من بين الأقلام التافهة ونصف التافهة يطل علينا فيلم
»الكبار« بطولة الممثل الشاب عمرو سعد الذي سبق ان قدمه خالد يوسف في فيلمي
»حين ميسرة« و»دكان شحاتة«، وزينه، وخالد الصاوي ومحمود عبدالمغني وضيفة
الشرف عبلة كامل.
الفيلم من إخراج الشاب محمد العدل في أول عمل له..
وهو أحد افراد أسرة العدل التي تعمل كلها بالانتاج والتمثيل.. وتورث
ابنائها السينما منذ نعومة أظافرهم..
تخرج محمد العدل من معهد السينما ووجد
امامه الطريق مفروشا بالورود دون أن يمر بالمهنة كمساعد مخرج مثل زملائه..
اما السيناريو فهو للكاب الكبير بشير الديك الذي يعود للسينما بعد ١١عاما
.. وبهذا يلتقي جيلين جيل الشباب وجيل الكبار..
فهل نجحت التجربة؟
الفيلم يعتبر من الأفلام السياسية الاجتماعية التي تقدم سلبيات
المجتمع.
هذه النوعية من الأفلامه التي بدأت الرقابة تترك لها مساحة
كبيرة لامتصاص غضب الناس والتنفيس عنهم.
وهو يلقي الضوء علي من يطلق عليهم الكبار المسنودين من ذوي النفوذ وبعض
رجال السلطة.. ويتمتعون بصلاحيات غير متاحة لغيرهم من الصغار.
كما يتناول سلبيات، بعض رجال الشرطة..
وبعض القضاه المرتشين الذين نقرأ عنهم في الصحف كل يوم..
ونواب القروض الذين هربوا خلسة إلي الخارج
دون محاكمة والذين يتسببون في قتل ألف شخص واكثر ويهربون إلي الخارج
ويناموا قريري العينين دون محاكم او تحقيق دون احساس بالذنب..
وحتي اذا تقدموا للمحاكم »يطلعون كالشعرة من العجين«.
وقد شاهدنا هذه النوعية من الأفلام في
»سواق الأتوبيس«
و»إحنا بتوع الأتوبيس«
و»الطوفان« و»كلام الليل« وغيرهم.
> > >
كمال الخربوطلي وكيل النيابة الشاب
»عمرو سعد« اختار هذه الوظيفة للدفاع عن الصغار من الفقراء والمظلومين..
فيخسر أول قضاياه..
ففي المشاهد الأولي نراه يستيقظ مبكراً
علي صوت التليفون يخبره صديقه الضابط »محمد
عبدالمغني« ان الشاب البريء سيعدم اليوم ..
حيث تتحرك الكاميرا بسرعة تلاحق وكيل النيابة الذي
يحاول أن يصل قبل تنفيذ الإعدام بجريمة قتل شابة بآلة حادة بيده اليمني..
بينما يتذكر كمال انه وقع علي المحضر بيده اليسري..
وبأسلوب الفلاش باك نري ماحدث ونسمع صوته..
صوت الضمير وهو يقول
»لقد ارتكبت خطأ جسيما كان سببا في الحكم عليه بالإعدام. وحين يصل يتم
الإعدام قبل ان يقول كلمته.
يستقيل الخربوطلي من وظيفته كوكيل نيابة ليصبح حراً
يستطيع ان يفعل ما لاتفعله الوظيفة بسبب سطوة الكبار والصمود والرغبة في
العدالة لكنه يخسر قضاياه..
أما القاضي سامي العدل الذي اخذ رشوة وحكم عليه..
فهو يضرب نفسه بالنار..
ولانعرف من اين احضر مسدسا ليقتل نفسه بهذه السرعة..
وكأن هذه المشهد أدخل عنوه ليثبت ان ضميره استيقظ..
مشهد لو حذف لكان أفضل.
ويلتقي »كمال«
برجل الأعمال خالد الصاوي الذي يطلقون عليه »الحاج«
والذي يعرض عليه العمل في شركته..
كما يقول انه موهوب،
ولا أعرف كيف يتغير كمال صاحب المبادئ والمثل بهذه السرعة ضاربا بهما عرض
الحائط.. ويدور صراعاً بين الأصالة المتمثلة في صديقه الضابط عبدالمغني
وامه عبلة كامل -التي مثلت مشهدين يحسبان لها-
و»زينه«
شقيقة الشاب الذي أعدم وبين كمال..
يكتشف الخربوطلي ان »الحاج«
زعيم أكبر عصابة مخدرات في مصر ويبلغ عن رسالة
»حشيش« قادمة من الخارج والمفروض ضبطها..
ولكن حين تفتح الحقيبة لايجدوا الحشيش
ولكنهم يجدون فيها ملابس نسائية.
وينتهي الفيلم بانتصار الفساد علي القانون والطغيان حيث الشهود يغيرون
اقوالهم..
والمحاضر تتغير..
وفي حفل كبير يقيمه الحاج يصعد المنصة لينضم وكيل النيابة الذي انقذه من
الفقر .. فماذا يفعل المظلوم الذي يصاب بالنهر والعبودية ولاتستطيع العدالة
ان تنصفه وتعيد له حقه.. وانه يضطر بنفسه للانتقام!
> > >
طبعاً
أهم عنصر من عناصر الفيلم هو القصة والسيناريو
ويتناولها العدل بحماس الشباب ويقدمها الديك بحنكة جيل الكبار..
وبذلك تنجح التجربة في التقاء الجيلين في عمل ناجح.
رغم بعض السقطات والترهل..
ويجسد الفيلم الفوارق الكبيرة في معيشة الكبار الذي يسكنون القصور
ويركبون العربات الفارهة..
وبين مساكن الفقراء التي تجسد العشوائيات..
لأول مرة أري في السينما مثل رجل الاعمال هذا المهرج المضحك..
الفاسد الشرير..
فمن الصعوبة تحقيق ذلك ولكن خالد الصاوي قدم الدور بحرفية
كبيرة لم نرها من قبل.
-
أما زينه فقد قدمت دورها بواقعية شديدة..
فهي بعد تنفيذ الإعدام في شقيقها تحاول ان تجد مهنة تنفق منها علي الأسرة..
ولم تجد سوي العمل في ملهي ليلي..
لكن »كمال«
ينقذها من تنفيذ ذلك..
لانها في قرارة نفسها لاتريد ان تمتهن هذه المهنة.
وقد عبرت ملابسها عن حالة الأسرة في البداية..
وعن ملابس
فتيات الليل.
-
عمرو سعد..
او كمال الخربوطلي وكيل النيابة..
لم يستطع ان يقف امام »الغول«
خالد الصاوي.
وضاعت منه بعض المشاهد بسبب الترهل..
وعدم القدرة مع مواجهة ممثل بارع مثل خالد
الصاوي.
عزيزي المخرج الشاب محمد العدل.
مبروك نجاحك في أول عمل لك..
وحاول ان تنقي اعمالك النابعة من نفسك بعيداً عن أي مؤثرات خارجية..
وبهذا يكون لك اسلوبك الخاص في التجديد والابتكار.
-
بشير الديك الكاتب الكبير
تعرف جيداً ان الكتابة للسينما التي تركتها منذ
١١ عاما وتوجهت إلي التليفزيون تختلف تماما..
فالسينما تعبر بالصورة والإيقاع السريع
وقلة الحوار بعكس التليفزيون ارجو منك مراعاة ذلك لكي لاتقع في بحر الترهل.
أخبار النجوم المصرية في
22/07/2010
ايام زمان
المنيا نبع الفن وزهره المدائن٢
بقلم:موفق بيومي
وتبقي المنيا أحب
البلاد إلي لولا أن »لقمة العيش«
اخرجتني منها.
ماكنت خرجت.
غادر علي بيومي ڤيلا أم كلثوم المطلة علي نيل الزمالك وقد إتخذ قراره
بعدم التعامل مع »ثومة«
ووأد تلك العلاقة التي كانت في طريقها إلي النمو إعتراضا منه علي مزاح أم
كلثوم ومناداتها له بقولها »إيه السلطنة دي ياواد
يا علي«
قاصدة إظهار الاعجاب ليحرم المنيا بذلك من
أن تغني الست كلمات أحد أبنائها وبالرغم من ذلك تبقي المنيا صاحبة واحدة من
أكبر قوائم النجوم الإقليمية إن لم تكن صاحبة أكبر هذه القوائم علي الاطلاق
كما تبقي صاحبة كم لاينتهي من القصص والأحداث المرتبطة بالسينما المصرية
وتاريخها.
نجوم الفن »المنياوية«
والأحداث السينمائية التي كانت المنيا شاهدا عليها عنوانان للعديد من
الموضوعات التي تستقي منها »أيام زمان«
مادتها في هذه الحلقة ومايليها من حلقات.
> > >
»مغاغة«..
اسم لفرع من إحدي القبائل العربية استقر ابناؤه في
أقصي الشمال من المحافظة واعطوا اسمهم للقرية التي
اسسوها بجوار ترعة الابراهيمية والتي سرعان ما تضخمت وتحولت إلي مدينة في
أعقاب إنشاء محطة سكك حديدية بجوارها لخدمة أعمال »فاوريقة السكر«
المملوكة للدائرة السنية هناك وكان ذلك في الربع الاخير من القرن التاسع
عشر.
وباستثناء عواصم المديريات فقد عرفت المدينة
دور السينما في وقت مبكر إلي حد ما إذ يرجع تاريخ أول دار سينما بها إلي
عام ٦٢٩١ أسسه - كالعادة -بعض اليونانيين قريبا من محطة القطار قبل أن تغلق
ابوابها عام ٢٣٩١ ليؤسس بعض المصريين فيما بعد دار أخري يتيمة متواضعة المستوي.
وقد انجبت المدينة العديد من النجوم لعل اشهرهم من الجيل القديم المونولجست
والممثلة خفيفة الظل ثريا حلمي وشقيقتها-
الاقل شهرة
- ليلي ومن الجيل الحديث نشير الي المطرب الشعبي حكيم.
غير بعيد من المدينة تقع عزبة الكيلو التي تحولت الآن إلي أحد احيائها
وهي موطن المفكر والاديب والوزير الكاتب الشهير الدكتور طه حسين الذي تحولت
العديد من كتاباته إلي أعمال
درامية وسينمائية مثل الايام التي حملت نفس الاسم
كعمل تليفزيوني قام ببطولته الراحل أحمد زكي
في حين قام ببطولة الفيلم الذي حمل
اسم »قاهرالظلام« الفنان القدير محمود ياسين.
»
دعاء الكروان«
من إخراج بركات وبطولة فاتن حمامة وأحمد
مظهر وزهرة العلا وأمينة رزق كان أحد أعمال طه حسين التي جرت احداثها في
محافظة المنيا
عن قصة واقعية وتحديدا بين مركزي مغاغة الذي استضاف جانبا من
الاحداث ومركز العدوة المجاور له من الناحية الغربية حيث جرت أحداث القصة
في قرية
»بني وركان« التي استحدث اسمها أيضا من إحدي القبائل العربية وان كان أهله
يخجلون منه كما ذكر عميد الأدب العربي في مقدمة العمل.
إحدي قري
مركز العدوة أيضا كانت طرفا في أحداث قصة الحب الخالدة والعمل السينمائي
الجميل »حسن ونعيمة« الذي شهد ميلاد النجمة الراحلة سعاد حسني عام
٨٥٩١
حيث كانت قرية »بني واللمس« هي بلدة حسن المغنواتي الذي أحب
نعيمة ابنة قرية
»منشأة اليوسفي«
أو المنشية كما يسميها أهالي مركز بني مزار الذي تنتمي إليه
القريةوقد بدأت القصة
في ثلاثينيات القرن الماضي حتي سجلها مكتشف
المواهب وأحد رواد الفن الشعبي المرحوم عبدالرحمن الخميسي في قصة لم يضف
إلي أحداثها الحقيقية الكثير سرعان ماتحولت إلي ذلك الفيلم الشهير.
من قرية »صندفا الفار«
التي تتبعها منشأة اليوسفي يطل علينا اسم ووجه الرائد الراحل علي أحمد
بيومي الذي سبق الاشارة اليه ومن نفس القرية نكتشف أسم الموسيقي والملحن
العبقري عبدالعظيم محمد ويبدو أن الريف المثري رائع الجمال -
بإعتبار ماكان-
في مركز بني مزار
كان هو السبب في وجود عدد كبير من الكتاب والموسيقيين حيث
ينتمي ضابط الجيش والموسيقار الكبير أحمد شفيق أبوعوف إلي قرية نزلة الدليل
المجاورة للمدينة وهو والد الفنان الشامل عزت أبوعوف وشقيقاته الفنانات
الاربع أما فناني الجيل
الحديث من مركز بني مزار فنشير إلي الفنان الكوميدي هاني رمزي
وعلي ذكر الكوميديا فلا يفوتنا أن نتنقل الي المركز الصغير المجاور وهومركز
مطاي الذي أنجب الفنان الراحل منجم الضحك الرائق علاء ولي الدين والذي كان
والده صديقا للفنان عادل إمام وعمل معه في العديد من الاعمال لعل اشهرها
دور
»حضرة الصول« في مسرحية »شاهد ماشافش حاجة«.
مازال في حوزة المنيا الكثير والكثير من الأسماء والأحداث والمفاجأت
التي نطالع بعضها في حلقاتنا المقبلة.
أخبار النجوم المصرية في
22/07/2010 |