«تقول الأسطورة إن هناك مقاتلين نبلاء عرفوا بحراس الغاهوول، عندما
يحل مصاب ما فالجأ إليهم، لأنهم أقسموا أن يذودوا عن الأبرياء ويصارعوا
الأشرار»، هذا ما يخبرنا إياه فيلم
The Legend of the Guardians: The Owls of Ga
Hoole
«أسطورة الحراس: بومات الغاهوول»، المعروض حالياً في دور العرض المحلية وهو
يقدم لنا مغامرة أسطورية ثلاثية الأبعاد لن تجد إلا في «الانيماشن» المحكم
أداة متناغمة تماماً مع سلسلة الكتب التي ألفتها كاثرين لاسكين، المأخوذ
عنها الفيلم، وها هي الآن تطفو على الشاشة على يد المخرج زاك شنايدر صاحب
«300» ،2006 و«وتش من» ،2009 وغيرها من أفلام لنا أن نشاهدها قريباً له،
بما يجعله ابناً مدللاً لشركة مثل «ورنر برذر»، وقد جاء اختياره منذ أيام
لإعادة الحياة لـ«سوبر مان» وغيره من مشروعات مدرجة على قائمة هذا المخرج.
يأتي فيلم «أسطورة الحراس.. » ليقدم مقترحاً بصرياً جمالياً يأخذ
بأقصوصة لها أن تجد مجالها الحيوي بالكيفية التي رسمت فيها الشخصيات
والعوالم التي تتحرك فيها، وبالتالي تأتي طيور البوم بأشكالها وأنواعها
المختلفة حاملاً رئيساً لها، ودعوة الى المضي في عوالمها، التي كما كل
حكاية تبنى على طيور أو حيوانات لن تكون إلا إسقاطاً بشرياً بحيث تصبح هذه
الطيور-البوم في فيلمنا-معادلاً أسطورياً أو قصصياً للبشر، مع تقديم كل شيء
في إطار خيالي هو في النهاية خيالات بشرية وجدت في البوم حاملاً لها.
الإمارات اليوم في
12/10/2010
«بدرس».. احتجاج سلمي ضد الاحتلال الإســرائيلي
نيويورك ــ رويترز
تقع قرية «بدرس» على بعد 31 كيلومتراً من رام الله في شمال الضفة
الغربية. أرشيفية
في بعض الأحيان ينجح قدر قليل من السلام في قطع مشوار طويل. اكتشف ذلك
الهنود بزعامة المهاتما غاندي، كما تعلمها أيضاً الاميركيون السود من مارتن
لوثر كينغ زعيم الحقوق المدنية.
فعلتها أيضاً قرية يعيش فيها الفلسطينيون والاسرائيليون بوحي من رب
أسرة عنيد وابنته التي لم يتعدَ عمرها 15 عاماً. ووثّق قصتهم التي لا
يعرفها كثيرون فيلم «بدرس» الوثائقي الجديد الذي يأمل صنّاعه ان ينشر رسالة
مفادها ان السلام يمكن ان يحدث تغييراً حتى في أرض تمزقها الحروب. ومع
محاولة الفلسطينيين والاسرائيليين استئناف محادثات السلام حمل الفيلم الذي
عرض أول مرة في نيويورك في مطلع الاسبوع الماضي، ويعرض في شتى انحاء
الولايات المتحدة خلال الاسابيع القليلة المقبلة معنى جديداً.
يُظهر الفيلم الوثائقي الاب والابنة وهما يقودان مجموعة من القرويين
الفلسطينيين وقد انضم اليهم في لفتة ذات معنى بعض الانصار الاسرائيليين في
حملة لا تنطوي على اي عنف للدفاع عن قريتهم الزراعية «بدرس» ضد الجدار
العازل الذي تبنيه اسرائيل في عمق أراضي الضفة الغربية التي احتلتها في حرب
عام ،1967 ليفصل بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين الاسرائيليين.
تقع قرية «بدرس» على بعد 31 كيلومتراً من رام الله في شمال الضفة
الغربية، ويوثق الفيلم لعملية الاحتجاج السلمي للمزارعين الفلسطينيين على
الجرافات الاسرائيلية، وكيف انهم لم يلجأوا الى العنف حتى مع اقتلاع
الجرافات أشجار الزيتون حصادهم وثقافتهم الفلسطينية، عام ،2003 في حملة
استمرت 10 أشهر لتغيير مسار الجدار.
وقالت جوليا باشا مخرجة الفيلم: «إنها قصة قصيرة وقرية صغيرة. لكن
هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها مما حدث هناك، والكثير مما فعلوه
في هذا المجتمع يمكن ان يطبق على نطاق واسع».
وحتى تسرد القصة وتشحنها بالمشاعر جمعت باشا لقطات صوّرها المحتجون
والقرويون بعد الاحداث ومزجتها بلقاءات لاحقة مع اللاعبين الرئيسين، سواء
من جانب أهل القرية أو من جانب الجيش الاسرائيلي. وقالت باشا: «أردنا ان
نضع وجوه الجانبين في هذا الصراع في ضمير الناس. (بدرس) بدت عالماً مصغراً
لرصد الحركة الديناميكية التي تحدث حين يقرر هذا المجتمع استخدام
استراتيجية اللاعنف في المقاومة».
وشملت المقابلات التي وثق لها الفيلم زعيماً محلياً من حركة المقاومة
الاسلامية (حماس)، وقرويين محتجين ونشطين اسرائيليين، وقائدة سرية من شرطة
الحدود الاسرائيلية، وضابطاً في الجيش الاسرائيلي برتبة كابتن.
ويقود الاحتجاج والفيلم رئيس بلدية «بدرس» عايد مرار، وهو رب اسرة كان
ناشطاً سابقاً في حركة فتح وقضى سنوات في سجون اسرائيل، وتقود معه الاحتجاج
ابنته التزام التي كان عمرها في ذلك الوقت 15 عاماً. في لحظة من لحظات
الاحتجاج غامرت بحياتها حين وقفت في طريق الجرافة الاسرائيلية. وتقول باشا
إن «(مرار) رجل متواضع»، وانها اقنعته بعد أشهر طويلة بالاشتراك في الفيلم
الوثائقي.
يقول (مرار) في أسى وأمل في أول الفيلم: «نريد ان نربي أطفالنا في
سلام وأمل. نحن نستخدم استراتيجية المقاومة الشعبية واللاعنف»، وقوبل
الفيلم باستحسان النقاد، وكتب نيكولاس كريستوف في صحيفة نيويورك تايمز انه
«الفيلم الوثائقي الذي يجب ان يُرى هذا العام»، وقال انه «نافذة مثيرة
للاهتمام لما يمكن ان يكون ممكناً، اذا لجأ الفلسطينيون الى العصيان المدني
على نطاق واسع»، بينما وصفت «الغارديان» الفيلم بأنه «يفتح العيون» على
الحقائق. وقالت باشا إن من النقاط الملهمة لاكتشاف قصة الفيلم كيف نشر سكان
«بدرس» قصة نجاح استراتيجية احتجاجهم الى قرى أخرى، وبنوا روابط ثقة مع
الإسرائيليين.
الإمارات اليوم في
12/10/2010
زوم
عندما تستعيد الدولة ما أُخذ منها برضى الجميع
محمد حجازي
استعادت وزارة الثقافة المصرية شركة الصوت والضوء والسينما بعد 20
عاماً من استقلاليتها التي لم تجلب الكثير من الفائدة لقطاع السينما
بصالاته وبرمجة عرض الأفلام والإشراف على تجهيز الصالات بعد امتلاكها لتكون
منافساً لتلك المملوكة للقطاع الخاص· هذه العودة تمثّل عملية وضع اليد
مُجدّداً على هذه الصناعة، والمطالبة بما حصل كانت من قِبل الفنان محمود
ياسين الذي خاطب الرئيس محمد حسني مبارك خلال استقباله وفداً موسّعاً من
الفنانين، مطالباً إياه شخصياً بإنقاذ هذه الصناعة عبر إعادة الشركة إلى
الوزارة التي تستطيع أن تُجدّد الدور، وتنشئ دوراً جديدة وتدخل في شراكة
إنتاجية سينمائية مع القطاع الخاص، لأن هذا سيُعطي ما يُنفَّذ بسهولة في
التسويق من خلال خبرة المهارات الخاصة في الوسط التوزيعي·
المعروف سابقاً أنّ عموم الفنانين كانوا لا يكفّون عن المطالبة
باستقلالية جميع القطاعات السينمائية على أساس كف يد الدولة عنها كي يتمكّن
الفنانون من دفع شؤونهم إلى الأمام دون وصاية أي سلطة رسمية، وإذا بالأمور
تنقلب إلى عكسها مع تراجع حضور وإيرادات الصالات حتى مع الإيرادات المرتفعة
القليلة لأفلام ضخمة لكنها لا تسد حجم المطلوب من مصاريف وتكاليف·
من حق الجميع العودة إلى سلطة الدولة، لكن كيف لا نريدها اليوم، ثم
نعود فنطالب بها في اليوم التالي، ألسنا بذلك نُعلن فشلاً ونطلب السماح
عنه·
ما نعتقده هو أنّ القرار صائب جداً، لكن ممارسة وخطط الدولة سابقاً لم
تكن مشجّعة دائماً وخاض الفنانون في مطالبات لا حصر لها يرغبون معها بعدم
الاستمرار في هذه الحال وإعطاء فرصة للقطاع الخاص كي يجرّب ويدلي بدلوه كما
هي الحال لدى أمم العالم المتحضّرة والمتقدّمة سينمائياً، فالدولة عندها
تدخل شريكاً بنسبة كبرت أم صغرت، لكنها لم ترغب في أن يكون هذا القطاع من
مسؤولياتها يوماً·
هناك مشكلة سائدة ومعروفة جداً في عالمنا العربي تقول بأن السلطة
مُتّهمة على الدوام حتى لو لم تفعل شيئاً· هكذا كانت النشأة وهكذا تبقى
الأمور لكن على الأقل في الظروف الصعبة لا يبقى سوى القادر على الإنقاذ
فالسلطة لا تقع، لذا لا خوف من أي فشل أو خسارة أو إخفاق لأنّها قادرة
فوراً على التعويض على الأقل هناك مشكلات عديدة واقعة حالياً سيكون مطلوباً
معالجتها، وهذا بحد ذاته أول خطوة تصويبية تكون من نصيب وزارة الثقافة التي
تُضيف إلى مهامها وأعبائها همّاً كبيراً اسمه السينما، لكنها تحمل في
صورتها وناسها وتاريخها جانباً رحباً من صورة مصر الثقافية على مدى أكثر من
مئة عام·
والذي يثير الانتباه هو ما أعلنه معظم أصحاب الشركات الإنتاجية
والتوزيعية حول أنّهم سعداء لهذا التدبير، بما يعني إدراكهم أنّ هناك مَنْ
تحرّك للقيام بإصلاح الخلل الذي لم يستطعه أي طرف خاص، لكننا بالمقابل لن
نستغرب أن تعود الأمور فتتبدّل ويطالب هؤلاء أنفسهم بكفّ يد الدولة عن هذا
القطاع الحيوي، فربما وجدوا أنّ قسطاً غير قليل من أرباحهم يذهب إلى جهة
رسمية وكانوا تعوّدوا في السابق استقطاب كل منابع الرزق·
القاهرة تحرك ساكناً·
وعندما يتعلّق الأمر بالسينما فالرد أنها تستأهل كل مبادرة علّها تكون
حاملة الحلول الناجعة لأزماتها·
حدث
شريط الإفتتاح لـ <مهرجان بيروت الدولي للسينما> أوحى
بمستوى وقيمة العروض الأخرى
(Somewhere)
لـ صوفيا كوبولا رصدٌ دقيقٌ وجاذب لأحوال النجوم وفراغ حياتهم
إيقاعٌ مثاليٌ وراقٍ و<دورف> خيار موفّق جداً لبلوغ مرحلة التيه
والضياع···
محمد حجازي
شكراً لـ <مهرجان بيروت الدولي للسينما> لأنّه أهدانا في ليلة افتتاحه
الأربعاء الماضي أحدث شريط لـ صوفيا كوبولا بعنوان
Somewhere الفائز بالأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفي دورة
ترأس تحكيمها كوانتين تارانتينو الذي اتهم بممالأة صديقته السابقة صوفيا
ومنحها هذا الشرف العظيم والنوعي·
ولأننا وجدنا لها: <خطأ في الترجمة>، لم ننسجم مع أكثر من زميل نقل من
داخل المهرجان امتعاضاً حول منح الجائزة لـ صوفيا، في مواجهة أفلام يعتقدون
بأنّها أفضل بكثير، وتستحق الفوز أكثر منها·
وأخيراً شاهدنا الشريط في قصر الأونيسكو، وأدهشنا ان يكون ضيّق الأفق
عند بعض النقاد وصل إلى هذا الحد من رفض لغة سينمائية مختلفة، إيقاع
سينمائي مختلف، ومادة مرئية قادرة على الجذب كما فعل شريطها هذا·
قبل الموضوع، هناك الكاستنغ الرائع بين ستيفن دورف في شخصية النجم
الهوليوودي جوني ماركو ومعه الشابة الصغيرة آل فانينغ (شقيقة داكوتا) في
صورة متألّفة، منسجمة وجميلة·
ماركو نجم سينمائي معروف، يعيش وحيداً بعيداً عن زوجته السابقة،
وابنته يفعل كل ما يريده، يسهر كثيراً جداً، ينام في أي وقت لكثرة ما ينقصه
من راحة، ولمتعته الشخصية يستأجر غانيات يقمن بعروض إغراء داخل جناحه حيث
يُقيم، ونواكب كم هو مرغوب من الجنس الآخر، وأسهل شيء عنده الفوز بأكثر من
واحدة في يوم واحد، ورغم كل هذه الصور فإنه يشعر بأنّه لوحده، تافه، لا
حضور ولا قيمة له، أيضاً هي مشكلة فراغ ووحدة كالتي واكبناها مع جوليا
روبرتس في <كلّ، صلّ، وأحب> إنه الغرب دائماً، يضاف إلى ذلك هنا أنّ بطلنا
نجم كبير، يحتاج هو الآخر الى عاطفة، إلى حضن ما، إلى آخر أو أخرى·
تجيئه ابنته التي تُعطي لحياته الخاوية طعماً آخر مطلّقته تبعث بها
اليه، تبقى معه لأيام، فيما تطلب والدتها من جوني أن يرعاها لفترة أكبر
وأطول كونها مسافرة ولا تعرف كم ستغيب، ويكون هذا إشعاراً بأن الوالدة
ذاهبة إلى غير رجعة علّها عثرت على شريك بديل للزوج السابق جوني·
الأيام كانت سعيدة، بل رائعة لأن الجميلة الصغيرة سافرت مع والدها إلى
ميلانو حيث دُعي لتكريمه ومنحه جائزة فأقاما معاً في جناح ملوكي سعدت به
كثيراً لقد سبحت بداخله وأكلت البوظة في ساعة متقدّمة من الصباح، وأظهرت
لوالدها موهبتها الرائعة في الطبخ، خصوصاً المعكرونة التي تُجيد طهوها
بمهارة، وهو أمر جعله يحضر طبقاً كاملاً في غيابها من المعكرونة لكنه لا
يأكل منه كثيراً، فهو لا يجيد الطهو كما الصغيرة·
ويكون على جوني أن يُلحقها بمخيم شبابي، فيؤمّن لها كل متطلبات
التخييم ويتودّعان بعدما بكت الشابة الصغيرة لأنها تشعر حالياً بوحدة كبيرة
فهو غائب دائماً، وأمها غابت الآن ولا علم لأحد متى تعود، فماذا تفعل هي؟
إنها مشكلة حالات الطلاق الكثيرة جداً في الغرب، ما يجعل الابناء وفي
سن مبكرة يتحمّلون مسؤولية كبيرة ليست تتناسب مع أعمارهم الطرية·
المشهد الاخير من الفيلم يضيف الى صورة الوحدة، والفراغ، عنصراً
جديداً، هو الهروب، لأن جوني المحاصر بمشاكله وقصصه في المهنة، تجيئه هذه
المسؤولية الجديدة، فيقود سيارته الى منطقة نائية، لا عمران فيها بل طريق
طويلة رحبة، يوقف سيارته الى جانب الطريق، يترجل منها ويباشر المشي باتجاه
المجهول، فمطلقته ذهبت وموعد عودتها مجهول، والابنة في مخيمها، أما هو فدخل
في مجال التيه·
إيقاع الفيلم ظل واحداً لم يتبدل أو يهبط أو حتى يُشعرنا بإحباط ما،
أبداً، رائع إيقاع الفيلم، وما بدا بطيئاً للبعض كان ببساطة نوعاً من إشباع
المشهدية كي تصل فكرة الوحدة، الفراغ، الإحباط، التي على صوفيا إبلاغنا
إياها عن بطلها البطل الهوليوودي·
جميل فيلم صوفيا، ويقع في 98 دقيقة فقط، وشارك في باقي أدواره ميشيل
موناغان، لورا رامسي، روبرت شوارتزمان، سوزان ميسوتو، ألسيا كوب، كريس
بونتيوس، كاريسا شانون، آنجيلا ليندسال، كرستينا شانون، ولورا شياتي، فيما
الانتاج تولاه الوالد، المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا عبر الاستوديو
الخاص به (American
Zoetrope)·
عروض
<سكوت بيلغريم> يقدّم <مايكل سيرا> معشوقاً من بنات الـ 17
فيعالج الأمور روحياً
<جوليا روبرتس> أكلت في إيطاليا ·· صلّت في الهند
وأحبّت في أندونيسيا الإنسان الغربي فاقد الروح في غمرة الحضارة
يبحث عن متنفّس في الشرق··
محمد حجازي
جميلة الروح جوليا روبرتس، لها جاذب ما عاد جديداً على محبّي السينما
في كل مكان، ومع آخر حضور لها في شريط: <كُل، صلِِّّ وأحب> يتأكد أن نجمة
الـ 25 مليون دولار كأجر عن أي فيلم تصوّره، تستأهل ما تأخذه لأنها تُعطي
ضعفه في أفلامها·
رائعة في الشريط الذي يقاسمها بطولته جيمس فرانكو، وخافييه بارديم··
إنّها إليزابيت جيلبرت التي ما عادت تطيق الحياة مع زوجها إطلاقاً وتُفهمه
بأنّها راغبة في الذهاب إلى مقلب آخر، الى حياة حرة بعيداً عنه، يبلغها
(بيلي غريندوب) أنّه موافق على رغبتها، لتقع بين يدي ممثل مسرحي تواكبه في
أحد مسارح برودواي ويباشران علاقة لا تلبث أن تتوقف لوحدها، لأنه (فرانكو)
لم يعرف كيف يتعامل معها إطلاقاً·
بعدها تقرّر السفر إلى البعيد جداً·
تقصد أوروبا·· تغادر نيويورك إلى روما، حيث تأكل ما شاءت من
المعكرونة، غير عابئة بأي وزن زائد قد تكتسبه، والتقت أصدقاء وحاولت أن
تكون جيدة مع الاستاذ الذي علّمها الايطالية لكنها سرعان ما اكتشفت ان
عندها مشكلة عميقة جداً في روحها، ليست قادرة على حلها فكان القرار بأن
تقصد الهند، فسافرت الى بيت الروح في بومباي وهناك عثرت على ما ينقصها
ودخلت في ندوات وطقوس مختلفة شعرت معها بأنها تتطهر من الداخل فأمضت وقتاً
كافياً في العلاقة مع الناس الهنود، ومع الوافدين من غرب العالم مثلها
لمعالجة ذواتهم الخاوية، التي تحتاج فعلاً إلى كم من الدراية ليس هيّناً
أبداً·
الحضارة المعاصرة أرهقت الأمم المتقدّمة فبات كل شيء مادياً إلى حد
وصل معه الإنسان هناك إلى البحث عن نفسه، عن خصوصيته، عن روحه الخاصة من
دون العثور على إجابة شافية لذا يكثر الذين يذهبون إلى أماكن فيها حضارات
وديانات تتعلّق بالمبادئ الإنسانية وتنهب الواحد منهم ما ينقصه في دأبه
للعيش سعيداً·
أكلت في إيطاليا، صلّت في الهند، وها هي تبحث عن الحب الذي افتقدته
فكان الحل في جزيرة بالي الأندونيسية، حيث للطبيعة لغة خاصة تتميّز بالسحر
والشفافية وتنقية الروح من كل ما يعلق بها في يوميات البشر، قصدتها وإذا
بها تجد أنّ ما كانت تبحث عنه ستجده هنا·
وتكون المصادفة عندما تلتقي الرجل المطلّق، الوسيم الذي مذ رآها لا
يكل عن النظر إليها، لم تعره اهتماماً في البداية، كانت ردة فعلها إزاءه
سلبية، لم تعطه المجال للتمادي معها في الكلام، كي يستنفر عواطفها إلى أن
رأت مشهداً مؤثراً بينه وبين ابنه الشاب، عانقه بحرارة وطلب منه أن ينتبه
إلى نفسه في السفر، وأن يبقى على اتصال به طوال الوقت· هنا وصلتها كهرباء
العاطفة التي تفتقدها، ويبدأ التقارب ويقع الحب·
خافييه بارديم هو فيليبي هذا الرجل الذي تحبّه، لكن الفيلم لا يعطي أي
مساحة كبيرة للرجال، لذا يمر الرجال من الزوج الى العشيق الى الحبيب، في
صورة أقرب الى ضيف الشرف، منها الى البطل الحقيقي، وإن يكن فيليبي هو الذي
نال الخطوة والرضى منها·
ريان ميرفي، مخرج الشريط يأخذ أجمل ما في جوليا، روحها البريئة
الناضجة واللاهثة صوب الآخر، هذا يُفيد جداً في صياغة نمط أنموذجي من
النساء على الشاشة فالأهم في الأفلام هو الإقناع والعمل الذي لا يقنع ليس
جديراً بالخروج الى الناس·
النص رقيق وشفاف، كتبه ميرفي بالتعاون مع جنيفر سالت، لكن البعض ممن
قرأوا الكتاب الذي وضعته جيلبرت أشاروا الى وجود مساحات أكبر من المغامرة،
والاحداث، لكن وكما هي عادة السينما غالباً: صناعة فيلم يشبه القصة الاصلية
لكنه يكون مستقلاً في كيانه كسينما تابعة لمخرجها وابطالها·
الموسيقى التي صاغها داريو ماريا نيللي حميمية جداً، وقريبة من شغاف
القلب والوجدان، وهي صوّرت بعمق المعنى الأنموذجي من وحدة امرأة شعرت بخواء
عاطفي فهامت على وجهها تبحث عمّن يملأ الفراغ·
روبرت ريتشاردسون أدار تصوير الفيلم (Eat,
Pray, Love) الذي جاء في 133 دقيقة، وشارك في التمثيل ايضاً: هاري سوبيانتو،
فيولا ديفيس، جاي رادكليف، مايك اومالي، آشلي انكنسون، ليزا روبرتس جيلان·
وللعلم فقد ورد اسم بارديم في ترتيب المشاركين في الرقم 47 بينما
استعان ميرفي بـ 19 مساعداً ميدانياً له·
Scott Pilgrim v.s The World
شريط شبابي منفّذ بطريقة جاذبة من إنتاج وإخراج إدغار رايت، عن نص كتبه مع
مايكل باكال استناداً الى مؤلفات (Onipress Graphic)
لـ برايان لي أومالي، وتم التصوير في استوديوهات (Cinespace
Film) في تورنتو، واونتاريو كندا، ووزعته يونيفرسال· حكايات المراهقة ما
بين تفاهة ما يشغل الشبان والشابات وأين هي الصورة المثالية، بينما تتداعى
كل الاحداث لتصب في خانة حاجة كلا الجنسين الى تجريب كل شيء في حياتهما قبل
الارتباط وهو امر يشكّل قاسماً مشتركاً عند معظم النماذج الفيلمية التي
واكبناها· مايكل سيرا هو سكوت بيلغريم، مشكلته مع محيطه في البيت وخارجه
انه تخطى العشرين ومع ذلك سمح لنفسه ان يكون مع صبايا في سن الـ 17 وتتلاحق
الاحداث بين مؤيد ومعترض، لكن سكوت يعتمد على طاقة بدنية وروحية خاصة تجعله
يقوم بأفعال تلفت اليه انظار الجميع خصوصاً الجميلة كيم بين (أليسون بيل)
التي تصبح لاحقاً خياراً نهائياً له، بعد انسحاب الصغيرات من حياته لمصلحة
هذه الشابة التي ترقص جيداً وتحب جيداً، وتعرف ماذا تريد بالطريقة المثلى·
مارك ويبر، جوني سيمونس، ايلين وونغ، كيران كولكن، آنا كندريك اوبري
بلازا، ماري اليزابيت وينستاد، وبن لويس، هم من اسرة الشريط ومدته 112
دقيقة·
اللواء اللبنانية في
12/10/2010 |