أيهما يقتل الآخر، تقتل الأحلامُ أصحابَها أم تقتل الأحلامَ أصحابُها.
بتلك العبارات يستهل الناقد السينمائي اللبناني والباحث في التاريخ الثقافي
إبراهيم العريس، آخر كتبه. العبارات أعلاه تذيل أولى صفحات كتابه «الصورة
الملتبسة - السينما في لبنان: مبدعوها وأفلامها « الذي يستعرض تاريخ
السينما في لبنان منذ بداياته حتى اليوم.
صدر الكتاب تحت عنوان «الصورة الملتبسة - السينما في لبنان: مبدعوها
وأفلامها»، وهو من إصدارات وزارة الثقافة اللبنانية بمناسبة الاحتفال
ببيروت عاصمة عالمية للكتاب العام 2010 . يؤرخ الكتاب لمسيرة السينما
اللبنانية منذ بداياتها في العشرينيات من القرن الماضي حتى اليوم. ويستعرض
المؤلف من خلال منهجيته المميزة وأسلوب رشيق في السرد السينمائي أهم
الأسماء والأعمال في تاريخ هذه السينما طارحاً عبر ذلك الكثير من الأسئلة
التي تتعلق كما يشير كاتبه بجذور السينما اللبنانية وهويتها وجمهورها
واختيارات مخرجيها وصولاً للهجة التي تنطق بها.
«الوسط» حاورت مؤلف الكتاب الناقد السينمائي إبراهيم العريس حول
إصداره هذا، حول هموم السينما اللبنانية، آلية الكتابة السينمائية لديه،
والصورة اللبنانية الملتبسة.
·
عنوان كتابك «الصورة الملتبسة»
يحمل دلالات كثيرة، أي صورة ملتبسة تلك التي تتحدث عنها، صورة تاريخ
السينما، أم الصورة السينمائية اللبنانية بكل ما تحمله من هوية سينمائية
أولاً ولبنانية ثانياً؟
- في الحقيقة عنوان الكتاب يعكس تماماً ما أريد أن أقوله فيه وهو أنه
إذا كانت صورة السينما اللبنانية ملتبسة بسبب ضياعها بين كونها سينما تصنع
في لبنان من قبل آخرين أو تصنع انطلاقاً من لبنان للآخرين أو تصنع للبنان
فإنما هذا يعكس صورة المجتمع اللبناني نفسه. هذا المجتمع ومنذ ما لا يقل عن
99 عاماً منذ تأسست الدولة اللبنانية وهو غير واضح المعالم وكأننا في لبنان
مجموعة من الهويات ومجموعة من التي تجد تعبيراتها الثقافية الخاصة لكل
منها. فما يقال عادة عن أن لبنان دولة متكاملة ودولة ذات هوية واضحة في
اعتقادي ليس صحيحاً على الإطلاق. نحن في لبنان مجموعة من المجتمعات ومجموعة
من الهويات ولست بهذا المعنى أقول إن هذا أمر سيئ بالنسبة لي، هو أمر جيد
شرط أن يستفاد منه وأن يتم العمل الثقافي والحضاري والسياسي انطلاقا منه،
لا أن نسكت عنه ونتركه مخبوءاً ونتصرف وكأن لبنان هوية واحدة. تاريخ
السينما اللبنانية يتعلق باختيارات المخرجين واختيارات الموضوعات واختيارات
ظروف التعبير وجميعها تعكس هذا الالتباس في الهوية أو بالأحرى الهويات
اللبنانية على مدى تاريخ لبنان الحديث.
·
تتحدث عن السينما في لبنان،
والسينما اللبنانية، بتنصيص ومن غير تنصيص، ما الفرق، هل هذه تصنيفات
لخصائص معينة، أم مراحل زمنية عاشتها السينما اللبنانية، وأي مرحلة تعيشها
سينما لبنان اليوم؟
- ما تقوليه هو بالضبط ما أقصده من أن السينما اللبنانية انتقلت من
مرحلة البدايات والمغامرات التي لم تكن تعكس الهوية اللبنانية أو المجتمع
اللبناني تماما إنما تعكس رغبات الرواد، الذين لم يكن عددهم يتجاوز ثلاثة
أو أربعة أشخاص، والذين حققوا أفلاماً هي أقرب لأفلام الهواة. بعد ذلك بدأت
مرحلة طويلة جداً تقسم إلى عدة مراحل، وهذه المرحلة كانت تصنع فيها أفلام
سينما في لبنان وخاصة عندما أمم جمال عبدالناصر السينما في مصر فهرب
الفنانون والممثلون والمخرجون والمنتجون والموزعون ورؤوس الأموال، هربوا
جميعاً إلى لبنان. كان ذلك منذ الستينيات من القرن العشرين حينما أتوا إلى
لبنان فحققوا أفلاماً ليست لها هوية على الإطلاق، حققت لغايات تجارية
وترفيهية بحتة وكانت أسوأ ما حققه المخرجون المصريون من أصحاب هذه الأفلام.
هذه الأفلام بالنسبة لي هي السينما في لبنان أي التي صنعت في لبنان
ولكن لا علاقة لها على الإطلاق لا بالمجتمع اللبناني ولا بالقضايا
اللبنانية ولا بالتعبير الفني لمبدعين لبنانيين سواءً كانوا ممثلين أو
مخرجين أو أي شيء من هذا القبيل. بعد ذلك ومع بدء الحرب الأهلية اللبنانية
ومجيء مجموعة من السينمائيين اللبنانيين الشبان من فرنسا وأوروبا بشكل عام.
هؤلاء أتوا من السياسة ومن الأدب ومن النضال الطلابي أيام ثورة 68 في فرنسا
ليحققوا في لبنان أفلامهم التي بدأت تأخذ اسماً حقيقياً وهو السينما
اللبنانية، بمعنى السينما التي تعبر عن المشكلات اللبنانية والقضايا
اللبنانية ودروب التعبير التي يعبر بها الفنانون السينمائيون اللبنانيون عن
أنفسهم. ليس ذلك وحسب، بل إن هذه السينما طالت أيضاً اهتمام السينمائي
اللبناني بما يتجاوز الحدود اللبنانية، بمعنى أن السينمائي اللبناني مثل
برهان علوية حين حقق فلمه الأول كفر قاسم العام 1973م، حققه انطلاقا من
لبنان وكان فيلما لبنانياً لكنه يتحدث عن القضية الفلسطينية، وقد صور وأنتج
في سورية.
بهذا المعنى أصبحت السينما اللبنانية تتجاوز حدود الهم اللبناني ولم
تعد سينما تأتي من الخارج لتصنع في لبنان ولا علاقة لها بالهم اللبناني أو
هم الفن البناني. وهكذا تحولت السينما من سينما في لبنان وهو القسم الأول
من تاريخ هذه السينما حتى يوم العاشر من أبريل/ نيسان حين عرض العرض الأول
لفلم مارون بغدادي «بيروت يا بيروت» العام 75 قبل الحرب الأهلية اللبنانية
بثلاثة أيام. هذا الفيلم هو أول تعبير سينمائي لبناني حقيقي لسينمائي
لبناني عن قضية لبنانية وعن رؤية هذا الفنان لوطنه. منذ ذلك الحين وحتى
الآن تتوالى الأفلام اللبنانية التي يحققها سينمائيون شبان من لبنان وتعبر
عن هموم هؤلاء الشبان وآرائهم وأفكارهم وجمالياتهم. هؤلاء يحققون أفلاماً
في مصر أو في المغرب أو في ظفار أو في أوروبا أو في أي مكان من العالم ولكن
دائماً ضمن هم لبناني بحت. من هنا صارت السينما بعد أن كانت سينما تصنع في
لبنان ولا علاقة لها بلبنان صارت سينما لبنانية تصنع في لبنان أو خارج
لبنان أو انطلاقا من لبنان إلى خارجه إنما هي سينما لبنانية سينما المؤلف
الفرد اللبناني.
·
نتحدث عن السينما اللبنانية بدون
تنصيص؟
- نعم أتحدث عن سينما الحرب إذا كنت قد أدركت السؤال، أتحدث عن
السينما التي رافقت بداية الحرب اللبنانية لأن الحرب اللبنانية وضعت لبنان
أمام هوياته المتعددة للمرة الأولى في تاريخه ولأن الدولة غابت في ذلك
الحين لم تعد النقابات قادرة على التصدي لمثل هذا البوح المقصود والصحيح
والحقيقي والذي تساهم عبره السينما في أن تطرح فعلاً القضية اللبنانية
وقضية الهوية الملتبسة اللبنانية.
·
يأخذنا هذا إلى المفارقة في
كتابك حين تذكر أن الحرب اللبنانية أدت إلى انبعاث السينما اللبنانية، هل
تعتقد أن ذلك يعود لأن الحرب هي ما أسست لتثبيت الهوية اللبنانية؟ هل تجد
أن ثبات الهوية ووضوحها، على الأقل في ذهن صناع الأفلام، شرط أساسي لتقديم
عمل سينمائي جيد أو لقيام صناعة سينمائية؟
- نعم لقد كانت الحرب مع بدايتها قطيعة ليس فقط في السينما اللبنانية،
بل في تاريخ لبنان كله بمعنى أننا للمرة الأولى بتنا نجابه هوياتنا ومن
الطبيعي أن ينعكس هذا على مخرجين سينمائيين معظمهم كانوا من اليسار الآتي
من أوروبا ومن المناضلين مع القضية الفلسطينية. هذه القطيعة التي أحدثتها
الحرب كان لابد أن تحدث قطيعة في المجتمع اللبناني وتكشفه وتعريه للمرة
الأولى وتجعله مضطراً لمناقشة قضاياه ولإعادة النظر فيها. كذلك جعلت هذه
القطيعة السينما اللبنانية مضطرة لمناقشة هويتها الخاصة كسينما وكسينما ذات
جماليات لبنانية وما إلى ذلك. هكذا كانت الحرب قطيعة أيضاً في السينما وفي
الفنون. مع هذه الحرب ولأول مرة شاهدنا مجموعة كبيرة من السينمائيين الشبان
اللبنانيين الآتين ليس من رحم الفنون والمسرح والكباريه والغناء والاستعراض
وإنما من رحم السياسة الخالصة. هذه السينما حتى ولو كانت فنية فهي سياسية
ولا تزال حتى اليوم مشبعة بالبعد السياسي لأن لبنان هو بلد سياسي بامتياز
وكل ما يتنفسه اللبناني سياسة. وبهذا فإن السينما التي تأتي منه سينما
سياسية حربية ولدت من رحم الحرب وهي مستمرة حتى الآن في تعاطيها مع الحرب
ومع الأسئلة الشائكة والصادمة والأساسية والمؤسسة التي أسفرت عن هذه الحرب
اللبنانية.
·
بعض الأفلام التي أدرجتها ضمن
قائمة المئة فيلم التي صنعت السينما اللبنانية، ليست ذات قيمة فنية كبيرة،
على أي أساس وضعت هذه القائمة؟
- في الحقيقة لكي لا يساء فهم هذا القسم من الكتاب لم أقل إنها أفضل
الأفلام، بل الأفلام التي صنعت حركة ما في تاريخ السينما اللبنانية بمعنى
أن فيلماً مثل «قطط شارع الحمراء» أو فيلم مثل حسناء وعمالقة، هذان فلمان
سخيفان فنياً وجمالياً وأسلوبياً ولكنهما حقق أموالاً طائلة وأدخلا لبنان
في الصناعة السينمائية ومن هنا جاءت اختياراتي. نحو 50 فيلما على هذه
القائمة هي بالفعل أفضل الأفلام في رأيي، لكن هناك 40-45 فيلماً ليست
أفلاماً جيدة، إنما لها قيمة تاريخية، حتى فيلما والدي مع مؤسسة السينما
اللبنانية، لا أعتبرهما فيلمين فنيين كبيرين ومهمين ولكني أرى أنهما
يستحقان مكاناً لأنهما كانا أول فيلمين حققهما سينمائي لبناني يحمل الهوية
اللبنانية.
·
تهدي كتابك إلى المخرج علي
العريس، وتكتب له إهداء تصفه فيه بصاحب الخطوة اللبنانية الأولى، لتوثق
بذلك حقيقة كونه أول مخرج سينمائي لبناني، في حين تجاهله آخرون ممن أرخوا
للسينما اللبنانية. هل يمكن اعتبار ذلك كنوع من تصحيح للصورة الملتبسة؟
- نعم لقد ساعدني وجود علي العريس والدي كونه من أصول مسلمة على أن
أوضح تماماً كيف ان اختيارات المخرجين الطائفية هي التي شعبت هذه الهوية
اللبنانية فهناك مخرجون مثل علي العريس أو محمد سلمان أتيا من مصر وأرادا
أن يصنعا أفلاماً مصرية اللغة والهوى والموضوعات، هي بالنسبة إليهما امتداد
للسينما المصرية أو محاولة لمنافستها. من جانب آخر فإن المخرجين المسيحيين
الذين بدأوا السينما حاولوا أن يقدموا موضوعات من الجبل اللبناني ومن
التراث المسيحي اللبناني.
أعتقد أن الطرفين فشلا تماماً وبقيت لهما قيمتهما التاريخية كونهما
حاولا كل على طريقته أن يحققا سينما لكنهما فشلا لأن لبنان لم يستطع في ذلك
الحين أن يقدم أفلاماً تعبر فعلاً عن الهوية اللبنانية ويجد لها أسواقاً
ومتفرجين، علماً أن الأفلام اللبنانية التي حققت بعد ذلك بنحو ثلث قرن مثل
أفلام مارون بغدادي والآخرين ظلت لها هويتها الطائفية والمناطقية حين بدأت
في تتخطى الخصوصيات الصغيرة واللهجات الصغيرة لتصبح ذات مواضيع شاملة
وإنسانية ما أوصلها ليس فقط إلى الخارج اللبناني أو المتفرج العربي إنما
أيضاً إلى المتفرج العالمي. وبصرف النظر عن الأفلام الأولى لوالدي ولغير
والدي هناك ما لا يقل عن ثلاثين فيلماً لبنانيين وجدت طريقها إلى أسواق
العالم ومهرجانات العالم وتعتبر إضافات حقيقية إلى السينما العربية الجديدة
وربما أيضاً السينما الأوروبية الجديدة.
نعم كتابي هو استعراض للصورة الملتبسة وأنا أحب أن أنظر إليه على أنه
مساهمة في الحديث عن تاريخ لبنان وتاريخها الطائفي الذي يجب أن نستوعبه
ونفهمه لكي نتجاوز هذا الاغتسال الذي سيظل مكبوتاً داخلنا طالما سكتنا عنه،
وسنظل نشكل مجموعة من المجتمعات. بالنسبة لي كتابي هو فيلم عن السينما
اللبنانية لكنه فيلم عن تاريخ لبنان أيضاً وأنا أنتمي إلى مدرسة فكرية
فرنسية تجد أن التاريخ الكبير يصنع من التواريخ الصغيرة. ليس هناك تاريخ
سياسة والقصور والمعارف بقدر ما هناك تاريخ الفنون وتاريخ التفاصيل الشعبية
الصغيرة وبهذا المعنى أنا أعتبر كتابي هذا جزءاً من التأريخ للبنان وليس
فقط من التأريخ لفن سينمائي في لبنان.
·
منهجية الكتاب مميزة جدا، قراءته
تبدو كمشاهدة مادة فيلمية، تسرد تاريخ السينما اللبنانية وكأنك تقوم بعمل
مونتاج لفيلم، حتى عناوين الفصول تمتلئ حساً درامياً، تبدو كأسماء أفلام أو
فصول من قصص. حدثنا عن هذه المنهجية
- هذا هو منهجي دائماً في الكتابة السينمائية لست أدري إذا كنت قد
شاهدتي كتابي عن يوسف شاهين الذي أصدرته في القاهرة قبل عام من الآن، فهو
أيضاً ليس كتاباً عن سينما شاهين بقدر ما هو كتاب عن تاريخ 50 عاماً من
الثورة المصرية ومن تاريخ مصر. أنا أعتبر دائماً أن السينما هي من الأمور
والتفاصيل التي تعبر جيداً عن تاريخ الشعوب وهذا هو منهجي في الكتابة
السينمائية وحتى حين أكتب نقداً عن أي فيلم سينمائي فهذا هو منهجي دائماً،
أنا دائماً أتعامل مع الفلم كجزء من الواقع الحي لتاريخ المبدع الذي حققه
وبالتالي للمجتمع الذي عبر عنه هذا المخرج.
الوسط البحرينية في
29/07/2010
«صور ملتبسة»... الواقع اللبناني بحرينياً
منصورة عبد الأمير
السؤال الملح الذي ظل يتردد في ذهني أثناء محاورتي للناقد السينمائي
إبراهيم العريس حول آخر كتبه «الصورة الملتبسة» والذي يتحدث عن تاريخ
السينما في لبنان، كان بعيداً عن لبنان والهم اللبناني لكنه كان مأخوذاً
بالصورة اللبنانية كما رسمها العريس وقدمها.
بحسب العريس، فإن حرب لبنان وضعت اللبنانيين في مواجهة صادمة مع
أنفسهم. جعلتهم جميعهم وقبل كل شيء، يقرون بحقيقة كون لبنان، هو في واقع
الأمر بلد هويات متعددة. هويات يتوجب علي الجميع الاعتراف بها وقبولها
للوصول ببلادهم لبر الأمان. هويات يجب ألا تُخفي وتطمس معالمها، بل أن يطلق
لها العنان لتعبر عن واقعها وطموحها وهمومها.
ذلك الوعي الجديد تُرجم في كل تفاصيل الحياة اللبنانية وصولاً للسينما
اللبنانية التي كانت تتعثر الخطى حتى اندلعت الحرب وتغيرت القناعات فتغيرت
كل الصور. أصبحت لبنان بلد الجميع، جميع الأعراق، جميع الطوائف، كل المذاهب
والأديان وكل الهويات.
انطلقت السينما اللبنانية، بُعثت، ولدت من جديد على أيدي هذه الهويات
مجتمعة. أبناء لبنان آمنوا أن من حق كل هوية أن تعبر عن ذاتها، أن تترجم
طموحاتها ليس واقعاً فحسب بل حتى صوراً سينمائية حالمة. كل الهويات تحركت
لتتحدث معبرة عن ذواتها سينمائياً.
لكل هوية إذاً حق في أن يكون لها دور في السرد السينمائي، ليس
بالضرورة موثقة لتاريخها أو لبطولاتها أو ما شابه، بل ربما مواجهة لنفسها،
ناقدة لذاتها، مترجمة طموحاتها وأحلامها، عارضة همومها، آخذة بيد أبنائها
نحو واقع أفضل.
أعود للسؤال الذي مازال يعيق تسلسل أفكاري، هل يمكن استعارة التجربة
اللبنانية لتشكيل واقعنا الثقافي الإعلامي والسينمائي؟ البحرين أيضاً بلد
هويات متعددة تحتاج لأن تنطلق وتعبر عن ذواتها وتناقش طموحاتها وتخبر
الهويات الأخرى عن واقعها.
ويتشعب سؤالي قليلا ليأخذني للفيلم البحريني «حنين» الذي يفترض عرضه
قريباً في دور السينما. أقول هل كان عدم الاعتراف بحق الهويات في سرد
واقعها هو الفخ والمطب الذي وقع فيه الفيلم؟ هل يمكن سرد تفاصيل تلك
الهويات من قبل طرف واحد؟ هل كان سرد واقع الهويات ذاك حالة إيجابية أم
سلبية؟
هل يمكن لوجهة النظر الرسمية التي بدا الفيلم ناطقاً بها أن تترجم
واقع طموحات هويات البحرين المتعددة وآمالها وأحلامها وهمومها وتطلعاتها
وتنقلها؟ صورة يفترض أن تكون موثقة ناقدة زاعمة لصدقية عالية.
هل يمكن ذلك؟ هل نستفيد من التجربة اللبنانية في جعل الصورة البحرينية
«غير ملتبسة»؟
الوسط البحرينية في
29/07/2010 |