أكثر من فيلم مراهقين
دخول الكاميرا غرفة شاب مراهق، في أول مشهد من الفيلم، لتصوير الفوضى
التي تعمها، وفي محاولة منها لتقريب الحالة النفسية والمتغيرات الجسمانية
الكبيرة التي تحدث في هذه السن، تكررت كثيرا في ما يسمى بـ«أفلام المدرسة
الثانوية». لكن لما اقتربت الكاميرا هذه المرة من تفاصيل غرفة نيك تويسب،
أدركنا اننا أمام شاب مختلف. فعلى جدران غرفته، وبدلا من صور الحسناوات،
علق صور المطرب فرانك سيناترا وعلى رفوفها وضع كتبا أدبية وأسطوانات قديمة.
على الفور ينتابك احساس بأن هذا الفتى، ربما وبسبب اهتماماته البعيدة عن
اهتمامات الآخرين المارين بـ«جنون المراهقة»، سيعاني من مشكلات عاطفية ومن
عزلة مؤذية. فالتفرد ليس سهلا، والعثور على شابة مثالية مثله تحب أفلام
المخرج الايطالي فيدريكو فيلليني وتقرأ الفرنسي البير كامو، أمر نادر في
هذه المرحلة القلقة .
ثورة مراهقة
مع منطقية تمركز حكاية فيلم «شباب في ثورة» حول المراهق تويسب، إلا أن
المخرج ميغيل ارتيتا، جعل منها مركزا آخر لرؤية بعض جوانب المجتمع
الأميركي. فالمراهق كان يعاني من تمزق عائلي، ومن والدين منفصلين يفكران
بمتعهما الشخصية أكثر مما يفكران به، وهذا ما جعله خجولا. كان تفكيره منصبا
على البحث عن فتاة تكسر عزلته، وكان يتردد كثيرا في اتخاذ خطوة في هذا
الاتجاه. وحين تعرف على شيني سانديس اضطر الى خلق شخصية وهمية في ذهنه،
مثلت الجانب الناقص فيه: الشاب المندفع والجريء والى حد ما السيئ ليكسب
ودها، بعدما وجد ان حضوره المهذب لا يجدي نفعا. هذه الاضافة أعطت الشريط
بعدا فانتازيا وكوميديا أسست لأسباب نجاحه كفيلم يتجاوز كثيرا هذه الفئة من
الأفلام ويقترب من النوعية الدرامية العميقة والممتعة في آن. والمزج بين
المشكلة الاجتماعية ونتاجها بطريقة متخيلة يسهل على المشاهد التفاعل معها
ويقبل بأكثر تعبيراتها غرائبية، ولهذا فإن جمع شخصيتين في آن واحد يترك
للمشاهد فرصة تلمس الصورة ونقيضها، الحال وما ينبغي أن يكون عليه، أو ما
يتمناه لبطله. عائلة تويسب تعاني من تمزقات الفئات المتدنية من الطبقة
الوسطى، والمتأرجحة بقلق بين بقائها في هذا الوسط أو الهبوط الى مستوى
الفقر، ويقابل هذا كله انتماء عائلة المراهقة شيني الثابت للطبقة مع تزمت
ديني، كان يضغط عليها بشدة، ولهذا كانت تفكر في الهروب من الجحيم المتشدد
الذي كان والداها يفرضانه عليها فرضا .
تعصب ديني
وقد تكون الملامسة لواقع التعصب الديني الأميركي من حسنات «شباب في
ثورة». فالمناطق المعزولة والبعيدة عن المدن الكبيرة، كثيرا ما تحمل في
داخلها هذه الروح المحافظة، وهذا ما لمسه المراهق بنفسه حين وصل مع والدته
وصديقها المحتال، الذي اضطر للهروب من مجموعة جنود بحارة باعهم سيارة غير
صالحة للسير الى هذه المنطقة من أميركا، وفيها تعرف على شيني «الممثلة
القادمة حديثا بورتيا دوبلدي». كان الاثنان في حاجة الى ثورة لتغيير
حالهما. وفي مثل هذه السن تكون الثورة في الخروج على المألوف وما يتبعه
الكبار من قوانين هي الوسيلة المتبعة. ولهذا كانت فكرة خلق شخصية متخيلة
كفرانتشوس ديلنجير، حلاً بديلا موفقا. فالشاب يتمتع بكل ما يحتاجه هو من
مشاكسة، في حين لجأت الفتاة، بدورها، الى خلق عالم متخيل من الرومانسية
والحلم للسفر والعيش في فرنسا. قربتهما الرومانسية الروائية الفرنسية
والغناء الأميركي. ومع كل ما جرى بعد تعارفهما من أحداث وانتقالات درامية
ممتعة وسريعة، ظل المخرج ميغيل ارتيتا، صاحب المسلسل الناجح «ستة أقدام
تحت» وفيلم «الفتاة الطيبة»، محافظا على التوازن فيما يقدمه من عوالم
مختلفة وبيئات ثقافية متناقضة داخل المجتمع الأميركي. ومشهد تنكر تويسب في
زي فتاة قدمت نفسها لوالديها كداعية دينية في الكنيسة يعبر بقوة عن الحالة.
فلمجرد حملها الصفة الدينية انفتح لها المجال واسعا لدخول البيت الذي كان
محرما على الشاب دخوله بسبب أفكاره التي اعتبرها والداها خروجا عن القيم
الأميركية الصحيحة. لقد تحولت هذه التناقضات الصارخة في المجتمع الى مادة
درامية ممتعة وعميقة في «شباب في ثورة». ولعب الممثل مايكل سيرا دوري تويسب
ونسخته المتخيلة فرانتشوس ديلنجير بشكل رائع ساعد في انجاز عمل صعب عن
المراهقة، وهكذا أثمر تعاونه مع المخرج ارتيتا فيلما جيدا شكل علامة فارقة
في أفلام الصيف الحالي .
الأسبوعية العراقية في
25/07/2010
يمثلون الملوك والاباطرة ولا يجدون ما يأكلونه
علي حمود الحسن
في
السينما يسموهم الكمبارس وفي المسرح النكرة والنكرات، انهم من يعطي لافلام
السينما
والتلفزيون الحياة، فهم يسيرون في الشوارع والحارات في المقاهي والجوامع،
في مشاهد
المعارك التاريخية والحربية ،عشاق مهوسون بالسينما يتلبسهم نجم
او نجمة يتبعون خطاه
او خطاها كمن تندههم نداهة،
يتقاضون اقل الاجور وهم يمثلون مليونيرا او امبراطورا، يأكلون ما
يسد رمقهم بافلاس، وامامهم اطباق هارون الرشيد الباذخة، يأملون
بفرصة تحدث انقلابا
في حياتهم، يتداولون قصصا عن زملاء مهنة، فتحت لهم ابواب السماء، بعد ان
كانوا
يقتعدون المقهى لايام وليالي بانتظار”الريجسير” وهو مندوب ستديو الانتاج
الذي يختار
الكمبارس، مقاهيهم مازالت تمتلئ بالحالمين ، بعضهم مازال يأمل بدور معتبر
وهو على
مشارف التسعين، مجترا ذكرياته عن رشدي اباضة الذي دخل مقهى “بعرة “ وسط
القاهرة
“بطرك
وسامته وجذوره الارستقراطية “، وكيف علمه اصول المهنة وخفاياها، لكن الدنيا
حظوظ فرشدي صار نجما وفتى الشاشة، وهوعلى ذات الكرسي يعلم اصول المهنة
لحالمين جدد وينتظر”الريجسير”عله( يعشمني) بدور صغير، ثمة مقهى في الصالحية
كان يعج بكمبارس لا
يختلفون كثيرا عن اقرانهم في مصر او هوليوود او ورزازات
المغربية، الهم واحد والحلم
واحد، حكى لي صديق –اثر ان لا اذكر اسمه- كيف اشتغل يوما كمبارسا مثل دور
احد
الجنود المقتولين في مسلسل تاريخي عراقي، وكان عليه ان يتمدد منبطحا وراسه
مدفون في
الرمل، بحيث لا يظهرمنه شيئا يدل على شخصه، كان اجره يومذاك دينارين،
وعندما ازف
موعد عرض المسلسل، اكتشف ان زوجته اخبرت اهلها والجيران، الذين
تجمعوا بشكل احتفالي
في بيته ليشاهدوا عبقريته الادائية التي طالما صدع ادمغتهم بعظمتها ، وبدلا
من ان
يروه يصول و يجول، وجدوه جثة هامدة بلا ملامح، وثمة طرائف لا تحصى عن
يوميات هؤلاء
الجنود المجهولين، فمثلا المطرب والممثل شفيق جلال الذي اشتهر
باغنية “امونة” قاده
حظه العاثر الى مخرج اختاره ليكون “ صبي عالمة” فلصق به الدور حتى خريف
عمره الى
الحد الذي جعله يتحرج امام اسرته كلما ظهر على الشاشة، لاسيما ان ابنيه
احدهم ضابط
كبير والاخر طبيب، ومعاناة الكومبارس في مدينة( ورزازات ) التي
تقع عند سفح جبال
الاطلس الكبير المركز الرئيس للاستوديوهات بالمغرب والتي يحلو للبعض
تسميتها (هوليوود المغرب)، حيث يستأجر كثير من
الكومبارس الذين يعيشون في مجتمعات معزولة
خلف جبال تيشكا انتظارا لأنباء عن تصوير فيلم جديد من انتاج
هوليوود مقابل أجور
زهيدة، لكي يظهروا في الافلام التي تصور في (ورزازات)، مثلما جاء في تقرير
لوكالة
رويترز، اذ ينتظر احد هؤلاء ان تأتيه الفرصة للحصول على دور جيد يمكن ان
يساعده في
بناء بيته الذي ابتدأ البناء فيه منذ ستينيات القرن الماضي ولم
يكمل حتى اليوم،
ولقد لخص الكاتب المسرحي المصري علي سالم في احدى مسرحياته مأساة الكومبارس
بفصاحة،
حينما تحدث عن كومبارس يحلم بادوار تأخذه الى ذرى النجوم، لكن المنتجين
آثروا الا
ان يمنحوه دور بواب، ولانه موهوب ومتمكن من ادواته اعتبر الدور
عتبة اولى في سلم
المجد والشهرة، فادى الدور وكأنه بواب اب عن جد، الى الحد الذي جعلت المخرج
يصفق
اعجابا وهو يصرخ “برافو ..دانت بواب بالفطرة “ لتستمر معه لعنة البواب الى
خريف
عمره، لكنه لم يحبط وظل ينتظر الدور المناسب الذي سيطلقه نجما
ساطعا، على الرغم من
نحول الجسد وتلاشي الشعر، وظهور التجاعيد، وتقوس الساقين، وتدهور البصر،
وفي يوم
بهيج جاءه الفرج، فثمة فيلم عن الفضاء والحكاية كلها صاروخ يخترق الفضاء،
انتفض
الرجل وعدل من هندامه، ومثلما صرخ سوريل بطل ستندال في روايته
التي لا تضاهى “الاحمروالاسود”
صرخته المدوية “الى السلاح “صرخ هو الاخر الى المجد فالدور فضائي،
وكم كانت دهشته حينما اخبره المخرج المساعد ستكون البواب
للمركبة الفضائية..!!
الصباح العراقية في
25/07/2010
بوليوود... هوليوود السينما الهندية
د. شفيق مهدي
”بوليوود“ مصطلح عامي غير رسمي، يستخدم على مستوى
شعبي، ليرمز الى صناعة الاشرطة السينمائية الناطقة باللغة الهندية، التي
وضعت
أساسها في مدينة ”مومباي“ الهندية، وغالبا ما يستعمل هذا
المصطلح على نحو خاطئ،
للأشرطة السينمائية الهندية كلها، لكنه في الحقيقة، يرمز الى جزء من صناعة
هذه
الاشرطة.
تعد ”بوليوود“ أكبر منتج للأشرطة السينمائية في الهند، وأحد اكبر
مراكز الانتاج السينمائي في العالم. وهذا الاسم منحوت من كلمتين: ”بومباي“،
وهو
الاسم السابق لـ”بومباي“، و”هوليوود“، مركز صناعة الاشرطة
السينمائية الاميركية.
ولابد لنا ان نذكر ان ”بوليوود“ ليست قائمة كوجود او مكان مادي، مثل
”هوليوود“.
اشتقاق الاسم
ظهر مصطلح ”بوليوود“ في سبعينيات القرن الماضي، عندما باغتت
الهند الولايات المتحدة الاميركية كأكبر منتج للأشرطة السينمائية. واستخدم
المصطلح
هذا أناس عديدون مختلفون، منهم الشاعر والمنتج والعالم ”أميت
خانا“، والصحفي ”بفيندا
كولاكو“.
استنبط اسم ”بوليوود“ من ”توليوود“ الذي كان يرمز الى سينما
البنغال الغربية، ولو عدنا الى سنة 1932م، سنرى ان ”توليوود“ هو اقدم
الاسماء التي
استلهمت من ”هوليوود“.
ويعزى الى صناعة الاشرطة السينمائية البنغالية التي اسست
في ”توليجينوج“، ويتناغم الاسم مع ”هوليوود“. وقد كانت مركز صناعة الافلام
الهندية
في ذلك الوقت. ونشأ الاسم ”بوليوود“ لاحقا، كمركز لصناعة
السينما التي نشأت في ”مومباي“،
التي اكتسحت صناعة السينما الهندية في ”توليجينوج“.
البداية
شهدت
سنة 1913، انتاج اول شريط رئيس صامت في الهند، وهو ”راجاهاريشجاندرا“
لـ”دادا صاحب
فيلك“، تبعه انتاج الكثير من الاشرطة السينمائية، لكن هبوطا كبيرا في
الانتاج حدث
في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي، بسبب الاوقات المضطربة العصيبة التي
مرت بها
الهند، بسبب الحرب العالمية الثانية، وحركة الاستقلال التي
ناضلت من اجلها للحصول
عليها، فضلا عن العنف الذي رافقته حركات الانقسام والانفصال.
وكان معظم مواضيع
الاشرطة السينمائية تلك، التي انتجتها ”بوليوود“، الهروب من الواقع،
بالاستغراق في
اللهو والخيال، وعلى نحو غير مرتبك. ولكن كان هناك كذلك عدد من المنتجين
وصناع
الافلام، عالجوا مواضيع اجتماعية حساسة، عنت بصراع الهند
وكفاحها من اجل نيل
استقلالها.
وشهدت سنة 1937 انتاج اول شريط هندي ملون، ناطق بالهندية، لـ”اردشير
ايراني“، وهو ”كيسان كاينا“، وهو صاحب الشريط السينمائي ”الام-ارا“، الذي
انتج في
سنة 1931، وأكسبه شهرة واسعة.
وعلى الرغم من ان الهند بدأت تنتج اشرطة ملونة،
الا ان هذه الاشرطة لم تشع الا اواخر خمسينيات القرن الماضي.
وفي هذا الوقت، شاعت
الموضوعات المسرفة في الحب والاغاني والقصص العاطفية المثيرة، وصارت
الانتاج الرئيس
في السينما الهندية.
العصر الذهبي
بعد ان استقلت الهند، عد النقاد فترة
اواخر الاربعينيات الى ستينيات القرن المنصرم، العصر الذهبي
للسينما الهندية، فقد
انتجت افلاما عدها المؤرخون بلا منازع، تصلح لكل الاوقات، منها (بياسا لـ
جورودت 1957،
كاجازكي بهول 1959، اوارا 1951 لـ راج كابور، وشري 420 (1955). وترمز هذه
الاشرطة الى مواضيع اجتماعية تعنى على نحو خاص بالطبقة العاملة في المدينة
الهندية.
وقد قدم ”اوارا“ المدينة ككابوس وحلم في
الوقت ذاته، بينما انتقد ”بياسا“ حياة
المدينة الزائفة.
وفي تلك السنوات، انتج عدد من اشهر الاشرطة السينمائية، ومن
ذلك شريط ”محبوب خان“ الشهير:”الهند الام عام 1957“ الذي نال شهرة كبيرة في
دور
العرض السينمائية العراقية، وعرض باسم ”ام الهند“، ولاتزال
احداثه عالقة في الخيال،
لا تريد ان تبارحه. وقد رشح لجائزة الاكاديمية كأفضل شريط سينمائي ناطق
باللغات
الاجنبية، وشريط ”موغال -اي- ازام“ (1960م) للمخرج ”ك. اصف اما شريط (ردو
انكهين
باراه هاث) (1957) للمخرج (ف.شانتارام“، فقد اعتقد الكثير من
النقاد ان الشريط
السينمائي الذي انتجته هوليوود ”الدزينة القذرة“ (1967م)، قد استوحي منه.
كما
شهدت تلك السنوات ظهور ممثلين ناجحين، منهم ”ديف اناند“ و”ديليب كومار“
و”راج
كابور“ و”جورو دت“. اما بالنسبة للممثلات، فبرزت اسماء ”نرجس“ و”مسينا
كوماري“
و”نوتان“ و”وحيدة رحمن“ و”مالاسينها“.
وفي الوقت الذي ازدهرت فيه الاشرطة
الهندية التجارية، فان خمسينيات القرن الماضي قد شهدت كذلك
بروز ظاهرة الاشرطة
الموازية لتلك الاشرطة، حركة اشار اليها مؤرخو السينما الهندية، وقد قادتها
على نحو
رئيس السينما البنغالية، وبدأت تشتهر في السينما الهندية كلها، ومن اشهرها
”ينجا
نجا“ (1946م) لـ”شيتان اهاندا“ و”اكران من الارض“ (1953م)
لـ”بيمال روبي“. فضلا عن
النجاح التجاري لهذه الاشرطة السينمائية فانها قد استطاعت ان تمهد الطريق
للواقعية
الجديدة وحقق بعض صناعها شهرة عالمية، منهم ”ماني كاول“ و”كومار شاهاني“،
و”كيتان
مهتا“ و”جوفيند نبهالاني“ وغيرهم.
وشهدت تلك السنوات فوز الشريط السينمائي
الواقعي الاجتماعي ”نيشا ناجار“ بالجائزة الكبرى في اول مهرجان
لـ”كان“، وراحت
الاشرطة السينمائية الذهبية تتسابق للفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان ”كان“
السينمائي في خمسينيات واوائل ستينيات
القرن المنصرم، وفاز بعضها بجوائز المهرجان
الكبرى. وحقق ”جو رو دت“ شهرة عالمية في هذا الشأن في
ثمانينيات القرن الماضي، ويعد
الآن واحدا من اشهر منتجي الاشرطة السينمائية الآسيويين على مر العصور،
جنبا الى
جنب مع المنتج الذي يفوقه شهرة الهندي البنغالي ”ستياجيت راي“ الذي عد عدد
من
اشرطته من بين اعظم الاشرطة على مر السنين، حتى ان مجلة ”تايم“
وضعت ”بياسا“ (1957)
من بين اعظم مئة شريط، كما حصلت اشرطة:”اوارا“ (1951) لـ”راج كابور“ و”بيجو
باورا“
لـ”فيجاي بهات“، المنتج في سنة (1952)
و”الهند الام“ (1957) لـ”محبوب خان“ و”موغات
-اي-
آزام“ (1960) لـ”كي آصف“ على المرتبة 346 في القائمة.
السينما الحديثة
شهدت اواخر ستينيات واوائل سبعينيات القرن العشرين موجة من الاشرطة
السينمائية
الرومانسية والحركة، كما شهدت سطوع ممثلين مثل ”راجيش خانا“ و”دار مندرا“،
وممثلات
مثل ”شارميلا طاغور“ و”ممتاز“ و”هيلين“. وفي اواسط السبعينيات، بدأت موجة
اشرطة
العصابات وقطاع الطرق ولمع اسم ”اميتاب باجان“ الذي اشتهر
بأدوار ”الشاب الغاضب“،
وركب هذه الموجة مع نجوم آخرين، منهم”ميثان جاكرا بورتي“ و”نيل
كابور“، الذي استمر
الى بداية التسعينيات. اما ممثلات هذه الفترة فمن ابرزهن ”هيما ماليني“ و”جايا
باجان“ و”رخا“.
وازدهرت شعبية ”بوليوود“ في العالم، مع بداية القرن الحادي
والعشرين وقد ادى هذا الى ان تتجه السينما الهندية الى انتاج اشرطة
سينمائية رفيعة
المستوى في النوعية والتصوير والحبكة المبتكرة، فضلا عن
استخدام التقنيات المتطورة
في المؤثرات الخاصة والرسوم المتحركة.. الخ.
ومن اشهر منتجي هذه الاشرطة شركة
”باش
راج“ و”دارما“، فقد دأبت الشركتان على الانتاج الحديث، وفتح ذلك الباب امام ”بوليوود“ للتسويق عبر البحار، وحققت بذلك
مبيعات كبيرة في سوق التذاكر في الهند
وفي خارجها، ونذكر من ذلك اشرطة مثل ”لاجان“ (2001) و”ديغادس“
(2002) و”كال هو نا
هو“ (2003م) و”فيرزارا“ (2004) و”رانج دي باسانتي“ (2007) و”راب ني باتا دي
جودي“ (2003)
و”الحمقى الثلاثة“ (2009)، وقد قدمت هذه الاشرطة اسماء جديدة لممثلين منهم
”هريتيك
روشان“ و”ابهشيك باجان“، وممثلات مثل ”ايشواريارامي“ و”بريتي زينا“ و”كارين
كابور“ حفيدة النجم والمخرج والمنتج الشهير”راج كابور“.
وقد حاز بعض هذه
الافلام على جوائز عديدة منها ”جائزة المشاهدين“ التي حصل عليها
شريط”لاجان“ في
مهرجان”لوكارنو“ ورشح كأفضل شريط سينمائي باللغة الاجنبية في مهرجان جائزة
الاكاديمية الرابع والسبعين.
ان ما دفعنا لترجمة واعداد هذا الموضوع مشاهدتنا
قناة ”زي“ الهندية، التي تعلن عن نفسها دائما بـ”بوليوود بالعربية“، التي
بدأت تبث
في السنة الماضية، واستوقفني الاسم ”بوليوود“، فكان البحث عنه،
وكان هذا الموضوع.
الصباح العراقية في
25/07/2010 |