في رصيد السينما المصرية عدد غير قليل من الأفلام التي تستعرض مشاكل
العائلة، في بعض الأحيان تبدو المعالجة الدرامية أميل للميلودراما التي
تتصيد الأحزان والمواقف المثيرة للدموع، وفي أحيان أخري تميل المعالجة إلي
الكوميديا الشكل الأكثر شهرة والأقرب إلي قلوب الجمهور، خاصة جمهور
الأعياد، وفيلم «عائلة ميكي» ليس من نوعية كوميديا الأعياد التي تعتمد علي
الإسفاف والرقص والغناء، وقد حاول مخرجه «أكرم فريد» أن يقدم من خلال
اهتمامه بالشكل الفني للكادر وإيقاع الفيلم كوميديا خفيفة تحمل مضموناً
هادفاً. يحكي الفيلم حكاية عائلة من الطبقة المتوسطة تبدو مثالية ونموذجية
من الخارج، لكنها تعاني من الداخل كثيراً من المشاكل والشروخ في علاقات
أفرادها ببعضهم البعض، اختار سيناريو الفيلم الذي كتبه «عمر جمال» الشكل
النمطي في عرض الشخصيات بالترتيب، وحينما ينتهي من هذا يبدأ في العودة
إليها مرة أخري لمزيد من المواقف التي تؤكد رؤيته لكل شخصية، ولكن في منتصف
الفيلم تتشابك الشخصيات ويبدو الانسجام بين مشاكلها مفقوداً، والانغماس في
المواقف الكوميدية جاء أحياناً علي حساب تطوير الشخصيات والدراما، وبدا هذا
في المشهد الطويل للابنة مع صديقها في منزل الأسرة في نفس الوقت الذي
يتصادف أن الأخ الأكبر جاء مع صديقته في المنزل سراً، وتكرار دخول شخصيات
جديدة المنزل مما يعوق هروب صديق الابنة وصديقة الابن الأكبر.
مشاكل الأسرة هي ليست مشاكل جذرية أو عميقة تماماً، هي أقرب لشقاوة أطفال
ومراهقين وطيش الأخ الأكبر ملازم الشرطة، ولأن الفيلم ينتمي لنوعية
الكوميديا التي تعتمد علي الكتابة والمخرج، فقد كانت الكاميرا والسيناريو
هما الأدوات الأهم في عناصر الفيلم، ولهذا فإن إخراج الفيلم وإن حمل
اجتهاداً من المخرج فإن السيناريو حمل كثيراً من الثغرات لعل أهمها فقدان
التواصل مع الشخصيات، وافتقاد الفيلم الأزمة التي تجذب المتفرج للمتابعة،
فالفيلم كما بدأ انتهي، والشخصيات كانت تلف في دائرة واحدة هي دائرة كذب
الأبناء وتصرفاتهم التي يعاني منها الأهل.
في بداية الفيلم نري الأسرة تستعد لتصفيات مسابقة العائلة المثالية، ويبدو
الأم والأب متحمسين للغاية لأخلاق ونبوغ أبنائهما، يصف كل منهما ما يميز كل
واحد من الأبناء من صفات مثالية، فهذا هو مقياس نجاحهما الشخصي، الأب ضابط
الجيش وقدوته في الانتظام، وهو شخصية غائبة عن البيت دائماً ولا يتدخل في
مشاكله غالباً، والأم موظفة حكومية تقوم بالتحقيق مع الموظفين المخالفين
وتتباهي دائماً بأنها تشم رائحة الكذب عن بعد. ولكن في يوم واحد يستعرض
الفيلم حقيقة كل شخصية، الابن الأكبر ضابط الشرطة الذي تسلم لتوه عمله يظهر
ضيقه بمهنته التي أكره عليها، ويتمني فعلياً الاستقالة من عمله، والابن
الثاني الشاب الجامعي الذي يظن والداه إنه في السنة الأخيرة يتضح أنه لا
يحضر في الجامعة منذ عامين، والابن الثالث شاب الثانوي المشاكس الذي يصاحب
البلطجية ويدخل في مشاجرات دائمة مع زملائه، والابنة المراهقة التي تقضي
وقتها علي الشات وتبحث عن علاقة مع شاب لتتباهي بها وسط صديقاتها، وحتي
الابن الصغير مختار أو ميكي كما يدلل فهو طفل شقي لا يسلم أحد من مقالبه في
المدرسة، ويستمتع بإلقاء البيض علي المارة من البلكونة.
يستغرق الفيلم أكثر من نصف زمنه في تصوير مشاكل شخصيات الأبناء دون أن
يرصدها بعمق أو يربط بينها وبين حدوتة الفيلم، ويمر باقي الفيلم إلي أن
نكتشف أن الفيلم يصور بشكل كوميدي أزمة الكذب في هذه العائلة، لا توجد قصة
جذابة بالمعني الحقيقي تجمع هذه الشخصيات، وهي شخصيات لا تتطور دراميا ولا
تتطهر من ذنوبها في النهاية، ولا تدخل في صراع حقيقي مع نفسها، فالمفاجأة
الدرامية الوحيدة هي اكتشاف الأم أن أحد أبنائها غير منتظم في دراسته،
وابنها الأكبر يأتي بصديقته في المنزل أثناء غياب الجميع، وابن آخر لا يحضر
في مدرسته ويخالط الأشقياء، والابن الأصغر يقذف المارة بالبيض، والابنة
تزوغ أيضاً من مدرستها (اختار السيناريو ألا يكتشف أحد أن الفتاة أحضرت
صديقها للمنزل فعلياً وهروب بصعوبة)، هذا الكشف الذي يصل بها في النهاية
إلي هز ثقتها وحماسها لعائلتها المثالية، وهذه النهاية الفاترة والحالة
الكوميدية الأكثر فتوراً لم تساهم في صنع فيلم كوميدي قوي.
الفيلم يبدو كمعالجة معاصرة لفيلم «عائلة زيزي» الذي أخرجه «فطين عبد
الوهاب» عام 1963عن قصة «سيد بدير» وسيناريو «لوسيان لوميير» وقد تناول
أيضاً مشاكل أفراد عائلة طفلة صغيرة تدعي «زيزي»، وكانت رسالة الفيلم في
النهاية هي نفسها رسالة فيلم «عائلة ميكي» وهي أن الأبناء مهما كانت
مشاكلهم سيظل الآباء يحبونهم، والشخصية الرئيسية في الفيلمين هي الأم، و«لبلبة»
تعيد تقديم دور «عقيلة راتب» في الفيلم القديم، ولكن هناك فروق كبيرة بين
الفيلمين، أهمها خلو الفيلم الجديد من الجاذبية الكوميدية التي تميز الفيلم
القديم.
الدستور المصرية في
15/09/2010
«ولاد البلد».. فيلم العلاقة بينه وبين فن
السينما مثل العلاقة بين الشعوذة وعلوم الفضاء
إيهاب التركي
«ولاد البلد» من أفلام العيد المخلصة لهذا النوع من الأفلام بشدة، بل إنه
يزايد عليها أيضاً، ومصطلح أفلام العيد تحول من مجرد تعبير عن الأفلام
الخفيفة إلي مصطلح سيئ السمعة يطلق علي أفلام سيئة الصنع هدفها السطو علي
عيديات الصغار الذين يدخلون السينما بغض النظر عن قيمة ما يقدم فيها.
العلاقة بين فيلم «ولاد البلد» وفن السينما مثل العلاقة بين الشعوذة وعلوم
الفضاء، ليس مطلوباً من الأفلام الكوميدية الخفيفة التي تستهدف جمهور العيد
الذي يبحث عن التسلية أن تكون لها رسالة فكرية وفلسفية عميقة، وليس مطلوباً
منها أن تكون أفلاماً تنافس علي جوائز الأوسكار أو الجولدن جلوب أو حتي
جائزة مهرجان سينمائي في إحدي جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية، ولكن
مطلوب من أي فيلم سينمائي مهما كان يسعي للتسلية والانبساط أن يحافظ علي
شعرة العلاقة بين ما يقدمه وبين فن السينما، ومشاهدة فيلم «ولاد البلد»
تؤكد أن بعض صناعه كانوا يبحثون عن أعمق قاع ليحفروا للوصول إليه، وإذا
وصلوا إلي القاع لا يكفيهم فيبدأون في الحفر إلي مسافات أكثر عمقاً، وكلما
تعمق الحفر سقطت فنيات الدراما واختفت أبجديات السينما وضاعت فنيات صناعة
الفيلم السينمائي، هو فيلم سيئ مع سبق الإصرار والترصد، لم يبذل صناعه أي
مجهود لمنحه أي شكل فني من أي نوع. كانت نيتهم واضحة في عمل فيلم بلا
تفاصيل درامية أو رؤية فنية. أحداث الفيلم لا تخرج عن رقصة تليها أغنية،
وأغنية تعقبها رقصة، وهكذا حتي نهاية الفيلم مجرد ضجيج وإزعاج ورقص
وايفيهات رديئة.
شخصيات الفيلم «سعد الصغير» و«دينا» و«سليمان عيد» و«علاء مرسي» ومن معهم
بدو كأنهم خرجوا من فيلم عيد سابق، يصنعون نفس ما فعلوه سابقاً في أفلام
سخيفة عرضت سابقاً في أعياد صغيرة وكبيرة سابقة، وحتي حينما حاول صناع
الفيلم إعطاء الفيلم قيمة ما بخط درامي جاد عن رجل الأعمال «أحمد راتب»
الذي يستغل أبناء الحي ليصل إلي عضوية مجلس الشعب. هو خط درامي شكلي مصطنع
لا يحمل أي قيمة درامية، ورغم أنه مفترض أنه استغل أهل دائرته للحصول علي
الأصوات يظهر بعد ذلك أن هناك أجانب ساعدوه للوصول إلي هذا الكرسي من أجل
تمرير صفقات مشبوهة لأغذية مسرطنة، وهي أمور تمر مرور الكرام في الفيلم دون
منحها أي قيمة أو أهمية. شخصيات الفيلم المفترض أنها تنتمي لولاد البلد
مجرد نماذج مشوهة، «علاء مرسي» يقوم بدور رجل ديوث متزوج من عدة نساء
يستغلهن في أعمال الدعارة، وهو لا يمانع في أن تنفرد شقيقته «دينا» مع
خطيبها البلطجي «محمد لطفي»، لكنه يطلب منهما أن يكون ذلك في مكان مغلق
عليهما، وهذه الشخصية الغرض منها إغراق المشاهد التي يظهر فيها بإيفيهات
جنسية، وتحدث توبته الدرامية فجأة وعلي غفلة وبصورة مفتعلة حينما يقرأ في
إحدي الصحف عن جريمة قتل مروعة ضحيتها إحدي زوجاته، وهنا يندم ويذهب
للمسجد. الشخصيات الأخري لا تقل افتعالاً وتشوهاً، منها شخصية بنت الحارة
«دينا» الراقصة التي تكسب جيداً من مهنتها لكنها تعيش في الحارة مع شقيقها
القواد في شقة متواضعة بلا سبب مقنع. «سليمان عيد» يقوم بشخصية الحانوتي
علي طريقة أفلام الأبيض والأسود، بل إن الفيلم يستنسخ مشاهد الحانوتي
الفاشل وصبيه الأخنف، وهي نفس المشاهد التي قام بها «إسماعيل يس» و«حسن
أتلة» في فيلم «حماتي ملاك»، وقام صبي «سليمان عيد» بأداء نفس لزمات وطريقة
كلام «حسن أتلة»، وهذه المشاهد لم تكن بغرض تقديم نوع من أنواع دراما
البارودي التي تسخر من الفيلم القديم، بل مجرد استسهال وإفلاس كوميدي وحشو
شريط الفيلم بأي شيء يفعله الممثلون والسلام. من الشخصيات الأخري «إنجي
وجدان» التي لم يكن لها دور حقيقي سوي أنها حبيبة «سعد الصغير» ولهذا فقد
اشتركت بالغناء بمصاحبة رقص «دينا»، شخصيات الحارة من ولاد البلد تعمل كلها
تقريباً في الكباريه، من لا يغني يرقص، ومن لا يرقص يغني، ومن لا يجيد
الرقص والغناء يعمل قواداً، وحتي الحانوتي لا دور له في الفيلم سوي إثبات
رجولته المفقودة مع زوجته وتقوم بدورها الراقصة «شمس»، ورغم أنها مجرد زوجة
حانوتي فإنها ترقص لزوجها في غرفة النوم ببدل رقص لا ترتديها سوي الراقصات
المحترفات. الأحداث تنتقل فجأة إلي الإسكندرية، ويركب المخرج عفريت الإخراج
علي طريقة دوخيني يا لمونة فيضع أبطال الفيلم علي رمال الشاطئ وتظل
الكاميرا تلف وتدور حولهم بلا معني واضح، إلا إذا كان يستحضر روح العيد
بتحويل الكاميرا إلي مراجيح الملاهي!
الدستور المصرية في
15/09/2010
«The
Sorcerer's Apprentice»
..
فيلم خيالي مسلٍ يعتمد علي الإبهار والمؤثرات والخدع
إيهاب التركي
بعض الأفلام تستطيع أن تحقق بعض المتعة أثناء مشاهدتها، لكن يصعب علي
المشاهد تذكرها بعد ذلك، لدي صناع هذه النوعية من الأفلام الدرجة
الاحترافية لصنع توليفة من الأداء الجيد للممثلين، والصنعة المبهرة للخدع
والمؤثرات، والحبكة المسلية التي لا تحتاج إلي تعمق في مشاهدتها، ولا تتوقع
منها أن تتغلغل في وجدان المشاهد وتثير مشاعره، إنها أفلام تشاهدها بالعين
وتسمعها بالأذن مع قدر ضئيل من تشغيل العقل لمتابعة الأحداث، ومن هذه
النوعية من الأفلام وبجدارة فيلم «الساحر المبتدئ»
The
Sorcerer's Apprentice
من بطولة «نيكولاس كيج» و«ألفريد مولينا» وإخراج «جون ترتيلتوب» أحد مخرجي
أفلام ديزني المعروفين.
علي الرغم من أن ما يقدمه فيلم «الساحر المبتدئ» من فانتازيا وكوميديا ليس
عظيماً بالدرجة الكافية، فإنه علي نحو ما فيلم مسلٍ ومشاهدته مستساغة خاصة
أنه فيلم عائلي موجه لعقلية المتفرجين الأطفال والمراهقين بصفة خاصة، ولهذا
فإن حبكته البسيطة وشخصياته التي لا تحمل أبعاداً متعددة ملائمة تماماً
لعقلية مشاهديه المستهدفين. أيضا الفيلم ركز علي الاهتمام بالخدع والجرافيك
والأكشن بشكل جيد، ولهذا جاءت مشاهد الحركة والسحر مقبولة ومسلية، بالإضافة
إلي أن الفيلم وهو من إنتاج «والت ديزني» يتمتع بقدر لا بأس به من المرح
الذي يتركز أغلبه علي علاقة الساحر بالثازار بليك «نيكولاس كيج» بتلميذه
المبتدئ ديف «جاي باروتشل». الفيلم يبدأ بحادثة قديمة تعود للقرن السابع
وتتناول حكاية الساحر بالثازار أحد تلاميذ الساحر الشهير ميرلين الذي ينجح
في حماية معلمه من غدر الساحرة الشريرة مرجانة ومن شر تلميذها الساحر
ماكسيم «ألفريد مولينا» عدو بالثازار اللدود، وحينما تدبر مرجانة لقتل
بالثازار تتمكن الساحرة فيرونيكا حبيبة بالثازار من القبض علي روح مرجانة
داخل جسدها هي، ويصبح الاثنان لاحقاً حبيسين داخل لعبة تتناقلها الأجيال
حتي نصل إلي الزمن الحالي، حيث يعود بالثازار وماكسيم إلي صراعهما وبحثهما
عن اللعبة وإطلاق الأرواح الحبيسة داخلها، ويصبح علي عاتق الشاب ديف - الذي
تنبأ الساحر القديم ميرلين بأنه الساحر المختار - القيام بمهمة تخليص
الجميع من شر مرجانة.
الشاب المراهق ديف هو شخصية مهمة في الفيلم لأنه مرآة الجمهور الصغير نفسه،
شاب في مقتبل العمر قليل الخبرة، لديه مشاكل في التعامل مع الآخرين وفي
احترامهم لشخصيته، والأهم من هذا لديه قدر كبير من عدم الثقة بالنفس، وفجأة
يجد نفسه في مهمة لا قبل له بها، ويتراجع أكثر من مرة عنها لأنه لا يري في
نفسه القدرة علي تحمل تبعاتها، وهو تلميذ لساحر قوي وذكي يحاول أن يخرج من
داخل هذا الشاب الخائب ساحراً حقيقياً، وفي مشهد من الفيلم يحاول الشاب
تنظيف فوضي المكان الذي يقيم فيه قبل قدوم صديقته باستعمال معلوماته
المحدودة عن السحر فينقلب السحر علي الساحر المبتدئ وتزداد الفوضي بعد أن
يغرق في صراع مع المكانس ومساحات المياه والجرادل التي تتحرك بعشوائية، وهو
مشهد يقتبس كارتون ديزني الشهير «فانتازيا» الذي كان بطله الساحر المبتدئ
ميكي ماوس.
قصة الفيلم مكتوبة بعناية لجمهور معين وهذا الأمر حرك بوصلة الدراما في
الفيلم ناحية قصة الشاب بصورة أكبر، بينما اختزل الفيلم كثير من تفاصيل
حكاية الساحر بالثازار وجعلها ثانوية أمام قصة الشاب خاصة علاقة الحب التي
تنشأ بينه وبين زميلة الدراسة القديمة بيكي «تيريزا بالمر». يبدو «نيكولاس
كيج» في هذا الفيلم أكثر قبولاً من أفلامه القليلة السابقة التي مثلت
هبوطاً كبيراً لصورته السينمائية كنجم كبير يقدم أفلاما كبيرة، ورغم أن
الفيلم لا يمثل له تعويضاً عن أعماله المهمة التي لم يعد يقدمها منذ فترة،
فإنه أفضل حالاً كممثل وكنجم محبوب له كاريزما، ويبدو أن حظه مع أفلام
«والت ديزني» الخيالية أفضل من حظه مع شركات إنتاج أخري، فقد قدم سابقاً مع
ديزني ومع نفس المخرج «جون ترتيلتوب» سلسلة أفلام «الكنز الوطني» التي حققت
نجاحاً مقبولاً من الناحتين الجماهيرية والنقدية.
الدستور المصرية في
15/09/2010
«The
Losers»
أكشن بنكهة مبالغات قصص الكوميكس وشخصياته بلا مشاعر حقيقية
إيهاب التركي
يقدم فيلم «الخاسرون» «The
Losers» نوعية خاصة من الأكشن، وهو الأكشن الخالي من الحبكة القصصية المليئة
بالتفاصيل، هو فيلم أكشن للأكشن وليس لأي سبب درامي آخر، شخصيات الفيلم
خالية تقريباً من المشاعر تتحرك بصورة استعراضية وتلقي بالنكات في كل وقت.
تتوقف وجهة نظر المتفرج أو درجة حبه لهذا اللون من الأكشن علي مدي تقبله أو
نفوره من هذا النوع من السينما من عدمه، الفيلم يقدم الأكشن بصورته السطحية
الاستعراضية المليئة بالضجيج، ويقدم الكوميديا بشكلها السلبي الذي يعتمد
علي الاستظراف اللفظي فقط، وهناك بالفعل عشاق للاستظراف لا يعنيهم إذا كان
ما يقدم علي الشاشة من مزاح أو ضحك له علاقة بأصول الدراما أو الكوميديا،
وكثيراً ما تحتوي أفلام الأكشن علي مثل تلك النوعية التي لا يمكن تصنيفها
علي أنها كوميديا، فهي أقرب إلي مزاح تعويضي يملأ فراغات السيناريو من
الأحداث الدرامية الجذابة. الفيلم من إخراج «سيلفين وايت» وكتب له
السيناريو «بيتر بيرج» و«جيمس فاندربيلت» عن شخصيات لمؤلف قصص الكوميكس
«أندي ديجل». تبدو روح الكوميكس الأمريكي بارزة بقوة في كادرات ومشاهد فيلم
«الخاسرون» «The Losers»
التي ينتمي لنوعية الأكشن، بداية من الأفيش الذي يجمع الأبطال معاً بزاوية
تصوير غير تقليدية ملتقطة بعين شخص سقط علي الأرض ويلتف الجميع من حوله،
ومروراً بحركات الأكشن المبالغ فيها وكم الرصاص الذي يتطاير في كل مكان،
والسيارات الضخمة والطائرات التي تنفجر وتتناثر كأنها لعب أطفال تتحطم أمام
الأبطال الذين يتقافزون من حولها دون أذي جدي يصيب أي منهم، حتي من يصاب
منهم يتحامل علي نفسه ليقف ويكمل دوره في المعركة بصورة أو بأخري، وهذا
النوع من المعارك يدور بقوة وسط كم لا بأس به من اللقطات البطيئة لزوم
استعراض فنون الجرافيك والخدع التي قدمها صناع الفيلم بوفرة وبكثافة.
الفيلم علي مستوي الشكل مسل ولكنه يخلو من المتعة والخصوصية التي تتمتع بها
بعض أفلام هذه النوعية، يمزج الفيلم بين لغة وصورة الكوميكس وشكل وملامح
فيلم الأكشن، ويحاول الفيلم من خلال هذا المزج أن يقدم للمشاهد قدراً
كبيراً من مشاهد الحركة بلغة بصرية مبالغ فيها، معتمداً علي أن قانون فيلم
الأكشن وقانون قصص الكوميكس يبرر له هذه المبالغات، وهذا القدر من
الايفيهات التي يطلقها الممثلون طوال الوقت وهم يطلقون الرصاص علي أعدائهم
طوال الوقت، والمزاح قائم مهما كان الظرف عصيباً والموقف غير ملائم علي
الإطلاق للمزاح والتنكيت. يحكي الفيلم بصورة أساسية حكاية انتقام فريق من
أفراد العمليات الخاصة من ضابط مختبرات أمريكي مارق يجندهم في عملية للتخلص
من إرهابي في بوليفيا ثم يحاول التخلص منهم بتدمير الطائرة التي كان يفترض
عودتهم بها بعد انتهاء العملية. يتشابه الفيلم في قصته كثيراً مع عدد من
الأفلام التي عرضت مؤخراً مثل فيلم «فريق أ» أو «The A-Team»
الذي يحتوي علي نفس تيمة مجموعة الأفراد أصحاب المهارات العسكرية الخاصة
الذين يتعرضون للخيانة من داخل مؤسسة المخابرات وتبدأ رحلتهم للانتقام
ومحاولة استعادة حياتهم الطبيعية واثبات براءتهم، إنه فيلم تشعر أن هوليوود
أنتجته ثلاث أو أربع مرات علي الأقل في العام الأخير. القصة شديدة السذاجة
والسطحية وتدور عن تعرض هذا الفريق للخيانة بسبب قيام ضابط المخابرات
السابق ماكس بعملية مزدوجة للحصول علي سلاح فتاك وحديث، وهو مجموعة من
القنابل الإلكترونية شديدة التدمير بدون تأثيرات جانبية أو تلوث، وهو يشتري
هذه القنابل بأموال خاصة بجهاز المخابرات الأمريكي ويسعي في الوقت نفسه إلي
الحصول علي المال والقنابل معاً، بالإضافة إلي التخلص من فريق العمليات
الخاصة حتي يأمن مطاردتهم له أو إفشال خطته.
الدستور المصرية في
15/09/2010
أفلامه تعرض بمعدل فيلمين في اليوم.. أحمد
حلمي نجم الفضائيات في عيد الفطر بلا منافس
رضوى الشاذلي
نظرة سريعة علي خريطة قنوات الأفلام في عيد الفطر هذا العام تكشف لنا أن
أحمد حلمي هو نجم الفضائيات في عيد الفطر بلا منافس فأفلامه هي الأكثر عرضا
علي المحطات الفضائية، حيث تتنافس المحطات الفضائية فيما بينهما علي عرضها
علي مدار أيام العيد المختلفة لتتربع هذه الأفلام علي قوائمها وجداولها دون
منافس، فمثلا عرض لأحمد حلمي علي قناة روتانا سينما في يوم واحد وهو يوم
السبت ثاني أيام العيد ثلاثة أفلام دفعة واحدة، وقد جاءت مواعيد عرض تلك
الأفلام متتالية بشكل لافت للنظر، فقد عرض فيلم «آسف علي الإزعاج» في
الساعة الواحدة صباحا ثم تلاه عرض فيلم «مطب صناعي» في الثانية والنصف
صباحا، أي بعده مباشرة، وبعد ذلك عرضت القناة فيلم «ظرف طارق» في الخامسة
فجرا، ثم أعيد عرض فيلم «مطب صناعي» في الرابعة ظهراً من اليوم نفسه، يليه
فيلم «آسف علي الإزعاج» في الساعة السادسة مساء، لم تكتف القناة بتلك
الإعادات بل قررت أن تعيد فيلمي «ظرف طارق»، و«آسف علي الإزعاج» في ثالث
أيام العيد، كذلك لم تبتعد خريطة قناة ميلودي أفلام كثيرا عن خريطة قناة
روتانا سينما فقد عرضت القناة فيلم «صايع بحر» في أول أيام عيد الفطر في
الساعة الثامنة والنصف مساء، ثم تلاه مباشرة عرض فيلم «مطب صناعي»، وفي
اليوم التالي، وهو ثاني أيام العيد فقد قررت القناة إعادة عرض فيلم «مطب
صناعي»، ثم اكتفت ثالث أيام العيد بعرض فيلم «مطب صناعي» مرة ثالثة في
الساعة الواحدة ظهرا، وفيلم «جعلتني مجرما» في الساعة العاشرة والنصف مساء،
كذلك اختارت قناة كايرو سينما فيلم «ظرف طارق» لتجعله أيقونتها منذ أول يوم
العيد، وتعيد عرضه طوال أيام العيد، قناة موجة كوميدي هي الأخري عرضت فيلم
«جعلتني مجرما» أول أيام العيد وقررت أن تعيده مرة أخري في اليوم التالي،
فيما اكتفت قنا «art» أفلام بعرض فيلم «ظرف طارق» علي مدي يومين متتاليين. فالمحطات
الفضائية تتعامل مع أفلامه علي اعتبار أنها الحصان الأسود خلال أيام العيد
الثلاثة وعلي اعتبار أنها الأفلام الأكثر قدرة علي جذب الزبون لشاشة المحطة
في العيد وتثبيته أمامها طوال مدة الفيلم لذا تنافست فيما بينها علي عرض
هذه الأفلام فتحولت الشاشات في رمضان لشاشات متخصصة في عرض أفلام نجم
الكوميديا..أحمد حلمي.
الدستور المصرية في
15/09/2010 |