حملت الاخبار الواردة من مدينة ميلانو الايطالية نبأ سارا للسينما
العراقية التي يناضل شبابها من اجل اعادتها الى ساحة الاهتمام، حينما حقق
المخرج الشاب حيدر رشيد انجازا مميزا بفوز فيلمه الذي يحمل عنوان (المحنة)
بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان (انا شاهدت افلاما /
I have Seen Films) الذي أسسه ويترأسه المخرج والممثل الهولندي
العالمي روتغير هاوار، وقد اختارت الفيلم العراقي لهذه الجائزة لجنة تحكيم
دولية ضمت شخصيات سينمائية معروفة ومهمة مثل المخرج آنتون كوربين والنجمة
ميراندا ريتشارسون والمخرج الإيطالي روبيرتو فايينسا، إضافة إلى روتغير
هاوار نفسه.
وقد نقلت وكالة (آجي) الإيطالية للانباء عن هاوار قوله اثناء تسليمه
الجائزة إلى المخرج حيدر رشيد : انا سعيد للغاية لفوز حيدر بهذه الجائزة،
ففيلم (المحنة)هو الفيلم الذي كنت أتمنى أنجازه بنفسي، مشيرا الى ان(حيدر
طاقة شابة جيّدة نترقب منه الكثير في المستقبل، وبالتأكيد أخذت لجنة
التحكيم في اعتبارها أهمية ما أنجز )، اما المدير الفني للمهرجان جانكارلو
زابّولي، فقال : نحن فخورون بأننا قدّمنا هذه الطاقة الشابة، وفخورون أيضاً
بتقديمنا أول إنتاج سينمائي مشترك بين العراق وإيطاليا، واضاف زابولي : أن
أهمية هذا الفيلم تكمن في أنه عرض مأساة العراق وعذابات المنفى دون أن
يستعين بأية لقطة من أرشيف الحروب الطويلة في العراق، وتمكّن من خلال أزمة
إنسان مفرد يعيش حالة الضياع في مدينة صاخبة وصعبة مثل لندن، عرض مأساة شعب
وجيل بأكملهما.
ونقلت الوكالة الايطالية عن حيدر رشيد فرحته بالجائزة، وقوله : كان
اختيارنا ضمن المسابقة الرسمية لهذا المهرجان المهم جائزة بحد ذاتها، لكن
تسلم جائزة أفضل فيلم يأتي تأكيداً للعمل الشاق والهم الكبير الذي عبّرنا
عنه وحاولنا فيه رسم صورة لمأساة المنفى العراقي العسير الذي عاشه آباؤنا
ونعيشه نحن أبناء الجيل الثاني الذين ولدنا بعيداً عن الوطن الأم.
تدور احداث الفيلم، الذي اهداه المخرج الى ذكرى الكاتب والمفكر
العراقي الشهيد كامل شياع الذي أغتيل في بغداد في ٢٣ آب/أغسطس ٢٠٠٨، في
مدينة لندن التي يلفها الضباب ويقدم صورة لحالة الانتظار والترقب التي هي
سمة أبناء الجيل الثاني من العراقيين الذين ولدوا في المهاجر البعيدة،عبر
أزمة كاتب شاب انتهى للتو من تأليف روايته الأولى ويبحث عن ناشر، ويتزامن
إنجاز الكتاب مع اختطاف والده واغتياله في بغداد على يد عصابات إرهابية
مسلّحة، الوالد، وهو أكاديمي عراقي، عاش في المنفى لعقدين ونصف وعاد إلى
العراق بعد تلك السنين ليُسهم في إعادة إعمار العراق، لكنه يُخطف ويُغتال
بعد أسابيع من عودته.
وكان الراحل كامل شياع كما يقول المخرج تابع ميلاد الفيلم منذ مراحله
الأولى وخلال كتابة السيناريو، وهو ما جعل من الفيلم وكأنه سفر استشهاده
الذي كان ترقبه في أكثر من رسالة وجهها إلى ولده إلياس المولود قبل 19
عاماً في بروكسل.
وكان الفيلم قد فاز في الجائزة الثانية في مهرجان الخليج في دبي في
دورته الاخيرة في شهر حزيران / يونيو من هذا العام، كما عرض الطويل في
مهرجان سينما (الديجيتل سيئول) في كوريا الجنوبية في شهر آب/ اغسطس الماضي.
إيلاف في
09/10/2010
مخرج «فيلم سكس»: كفرونى بسبب اسم فيلمى
كتب
محمد عادل
«فيلم سكس» هو اسم فيلم قصير يقوم بتصويره حالياً مخرج مستقل اسمه «محمد عادل يوسف» وفجأة قامت الدنيا ولم
تقعد على مواقع الإنترنت المختلفة وفى بعض
الجرائد بدعوى أنه يقوم بتصوير فيلم جنسى بل واستغاث بعضهم
بالرقابة دون حتى أن
يعرف عن ماذا يدور الفيلم والذى يدور عن شاب اسمه «طه» درس السينما فى
أمريكا،
ليعود إلى مصر بسيناريو يحمل اسم «سكس» - وهو اسم فرقة موسيقية مكون من
الأحرف
الأولى من أسماء أعضائها سامى وكريم وسمير.. والرقيب المصرى -
فى الفيلم - يثور دون
أن يقرأ السيناريو ليسلمه لصديقه الإعلامى «عمر أمين» ليقود حملة إعلامية
ضد «طه»
بمعاونة أحد الدعاة - من يدعى «الشيخ» -
ويطالب البعض بإقامة «الحد» على «طه»،
وتثور الدنيا، كل هذا ولم يقرأ أحدهم السيناريو!.. المدهش فى
تجربة «محمد عادل
يوسف» أن ما حدث لبطله «طه» حدث معه فعلياً حيث تم شن حملة عنيفة ضده بسبب
خبر صغير
نشر فى إحدى الصحف عن الفيلم.
«روزاليوسف» حاورت المخرج الشاب الذى يبلغ
رصيده الفنى 5 أفلام قصيرة و6 مسرحيات.
·
هناك من اتهمك بأنك اخترت
اسم هذا الفيلم ببساطة لتثير جدلاً حولك حيث إنه لا معنى من اختيار فرقة
موسيقية
لاسم مكون من الأحرف الأولى لأسماء أعضائها «سامى وكريم
وسمير».. ما تعليقك؟
-
أولاً فكرة فيلمى ليست فكرة تكوين فرقة موسيقية من «سامى وكريم
وسمير»، بل هى فكرة سيناريو بطل فيلمى «طه» والتى يتقدم بها
للرقابة وهو شئ لا
يذكر، فالفيلم الذى كتبه المؤلف هذا هو اسمه وحينما ذهب للرقابة وبمجرد فقط
قراءة
اسم الفيلم حدثت المشكلة لبطله، فنحن لا نهتم سوى بالمظهر ونترك الجوهر،
وصراحة كنت
أريد أن أصل برسالتى للجمهور، وهى وصلت فعلاً، فالناس حكمت على
فيلمى دون أن يعرفوا
موضوع الفيلم نفسه، وهى بالضبط نفس أحداث فيلمى، فما حدث مع «طه» حدث معى
شخصياً.
·
لكن الاختيار الأولى للاسم يشير
إلى فيلم يحتوى على
مشاهد جنسية وكأنك تقصد هذا..؟
- «إحنا
بنضحك على نفسنا»، فكلمة «سكس»
عادية للغاية، فهى مكتوبة فى البطاقة الشخصية، وجواز السفر، حتى على الفيس
بوك ستجد خانة للـ «سكس» أى «النوع»، لكن لأن لدينا كبتا، فيتم الحكم على
فيلمى
بأنه «قبيح»، وأنا متأكد أنهم فى نفس الوقت سيشاهدونه، حتى لو
فيه مشاهد ساخنة
فعلاً، رغم أن فيلمى لا يحتوى عليها أو حتى على العنصر النسائى.
·
إذن بم تفسر كل هذه الضجة؟
-
هذه الضجة كلها تدل على الجهل وعدم
وجود وعى ثقافى أو فكرى لدرجة أن تقوم الدنيا لمجرد اسم فيلم قصير، ولم
يفهم أحد
إلا القليل أن فكرة الفيلم نفسها وصلت قبل حتى رؤية الفيلم نفسه، وهذه
الضجة كلها
من لا شىء ولا تفهم لم؟!.. بل وصل الأمر إلى أن هناك من «كفرنى» بسبب اسم
الفيلم،
وكأنك تشعر بأن هناك مجموعة فى مصر ليس هدف لها سوى «التكفير».
·
ماذا تقصد؟
-
كل الصحف كان هدفها إثارة الأزمة، وإحدى الصحف
الخاصة تحديداً هى من أثارت المشكلة، وفى فيلمى أناقش نفس المسألة، فلدينا
الإعلام «بيولع» لا يحاول أن يناقش، فما حدث لـ «طه»
سببه الإعلام، فبعدما عرض الإعلامى
«عمر
أمين» موضوع سيناريو فيلم «سكس» فى برنامجه، يناقش فى هذا مع «الشيخ» - أحد
الدعاة المتشددين - ودون أن يقرأه أى منهما، والحوار التليفزيونى يصل إلى
أن يطالب
الشيخ بإقامة «الحد» على «طه»، بل ويقول عنه «مفسد فى الأرض»،
والغريب أنها نفس
الجملة التى قيلت لى أيضاً!.. وبعد البرنامج يجتمع «الشيخ» مع جماعته
ليقيموا
بالفعل «الحد» على «طه»!
·
أخبرتنى أنك لا تعترف بوجود
الأجهزة
الرقابية بدليل أن إنتاج فيلمك مستقل من خلال فرقة مستقلة
future artists..
هل هذه
دعوة لكسر الأشكال الرقابية فى مصر؟
-
فى الفيلم لست ضد الرقابة،
فأنا جزئياً معها، فحتى إن كنت أثق فى فكرى أو فى فكر شخص آخر، فصعب أن أثق
فى فكر
شخص ثالث، لكن ليس معنى هذا التحجيم والمنع النهائى، فلا معنى لحجب الفكر
والإبداع،
فإن كان هناك مشهد جنسى جارح قد يمكن للرقيب أن يقصه، لكن لا
يوقف هذا فكراً أو
مناقشة فى أى موضوع لأن المناقشة مهمة للغاية، والرقابة ليست أن يمسك
الرقيب لائحة
ويصبح «موظفاً»، فيجب أن يكون الرقيب نفسه «مبدعاً»، ولى صديق عزيز قال
جملة جميلة:
«بسبب
عدم وجود الرقابة على الأفلام القصيرة أصبحنا نرى أفلاماً ذات مستوى جيد»،
فالفن لا يعترف بالحدود، لكنى فى نفس الوقت لست مع هذا كلية لأننى رأيت
أفلاماً بها
ألفاظ فاضحة من الشارع، محاولة التوازن بين هذين الجانبين من الممكن
تحقيقه.
·
ما حقيقة ترشيحك للمخرجة «إيناس
الدغيدى» أن تكون ضيف شرف
الفيلم؟
-
لم أهتم بفكرة الهجوم، وأطمح فى أن تقبل «إيناس
الدغيدى» الظهور كضيف شرف، حيث ستلعب دور الشخص المثقف الذى سيقرأ سيناريو
فيلم «طه» وتؤمن به، فهى الوحيدة التى قرأته، لكن
لا تزال هناك مفاوضات لنعرف هل ستوافق
على هذا أم لا.؟
مجلة روز اليوسف المصرية في
09/10/2010
ممنوع الإبداع فى كليات الإبداع
كتب
مصطفى ماهر
-
مريم وجدى
بين تسلل الفكر السلفى والتيارات المتطرفة وفقر الإمكانيات
المتاحة يتحرك الإبداع فى مساحة ضيقة ومخنوقة محاطة «بالبدع» والخرافات فى
كليات
الإبداع.
إنه المناخ السائد الآن فى أكاديميتنا المتخصصة التى يتخرج فيها
فنانو المستقبل. فالنحت حرام.. والموديلات ممنوعة والموسيقى متهمة بتحريك
الغرائز
والحال نفسه لا يختلف فى التمثيل والغناء.
فى مغامرة صحفية اخترقت
«روزاليوسف»
الكليات الإبداعية التى وضعتها الضغوط الاجتماعية والدينية فى حصار
أخلاقى فأحالتها إلى تكتلات فنية تحت الحراسة لتخريج مبدعين مع إيقاف
التنفيذ.
خريطة الكليات الإبداعية فى مصر تضم كليات التربية الفنية والفنون
الجميلة
والتربية النوعية وأكاديمية الفنون بتعدد أقسامها وتخصصاتها.. من موسيقى
وغناء
وتمثيل. تتصدر كلية الفنون الجميلة المشهد بوصفها من الكليات التى أضيرت من
فكر
التيارات السلفية حتى إنها تحولت إلى لوحة تنشين دائمة.
من أكثر الأقسام
التى تأثرت بالأفكار المتطرفة قسم النحت.. فحسب تأكيد د. زكريا طه رئيس قسم
النحت
وهو نحات وفنان متخصص وصاحب كتاب «طه زكريا بين الواقعية والتكعيبية» فإن
قسم النحت
حاليا من الأقسام التى يتجنبها الطلاب حيث يبلغ العدد فيه حاليا ما بين 3
إلى 6 فى
الدفعة الواحدة بالمقارنة بالأقسام الأخرى التى تبلغ من 70 إلى
80 طالبا.. وأضاف د.
طه: للأسف النحت الآن ليس مكروها بسبب مادى وانقراض المهنة فحسب بل قضية
تحريم
التماثيل والجدل المثار حول الموديلات العارية لا يزال يطارد النحت والمؤسف
أن
المطاردة شملت أيضا التصوير بعد انتشار فوضى الفتاوى أيضا.
الغريب أن هذه
النظرة انتقلت إلى المتخرجين والطلاب وتلخصها هبة سيف وهى متخرجة فى كلية
الفنون
الجميلة بجامعة الأقصر قسم تحريك بقولها: أرسم الإطار الخارجى فقط دون
الدخول فى
تفاصيل خوفا من اتهامى بالشرك وإعادة الخلق.
التحريك حرام
وأضافت هبة: حتى التحريك وهو تخصصى الأساسى أتصور أنه حرام لهذا أقتصر
بعد
ذلك فى عملى على أنه فقط كمورد رزق!! بينما تضيف هاجر سعيد الطالبة بكلية
التربية
الفنية وهى فتاة منقبة: أحاول الهروب من فخ الفتاوى بالتعامل مع الرسومات
التى أقوم
بها بنظرة فنية وثقافية بعيدا عن تقديسها!
يعود د. زكريا ليحسم الجدل حول
هذه القضية بقوله: الكلية حاليا استعانت برجال دين لإلقاء
محاضرات متعقلة وسليمة
للتصدى للأفكار المتشددة التى تتسلل بين الطلاب ويزرعها البعض فى أذهانهم..
ويضيف:
التماثيل بالنسبة لى فن جمالى رائع لا
علاقة له بالشرك والوثنية.
الموديل العارى
رسم الموديل العارى من القضايا
المثيرة التى شهدت جدلا واسعا ومعارضة سرشة دفعت بعض الطلاب
إلى اعتبارها حراما وأن
الموديل العارى مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا.
ويوضح د. زكريا هذه القضية من
منظور علمى بقوله: الفنان لابد له من رسم الموديل عاريا كأسلوب
للتعليم الأكاديمى
السليم حتى يتضمن بهذه الطريقة الرسام تفاصيل الجسم وكأنه عدسة كاميرا.
أما
د. حازم فتح الله عميد كلية الفنون الجميلة ونائب رئيس جامعة حلوان السابق
فينقلنا
إلى حقيقة أخرى فى قضية الموديل العارى بقوله: استخدام الموديل العارى لم
يصدر قرار
بمنعه بسبب الفتاوى بل لأسباب مادية والمتغيرات الاجتماعية
لضعف المقابل المادى
الممنوح للموديل الذى أدى إلى عدم اللجوء إليه.
موديلات
2010
فوبيا استخدام الموديل العارى ما بين التحريم ونظرة المجتمع
أدت لانقسام الآراء بين الطلاب بين القبول كهدف أكاديمى أو الرفض لأسباب
دينية
ولهذا يلجأ بعض طلاب الكليات المتخصصة إلى الاكتفاء بنوعية
أخرى للموديل وهى عاملات
النظافة والمربيات للخروج من مصيدة الحرام والحلال.
«روزاليوسف» نجحت فى
الوصول إلى اثنتين من الموديلات اللاتى يلجأ إليهن الطلاب خارج الحرم
الجامعى وهما «أم صلاح» و«أم أسامة» وتعملان كعاملات
نظافة ومربيات حيث تقومان بأعمال النظافة
داخل الكلية وإعداد أدوات النحت وتجهيزها إلى جانب استخدامها
كموديلات مقابل 250
جنيها.. الطريف أنهما أكدتا أن المبلغ ضئيل لكنهما يعتبرانه إضافة تساعدهما
على
مواجهة أعباء الحياة.
من ضيق النظرة السائدة حول الفنون وفقر الإمكانيات
المتاحة لمعظم الكليات الفنية المتخصصة والتى يمكن حصرها بعدم الاهتمام
بإرسال
بعثات للخارج كما أن المتاح ضئيل من أدوات حاسب آلى وأماكن
مخصصة للدراسة. والشكوى
متكررة من فقر الـ«استاندات» أو طاولات الرسم العالية، والنقص فى
الـ«سبوتات» التى
يحتاجونها فى رسمهم إلى المظهر العام الذى اختارته طالبات فنون جميلة
لأنفسهن،
وانتشار الحجاب، وحسب رواية «آية مجدى» الطالبة بكلية الفنون
الجميلة، فإن الحجاب
هو مستحدث فى بلادنا وتقليد من دول الخليج وتحول إلى موضة فى مصر.
ويعقب د.
فتح الله على انتشار الحجاب بين الطالبات بقوله: إنه يتسبب فى خلق حاجز بين
الطالبة
والمحيطين بها، فى حين أن التواصل مهم فى العملية التعليمية وأن الطالبة
تتحول إلى
«جزيرة
منعزلة متحركة»!
فالمحجبات والمنقبات تحديدا لا يجب عليهن أن يدخلن
مثل هذه الكليات، فأخلاقيات الفتاة لا علاقة لها بزيها.
الموسيقى
حرام
فى كلية التربية الموسيقية تتكرر نفس سيناريوهات «التحريم -
وفقر الإمكانيات» وأيضا البدع.
الطالب محمود عبدالمحسن الذى يلعب على آلة
الكمان يرى أن الموسيقى «كدراسة ليست حراما»، لكن يفجر محمود
مفاجأة - وهو
بالمناسبة كما علمنا من الطلاب المتفوقين - بقوله: بعض الأغانى تحرك
الغرائز،
وخصوصا الأغنيات التى تتحدث عن الحب بأصوات كبار المطربين مثل أم كلثوم
وعبدالحليم
وأيضا تامر حسنى، وأضاف: أنا أفضل سماع وتأدية الأغانى من دون
كلمات، وأضاف: هذا ما
يقوله المشايخ، ثم سألته عما إذا كان مقتنعا بما يقولونه فأجاب: لحد ما.
فى
المقابل يوضح د. أحمد أنور أستاذ الإيقاع الحركى فى الجامعة أن الموسيقى هى
بمثابة
عبادة له، ويوضح أكثر عندما دُعيت لحضور محاضرة للإيقاع الحركى، وهى عبارة
عن تعبير
حركى للإيقاع، وبالتالى يقوم المؤدى بحركات بسيطة، مصاحبة بالإيقاع، وفى
المحاضرة
دخل أنور حاملا الحاسب الآلى المحمول الخاص به، وعرض للطلبة
رقصة إيقاعية Tap Danc
لإحدى الفرق العالمية، لتعريف مدى اتساع أفق الفن الذى يدرسونه، وقال أنور:
بعد وقت
من ممارستهم للإيقاع الحركى رأيت مردودا غير عادى على
شخصيات الطلبة، وكان ذلك
واضحا عليهم، وعندما سألته عن تحريم الموسيقى لدى البعض وتأثيره على
الطلبة، نفى
أنه قابل نماذج تشدد بهذا الشكل من الطلبة، ولكن قال إن المشكلة تظهر حين
يبدأ
الطلبة التدريب على التدريس فى السنتين الثالثة والرابعة
ويرجعون بقصص عن التلاميذ
الذين رفضوا حضور حصة التربية الموسيقية لأن والديهما قالا لهم إن هذا حرام.
فى حين يكشف د. عيسوى محمود وهو أستاذ مادة الهارمونى: إن التيارات
موجودة
منذ قديم الزمان فى الكلية، وأضاف: إن هناك جماعات بعينها تنشر مثل هذه
الأفكار،
وأنها تقل ولا تزيد هذه الأيام، كما أنه لا يوجد نص دينى، مسيحى أو مسلم،
يحرم
الموسيقى، وأننا إن حرمنا الموسيقى، فلابد من تحريم كرة القدم
والشطرنج.
المشكلة المتكررة التى تواجه الطلاب بالتربية الموسيقية أيضا هى
الإمكانيات، وهنا أجمع الطلبة على سوء الآلات وأنهم لا يستطيعون شراء كل
آلة
يتعلمونها، لأنها باهظة الثمن، وهنا تقول أميرة مصطفى وكيلة
الكلية لشئون الطلبة إن
الآلات باهظة الثمن يصل ثمن البيانو إلى 30000 جنيه، والميزانية لا تسمح
باستبدال
التالف منها بسهولة، وتضيف: إن الطلبة هم الذين يهملون فى الآلات التى
يستعيرونها،
ويتعاملون معها باستهتار رغم أن الطالب يتكلف سنويا من 12 إلى 14 ألف جنيه،
بينما
يدفع 200 جنيه كمصاريف سنوية، مما يضيق الخناق على الكلية.
يعود د. أحمد
أنور ليؤكد: إن الجامعة تقوم حسب إمكانياتها بشراء
Projector -
أداة لتسليط الصورة
على الشاشة - ولكنه سرق، وهو ما أشارت إليه كريستينا يعقوب وهى طالبة
بالكلية أيضا،
والتى أضافت: لقد سرق مؤخرا بدال بيانو جديد، وهذا ربما عيب من جهة الطلبة،
ولكنها
أيضا توضح أن الكلية اشترت آلة «ماندولين» جديدة، ولكن لايزال
العجز موجودا وواضحا!
الخطير أن شعار تنمية المواهب وإطلاق سراحها مرفوع من الخدمة داخل
الكلية
وتلخصه الطالبة نسمة أحمد بالقول: لو عاوزة تبدعى تطلعى بره! وتفسر نسمة
أكثر
بقولها إن الأساتذة متزمتون ولا يسمحون للطلبة بمتنفس، أو محاولة الخروج عن
المعتاد، إلى ما هو ليس معتادا، أو الاختلاف معهم، نفس المعنى
تؤكده أيضا كريستينا
يعقوب أن الأمر يعتمد على الأستاذ بقدر كبير، فمنهم من يسمح بذلك، ومنهم من
لا
يسمح، وبمواجهة د. عيسوى الجندى قال: إن هناك عروضا يستطيع الطلبة الاشتراك
فيها،
مما يتيح لهم فرصا للإبداع وتنمية مواهبهم.
التمثيل بالواسطة
«روزاليوسف»
ذهبت أيضا إلى معهد السينما للتحدث مع بعض طلابه
«أحمد
وعمرو ومها وآية» من أقسام الإخراج والصوت والمونتاج والرسوم المتحركة،
لسؤالهم عن دراستهم للفن ورؤيتهم له وكيف تم تقييمهم وقبولهم بالمعهد.
ويقول أحمد - طالب بقسم المونتاج: إنه عن طريق بعض أسئلة الاختبارات
يتم
تحليل شخصياتنا وأفكارنا وتاريخنا الشخصى عن طريق رصدنا، وهناك بعض الأسئلة
مثل: ما
آخر كتاب سياسى قرأته؟ وأسئلة فى الثقافة والمعلومات العامة،
وكذلك الشخصيات
التاريخية والأحداث الجارية.. لكنهم قالوا إن الواسطة لها عامل أساسى
للقبول
بالمعهد و«مافيش حاجة اسمها قبول من غير واسطة التى اقتربت من أن تكون شرطا
رسميا»!
وتقول آية عندما تقدمت وهى «محجبة» سألوها كيف تريدين دراسة الإخراج
وتصبحين قائدة العمل وأنت محجبة وسألوها كيف ستصورين مشهدا لزوجة وزوج على
فراش
الزوجية إذا كانت الممثلة محجبة، فردت بأنها لن تطلب من هذه
الممثلة خلع الحجاب
لتقوم بالمشهد الساخن لأن المشهد الساخن ليست له علاقة بالحجاب أو غير
الحجاب، وهذا
المشهد يمكن التلميح له من بعيد وليس ضروريا أن نعرضه كاملا فهناك تيمات
كثيرة
شاهدناها فى أفلام قديمة استطاعت أن تتفادى عرض المشهد وتقديمه
بدون ابتذال، ويضيف
زميلها أحمد: إن السينما هى فن الاختزال، فالمشهد الساخن يمكن اختزاله
بدخول الزوج
والزوجة الغرفة ثم يغلق الباب وينتهى المشهد عند هذا الحد فالفن ليست له
علاقة
بالحرام والحلال لأنه لا يوجد شىء اسمه «حرام» فى الوسط الفنى،
بينما يضيف «عمرو»:
الناس هى التى تقول هذا حرام وهذا حلال، وليس أنا كفنان لأننى أصنع فنا
ليشاهده
الناس باختيارهم لأنهم يدفعون ثمن مشاهدتهم، إذن فهو شىء بمحض إرادتهم.
د.
على بدرخان مدرس الإخراج بالمعهد يكشف لنا: إن قبول المتقدم للمعهد يتم من
خلال عدة
اختبارات تعتمد على معلومات المتقدم حول الفنون والسينما
وقدرته على تحليل الأعمال
بعمق من خلال رأيه ووجهة نظره ثم ينتقل للورشة ليتفاعل مع الأساتذة بشكل
يومى لمدة
أسبوع حتى تقدم كل لجنة تقريرها للقدرة الإبداعية وقوة الملاحظة للمتقدم،
وليس هناك
أى دخل للمحسوبيات خاصة أن هذا العام أغلب أبناء السينمائيين
والفنانين لم يجتازوا
الامتحان التحريرى، وإذا كانت هناك دعاوى تقول إن بمعهد السينما مجاملات
ووسايط
فهذا غير وارد تماما ولم يحدث الآن أو من قبل.
النقاب
ممنوع
«روزاليوسيف» سألت د. عادل يحيى عميد معهد السينما عن
تعليقه على النظرة المتشددة ضد الفن أجاب: نادرا ما يوجد بالمعهد طلبة
لديها تشدد
تجاه الفن لكن المشكلة فى بعض الأساتذة المصابين بالتشدد ضد الفن، مثل
أستاذة من
قبل فاجأتنا بارتدائها الحجاب وتقول إن الفن حرام، فقمت بعزلها
وتركتها تدرس إحدى
المواد التى كان يتلقاها طالبان فقط، لكن لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك
معها، إلا
فى حالة ارتداء النقاب، لأننى سأرفض دخولها المعهد كما فعلت من قبل مع
طالبة ارتدت
النقاب أثناء دراستها بالمعهد فرفضت دخولها لدواع أمنية فقط،
لكنها حرة فى ارتداء
الحجاب أو النقاب أو غير ذلك.
مجلة روز اليوسف المصرية في
09/10/2010 |