شعور غريب انتابني وأنا أجلس في قاعة عرض سينمائي، علي بعد ثلاث
قارات من مصر، في قلب مدينة ساوباولو في البرازيل في أمريكا اللاتينية، وسط
جمهور
لا أعرف لغته ولا يعرف لغتي، نتحدث عبر لغة وسيطة هي
الإنجليزية، حول السينما
المصرية، تاريخها وعلاماتها وأحوالها المتقلبة، وحولنا أفيشات وصور من
الأفلام
المعروضة ضمن أسبوع لكلاسيكيات السينما المصرية.. قام بتنظيمه معهد
الدراسات
العربية التابع لجامعة «ساوباولو» وضمن إطار مهرجان «صور من
الشرق الأوسط» الذي
يقيمه المعهد كل عام.
وراء هذا الأسبوع أسماء وقصة من المهم ذكرها، ولكنني لاأزال أجلس
في قاعة سينما «سينسيسك»، وهي الشيء الوحيد الذي يبدو مألوفا بالنسبة لي،
لأن قاعات
السينما هي نفسها في كل مكان.. أستمع إلي كلمات التقديم العديدة باللغة
البرتغالية،
وكلمة القنصل المصري في البرازيل السيدة أماني العتر
بالإنجليزية، ثم يدور «برومو»
المهرجان فأسمع صوت أم كلثوم في أغنية «أنت عمري» تشدو: «رجعوني عينيك
لأيامي اللي
راحوا»... يبدأ أحد الأفلام المشاركة في الأسبوع: «المومياء» وتغرق القاعة
في الصمت
والظلام، وتبدأ حياة جديدة للفيلم الذي يتحدث عن الفن الذي يعطي صانعه
القدرة علي
البعث والحياة عبر العصور، ويصبح الفيلم هو رسول التواصل بين
ثقافتين ولغتين وشعبين
من الواضح أنهما متحابان ومتقاربان حتي لو كانا لا يدركان ذلك بعد!
سوف
يضيع المقال في وصف المكان والحدث والناس الذين ساهموا في صنعه وأسماء
الأفلام
المشاركة، ولكن كل ذلك لايقاس باللحظة التي تطفأ فيها الأنوار وتتوقف
الحركة
والأصوات لتبدأ حياة الأفلام، وتنشأ العلاقات بين الفيلم
والمشاهدين في القاعة.
من كثرة مشاهدة الأفلام والتردد علي دور العرض ينسي المرء هذا الشعور
ويخبو
السحر الذي تشعه الأفلام حتي يتحول إلي نوع من الضجر، لكن من حين إلي آخر
تأتي
مناسبة تذكر المرء بقيمة وتأثير الفن السينمائي، والفنون بشكل عام، كما حدث
معي في
قاعة «سينسيسك» في قلب مدينة «ساوباولو» في البرازيل.
بدأت فكرة تنظيم
أسبوع للسينما المصرية في مدينة ساوباولو أثناء زيارة قامت بها رئيسة
مهرجان «صور
من الشرق الأوسط» أرلين كليمشا إلي القاهرة التقت فيها بالمنتجة الشابة
دينا أبو
زيد التي اقترحت عليها الفكرة وقامتا بعرضها علي الأستاذ حسام
نصار رئيس العلاقات
الخارجية بوزارة الثقافة الذي رحب بالفكرة وأبدي استعداد وزارة الثقافة
للتعاون
بإرسال نسخ الأفلام والمواد الصحفية والإعلامية المصاحبة لها.. وتم اختيار
تسعة
أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية هي «المومياء» لشادي
عبدالسلام، «الأرض» ليوسف
شاهين، «الزوجة الثانية» لصلاح أبوسيف، «دعاء الكروان» لهنري بركات،
«يوميات نائب
في الأرياف» لتوفيق صالح، «البوسطجي» و«شيء من الخوف» لحسين كمال، و«الطوق
والأسورة» لخيري بشارة.
العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة سارعت بإرسال نسخ 35
مم من الأفلام، بينما سارع فريق عمل
المهرجان في «ساوباولو» بطباعة كاتلوج أنيق
وبوسترات وملصقات وصور عديدة، والدعاية في الصحف، ومن الطريف
أن تري عدد الجهات
الداعمة التي شاركت، ولو بجزء بسيط، في هذا المشروع.
علي رأس هذه الجهات
دار العرض السينمائي التي استضافت الأسبوع، وهي كما عرفت تابعة لمؤسسة
اقتصادية
خاصة، وليست تابعة للدولة بأي وسيلة. هذه المؤسسة الخاصة لديها عدد كبير من
دور
العرض والمسارح والأماكن الثقافية عبر ولاية ساوباولو ...ومعهد
الثقافة العربية في
ساوباولو، ومركز الدراسات العربية بجامعة ساوباولو، والسينماتيك البرازيلي،
ووزارة
الخارجية ممثلة في جهود القنصل المصري السيدة أماني العتر، التي كان
لجهودها
وحضورها أثر كبير في إنجاح المهرجان.. وجدير بالذكر أن أرلين
كليمشا ومارسيا
كامارجوس منظمتا المهرجان قد قامتا بتأسيس منظمة بعنوان «الدفاع عن الحق
الفلسطيني»
هدفها كما عنوانها هو التوعية بالقضية
الفلسطينية والدفاع عنها في مواجهة الجماعات
الصهيونية، وعلي الهامش فقد أقيم بجانب البرنامج المصري عدة
عروض لأفلام تدور عن
القضية الفلسطينية خلال نفس الفترة.
مدينة ساوباولو هي أهم مدينة في
الولاية التي تحمل نفس الاسم، وهي أهم مدن البرازيل وواحدة من
أهم مدن امريكا
اللاتينية كلها من ناحية القوة الاقتصادية والعددية. هي مدينة عصرية بكل
معني
الكلمة، مثل نيويورك أو لندن أو طوكيو. هبطت في مطارها في الخامسة فجرا،
وأخبرني
سائق التاكسي الذي سيقلني إلي الفندق أنني تأخرت بعض الشيء لأن
زحام الطريق بدأ،
حيث ينهض الملايين من الذين يسكنون علي أطراف المدينة مبكرا للحاق
بأعمالهم،
وبالفعل كانت الشوارع مليئة بالسيارات...علي الساعة السابعة تكون المدينة
في قمة
ازدحامها، ولكن رغم كل الزحام هناك نظام دقيق في المرور وحركة
السيارات، ورغم
ملايين السيارات المتراصة في الشوارع من النادر أن تسمع صوت «كلاكس» أو
صراخ أو
شتائم، كما أن الجميع يلتزم بالحارات المرورية ولا ينحرف عنها، وبالتالي
تنساب حركة
المرور رغم بطئها، ويكاد يتلاشي الضغط العصبي الذي تسببه الفوضي والمشاحنات
علي
الطريق.
كل هذا الزحام يختفي تماما، وبقدرة قادر، في الأوقات التي تلعب
فيها البرازيل إحدي مباريات كأس العالم لكرة القدم...وقد حضرت هناك مباريات
البرازيل أمام البرتغال ثم أمام شيلي التي فازت فيها البرازيل
«0 - 3» ولحسن الحظ
أنني عدت للقاهرة قبل هزيمتها أمام هولندا.
المهم أن اختيار تنظيم هذا
الأسبوع، أو الأسبوعين - من 25 يونيو إلي 11 يوليو - كان
محفوفا بالمخاطر بسبب كأس
العالم، ولكن المنظمين اضطروا لذلك بسبب ازدحام جدول دار العرض، ومع ذلك،
حسب رأي
من سألتهم، لم يتأثر الحضور كثيرا إلا في أوقات مباريات البرازيل.
وبالنسبة
للحضور هناك ملحوظة مؤسفة لا بد من ذكرها: سواء في ساوباولو أو باريس أو
روتردام أو
غيرها من الأماكن التي يقام فيها مهرجانات للسينما العربية، وهي أماكن بها
جاليات
عربية كبيرة جدا، سوف تفاجأ بأن معظم الحضور هم من أهل
المدينة، الفرنسيون أو
الهولنديون أو البرازيليون، بينما الحضور العربي قليل جدا. وقد أوقفتني
سيدة من أصل
مصري كانت تتابع الأفلام واشتكت لي مر الشكوي من غياب المصريين والعرب
المقيمين في
ساوباولو عن المهرجان، في الوقت الذي تمتلئ فيه القاعات بأبناء
أي جالية يقام لها
مهرجان أو أسبوع، حتي لو كان أبناء هذه الجالية قليلين جدا، علي عكس
الجالية
العربية!
معظم الحضور، إذن، كانوا من البرازيليين المهتمين بالتعرف علي
الثقافات الأخري، بجانب عدد من النقاد
والصحفيين...وبالإضافة إلي عرض الأفلام تم
تنظيم محاضرة عن تاريخ السينما المصرية قمت بإلقائها، ومن أجل هذه المحاضرة
تمت
دعوتي لحضور المهرجان.
هذا الشعور بالدهشة، وأنا أجلس لأتكلم عن تاريخ
السينما في مصر، عن محمد بيومي وعزيزة أمير وطلعت حرب، وعن
محمد عبد الوهاب وأم
كلثوم وليلي مراد، وعن صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وشادي عبد السلام...وصولا
إلي محمد
هنيدي ومروان حامد...أمام جمهور غريب بعضه يسمع هذه الأسماء لأول
مرة...سرعان ما
تلاشي أمام اهتمام الحضور وأسئلتهم وأمام المقارنات والتشابهات التي فرضت
نفسها بين
السينما في مصر ومثيلتها في البرازيل.
شخصيا فوجئت من حجم التشابهات عندما
انتهزت فرصة وجودي في ساوباولو لأعرف بعض الأشياء عن السينما
البرازيلية وأري بعض
أفلامها القديمة والحديثة.
ولدهشتي وجدت في دور العرض فيلما بعنوان «كانكاس
الذي يصرخ من الماء» عن رواية الأديب البرازيلي الشهير جورجي أمادو، أحد
مؤسسي تيار
الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية، وهي الرواية التي
اقتبس منها الأديب
المصري مصطفي ذكري سيناريو فيلمه «جنة الشياطين» الذي أخرجه أسامة فوزي منذ
عشر
سنوات.
فوجئت أيضا من حقيقة أن السينما البرازيلية قدمت أفضل أفلامها، أو
بالتحديد أفضل مخرجيها من ناحية الوعي الفني والسياسي، في نهاية الستينيات،
ومعظم
هذه الأفلام كانت تتناول حياة الفلاحين والطبقة العاملة
والفقراء من منطلق اشتراكي
يساري...ومن النظرة الأولي للأفلام التي تم اختيارها للمهرجان باعتبارها من
كلاسيكيات السينما المصرية يمكن أن نلاحظ أن سبعة منها تم إنجازه في نهاية
الستينيات من قبل مخرجين ملتزمين سياسيا وكلها تدور عن حياة
الفلاحين والفقراء.
وبالرغم من أنني لم أكن مرتاحا كثيرا للبرنامج الذي اختارته وزارة الثقافة
لأن
الأفلام كلها من فترة تاريخية واحدة وكلها عن الفلاحين، باستثناء «غزل
البنات»،
فإنني وجدت أن الأفلام قريبة من روح وعالم الجمهور البرازيلي
الذي مر بتاريخ يتشابه
كثيرا مع التاريخ المصري الحديث، من استعمار واستقلال واعتماد علي الزراعة
وديكتاتورية عسكرية ومحاولة الخروج إلي الديمقراطية ...إلخ.
الشعور
بالغرابة تحول بعد ساعات من مشاركتي في أسبوع كلاسيكيات السينما المصرية في
ساوباولو إلي شعور بالألفة والحميمية والقرابة بين الشعوب.. هذه المشاعر
التي لا
يفجرها سوي الفن والأدب والثقافة.. لمن يعلم.
صباح الخير المصرية في
20/07/2010
أحمد مكي: السقا وسعد مش زعلانين مني
كتب
محمد
عبدالرحمن
في أسبوع واحد وقبل أن تنتهي مباريات كأس العالم حقق النجم الشاب
أحمد مكي أكثر من خمسة ملايين جنيه من خلال فيلمه الجديد «لا تراجع ولا
استسلام»..
القبضة الدامية»، وهو الفيلم الذي أثارت إعلاناته جدلا كبيرا بين الجمهور
والنقاد
بعدما ظن البعض أنه يكرر قصة فيلم «كتكوت» لكن بمجرد عرض الفيلم أقبل
الجمهور عليه
واحتفي به الكثيرون ماعدا «أحمد مكي» نفسه بسبب وجوده في
البلاتوه لتصوير أولي
بطولاته التليفزيونية المطلقة مسلسل «الكبير قوي»، «صباح الخير» التقت
بأحمد مكي
الذي فتح باب الحوارات الصحفية لكن بعد العاشرة مساء والذي فسر الطريقة
التي اختار
بها فيلمه الجديد وتكلم عن شائعة غضب النجوم منه وسبب تعاونه
الدائم مع المخرج أحمد
الجندي وحكاية السيدة التي أقنعته بدخول سباق رمضان.
·
تخوض مغامرة جديدة من خلال «لا
تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية» الأمر الذي يجعلنا نسأل عن طريقة
اختيارك لقصة
كل فيلم جديد عاما بعد الآخر؟
-
المغامرة هي أساس تقديم شيء جديد للجمهور،
فمن البداية رفضت اللعب علي المضمون ولهذا تخلصت من شخصية «دبور» سريعا
لأنه يجب أن
أفاجئ الجمهور بشخصيات جديدة كل مرة، فهذا الأمر هو الذي
يجعلني أحب التمثيل وهو
التجديد واختبار قدراتي مع كل شخصية جديدة، بالتالي أرفض الاستسهال واللعب
علي
المضمون، وفي «اتش دبور» كانت المغامرة بسيطة بعض الشيء، لأن الشخصية كانت
ناجحة
ومجربة من قبل وقدمت فيلما عن شاب من عائلة ثرية يواجه أزمة
كبري، أما فيلم «طير
إنت» فكان مقتبسا من فيلمين قدما في هوليوود من قبل، وكانت المغامرة فيه
أكبر لأن
الجمهور لم يجرب مشاهدة الفانتازيا كثيرا في السينما العربية، رغم ذلك
أعتبر أن
فيلمي الأخير فيه القدر الأكبر من المغامرة لأنه لأول مرة أقدم
شخصية شعبية ويظل
كذلك حتي مع تغيير شكله من أجل تنفيذ المهمة، ورغم أن الهدف الأساسي من
الفيلم كان ''البارودي'' أي إعادة تقديم بعض المشاهد في
الأفلام المصرية بصورة كوميدية، إلا أن
الجمهور الذي لم يشاهد الأفلام التي سخر منها «لا تراجع ولا
استسلام» فإنه سيتابع
قصة درامية متماسكة من وجهة نظري.
·
لكن هناك من اتهم الفيلم
بالسخرية من السينما
المصرية؟
-
صراحة وضعنا هذا الاتهام أمامنا عند صناعة الفيلم،
وكان يهمنا أن نسخر من الكليشيهات المتكررة في الأفلام المصرية ولهذا قال
ماجد
الكدواني الجملة التي ظهرت في الإعلان وهي أن قصة الفيلم رآها
الجمهور 300 مرة من
قبل، ودعني أكون أكثر صراحة وأقول لك إننا تجنبنا السخرية من الأفلام
المصرية لأننا
نعلم أن صناعها يريدون تقديم الأفضل دائما لكن الظروف لا تساعدهم بعكس ما
يحدث في
هوليوود، فأفلام «البارودي» هناك تصنع من أجل إظهار ثغرات
أفلام شهيرة تنال إعجاب
الجمهور الذي يحب أيضا الأفلام التي تسخر من نفس الأفلام التي تعجبه، لهذا
تعمدت في
الإعلان أن يظهر الفيلم وكأنه تقليد لفيلم «كتكوت» لأنه للأسف مازال لدينا
من يحكم
قبل المشاهدة وأردت أن أقول لهولاء: انتظروا حتي عرض الفيلم
الذي نجحنا من خلاله في
رصد كل المشاهد المحفوظة والمكررة في الأفلام المصرية علي مدي سنوات طويلة.
·
لكن هذا الأمر قد يثير غضب نجم
كمحمد سعد، خصوصا أنك أيضا سخرت من
فيلم «إبراهيم الأبيض» في «طير إنت»؟
-
لا أعتقد أن هناك أحدا من
النجوم سيغضب مني لأنهم فنانون محترفون ويعرفون ما هو
«البارودي» ولولا حب الجمهور
لهم ما أعجبوا بفيلمي لأن الجمهور يجب أن يكون قد شاهد أفلامهم حتي يفهم
الرسالة
التي نريد توصيلها، وبالنسبة لأحمد السقا هو صديق عزيز وأعجبته جملة «ده مش
بيموت
زي إبراهيم الأبيض» في فيلم «طير إنت» لأنه تعليق علي مشاهد العنف في
الفيلم التي
كانت يهرب فيها البطل بحياته وهو يفهم معناها جيداً، كما أن
نجيب الريحاني قدم تيمة
الشبيه مرتين رغم أنه لم يقدم أكثر من 10 أفلام.
·
تتعاون مع المخرج
أحمد الجندي في الفيلم الثالث علي التوالي لكنك تغير السيناريست في كل
فيلم؟
-
الجندي صديق ومخرج موهوب ويرتفع مستواه الفني من فيلم
لآخر، أما السيناريست فيجب أن يكون مقتنعا بالفكرة التي سأقدمها أو يقنعني
بالفكرة
التي يريد هو تقديمها، وبعد كل فيلم أبدأ رحلة البحث عن أفكار
جديدة وأقابل
الكثيرين من أجل الوصول والاستقرار للفكرة التي تناسب هذا العام.
·
وكيف جاءت فكرة الاستعانة بفتي
النينجا؟
-
لأنه
من أكثر الكليشيهات تكرارا في الأفلام الأجنبية والعربية، رجل النينجا الذي
لا
يموت، ويظهر في المشهد الأخير بعدما ينساه الجمهور، وبالطبع كان لابد أن
يبحث عن
أشيائه دون أن يقول ما هي طوال الفيلم لأنه لو كشف عنها لانتهي
وجوده الدرامي
والكوميدي علي حد سواء.
·
تكرار التعاون مع «دنيا سمير
غانم» و«ماجد
الكداوني» هل يعني رغبتك في ثبات التشكيل بلغة كرة القدم؟
-
كل
فيلم له ظروفه، والدور ينادي صاحبه كما يقولون، والمشهد الذي تتكلم فيه
دنيا
باللهجة المغربية لا أعتقد أن هناك من يستطيع تقديمه غيرها، وهي من
الممثلات
القليلات اللائي يذاكرن أدوارهن جيداً، والكدواني ممثل محترف
وقوي وأكون سعيداً
بالوقوف أمامه لأنني أحب التعامل مع الممثل القوي فنيا، لأنه للأسف هناك
البعض من
يأتي إلي موقع التصوير لترديد الكلام الذي في السيناريو فقط لا غير.
·
وكيف جاءت مشاركة الفنانة دلال
عبد العزيز في شخصية ميار؟
-
بحكم وجود دنيا في الفيلم وثقتها في السينما التي نقدمها عرفت
مضمون
الفيلم من فترة وعندما اقترحنا عليها تقديم شخصية الأم وافقت علي الفور
لأنها من
الجيل الذي يدرك أهمية الظهور المؤثر وبالفعل كانت مشاهدي معها من أفضل
مشاهد
الفيلم لدي الجمهور بسبب العلاقة الفريدة بين حزلئوم ووالدته،
والبعض لم يفهم سر
طبقة الصوت التي كان يتكلم بها ''حزلئوم'' لكننا قبل أن نكتب السيناريو
نرصد تاريخ
حياة الشخصية أولا، وفيها أمور لا تظهر في دراما الفيلم، فهو تربي مع
والدته ويعيش
وسط صديقاتها، بالتالي جاء صوته وحركات جسمه من هذا المنطلق.
·
ومن
أين جاء اسم «حزلئوم»؟
-
في كل فيلم اختار الاسم بشكل يناسب
الدراما، و''حزلئوم'' اسم شخص قابلته من قبل بالفعل، وهو يعبر
عن اللخبطة التي
تعيشها الشخصية في حياتها ولكل منا من اسمه نصيب كما يقولون.
·
تشارك
في هذا العمل كمنتج أيضا من خلال الشركة التي أسستها مع «محمد
دياسطي» فهل تكتفي
بوجود اسمك كشريك وبطل للفيلم أم تجد الوقت للمشاركة في العملية
الإنتاجية؟
-
قبل أن أكون ممثلا عملت في الإخراج والإنتاج ولدي
خبرة جيدة في هذا المجال، فلماذا لا أستغلها وأكسب من ورائها.
·
البعض تعجب من تقديمك مسلسل
تليفزيوني رغم استمرارك علي قمة شباك
التذاكر في السينما وهي خطوة لم يقم بها أي نجم سينمائي في السنوات العشر
الأخيرة؟
-
لم تكن الدراما التليفزيونية في حساباتي رغم أنني كنت
أتلقي عروضا بهذا الشأن منذ نجاح «تامر وشوقية» لكن إحدي السيدات المتقدمات
في السن
غيرت وجهة نظري عندما قالت لي «عاوزين نشوفك في التليفزيون
احنا مش بنقدر نروح
السينما'' وبالفعل هناك فئة كبيرة من الجمهور لا تذهب للسينما لسبب أو
لآخر، لهذا
تحمست لتجربة «الكبير قوي» وهو ليس مسلسلا ولا سيت كوم، هو نوع درامي جديد
أعتقد
أننا أول من يقدمه، والإخراج لإسلام خيري وأحمد الجندي وبطولة
دنيا سمير غانم وعدد
كبير من الممثلين.
صباح الخير المصرية في
20/07/2010
بطلة «لا تراجع ولا استسلام» دنيا سمير غانم:
عريـســي لازم يـكــــون واضـح
كتب
جيهان الجوهري
لأنها بنت موهوبة وورثت جينات الفن من والديها فقد أثبتت نفسها
كممثلة من العيار الثقيل بدليل حصولها علي أكثر من جائزة عن أدوارها في
أفلام «طير
إنت»، و«الفرح» لذلك طبيعي أن نحاسبها علي عدم اكتراثها
بالتخطيط لمستقبلها الفني
فهي لم تفكر حتي الآن في تحمل مسئولية عمل فني بمفردها لذلك التقينا معها
لنعرف سر
موافقتها علي مشاركة أحمد مكي في فيلمه «لا تراجع ولا استسلام» وسر
استعانتها بزوجة
خالها لمساعدتها علي القيام بدورها في الفيلم وحكايتها مع مسلسل «السيت
كوم» الذي
سيعرض خلال شهر رمضان وسألناها أيضاً عن وجهة نظرها في الفن
واختيار شريك حياتها.
·
العام الماضي قدمت فيلمين «طير
إنت»، «الفرح» وحصدت العديد من الجوائز عن أدوارك
بهما، واعتبرنا ذلك بداية مرحلة فنية جديدة لك بعيداً عن أفلام
نجوم الملايين ما
تعليقك؟
-
العام الماضي جاءني فيلمان أحدهما قدمت به شخصية تراجيدية صعبة
وهو «الفرح» والآخر كان «طير إنت» وفيه جسدت 7 شخصيات وهذا الأمر لا يحدث
مع أي
ممثلة، بالطبع هذان الفيلمان حققا لي خطوة جيدة لكن في النهاية
أنا لست متحكمة في
السيناريوهات الموجودة لدي المؤلفين، أفلام مثل «الفرح»، «طير إنت» جاءوا
لي
بالصدفة، هذا العام عرض علي الكثير من الأفلام لكن أجمل دور مكتوب لبنت
وجدته في
فيلم «لا تراجع ولا استسلام» مما حمسني لقبوله أضيفي لذلك
رغبتي في تكرار التجربة
مع أحمد مكي والمخرج أحمد الجندي بعد التقائي بهما في فيلم «طير إنت» العام
الماضي
هما يعملان بروح فريق العمل الواحد في البداية يجلسان مع بعضهما لتبادل
وجهات النظر
ثم يجلسان مع الممثلين: هما مع فكرة سماع رأي الممثل، إذا كان رأي الممثل
مفيداً
للفيلم يؤخذ به وهذه الطريقة أحبها كثيراً في العمل.
·
عندما شاهد
الجمهور أفلامك مع أحمد مكي أجمعوا علي أن مساحة تواجدك في
فيلم «لا تراجع ولا
استسلام» أقل من تواجدك في فيلم «طير إنت» ما تعليقك؟!
-
دوري في
الفيلمين نفس المساحة ومن العيب عد مشاهدي أو قياس المساحة، المفروض أنني
أسأل نفسي
سؤالا قبل موافقتي علي أي دور وهو: هل أنا أشعر بالشخصية التي سأجسدها؟ ما
يعنيني
هو جودة الفيلم نفسه أنا ممكن أتواجد في فيلم من البداية
للنهاية لكن الفيلم نفسه
قد يكون سيئا وممكن أعمل دورا جديدا ومختلفا وبمساحة معقولة في فيلم جيد
وعليه
إقبال جماهيري وهذا بالنسبة لي أعتبره أفضل لي.
وتضيف: كنت متأكدة أن الناس
هاتقارن بين أدواري في أفلام «طير إنت»، و«لا تراجع ولا
استسلام» لذلك حاولت
التركيز في الفيلم الثاني، إذا شاهد الجمهور فيلم «لا تراجع ولا استسلام»
بمفرده،
ودون أن يضع في ذهنه فيلم «طير إنت» المؤكد أن الأمر سيختلف معه كثيراً،
علي فكرة
إذا كنا قدمنا فيلما يشبه فيلم «طير إنت» كنا هانفشل لذلك
فكرنا في عمل فيلم مختلف
والإيرادات المرتفعة لفيلم «لا تراجع ولا استسلام» أكدت أننا كنا علي صواب
في طريقة
تفكيرنا.
·
في بداية الفيلم شاهدناك تتحدثين
باللهجة المغربية كيف
استطعت إتقانها؟!
-
عندما وجدت دوري به مشهد المفروض أنني أتحدث
فيه اللهجة المغربية قلت لأحمد مكي: خائفة! فقال لي: واثق أنك هاتعرفي
تعملي البنت
المغربية، ولأن هذا المشهد هو أول ظهور لي بالفيلم فقد حرصت
علي مذاكرته جيدا
واستعنت بزوجة خالي المغربية لكي تعلمني بعض الكلمات المغربية البسيطة التي
يستطيع
الجمهور المصري فهمها لأنني إذا تحدثت مثل أهل المغرب فالمؤكد أن الجمهور
لن يفهم
أي كلمة لأن اللهجة المغربية صعبة للغاية عكس اللهجة اللبنانية
أو السورية.. لأن
المغاربة تعليمهم فرنسي فهذا منعكس علي طريقة حديثهم، وأنا دراستي إنجليزي
فطبيعي
ألا أتحدث مثل أهل المغرب لذلك حرصت علي تعلم بعض الكلمات المغربية البسيطة
التي
تخدم المشهد الذي أؤدي فيه دور الفتاة المغربية.
·
دنيا سمير غانم
متهمة بأنها لا تخطط لمستقبلها الفني بدليل أنك ستقدمين في شهر رمضان
القادم مسلسل
سيت كوم «الكبير قوي» مع أحمد مكي ولم تفكري في البطولة المطلقة سواء في
السينما أو
التليفزيون؟!
-
موافقتي علي مسلسل سيت كوم لها سببان أولهما أن
المسلسل مكتوب بشكل جيد ومختلف تماما عن كل مسلسلات السيت كوم التي قدمت من
قبل في
التليفزيون المصري بدليل أن أحمد مكي نجم كوميدي ناجح وغير مُجبر أن يقدم
مسلسل سيت
كوم إلا إذا كان فعلا عملا مختلفا، السبب الثاني أنني مش شايفة
نفسي أستطيع تحمل
مسئولية فيلم «أنا مش أد المسئولية دي»، وشايفة أن الخطوة دي لم يأت وقتها
لأنني
محتاجة جمهور أكثر، وفي ذات الوقت المنتجون ينظرون للناحية التجارية، وعما
إذا كان
الجمهور يحب هذا البطل أم لا، علي فكرة أنا بعد اشتراكي في
فيلم «طير إنت» لأحمد
مكي عُرض علي أفلام كثيرة بطولة مطلقة لكنني اعتذرت عنها للأسباب التي
ذكرتها لك
وفضلت اختيار أفضل دور مكتوب لبنت من الأعمال التي عرضت علي وطبعا وجود
أحمد مكي
والمخرج أحمد الجندي من العوامل التي حمستني أكثر للموافقة علي
دوري في «لا تراجع
ولا استسلام» لأنني سبق وعملت معهما في فيلم «طير إنت» وسعدت كثيراً بالعمل
معهما.
·
أشعر من حديثك عدم وجود حلم فني
لك.. ما تعليقك؟!
-
أكيد لدي أحلام فنية لكنني لا أحب تجسيد شخصية وأتعب فيها
وماحدش يتفرج
علي وما أريده أن تكون أدواري كويسة في أعمال فنية جيدة أنا أنظر للحكاية
«كباكيدج»
بمعني أن الجمهور عندما يشاهد فيلما جيدا
وإيراداته مرتفعة وأنا لي دور به كويس فهو
ينظر للفيلم ككل وليس لدوري فقط.
·
أعود لمسلسل السيت كوم الذي
ستظهرين فيه مع أحمد مكي ألم تضعي في حساباتك أن هناك أكثر من مسلسل سيت
كوم وقد
يضيع مسلسلك وسط الأعمال الأخري؟!
-
لا أشعر بأي مشكلة في ظل وجود
عدد كبير من مسلسلات السيت كوم في شهر رمضان الفكرة أننا نبذل
مجهودا ونعطي بقدر ما
نستطيع لهذا العمل والباقي علي ربنا، المهم في النهاية أن العمل يظهر بشكل
جيد
وسواء كان هذا العمل لنا أو لغيرنا وكل واحد يأخذ نصيبه.
·
كثير من
فتيات هذه الأيام يطلبن العريس الذي يحمل صفات متناقضة فماذا
عن العريس الذي تطلبه
دنيا؟!
-
لا أحب العريس ذا الشخصية المتناقضة طول عمري أحب البني
آدم الواضح سواء في الشغل أو علي مستوي أصدقائي أما البني آدم اللي مش
مفهوم فهذا
لا أحبه، وبعدين عاوزة أقول حاجة النهارده الكل لديه تجارب سواء البنت أو
الولد وده
مالوش علاقة بالأدب لكن فيه حاجة ثانية مفقودة في العلاقات بين
الأولاد والبنات
أشاهدها بنفسي وسط أصدقائي وهي «عدم الراحة» الطرفان لا يفكران إلا في
الخطط التي
تغيظ الطرف الآخر وهذا ناتج عن عدم ثقة بعضهم في بعض بجانب افتقادهم
للأمان، الكل
خائف لذلك يكونون علي غير طبيعتهم.
صباح الخير المصرية في
20/07/2010 |