مايوه.. وفستان سهرة.. كان هذا كل متاع ماريلين الذى حملته معها
فى رحلتها إلى «بالم سبرنج » وكانت مجموعة من الأصدقاء قد قامت بدعوة
الشقراء
الفاتنة لتشاركهم الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع فى المصيف
الأمريكى الفاخر.
فى حديقة الفندق وعلى الجانب الآخر من حمام السباحة كان هناك رجل لا
تفارق
عيناه ماريلين وهى تتهادى فى لباس البحر بمشيتها المميزة.. ولم يكن خافيا
على
ماريلين إعجاب هذا الرجل الخمسينى. ذى النظارة السميكة. والذى كان جالسا
على حافة
حوض السباحة وعينه لا تكاد تطرف عنها بينما يرتشف ببطء مشروبه
المثلج.
وألقت ماريلين بنفسها فى حوض السباحة سابحة تحت الماء لتخرج على
الجانب
الآخر.. تماما كما قدرت أمام الرجل الخمسينى وجاءها صوته مبتسما
:
-
اسمى «جون هايدن ».. وأنت ما اسمك ؟
-
واتسعت
ابتسامة ماريلين وهى تجيب المعجب الجديد
:
-
جريتا جاربو يا عزيزى.
-
مستحيل فأنت أجمل منها آلاف المرات.. عموما لا يهم اسمك فى
الوقت
الحالى.. هل تشاركيننى فى احتساء كأس من الشمبانيا ؟
وكان الرجل
قد مس فيها زرا سحريا فبعد أن كانت تبدو متمنعة عليه رآها تقبل دعوته فى
الحال. أما
السر فى ذلك فيرجع للشمبانيا مشروبها المفضل الذى لا تستطيع أن تقاومه أبدا.
ولم تكن ماريلين تعرف أن الحظ قد يتخفى لها داخل طيات هذه الدعوة التى
لم
يكن صاحبها إلا واحدا من كبار مسئولى أكبر النوادى الليلية الأمريكية. وكان
جونى
هايدن معروفا بأنه واحد من أكثر الرجال صرامة فى وسطه الفنى. وإن كان
معروفا أيضا
بذوقه الرفيع فى اختيار صديقاته مثل لانا تيرنر.. وإستر
وليامز.. وريتا هيوارث.
وعقب الشمبانيا.. دعا الرجل ماريلين لتناول الغداء معه.. وبعد الطبق
الأول
عرف جونى أنه وقع صريع هوى هذه الشقراء الفاتنة، أما هى فقد تأكد لها أنه
من
المستحيل عليها أن تقع فى هوى هذا الضئيل الجسم ذى النظارات المقعرة وبسرعة
عقدت
ماريلين مقارنة بينه وبين كارجر ذلك الوسيم الخائن. وبالطبع لم
تكن المقارنة فى
صالح مدير الملاهى الليلية.
وإذا كان جونى قد تأكد له بعد الطبق الأول
للغداء أنه أغرم بماريلين فقد صارحها بعد الطبق الثانى من عشاء
اليوم التالى بأنه
أصبح غير قادر على فراقها وطلب منها أن تقبل صداقته واعدا إياها بتولى كل
شئونها من
مالية وفنية وعائلية بما فيها التزامه بأن يجعل منها نجمة مشهورة.
ويوم بعد
يوم كان يتأكد لجونى أن مشاعر ماريلين نحوه لا تتعدى مشاعر العرفان، ولم
يكن الرجل
العاشق لفرط حبه يطمع فى أكثر من النذر القليل الذى تمن به عليه
فاتنته.
الدراسة من جديد
لم يمنع عطاء ماريلين
لجونى من أن يمشى قدما فيما أخذ على عاتقه القيام به تجاهها. لم يمض الشهر
الأول
على لقائهما حتى قام جونى بالاتصال بصديقه «جون هوستون » أحد كبار
المسئولين فى
شركة مترو جولدن ماير. عارضا عليه أو طالبا منه أن يسند
لماريلين دوراً فى الفيلم
الذى يعد له وكان اسمه «عندما تنام المدينة».
وأصاب الإحباط ماريلين فى
لقائها الأول برجل «مترو» الهام فقد أبدى لها كثيرا من
الملاحظات على طريقة تمثيلها
وإلقائها. ملاحظات رأتها ماريلين كمطارق تهدم كل ما سبق وحققته من وجود فنى
حتى تلك
اللحظة.
وعادت ماريلين من هذه المقابلة القاسية كما أسمتها لتلقى برأسها
الجميل على كتف جونى وتبثه آلامها وأحزانها.
ولكن جونى الحنون طمأنها، وأكد
لها أن كل شىء على ما يرام وعليها ألا تشغل رأسها الجميل
بالتفكير فى المستقبل ، بل
لتلقى بذلك عليه ، فهو كفيل بحل كل مشاكلها وتلبية جميع مطالبها.
وطبقا
لتوجيهاته بدأت ماريلين تنتظم من جديد فى دراسة الدراما على أيدى كبار
المتخصصين
الذين عهد إليهم جونى بذلك. وبعد فترة من التدريب رأى جونى أن فى إمكان
ماريلين أن
تعاود لقائها برجل مترو جولدن ماير : المخرج جون هوستون. وأصر
جونى الطيب أن يمضى
مع ماريلين إلى جلسة لقائها الثانى بهوستون. وكانت نتيجة الاختبار هذه
المرة رائعة
أروع كثيرا مما قدر الجميع ، وبالفعل فازت ماريلين بدور كبير نسبيا فى فيلم
مترو.
وبعد انتهاء حفل العرض الأول للفيلم ضغط جونى على يد ماريلين بفرح
وحنان
وهمس لها قائلا:
-
ألم أعدك بأن ألقى بك إلى الشهرة ها أنت بعد هذا الدور..
مستطيعة أن تفتخرى بمكانتك الفنية.
-
وبالفعل تمكنت ماريلين بهذا الدور من
لفت نظر كثير من السينمائيين.. وعلى رأسهم «جوزيف مانكيدستر»
أحد مخرجى شركة مترو
الذى وجد فى هذه الشقراء ضالته التى كان يبحث عنها للقيام ببطولة فيلم
«حواء».
-
ومن فوره قام جوزيف بالاتصال بصديقه جونى هايدن عارضا عليه
الأمر. وأدت
ماريلين دورها فى هذا الفيلم واضعة نصب عينيها الإجادة.. يشجعها ويشد أزرها
«جونى»
الوفى. وانتهى تصوير الفيلم ونجح. ونجحت
ماريلين نجاحا فاق نجاحها فى الفيلم الذى
سبقه. لكن جونى كان قد شرع فى اتخاذ إجراءات الطلاق من شريكة
حياته التى رافقته
زهاء ربع قرن وذلك حتى يتمكن من الزواج بماريلين. وحتى هذه اللحظة لم تكن
ماريلين
قد وافقت على عرض الزواج وإن كان هو لم يمل ولم ييأس من معاودة طلبه بين
الحين
والآخر. ورأى جونى ذات يوم أن يغريها بأمواله على الزواج فجلس
عند قدميها وعيناه
تتضرعان إليها وهو يقول :
-
عزيزتى.. إنى شديد الثراء كما تعلمين
وحياتى قاب قوسين أو أدنى من الموت فقلبى كما يعرف الجميع
عليل. لماذا لا تقبلين
الزواج منى.. على الأقل تضمنين حمل لقب «أرملتى » وتحصلين على ثروة تكفيك
لتعيشى فى
رغد حتى تبلغى المائة من عمرك.
وإن كانت ماريلين لا تحمل لجونى مشاعر هوى
جامح فمن المؤكد أنها كانت تكن له إعزازا خاصا ولد فى نفسها
وقلبها مكانة معينة.
لذا فإن مجرد فكرة احتمال موت هذا الرجل الحنون الطيب كانت كفيلة بأن تملأ
نفسها
بالحزن، وقاطعت ماريلين جونى بفزع عند هذا الحد من الحديث قائلة:
-
جونى..
أرجوك أن تكف عن هذه الخزعبلات. إنك ستعيش وسيطول بك العمر.
-
إذن
فلنكمل حديثنا غدا.
وغادر جونى منزل ماريلين فى تلك الليلة على أن
يوافيها فى اليوم التالى.
أحزان القلب
كان لابد
أن يواصل جونى صعوده.. فمعه كتاب جيد على ماريلين أن تقرأه ليضيف لها
معلومات فنية
تنقصها فى مهمتها كان هذا باعث جونى الذى دفعه لمواصلة صعوده السلالم
المؤدية إلى
شقة ماريلين متجاهلا الألم الحاد الذى يشق صدره فى جهته اليسرى
وسمعت ماريلين جلبة
خلف باب شقتها وقامت تستطلع الأمر لتفاجأ بجونى ملقى أرضا ويده تمتد نحوها
بكتاب.
ومن بين صرخاتها الملتاعة التقطت أذنا جونى موافقة ماريلين على الزواج
منه
بمجرد شفائه وطلاقه وعلى عجل استدعت ماريلين رجال الإسعاف ليحملوا أطيب من
عرفت
ماريلين من الرجال إلى المستشفى.
ذهبت ماريلين مبكرة إلى المستشفى صبيحة
اليوم التالى. لقد أرادت أن تكون أول من تقع عليها عينا جونى
كما أنها كانت قلقة
تريد الاطمئنان عليه.
-
سيدتى.. لقد فارق مستر هايدن الحياة منذ دقائق..
كانت تلك هى العبارة التى فاجأتها بها
موظفة الاستقبال المختصة.. بمجرد عبورها ردهة
المستشفى.
وصرخت ماريلين:
-
مستحيل.. مستحيل..
وأخذت طريقها بسرعة متجهة إلى غرفة هايدن..
ولكن نفس الموظفة كانت أسرع منها ووقفت
فى طريقها تحول بينها وبين التقدم بينما عبارة أريد أن أراه..
لابد أن أراه.. تتكرر
دون وعى منها.
وعرفت ماريلين أن هذا أمر يعد من رابع المستحيلات فهناك
بجوار سريره تقف زوجته الشرعية.. التى استعادت الآن مكانتها بجواره.. ذلك
المكان
الذى طالما شغلته ماريلين
ديماجيو
مرت فترة بعد
وفاة جونى وبعدها بدأت تفيق من صدمة الحزن وتستعيد نفسها ولاحظت شيئا غريبا
هو أن
المنتجين الذين كانوا دائمى الاتصال بها للعمل معهم بدوا وكأن الأرض انشقت
وابتلعتهم لقد اختفوا باختفاء صديقهم وإذن فقد كانوا يجاملونه
وبعد أن كانت ماريلين
بعد فيلم «حواء» قد عزمت على اختيار أدوارها بدقة بل واقتصارها على البطولة
وجدت
نفسها تحت وطأة مطالب الحياة مضطرة لقبول الأدوار البسيطة التى لا تليق بما
حققته
من مكانة فنية.
وذات يوم.. دق جرس التليفون فى منزل ماريلين كان المتحدث هو
أحد أصدقائها واسمه دافيد مارت
-
عزيزتى ماريلين.. هناك أحد أصدقائى
المقربون من أشد المعجبين بك. والذى يسعده أن يدعوك ويدعونى
لتناول العشاء.
-
من هو..؟
-
إنه ديماجيو.. لاعب البيسبول
المعروف وقبلت ماريلين الدعوة دون أن تستفسر عن صاحبها ذلك
الذى قال عنه صديقها أنه
معروف.. رغم أنها لم تسمع عنه من قبل.. ولكن فى الحقيقة كانت معلومات
ماريلين
الرياضية تكاد تكون معدومة.
وأنهت ماريلين المحادثة.. لتبدأ صفحة جديدة من
حياتها.. باقتحام ديماجيو لها اعتادت ماريلين من معجبيها أن
يبدأها كل منهم بحديث
لا ينتهى عن جمالها ومفاتنها وولهه بها ولكن يبدو أن الأمر مختلف مع هذا
المحب
الجديد.. فمنذ أكثر من ساعة منذ أن قدم الصديق المشترك دافيد مارت كل من
ماريلين
وديماجيو للآخر، وهذا الرياضى لم ينبس بحرف. وعرفت ماريلين
أنها أمام نوع جديد من
أنواع الإعجاب فالرجل كما سبق وأخبرها دافيد من أشد المعجبين بها.
كان جو
طويلا.. شديد النحافة بالغ الأناقة، وكان أهم ما يميزه عينيه فهى تكاد تصرخ
بحزن
الدنيا.. وكانت تلك العينان الحزينتان لا تفارقان وجه ماريلين لحظة فأينما
نظرت
وعادت بنظرتها لتفاجئه وجدته مازال شاخص البصر إليها بطريقة
توحى بأنه لا يريد أن
تفوته أى خلجة من خلجاتها.
ولم تفلح فكاهات دافيد فى إذابة جليد تلك السهرة
المملة كما حكمت عليها ماريلين وأيضاً لم تفلح فى إخراج جو عن صمته..
وانتهت
ماريلين إلى ضرورة الانصراف بمجرد الانتهاء من تناول العشاء..
بعد أن كانت قد خططت
لسهرة طويلة.. وقبل الانتهاء من الطبق الأخير بدأت ماريلين فى التثاؤب
معلنة عن
رغبتها فى انتهاء الجلسة وبالفعل أمر جو بالحساب ليقوم ثلاثتهم فورا.. وقبل
أن تخطو
ماريلين خطوتها الأولى فى اتجاه الخارج فوجئت بجو يقترح عليها
بصوت أقرب للهمس.. أن
ترافقه فى سيارته ليعود بها لمنزلها ونظرت ماريلين إلى دافيد نظرة كلها
تعجب ودون
أن تجيب الرجل الصامت، أومأت له برأسها دليل الموافقة وركبت بجوار المعجب
الغريب
بينما ودعهما دافيد ليأخذ عربته.
أخذت السيارة تنهب الأرض نهبا فى طريقها
لمنزل الشقراء ولا صوت يسمع لراكبيها وبعد ما يقرب من الساعة
وقد كادا يشرفان على
الوصول سقط فجأة قناع الجمود عن جو لينهال بقبلاته الدافئة على رقبتها ثم
بدأ جو
حديثا وديا مع ماريلين أخبرها فيه أنه مغرم بالممثلات الشقراوات وأنه كان
متزوجا من
إحداهن، ولكنه لم يفته أيضا أن يخبرها أنه وجد فيها شيئا
مختلفا تماما عمن عرف من
شقراوات الشاشة.
وعند المنزل توقفت السيارة لينقطع حديث جو ونزلت ماريلين
ومن ورائها صوت جو: - اسمحى لى.. أن أتصل بك فى الغد.
ولم يأته رد فقد كانت
ماريلين قد عزمت ألا تعاود رؤية هذا الرياضى الممل مرة أخرى، وفى اليوم
التالى
لاحظت ماريلين أن اسم «جو ديماجيو» يتردد بكثرة على لسان رجال الاستوديو
كواحد من
أحب الرياضيين إليهم وأكثرهم شعبية، واستخلصت ماريلين من
أحاديثهم أنهم اعتادوا
التحدث عنه ولكنها كانت المرة الأولى الذى يلفت الاسم فيها نظرها وكان ذلك
بالطبع
بعد ليلة الأمس المملة، وكادت ماريلين تصرخ فيهم قائلة: - إن بطلكم الرياضى
هذا..
كاد يخنقنى بجموده.
وعادت ماريلين إلى منزلها مساء ووجدت نفسها تملأها رغبة
قوية للاتصال به وقامت بالبحث عن رقم تليفونه لكى تبادره هى بالاتصال.
كانت
تغشاها رغبة قوية فى محادثته، فى رؤيته، فى قبلاته لماذا؟! لا تعرف.. كل ما
تعرفه
أنها تود الاقتراب منه.
-
أنا ماريلين.. همست النجمة الشقراء فى
سماعة التليفون للرياضى الكبير، وجاءها رده ملخصا فى كلمتين
ولكنهما تعبران عن شوقه
واحتراقه فى انتظارها. - متى أراك..؟
پ شلالات
الحب
ذهبت ماريلين لموعدها مع جو فى مساء نفس اليوم ولاحظت على
نفسها عناية فائقة فى اختيار ثوبها وملحقاته بطريقة كادت تنساها منذ أن
انتهت
علاقتها بكارجر. وبعد العشاء الفاخر الذى تناولاه فى المطعم
الإيطالى الشهير اقترح
جو على ماريلين أن يقوما بنزهة فى السيارة فى ضوء القمر.
أخذت العربة
طريقها للشاطئ كان الجو بديعا والطبيعة خلابة بين اللون اللازوردى للماء
والأخضر
للتلال والأزرق الصافى للسماء بينما ضوء القمر الفضى يلقى ظلال ألوانه على
الجميع
ليحولها إلى ألوان لا يمكن وصفها لشدة جمالها وبدت الطبيعة
يومها وكأنها تحتفل مع
العاشقين الجديدين بمولد حبهما.
وفى هذه المرة بدا جو مختلفا تماما عن
سابقتها فبينما عانقها فى لقائهما الأول لم يحاول هذه المرة أن
يلمس يدها.
وفى تلك الليلة عرفت ماريلين كل شىء عن حياة وطفولة وشباب رفيقها فهو
إيطالى الأصل أمريكى الجنسية تمكن من إحراز شهرة عالمية وبطولات فائقة فى
لعبة
البيسبول، ولكنه تقاعد الآن بعد أن أصيب فى قدمه وذراعه
مكتفياً بمعاش يصل لمائة
ألف دولار سنويا، كما عرفت أنه أيضاً يقوم بين الحين والحين بتقديم أحد
البرامج
الرياضية فى التليفزيون ولم ينس جو أن يخبرها أن الأطعمة الإيطالية هى نقطة
ضعفه
الوحيد.
طالت نزهة جو وماريلين وامتد حديثهما حتى أول إشعاعات صباح اليوم
التالى، وعاد كل منهما لمنزله وشعور الفرح يغمره.. إنه الحب.. لا شك فى ذلك.
-
مس ماريلين.. نرجو أن تحدثينا عن مشروع زواجك من ديماجيو؟..
-
ما هو الحب.. صفيه لنا..؟
-
هل ستستمرين فى
التمثيل بعد الزواج..؟ كانت هذه عينة من الأسئلة التى بدأ الصحفيون يلاحقون
بها
ماريلين بعد أن صارت هى وجو لا يفترقان وبعد أن أصبحا يشاهدان معا فى كل
مكان.
كانت ماريلين ترى جو رائعا فى كل صفاته.. وتصرفاته باستثناء عشقه
للفرجة
على برامج التليفزيون فقد كان فى إمكانه أن يجلس ساعات طويلة أمام الشاشة
الصغيرة
دون أن ينبس بكلمة على شرط أن تكون ماريلين بجواره ملتصقة به التصاق الصغير
بحضن
أمه بينما أصابعه تربت عليها بحنان.
-
بل أن ينتهى العاشقان من ارتشاف
جرعات الحب الأول كان على جو أن يطير إلى نيويورك يقوم بتحضير
سلسلة جديدة من
برنامجه التليفزيونى، وتجسد حزن ماريلين ولوعتها على فراق حبيبها فى صورة
احتجاج من
جسمها خرج فى شكل آلام الزائدة الدودية ونصحها الأطباء بإجراء الجراحة فى
الحال.
وتحولت حجرة ماريلين فى المستشفى إلى حديقة من الورود التى كانت تصلها
سلة
منها كل ساعتين.. وعليها كلمة واحدة «أحبك»، أما التوقيع فبالطبع كان لجو،
ويبدو أن
الحب كان له فعل السحر على جرح ماريلين فقد التأم بسرعة فاقت تقديرات
الأطباء..
وبمجرد أن استعادت المريضة الحسناء قواها بدأت تعد العدة للذهاب لنيويورك
فمن ناحية
كان عليها تصوير فيلم جديد لها فى استوديوهات مدينة ناطحات السحاب ومن
ناحية أخرى
لملاقاة الحبيب المتيم بها.. وكان اسم الفيلم «نياجرا».
وفى حمية نجاحها
الذى كان يتزايد يوما بعد يوم وفى غمرة انشغالها بالإعداد للسفر نسيت
ماريلين تماما
أن اليوم هو عيد ميلادها ولكن محبيها وجمهورها لم ينسوا ذلك، وقرب نهاية
اليوم كانت
شقتها فى ضاحية «بل إير» قد تحولت إلى حديقة فواحة من الزهور
التى تدفقت عليها من
سائر أنحاء الولايات المتحدة.
وعبرت عينا ماريلين أكوام البرقيات التى
تتمنى لها عاما سعيدا ثم انتقل بصرها إلى تلال الورود.. التى
تملأ المكان وقالت
محدثة نفسها:
-
بلا شك كل هذا يعنى أنى صرت مشهورة.. بل مشهورة جدا. ورأت
ماريلين أنها مناسبة تقتضى أن تحتفل فيها بنفسها فجرت إلى مشروبها المفضل
وأفرغت
لنفسها كأسا من الشمبانيا
ورفعت الكأس بين يديها وهى تصيح فرحا: - فى صحتى..
دموع الفرح
فى مطار نيويورك هبطت ماريلين سلالم
الطائرة وهى تكاد تقفز فقد وقع بصرها على جو حاملا باقة من
الورود الحمراء.. ومن
على آخر درجة ألقت ماريلين بنفسها بين يدى حبيبها لتختلط دموعها بقبلاتها
بعبارات
اللهفة والشوق، ومن بين كل الكلمات التقطت أذنا ماريلين عبارة واحدة أخذ جو
يكررها
دون وعى منه عشرات المرات كان يعرض عليها الزواج.
وشهدت تلك الليلة ليلة
ماريلين الأولى فى نيويورك أجمل لقاء حب بين ماريلين وجو، فالاثنان كان
الفراق قد
هدهما وكان اللقاء قد طار بصوابهما. إن ماريلين تشعر أنها بجوار جو قد ملكت
الدنيا
بيديها وأنها بلا شك محظوظة، هكذا أخذت تردد لنفسها وهى تمطر
جو بقبلاتها فحبيبها
أحسن رجال الأرض جميعا، وهو يحبها بجنون.. وهى مغرمة به ما أسعدها.
وفى
اليوم التالى، خرج جو بماريلين لتناول عشائهما فى واحد من أفخر وأغلى مطاعم
نيويورك
وانتهى عشاء الشموع واقترب جو من ماريلين وأمسك بيدها اليمنى برفق ورفعها
إلى فمه
وقبلها، ثم مد يده اليسرى فى جيب بنطلونه واستخرج منها علبة أنيقة.. وفتح
العلبة أن
بداخلها خاتم يأخذ الأبصار بلمعانه، إنه خاتم بالغ الأناقة يبدو عليه أنه
باهظ
الثمن.
وتناول جو الخاتم ورصع به إصبع ماريلين ونظر إليها بوله وهو يقول:
-
إنه خاتم الخطبة ياحبيبتى..
-
وانفجرت ماريلين.. فى البكاء..
إنها دموع الفرح
صباح الخير المصرية في
05/10/2010 |