أفضل ما يفعله أي كاتب للسيناريو أن يدرس نوع الأفلام الذي يريد
أن يقدم فيه موضوعه.. وفي فيلم
«Salt »
الذي يحمل اسم بطلته «سولت» توجد شواهد
كثيرة علي أن مؤلفه «كيرت ويمر» درس أفلام الجاسوسية، وأنه
أراد أن يعيد إليها
سخونتها وإثارتها مدركا أنها كانت في ذروتها أثناء فترة الحرب الباردة بين
الكتلتين
الشرقية والغربية، لذلك كان أذكي ما فعله رغم أن فيلمه حافل بالملاحظات أنه
أعاد
إحياء سنوات الحرب الباردة من زاوية مختلفة، ونجح أيضا في
استلهام أجوائها ولحظات
التوتر التي يمكن أن تدفع الأمور إلي مواجهات ساخنة هذا هو نجاح «سولت»
الأساسي
الذي يتميز به عن تجارب أفلام الجاسوسية الأخيرة في موضوعاتها ومعالجاتها
المختلفة.
نعرف طبعا أن نشاط الجواسيس لا يتوقف علي الإطلاق، لكن الحروب الساخنة أو
الباردة تعطي أفلام الجاسوسية درجة عالية من التصديق، علي سبيل
المثال: الصراع في
المجال النووي اكتسب مصداقية مدهشة بعد أزمة الصواريخ الكوبية التي جعلت
العالم
فعلا علي حافة مواجهة نووية بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، وفي فيلم
«سولت»
توجد كل عناصر أفلام الجاسوسية التي ترسم أجواء الحرب الباردة: المواجهة
النووية..
نشاط الكي جي بي.. العالم علي حافة الحرب..
محاولات اغتيال الرؤساء.. زرع العملاء..
بل إن هناك إعادة تفسير لاغتيال الرئيس الأمريكي «جون كنيدي» باعتبار قاتله
«لي
هارفي أوزوالد» رجلاً روسيًا تم زرعه في أمريكا تحت اسم «أوزوالد»،
والحكاية كلها
قائمة علي أسطورة من أساطيرة الحرب الباردة وهي قيام جهاز
الاستخبارات السوفيتية
بتبني مشروع ضخم لإعداد جيل كامل من العملاء منذ طفولتهم،
حيث يتم تجميعهم
في معسكرات خاصة، ويتم تعليمهم اللغة الإنجليزية، وإعدادهم
ليكونوا مواطنين
أمريكيين، ثم تسند إليهم هوايات أمريكية، ويعيشون في الولايات المتحدة
كمواطنين
أمريكيين، ثم يخترقون كل الأجهزة الحساسة، ويعيشون حياة طبيعية تماما
استعدادا
لتنفيذ ما يكلفون به، ويمد الفيلم الذي أخرجه «فيليب نويس»
الفكرة علي استقامتها
حيث يجعل الفريق الذي ينفذها في الاستخبارات يستمر في تنفيذها حتي بعد سقوط
الاتحاد
السوفيتي، ويقود كل ذلك إلي خطر إشعال مواجهة نووية حتي بعد انتهاء الحرب
الباردة!
ما فعله كاتب السيناريو إذن أنه استعار عناصر قديمة جدا وجعلها في ثوب جديد
يمكن أن يكون محتمل الحدوث اعتمادا علي أن هناك من الروس من
أزعجهم انهيار
الامبراطورية السوفيتية، وأزعجهم أكثر التفوق الأمريكي الساحق، لكن هل نجح
السيناريو تماما في تحقيق فكرته الذكية؟ الحقيقة أن النجاح لم
يكن بقوة الفكرة
لأسباب كثيرة أهمها الطريقة التي رسمت بها شخصية الفيلم وعموده الفقري (إيفلن
سولت) «أنجلينا جولي».. من حيث الشكل تحمل الشخصية
الكثير من مهارات «جيمس بوند» الحركية
والعقلية، لكنها لا تنجح بالقدر نفسه في التعبير عن معاناتها
النفسية مثل شخصية
العميل «بورن» الباحث عن هويته مع أن «سولت» شخصية ثرية جدًا، في الأصل هي
من
الأطفال الروس الذين تعلموا علي الطريقة الأمريكية، ثم فقدت هويتها
الأصلية، وتم
زرعها كمواطنة أمريكية في قلب جهاز الاستخبارات الأمريكي نفسه،
ونفذت عملية
ضد كوريا الشمالية للتجسس علي برنامجها النووي، وتم اكتشافها وتعذيبها حتي
أطلق
صراحها، وتزوجت بعد قصة حب من عالم حشرات شهير هو «مايك كراوس»
كانت قد استخدمته
لدخول كوريا الشمالية، ورغم هذه التقلبات لا تلمح أبدًا صراع اختلاط
الهويات في
حياتها،
ولا معاناتها بين عملها في الجاسوسية ورغبتها في الاستقرار مع
زوجها الذي تحبه، ولا تستطيع أن تتبين درجة إيمانها بتنفيذ ما
تعلمته منذ طفولتها
ضد أمريكا، ولذلك كله بدا انقلابها علي خطة الفريق الذي تنتمي إليه مفاجئا،
ربما
يكون قتل الفريق لزوجها الذي أحبته أحد المبررات، ولكن حتي عملية القتل بدت
مفاجئة
أيضًا ومصنوعة، وكأنها محاولة من المؤلف لإفشال الخطة المُحكمة
التي تعيد فكرة
«الروس
قادمون» وفي قلب أمريكا ولكن من زاوية مختلفة تمامًا حيث يتم التلاعب بفكرة
العميل المزدوج واستنزاف إمكاناتها حتي النهاية، وبطريقة مشوقة وجذابة.
ظلَّت شخصية «سولت» حاضرة أمامنا بجاذبية «أنجلينا جولي» وبجمالها الواضح،
وبالتنفيذ المتقن لمغامراتها الحركية رغم المبالغة المألوفة
علي الطريقة «البوندية»
ولكن ظلت المشكلة أن عالم الشخصية الداخلي ظل غائبًا مع أن الأمر كان يحتمل
المزيد
من الفلاشات علي الماضي، حياتها مع أسرتها الروسية الأصلية، علاقتها مع
زملاء
الجاسوسية الذين شكلوا الفريق،
والذين ستلتقيهم في أمريكا في مواقعهم
الحساسة، مدي إيمانها بالدروس التي تلقتها حتي بعد سقوط
الاتحاد السوفيتي، وحتي بعد
أن عملت هي كجاسوسة للولايات المتحدة في كوريا الشمالية ثم تحملت التعذيب
بصبر
دفاعًا عن عملها في الـCIA، كلها عناصر أساسية غير واضحة أدت إلي جعل تحولات
الشخصية غير مفهومة أو مفاجئة في أفضل الأحوال.
ولكن السيناريو أخفي هذا
العيب الأساسي في شخصية «سولت» بعناصر كثيرة جيدة رغم غرابة الفكرة، منها
مثلاً
بداية الفيلم بالبطلة وهي جاسوسة أمريكية تعذب في كوريا
الشمالية مما يثير حيرة
المتفرج مع مفاجأة اكتشاف أنها عميلة روسية زرعت منذ مدة طويلة داخل الـCIA، ومنها
أيضًا تلك المطاردات الحركية التي شغلت حيزًا كبيرًا للاستفادة
من قدرات أنجلينا في
عالم الأكشن التي ظهرت في أفلام سابقة، ومن الحيل أيضًا الاحتفاظ بمفاجآت
متكررة
لعناصر روسية زرعت منذ سنوات في قلب أمريكا يظهرون لـ«سولت» بين كل وقت
وآخر، كل
ذلك ساهم في جذب اهتمام المتفرج الذي ظل مشدودًا إلي الشاشة
حتي اللقطة الأخيرة مما
صرفه عن إطلاق تساؤلات مشروعة عن أهداف فريق التجسس من إطلاق حرب نووية
يمكن أن
تدمر أيضًا روسيا، ببساطة ظلت الفكرة في حاجة إلي مزيد من الشروح
والمبررات، رغم
طرافة عملية زرع العملاء، ورغم غرابة محاولات اغتيال الرئيس الروسي
والأمريكي معًا!
كانت «أنجلينا جولي» مناسبة تمامًا للشخصية، واستغل المخرج حضورها البدني
والجسدي بطريقة مقنعة إلي حد كبير، وربما يتم استغلال قدراتها
كممثلة جيدة في أجزاء
قادمة محتملة.
روز اليوسف اليومية في
15/09/2010
إسماعيل ياسين
بقلم: كمال رمزي
اليوم، عيد ميلاد إسماعيل ياسين «1912 ــ 1972»، الفنان الذى أعيد اكتشافه
أكثر من مرة. أثناء حياته، تعرض لحملات نقدية قاسية، تهاجم أسلوبه المكرر،
تصف أعماله التى تبدأ عناوينها باسمه، بأنها سلاسل رخيصة.. لكن بعد رحيله،
ومع انتشار التلفاز الذى درج على تقديم أحد أفلامه يوم الأحد، صباحا، من كل
أسبوع، لوحظ أن الأطفال، يتابعونه بشغف، يندمجون معه، يعتبرونه واحدا منهم،
وكان من المنطقى أن يحاول المهتم بالسينما معرفة سبب تعلق الأطفال به هو
تحديدا. ما الشفرة التى جعلته مألوفا ومحبوبا للأطفال؟
تلمست الإجابة وتنبهت إلى أن وجهه أقرب للكاريكاتير، فكل ملمح من ملامحه
يتسم بالمغالاة، كما لو كانت قد رسمته ريشة فنان كاريكاتير، يتميز بالجرأة
وسعة الخيال.. الكاريكاتير، بالنسبة للأطفال، أقوى وأعمق جذبا من الرسوم
الجمالية، لذا فإن جمهور إسماعيل ياسين، يعجب بأنور وجدى، أو كمال الشناوى،
لكن يتعايش مع إسماعيل ياسين.. الأهم، أن خلف هذا الوجه الكاريكاتورى تكمن
روح عذبة، طيبة، لا تعرف شيئا عن شرور الدنيا، ويبدو صاحبها «مدهوشا» من
عالم الكبار الذى يجد نفسه فيه.. إنه ضعيف البنية، لا يعرف كيف يدافع عن
نفسه، يخاف من الظلام، يتجنب الدخول فى معارك بدنية، يولى الإدبار عندما
تحتدم المعارك، يغمض عينيه حين يرى موقفا عنيفا. وإلى جانب قيم الصداقة
التى يجسدها، على نحو عفوى، تأتى ردود الأفعال عنده مطابقة لردود أفعال
الأطفال. أحيانا، عندما يداهمه الفزع، تسيب مفاصله ولا يكاد يقوى على الجرى،
ينكمش على نفسه تارة، ويستنجد قائلا «يا ماما» تارة أخرى.. إنه نجم الأطفال
بامتياز.
شارك إسماعيل ياسين فى أكثر من ثلاثمائة فيلم، قدم خلالها مئات المونولوجات
والاسكتشات الجميلة، التى لا تزال قادرة، ببهائها، على إثارة البهجة..
إسماعيل ياسين، متعدد المواهب، فهو صاحب صوت يجمع بين العذوبة والقدرة على
التعبير عن المشاعر المتباينة، ولولا وجهه الكاريكاتورى، لكان من مطربينا
الكبار.. وهو أيضا من أنبغ ممثلى «البانتوميم» أو الأداء الصامت فى تاريخنا
التمثيلى. فى فيلم «دهب» لأنور وجدى 1953، يندمج فى أكل «المكرونة»
الوهمية، وشرب الشوربة التى لا وجود لها، وبلع حبة دواء خيالية، فيثبت
جدارته كممثل صامت.
معظم نجوم الكوميديا عندنا، تقمصوا أدوار النساء، لكن إسماعيل ياسين كان
الأفضل، كما وكيفا. معظم هذه الأدوار تأتى كنوع من التخفى، باستثناء
«الآنسة حنفى» لفطين عبدالوهاب 1954، حيث يتحول إسماعيل ياسين، إثر عملية
جراحية، إلى امرأة.. وهنا تتجلى براعة نجمنا وهو يعبر، بانطلاقاته، عن حق
المرأة فى أن تعامل ككائن له حرية الاختيار. إنه فيلم مهم، تم التعامل معه
باستخفاف حتى كاد يدخل دوائر النسيان، وحين عرضه التلفاز، فى برنامج «ذاكرة
السينما» سلطت عليه أضواء جعلته من فاكهة القنوات.
إسماعيل ياسين، الذى ملأ حياتنا فرحا ومرحا، ومنح أطفالنا بهجة متجددة،
يستحق أن نشعل له شمعة.
الشروق المصرية في
15/09/2010
طارق الشناوى:
فيلم "ولاد البلد" يقدم إسفافاً كما قال الكتاب
كتب على الكشوطى
سيطر على موسم أفلام العيد هذا العام، ظاهرة أفلام الوجوه الجديدة، واختفت
الأفلام التى تضم العديد من النجوم فى هذا الموسم، حيث لم يشهد الموسم سوى
فيلم واحد من أفلام هؤلاء النجوم وهو "الرجل الغامض بسلامته"، والذى يقوم
ببطولته الفنان هانى رمزى والفنانة نيلى كريم، حيث احتل المركز الثانى فى
سباق أفلام العيد ووصلت إيراداته إلى 2 مليون جنيه فى ثلاثة أيام عرض فقط،
وفى اليوم الأول وحده حقق 600 ألف جنيه.
الفيلم تدور أحداثه حول شاب يعمل فى إحدى الشركات ثم يحصل على شيك بمكافأة
نهاية الخدمة بمبلغ 20 ألف جنيه، ويقوم بشراء بدل وملابس ليوهم عائلته بأنه
لا يزال يعمل وتمت ترقيته فى الشركة، ثم تتوالى الأحداث ليتم استخدامه فى
صفقات غامضة باسم مختلف.
أما باقى أفلام الموسم فهى أفلام "سمير وشهير وبهير "، الذى احتل المركز
الثالث ويشارك فيه عدد من النجوم الشباب منهم أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد،
حيث سبق وأن قدموا فيلم ورقة شفرة مع أحمد الفيشاوى ولم يحقق نجاحا كبيرا،
إلى جانب مشاركة الفنانة إيمى سمير غانم وإنجى وجدان.
والفيلم الثالث هو "عائلة ميكى" بطولة الفنانة لبلبة وأحمد فؤاد سليم،
وتدور أحداث الفيلم داخل إحدى الأسر المصرية، حيث يناقش الفيلم حياة الأسرة
وسط التغيرات المختلفة فى المجتمع ويصور الفيلم بانوراما لما يحدث داخل
البيوت المصرية.
أما آخر فيلم فهو" ولاد البلد" الذى تم ترحيله من موسم أفلام الصيف وحصل
على المركز الأول فى الإيرادات، حيث يضم الراقصتين "دينا وشمس" إلى جانب
سعد الصغير وإنجى وجدان، ورغم عدم وجود نجوم الشباك فى الفيلم إلا أنه
ينافس بشدة أمام فيلم "الرجل الغامض بسلامته" بسبب طبيعة جمهور الفيلم الذى
يلهث على مثل تلك الأفلام التى تحتوى على نكهات تجذب المراهقين.
الناقد الفنى طارق الشناوى وصف فيلم "ولاد البلد"، قائلا: "إذا كان للسينما
الرديئة كتاب فهذا الفيلم قدم إسفافا كما قال الكتاب"، مشيرا إلى أن الفيلم
ينتمى للسينما الرديئة لأنه قدم خلطة تحتوى على قدر كبير من الإسفاف.
أما فيلم "الرجل الغامض بسلامته" فقد قال إنه تفاجأ بشكل الفيلم نظرا
للمستوى المفبرك الذى خرج عليه، وأن دور هانى رمزى غير مناسب له بالمرة
والكاتب بلال فضل رغم أنه أبهرنا فى رمضان بمسلسل "أهل كايرو"، إلا أنه
صدمنا فى فيلم الرجل الغامض بسلامته، أما الإخراج فلن تشعر بأن هناك مخرج
من الأساس، فتجربة المخرج محسن أحمد فى فيلم "أبو العربى" مع هانى رمزى
كانت أقوى بكثير، والفيلم متواضع فنيا بكل المقايس.
اليوم السابع المصرية في
15/09/2010
فى ندوة بمهرجان الإسكندرية السينمائى..
هجوم من النقاد على فيلم "المسافر" لغموض الفكرة وعدم
وضوحها
الإسكندرية - جاكلين منير
واجه المخرج أحمد ماهر، مخرج فيلم المسافر الذى يقوم ببطولتة الفنان
العالمى عمر الشريف والفنان الكبير خالد النبوى وسيرين عبد النور، انتقادات
عديدة لغموض الفيلم وعدم وضوح الفكرة للمتلقى.
وذلك فى الندوة التى عقدت ظهر اليوم بفندق جرين بلازا بالإسكندرية فى إطار
فعاليات مهرجان الإسكندرية الدولى.
هاجمت الناقدة خيرية البشلاوى، الفيلم ووصفت السيناريو بـ"المرتبك"، حيث
أشارت إلى أن الفيلم ليس مفهوما معاديا للجمهور المصرى فى فكرته التى
يقدمها من خلال اختيار 3 أيام فى حياة البطل فى أعوام 1948 و1973 و2001 وهى
السنوات التى لها دلالة تاريخية لا يمكن استبعادها من ذهن المشاهد، حيث
أعربت عن حزنها لتكلفة وزارة الثقافة أموال طائلة فى التمويل.
وشهدت الندوة ردا صادما من الفنان "عمر الشريف" حيث وصف الشعب المصرى
بالجاهل وخاصة الذى يتوجه منهم إلى دور السينما، واصفا أن المشاهد المصرى
يعشق أفلام إسماعيل ياسين دون الاهتمام بالأفلام التى تحمل فكرة جادة.
وأشار عمر الشريف، إلى أن هناك عددا كبيرا من المخرجين العالميين أمثال"فللينى"
قدموا أعمالا قد يعتبرها المتلقى غير مفهومة أو غامضة لكنها تحمل قيمة فنية
كبيرة، وقال "وافقت على أداء الفيلم لإعجابى بالفكرة التى ترصد 3 أيام من
حياة شخص عادى يفصل 25 عاما عن كل منهم".
وقال أيضا إن دوره الذى جسد فيه شخصية "بقال" مسلم يساعد شخص غير مسلم قد
حصل به على جائزة سيزار بفرنسا والتى توازى جائزة الأوسكار، كان نابعا من
إيمانه الداخلى عن نبذ العنف فى تناحر الأديان، مشيرا أن كل شخص يولد على
دينه ولا داعى للعنف فى هذا الشأن وهو نفس فكرة فيلمى "حسن ومرقص" الذى
أراد توصيل رسالة أن المسلمين والمسيحين إخوة فى وطن واحد.
وتحدث الشريف، عن بدايته التى تنبأت فيها والدته بأنه سيكون من مشاهير
العالم، حيث ولد بالإسكندرية فى منطقة كليوباترا وكان أول إخوته، حيث درس
المرحلة الابتدائية بإحدى المدارس الفرنسية، وعندما زاد وزنه فى سن 9 سنوات
قررت والدته تغيير المدرسة إلى أخرى إنجليزية للمساهمة فى إنقاص وزنه، مما
ساهم فى تغيير مجرى حياته من تاجر أخشاب مثل والده إلى نجم عالمى.
وقال عمر إلى أنه عندما يشاهد نفسه فى فيلم صراع فى الوادى، كان أدائى
مختلف عن الآن حيث تطور سنوات عمرى يصاحبها أداء مختلف ولذلك الفيلم يتناول
3 أيام فى حياة البطل يفصل بين كل منها سنوات عديدة.
أما أحمد ماهر مخرج فيلم المسافر، قال "كنت محظوظا بشدة أن أخرجت هذا
الفيلم وهو من إنتاج وزارة الثقافة خاصة وأن البطولة للفنان العالمى عمر
الشريف الذى وصفه بأنه مكسب لأى مخرج يعمل معه لبساطته الشديدة فى الأداء
والاحترافية العالية فى التمثيل والتى يتمتع بها".
وأكد المخرج على أن الاعتماد على دلالات بالأفلام يفسدها إنما الفيلم تعرض
لثلاثة أيام فى حياة البطل ليمثلوا فقط تزامن مع حقبة تاريخية دون أى دلالة
لهذه الفترات.
ولم يستبعد المخرج أن يشارك الفيلم فى مهرجانات عالمية أخرى، إلا أنه أشار
أن الاهتمام الحالى يتجه لعرضه فى مصر، وعن اختيار مدير تصوير إيطالى
الجنسية قال، إلى ان الاختيار جاء بناء على نوعية وموضوع الفيلم وليس له
علاقة بالجنسية.
أما تقليد خالد النبوى لشخصية "عمر الشريف" أثناء تمثيل دوره فى الفيلم أكد
المخرج
"أثناء الفيلم كنت أتصور عمر الشريف وأن أداء خالد النبوى جاء لأنه يمثل
مرحلة عمرية واجتهد لتقريب الشخصية التى يلعبها عمر الشريف كمرحلة عمرية
وليس كشخص".
وشهدت الندوة هجوما على اختيار الفنانة "سيرين عبد النور" لأداء دور
البطولة بإمكانياتها التمثيلية الضعيفة عن مواهب أخرى وممثلات قديرات، أشار
مخرج الفيلم إلى أنها كانت ستقوم بلعب دور شخصية واحدة ولكن عند التجربة
اكتشفنا أن لديها قدرات تمثيلية أهلتها لأداء الدورين بالفيلم.
وقالت سيرين عبد النور، كانت تجربة ناجحة انتظرتها عشر سنوات لأنطلق من
جديد فى مصر، وقد اجتهدت فيه باعتباره تحدى كبير فى الأداء التمثيلى حيث
قمت بأداء شخصيتين فى أعمار سنية مختلفة".
أما الفنان "شريف رمزى" الذى مثل الجيل الثالث فى الفيلم أشار إلى أنه سعيد
بالتجربة والمشاركة فى هذا العمل الذى جمعة بالفنان عمر الشريف، ووصف الدور
بأنه صعب جدا حيث قال "اعتبرت عمر الشريف جدى وصديقى فى نفس الوقت وشخصيته
ساعدتنى على الأداء الطبيعى الأقرب للحقيقة ."
ودافع ممدوح الليثى عن الفنانة سيرين عبد النور كممثلة عربية حيث أكد على
أن الاتحاد يشمل كل الفنانين العرب والمصريين ورحب بكل الفنانين والموهوبين
بمصر.
اليوم السابع المصرية في
15/09/2010
الفهم الخاطئ لحرية المرأة
آخر ديسمبر: نرجسية الرجل تعيق
تحرر المرأة
تونس – من طارق عمارة
المخرج التونسي معز كمون يفضح أنانية رجال يمارسون كل
الممنوعات، بينما لا يبدون اي تسامح مع اخطاء
النساء.
لا يبدو ان الجدل
المستمر حول قضية المرأة في تونس التي ينظر اليها على انها من اكثر البلدان
العربية
تحررا في مجال حقوق المرأة سيتوقف قريبا.
المخرج التونسي معز كمون انضم بدوره الى قافلة الذين يخوضون في هذا الموضوع
حين
انتقل بعدسته الى احدى قرى تونس النائية ليرصد تناقضات حياة
امرأة ريفية تتقاذفها
تيارات الحداثة وجمود التقاليد.
فيلم "آخر ديسمبر" الذي قدم الثلاثاء في عرض أول للصحفيين سعى الى القاء
الضوء
على قضية تحرر المرأة التونسية لكنه ركز على انعكاسات هذا التحرر حتى على
المرأة
الريفية.
ولم يكتف المخرج في فيلمه بابراز الفهم الخاطيء لحرية المرأة بل حاول جاهدا
ايضا
ان يفضح انانية الرجل الشرقي الذي يرضى ان يعيش حياته بكل مجون
مقابل ان يتزوج
امرأة يكون هو أول رجل في حياتها.
يروي الفيلم الذي يؤدي ادوار البطولة فيه ظافر العابدين وهند الفاهم ولطفي
العبدلي قصة فتاة في العشرين من عمرها اسمها عائشة تحلم بحياة
افضل من تلك التي
تعيشها في قريتها النائية.
تحلم عائشة بالهجرة الى اوروبا ولم تتحرج من اقامة علاقات جنسية مع من تحب
وحتى
الاجهاض بدعوى التحرر رغم انها تعيش في بيئة محافظة.
هذه الفتاة الريفية وجدت نفسها محبطة بعد ان رفض خطيبها الزواج بها حينما
اكتشف
اقامتها لعلاقات غير شرعية فتتحول حياتها الى جحيم لا يطاق
ليظهر في حياتها شاب
رومانسي حاول ان يغض الطرف على خطاياها وان يكون متسامحا معها باسم الحب.
وقال معز كمون انه اراد من خلال الفيلم "تغيير نظرة المجتمع الى الفتاة
الريفية
التي لها أماني واحلام ممثلها مثل امرأة المدينة".
وينظر الى تونس على نطاق واسع على انها من اكثر البلدان العربية تقدما في
مجال
حرية المرأة لكن بعض المنتقدين يرون ان هذا التحرر افرز العديد
من الانعكاسات
السلبية في مجتمع اسلامي مثل ارتفاع ظاهرة العنوسة واقامة علاقات جنسية
خارج اطار
الزواج.
وقال ظافر العابدين الذي يؤدي دور البطولة في الفيلم ان قضية المرأة مثيرة
للاهتمام في اي عمل سينمائي سواء في تونس او مصر او بريطانيا
لان قضايا المرأة بصدد
التغيير وقضايا الامس ليست بالضرورة هي نفسها قضايا اليوم.
وأضاف "لكن الفيلم لم يقتصر على الاشارة لهذا الموضوع فقط بل فضح نرجسية
رجال
يسمحون لانفسهم بممارسة كل الممنوعات بينما لا يبدون اي تسامح
مع اخطاء النساء".
وهذا ثاني فيلم من اخراج معز كمون بعد فيلم "كلمة رجال".
ميدل إيست أنلاين في
15/09/2010 |