طارق الشناوى»، أما قصتى مع «عاطف الطيب» الذى قضى
قبل الأوان وانسحب من الحياة كما ينسحب الفارس من حلبة السباق وهو فى أوج
انتصاره- فتبدأ عندما جاء إلى «الهند» ومعه الكاتب السيناريست «بشير الديك»
ليحضرا عرض فيلم «سواق الأتوبيس» فى مهرجان «السينما الهندية» وكان ذلك فى
مطلع ثمانينيات القرن العشرين حين كنت مستشارًا للسفارة المصرية فى «نيودلهى»
وقد سعدت بصحبتهما لعدة أيام كما انبهرت كثيرًا بذلك الفيلم الذى أراه
واحدًا من نقاط التحول فى تاريخ السينما المصرية التى احتفلنا بمئويتها منذ
عدة سنوات، ولقد أبدى الهنود وقتها إعجابهم الشديد بالفيلم ومخرجه وأبطاله
وظلت أصداء عرضه فى العاصمة الهندية تتردد لعدة شهور بعدها رغم أن الهنود
يملكون أكبر تجربة سينمائية رائدة فى القارة الآسيوية كلها وهم الذين
أقاموا مدينتهم السينمائية «بوليوود» لكى تكون منافسًا لعاصمة السينما
الأمريكية «هوليوود»،
ولقد شدنى إلى «عاطف الطيب» ورفيقه دماثة الخلق الفطرية واتزان
الشخصية، كذلك فإن «عاطف الطيب» كان يتصف أيضًا بدرجة عالية من الذكاء
والقدرة على فهم الأشخاص وإقامة جسور التواصل معهم، ولقد زارنى ذلك الوفد
السينمائى فى بيتى، والبيوت فى الهند كبيرة خصوصًا فى «دلهى الجديدة» حيث
المبانى أفقية رحبة وليست رأسية ضيقة وقد كانت سعادتى بلقاء «عاطف الطيب»
والتعرف عليه بالغة وقد استمرت حتى رحيله لأنه مضى من حياتنا سريعًا كالبرق
الخاطف أو الشهاب المحترق،
ولقد أسعدنى كثيرًا بعد عودتى من «الهند» أن أكتشف أن اسمه كبير وأن
سمعته فى كل مكان كما أسعدنى أيضًا أن أرى الكل ينظر إليه باعتباره علامة
مضيئة فى تاريخ الإخراج السينمائى ومحطاته الرائعة بدءًا من «كمال سليم»
صاحب «العزيمة» و«يوسف شاهين» صاحب «باب الحديد»، ثم «عاطف الطيب» الذى
أخرج من الأفلام ما لا يزيد كثيرًا عن أصابع اليدين ولكنه تمكن من وضع اسمه
بين الشوامخ فى تاريخ الفن المصرى المعاصر، وأنا أظن مخلصًا أن الإخراج
السينمائى هو واحد من أصعب المسؤوليات التى تحتاج ثقافة أفقية وعمقًا
فكريًا فى ذات الوقت وفهمًا للنفس البشرية وقدرة على قيادة الأفراد وتحريك
المجموعات بما يخدم الخط الدرامى للعمل الفنى،
ولقد كان «عاطف الطيب» متألقًا منذ صدر شبابه وبداية دراسته
الأكاديمية وتأكدت موهبته مع مرور الأيام إلى أن نعاه الناعى على غير توقع
فبكيناه جميعًا لأن موهبة رائعة قد انصرفت من عالمنا ولكنها تركت بصماتٍ لا
تمحوها الأيام ولا تنال منها الأعوام.. رحم الله «عاطف الطيب» وهو فى
استراحة الخلود.
المصري اليوم في
14/10/2010 |
