كشفت الفنانة المصرية لوسي أن المغنية الشهيرة شاكيرا تعلمت منها
الرقص عن طريق "السي ديهات" الخاصة بها، فيما انتقدت فتوى تحريم أموال
الراقصات، وعدم صلاحيتها في الأعمال الخيرية.
وفي الوقت الذي أشارت إلى أنها لجأت إلى الرقص وعمرها 11 عاما تحت
ظروف عائلية صعبة جدا، إلا أنها أكدت أنها لن تعتزل إلا عندما تجد نفسها
غير قادرة على العمل، فيما أكدت حرصها عل تعليم ابنها للقرآن واللغة
العربية.
وقالت لوسي –في مقابلة مع برنامج "الجريئة والمشاغبون" على قناة "نايل
سينما" مساء الثلاثاء 31 أغسطس/آب-: "أهلي ليس لديهم أي صلة بالفن أو
الرقص، ولقد اضطررت للعمل في الرقص في ظروف عائلية صعبة جدا بعد مرض والدي
وتعرض والدتي لشلل نصفي، ولم يكن لدينا عائل بسبب خلاف والديَّ مع أهلهما
بسبب زواجهما".
وأضافت "لقد نصحتني والدتي بعد شفائها بعدم العمل في الرقص، مشيرة إلى
أنها كانت ترقص في المدرسة، وأن مديرة المدرسة كانت تضربها عندما تري آثار
الكحل والمكياج في وجهها، لافتة إلى أنها لم تدخل امتحان الإعدادية لأنها
كانت تحيي قبله فرحا حتى الفجر، ولم تكمل تعليمها بعدها.
وأشارت الفنانة المصرية إلى أن النجمة الكولومبية شاكيرا تعلمت منها
الرقص عند طريق "السي دي"، حيث إنها أعطت عددا من "السي ديهات" الخاصة بها
إلى الطبَّال الذي يعمل مع شاكيرا، موضحة في الوقت نفسه أنها تعلِّم الرقص
في معاهد بأمريكا.
ورأت لوسي أن شاكيرا مجتهدة للغاية، وأنها طوَّرت من رقصها بصورة
كبيرة مؤخرا، مشيرة إلى أنها أخذت منها أكثر من حركة، أبرزها حركة الحوض،
والرعشة، واللفات الشرقية، وحركات اليدين.
نظرة المجتمع للراقصة
ورأت الراقصة المصرية أن الرقص الشرقي فن محترم وراقٍ وليس فيه إثارة؛
إنما جمل موسيقية متناسقة، مرجعة عدم احترام المجتمع العربي عامة -والمصري
خاصة- للراقصة إلى أن السينما المصرية قديما كانت تقدم الراقصة بصورة سيئة،
وقد ارتبطت هذه الصورة في الأذهان.
لكنها أوضحت أن هذه النظرة تغيرت مؤخرا بعد انتشار التعليم، وتفهم كل
الناس لعمل الراقصة.
وأعلنت لوسي أنها ستعتزل الرقص عندما تشعر أنها غير قادرة على الرقص
سواء نفسيا أو جسديا، لافتة إلى أنها ترقص حاليا ويوميا في "نايت كلوب" خاص
بزوجها، وأنها توازن بين عملها في الرقص والتمثيل.
راقصة إسرائيلية ودينا
ونفت الفنانة المصرية ما يتردد عن وجود صداقة بينها وبين راقصة
إسرائيلية، مشيرة إلى أنها تعرف راقصات يهوديات، ولكن لسن إسرائيليات؛ بحكم
أنها مؤمنة بالديانات الثلاث، فضلا عن أنها تدرِّس الرقص في أمريكا، ومن
بين طالباتها يهوديات كثيرات.
وشددت على أن الراقصات الأجنبيات هن أصل الرقص في مصر، خاصة أنهن كن
يقبلن بالرقص في هذا التوقيت، لافتة إلى أن الذين قاموا بتدريب الراقصات
القدامى -سامية جمال وسهير زكي وغيرهن- مدربون أجانب.
وأشارت إلى أنها دائما يطلقوا عليها "الراقصة الخارجة عن النص" لأنها
دائما ترقص بطرق مختلفة على نفس اللحن، موضحة أن تفاعل الجمهور مع رقصها هو
الذي يجعلها تبدع وتقدم أفضل مما لديها.
واعتبرت الفنانة المصرية أن الراقصة دينا هي راقصة مصر الأولى حاليا،
خاصة بعد اعتزال فيفي عبده، مشيرة إلى أنها تعتبر نفسها فنانة شاملة وليست
راقصة فقط.
وأوضحت لوسي أن علاقتها بدينا عادية، لكنهما لا يتفقان على شيء واحد
ولا يوجد بينهما كيمياء، بعكس علاقتها بالفنانة فيفي عبده، خاصةً أنها
تعرفها منذ بداية عملها في الرقص وبينهما علاقات قديمة.
خلِّتها خل خالص
كما نفت ما يتردد بأنها قدمت إغراء وإثارة في كليب أغنية "خلتها خل
خالص"، مشيرة إلى أنه قد يكون مزعجا من وجهة نظر البعض، ولكنها تراه شيئا
عاديا ومحترماً، وليس معني أنها ترتدي "جلابية بلدي مفتوحة" أنها تقدم
كليبا عاريا.
وانتقدت الفنانة المصرية فتوى تحريم أموال الراقصات وعدم صلاحيتها في
الأعمال الخيرية أو موائد الإفطار في شهر رمضان، مشيرة إلى أنها تؤدي
الزكاة وكل فروض دينها بغية وجه الله سبحانه وتعالى، وأنها تعتبر هذا الأمر
علاقة خاصة بينها وبين ربها.
وشددت لوسي على أنها تعيش الحياة بمبدأ لا إله إلا الله محمد رسول
الله، وأنها في أعمالها الخيرية تتعامل مع الله عز وجل وليس الفتاوى،
معتبرة أن تقبل أعمالها في يد الله سبحانه وتعالى وحده.
وأشارت إلى أنها قدمت كثيرا من الأعمال الخيرية سواء في مصر أو خارج
مصر، مشيرة إلى أنها رغم وجود والدتها في أمريكا، ودراسة ابنها هناك، إلا
أنها حريصة على تعليمه اللغة العربية والقرآن الكريم، فضلا عن فروض دينه
حيث إنه يصوم حاليا رغم أن سنه 13 عاما فقط.
وأكدت الفنانة المصرية أنها لم تجرِ أي عمليات تجميل حتى الآن، إلا
أنها أوضحت أنها أخذت حقن "بوتاكس"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها ستقوم
بالخضوع لعلميات تجميل عندما تحتاج هذا الأمر.
وأرجعت لوسي سبب تغير وجهها مؤخرا إلى مرضها الأخير والتي أخذت فيه "كورتزون"،
الأمر الذي أثر على شكلها، مشيرة إلى أنها عانت بشدة خلال مرضها لمدة خمسة
أشهر، وأنها تخاف من المرض مجددا.
الـ
MBC.NET في
01/09/2010
"كومبارس":
أحلام منكسرة ولحظات حب مبتورة
إسراء الردايدة
عمان - استطاع الممثل السوري بسام كوسا أن يكون متميزا ومنفردا في دوره
بفيلم" كومبارس" الذي عرض في الهيئة الملكية للأفلام في إطار عرض أفلام
سورية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سورية تكرم الفنان بسام كوسا.
الأدوار المختلفة التي تقمصها كوسا بتجسيده لدور "سالم" في الفيلم، كانت
ضمن شخصية واحدة تمحورت حول مونولوجات وحوارات بين حبيبته وبين ما يتخيله
هو مع نفسه.
الفيلم وهو من إخراج نبيل المالح في العام 1993 ومن بطولة الممثلة سمر سامي
التي تلعب دور "ندى" الأرملة، والفنانة ووفاء موصللي، يحكي قصة سالم الذي
يعمل في محطة للوقود، وفي الوقت نفسه يعمل ممثل كومبارس في المسرح الوطني،
حيث يسعى جاهدا ليحصل على دور يثبت جدارته ويبرز براعته في تقمص الأدوار،
ولكن لا أحد ينتبه إليه.
وفي الوقت نفسه يكون سالم على علاقة مع أرملة تقاربه في العمر وهي ندى التي
تعمل خياطة في أحد المصانع، إلا أن ظروفه المعيشية الصعبة، تجعل فرصة
تقابلهما صعبة، فهو فقير ولا يمتلك منزلا، بينما ندى أرملة تعيش مع عائلتها
وأخيها.
العاشقان غالبا ما يتجولا في الشوارع للتنزه، وسط خوف شديد من الالتقاء
بأحد يعرف ندى. ذلك الخوف من المحيط الخارجي يدفع سالم للعثور على مكان
يجتمع فيه معها، ويتفقان على الالتقاء في شقة صديقه عادل الثري في حارة
شعبية في دمشق القديمة.
وقبيل مغادرة صديقه عادل المنزل، يقرع الجرس رجل من الشرطة وهو محقق ويسأل
الاثنين عن هويتهما وماذا يفعلان وعلاقتهما بجارهما، هذا المشهد يثيرضيق
سالم ويوتره مبرزا شعوره بالخوف لأنه وقع قرب لحظة قدوم صديقته.
ويغادر صديقه عادل وتمر لحظات انتظار صديقته ندى وكأنها ساعات، فموعدهما
المحدد كان الساعة السادسة وتأخرها يسبب له توترا شديدا.
خيالاته كانت تدور في صور وتأتي وكأنها فلاش باك؛ مشاهد حميمية بأن نساء
يغازلنه تارة، وأخرى تخيلات حول ندى وشوقها له، وأخرى تبرز توقه للتقرب
منها، جميعها تترك ابتسامة على وجهه تعتز برجولته، كذلك مونولوجات يرددها
حول رجوليته من خلال تذمره من تأخرها بعبارة "انا رجل مو طرطور استناكي،
هادي العلاقة انتهت ياهانم".
وأخيرا تأتي صديقته ندى وتتواصل خيالات سالم حول مشاهد الإغراء حولها
وتقربه منها ولكن في الحقيقة تكون هي بعيدة المنال، بسبب خجلها وخوفها من
تواجدها.
خوف ندى يدفعها للتجول في الشقة منتقدة قذارتها وانتشار الغبار على سطح
أثاثها، وذلك في محاولة لتلهية سالم عن محاولاته من التقرب منها والتي تنجح
في نهاية الأمر من خلال إصرارها على ماتريد.
ولكن الواقع الذي يعيشانه يحرمهما من التمتع بلحظات حب قصيرة تتقطع بأحلام
اليقظة والشكوى من قصر الحال وصعوبة ظروف الحياة وعدم مواتاة الفرص لتحقيق
الأحلام.
ويحاول سالم إضفاء الشرعية على علاقتهما بإجراء عقد إيجاب وقبول، في محاولة
للتخفيف من توتر ندى وخوفها، وذلك بمنحها مؤخر صداق يساوي عشر ليرات سورية،
بصيغة قبول بين الطرفين ليصبحا زوجين.
وتستمر أحداث الفيلم من خلال التركيز على الحوار العميق بين الاثنين وحول
أدواره وتميز شخصيته، حيث تعتبره ندى فنانا حقيقيا وهو الشخص القادر على
التعبير عما يريده على خلاف الآخرين، ويقول الحقيقة بوصف جميل ويرى العالم
بشكل مختلف، ما يجعله شخصا مميزا بحق.
وبالرغم من أحداث الفيلم لا تخرج عن جدران الشقة الصغيرة، إلا أن جلبة تدور
في خارج الشقة من خلال مشهد اعتقال الجار الكفيف، ليتدخل سالم ويمنعه ويأخذ
نصيبه من الضرب والشتيمة والعنف.
الفيلم يقدم مشاهد مترابطة مع الواقع الذي يعكس الأحلام المنكسرة التي تعيش
داخل الأفراد غير القادرين على تحقيق أحلامهم برغم محاولاتهم الصعبة لكسر
هذا الحاجز، ولكن غالبا ما يعودون منكسرين للظلم والفقر والقهر.
وكان الممثل بسام كوسا نال عن فيلمه (الكومبارس) جائزة التمثيل من مهرجان
السينما العربية في باريس، ونال مخرجه نبيل المالح جائزتي أفضل سيناريو من
مهرجان فالنسيا وأفضل مخرج في مهرجان القاهرة السينمائي.
israa.alhamad@alghad.jo
الغد الأردنية في
01/09/2010
أفلام خالدة [18]
كابولا يعتمد على نص ماريو
بوزو
«العراب»
رحلة إلى العوالم السرية للمافيا
عبدالستار ناجي
يمثل فيلم «الأب
الروحي» أو «العراب» واحدة من التحف السينمائية الخالدة في عالم الفن
السابع، وذلك
لاعتبارات عدة، أولها تلك اللغة السينمائية العالية الخصوبة التي قدم بها
المخرج
الأميركي فرانسيس فورد كابولا العوالم السرية لعصابات المافيا
ذات الأصول الإيطالية
في اميركا، معتمداً على النص الروائي الجميل الذي كتبه ماريو بوزو، والذي
قدم كما
من الحكايات والعلاقات المصاغة بلغة روائية أسيرة، وعلى الصعيد الشخصي،
اعترف بأنني
شاهدت هذا العمل أكثر من عشر مرات، وفي كل مرة أصل إلى قناعة
أكيدة بأن هذا العمل
يختلف شكلاً ومضموناًَ عما سبقه من أعمال تتناول المافيا، بل ان الفيلم
يصيب
المشاهد بحالة من الأسر والسيطرة، فيجعل المشاهد يتفاعل (ايجابيا) مع تلك
الممارسات
التي يقوم بها افراد عائلة «كورليوني» المافيوية.
ونشير هنا الى أن الحديث
في هذه المحطة يظل مقتصراً على الجزء الأول من تلك السلسلة، التي راح
كابولا ليحقق
ثلاثة أجزاء منها، بل انه في الجزء الثاني حقق الاوسكار له على الصعيد
الشخصي،
كأفضل مخرج بعد أن فشل في أن يحققه في الجزء الأول الذي فاز
بحفنة أوسكارات بينها
أفضل فيلم وممثل إلا أنه لم يحقق حلم كابولا، الذي عاد في الجزء الثاني
ليكرر
التجربة ويحصدها.
فيلم «الأب الروحي» أو «العراب» يذهب بنا إلى قصة عائلة
«كورليوني»
وبالذات الى حيث عام 1945، ومن خلال تلك العائلة التي توصف بأنها إحدى
أقوى عائلات المافيا الايطالية في نيويورك، والتي تحظى بمكانة خاصة
والمتورطة
بأعمال اجرامية لا تعد ولا تحصى، ولكن يظل ما يميز تلك العائلة
القوة التي يتمتع
بها زعيم تلك العائلة دون فيتو كورليوني) والتي يجسدها في الفيلم النجم
الكبير
مارلون براندو، حيث ترتبط تلك الشخصية بعلاقات مع شخصيات سياسية مهمة منحته
نفوذاً،
زاد من سطوته وقوته ونفوذه ما جعله قبلة لجميع عائلات المافيا من أجل
حمايتهم
وتخليص قضاياهم المعلقة.. قوة ضاربة وعنف مطلق يجتاح نيويورك
كلما تعرضت مصالح تلك
الأسرة المافياوية إلى التهديد أو الاعتراض.
تبدأ أحداث الفيلم، في صيف عام 1945
حيث تجري الاستعدادات لاقامة حفل خطوبة ابنة ذلك الزعيم المافياوي (دون
فيتو
كورليوني - مارلون براندو) وهي كوني (تاليا شير - وهي بالمناسبة ابنة شقيق
المخرج
فرانسيس فورد كابولا) على كارول ريزي (جياني روسو). ويعرف والدها (دون
كورليوني)
بالعراب بالنسبة لجميع أفراد العائلة وأيضاً اصدقائهم وذلك لما يتمتع به من
مكانة
وهيمنة.
يقوم العراب بالتنسيق دائماً مع توم هاجن (روبرت دوفال) وهو محامي
العائلة، لأن العائلة أمام مكانة وقوة تخولها فرض الوصايا،
وحفل الخطوبة هذا بمنزلة
اللقاء لتجديد المبايعة وتأكيد المكانة وترسيخ السلطة والوصايا التي تتمتع
بها
العائلة. في الوقت ذاته، يشهد الحفل، عودة ابن العراب، مايكل (آل باتشينو)
من
الخدمة العسكرية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو يروي
لصديقته كي آدمز (ديان
كيتون) جوانب من حياة ومغامرات أسرته، وايضاً جرائم والده (دون كورليوني)
ويؤكد لها بأنه يختلف كلياً عن أسرته المافياوية.
حفل الافتتاح
وخلال
مشهديات الحفل الافتتاحي يتداعى كم من الشخصيات التي يمثل كل منها جانباً
من جوانب
تلك الأسرة، ومن بينهم المقرب جوني فونتاين (آل مارتينو) والذي
حضر من هوليوود
خصيصاً، من أجل الحصول على دعم دون كورليوني في الحصول على دور رئيس في عمل
سينمائي
يدعم مسيرته الفنية. ولكن جاك والتز (جوني مارلي) مدير الاستديو يرفض مثل
هذا
الأمر، لأنه لا يصلح للشخصية ولهذا يقوم دون كورليوني بارسال
محامية من أجل اصلاح
الأمر، إلا أنه يواجه برفض والتز مدير الاستديو، وحينما تفشل المفاوضات
يصبح والتز
في صباح اليوم التالي ليجد نفسه غارقاً في بركة من الدم، ليكتشف بأن
المافيا قد
قتلت حصانه المفضل الذي تبلغ قيمته (600) ألف دولار اسمه
(خرطوم).. إنه واحد من
الدروس التي يلقنها زعيم المافيا كورليوني الى الذين يرفضون أوامره.
وتبدأ
مواجهة أخرى، حينما يتم رفض طلب سالازو (آل لاتيري) بحمايته وأعماله في
تجارة
المخدرات لقاء مبلغ كبير من المال، ما يدخل العائلة في حروب مع
بقية العائلات، وهنا
يتدخل للمساعدة في انقاذ العائلة من الدمار الابن الاصغر للعائلة مايكل (آل
باتشينو) الذي كان يؤكد بأنه يختلف عن افراد عائلته والتي كان لا يريد ان
يتورط
بأعمال عائلته، ولكنه ينضم الى العائلة خصوصاً، بعد مقتل أخوه
سوني (جيمس كان)،
وتبدأ عملية ثأر عنيفة من العائلات الخرى في مشهديات مبتكرة من القتل
والجريمة
والتصفيات التي لا يمكن أن يقوم بها إلا عصابات المافيا، ويبدو أن الكاتب
الايطالي
ماريو بوزو ذهب بعيداً في معايشة ودراسة وتحليل تلك العصابات،
وتقديم جوانب من
مشوارها وهي جوانب لم يكن ليعرفها اي كان إلا من اقترب من العوالم السرية
منها.
وتتشعب مفردات القتل والتصفيات ليتحول
مايكل الى وحش كاسر، يصفي كل من يقف في
طريقه، من أجل الثأر لشقيقه وحماية عرش وسيطرة أسرته وايضاً
كلمة والده العراب
كورليوني الذي يدخل الى المستشفى وسط حراسة مشددة. وخلال تلك الرحلة، نشاهد
كما من
المغامرات التي يقوم بها مايكل، بالذات، ذلك المشهد الذي تم في احد المطاعم
الايطالية، حينما يلتقي مع أحد زعماء المافيا بحضور احد رجال
الشرطة، وقبلها يتم
تفتيش مايكل عن الاسلحة، ولكن لن يكون أحد مساعديه قد وضع السلاح في
الحمام، ليعود
من الحمام ويقوم بتصفية الجميع في مشهد من العنف الأرعن. وتتواصل مشهديات
العنف
المافياوي، الكل يصفي الكل.. وحينما يعود الأب من المستشفى إلى
المنزل ليكتشف مقتل
ابنه سوني وايضا بطولات ابنه مايكل.. وهنا يطلب الاب من زعماء بقية العوائل
والعصابات الاجتماع من أجل ايقاف النار التي حولت نيويورك الى مستنقع من
الدم
والجثث، ومن أجل حفظ اسم وسمعة العوائل الكبرى.
قتل الزوجة
ومن أجل
تهدئة الأوضاع يطلب من ابنه (مايكل) بالذهاب الى صقلية وهناك يرتبط مايكل
بعلاقة مع
أوبولينا (سيمونيتا ستيفانيلي) وهي ابنة صاحب احدالبارات
ليتزوج منها لاحقاً، ولكن
زوجته تقتل وهي تستقل السيارة الى منزلهما الآمن، وهنا يعود مايكل مجدداً
إلى جنونه
وثأره.. وهنا يقرر العودة الى اميركا وإلى صديقته السابقة (كي) تجسدها
(ديان كيتون)
خصوصاً بعد أن يعدها بأنه لن يعود الى عالم
الجريمة. حيث يقرر أن يغير نشاط العائلة
وينتقل الى نيفادا، ولكن عددا من افراد العائلة والمتعاونين
معهم يرفضون ذلك
الأمر.
وفي لاس فيغاس، نذهب من عوالم الجريمة والمخدرات في نيويورك الى
عوالم القمار وجميع مفردات الجريمة وأشكالها وأصنافها الجديدة.
وتعود قوة
وهيمنة مايكل.. خصوصاً بعد أن يلعلع الرصاص، وتتحول الشاشة الفضية الى
حمراء من
كثرة الدم والجريمة المنظمة التي تقودها تلك العائلة التي
تستبيح كل
شيء.
وقبلها نشاهد ذلك المشهد الذي لا يغيب عن الذاكرة، حيث يموت العراب وهو
يداعب احد اطفال العائلة، في واحد من المشهديات التي ترسخ حضور
وقيمة النجم الراحل
مارلون براندو كواحد من عباقرة فن التمثيل، ومن قبلها ايضاً عدد من
المشهديات التي
جسدها بأداء صوتي خاص، خصوصاً، بعد أن خضع لجراحة خاصة قام خلالها بتحريك
الفك الى
الأمام قليلاً لتصبح أسنان الفك السفلي أمام اسنان الفك العلوي
عكس ما هو دارج، ما
يعطي الوجه ملامح وجغرافية عن شكلها التقليدي على صعيد الملامح وايضاً
النطق.
وتمضي الأحداث وسط كم من الملحميات في عالم الجريمة والتي يسقط
أمامها الكثيرون، ويبقى مايكل عنيفاً دموياً في بقية أحداث هذا
الجزء وبقية
الأجزاء.. بل لعل المشهد الأخير من الجزء الأول يعطي دلالة لما ستمضي عليه
الأحداث
في بقية الأجزاء، حينما نشاهد كليمنرا (أحد أهم المساعدين) يقبل يد مايكل..
وكأنه
يرسخه عراباً جديداً لتلك العائلة والعصابة المافياوية
العريضة، حيث العراب.. يخلف
عراباً أكثر منه عنفاً.
في فيلم «العراب» رحلة إلى العوالم السرية للمافيا،
وكم من الحقائق التي اصبحت لاحقاً بمنزلة الدروس، حيث تتاجر المافيا بكل
شيء إلا
الاطفال.. وعدم التسلط على النساء، فهو عالم ذكوري بحت، والاستقواء على
النساء أو
الاطفال هو ضعف.. وجريمة، وهذا ما نلمسه في عدد من المشهديات،
حينما تتم تصفية عدد
من المقربين لأنهم اعتدوا على امرأة (شقيقة مايكل).
وفي الفيلم لغة
سينمائية، ومشهديات رسمت بعناية وأداء هو هي الحقيقة مباراة عالية المستوى
جمعت
أساتذة التمثيل (أغلبهم نجوم ستديو الممثل) ومن مارلون برانو
وآل باتشينو وروبرت
دوفال وجيمس كين وتاليا شير وديان كيتون وجون غزال وجياني روسو وفي الفيلم
عدد آخر
من الأسماء الكبيرة من بينهم الموسيقار الكبير كاميرون كابولا (عم المخرج
فرانسيس
فورد كابولا) والذي صاغ واحدة من أهم المعزوفات الموسيقية التي
ظلت تمتلك الخلود
الفني وهي الموسيقى التصويرية لفيلم «العراب» أوسكار أحسن موسيقى عام
1972.
فيلم عالي الجودة.. بل ان عددا من نقاد السينما العالمية يعتبرونه
افضل فيلم في تاريخ السينما العالمية، وذلك للقيمة الدرامية
التي يمثلها النص
الأدبي وايضاً السيناريو، والأداء الفريد والبارع لنجوم هوليوود، الذين
أدارهم
كابولا الذي صنع تحفة سينمائية ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، لأنها تخلد
الفن
الحقيقي للسينما، وايضاً تدرس وبتحليل عميق عصابات المافيا ذات
الأصول
الإيطالية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
01/09/2010 |