اذا أردت أن تعرف شعبا فشاهد
فنونه ،وراقب علاقته بالفن، انطلاقا من هذه
المقولة وتقديرا للفن والفنانين سنقوم
في فنون الأهرام، باجراء حوارات تنشر فى الاسبوع
الأول من كل شهر نحتفى فيها بنجم
أو نجمة من رموز ورواد الفن سواء في السينما أو
الغناء والمسرح
والذين أمتعونا على مدى مشوارهم الفني ،وأعطوا الفن المصري كثيرا
،وصاروا خير
سفراء لمصر فى مختلف دول العالم وباتت أعمالهم من الكلاسيكيات والعلامات في
المراحل
المختلفة من تطور السينما المصرية والعربية،كما أنهم يحملون شهادات عن
عصرهم
والأجيال التي عاشوا معها وعاصروها ،ومن أوائل هؤلاء النجوم
والذين نعتز بهم
ونقدرهم النجم حسين فهمي
هو برنس السينما المصرية ،وشهريارها الذى أحب وتزوج
معظم نجمات السينما عبر افلامه التى لا تنسى والتى تعلمنا منها
الحب والرومانسية
ليس فقط برنس وشهريار السينما ولكنه أحد رموزها الفنية، موهبته لا تنقصها
الدراسة،
وأحلامه لا ينقصها الإصرار، وثقافته هي وقود ابداعه، استطاع نجمنا الكبير
حسين فهمي
أن يفرض نفوذ امكاناته كممثل على كل دور قدمه، ونجح فى تجسيد شخصيات مختلفة
عبر
أعماله السينمائية والتليفزيونية والمسرحية .
بسيط ...واضح ....جرئ ... مثقف
،أجمل ما فى شخصيته قدرته على التعامل مع
نفسه برؤية واضحة ، لهذا تخرج الكلمات من
بين شفتيه على طبيعتها بدون مكياج ،أفكاره مرتبة ، ولا يجيد فن الثرثرة
،قدم عشرات
الأدوار سواء فى السينما أو التليفزيون أو المسرح التى ما زالت
عالقة فى أذهاننا
جميعا من منا ينسي فى السينما « نار الشوق ، ،غرباء ،خلي بالك من زوزو
،أميرة حبي
أنا ،الأخوة الأعداء، وغيرها من الأدوار المهمة التى حفرت اسمه بحروف من
نور فى
تاريخ الفن المصري ،ذهبنا اليه يسبقنا حبنا الكبير لهذا النجم
الذى تزين صوره حتى
الآن غرف الكثير من البنات رغم ظهور أجيال جدد فى السينما المصرية ، فى هذا
الحوار
لم يرفض الإجابة على أي سؤال حتى لو كان يحمل ملامح الاتهام فإليكم نص حوار
نجم مصر
الكبير حسين فهمي
.
·
تملك تجربة خاصة،فأثناء وجودك فى
الولايات المتحدة
الأمريكية للدراسة فى منتصف الستينات عشت تفاصيل الهزيمة وعشت فى مصر أيضا
لحظة
الإنتصار فى حرب أكتوبر،ماذا عن تفاصيل هذه التجربة؟
يصمت النجم الكبير حسين
فهمى وكأنه يسترجع شريطا طويلا ويقول لحظات النكسة و"هزيمة
يونيو" كانت من أصعب
التجارب التى عشتها فى حياتى ،فالهزيمة كانت ثقيلة وعنيفة
علينا بالخارج خصوصا
وأننى كنت طالبا نشطا جدا فى الجامعة ووقتها كان يدرس معى المخرج السورى
الراحل
مصطفى العقاد والشيخ أحمد عبدالله والذى أصبح وزيرا لإعلام الكويت
حاليا،ووقتها كنا
متأكدين أن ميزان القوى فى المنطقة لصالحنا ،ثم إستيقظنا على هزيمة الست
ساعات ،و
جاءنى الخبر عن طريق التليفون ومن خلال صديق لى كان مقيما فى
لوس أنجلوس حيث عرف
الخبر أولا نظرا لفرق التوقيت بيننا وبين الولاية التى كان نقيم فيها.
وللأسف
بدأ التكريس للهزيمة على شاشة التليفزيون هناك والمشهد بالنسبة لنا كان
شديد
المأساوية.
·
ماذا عن لحظة الإنتصار وإسترداد
الكرامة؟
فى هذا الوقت كنت
بمصر، ووقتها كنت أقوم بتصوير فيلم "الهارب" مع المخرج كمال الشيخ
،والفنانة
القديرة شادية ،وبدأ العمال يقولون لنا "عبرنا القناة ورفعنا العلم"، ولم
أصدق ما
يرددونه للحظة ،لم أصدق أن الحرب "قامت" وإنتصرنا بعد 7 سنوات حيث كان
الإعلام
الأمريكى والغربي يكرس لفكرة أننا لن نستطيع إسترداد الأرض ،إلى أن تأكد
الخبر من
الجميع ،ووقتها عشت لحظات إنفعالية مغايرة تماما حيث كان
إحساسامليئا بالمتناقضات ،
بالفرح والخوف ،وإسترداد الكرامة وغيرها من المعانى النبيلة.
·
من المعروف
أنه كان لديك علاقة شديدة التميز مع الرئيس محمد أنور السادات
، بدأت خلال وجودك فى
أمريكا فماذا عن اللقاءات بينكما؟
بالفعل علاقتى بالرئيس الراحل السادات كانت
علاقة طويلة وممتدة بدأت عام 1966 عندما جاء فى زيارة إلى لوس
أنجلوس وكان لدينا فى
الجامعة وقتها لوحة نعلق عليها الأخبار "عن كل ما يخطر ببالك" من الإحتياج
إلى شقة
وصولا إلى أشياء خاصة جدا وعرفنا من خلال هذه اللوحة ،أن السادات سيزور
أمريكا حيث
كان سيقوم بعقد ندوة ،وفى هذه الأيام كان عددنا كطلبة مصريين
ندرس فى أمريكا فى
المراحل الجامعية المختلفة وولايات مختلفة وصولا إلى الدكتوراة لا يتجاوز
الـ15 ومن
بينهم الدكتور مصطفى السيد والدكتور أسامة الباز والمفكر سعد الدين إبراهيم
ورجل
الأعمال إبراهيم كامل ،وبالفعل حضرنا الندوة مع السادات وكانت
تصحبه السيدة جيهان
السادات ومنذ هذا اللقاء صرنا أصدقاء ،وكنت ضمن الوفد الذى إصطحبه معه عند
إسترداد
أول قطعة أرض فى العريش ،وتعددت لقاءاتنا.
·
وما أسباب إختلافك مع الزعيم
جمال عبد الناصر ؟
لا أختلف مع الرئيس عبد الناصر فقط لكني أقولها وبشكل واضح
أنا لا أحبه ،والهزيمة جعلتنى أمزق صورته التى كانت معلقة فى حجرتى وأرى
أنه لا
يمكن لأى شخص أن يضحى بوطنه لأجل الزعامة،أما الرئيس السادات
من وجهة نظري فهو كان
وطنيا 150%،ولن أكتفى بقول مائة فى المائة،وكل ما يتردد عن أنه كان يخدم
الأمريكان،هو كلام غير حقيقي بالمرة بل هذا الرجل دائما ما كان يعمل لصالح
مصر
وخدمة الوطن.
·
ولكن لكل رئيس عيوب ومميزات
فلماذا لا ترى مميزات فى الزعيم
جمال عبد الناصر،خاصة أن هناك كثيرين سيختلفون مع أرائك ويمكن أن يهاجموك؟
كل
إنسان من حقه أن يختلف معى ولكن هذه آرائي ومقتنع بها.
·
ماذا عن الرئيس
مبارك الذى إلتقيته أكثر من مرةأيضا،ومؤخرا كنت ضمن وفد الفنانين الذى
قابله
سيادته؟
أحب الرئيس مبارك بشكل كبير ،وهذا ليس كلاما للإسترسال أو الإستهلاك
الإعلامي ،ولقد إلتقيت سيادته وتعرفت عليه منذ أن كان نائبا للرئيس السادات
،ومن
وقتها أرى أنه شديد الحكمة والذكاء ويعرف كيف يحافظ على
بلده،ويعمل على مصلحته
وتعددت اللقاءات مع سيادته بدءا من اللقاء الذى جمعه بالملك حسين فى شرم
الشيخ
،وأثناء تكريم الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، وأيضا إحدى لقاءاته مع
الرئيس
الروسي السابق "بوتين" وفى مؤتمر دافوس،إضافة إلى اللقاء الأخير الذى
إستضافنا فيه
مؤخرا مع مجموعة من زملائي وكان لقاء حميميا وإيجابيا وبسيطا والرئيس مبارك
انسان
شديد التواضع ويدرك جيدا قيمة الفن والفنانين ،وعن نفسى أدرك تماما أن
الإنسان الذى
يحب الفن عنده نظر أوسع ويستطيع أن يأخذ قرارات أفضل.
·
من خلال وجودك فى
الولايات المتحدة الأمريكية عانيت كثيرا من اللوبي الصهيونى ،كيف ترى
تأثيرهم؟وماذا
عن إقالتهم للمذيع "ريك سانشيز" أحد مذيعي الـc.n.n؟
لم أعد أستغرب من عداءاتهم
المتكررة ،وسطوتهم فى الإعلام والسينما وغيرها من
الصناعات،وطبيعى جدا أن يتدخلوا
لتتم إقالة "ريك سانشيز" الذين إعتبروه شاذا عن القطيع،خصوصا وأنهم
متغلغلين فى
الإقتصاد ،ويسيطرون على رءوس الأموال،ومنذ اللحظة التى غادروا فيها ألمانيا
بعدما
تعرضوا للإضهاد وهربوهم إلى العالم الجديد ــ أمريكا ــ منذ
هذه اللحظة ،وهم يدركون
قيمة إستخدام مفاتيح الفلوس ويقفون جنب بعضهم ويدعمون تجمعاتهم فى كل مكان
فى
العالم.
·
هل عانيت من عنصريتهم؟
بالفعل عانيت بشدة ،خصوصا فى الفترة التى
قررت فيها العمل بأحد الإستوديوهات الصغيرة "التابعة
لهم"،وأذكر وقتها أنهم كانوا
يقومون بإعطائنا دفتر مسجل فيه مجموعة من أسماء الفنانين والفنانات،وطبعا
كانت
الأولويات "لليهود" منهم، وعن نفسى أنا مقتنع تماما بأنه لا يوجد يهودي لا
يحمل
ميولا صهيونية،وفى هذه الفترة قدمت عددا من الأفلام التسجيلية القصيرة
والإعلانات
،وكنت أشعر بالتمييز ضدنا عند محاولات
العمل فى الإستوديوهات الكبيرة،خصوصا أن إسمي "حسين"
وجنسيتي مصرية وعانيت أكثر بعد الهزيمة،ووقتها كنت أسأل نفسي ضاحكا "ماذا
لو
كنا إنتصرنا؟".
·
هل تلك المعاناة كانت دافعا وراء
عودتك إلى
مصر؟
بالتأكيد جزء من المسألة يعود إلى ذلك،إضافة إلى أننى كنت فى هذا
الوقت على
إتصال بالمخرج الراحل يوسف شاهين، الذى كان يشجعنى على العودة بإستمرار حيث
أكد لى
أنه طرح إسمي على وزير الإعلام فى هذا الوقت "الدكتور عبد القادر حاتم"
لأعود إلى
مصر،وأخرج فيلما،وبالفعل إتخذت القرار بالعودة.
·
كان من المفترض أن تقوم
بإخراج فيلم "الإختيار" ليقوم ببطولته يوسف شاهين،لماذا لم يخرج هذا الفيلم
للنور؟
يضحك قائلا بالفعل كان من المقرر أن أخرج ليوسف شاهين فيلم
"الإختيار"وهو
عن إحدى قصص نجيب محفوظ، ولكن حصل بعض الإعتراضات على تجسيد شاهين للبطولة
وتقرر
بعد ذلك أن يقوم هو بإخراج العمل وتقلص دورى وأقترح على شاهين أن أقوم بدور
المخرج
المساعد،ووقتها لم تستهوينى الفكرة،وإكتفيت بالعمل معه على السيناريو
والحوار، وفى
نفس الوقت،كان المنتج العظيم رمسيس نجيب يقوم بعمل "كاستينج" وتحضيرات فيلم
"نار
الشوق "وبعد أن شاهدنى عرض على التمثيل وأخبرت شاهين فشجعنى، وشجعني أيضا
الفنان
القدير محمود مرسي الذى كان أستاذي ورئيسا لقسم الإخراج بالمعهد العالى
للسينما
وكنت معه معيدا بنفس القسم، وبدأت أولى خطواتى،رغم أن عقدى
وقتها كمخرج مساعد كان
رقما كبيرا يضحك قائلا"300 جنيه" فى هذا الزمن كان مبلغا.
·
بما إنك تحدثت عن
فيلم "الإختيار" هل صحيح أنه كان مرشحا له النجم رشدى أباظة،ولكن تم
إستبداله
بالنجم محمود ياسين،ثم عزت العلايلي؟
إبتسم"المسألة ببساطة أن رشدى أباظة لم
يتفاهم مع شاهين،ووقتها كان رشدى "سوبر ستارز" فى السينما
المصرية ،وشاهين يعد نفسه
المفكر فى السينما فلم يلتقيا وحدث بعد الإختلاف بينهما أننى قمت بترشيح
النجم
الصديق محمود ياسين الذى عملت له إختبار الكاميرا بنفسى مع المبدع أحمد
خورشيد،ولكن
حدث وإختلف محمود ياسين مع شاهين أيضا لأنه إرتبط بتصوير فيلم
"نحن لا نزرع الشوك"
مع المخرج حسين كمال وهو ما أغضب شاهين وفى النهاية ذهب الفيلم إلى الفنان
النجم
عزت العلايلي.
·
كنت مرشحا لبطولة فيلم "الحب
الضائع" الذى قام ببطولته
القدير رشدى أباظة فلماذا رفضته؟
لم أرفضه بل حدثت عدة صدف و المنتج صبحى فرحات
سبق ودخل الفيلم مع رشدى أباظة وسعاد حسنى وكنت أنا مرشحا
للبطولة مع شادية ونادية
لطفى.
·
في بداياتك كنت تقدم 10 أفلام فى
العام ألم يكن هذاعددا
كبيرا؟
يضحك قائلا :وقتها لم يكن يوجد غيري أنا ومحمود ياسين وكان الإقبال
علينا
شديدا من قبل المنتجين واؤكد أننى راض عن كل الأفلام التى قدمتها وببساطة
لم أقدم
فى يوم من الأيام عملا غصبا عنى وأيضا لم أعمل فى يوم "عشان الفلوس" رغم
أننى فى
أحيان كثيرة كنت لا أملك قرشا فى جيبي فالأهم هو كان حبي لهذا العمل ومدى
إقتناعى
به لذلك أقولها واضحة راض عن مشوارى الفنى تماما.
·
قاطعناه حتى فيلم "سيدة
الأقمار السوداء"الذى يتضمن بعض المشاهد الجريئة؟
أجاب بشكل قاطع :حتى فيلم
"سيدة الأقمار السوداء" فأنا راض عنه تماما وسيناريو الفيلم كان مأخوذا
عن رواية
فرنسية شهيرة ولكن ماحدث من تطورات وخلافات حول الفيلم إكتشفت أنه الخلل
ببساطة كان
يكمن فى شخصية المخرج الذى يعانى فى شخصيته من خلل جنسي وهو ما أدى إلى
قيامه بجلب
ممثل يشبهنى ونفس الحال بالنسبة للفنانة ناهد يسري وصور مشاهد
عارية للأبطال لم
نعرق عنها شيئا خصوصا أن الفيلم عرض بعد أن غادرنا لبنان وقيام الحرب
الأهلية،
وأضاف حسين وبالصدفة قرأت مقالا للكاتب الراحل وجيه أبو ذكرى يطالب فيه
بضرورة
معاقبتنا وقال أن معه شريط الفيديو،ويضحك حسين موضحا:وقتها
كانت أول مرة أسمع عن
جهاز الفيديو وبعدها ذهبت مباشرة لشراء الفيديو وكان ثانى جهاز فى مصر
وشاهدت
الفيلم وإصطحبت معى المحامى لبيب معوض،وقدمنا بلاغا الي النائب العام،
وشرحت له
فكرة المونتاج وكيف تمت اضافة المشاهد ولكن للاسف مع قيام
الحرب الاهلية ، دمرت
شركة الانتاج بصاروخ، وهرب المخرج ، الا انني حلفت واخذت عهدا علي نفسي بأن
اضرب
هذا المخرج اذا شاهدته "بالقلم علي وجهه" وبالفعل صادفته في حفلة كان قد
نظمها نادر
الاتاسي بمهرجان كان السينمائي الدولي في احدي دوراته، وبمجرد ان شاهدته –
والغريبة
انه جاء ناحيتي مرحبا- رفعت يدي وضربته بالقلم ، واعطيته محاضرة في شرف
واخلاق
المهنة.
·
رغم تقديمك 15 فيلما في العام
فجأة قررت الجلوس في المنزل لمدة 3
اعوام متواصلة ، كيف اتخذت مثل هذا القرار ؟
كما سبق واشرت لا استطيع ان اقدم
عملا الا اذا كنت راضيا عنه تماما ، وفي الفترة التي جلست فيها
بلا عمل ، قررت ان
اعمل علي تطوير نفسي وشحن موهبتي بزاد المعرفة ، فقرأت العديد من الكتب فى
كافة
المجالات ، وسفرت للعديد من الدول الأجنبية لمشاهدة مسرحيات ، ومتاحف ،
ومعارض ،
ولم اجلس في البيت لأندب حظي ، فدائما ما كنت اراهن ومن داخلي
علي لحظة العودة
والتي جاءت قوية مع مسرحية "اهلا يابكوات" التى حققت نجاحا لا ينسى حتى
اليوم .
·
ألم تخشي في هذة الفترة ان تنساك
السينما؟
في علم الفيزياء النجم يموت
، ولكنه يظل مضيئا ، وعن نفسي لم اكن
محتاجا لأن اجري والهث لانني بالفعل موجود
ورغم انني كنت جالسا بمنزلي الا انه جاء لي تليفون من النجم
محمود ياسين والذي كان
مديرا للمسرح القومي في هذا الوقت وقالي لي : حسين اراك في هذا الدور
،والحمد لله
نجحت المسرحية وكسرت الدنيا وكتب عني اكثر ما كتب خلال مشواري السينمائي
.
·
طالما نتكلم عن المسرح فلنتوقف
عن محطة المسرح ونسألك قدمت العديد من المسرحيات مثل
"سحلب، الحادثة ،إمبراطور عماد الدين، وكعب عالي"وغيرها ما المسرحية
التى تعتز بها
فى مشوارك الفني؟
أعتز بكل المسرحيات التى قدمتها لأن كل مسرحية تختلف عن الأخرى
تماما،فمثلا يوجد مشهد فى مسرحية "سحلب "،اتحدث فيه عن الإنسان المصري
البسيط كانت
الناس من صدقه تقول لي أعد. وللاسف المسرح يشهد تراجعا وكذلك السينما وهذا
يعود
للتطور التكنولوجى.
·
تعاملت خلال مشوارك مع عدد كبير
من المخرجين الكبار مثل
حسن الإمام ،يوسف شاهين،صلاح أبوسيف،حسام الدين مصطفي،شريف عرفة وغيرهم كيف
كنت
تتعامل كممثل دارس للإخراج مع هؤلاء النجوم؟
كنت أكيف نفسي مع كل مخرج اشتغل
معه،فكل واحد منهم لديه مميزاته وفكره وفلسفته،فمثلا صلاح
أبوسيف كان يهتم بأدق
التفاصيل،وشاهين يهتم بتكوين الكادر،وهكذا.
·
وماذا عن النجمات اللاتي
شاركتهن البطولة مثل شادية ونجلاء فتحي وميرفت أمين وسعاد حسني وليلى علوي
وغيرهن؟
عملت ثنائيات مع عدد كبير منهم وكان بيننا هارموني وانسجام وحب .
·
هل يوجد مخرج رأيت له عمل وتمنيت
أن تعمل تحت قيادته؟
المخرج محمد
ياسين حيث بهرني بإخراجه لمسلسل "الجماعة" للكاتب الكبير وحيد حامد،وقد
أعجبني
المسلسل جدا.
·
معروف عنك أنك ضد الإخوان؟
هذا صحيح فأنا ضدهم على طول
الخط ، وأعلنها صراحة تماما، وأرفض موقفهم من الأقباط والمرأة
والفن.
>
ما
رأيك فى الكلام الكثير الذى يقال عن التوريث فى مصر؟
الناس فاهمة التوريث خطأ
لأن التوريث يعني الملكية ،وأنا مع جمال مبارك قلبا وقالبا
،وأطلب من الأخرين أن
يعملوا مثله،والسؤال الذى أريد طرحه ماذا قدم البرادعي وأيمن نور ؟ !
الدكتور
البرادعي رجل علم محترم وعالم فاضل شرف مصر فى المحافل العلمية الدولية،
لكنه بعيد
عن السياسة ولا يصلح أن يكون رئيسا للبلد، أما بالنسبة لأيمن
نور فهو كارت واتحرق !
·
لماذا لا تحضر مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي؟
ضاحكا لا تصلني أي
دعوات لحضور المهرجان!!
·
هل ما زلت على موقفك السلبي من
فاروق حسني وزير
الثقافة؟
تصالحت معه مؤخرا بأمر رئاسي أثناء حضورنا لقاء الرئيس مبارك ،حيث قال
لنا الرئيس :"لا أحب أن أجلس مع ناس وفى حد زعلان من حد"
.
·
ما أسباب غضبك
من فاروق حسني؟
لم يحميني وتركني للموظفين الذين كانوا يريدون فشلي وعندما كنت
أحتاجه لا أجده بجواري،ففضلت أن أستقيل من المهرجان قبل ما يسقطوني لأن كان
حولي
ناس يرغبون فى الفشل،لهذا قدمت استقالتي على المسرح،لأنني أحب النجاح وأسعي
إليه فى
كل عمل أقدمه .
·
نشعر بمرارة فى كلامك؟
طبعا لأن اتغدر بيا.
·
ما
الذى يحزن ويسعد حسين فهمي؟
أحزن من الاستهتار الذى أصبح سمة رئيسية فى حياتنا،
وأفرح عندما أرى طفلا سعيدا لأن هذا الطفل هو الأمل والمستقبل؟
·
مشهور عنك
أن دموعك قريبة وسهلة النزول متى آخر مرة بكيت؟
من أيام عندما رحل صديقي المخرج
صلاح السقا،وأيضا صديقي الوزير السابق أحمد ماهر.
الأهرام المصرية في
09/10/2010
ورحل عم صلاح السقا ..أجمل الحالمين
كتبت: عــلا الشافعي
جاء المشهد الأخير بعد وفاة
المبدع صلاح السقا خير دليل علي مدي الحب والتقدير
لهذا الفنان والذي أجمع الآلاف
علي موهبته واحترامه لعمله.
كان صلاح السقا ابن عصره وأيامه وواحدا من الحالمين عرف جيدا أن
دراسته للقانون
ليست بالضرورة ستكون مبتغاه وهدفه في الحياة، فبداخله كان هناك عشقا لنوع
شديد
الخصوصية من الفنون إلا أنه أخذ من دراسته للقانون روح الانضباط والاخلاص
لفكره..
لذلك وبعد أن حصل عم صلاح السقا علي ليسانس الحقوق من جامعة
عين شمس وعمل
بالمحاماة, لم يستطع الاستمرار بها أكثر من عام, وذلك لعشقه لعالم
العرائس ذلك
الفن الذي لا يعشقه سوي من يملكون روحا بريئة, وارتبط بعلاقة صداقة قوية
بالفنان
الراحل شكوكو, وحاول معه العمل علي تطوير هذا الفن وكثيرا ما
كان يترك عمله ويذهب
الي شكوكو ليقدما معا عروضا صغيرة وبسيطة في العتبة ووقتها نظر صلاح السقا
إلي
شكوكو وقال له بثقة: في هذا المكان سنؤسس مسرحا للعرائس.
وقتها ضحك شكوكو
وكأن لسان حاله يقول له ابقي قابلني! ولذلك أصر السقا علي الحصول علي
دورة
تدريبية لتعليم فن العرائس علي يد الخبير سيرجي أورازوف, الأب الروحي
لفناني
العرائس في العالم, وسافر بعدها إلي رومانيا ليحصل من هناك
علي دبلوم الإخراج
المسرحي تخصص فن العرائس, وفي بداية الستينيات شاهد الزعيم جمال عبد
الناصر عرضا
مسرحيا قدمه السقا فنال العرض استحسان الرئيس عبدالناصر, وبعد انتهاء
العرض سأله
ماذا تريد لتطوير هذا الفن؟
فطلب عم صلاح انشاء مسرح للعرائس وبالفعل أصدر
عبدالناصر قرارا بانشاء مسرح العرائس في المكان الذي حلم به
السقا وكما تمني
تماما,وبما أنه كان شخصا لا يكف عن الحلم له وللمجتمع الذي يعيش فيه,
لهذا عمل
علي تطوير أدواته الفنية, ولم يتردد لحظة في استكمال دراسته للحصول علي
ماجستير
في الاخراج السينمائي عام1996 ليكون ملما بكافة تفاصيل وتقنيات العملية
الفنية,
بعيدا عن قدرته في تحريك العرائس, ورسم حركاتها الخاصة, وأيضا عند
تصويرها
تليفزيونيا.
دي وصفة سهلة.. دي وصفة هايلة
كان المبدع صلاح السقا يري ان
النجاح والعمل الدؤوب هو وصفته السهلة لصناعة التقدم, ودائما
ما كان يبث هذه
الروح في العاملين معه, والذين استطاعوا بوصفة عم صلاح النجاح والعمل معه
دون
كلل, وكان يقضي الساعات الطوال مع مبدعي وشعراء مصر الكبار, والذين
تحول معهم
فن العرائس الي لسان حال الشارع, وينتقدون العديد من المسائل الحياتية
والسياسية, واستطاع بموهبته وذكائه أن يحول العرائس إلي
نماذج حية ترتبط في
الاذهان بحركة أو جملة أو لحن حيث قدم السقا العديد من الأعمال الفنية التي
أثرت في
تاريخ صناعة الفن بمصر منها حلم الوزير سعدون وحسن الصياد والأطفال يدخلون
البرلمان, وفي الستينيات قدم أهم العروض المسرحية علي
الإطلاق وهو الليلة الكبيرة
كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين, وألحان الشيخ سيد مكاوي, والتي حققت
نجاحا
ساحقا وما زالت تحقق هذا النجاح في أي وقت تعرض فيه, وظل هذا العرض من
أبرزعروض
مسرح العرائس ولم يحقق عرض آخر نفس النجاح الذي حققه.
وفي السبعينيات أخرج
السقا عروضا منها مقالب صحصح وتابعه دندش أشعار عبد الرحمن الأبنودي, أبو
علي
تأليف الشاعر سيد حجاب, وعودة الشاطر حسن, عقلة الصباع, الديك
العجيب,
تأليف إيهاب شاكر, وحوار صلاح جاهين, حكاية سقا تأليف سمير
عبد
الباقي.
ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي بل ساهم في
إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخري مثل سوريا, الكويت,
قطر,
وتونس, والعراق, كما أجري العديد من البحوث علي تاريخ فن
العرائس التي يدرسها
حاليا طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية.
ومن أيام قليلة خصتنا
السيدة نادية زوجته وأبنائه النجم أحمد السقا وفاطمة بمجموعة صور من
أرشيفه,
وعندما سألت السيدة نادية عن المبدع صلاح السقا؟
صمتت للحظة وقالت لي بعينين
تملآها الدموع وحشتني ياصلاح,أما فاطمة أو كما كان يناديها
طامو فقالت بحزن وتأثر
كنت أتمني أن يري أبي كل هذا الحب من الذين توافدوا يوم عزائه والذي كان
بمناسبة
الليلة الكبيرة التي لم يستطع هو مشاهدتها, أما ابنه النجم أحمد السقا
فكتب لفنون
الأهرام قصيدة يرثي فيها الفنان الحقيقي والموهوب والمتواضع
وابن البلد صلاح
السقا.
جوائز و تكريمات
تقلد الفنان صلاح السقا
العديد من المناصب الإدارية في المسرح حيث كان مديرا لمسرح
العرائس, وبعد ذلك
تولي رئاسة البيت الفني للمسرح من الفترة حتي1988 حتي1990, كما تولي
رئاسة
المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية, بجانب إشرافه علي مسرح
العرائس
حتي عام1992, كما أنه كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح
العرائس.
حصل
السقا علي العديد من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية منها
الجائزة
العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفي1973 حصل علي الجائزة
الأولي
ببرلين, كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية
في1980 كما منحه
عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وساما خاصا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة
عام1989,
وكانت النمسا كرمته من قبل عام1980, ونال الدرع المميز من مهرجان جرش
الأردن1985, وتقلد الميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر
المتوسط بإيطاليا1986,
كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام.
أحمد السقا يخص فنون برثاء عن
والده
أبويا السقا مات
أبويا السقا راح
كده يبقوا الأهرامات خوفو وخفرع
وبس..
معدش فيه صلاح
ماصلاح السقا مات
أبويا السقا مات
في زمان
المعيلة وأيام المريلة
كت لما العيال تغيظني
تقول كل الحاجات.. من أول يابن
ماما..
لأبوك السقا مات
ولقيتني من النهاردة.. مفضليش الا ماما
وحزين
علي السقا مات
من يوم ماقالوا راح.. ومافيش أستاذ صلاح
حاسس بضهري
ساقع..
والأسود لونه فاقع أنا واقف ولا واقع
يوم السبت اللي فات أبويا
السقا مات
كده يبقوا الاهرامات.. خوفو وخفرع وبس
ماصلاح السقا مات..
أبويا السقا مات
أبويا السقا مات
الأهرام المصرية في
09/10/2010 |