من الصعب اليوم، على من يريد قول شيء ما، بصدد السينما الإماراتية،
خاصة، أو
السينما الخليجية، عموماً، أن لا يتوقف عند التجربة السينمائية
المميزة التي حفرها
المخرج نواف الجناحي، بدأب وعناد وإصرار،
وبموهبة تجلَّت حتى اليوم عن مجموعة من
الأفلام القصيرة (هاجس 2002، على طريق
2003، أرواح 2004، مرايا الصمت 2006)، وفيلم
روائي طويل أول (الدائرة 2009)، وفيلم روائي طويل ثان، قيد الإنجاز («ظلّ
البحر»،
الذي من المُنتظر أن نراه عام 2011).
وإذا كان القدر قد حباه بأن يكون نجلاً
للفنان الراحل محمد الجناحي، على ما في هذا من ميزة كبرى لفتى خليجي، فإن
القدر،
مرة أخرى، لن يبخل على نواف الجناحي بحظوة أخرى، وذلك بميزة أن يكون ضمن
الرعيل
الأول للسينمائيين الإماراتيين الشباب، الذي انطلقوا مع مطلع العام 2000،
من خلال «مسابقة
أفلام من الإمارات»، ليشكلوا جميعاً، بقيادة رائدهم المبادر «مسعود أمر
الله آل علي»، جوقة سينمائية، سوف تملأ الخليج العربي ضجيجاً سينمائياً،
عما قليل،
قبل أن تمتد بآفاقها إلى العالم العربي، الذي ادهشه هذا النبت السينمائي،
الذي
انكشف عن حقيقة أنه لم يكن نبتاً شيطانياً، ولا مجرد نوازع مؤقتة لثلة من
شبان
باحثين عن الشهرة، أو راغبين برؤية صورهم على الشاشة!.. بل تبيّن أنها
مغامرة
إبداعية لمّت شتاتهم من بعد تفرّق، واستطاعت حفر مسارها عميقاً ووطيداً، في
دولة
الإمارات بداية، ومن ثم عموم الخليج العربي، تالياً، ولا يحدها أفق!..
وعلى الرغم من التشابهات التي وسمت البدايات،
إلا أن الاختلاف والتنوع والتعدد والغنى والتمايز، سرعان ما بدأ يظهر
ويتعمَّق، بين
هذا السينمائي وذاك، اتكاء على طبيعة اختلاف البشر، وتفاوت المواهب،
والمهارات،
والإمكانيات، والثقافات، والمرجعيات، والذائقات البصرية.. كما بسبب من
الاجتهاد،
والدراسة، وصقل الموهبة، وتطوير التجربة.. هذه التي كان لها أن تختلف بين
سينمائي
وآخر، كلٌّ وفق ظروفه الفردية، وطبيعة اهتماماته..
سيبرز المخرج نواف الجناحي،
منذ البدء، وسيتميز.. ومنذ أفلامه الأولى، بدا أنه يقدم طريقة أخرى في
التفكير
السينمائي، وفي الرؤية، والبناء!.. لن ينتقص هذا القول من تمايزات أخرى
قدمها
سينمائيون إمارتيون وخليجيون مبدعون. بل لعل من الحق القول إنه لو لم يكن
نواف
الجناحي وسط مجموعة قوية من المخرجين الشباب، ممن يقدمون طرقاً أخرى،
متميزة أيضاً،
في التفكير والرؤية والبناء.. لما استطاع، ربما، أن يقطع هذا الشوط الطويل،
خلال
سنوات معدودات، مؤثراً ومتأثراً، مفيداً ومستفيداً، من كل ممن حوله،
ومتعاوناً مع
غالبيتهم، كما سنرى في مجمل أفلامه.
وفي وقت يمكن للمرء أن يلتقط تأثيرات
السينما العربية والعالمية، هنا وهناك، في أفلام نواف الجناحي، إلا أن
الأهم في
الأمر، هو أنه بقي يحافظ دائماً على انتمائه الإماراتي والخليجي، حتى وهو
يخوض في
التجريب تارة، وفي التأمل تارة أخرى، في أفلامه القصيرة، أو حتى عندما يبني
قصة
تشويق بوليسية مضمخة برؤية فلسفية، في فيلمه الروائي الطويل الأول!..
لم يُقيَّض
لنا، حتى الآن، مشاهدة فيلم «هاجس»، الفيلم
الأول الذي حققه نواف الجناحي عام 2002،
ولكن أمكن لنا الوقوف على تجربته السينمائية التالية لهذا الفيلم، كاملةً،
فضلاً عن
اللقاءات المتعددة، العامة منها والشخصية، والحوارات والجلسات والأحاديث
الطويلة،
التي كانت تدفع بنا على الدوام للعودة، ومشاهدة أفلامه، مرة تلو أخرى، لعل
يمكن لنا
إعادة تنضيد الاستخلاصات والاستنتاجات التي تنبت لدن كل مشاهدة.
على طريق.. هل
كان بالإمكان؟!..
لا يمكن لمشاهد أن يمرّ عابراً بفيلم «على طريق»،
المُنجز عام 2003، دون توقف متأن. هنا ثمة أربع دقائق، فقط، مقتطفة من عمر
شاب في
مقتبل العمر، ولكنها ستغدو عمره كله. تلك المسافة التي يقطعها هذا الشاب لا
تختزل
عمره، فقط، بل تختزل أعمارنا، نحن!.. «هل نبذل فعلاً ما بوسعنا؟».. يلخص
المخرج
نواف الجناحي فيلمه، بهذه الجملة، لنكتشف أن الفيلم يفيض عن دقائقه
المعدودات،
بفلسفة مضمرة؛ قاسية على بساطتها، صادمة على سلاستها، ضاجّة على سكونها.
ينهض
الشاب (يؤديه نواف نفسه)، ويمضي على
الطريق: يمشي، يركض، وعندما يتوقف لاهثاً،
سنكتشف أنه توقف قبيل الوصول بقليل. هكذا تعمل «لو» عملها.. بل، هكذا،
ربما، نقصّر
عن الوصول إلى أهدافنا، ونعجز عن تحقيق أحلامنا، ونيل غاياتنا. هل هي
أقدارنا، تلك
التي تجعلنا نقف قبيل أمتار، أو لحظات، مما ينبغي، فنفلت ما يمكن أن يكون
بين
أيدينا، لو بذلنا المزيد القليل من الكثير الذي بذلنا؟..
يختار المخرج تصوير
فيلمه باللونين الأبيض والأسود. أحداثه
تدور في منطقة قفر. لا شيء سوى شارع لا
نتبين نهايته، وشاب يبدو وحيداً، قلقاً،
وربما غامضاً.. في مواجهة قدره. ترى: هل
يكون ذاك الخط المستقيم المرسوم على الطريق، إلا معادل الصراط المستقيم
الذي علينا
أن نعبره، حتى النهاية، فننجو؟.. وهل تلك النظرة اللائبة التي يرسلها إلى
السماء،
قبيل النهاية الفاجعة، سوى مناجاة القوة الكلية في الكون، لعلها تساعدنا،
فننجو؟..
وهل تلك النهاية التي ينهار الشاب قبيل الوصول إليها متعباً ولاهثاً، إلا
سقوط
البشرية جميعها في فخ التجربة، وخيبتها الفاجعة؟..
لا يفضّ الفيلم الغموض، ولا
يفكك الأسرار.. ولكنه يؤشر إليها.. لن نعرف من هو هذا الفتى، وليس من أين
أتى!..
ولكننا سنرى نهايته المثيرة للأسى، والحسرة، وستبقى في الحلق كلمة «لو»!..
الاشتغال على الفيلم بدا ماهراً. مقتصداً دون زيادة، أو ثرثرة.
والكاميرا تعرف متى تبتعد، ومتى تقترب.. من فضاء بعيد، تنهض في أفقه أشجار
نخيل
وأعناب، تهبط الكاميرا إلى طريق قفر، مرسوم، ومخطط، ومحدد.. بدايته قلق
وغموض،
ونهايته عجز وخيبة.. والفتى تعمر ملامحه نبرات من الغموض والقلق والحيرة..
كأنما هو
في امتحان يفيض عن مدى مدركاته، وإن كان لا يتجاوز قدراته.. أهذه هي علاقة
الإنسان
بقدره؟.. أهو القدر؟.. أم هي خيبة التجربة؟!..
أرواح
مولع نواف الجناحي
بالنهايات الدامية، فإذا كان الجوهري في
فيلمه «على طريق»، هي تلك العلاقة الملتبسة
والغامضة مع النهاية؛ نهاية الطريق، التي ترتفع عندها الراية، راية الحلم،
الهدف،
الأمل، التحقق والجدوى والمصير.. فإنه يرصد فيلمه القصير التالي؛ «أرواح»
المُنجز
عام 2004، للنهايات أيضاً: كلمة وطلقة، وتأتي النهاية.. لا شيء أكثر من
ذلك،
ظاهرياً. ولكن ماذا لو غصنا عميقاً، وراء خشبة المسرح تلك، منصة الاعتراف،
أو
البوح، أو القول، التي تتحول إلى منصة إعدام؟.. ما لو بحثنا عن هويات تلك
الشخصيات
التي تتوالى الظهور أمامنا، لتنطق كلمة، أو اثنتين، فقط، فتتردى صريعة؟..
ما معنى
هذه النهايات؟..
يفيض الأمر عن أن يكون مجرد امتحان، أو استجواب، ليغدو جملة من
العلامات الدالة على ما هو متوارٍ خلف ما نرى. الشاب الأول، يقول: «السلام
عليكم»،
فتأتيه الطلقة، ويتردى، بقوة فاجعة. الفتاة التالية، تقول: «مرحبا»، لتلاقي
المصير
نفسه. الرجل الثالث ينطق بكلمة «هالو»، فتسنح له الفرصة للبقاء، والجلوس
على الكرسي
الوحيد، متفاجئاً ومتسائلاً.. ربما ريثما يأتي القرار بشأنه.. الأخيرة هي
طفلة في
مقتبل العمر، لا تنطق بشيء، وآن تجلس على الكرسي ذاته، يدهمنا إظلام تام،
ويتردد في
مسامعنا صوت الطلقة.
هل يحذرنا المخرج نواف الجناحي مما ينتظرنا؟.. أخائف هو
علينا من محاولات، الاستجواب، أو الاستلاب، التي تترصدنا؟.. هل نحن بين
قدرين،
أحلاهما مرّ، ونهايتيهما موت، بالطلقة ذاتها؟.. هل نحن أمام النهاية
الدامية ذاتها،
مهما قلنا وفعلنا؟..
ربما يذهب البعض إلى حدّ اعتبار الفيلم تحذيراً من العولمة،
وما تحمله من غزو واستلاب وطغيان، يطيح بالهوية والوجود والمستقبل.. وربما
يتوقف
آخرون عند حافة التحذير من الانخلاع الجاري عن اللغة العربية، التي هي
تفصيل هام
جداً من تفاصيل الهوية، والتنبيه من مخاطر ما سيجري، إثر ذاك.. وينبئنا
بالتالي
الخوف على المستقبل الذي تترصده هذه التهديدات القاتلة!..
ومع هذا، فإن الفيلم
الذي بدا خطوة أخرى في مسيرة المخرج نواف
الجناحي، بقي معلقاً، مفتوحاً على
التأويلات جميعها. وإن بدا فيلم «على طريق»
محكم البنية، مغلقها، فإن فيلم «أرواح»
شاء أن يكون مفتوح البنية، يمكن أن تضيف إليها قدر ما تشاء من تنوع
الشخصيات، أو أن
تحذفها، إذ تقوم بنيته على تتابع مفتوح، لا نهائي!.. وربما لهذا السبب
سيستمر صوت
الطلقات يتردد في مسامعنا إلى ما لا نهاية. وسنرى لقطة ليست زائدة أبداً،
ترينا
المزيد من الأقدام المنتظرة، بخوف وقلق.. فما زال ثمة المزيد، ممن ينتظر
مصيره!..
مرايا
الصمت
مع فيلمه «مرايا الصمت»، المُنجز عام 2006، يمضي المخرج نواف
الجناحي، نحو واحدة من الحالات السينمائية الصافية، التي ستأخذ مكانتها في
السينما
الإماراتية، أولاً، والسينما الخليجية، تالياً، بل والسينما العربية،
أيضاً، بما
أُتيح لهذا الفيلم من مشاهدات واسعة، ومشاركات متعددة، في مهرجانات متخصصة،
ومستقلة، داخل الوطن العربي، وخارجه.. من جهة أولى. ومن جهة أخرى، بالطريقة
التي
شاء بها تناول موضوع، ليس جديداً على السينما أبداً؛ موضوع الوحدة
والاغتراب
والتيشؤ، في مجتمع صادٍّ لأفراده، دافعهم إلى القوقعة داخل الذات، منكفئين،
متوحدين، مستوحشين.. بشكل جعل من الفيلم حالة سينمائية خاصة، و«سينما
خالصة»، كما
قال السينمائي المصري العتيق صبحي شفيق. (راجع موقع المخرج).
لا أدري، إلى أي
مدىً يتحدث نواف الجناحي عن نفسه؛ عن تجربة
شخصية، أو عن إحساس يغمره الآن، أو
غمره، ذات وقت!.. ولكنه، في الأحوال كلها، يبدو متسقاً في انتقالاته
وهواجسه
ومغامرته السينمائية والفكرية، بدءاً من الخوض في شائك علاقة الإنسان
بقدره، في «على
الطريق»، إلى غموض علاقة الإنسان مع الآخر في «أرواح»، وصولاً إلى إشكالية
علاقته مع مجتمعه هنا؛ في فيلم «مرايا الصمت»، الذي يمكن الانتهاء إلى أنه
مرثية
سينمائية بديعة للفرد المنقطع عن عالمه، والعالم المنكفئ على نفسه، المنقطع
عن
أفراده!..
«مرايا الصمت»: فيلم روائي قصير؛ (مدته 16 دقيقة)، يمزج السينما
بالشعر، بالتشكيل، بالفوتوغرافيا، الممزوجة جميعها بالموسيقى
والمؤثرات الصوتية،
كما بالصمت، ليخلص إلى تلك الحالة
السينمائية التي جعلت منه فيلماً يحظى بشهرة لدى
المهتمين والمتابعين، وقدمت المخرج نواف الجناحي، في إطار أوسع، بصورة
لائقة؛
مخرجاً يتمتع بحساسية سينمائية رائقة، وروح مرهفة، كما ظهر هو نفسه في
الفيلم
ممثلاً بأداء متوازن، لا نغالي إن قلنا إنه يذكرنا بكبار في السينما
العربية
والعالمية، على السواء.
يأخذ فيلم «مرايا الصمت»، مساراً فنياً خاصاً، ليتحدث عن
شاب يعيش حالة صادمة من العزلة والغربة والوحدة، على الرغم من أنه فنان
مسرحي
ناجح!.. يستخدم الفيلم ثنائية النور والعتمة، الضوء والظل.. واللقطات ذات
الدلالة،
ليبني مقولته.. تناثرات مشهدية تمتلك منطقها الداخلي: عيون تتطلع بأمل ربما
إلى شيء
ما.. تنتظره، ولا يجيء.. هاتف، ولا من مجيب.. نداء، لا يصل إلى الآخر..
الشوارع خلت
من مارّتها، ومحت أثر الخطوات عن أرصفتها.. عواء الهواء في فراغ الطرق..
مدماك آخر
ينبني في جدار العزلة.. والفتى يبدو منقطعاً عمن حوله في مقهى مع فنجان
وحيد..
إطلالة من بعيد على عالم حافل بالصخب والازدحام، دون أن يقدر على خدش صمته
الداخلي.. نصل سكين لامع، لا ندري فيما يفكر.. هل بقطع قالب حلوى الميلاد،
أم..؟..
كأس نبيذ أعزل..
ملامح شمعية، تتشقق عن ابتسامة متهالكة.. وفي العرض المسرحي،
يعمد الفيلم إلى استخدام اللقطات الثابتة، كما البوسترات، أو الصور
الفوتوغرافية
المعبرة.. وعلى الرغم من التصفيق، والنجاح الجماهيري، ننتهي به جالساً على
رصيف
العزلة.
ربما يبدو، ومنذ البداية، ضرورة التنويه إلى أهمية التعاون، على مستوى
الموسيقى والمؤثرات الصوتية، مع الماهر «طه العجمي»، الذي أضفى
الشيء الكثير على
الفيلم، خاصة وأن شريط الصوت أتى متناغماً
ومنسجماً مع شريط الصورة (تصوير: خالد
المحمود، وإضاءة: أحمد حسن أحمد)، ومعززاً
له، خاصة وأن الفيلم يقوم على حالات
بصرية خالصة، تتولى مهمة التعبير، مع
افتقاد الكلام، وغياب الحوار، وبالاعتماد على
التحكم بالإداء التعبيري (بأداء نواف نفسه)، وبالتالي، فما كان للفيلم أن
ينجح لولا
هذا التناغم والانسجام والتكامل بين المستويين الصوتي والبصري، معاً، وفي
آن
واحد.
«مرايا الصمت»، فيلم ذروة لمخرج إماراتي شاب، ولمخرج خليجي
عربي، يطمح إلى
ما أوسع وأبعد وأعمق من مجرد سرد حكاية،
وقول قصة، وتقديم رؤية.. إنه حالة سينما
صافية، ليس من المغالاة القول إنها تنهض إلى الرقيّ، على الأقل من خلال
اتكائها على
لغة الصورة وقولها ودلالاتها، وقدرتها على التعبير عن أبرع الحالات
الإنسانية.
الجزيرة الوثائقية في
23/08/2010
قبل الإفطار طارق التلمساني:
رمضان مرتبط عندي بالفانوس الصفيح
كتبت : صفاء السيد
يشارك مدير التصوير والمخرج السينمائي والممثل طارق التلمساني... في
مسلسل
بالشمع الأحمر في اول عمل تليفزيوني له بعد رفضه لسنوات للدراما
التليفزيونية.
التقينا به وسألناه عن ذكرياته مع شهر رمضان والاختلاف الذي طرأ علي
مجتمعنا وعن
عملة لأول مرة في التليفزيون وقلة انتاجه كفنان.
·
في البداية حدثنا عن ذكرياتك مع
شهر
رمضان؟
** عندما اتذكر شهر رمضان اتذكر الفانوس الصفيح الذي كان يضاء
بالشمعة التي كانت تحرقنا عندما نمسكه... والمسحراتي الذي كان ينادي علي
اسمائنا
في حي العباسية في فترة الستينيات بالإضافة إلي روح التعاون بين الجيران,
خاصة
المسيحيين, فأنا اتذكر اننا كنا نتبادل الكحك في الاعياد,
وكان هناك أصدقاء لي
في المدرسة مسيحيون ويصومون معنا فكان هناك احترام للعادات والتقاليد,
·
وما هو وجه الاختلاف من وجهة
نظرك.
**
بالطبع شكل الفانوس... كذلك فإن المسحراتي اختفي إلا في أحياء قليلة,
كما
اختلفت العادات والتقاليد مثل الجفاء بين الجيران, والسبب الأزمة
الاقتصادية علي
عاهل الأسرة, وهناك اختلاف آخر هو أنني لا أصوم الآن بسبب المرض ومواعيد
الدواء.
·
وهل هناك عادات تحرص عليها إلي
الآن؟
** أحرص علي تناول الإفطار مع أبنائي عبير وتيمور عدة مرات في
شهر رمضان, وكذلك السهر مع الأصدقاء ولقائهم علي مائدتي الافطار أو
السحور.
·
تشارك في مسلسل بالشمع الأحمر
كمدير تصوير, وتلك هي المرة
الأولي... فما السر وراء ذلك؟
** منذ خمسة عشر عاما, وأنا أرفض العمل في
المسلسلات بسبب شروطي في التصوير بكاميرا واحدة مثل السينما
ومعظم المخرجين
والمنتجين كانوا يرفضون إلي أن عملت مع المخرج سمير سيف ويسرا.
·
لكن ذلك النظام في التصوير بدأ
في مصر منذ
سنوات؟
** منذ ما يقرب من أربع سنوات لكن رفضي كان بسبب عدم جودة
الأعمال.
·
تشارك بقلة في الأعمال
كممثل...
لماذا؟
** أعلم جيدا انني مقل فأنا لا امتهن التمثيل, بل هواية بجانب
التصوير والإخراج.. بالإضافة إلي أن الأعمال التي تعرض علي لا تضيف لي
شيئا,
فمادام أنا مطلوب ويدفعون لي آجرا, فلابد أن تكون الادوار
جيدة, ولا تقتصر علي
أدوار الشرف التي لا تتعدي المشهدين... والتمثيل جاء لي بالمصادفة في
فيلم كابوس
مع يسرا والمخرج محمد شبل, حيث كانا يحتاجان لممثل يؤدي مشهدين فوافقت من
باب
الهزار والتهريج.
·
وما الفرق بين السينما
والدراما التليفزيونية؟
** الموضوع والتكنيك وأسلوب العمل السينمائي
مختلف, وكذلك السرد الدرامي وإيقاع الفيلم أسرع, فمسلسل
بمثابة خمسة عشر
فيلما,
·
وهل تتعامل مع فريق عمل محدد في
أعمالك؟
ــ السيناريو والمخرج هما العامل الأساسي بالنسبة لي, وليس
المنتج أو الفنان ومن المخرجين الذين أفضل العمل معهم أسامة فوزي ــ علي
بدرخان ــ
سمير سيف ــ محمد خان ــ خيري بشارة.
وبالنسبة للشباب تعاملت مع المخرج محمود
كامل في فيلم ادرينالين... لكن لو وجدت مخرجا شابا ومعه
سيناريو لن يضيف لي أنصحه
بأن يتعامل مع أبناء جيله ليفهموا بعض ويعملون معا.
الأهرام المسائي في
24/08/2010
مرتضى منصور فى «الجريئة والمشاغبون»:
تمنيت حبس يوسف شاهين..
لأن العنف اللى فى الشارع دلوقتى سببه الأفلام
كتب
حنان شمردل
اعترف المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك سابقاً، بأنه مشاغب
بنسبة ٥٠٪، وأن المشاغبة ظاهرة صحية، لكنه يأخذ حقه بالقانون،
وقال منصور خلال استضافته فى برنامج «الجريئة والمشاغبون»، أمس الأول،
على قناة «نايل سينما»: «اللى بيسيب حقه وينام يبقى مكانه المقابر»، وتحدث
منصور لمقدمة البرنامج المخرجة إيناس الدغيدى عن عدد المرات التى سجن فيها،
فقال: «اتسجنت ٤ مرات، سنة ٧١ عام الضباب، وكانت أول مرة أقود فيها مظاهرة،
واتقبض على فى التحرير، واتسجنت شهر، دون علمى بتهمتى،
أما عام ٨٧، زعلت من البلد أوى، ولولا مكالمة من رئيس الجمهورية لكنت
مشيت من البلد تماماً، وكانت تهمتى انتقاد السيد رئيس الوزراء، على الرغم
من أنها دلوقتى بقت موضة والكل بينتقد كله، بس وقتها كان صعب، والقاضى عمل
مذكرة للسيد رئيس الجمهورية قال فيها: طلبوا منى أحكم لمرتضى منصور بالسجن
٣ سنوات ورفضت ففصلونى، والمرة الرابعة سنة ٩٧، والأخيرة سنة ٢٠٠٧ وكل مرة
كان ليها ظروفها».
وعن الحكم الذى حصل عليه بحبس المخرج الراحل يوسف شاهين قال: «تمنيت
تنفيذه، وياريت الحكم كان اتنفذ ماكُناش وصلنا للمرحلة اللى إحنا فيها دى
من الأفلام، لأن العنف اللى بيحصل فى الشارع ده بسبب الأفلام، وكل حاجة
بتحصل فى المجتمع».
هنا تحول الحوار ليتولى منصور دفة الحوار ويسأل إيناس الدغيدى عن
أعمالها: «انتى عاوزة تقولى إيه فى أفلامك؟» فردت: «واحد من أفلامى (عفواً
أيها القانون) كانت فكرته، ليه القانون بيدى الحق للرجل إنه لو ضبط خيانة
زوجته وقتلها تعتبر جنحة، ولكن إذا حدث العكس تعتبر جناية»، إلا أن منصور
اعتبر أنها قضية فاسدة، قائلاً: «القانون مش قانون سراير»، ردت الدغيدى: «ده
القانون معمول عشان السراير».
ردت الدغيدى: «المشاهد فى الأفلام تعبر عن الواقع والحقيقة، ودى ظواهر
جوه المجتمع، وللأسف إحنا مجتمع عاوز يعمل كل حاجة فى الخفى ولما نواجه، مش
عاوزنا نتكلم».
هدأ الحوار بين الاثنين ليتحدث منصور عن تجربته فى تقديم البرامج التى
لم تكتمل، حيث كان من المقرر أن يقدم برنامج باسم «ساعة مع مرتضى منصور»،
مؤكداً أنه طلب أعلى أجر كمذيع فى العالم العربى ٧٥ ألف جنيه فى الساعة،
لكنه تراجع كى لا يظن أحد أنه كيد فى أحمد شوبير بعد وقف برامجه.
واختتمت الحلقة سخونتها بالحديث عن الحجاب الذى قالت عنه الدغيدى:
«أنا مش عاوزة هذا النوع السائد من الحجاب، وأنا ضد الحجاب والخمار، ومش
بتليق عليا الطرحة، والمجتمع كله بيلبس الحجاب لسبب اقتصادى أو اجتماعى»،
فرد منصور: «ربنا يهديكى»، فقاطعته: «يهديك أنت أنا عملت حج و١٤ عمرة».
المصري اليوم في
24/08/2010 |