هو الفتي الشاعر الذي ظلمته الظروف في "صايع بحر" وهو الشرطي صاحب المبدأ
في "الجزيرة" واللص خفيف الظل في "مقلب حرامية" والشخصية الغامضة في ملاكي
الاسكندرية والذي ياول انقاذ شقيقته من حبل المشنقة كل هؤلاء قدمهم بصدق
الأداء الذي يجعله فنانا متميزا وسط أبناء جيله.
انه محمود عبدالمغني الذي قد يتخيل البعض انه لايزال في بداية حياته الفنية
الا ان محمود يقدم فنه منذ عشر سنوات وأكثر. الا ان خطواته المتأنية وعدم
بحثه عن النجومية جعلاه نجما في قلوب مشاهديه.. حيث دخل إليهم بأداء سهل
ممتع وطبيعي وبلا افتعال وابتسامة من القلب ومظهر بسيط ولون أسمر يجعله
قريبا لكل مشاهد فيراه كشقيقه أو صديقه الذي يعرفه جيداً حالياً يعرض له
فيلم "عفوا للكبار فقط" والذي تغير عنوانه إلي "الكبار" كما سيقوم بتصوير
مسلسل وفيلم جديدين ورغم ان محمود مقل جداً في حواراته للتليفزيون والصحافة
ربما بسبب خجله الشديد. وربما بسبب عدم حبه للشهرة والأضواء. الا ان محمود
"خص" الجمهورية الاسبوعي بهذا الحوار الذي فتح لنا فيه قلبه.
عبدالمغني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية متزوج من خارج الوسط..
·
برغم اننا نحتفل الان بعرض فيلمك
الجديد الا انني أرغب في العودة معك للبدايات فكيف كانت؟
- أعتقد ان الجمهور عرفني من فيلم "عبود علي الحدود" مع الراحل الرائع علاء
ولي الدين في دور الشاب المجند صاحب المبدأ.
·
وكيف دخلت إلي مجال الفن؟
- كنت عضوا بارزا في مسرح مدرسة الجيزة الثانوية بالعجوزة وكنا ننافس مسرح
مدرسة السعدية فكنت دائماً ما أنال الاستحسان وشعرت أنني موهوب إلي حد ما
مما دفعني إلي إكمال دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدلاً من
دخول كلية عادية.
·
والاسرة كيف تقبلت دخولك إلي
المجال الفني؟
- والدي متوفي منذ سنوات أما والدتي فمنذ ما كانت تدخل المسرح وتسمع تصفيق
الناس لي كانت تقول لهم بفخر "هذا الممثل ابني" لذلك تركتني أدخل المعهد
لانها كانت أول معجبة بي وأول من آمن بموهبتي.
·
نعود لأحدث أعمالك فيلم "الكبار"
ما هو دورك فيه؟
- أولا دوري في الفيلم هو "علي" الشاب المصري الأصيل وعفوا لن أستطيع الخوض
في تفاصيل العمل حتي لا "يحترق" وعنوانه يعود لاحداثه التي كتبها بشير
الديك ولا علاقة للعنوان بأي مشاهد صريحة بل انه يتحدث حول الفساد لدي بعض
المسئولين الذين يملكون سلطات وأموالا لا يملكها سواهم لانهم "الكبار" ومن
هنا تغير العنوان ولعل تغييره جاء بسبب تخوفنا من أن يتخيل المشاهدون إلي
ان الفيلم به مشاهد صريحة وهو أمر عار من الصحة.
ماندو اتمرمط!
·
الفيلم اخراج مخرج شاب وهو محمد
جمال العدل بصراحة قد يتخيل البعض ان والده يجامله بإنتاج العمل؟
- والله وهذا قسم انني رأيت محمد عدة سنوات كمساعد مخرج في العديد من
الاعمال باسم "ماندو" يعني "اتمرمط" في الشغلانة ليتعلم كل شيء علي أصله
ولذلك عندما تعاملنا معه كمخرج وجدناه محترفاً وله آراء تحترم ومن سيشاهد
العمل سيتأكد من هذا.
·
العمل بطولة جماعية أم أنكم
تساندون عمرو سعد؟
أولا أنا لا أبحث عن كلمة بطل مطلقاً والدليل خطواتي البطيئة التي أشبهها
"بالسلحفاة" فطوال العشر سنوات الماضية كان يمكن لي أن أقدم عشرات الافلام
التي لا تسمن ولا تغني من جوع. يعني أي كلام. ولكن إحساسي انني يجب ان
أحترم المشاهدين وأقدم لهم ما يفيدهم ويفيدني كممثل و"الكبار" بالفعل بطولة
جماعية أسعدني العمل مع اساتذة مثل عمرو سعد وخالد الصاوي وزينة وسامي
العدل.
·
قدمت العديد من المسلسلات ثم
اختفيت عن التليفزيون فهل خفت ان "تحرق"؟
- بالفعل سحر السينما أخذني من التليفزيون بعد "أحلام عادية والعميل 1001
ولكن والدتي كانت السبب في عودتي للتليفزيون.
·
كيف؟
- قالت لي أنا سيدة كبيرة لا أحب الذهاب لدور العرض وأرغب في الجلوس علي
الأريكة لأشاهدك وهو ما سيتاح لي لو قدمت مسلسلات. وبالفعل تشجعت وقبلت
العمل في مسلسلين مرة واحدة "شيخ العرب همام" مع النجم يحيي الفخراني
و"الحارة" ودوري في الأول لشاب صعيدي بينما أقدم في الثاني دور سائق تاكسي
والشخصيات في المادة مكتوبة كلها وبشكل فيه اسقاط علي ما يدور في مجتمعنا
الان
·
ظهر علي مواقع الانترنت خبر غريب
عن رفضك قيادة تاكسي في مسلسل الحارة لانه "مانويال" وأنك لا تعرف قيادة أي
سيارة سوي الاتوماتيك فما حقيقة هذا الكلام؟
- لا أعرف من أين أتوا بمثل هذا الكلام الفارغ حد استلمني أول يوم تصوير
ونشر هذا الخبر الساذج بدون أي معني سوي عمل إثارة وخلاص.
كان حلم لي
·
ألا تخشي ان يعرض لك في رمضان
مسلسلان في وقت واحد؟
- بالعكس أنا سعيد أولاً لانها عودة بعد غياب والدوران مختلفان تماما
واهتمام الناس بالدورين يثبت أنني ممثل جيد أستطيع تنويع أدواري وشكلي. كما
أنني لم أكن أستطيع رفض أي الدورين خاصة ان العمل أمام يحيي الفخراني كان
حلم لي فهو فنان قدير وأنا من معجبيه كما ان صناع العمل المؤلف عبدالرحيم
كمال والمخرج حسني صالح بهروني العام الماضي بمسلسل "الرحايا" وجاء اعجابي
بهم في موافقتي علي الدور فورا أما الحارة فمؤلفه أحمد عبدالله ومخرجه سامح
عبدالعزيز اللذان قدما كباريه والفرح وهما ثنائي ناجح يعني ان شاء الله
النجاح مضمون.
رد فعل
·
ولكن أين البطولة المطلقة؟
- أنا فخور أنني سأقوم ببطولة فيلم "رد فعل" وهو أول بطولة لي ورغم انني لا
أحب كلمة "بطولة" أو بطولة مطلقة.
الجمهورية المصرية في
01/07/2010
ليل ونهار
بنتين من مصر
محمد صلاح الدين
السينما مثل الدنيا.. لسة بخير.. رغم كل السخافات التي تهاجمنا كل فترة من
أناس لا هم لهم سوي صناعة التفاهات. والتجارة في الآفات والتشوهات نجد
غيرهم رغم قلتهم لديهم ايمان قوي بالمباديء ومازالوا يجتهدون مهما اختلفنا
أو اتفقنا معهم في ايجاد صورة أفضل لمجتمعهم حتي ولو عن طريق الحزن
والألم!!
وفيلم "بنتين من مصر" للمخرج والمؤلف المتميز محمد أمين الذي يسير باخلاص
علي درب سينما المؤلف. والتي تحمل كافة أفكار مبدعها من الكلمة للصورة
للشريط النهائي الذي يعرض علي الجمهور. والحقيقة أنهم قلة في مصر الذين
يتبنون هذا الاتجاه بقوة. لا كما يحاول غيرهم بضعف.. ان أمين مثل داود
عبدالسيد صاحب مشروع سينمائي يشغل تفكيره. وهو المواطن الذي أرقه شبابه في
"فيلم ثقافي". وأرقه نساؤه وعواجيزه في "ليلة سقوط بغداد". وها هو يكمل
الدائرة بما يؤرق بناته في "بنتين من مصر" الذي يدخل به عالم المسكوت عنه
بأقل نسبة ممكنة من التجريح أو التصريح!!
البنت الأولي حنان "زينة" تلك الموظفة البسيطة بمكتبة الجامعة. والتي تفاجأ
بأنها بلغت الثلاثين دون زواج. غير انها حريصة علي تجهيز نفسها في مشاهد
بليغة من خلال شراء قمصان النوم وكتابة تاريخ الشراء عليها وكأنها تؤرخ
لحياتها الضائعة في بلدنا العزيز.. يليه مشاهد أخري وهي تضع خطة للايقاع
بعريس. وبعد طول عناء يقوم بخطبة غيرها أصغر سناً. أو في مشاهد ثالثة وهي
تعرض كبضاعة مع زميلاتها في الكافيتريات حتي يتسني للعرسان الانتقاء
والاختيار. وعندما يحدث هذا وتقع عليها العين يطلب منها زيارة الطبيب معه.
ليتأكد من بكارتها في زمن مشكوك في أصابعك نفسها..ومع ذلك توافق حتي تتزوج
لتفاجأ به يتراجع لان عقدته مازالت مسيطرة عليه!
أما الثانية وهي ابنة عمتها داليا "صبا مبارك" فهي طبيبة ولكنها فقيرة
وتفشل هي الأخري في العثور علي عريس مناسب.. وعندما يوقعها القدر في شاب
يستصلح أرضاً في الصحراء "طارق لطفي" يفاجأ بالبنك يريد ان يسجنه ولا يصبر
عليه. في الوقت الذي صبروا فيه علي رجال الأعمال الخنازير عندما اقترضوا
المليارات.. فيضطر للهرب ويضيع مشروع زواجها السعيد!!
قد يكون أمين قد حمّل فيلمه أكثر مما يحتمل حينما تعرض لمشاكل الشباب
الذكور أيضاً وهم أخوة للإناث. حين أحالهم بسبب البطالة إلي "ستات بيوت" في
تكوينات بصرية مذهلة. مما جعلهم يفضلون الهجرة غير الشرعية. بل وتوقع الموت
عن الحياة البائسة والمحبطة التي يعيشونها في لعب الكوتشينة أو شغل البيت
أوحتي الشات.. فيموت من يموت ويعجز من يعجز في تلميح أو إيحاء باستمرارية
المأساة حتي لو اخترت الهروب منها بالموت!!
أعجبني في الفيلم فكرة انتقاء الشرائح من البنات والصبيان غير المنحرفين
حتي لا يكون هناك حجة عليهم.. في اشارة واضحة لمسئولية الحكومة تجاه هذا
الجيل. الذي لا يريد شيئاً سوي تكوين أسرة بسيطة في أهم حقوقه الدنياوية..
وما لقطات الشرر والتهديد بانفجار السفينة التي تقاطعت مونتاجيا مع
الأحداث. سوي معادل موضوعي للاحساس بحجم الكارثة التي قد تعصف بالجميع..
وكانت المفاجأة في أداء صبا مبارك وزينة ووفيق ولطفي وكل الشباب الذين أدوا
بفهم ووعي بالقضية المطروحة!!
لم يكن الفيلم يحتاج إلي جرأة الحوار.. وهو يملك كل هذا الزخم البصري الذي
يشبه طلقات الرصاص الموجه بدقة إلي مراميه!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
01/07/2010
مقعد بين الشاشتين
عسل أسود
بقلم : ماجدة موريس
* تتزايد بالتدريج علي شاشاتنا أفلام ومسلسلات الذهاب إلي أمريكا. والبحث
عنها لدي المصريين المهاجرين إليها ويتضخم "حلم الهجرة" الفني مقابل اتساعه
في الحياة الفعلية. لكن فيلم "عسل أسود" يقوم بالعكس. حين يعود بطله المصري
الأمريكي إلي بلده الأصلي باحثا عنها. وحين يأتي إليها وحيدا بعد عشرين
عاما من الفراق. وبعد أن مات الأب الذي كان همزة الوصل مع الوطن القديم..
والقصة مغرية هنا بالتعمق والاستسهال معا. لكن مؤلف الفيلم خالد دياب
ومخرجه خالد مرعي وضعاها في المنطقة الوسط بين هذا وذاك. ربما من أجل جمهور
أكبر. أو حرصا علي السمعة الكوميدية لبطل الفيلم أحمد حلمي الذي يبدو
اهتمامه واضحا بالبحث عن الأفكار المختلفة. لأفلام تثير الضحك ولا تغلق
العقل أو تعطله في نفس الوقت.. ومراجعة ثلاثيته الأخيرة "آسف علي الازعاج"
ثم "ألف مبروك" وفيلمنا هذا "عسل أسود" مؤشر علي هذا..
* تبدأ أحداث "عسل أسود" في الطائرة القادمة من أمريكا لمصر "وتنتهي بنفس
المشهد. لكنها الطائرة العائدة لأمريكا" حيث يجلس الشاب "مصري السيد
العربي" بجانب مهاجر آخر. يحدثه عن الوطن الأم الذي يعود إليه لأول مرة بعد
سنوات طويلة. ولهذا حضر بجواز سفره المصري. لأنه لن يحتاج للأمريكي هنا
بينما يبتسم جاره في الطائرة بسخرية خفيفة. فقد كان ملما بالموضوع أكثر
منه. وليبدأ الموضوع "فور وصول صاحبنا إلي المطار واقتناص سائق سيارة أجرة
له هو اخي "لطفي لبيب" واستغلاله أبشع استغلال بعدما أعرض عنه أولا حين
وجده يتكلم العربية! بعدها ينقسم الفيلم تقريبا إلي قسمين. الأول يقدم صور
استغلال الآخرين للشاب باعتباره أمريكيا ثم تغير المعاملة إلي الأسوأ حين
يكتشفون أنه لا يحمل الباسبور المرعب. وهو ما يدفعه إلي إحضار الباسبور
المهم بعد إلقاء الأول في النيل. غير أنه يكتشف من خلال مشهد مهم. أنه لا
حصانة أيضا للباسبور الأمريكي حين يتعلق الأمر بمظاهرات العداء للسياسة
الأمريكية وحيث يصبح ألعوبة ما بين رجال الأمن الذين طالبهم بحق السائق
المهدر. وبين رجال الغضب ضد أمريكا وكل من يتغني بها.. وهي مفارقة لم يستطع
الفيلم تعميقها والإضافة إليها فيما بعد. أو لم يرغب صناعة هذا. وإنما كانت
سببا لاتجاه مختلف للشباب الذي أصبح بلا هوية مهدداً مثل غيره ممن لا
يحملون بطاقات. وهنا يبدأ القسم الثاني من الفيلم الذي يكشف له عن وجه آخر
لمصر "القاهرة تحديدا" ووجه آخر لنفس الشخص "راضي" الذي تغير تماما بعد أن
دافع عنه وطالب بحقه. وحيث يقرر مصري العودة إلي بيت الأسرة القديم. ليقع
أسير ناس أكثر قدما. وعراقة هم عائلة سعيد تختخ صديق طفولته وجاره "إدوارد"
وأمه الطيبة "أنعام سالوسة" التي جمعت أبناءها في محبة وإخلاص لا مثيل له
حتي ابنتها المتزوجة مع إيقاف التنفيذ تحملتها مع زوجها الذي لم يقدر علي
الحصول علي شقة.. يتداخل مصري مع سعيد وبالتدريج تسقط الحواجز بينهما ويصبح
أحد أفراد الأسرة بدون لزوم للمشهد الذي يلقنه فيه عم هلال "يوسف داود"
الجار الوحيد الغضوب درساً في الاحتمال والصبر. ففي هذه اللحظات يصبح شريط
الصورة وما به من علاقات ومتغيرات أهم وهو ما تحقق بالفعل في مشاهد عديدة
بدت فيها أهمية قيم التكافل والتراحم في المجتمع المصري القديم أو التقليدي
في جعل الحياة أفضل برغم ما فيها من ضيق "مشاهد مساعدة سعيد لكل جيرانه
وحرص أمه علي طقوس البهجة وموائد الرحمة الرمضانية وعربات الفول" أنضوي
سعيد تحت رعاية لم يشعر بها من قبل فبدأ يفكر في رد هذا العطاء. وحين استرد
الباسبور الأمريكي وكل ما ضاع منه سارع بحجز تذكرة العودة. لكنه كان قد
أصبح منتميا بالفعل. وهو ما بدا من اعطائه مفتاح شقته لأم سعيد من أجل
ابنتها وزوجها. واهدائه الكاميرا لسعيد الماهر العاطل.. وأتصور أن المشهد
الأخير لهذا "المنتمي" وهو يحتال علي المضيفة لتعيده إلي مصر غير ضروري.
وغير منطقي.. ويقلل كثيرا من قوة الفكرة وسبل الوصول إليها عبر التتابع
الفيلمي. استطاع المخرج خالد مرعي أن يقدم لنا عبر لغة الصورة معزوفة ثرية
في مواضع عديدة. وأقل منها في مواضع أخري برغم وجود فريق مبدع معه مثل سامح
سليم مدير التصوير وأيضا فريق التمثيل الذي قاده أحمد حلمي بحرفية وقع لطفي
لبيب ممثل الكاركترات القدير وأنعام سالوسة وأحمد راتب "في مشهد رائع واحد"
ويوسف داود. مع إعادة اكتشاف لإدوارد وفريق أخوته وزوج الأخت حتي الطفل ذي
الأداء المؤثر.. وأضافت موسيقي الفنان عمر خيرت ظلاً أبرز تحولات الدراما
المختلفة أما المونتاج. وهو هنا للمخرج نفسه باعتباره مونتيرا بارعا في
الأساس. فقد تذبذب ليهبط بالإيقاع مرات في الجزء الثاني من الفيلم علي
العكس من المطلوب..
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
01/07/2010 |