«أول جائزة حصلت عليها كانت عام 1985 عن دوري في فيلم «خرج ولم يعد» وكانت
من مهرجان الإسكندرية وأشكر إدارة المهرجان وأحييها لاختيارها فيلم
«المسافر» ليكون هو فيلم الافتتاح».. جاءت تلك الكلمات علي لسان ليلي علوي
أثناء حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته
السادسة والعشرين أمس الأول ـ الثلاثاء ـ وذلك بعد حصولها علي جائزة خاصة
من المهرجان حيث تشارك ليلي علوي فيه كرئيس للجنة سينما المرأة، وقد بدأ
الحفل في التاسعة مساء أمس الأول بمجرد وصول وزير الثقافة فاروق حسني الذي
صعد هو وممدوح الليثي رئيس المهرجان وعادل لبيب محافظ الإسكندرية وعمر
الشريف إلي المسرح وتم تقديم عمر الشريف كضيف شرف المهرجان، وصعد إلي
جانبهم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الدولية التي ترأسها المخرجة مفيدة
التلاتلي، واعتذر المخرج أحمد عبد الله - عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام
الدولية - عن الحضور لوجوده خارج مصر حالياً، بعدها قام وزير الثقافة
بتسليم الجوائز للمكرمين من بينهم جميل راتب وعلي بدرخان الذي تسلمت جائزته
نيابة عنه زوجته، ومعها ابنته، بالإضافة إلي السيناريست مصطفي محرم وسميرة
أحمد التي تقدمت بالشكر إلي إدارة المهرجان علي تكريمها، وضحكت وقالت معلقة
علي دورها في مسلسل «ماما في القسم»: «أنا غيرت رأيي ومش هعمل محضر في وزير
الثقافة»، كما شهد حفل الافتتاح عرض فيلم المسافر الذي يشارك في المهرجان
كممثل لمصر ضمن مسابقة الأفلام الدولية، ولم يحضر من أبطاله سوي عمر
الشريف، وشريف رمزي وسيرين عبد النور فيما غاب كل من خالد النبوي وبسمة،
وعمرو واكد، وهو الأمر الذي أثار غضب عمر الشريف، وعند قيام ريهام إبراهيم
-مقدمة الحفل- بتقديم أبطال الفيلم ذكرت أسماء عدد من أبطاله الغائبين،
واستمر عرض الفيلم لمدة ساعتين، وخرج أبطاله من قاعة العرض في منتصف عرضه
حيث انسحب كل من عمر الشريف وسيرين عبدالنور وشريف رمزي ولم يتبق سوي مخرج
الفيلم أحمد ماهر الذي ظل في قاعة العرض حتي نهاية الفيلم كما خرج هشام
سليم وهو عضو لجنة تحكيم بالمهرجان أيضا بالإضافة إلي عدد كبير من ضيوف
المهرجان، وبدت القاعة شبة خاوية. شهد الحفل أيضا تسليم جوائز للأفلام
الفائزة في استفتاء أفضل أفلام في السنوات العشر الأولي من الألفية الثالثة
ومن الأفلام الفائزة:«بحب السيما» الذي تغيب مخرجه أسامة فوزي عن الحضور،
وتسلمت الجائزة نيابة عنه ليلي علوي بطلة الفيلم، وكذلك فيلم «واحد صفر»
الذي تسلم جائزته ممدوح الليثي نيابة عن مخرجته كاملة أبو ذكري، كما حصل
فيلما «عمارة يعقوبيان»، و«في شقة مصر الجديدة» علي جائزتين تسلم كليهما
المخرج محمد خان مخرج «في شقة مصر الجديدة»، وذلك لغياب مروان حامد، وأيضا
فيلم «سهر الليالي» الذي كان ضمن الاستفتاء وحصل مخرجه هاني خليفة علي
جائزة، كما حصل يسري نصرالله علي جائزتين عن فيلميه «جنينة الأسماك» و«إحكي
يا شهرزاد»، وحصل داوود عبدالسيد هو الآخر علي جائزتين عن فيلميه «مواطن
ومخبر وحرامي»، و«أرض الخوف» كما قامت إدارة المهرجان بتوزيع جائزة عبدالحي
أديب للسيناريو والتي يبلغ قدرها ربع مليون جنيه علي خمسة من المشاركين
فيها بالتساوي. جدير بالذكر أن حفل الافتتاح شهد بعض الفوضي أثناء دخول
الحضور قاعة الحفل خصوصا عند وصول عمر الشريف، حيث شهدت بوابة الدخول
خلافات بين أمن المكان والمصورين بسبب الازدحام. يذكر أن سوزان جينشي بطلة
الفيلم التركي «خطوة نحو الظلام» قامت بتقبيل يد عمر الشريف وقام أيضا بطل
الفيلم نفسه شيركان جينشي بالانحناء علي ركبته لعمر الشريف، وعلق فاروق
حسني علي ذلك قائلاً «ليه الكل عمال يبوسك إنت وبس وإحنا لا».
الدستور المصرية في
16/09/2010
عمر الشريف يصف جمهور السينما في مصر بأنه جاهل ومش فاهم
حاجة
رضوى الشاذلي
«المناقشة ملهاش لازمة.. إنتو مش عاجبكو الفيلم وإحنا بندافع عنه.. أنا مش
فاهم خالص إحنا قاعدين هنا ليه؟».. هكذا تحدث عمر الشريف في الندوة التي
عُقدت أمس ضمن وقائع مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته السادسة
والعشرين لمناقشة فيلم «المسافر» المشارك في المسابقة الدولية والذي عُرض
مساء اليوم السابق لحفل الافتتاح، وشهدت الندوة حضور كل من سيرين عبدالنور
وشريف رمزي بطلي الفيلم، ومخرجه أحمد ماهر، وعدد من النقاد، حيث أكد عدد
كبير من الجمهور أن الفيلم غير مفهوم، وأن تنفيذه بالغ السوء، وقالت
الناقدة «خيرية البشلاوي»: إن الفيلم مرتبك تماماً، وأشارت إلي أنها لم
تفهمه وغيرها كثيرون، وتساءلت: كيف لمخرج أن يأتي باثنين من الممثلين بعيدي
الشبه عن بعضهما تماماً ليؤديا نفس الشخصية - قاصدة بذلك خالد النبوي وعمر
الشريف .
وأضافت أن الحبكة الدرامية غير مقنعة وأن الفيلم معادٍ للجمهور المصري ولن
يفهمه وإذا نال إعجاب الجمهور ستكون هناك علامات استفهام كبيرة، وتابعت «من
الظريف جداً أن يكون الفيلم سفيراً لنا، ويشارك في مهرجانات، ولكن الأجمل
أن تكون هناك تجربة لوزارة الثقافة أقرب للجمهور»، مما دعا عمر الشريف للرد
بقوله «الجمهور اللي بيدخل السينما ده جاهل، مش فاهم أي حاجة وأنا عارف ده
أكتر من أي حد، دول كانوا بيحبوا إسماعيل ياسين، الله يرحمه وكان مكسر
الدنيا، هو ده كان تمثيل؟ وأضاف: «مينفعش نقولها علشان إحنا مصريين ومينفعش
نشتم في بعض.. خلينا ناكل فول أحسن»، ورداً علي أحد الصحفيين الذي اتهم
خالد النبوي باستنساخ أداء عمر الشريف، قال: «لما بشوف نفسي في فيلم «صراع
في الوادي» بلاقي نفسي إنسان مختلف، مكنتش باعرف أتكلم عربي، فمراحل حياتي
كانت مختلفة والإنسان بيمر بتجارب كتيرة في حياته».
الدستور المصرية في
16/09/2010
رؤية خاصة:
عادت انوار
السنين
بقلم:رفيق الصبان
وأخيرا.. مر شهر المسلسلات..
وانزاح كابوس ثقيل عن صدورنا..
كابوس يعتبره البعض (كابوسا لذيذا)..
يمكن الاستمتاع به رغم ان ايجابياته أقل
بكثير من سلبياته،
والبعض الآخر يعتبره
(كابوسا ثقيلا).. وقف حاجزا منيعا ضد السينما وأفلامها..
وجعل عشاق السينما الحقة يتحركون شوقا الي
انقضاء أيام المسلسلات..
لتعود السينما الي بهائها ورونقها المعتاد
وعشاقها الأوفياء.
ولم تنتظر السينما طويلا.. وشهدت الافلام القابعة في ظلمات العلب المقفلة..
منتظرة مرة اخري.. جمهورها الذي افتقدته طوال شهر طويل..
لم تعوضها فيه المسلسلات كثيرا عما خسرته
خلال جلسات اجبارية امام الشاشة الصغيرة.
أول حركات التحرر.. جاءت عن طريق مهرجان اسكندرية السينمائي الذي انطلقت
أنواره اعتبارا من ٤١ سبتمبر والذي يحمل هذا العام في جعبته الكثير من
المفاجآت الحلوة..
مهرجان اسكندرية هو مهرجان لأفلام البحر المتوسط..
أي ان الأفلام الخاضعة للتسابق فيه تعود
الي مجموعة البلدان التي تحيط بهذا البحر الذي يضم بين ضفتيه الشرق والغرب
من الدول العربية التي تساهم في مسابقة المهرجان الرسمية..
كثيرة ومتنوعة..
وتلتصق التصاقا حيا بمشاكل بلادها وهمومها،
كل من الجزائر والمغرب تقدمان افلاما حارة وشائقة عن الهجرة غير الشرعية
الي اوروبا.
الجزائر من خلال مخرجها الكبير مرزاق علواش..
الذي يمر بنا في المراحل الكثيرة التي سبقت اعداد الرحلة المشئومة التي تضم
(٢١) فردا، علي مركب عتيق هرم يفترض به ان يجتاز الأمواج..
ليصل بهؤلاء المهاجرين الحالمين الي الأرض الأسبانية.
الرحلة هذه المرة ترافقهم فيها امرأة طموح..
متمردة خارجة عن تقاليد قرينها واسرتها
قررت ان تصاحب الرجل الذي تحبه رحلته الخطرة.
الفيلم يبدأ بداية تراجيدية..
وينتهي بنهاية اشد قتامة ويشرح بواقعية مدهشة نفسية وأحوال
قرية جزائرية وسكانها وشبابها الحالم..
المتمرد علي فرطه الاجتماعي والاخلاقي والذي يعتقدان الأرض الاوروبية ستكفل
له الحياة التي يحلم بها.. دون ان تعلمه التجارب ان النهاية الحتمية لهذا
الحلم الزائف هو الموت أو التشرد.
أما المنسيون وهو الفيلم المغربي..
فيعالج الأمر..
من وجهة نظر اخري اذ
يدعنا نعيش مع شاب نجح في تحقيق هجرته الي (بلجيكا)
حيث يعمل بشكل غير مشروع..
ويستغله اصحاب عمل جشعون يمتصون دمه وتلحق
به خطيبته خلسة..
فتقع
ضحية العصابة رقيق ابيض تدفعها رغماً عنها الي ممارسة الدعارة في بيت مشبوه.
ويتم اللقاء المرتقب في هذا (الماخور)
بين العاشقين اللذين تعاهدا علي الحب
والوفاء.
ميلودراما ثقيلة.. قدمتها السينما المغربية بكثير من الصراخ ولكن بكثير من
الحساسية والتأثير.
فرنسا ايضا ادلت بدلوها في هذا الشأن وطرحت قضية الهجرة غير الشرعية ولكن هذه المرة بنظرة من الداخل..
أي من خلال مدرب سباحة مطلق..
يعيش وحده ويجد في وحدته ذكريات حياته وحبه الذي
انتهي بشكل مأساوي..
وتتغير نظرته للحياة عند مقابلته شاب كردي صغير
هرب من بلاده مقررا الاتجاه إلي انجلترا لملاقاة الحبيبة التي اختارها قلبه
والتي يرغب أهلها بتزويجها من كردي مهاجر يعمل هناك تمهيدا للحصول علي
شرعية كاملة لاقامتهم..
ويقبض علي الفتي في فرنسا قبل ان يتمكن من اجتياز الحدود..
ولكنه يقرر السفر الي انجلترا سباحة عن طريق بحر المانش لكي يصل الي
مبتغاه.. ويلجأ الي هذا المدرب لكي يعلمه أصول العوم.
وتنشأ علاقة مدهشة في انسانيتها بين الكهل والفتي..
في خلفية حياة المهاجرين وعذابهم في فرنسا
ورجال البوليس الذين يتعقبونهم..
واحلامهم المجهضة وآمالهم المحطمة.
الفيلم يحمل عنوان (مرحبا) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان مستتره.
الهجرة الأجنبية هي ايضا موضوع الفيلم اليوناني اكاديمية افلاطون والتي
تفضح بأسلوب تختلط فيه الدراما بالكوميديا موقف ثرية يونانية من المهاجرين
الألبان الذين وفدوا اليها ويتسابقون علي فرص العمل الصعبة والمتاحة هناك.
من خلال رجل يمني شديد التعصب يكتشف مذهولا ان له جذورا البانية وان جده قد
هاجر قبل عقدين الي اليونان ليعمل فيها.
تركيا ايضا في فيلم (خطوط نحو الظلام)
تتعرض لموضوع الهجرة الأجبارية التي يضطر بعض السكان العراقيين
الي القيام بها باتجاه الأراضي التركية هربا من نيران الحرب وقسوة الاحتلال
الامريكي والأهوال التي يتعرضون لها سواء في بلادهم أو في البلاد التي
ينوون الاتجاه اليها لتكون بالنسبة لهم مرفأ الأمان.
ايطاليا تقدم لنا موضوعا غريبا كل الغرابة يطفح بالحساسية النسائية الرقيقة
عن أم تلد ولادة قبل الآوان.. وتضطر لمراقبة نمو جنينها الذي يرقد وراء سطح
من زجاج وان تحاول ان تعوض بهذه العلاقة (النفسية) علاقة الدم والشريان.
ولكن المفاجأة الكبري في المسابقة الرسمية..
تأتينا من حيث لانتوقع حيث تقدم لنا
(البوسنة) فيلما مدهشا بكل المقاييس بعنوان (علي الطريق)
اتنبأ له اذا صحت توقعاتي بالفوز بالجائزة الكبري
في المهرجان ويصور بأسلوب يذكرنا بأسلوب كوسنارتيزا الشهير..
وضع البوسنة.. والخلافات الحادة عن الإسلام والقائمة بين المتطرفين
الوهابيين وبين المسلمين العاديين من خلال قصة حب مؤثرة وشديدة الخصوصية.
الفيلم يتمتع بايقاع سينمائي مؤثر..
وتصوير خلاب ويطرق موضوعا يهمنا جميعا دون ان يجرؤ الكثيرون
منا علي الاقتراب منه أو معالجته..
وهاهو الفيلم البوسني يقدمه بشكل سينمائي
يثير الاعجاب..
ومن خلال نهاية شديدة الذكاء يترك الحكم فيها للمتفرج وحده.
خارج المسابقة هناك ايضا افلام تبرق بشدة وتجذب الانتباه لعل أهمها فيلم
كارلوس ساورا الأخير (دون جيوناني) المأخوذ عن أوبرا موزارت والذي يقدمه
السينمائي الأسباني الكبير بأسلوبه (سينما داخل السينما)
الذي اشتهر به والذي قدم لنا خلاله افلاما لاتنسي كفيلم كارمن
وعرس الدم وتانجو وفلامنجو وغيرها.
هذه المرة يذهب ساورا بعيدا جدا في تقديمه أحداث الأوبرا وتقريبها لجمهور
متنوع لايقتصر فقد علي الجمهور الغنائي وانما يمتد الي الجمهور العادي الذي
يمكنه من خلال هذا الأسلوب الفريد الذي يتمتع به ساورا ان يتذوق روائع
الأنغام الاوبرالية.. التي يعتقد بعض من الجمهور انها لم تخلق له.
ومن تركيا باكونا.. (رجال علي الجسر)
الذي يقدم صورة خلابة عن الواقعية الشعرية التي تتمتع بها الأن
السينما التركية من خلال كاميرا تنطلق في الشوارع والأحياء الفقيرة
والأماكن المزدحمة..
لتصور أقدار ثلاثة رجال شديدة التباين والاختلاف بائع جوال
يبيع المناديل أو الزهور أو كل ما يقع تحت يديه..
وحياته المتقلبة الحائرة في مدينة لاتزل له مساحة ضيقة لكي يحيا حياته
كالاخرين.
وعسكري مرور »ريفي«.. جاء حالما الي المدينة..
وهو الان يحاول مواجهة هذه المدينة
(الغول) التي تلتهمه ويحلم بالعودة يوما الي صفاء قريته.
وأخيرا سائق تاكسي جوال.. يعاني شأننا جميعا من متاعبه المادية والعائلية
والاجتماعية والأقدار الغريبة التي ستجمع بين هذه النماذج الثلاثة.
نظرة عميقة الي المجتمع التركي المعاصر من خلال حساسية سينمائية متميزة نعم
افلام كثيرة افلام جيدة تتزاحم امام أمواج عروس المتوسط لتعيد للسينما
بهاءها ولأنوار الشاشة الكبيرة بريقها، ولتؤكد بطريقة لا تحتمل الشك.. (ان الزيد يذهب جفاء..
واما الخير فسيبقي)
لنجري وراء مسلسلات التليفزيون حرة
كما تقول الأمثال الشعبية ولتفتح النوافذ مشرعة عريضة نحو الهواء النقي..
هواء السينما الخفي.
أخبار النجوم المصرية في
16/09/2010
سينمائيات:
تاملات
وذكريات
مصطفي درويش
لم يكن لي من العمر سوي اربع سنوات، عندما افتتح اول مهرجان للسينما في لؤلؤة الادرياتيك،
»ڤينيسيا« وقتها كانت السينما المتكلمة لاتزال تحبو، والمذياع اختراع جديد.
وايطاليا فاشية، يحكمها طاغية اسمه »بنيتوموسوليني«
منذ عقد من الزمان.
ومع ذلك، يعدها لمغامرات استعمارية فاشلة، من بينها احتلال البانيا،
والغزو البربري لارض الاحباش شرقي افريقيا.
ولانه كان الزعيم الملهم، المفدي الذي تدور حوله ايطاليا ماضيا وحاضرا ومستقبلا فقد اطلق علي
جائزة المهرجان الكبري اسم »كأس موسوليني«.
واستمر ذلك الاسم إلي ان خرجت ايطاليا من الحرب العالمية الثانية مندحرة،
وعاود المهرجان نشاطه بعد انقطاع دام ثلاثة اعوام (٣٤ حتي ٦٤).
فاستبدل به اسم »الاسد الذهبي« وقد يبدو غريبا لنا الآن ان أول فيلم منح
كأس موسوليني كان »رجل
آران« لصاحبه »روبرت فلاهرتي«
المخرج الامريكي ذائع الصيت.
بل والاكثر غرابة ان تبدأ عروض أول تظاهرة للمهرجان (٢٣٩١)
بالفيلم الامريكي »الدكتور جيكل ومسترهايد«، الفائز نجمه الاول »فريدريك مارسن«
بجائزة اوسكار افضل ممثل رئيسي، مناصفة مع
»دالاس بيري« نجم فيلم »البطل« (٢٣٩١) وان الهيمنة في تلك التظاهرة كانت
لافلام مصنع الاحلام في هوليوود ونجومه، رجالا ونساء وما لبث ان تغير الحال
بعصف هتلر وعصابته بالديموقراطية في المانيا، وتكوينه حلفا مع استاذه »موسوليني«، عرف عالميا تحت اسم
»محور روما - برلين«.
واذا بجائزة المهرجان الكبري »كأس موسوليني«
تكون من نصيب الافلام الالمانية بدلا من
الافلام الامريكية.
وكان »اوليمبياد« (٨٣٩١) الفيلم الالماني الذي اخرجته »ليني رتنشتال«..
عن دورة الالعاب الاوليمبية التي جرت مبارياتها في برلين عاصمة المانيا
الهتلرية وقتذاك، كان الفيلم الفائز بكأس الزعيم.
ومما يعرف عن مخرجته هيامها بهتلر، وقد سبق لها ان اخرجت فيلما يمجده اثناء الاحتفال السنوي بالنازية في
مدينة نونبرج، اعطته اسم »انتصار الارادة«
(٤٣٩١) وبعد ذلك، احتكرت السينما الالمانية الفوز بالجائزة الكبري، اثناء
دورتي المهرجان الاخيرتين
٢٤
و
٣٤٩١.
وتعود الحياة إلي المهرجان، في رحاب الحرية التي اكتسبها الشعب الايطالي،
اثر انهيار النظام الفاشي، واعدام الطاغية »موسوليني«
وترك جثته، هو وجثة عشيقته متدلية من شجرة، في شمال ايطاليا،
عبرة للطغاة.
ومع عودة الروح، تبني المهرجان كل ما هو جديد في عالم فن السينما.
وبفضل تشجيعه لحرية التعبير، ورعايته لها، ازدهرت الواقعية الجديدة في ايطاليا،
وعلا شأن الموجة الجديدة الفرنسية.
وعرف عشاق السينما في مشارق الارض ومغاربها ان ثمة سينما يابانية متميزة،
من بني مبدعيها »اكيرا كورا ساوا«
وسينما هندية جادة رائدها »ساتياجيت راي«.
ومن بين الانجازات التي انفرد بها المهرجان تكريم المتشرد الخالد »شارلي
شابلن« وذلك بمنحه الاسد الذهبي عن مجموع انجازاته واضافاته للفن السابع،
فضلا عن عرض جميع افلامه، بدءا من عام
٤١٩١
وحتي
٧٥٩١ عام اخراجه فيلم »ملك في نيويورك«.
ولعلها المرة الاولي والاخيرة التي يعرض فيها لاسطورة السينما فيلمه »انوار
المدينة« (١٣٩١)
علي شاشة كبيرة اقيمت وسط ميدان سان مارك،
ذلك الميدان الذي يشع جمالا وجلالا.
وكان ذلك العرض الفريد في حضوره مع زوجته »اونا اونيل«،
وعدد من أولاده وتدور الايام،
ويغيب »شابلن«
بعد ذلك العرض بخمسة اعوام ويستمر المهرجان في صحوه وارتقائه.
وآية ذلك منحه الاسد الذهبي مرتين للمخرج الصيني الموهوب »انج
لي«.
الاولي عن رائعته »جبل بروكباك« (٥٠٠٢) والثانية عن رائعته »الشهوة والحذر« (٧٠٠٢).
وبعد ذلك بعامين منحه تلك الجائزة للمخرج الامريكي البارع »دارين
ارونوڤسكي« عن رائعته »المصارع«.
ولايفوتني هنا ان اذكر.
اولا ان المهرجان قد افتتحت عروض دورته السابعة والستين،
بفيلم من ابداع »ارونوفسكي«، هو البجعة السوداء«
ومداره الصراع في عالم الباليه،
وهو صراع لايقل وحشية عن الصراع في عالم المصارعين ثانيا ان ايا من الافلام
المتوجة بالاسد الذهبي، خلال السنوات الاخيرة لم تتح له فرصة العرض عندنا حتي يومنا هذا.
وارجح الظن ان تلك الفرصة لن تتاح في مستقبل قريب!!
moustafa@sarwat.de
أخبار النجوم المصرية في
16/09/2010 |