النجمة الأمريكية انجلينا جولي من نجمات “هوليوود” اللائي يتقاضين
أعلى الأجور، فحسبما ذكرت مجلة “فوربس”، بلغت عوائدها السنة الماضية سبعة
وعشرين مليون دولار، ورغم نجاحها الفني، تمر حياتها الخاصة أحياناً ببعض
المشكلات، إذ شهدت علاقتها بأبيها “جون فويت” خلافات كثيرة، بالرغم من
ظهورها معه عام 1982 في العمل الكوميدي “لوكينج تو جيت آوت” .
حضر فويت مؤخراً العرض الأول لأحدث أفلامها “سولت” في لوس انجلوس،
وعبر عن سعادته بالتئام شملهما .
وبخلاف علاقتها بأبيها هناك جوانب كثيرة شخصية في حياة نجمة
“هوليوود”، فمثلاً لا يمكن لنا أن نتصور أن جولي، المرأة الجميلة الأنيقة
تمنت ذات يوم أن تصبح متعهدة مآتم، ومن حسن حظ معجبيها أن أمنية كهذه لم
تتحقق .
وهناك صفة مشتركة تجمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والنجوم توم
كروز، وجوليا روبرت وانجلينا جولي وهي أنهم عُسْر .
وما يثير الدهشة أن النجمة اللامعة ليس لديها مدير أعمال، فهي تدير
أعمالها بنفسها، بالرغم من تعدد اهتماماتها وأنشطتها التي تتوزع ما بين
رعاية الأطفال وأعمال الخير ومشاريع أخرى متنوعة .
وفي سبتمبر/ أيلول 2002 دقت جولي آخر مسمار في نعش علاقتها بأبيها، إذ
أسقطت اسم “فويت” من اسمها .
وهجرتها أمها لعامين ما ولد فيها روح التمرد، كما يقول أندرو مورتن،
المؤلف الذي كتب سيرة الأميرة ديانا.
واعترفت النجمة بإدمانها على المخدرات في شبابها، وبمرورها بأوقات
عصيبة، تركت آثاراً وجروحاً عميقة في حياتها .
وأورد أندرو مورتن في كتابه الجديد “أنجلينا جولي: سيرة حياة ممنوعة”
أنها أدمنت على الهيروين والكوكايين بشراهة، وأنها تزوجت مرتين، الأولى من
الممثل البريطاني جوني لي، والثانية من الممثل بولي بوب . وبعد ما كابدت
معاناة في زيجتها الثانية، حاولت جولي استئجار قاتل محترف ليخلصها من
حياتها، ولكن الرجل كان متعقلاً، إذ أعطاها شهراً لتعيد التفكير في الأمر،
وبالفعل تراجعت عن قرارها .
وجولي متزوجة حالياً من النجم براد بيت، ولديهما ستة من الأبناء،
أكبرهم مادوكس في السادسة وأصغرهم فيفيان في عامها الأول .
وفي فيلمها الأخير “سولت” تعود جولي لشخصية المحاربة الصلبة التي لا
تقهر، إذ تجسد دور “ايفلين سولت” ضابط في وكالة الاستخبارات الأمريكية،
التي أقسمت على أداء واجبها وحماية بلدها . يتهمها أحد المنشقين الروس
بأنها جاسوسة، فتستخدم جميع مهارتها وخبراتها باعتبارها عميلة سرية للإفلات
من الاعتقال، فتنقلب جهودها لإثبات براءتها إلى التشكيك فيها .
وظهرت جولي بتألقها المعهود مؤخراً على غلاف مجلة “باراد” إذ كشف
حوارها معها عن الكثير من التفاصيل الخاصة بحياتها مع براد بيت ومسيرتها
الفنية .
·
هل أولادكما السبب في استمرار
علاقتك الزوجية ببراد بيت؟
- لا شك في أن الأولاد يربطانا معاً، ولكن لا يعني ذلك أنهم السبب في
استمرار العلاقة، فلابد أن يكون هناك أسباب أخرى كاهتمام كل منا بالآخر،
فنحن نمضي وقتاً ممتعاً معاً . وأستمتع أنا وبراد كثيراً باللحظات التي
نقضيها معاً، فنحن بالفعل في حاجة شديدة لها، إذ نناقش خلالها أمور حياتنا
.
·
هل تشعرين بسعادة بزواجك منه؟
- أنا وبراد نتمتع بقوة وصلابة تجعلنا نشعر نحن وأطفالنا بالسعادة، وهذا
أفضل شيء يمكن أن يقدمه الأبوان لأبنائهما . وبراد يعرفني ويتفهمني جيداً،
وأنا أيضاً .
·
هل يعلم الأطفال شيئاً عن ماضيك؟
- نعم، يعلمون كل شيء عني وزلاتي السابقة ويتقبلونها .
·
ماذا يمثل الحب بالنسبة لك؟
- أشعر بالأسى تجاه من لم يمر بتجربة عاطفية، فالحب يرقى بالإنسان، وأعلم
يقيناً أن براد سوف يضحك عندما يقرأ كلماتي هذه عن الحب، فلديه مهارات
شعرية يمكنه بها التعبير عنه، أما أنا فلا، ولكنني أعرف أن الحب هو أن
تتمنى أجمل الأشياء لمن تحب، وأن تقدم مصالحهم على مصالحك . نعم، الحب يفعل
ذلك فهو ما نعيش من اجله .
·
يشاع عنك أنك ثائرة ومتمردة، فما
حقيقة ذلك؟
- أنا دائماً ثائرة وكثيراً ما جرحت نفسي بسبب شعوري الدائم بأني حبيسة
وبأن لدي من الطاقة ما يفوق أدائي بكثير .
·
وماذا عن السيرك الإعلامي
ومناورات المصورين وملاحقاتهم؟
- براد وأنا نبذل قصارى جهدنا لإبقاء الأطفال بعيداً عن هذا المجال،
فنأخذهم ونرحل لأماكن تنسيهم مثل هذه الأشياء، ونحرص على توفير حياة مكتملة
لهم، حتى لا يشعروا بأنهم مجبرون على دخول هذا العالم . ونتوخى الحذر
دائماً عند مغادرة المنزل .
·
كيف تمكنت من إحداث هذا التوازن
بين عملك والأطفال وزوجك؟
- براد يأخذهم إلى المدرسة، ويذهب لإحضارهم والمرور علي في مكان العمل،
وأعود معهم لتناول الطعام، فنحن معاً طيلة الوقت، ونضع الخطط دائماً ونسافر
للاستجمام بعد الانتهاء من تصوير فيلم ما، إذ نغير أسلوب حياتنا ونتعاون في
أداء بعض الأشياء .
·
هل تشعرين بالسعادة عندما
تلتزمين بالبقاء في البيت معظم الوقت؟
- سواء كنت بالبيت أو بالخارج، فأنا وبراد لم نفترق أبداً، إلا لمرة واحدة
لثلاثة أيام فقط . ولا نغادر البيت كثيراً ويشعر الأطفال بسعادة بالغة بذلك
.
·
ماذا يمكنك القول عن الراحلة
“مارشيلين برتران”؟
- توفيت أمي في 2007 متأثرة بالسرطان، وكانت إنسانة رائعة، أولت الآخرين
اهتمامات كبيرة، وصرحت قبيل وفاتها بأن نجاحها الكبير كان في كونها أماً،
لا أستطيع نسيانها وهي تشدو بصوتها الجميل، تحت أضواء الشموع، وكانت دائماً
تقول إنها تشعر باشتياق لرؤية أحفادها . وبعد موتها أضاء ابني الشموع من
أجلها .
·
هل يشعر براد بالقلق عندما تؤدين
المشاهد المثيرة كالقفز داخل شاحنة أو من أعلى ناطحة سحاب؟
- أنا وبراد أدينا هذه المشاهد المثيرة معاً، فنحن أسرة تعشق التحدي،
فالأطفال لديهم اعتقاد أنه من الطبيعي أن تخرج الأم من البيت للقفز أعلى
الشاحنات وضرب أربعة من الرجال في وقت واحد .
·
هل صحيح أنك رفضت عرضاً لأداء
دور فتاة جيمس بوند؟
- دعاني ذات مرة آمي باسكال من شركة “سوني” للإنتاج، إلى العشاء وعرض علي
الدور ولكنني مازحته وأخبرته بأنني أريد أن ألعب دور بوند نفسه . بعدها
بعام اتصل بي ليخبرني بأنه عثر على بوند يناسبني، وكان اسمه “إدوين”، فطلبت
منه سيناريو الفيلم .
·
ألم يكن الدور من أجل “توم كروز”
وساعدت في قولبته إلى دور نسائي؟
- أضفت فقط بعض الأشياء لجعل الشخصية أكثر مرحا، ففي النص الأصلي كان من
المفترض أن يقول “إدوين” لأسرته “أنا أحبكم”، ولكنني كامرأة شعرت بأن هذه
الجملة عادية لأنها تتردد مئات المرات يومياً على لسان أي امرأة .
·
هناك شائعات تقول إنك حامل، وإنك
تنوين تبني طفل جديد؟
- ليس هناك شيء من هذا القبيل، وأعلم أن الصحف تريدني إما أن أكون حاملاً
أو محطمة . وأرى أنه يجب إعطاء اهتمام أكبر لأبنائنا بدلاً من زيادة عددهم
.
·
كيف تتمكنين أنت وبراد من إعطاء
أطفالكما الستة اهتماماً منفرداً؟
- ليست بالمهمة المستحيلة، عند الشعور بهم والإنصات إليهم، ونجحت أنا وبراد
في توزيع اهتمامنا بهم.
·
هل يميل أحدهم للطرف الثاني إذا
رفض أحدكما تنفيذ رغباتهم؟
- لا، فأنا وبراد جبهة متحدة، ولا نعطيهم الفرصة لاتباع مثل هذه السلوكيات
.
·
هل تواجهين مشقة في تربية طفلين
مازالا يحبوان؟
- بالرغم من أنهما مازالا يتعلمان المشي فإنهما يركضان بسرعة، فزهرة مثلاً
يمكنها أن تنافسني في الجري وتسبقني، ولكن تظهر المعاناة عندما يبدأ التوأم
في الركض في اتجاهات مختلفة في آن واحد، فيمكن أن أصاب أنا وبراد بالانهيار
آخر اليوم .
·
كيف تتعاملين مع المصورين
الموجودين باستمرار بالقرب منك؟
- نحاول الاختباء منهم .
·
هل ستشاركين براد بطولة فيلم
آخر؟
- لم نتلق الكثير من عروض الأفلام للعمل معا، وناقشنا هذا الموضوع مراراً
لأنه في أي من أفلامه دائماً ما تكون هناك امرأة، وفي أفلامي دائماً ما
يكون هناك رجل . والموضوع يستحق التفكير فيه، لكن لابد من احترام رغبة
الجمهور . وليس من شك في أننا نحب العمل معاً في فيلم يجمعنا بأطفالنا،
ولكن من الصعب تخيل رد فعل الجمهور لرؤيتنا معاً .
·
هل تحبين حالة الانشغال الدائم
التي تعيشينها؟
- نعم وأتمتع بكوني دائماً منشغلة، فأنا لا أحب الجلوس ودائماً أركض، أو
أقرأ، أو أسافر إلى مكان ما، وتراودني الرغبة في تصوير فيلم جديد .
·
ما تعليقك على الشائعات التي
تدور بالوسط حول نيتك اعتزال التمثيل؟
- لا أنوي اعتزال التمثيل بالمعنى الكلي، لكن الإقلال من كم العمل فقط .
·
هل تنوين الاستقرار في مكان ما؟
- أعشق إفريقيا كثيراً، وأحب قضاء معظم الوقت في السفر جواً، وسيكون هناك
مزيد من الأعمال الفنية أيضاً .
·
ما شعورك تجاه التقدم بالعمر؟
- فقدت أمي من فترة قصيرة، وما يثير أحزاني أن لي ذكريات مثيرة مع من
أحببتهم، ولابد أن أحافظ على صحتي لأظل رشيقة مع تقدم العمر، فأنا أريد أن
أرى أحفادي، وأطفالي وهم يكبرون أمامي، وأتمنى أن أعيش أطول فترة مع براد .
أريد كل شيء، وبداخلي شعور بالسعادة لامتلاك كل هذه الأحلام وسوف
يتنامى هذا الشعور إذا استطعت تحقيقها .
·
هل تشعرين بالقلق من ظهور
التجاعيد في البشرة؟
- أعتقد أن التقدم بالعمر جميل للمرأة والرجل على السواء .
الخليج الإماراتية في
29/09/2010
كانت "الاستثناء" في حياتها
ومماتها
نبيلة النابلسي نجمة الصمت في زمن
الكلام
دمشق - علاء محمد:
ورقة أخرى من الورقات المتألقة في الدراما السورية سقطت عن الشجرة
المتينة التي زرعت قبل خمسة عقود، بالأمل والرجاء والانتظار، ولم تنمُ
وتكبر حتى بداية القرن الجديد .
ورقة أخرى سقطت من دفتر المجد والعز والفخار في الفن السوري بمختلف
أنواعه (تلفزيون، سينما، مسرح) وبمختلف ألوان الطيف الدرامي (تاريخي،
اجتماعي، كوميدي، بيئي)، لتقرّ دراما الشام بأنها دخلت ومنذ عامين تقريبا
مرحلة تسليم الأمانات إلى صاحبها، إذ منذ وفاة محمود جبر قبل عامين وبعده
بفترة قصيرة مها الصالح، إلى ناجي جبر العام الماضي، وانتهاء بالمبدع هاني
الروماني شتاء العام الحالي . . مذ ذاك الحين والدراما السورية تدفن كل
فترة رمزاً من رموزها وعلماً من أعلامها، النجمة الراقية والمبدعة الخالدة،
نبيلة النابلسي التي توفاها الله صبيحة الثلاثاء 29 يونيو/حزيران الماضي
بعد معاناة طويلة ومريرة مع مرض كريه وصعب .
توفيت نبيلة النابلسي عن 61 عاما، وهي الفنانة الدمشقية التي اقتحمت
عالم الفن قبل بلوغها العشرين من عمرها، ولم تتأخر كثيرا لتنتسب إلى نقابة
الفنانين السوريين، فكان ذلك في العام ،1970 وأن تدخل ممثلة أو فنانة،
النقابة وتنال عضوية فيها في سن مبكرة في تلك الأثناء، فهو دليل على أنها
تحمل عينين يقرأ فيهما الإبداع .
ما يجدر الحديث عنه أن نجمتنا لم تكن يوماً من المطالبين بعمل ما، أو
بدور ما، أو بمساحة ما، في هذا المسلسل أو ذاك، وهذه شهادة أقر بها وعلى
مدى سنوات مخرجون كبار في الدراما السورية، وفي السينما، فنبيلة النابلسي،
كانت وعلى الدوام النجمة التي تجلس في منزلها لعام كامل من دون أن تظهر على
الشاشة مفضلة ذلك على طلب مشاركة ما من مخرج أو منتج، حتى أصبح لقبها “هاتف
الاستقبال” وليس “هاتف الإرسال” فهي تتلقى اتصالات للعمل ولا تجري اتصالات
لطلب العمل .
في السبعينات، حيث كان عدد الممثلين قليلاً ومحدوداً، وكذلك كان عدد
المسلسلات التي يمكن إنتاجها في العام الواحد، وكانت المحسوبيات كما يقول
نجوم تلك المرحلة بارزة في عمليات الانتقاء والتوزيع للأدوار، كان للنجمة
نبيلة النابلسي وجودها الدائم والمستمر ولو في عمل واحد على الأقل، وكلما
كان الجمهور يسأل عنها أو يبحث عن اسمها، كان يجده يتلألأ في سينما دمشق
والأهرام والكندي وبيبلوس والسفراء وغيرها من دور السينما التي كانت فاعلة
في تلك الأثناء على امتداد البلد .
وإذا مر فصل من فصول العام ولم تلمح نبيلة بنبلها على شاشة صغيرة أو
كبيرة، كان صوتها ووجهها يحضران بتميز على خشبة مسرح . .ومر أربعون عاما
ولم تجلس نبيلة النابلسي من دون عمل . . إنها إحدى أهم نجمات “الصمت في زمن
الكلام، ونجمات الكلام في زمن الصمت” على حد تعبير زميلها الأقرب إليها في
الدراما طوال مسيرتها طلحت حمدي .
قدمت الفنانة النابلسي أعمالاً سينمائية خالدة في ذاكرة الجمهور
السوري والعربي، ولعل أبرز ما يمكن ذكره هو الأفلام التي نالت جوائز عربية
ودولية ومحلية، مثل “رجال تحت الشمس” و”العار وجه آخر للحب”، والتي كانت
فيهما بيضة قبان في نجاحهما، فمن مواجهة طمع الرجال في الأول إلى رفضها
للحب إذا كان سيؤدي بصاحبه إلى ما لا تحمد عقباه . . ومن لا يتذكر من أبناء
تلك الفترة فيلم “نساء للشتاء” الذي كانت نجمته الأولى بالنسبة للعنصر
الأنثوي، وفيلم “باسمة بين الدموع” الذي لعبت فيه دور الأم والأخت والزوجة
والحبيبة في آن واحد، وغير ذلك من أفلام “شباب في محنة” و”بنات الحب” و”دمي
ودموعي وابتساماتي” و”ناجي العلي” و”أمونة تسكن وحدها” و”غوار جيمس بوند” .
أما على مستوى الدراما، فلا يتسع المجال لتعداد كل الأعمال التي برقت
فيها، لكن يبقى أكبر إنتاج سوري عبر تاريخ الدراما السورية مسلسل “حمام
القيشاني” بأجزائه الخمسة للمخرج الراحل هاني الروماني أفضل ما بصمت عليه
النابلسي، إذ كانت زوجة الرجل الوطني العاشق للنساء “شوكت القناديلي” الذي
أدى دوره بامتياز مطلق النجم طلحت حمدي، حيث كانت الصابرة على مرارة
اللامبالاة من قبله، لكن تعويض ذلك كان في الحس الوطني الذي يملكه وقد
أورثه لأبنائه في مشهد قلما أجاد مخرج أو كاتب سوري طرحه، وأبدع في أدائه
ثنائي العمل “النابلسي وحمدي” .
في السنتين الأخيرتين دخلت نبيلة النابلسي مرحلة حرجة مع مرضها
العضال، لكن أهل الدراما لم ينسوها بل ظلت في بالهم ومخيلتهم، كذلك
المخرجون الذين كانوا يطرحون عليها أدوارا تتناسب مع وضعها كي لا تبقى
أسيرة الفراش، لكنها كانت وعلى الدوام ترفض كونها لم تأت إلى الفن قبل
أربعين عاما من باب شفقة أو إحسان من أحد، وكانت على الدوام ومن باب تمسكها
بالحياة تؤكد أنها عائدة إلى الوسط لا محالة عندما تبرأ من المرض الذي لم
تعترف بقوته وسلطانه .
وقبل أقل من شهرين أفردت صحيفة سورية متخصصة ثلاث صفحات كاملة للحديث
عن نبيلة المرأة والإنسانة والفنانة، ووقتها تحدث زملاؤها في المهنة من
كبار وشبان عنها بما يشبه الشعر، ومذ تلك اللحظة بدأت عقارب الساعة بالنسبة
لها تقترب من التوقف، لكن حسبها وكما قالت لكاتب هذه السطور آنذاك أنها
كرمت وهي على قيد الحياة من خلال المساحة الواسعة التي خصصت لها، شاكرة
آنذاك كل من أشرف على تلك اللفتة، إذ إنه من المعروف في سورية أن النجم لا
يكرم إلا بعد وفاته . . . فكانت النبيلة استثناء .
الخليج الإماراتية في
29/09/2010
المغرب ضيفة شرف الدورة 21
"حراقة" الجزائري يواجه "نساء القاهرة" في مهرجان فرنسي
القاهرة –
mbc.net
تدخل الجزائر المنافسة الرسمية للدورة الـ21 لمهرجان الفيلم العربي "فاماك"،
الذي تحتضنه فرنسا خلال الفترة من 13 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول القادم
بثلاثة أفلام، وهي: "خارجون عن القانون" للمخرج رشيد بوشارب و"حراقة"
لمرزاق علواش.
كما يشارك الفيلم الوثائقي "السفر الأخير" للمخرج جمال عزيزي، إلى جانب 18
فيلما من 8 دول مشاركة هي تونس، لبنان، مصر، العراق، سوريا، فلسطين،
بلجيكا، فرنسا، بينما تكون المغرب ضيف شرف تلك الدورة من المهرجان.
وينافس المخرج مرزاق علواش وفيلمه "حراقة" في المسابقة الرسمية على جائزة
لجنة التحكيم أمام كل من الفيلم المصري "نساء القاهرة" والعراقي "همس
الرياح من العراق" واللبناني "كل يوم عرس"، بحسب صحيفة الخبر الجزائرية 30
سبتمبر/أيلول.
كما يدخل فيلم "الخارجون عن القانون" للمخرج رشيد المسابقة الرسمية من أجل
الظفر بجائزة الجمهور، إلى جانب كل من فيلم "تاريخ مصارع.. مشوشي" من
المغرب و"غروناد أو ميرن" للمخرجة نجوى نجار من فلسطين و"الخيط" للمخرج
مهدي بن عطية من تونس و"الدار الكبيرة" للمخرج لطيف لحلو من المغرب و"منسيي
التاريخ" للمخرج حسن بن جلون من المغرب كذلك.
كما خصص المهرجان جائزتين وهما جائزة الصحافة وتتنافس عليها 4 أفلام، ثلاثة
من المغرب وواحد من لبنان وجائزة الشباب كذلك بأربعة أفلام من فرنسا،
المغرب، بلجيكا وتونس.
كما يشهد المهرجان تنظيم ندوات ومحاضرات وموائد مستديرة حول السينما
العربية والمغربية، مع عرض عدد من الأفلام خارج المنافسة الرسمية، منها
الأفلام الوثائقية والتسجيلية.
قصة "حراقة"
ويروي "حراقة" قصة مجموعة من الشباب تحاول الهجرة سرًّا بواسطة قارب صغير
إلى القارة الأوروبية لتحقيق أحلامهم، بعد أن عجزوا عن ذلك في بلادهم.
والحراقة في الأصل كلمة مغربية تعني المهاجرين غير الشرعيين الذين يحرقون
أوراقهم الثبوتية، حتى يصبح التعرف على أصولهم وإعادتهم إلى بلادهم أمرًا
صعبا بالنسبة للسلطات الأوروبية. وأصبحت هذه الكلمة تدل على الرحيل.
ولم يقدم مرزاق في حراقة الدوافع التي تؤدي إلى الهجرة السرية، واكتفى بما
قيل في بداية الفيلم خلال التعليق أو الحوار، لا سيما إظهار الأحياء
الفقيرة، لفهم الأسباب التي دفعت الشباب إلى خوض هذا النوع من الهجرة. على
الرغم من معرفتهم بعواقبها التي قد تصل إلى الموت.
وعكس المخرج من خلال سيناريو الفيلم الحياة المرة للذين يُقدِمون على هذه
المغامرة، لا سيما عندما يفشلون في بلوغ هدفهم وهو الوصول إلى قارة
الأحلام.
كان فيلم "حراقة" قد تمكن من حصد جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الأخير،
وهما جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان التي
أقيمت على هامش المهرجان.
الـ
mbc.net في
30/09/2010
فيلم يرصد حياة مسلم حائر بين التشدد والانفتاح
"موزلم".. الدفاع عن الإسلام على الطريقة الأمريكية
القاهرة – رامي عبد الرازق
يبدو عنوان الفيلم جزءا من حالة الالتباس والغموض التي يبثها بشكله البدائي
وميزانيته المحدودة، فلقد حاول مخرج وكاتب العمل قاسم بصير أن يضع عنوانا
جاذبا ومحفزا للمشاهدة في نفس الوقت فكتب كلمة "مسلم" الإنجليزية بالنطق
العامي الأمريكي موزلم
mooz-lum، ولكن في الوقت نفسه بدت الكلمة في نطقها أقرب لكلمة مُظلم العربية.
وعندما تشاهد الفيلم وتكتشف أنه يتحدث عن قصة حياة مراهق أمريكي مسلم يعاني
من أزمة هوية نتيجة طبيعة التربية الإسلامية التي تلقاها من ناحية، وطبيعة
المجتمع الذي يعيش فيه قبل.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يراودك شعور بسوء النية الدرامي من وراء
الأمر كله، أو محاولة للعب على حبلين؛ أولهما تصدير فكرة الدفاع عن الإسلام
بالسينما، والثاني تقديم بعض الأفكار التي تتفق ورؤية الياهوبروستانتنية
الأمريكية عن الإسلام.
طفولة مظلمة
من خلال ذاكرة طارق -بطلنا المراهق الذي يرحل لبدء دراسته الجامعية- نتابع
أحداث الفيلم في خطين متوازيين، الأول هو طبيعة تربيته الإسلامية المتزمتة
متمثلة في أبيه حسن، حيث يذهب به إلى مدرسة إسلامية أمريكية يتعرض فيها
الطفل طارق إلى معاملة سيئة من أحد المدرسين المسلمين المتزمتين، والذي
يقوم بضرب طارق بحجة تربيته، ويتسبب هذا الموقف في إحداث شرخ بعلاقة أم
طارق بأبيه لدرجة أنها تنفصل عنه مصطحبة أخت طارق لتقوم بتربيتها بشكل سوي
وغير متشدد.
هذا التشدد ينعكس على طارق من البداية حيث يقوم بإلقاء الطاقية الإسلامية
من السيارة بمجرد أن يغادر أباه إلى الجامعة، ويبدأ في محاولة الانخراط في
مجتمع الجامعة المفتوح؛ سواء على مستوى الحفلات أو شرب البيرة وما إلى ذلك،
وكأنه رد فعل عكسي للتزمت والتشدد الذي عاشه طوال حياته في كنف أبيه، بينما
نجد أخته والتي تربت مع الأم المتفتحة كبرت لتصبح فتاة سوية لا تعاني من أي
أزمات تخص الهوية أو النفسية الإسلامية.
وفي الجامعة، يتعرف طارق على البروفيسور جمال والذي يمثل هو الآخر التيار
الإسلامي المتفتح، فنراه في المحاضرة الأولى يحضر الكتب الثلاثة المقدسة
ويقول إنه يؤمن بها جميعا، لكن يجب أن نتعلم كيف نؤمن دون تعصب أو كراهية
للآخر.
بينما يقوم الممثل الكبير داني جلوفر بدور مدير الجامعة الذي يعتبر نموذجا
لسلبية بعض مؤسسات المجتمع الأمريكي في التعامل مع قضايا التفرقة العنصرية،
حيث نراه يوبِّخ البروفيسور جمال كلما شعر أنه يميل للحديث عن الأديان
والعلاقة بالآخر، خصوصا مع إحساسه بحالة الاحتقان الطائفي في الطلبة في
قاعات الدرس.
إيمان وأصحاب اللحى
تظهر في حياة طارق بمجرد دخوله الجامعة فتاتان؛ إحداهما أمريكية سمراء
والثانية هي إيمان وهي أخت زميله في الغرفة حمزة، والذي يمثل نموذجا للشباب
المسلم السوي والمتفتح.
هاتان الفتاتان تمثلان حالة التخبط والازدواجية في حياة طارق؛ الأولى تشعره
أنهما صديقان رغم محاولاته التقرب لها من أجل أن يُشعر نفسه أنه أمريكي فقط
دون أي خلفيات دينية، أما الثانية فهي التي يقع بالفعل في حبها، ولكنه
يقاوم هذه المشاعر طوال الوقت، خاصة أنها تذكره بالطفولة المظلمة التي
عاشها في كنف أب متشدد ومدرسة متزمتة.
ودلالة اسم إيمان واضحة، خصوصا مع اختيار ممثلة شابة جميلة وهادئة، فهي
تمثل كل ما هو رائع في الديانة الإسلامية، خاصة مع تفوقها العلمي ونفسيتها
المتوازنة، ويتشتت طارق طوال الوقت بين الفتاتين في حالة درامية تعكس
أزمته، وهي الأزمة النابعة أساسا من كونه شابا مسلما.
لكن السيناريو يقدم مواقف كثيرة سطحية وفاترة يكثر فيها الكلام المباشر
والإشارات الساذجة التي تعكس في بعض الأحيان عدم فهم طبيعة الشخصية
الإسلامية أو المجتمع الإسلامي، والاكتفاء بقشور الثقافة الإسلامية مثل
ارتداء أم طارق للحجاب في البيت أو الإصرار على جعل كل الشخصيات المتزمتة
إسلاميا ذات لحى وملامح قاسية، وكلها إشارات تعكس تفاهة النظرة وتطابقها مع
الشكل التقليدي أو الخيالي للمسلم المتشدد، أي الصورة التي رسمها بن لادن
في خيال الغرب.
الغباء الدرامي
بعد أحداث 11/9، يحاول الفيلم أن يصور حالة الجنون العنصري التي انتابت
المجتمع الأمريكي، حيث يجتمع الطلبة الأمريكان محاولين النيل من أي شخص
شرقي الملامح.
وتتعرض إيمان وأخت طارق للتحرش الساذج من قبل بعض الطلبة الغاضبين، ويظهر
طارق ويتصدى لهم ويحدث كشف درامي طفولي، وهو أن زملاء طارق لم يكونوا
يعرفون أنه مسلم لأنه دائما ما كان يحتفظ بهذا الأمر كسر شخصي.
ويقوم أحد الطلبة الأمريكان المتعصبين بضرب طارق ولكن يمنعه زميل آخر في
موقف شديد الركاكة كتابة وتنفيذا يحاول أن يقول إن من كل فريق هناك تعصب
وهناك عنصرية، فكما أن هناك مسلمين متشددين هناك أمريكان متطرفون وينتهي
الموقف الطفولي بطارق مضروب وكاره لنفسه وحياته تماما مثلما كان في طفولته
المظلمة وعندما يذهب والده إلى زيارته يجتمع شمل الأسرة لأول مرة منذ سنوات
طويلة، ويبدو على الأب الندم لأنه تشدد في تربية ابنه مسقطا السيناريو خوف
الأب من أن يتحول ابنه من وراء هذا التشدد إلى "إرهابي" كهؤلاء الذين نفذوا
أحداث 11/9 رغم أنه لم يكن قد أعلن بعد بشكل رسمي أو يقيني أنهم مجموعة
"مسلمة.
ولكن الفيلم يعتمد في غباء درامي على تلك المعلومات التي لدى المتفرج عن
الحادث، لا عن المعلومات الدرامية التي يحتّمها الزمن الدرامي للفيلم، أي
زمن حدوث الهجمات، ولكنه مثل كل الأفلام الدعائية البدائية يعتبر أن
الجمهور يعرف الكثير ولا يحتاج سوى إلى التذكرة.
إضافة إلى ما سبق فإن ضعف المخرج /المؤلف الواضح على المستوى الفني جعله
يتصور أن مجرد الحديث عن المسلمين وظهور شخصيات ملتحية ومحجبة يمكن أن يرفع
من شأن فيلمه، مما يثير تساؤلا مستمرا حول مدى استفادة صورة الإسلام من مثل
هذه الأفلام البدائية؟!
فاليهود على سبيل المثال يهتمون اهتماما كبيرا بشكل ومضمون الأفلام
الدعائية التي يصنعونها من أجل خدمة صورتهم وقضاياهم، ولا تخرج أفلامهم
بهذه الصورة السطحية النمطية عن أنفسهم، ولكن يبدو أن قاسم بصير حاول أن
يستغل فكرة تحسين صورة المسلمين من أجل أغراض تجارية أو ربحية حيث إن
الفيلم ممول من أكثر من جهة رغم فقر الإنتاج الواضح وضحالة المنطق العام.
الـ
mbc.net في
29/09/2010 |