·
الفنان والمثقف العراقي بمختلف تخصصاته ما زال محاصرا عربيا ولا تتاح له
الفرصة لإظهار إبداعه
·
ليس الناقد وحده من يواجه موجة التكفير بل كل المثقفين والأدباء والفنانين
الذين يجاهرون بقول الحقيقة
·
تلوث الفضاء العربي الإعلامي بسبب التابوهات التي حملها الإسلام السياسي
لي ذكريات جميلة وتربطني صداقة وثيقة مع الدكتور حسن السوداني منذ كنت
طالبًا في كلية الفنون الجميلة في بغداد، أحب صحبة هذا الرجل والاستماع إلى
نصائحه والتجول معه في عدد من المراكز الثقافية في بغداد وكانت للرجل
أحلامه ويشغل نفسه في البحث خصوصا في علوم الاتصال والتقنيات التربوية
الحديثة وكان شغوفا بالمسرح والسينما واليوم أصبح الرجل نائب رئيس
الاكاديمية العربية في الدنمارك وعميد كلية التربية ورئيس قسم الإعلام
والاتصال لديه عدد من الكتب والأبحاث المنشورة آخرها عدة كتب بعنوان قراءة
في البصريات.. نلتقي الدكتور السوداني لنقاش بعض المواضيع المهمة حول
السينما العراقية ومشاكل وهموم وتطلعات الفنان العراقي في الداخل والمهجر.
·
خلال مشاركتي في مهرجان الخليج
السينمائي الثالث وخلال الجلسات والامسيات حدث نقاش وجدل حول السينما
العراقية والبعض يرى من المبكر القول بوجود سينما عراقية رغم ان العراق كان
سباقًا في مجال السينما... ما رأيكم بهذه النقطة؟.
- لابد من التميز بين السينما بمعناها الانتاجي وبين السينمائيين باعتبارهم
احدى ادوات هذه الصناعة وليس كلها ومن هذا المفهوم يمكن القول ان العراق
يملك سينمائيين ولا يمتلك صناعة سينمائية حتى الان ولا اتوقع ان تصبح هناك
سينما عراقية الان او في المستقبل المنظور.
·
هناك نظرة غير ايجابية
للسينمائيين العراقيين الذين يتلقون دعمًا خارجيا لانتاج افلامهم والبعض
يرى ان الدعم يخصص لتمرير رسائل تفيد الاحتلال فهل تتفقون مع هذه النقطة؟
- الفنان والمثقف العراقي بمختلف تخصصاته ما زال محاصرا عربيا ولا تتاح له
الفرصة لإظهار ابداعه بسبب ان هذه الدول تسيرها المنظومة القومية او
الاتجاهات الدينية المتطرفة التي باتت تسيطر على القرار السياسي، فتارة
يصنف الفنان العراقي على اساس مذهبي وتارة على اساس قومي والغريب جدا، ان
هذه الاسباب هي ذاتها التي كانت تحاصر الفنان العراقي قبل زوال النظام
السابق والعرب أنفسهم من كان يحمل لواء الحصار وما زالوا يتفننون في
التلويح به بتلذذ غريب!! وما يحدث في اتحاد الادباء العرب خير دليل على ما
اقول، اما حين يلجأ الفنان العراقي للحصول على دعم خارجي فهو الخيار الوحيد
المتاح امامه بعد ان زادت الاسوار المحاصرة علوا.
·
كثرة القنوات الفضائية العراقية
هل هو ناتج من وجود مناخ حر حسب رايكم؟
كما هو معروف تاريخا ان العراق امتلك اول قناة تلفزيونية عربية واول مركز
لبحوث المستمعين والمشاهدين لكنه لم يتملك قناة فضائية لاكثر من عقدين وما
هو ظاهر اليوم من ازدياد انتشار القنوات الفضائية العراقية ستكون له آثار
ايجابية كبيرة لما تحتاج اليه من كوادر عاملة وفنيين في مختلف التخصصات
فضلا عن جانب المنافسة الذي يصعد من أعمال الجودة لهذه القنوات.
·
الفضاء العربي الاعلامي يقال إنه
ملوث فكيف من الممكن القضاء على هذا التلوث؟.
التلوث سببه التابوات الكثيرة التي ظهرت لنا مع انتشار الاسلام السياسي
ووجود فقهاء جهلة لا يجيدون سوى إطالة اللحى ووسم جباههم بدراهم السلطان
وبات الاعلام العربي الحكومي محاصرا من هؤلاء فضلا عن ان هذا الفضاء اصلا
مملوك من قبل اثرياء وهم من يتحكم بالمشهد الصوري والخبري لهذه القنوات،
اما القضاء عليه فهو أمر يعد في غاية الصعوبة.
·
المبدع الفنان العراقي في الداخل
يلاقي الكثير من الإحباطات والعزلة وقلة الدعم إضافة الى العنصر الأمني غير
المتوفر فكيف من الممكن الخروج من هذا المأزق؟
المبدع العراقي مثل نخيل العراق ما زال شاهقا يواجه العواصف بثبات شديد وان
ما يعانيه من احباط بسبب الظروف التي يمر بها يعد جزئيا بالقياس ما يعانيه
من عزلة من محيطه العربي، لكن المدهش أن النشاط الثقافي في العراق يتصاعد
رغم كل تلك المأساة وتجد القاعات التي تنظم الفعاليات الثقافية زاخرة
بالمتابعين وهو امر يبعث على الحيرة والدهشة في آن واحد.
·
افلام كثيرة أميركية تناولت
الوضع في العراق الجديد فهل أنصفت هذه الافلام الواقع وما هو أفضل فيلم
تناول الواقع بشكل حيادي؟
باتت الموضوعة العراقية خلفية لكثير من الاعمال السينمائية العالمية
والاميركية منها على وجه الخصوص، لكن معظمها يتناول زاوية واحدة فقط وبشكل
سطحي على حساب البطل المنقذ الذي يمثله بالضرورة الجندي الاميركي لكننا
يمكن ان نؤشر افلام مميزة تناولت الموضوعة العراقية مثل فيلم «لعبة عادلة»
والذي قام باداء الادوار الرئيسة فيه شون بين وناعومى واتس، وهما من كبار
نجوم هوليود، وكذلك فيلم «مملكة الجنة»، إخراج ريدلي سكوت، وتمثيل خالد
النبوي رغم اختلاط الحقائق فيه، لكني شخصيا اميل لفيلم أوليفر ستون في
فيلمه «طريق أيرلندى» الذي يتناول الحرب من زاوية لم يتم تناولها من قبل،
ويعبر عن موقفه الانساني لمناصرة الابرياء العراقيين ضد تجار الحرب ومحترفي
القتل.
·
هل شاهدتم فيلم ابن بابل ما
رأيكم بهذا الفيلم؟.
فليم محمد الدراجي "ابن بابل" يعد خطوة مهمة في قيام سينما عراقية خارج
حدود البلد المكانية رغم صعوبة تحقق هذه الخطوة لكنها على الاقل البديل
الوحيد المتاح امام السينمائي العراقي ورغم ان الفيلم يحمل الكثير من النبل
لكنه اتسم بطبيعة ميلودرامية تستدر الكثير من الحزن والشجن وتعزف على نغم
المشاهد العربي الذي يريد هذه الصورة من الافلام عن الوضع العراقي، وهو ما
يفسر الاهتمام الذي لاقاه في المهرجانات العربية.
·
رسالة تودون تمريرها الى الفنان
العراقي في الخارج؟.
الفنان العراقي في الخارج يجب ان يعي انه بات ممثلا عن العراق اينما اتجه
واينما عمل وهو ما يضاعف همته لتمثيل هذا البلد العملاق في هذه المرحلة من
الزمن.
·
حدثنا عن قسم الاعلام والاتصال
في الاكاديمية العربية في الدنمارك وكيفية الانتساب له والدور الذي يلعبه؟.
منذ ست سنوات ونحن نعمل على تأسيس قاعدة اعلامية متماشية ومتطلبات عالم
الاعلام والاتصال المتسارع والمتطور محاولين الاستفادة القصوى من وجودنا في
بلاد المهجر وما تتيحه لنا من تقنيات ممتازة، وقسم الاعلام في الاكاديمية
العربية في الدنمارك استقطب العديد من الاسماء الاعلامية المهمة في الفضاء
الاعلامي العربي وخرج دفعات من طلبة الدكتوراه والماجستير والبكلوريوس وله
موقع نشيط على الفيس بوك وينتج سنويا عددا من الافلام والبرامج التلفزيونية
والاذاعية على شكل مشاريع تخرج لطلبته ويمكن الانتساب إلى القسم بمجرد
الدخول وقراءة التعليمات الخاصة بالقبول على موقع الاكاديمية في الشبكة
العنكبوتية.
·
كنتم اخرجتم فيلما قصيرا بعنوان
حلم المياه حدثنا عن هذا الفيلم وهل من تجارب اخرى سينمائية تم انتاجها او
تفكرون بخوضها؟
فيلم حلم المياه كان بداية لتوثيق الابداع العراقي في الخارج فهناك اعداد
كبيرة من هؤلاء المبدعين لابد من تسليط الاضواء على تجاربهم بطريقة راقية
تأخذ طابع سلسلة الأحلام فبعد إنجاز حلم المياه عن تجربة الفنان التشكيلي
علي النجار اوشكنا على الانتهاء من تجربة الفليم الثاني وهو يحمل عنوان حلم
الضوء وسيكون عن الفنان المسرحي حميد الجمالي، وستستمر هذه السلسلة ان شاء
الله تعالى.
·
في الوضع الراهن أصبح الناقد
ايضا في العالم العربي معرضا للتكفير بسبب موجة العنف الفكري ضد الفن في
العالم العربي فما هو الحل لتجاوز هذا الطوق؟.
ليس الناقد وحده من يواجه موجة التكفير بل كل المثقفين والادباء والفنانين
الذين يجاهرون بقول الحقيقة والغريب ان معظم من يكفرهم لايستطيع النظر ابعد
من ارنبة انفه وهم مجموعة من المتخلفين عقليا والمأزومين والمكبوتين الذين
يحاولون تعويض نقوصاتهم بحجب الجمال عن الاخر والحل في رأيي هو عدم السكوت
لهؤلاء وانتاج المزيد من الابداع الذي لايستطيعون الحد منه حتى لو جندوا كل
شياطينهم.
·
كلمة اخيرة تودون طرحها؟
مقولة جورج يونغ "أدر ظهرك للرياح، وضع الشمس أمام وجهك... دع رياح القدر
ترفعك إلى السماء... وارقص مع النجوم".
aloqabi14000@hotmail.com
إيلاف في
03/09/2010
محمد سلطان ثاني:
تكنولوجيا العصر بوابة الجمهور للثقافة ومعلومات الأفلام
دبي ـ أسامة عسل
يقول البعض ان السينما ملهاة للشعوب ويعتبرونها مجرد تسلية، في حين يؤكد
الغالبية بأنها فن ينعكس فيه طبيعة العصر أو هي لون من ألوان الدعوة تعيد
للإنسان نفسه ومشاعره، ويراها العقلاء (ضميراً) وتحت هذه الكلمة أُلف خط
ينذر برسائل تنبئ أحيانا بالخطر المقبل.
كما تخاطب الميول الإنسانية لمعايشة الخيال والأساطير الخرافية، أما أصحاب
(البيزنس) فيعلمون أنها صناعة تدر الملايين، ومن أجل ذلك يوظفون لها
التكنولوجيا والتقنية لجذب الجمهور من خلال الشاشات العريضة والصوت المجسم
والمؤثرات المبهرة في الصورة.واليوم يأخذنا ضيف له دراية بعالم السينما كي
يوضح الصورة أكثر ويقترب من موضوعات الأفلام وأسواقها ويستعيد من خلال
ذكرياته معها علاقتها بالناس.محمد سلطان ثاني، مساعد مدير دائرة أراضي
وأملاك دبي، من عشاق السينما والمولعين بعالمها الساحر، بدأ مشواره في
منتصف الثمانينات بعد عودته من دراسته بأميركا بالعمل في مجالها.
ومن خلال بلاط صاحبة الجلالة اختار »البيان« لتكون منبرا يطل منه على جديد
صالات عروضها، ويقترب من جمهورها بمعلومات وصور عن أشهر نجومها وأهم
أفلامها.مسكون عقله بالأفلام التي تحتوي على قصة وفكرة لامعة، خبرته كناقد
سينمائي وعضو لجان تحكيم في مهرجانات سينمائية، جعلته كما يقول (يشم)
الأعمال الجيدة من ملصقها الإعلاني، في مخزون ذكرياته العديد من اللقطات
المهمة لأفلام تركت بصمة مميزة في تاريخ السينما، كانت تلك اللقطات مشروع
كتابه »مشاهد لا تنسى« الذي أوقفه العمل الإداري ومشاغل الحياة.مفتون
بأعمال مارتن سكورسيزي، لا يمل من المشاهدة المتكررة لأفلام مثل (دكتور
زيفاجو)، (تاكسي درايفر)، (بلاتوه).
و(نتورك)، أدخلنا معه في تجربة استعادة ذكرياته لعالم الصحافة من جديد،
وذهب بنا إلى شركة »سكوب« لتوزيع أفلام ال«دي في دي«، المكان الذي كان ولا
يزال يستقي منه المعلومات والتفاصيل الجديدة في سوق السينما، حميمية علاقته
بصاحب الشركة »يوسف شريف« جعلتنا ندخل كل الأماكن.
ونصور ما نريد دون استئذان، وسر هذه العلاقة تكمن في كون يوسف المواطن
الوحيد الذي يعمل في مجال تسيطر عليه جنسيات أخرى، وخلال السطور التالية
يأخذنا محمد سلطان ثاني في وقفات سينمائية، يحلل ويقرأ ويكشف الأفلام بوجهة
نظر مغايرة، تعكس في مجملها رؤية خاصة ممزوجة بخبرة وعبق السنين.
سحر السينما
(السينما ما زالت تحتفظ بسحرها ومقدرتها على نقل الشخص إلى أجواء مختلفة،
فالفترة التي تطفأ فيها الأنوار تصنع علاقة خاصة بين المشاهد والشاشة،
فيعيش مع الأفلام حالة يرصد فيها عالم آخر).
مدخل نقل من خلاله محمد سلطان ثاني حبه الشديد لعالم الأفلام، لكنه يقارن
بين سينما زمان والآن قائلا: هناك فرق بين مرحلة الثمانينات والفترة
الحالية، ويمكن أن يتم تقسيم ذلك إلى شقين الأول تقني من حيث شكل صالات
السينما وإمكانياتها التكنولوجية والتي تعرض كل أنواع الأفلام (الديجيتال،
الآي ماكس، والثلاثية الأبعاد) بجودة عالية صوت وصورة، هذا بخلاف عدد
الصالات والتي تعدت أكثر من 200 قاعة عرض، وقديما كان هناك صالتا عرض أفلام
فقط (الحمراء) في الشارقة و(النصر) بدبي.
وكان الجمهور الذي يذهب إليهما ذائقته عالية ومتميزة ومن الواضح أن هذا
الجمهور منتشر على عدد الصالات الحالية ولذلك لم نعد نرصدهم بشكل أفضل، أما
الشق الثاني فيرتبط بنوعية الأفلام التي اختلفت، فبعد أن كانت تعتمد على
القصة والحبكة، أصبحت تعتمد أكثر على المؤثرات وتقنية الكمبيوتر، وكنا
قديما نصف أفلام الأكشن بأنها أفلام هندية، ويبدو أن كل الأفلام الأميركية
الحالية أفلام هندية من هذا المنطق، وهي التي أفرزت جمهورا يميل أكثر إلى
الترفية والتسلية، لكن هذا لا يمنع القول بأن هناك أعمالا تمثل لعاشق
السينما جواهر أو الماسات يتمنى أن يشاهدها أو يقتنها.
صعوبة المجال
(الكتابة للصحف اليومية يختلف تناولها عن المجلة المتخصصة، وكانت الكتابة
عن السينما قديما صعبة وترتبط بثقافة الجمهور في ذلك الوقت، الذي يهتم
بمعرفة حدوتة الفيلم أكثر من التركيز على التحليل أو النقد).
يتذكر محمد سلطان ثاني فترة عمله السابقة محررا في مجال السينما بجريدة
البيان، فيقول: كانت لدي ردة فعل الجمهور دائما لأنني كنت أتابع وأواظب على
الذهاب إلى صالات السينما، ووقتها كان هناك شغف بمعرفة معلومات عن الأفلام
وأبطالها، هذا بخلاف التواصل مع القراء من خلال خطاباتهم وأسئلتهم وطلباتهم
التي لا تنتهي عن صور الممثلين وموعد طرح الأفلام في الأسواق، وكان الفيلم
في تلك الفترة يعرض في أميركا ثم بعد 6 أو 8 شهور ينزل الإمارات.
كما كانت المعلومات في هذا المجال صعبة عن الأفلام وصناعها، ومصدرنا الوحيد
فيها هو المجلات الأميركية التي تشترك الجريدة أسبوعيا أو شهريا فيها، ولكن
الوضع اختلف الآن وثقافة الجمهور تطورت مع طفرة وسائل الإعلام وظهور
الفضائيات والانترنت، وأصبح عرض الأفلام يواكب التوقيت نفسه لانطلاقها في
صالات السينما الأميركية، كما أن شركات الإنتاج والتوزيع ساهمت من خلال
مواقعها على شبكة الانترنت في تسهيل الحصول على معلومات حول أحدث الأفلام
وأبطالها ومواعيد طرحها في صالات السينما في جميع أنحاء العالم.
إبهار بصري
(الملاحظ حاليا أن أفلام الأكشن والكوميديا هي التي تسيطر على سوق السينما،
أما الأفلام الجادة فالإقبال عليها ضعيف لأنها تحتاج إلى جمهور مختلف يفكر
فيها ويجهد ذهنه على فهم رسائلها).
يؤمن محمد سلطان ثاني أن الفيلم الجيد والمتميز هو ذلك العمل الذي يدفعك
بعد الخروج منه إلى التفكير فيه وتحليل محتواه، ومن هذه النوعية كما يقول،
فيلم »ناين ـ تسعة« والذي عرض في افتتاح مهرجان دبي السينمائي وعرضته صالات
السينما المحلية منذ شهور.
حيث يرى أنه من الأعمال التي يمكن وصفها بأنها ليست جماهيرية بمواصفات هذا
العصر، رغم ما يحتويه من متعة في طريقة عرضه وأسلوبه الموسيقي والاستعراضي
الراقص، والمزج بين مشاهد السينما وشكل المسرح، وتدور أحداثه حول مخرج في
أواخر الأربعينات يؤدي دوره البريطاني دانيال دي لويس يعاني من أزمة منتصف
العمر التي تتركه عاجزا عن الإبداع في عمله وغارقا في دوامة من المشكلات
العاطفية.
وبينما يحاول الانتهاء من آخر أفلامه عليه الموازنة بين عدة نساء، من هؤلاء
النساء زوجته لويزا التي تؤدي دورها الممثلة الفرنسية »ماريون كوتيلار«
وعشيقته كارلا وتؤدي دورها الاسبانية »بينلوبي كروز« وبطلة فيلمه موزي
وتؤديها الممثلة الاسترالية »نيكول كيدمان« وأمينة أسراره ومصممة الأزياء
»جود دينش« والصحافية ليلى التي تؤدي دورها الممثلة الأميركية »كيت هدسون«
ووالدته »صوفيا لورين« وبائعة الهوى التي تعرف عليها شابا تؤدي دورها
المغنية »فيرجي«.
فيلم »ناين« مبهر بصريا ويحمل سحرا سينمائيا حقيقيا، خصوصا في بنائه الذي
جاء على هيئة أحلام فانتازية على شكل أغان واستعراضات يتخللها مشاهد درامية
قوية يخلط فيها المخرج روب مارشال بين الواقع والخيال، ومع كثافة نجوم
العمل جاء الأداء التمثيلي رائعا وموازيا للتقنيات من إضاءة وديكور وتصوير
وأزياء، وهي أمور تحتاج بلا شك إلى تركيز من الجمهور ليعرف الرسائل ويفهم
المقصود والمغزى من كل ما يراه.
إشكاليات السوق
(للأسف الموجود في قاعة »بيكتشرز هاوس« المتخصصة بعرض الأفلام الفنية، لا
يغريني بالذهاب إليها فلا يزال اختيارهم للأعمال ضعيفا، فليس هناك انفراد
بعرض فيلم فاز مثلا بسعفة كان أو دب برلين).
يؤكد محمد سلطان ثاني أن هناك أفلاما قوية من كوريا يجب عرضها والاستمتاع
بها، خصوصا أن هناك جالية كورية كبيرة في البلاد، ويجب أيضا عرض أفلام من
هونغ كونغ لأن بها مستوى متميزا فنيا بعيدا عن أعمال الأكشن، ويطرح كذلك
بعض الإشكاليات الخاصة بالسوق السينمائي المحلي قائلا:
أسعار تذاكر السينما لدينا ما زالت مرتفعة وتتدرج ما بين (53، 0 6، و70)
درهما، وفي كل دول العالم هناك ما يسمى (سينما العرض الثاني) وهي غير
موجودة لدينا، وأسعارها تنخفض إلى النصف ولها جمهورها الذي ينتظر عرض
الأفلام بهذه الطريقة، ويجب الوضع في الاعتبار أن بعض الأسر لديها عدد
أولاد تشكل قيمة التذاكر أمامهم عائقا للترفية والمتعة.
كما أن مستوى الصالات متقارب ومرتبط بالمراكز التجارية وتوزيعها، وبالتالي
نجد أن هناك شرائح من المجتمع مثلا العمال في مناطق (القوز، المحيصنة، وجبل
علي) لا توجد لديهم صالات سينما في تلك الأماكن بأسعار تتناسب مع دخلهم،
يضاف إلى ذلك أسعار ال(دي في دي) التي تتراوح بين (07 ـ 58) درهما.
في حين يباع في دول أخرى بما لا يزيد على 10 دراهم، وهذا أمر يجب التنسيق
فيه بين جهات البيع والموزع الذي يعاني أيضا من ثقافة الجمهور نفسه الذي
ينتظر في أميركا طرح الفيلم لشرائه حتى لو شاهده، أما عندنا فالجمهور الذي
يرى الفيلم في صالات السينما لا يفكر في شرائه بعد ذلك.
الأفلام المحلية
(صناعة السينما لا تقوم على فرد بل هي عمل جماعي، وبالتالي لابد من وجود
معاهد وأكاديميات متخصصة لتدريس كل علوم صناعة السينما مثل الإخراج،
الإنتاج، السيناريو، التصوير، المونتاج، والإضاءة).
يرى محمد سلطان ثاني، أن صناعة السينما لا تحتاج إلى مهرجانات بل تحتاج إلى
سوق سينمائي، ويسترسل قائلا: يجب الاعتراف اليوم بعدم وجود سوق قادر على
حمل صناعة سينما عندنا، وبنظرة سريعة على الأفلام المحلية التي أنتجت وحققت
نجاحا، نتوقف أما »دار الحي« للمخرج علي مصطفى.
حيث نجد أنه واجه صعوبة جعلته يقدم ثلاثة أفلام في عمل واحد يتحدث بالعربية
والهندية والإنجليزية، ليتوازن مع تركيبة هذا السوق، الذي تعرض فيه تجارب
ومحاولات فردية.
لكن المشكلة تكمن في الاستمرارية وإقبال الجمهور ودعم بعض الجهات وعلى
رأسها التلفزيون الذي يجب أن يشتري تلك الأعمال ويعرضها ليحقق حالة حراك في
سوق نتمنى مع الوقت أن يملك عناصر مفردات إقامته.
البيان الإماراتية في
03/09/2010 |