«بنتين من مصر»، و«الجماعة»، و«مملكة النمل»... أجندة الممثلة الأردنية
مزدحمة هذه الأيام سينمائياً ودرامياً، وها هي تُعدّ لتصوير فيلم سينمائي
جديد لن تعلن تفاصيله قبل الخريف
تحتفل صبا مبارك حالياً بعرض أوّل أفلامها في هوليوود الشرق وهو «بنتين من
مصر». وقد حقّق الشريط ردة فعل نقدية جيدة حتى الآن، رغم عدم إقبال الجمهور
الكبير على مشاهدته. والسبب غياب عناصر الكوميديا والترفيه في العمل، لأن
المخرج محمد أمين رفض الإضافات التجارية على شريط يتناول قضية مهمة. كذلك،
فإن الموسم السينمائي الحالي يمرّ بأوقات عصيبة بسبب انهماك المصريين
بنهائيات كأس العالم، إلى جانب امتحانات الثانوية العامة واقتراب شهر
رمضان.
لكن يبدو أن الممثلة الشابة لم تضع كل هذه التفاصيل في حساباتها، بل حصلت
على إجازة من تصوير مسلسل «أنا القدس» لتعدّ العرض الأول لفيلمها. وتؤدي
مبارك في العمل دور طبيبة تخطّت الثلاثين وتبحث عن زوج مناسب. فهل فضّلت
العودة إلى مصر من باب السينما لا التلفزيون، وخصوصاً بعد فشل مسلسلها
«نسيم الروح»؟
تقول الممثلة الأردنية: «صحيح أن مسلسل «نسيم الروح» لم يحقق النجاح المرجو
رغم جودة العمل فنياً»، لكنها تلفت إلى أنها شُغلت لاحقاً بتجارب كانت
تتطلب التفرغ، وخصوصاً مسلسل «بلقيس»، «ومنذ البداية أتعمّد عدم الارتباط
بعملين في وقت واحد». لذلك، غابت مبارك عن الساحة المصرية إلى أن وصلها
سيناريو «بنتين من مصر». هنا اختارت بنفسها أداء دور داليا، الطبيبة
الثلاثينية «المعنّسة» في نظر المجتمع. تعترف مبارك بأنها لم تعانِ من
تجسيد هذه الشخصية، «عامل اللهجة كان العائق الوحيد، ولكني حظيت بدعم هائل
من فريق العمل، فتمكّنت من تخطّي هذا الحاجز».
وتنفي صبا مبارك أن يكون الفيلم «كئيباً» كما وصفته بعض الصحف المصرية، بل
ترى أنّه عمل يناقش انهياراً اجتماعياً من خلال الإضاءة على تأثير غياب
الزوج المناسب عن حياة المرأة. هكذا سنتعرّف إلى قصة بطلتَي العمل، أي صبا
مبارك وزينة، ورحلتهما في البحث عن رجل يضمن لهما حياة مستقرة في مجتمع
ذكوري تقليدي ينبذ النساء غير المتزوّجات. وتؤكّد مبارك أن العمل لا يهاجم
الرجال كما صوّره البعض حتى من دون مشاهدته.
وعن غيابها التام عن الأعمال الكوميدية، تؤكد أنها تنتظر عملاً كوميديا
مناسباً، مشيرة إلى أنها لا تزال متمسكة بتقديم أعمال فنية تسهم في زيادة
وعي المشاهد العربي.
تؤكّد أن فيلم «مملكة النمل» لا يتناول أزمة الحدود بين مصر وقطاع غزة
في هذا الإطار، تنتقد مبارك الأعمال العربية التي تتناول ملف القضية
الفلسطينية، وتقول إن المنتجين والفضائيات العربية «يختارون الطريق السهل،
فيعبّرون عن موقفهم من القضية الفلسطينية بالأوبريت الغنائية ويرفضون
الأعمال الدرامية على أهميتها». وتضيف أنّه «لولا خروج مشروع باسل الخطيب
«أنا القدس» إلى النور، لظننت أن مسلسل «الاجتياح» سيكون الأخير الذي
يتناول المعاناة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي». كذلك تؤكّد مبارك أنّ
«أنا القدس» جاء في الوقت المناسب، رغم أنه مشروع مؤجّل منذ سنوات. وتبدأ
أحداث المسلسل، المتوقّع عرضه في رمضان المقبل، في عام 1917، وتنتهي عام
1967. وطيلة حلقات المسلسل، سيتابع المشاهد قصة سيرين (صبا مبارك) التي
تسعى إلى الحفاظ على منزلها وتاريخ عائلتها في مدينة القدس. وإلى جانب هذا
المسلسل، أنهت مبارك تصوير حلقات «وراء الشمس» الذي تظهر من خلاله في شخصية
أم تكتشف أن جنينها مصاب بمرض «متلازمة داون ـــــ
Down Syndrome».
ويجب أن تستعد لاستقباله بطريقة مختلفة.
أما الفيلم ـــــ الأزمة «مملكة النمل»، فتتمنى الممثلة الأردنية أن تبدأ
بتصويره بعد شهر رمضان، على أن تكون كل المشاكل الإنتاجية قد انتهت. وتعيد
التأكيد أن العمل يدور بين رام الله والقدس، وبالتالي هو بعيد تماماً عن
أزمة الحدود بين مصر وقطاع غزة، مؤكدة أن الفيلم مستلهم من عبارة محمود
درويش الشهيرة «خذوا موتاكم وارحلوا». وتنفي مبارك أيضاً ما تردّد عن
اعتذارها عن عدم الظهور ضيفة شرف في مسلسل «الجماعة» من خلال شخصية الملكة
نازلي. بل تقول إنها طلبت فقط تأجيل التصوير حتى تنهي ارتباطاتها الفنية،
وحتى الآن لم يحن موعد تصوير مشاهد نازلي التي تتطلّع إلى أداء دورها.
وتعلن أن العمل يتناول الملكة نازلي من خلال علاقة القصر الملكي بـ«الإخوان
المسلمين» من دون التطرق إلى حياة الملكة المثيرة للجدل الشخصية. كذلك،
تكشف لـ«الأخبار» اعتذارها في وقت سابق عن عدم تقديم الشخصية ذاتها في
مسلسل كامل، مؤكدة أنها تتفاوض حالياً على بطولة فيلم سينمائي جديد لن تعلن
تفاصيله قبل شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في حال اكتمال المشروع.
أين الأعمال التاريخية؟
تعمّدت صبا مبارك الاعتذار عن عدم المشاركة في عدد من المسلسلات البدوية
حتى لا تحصر نفسها في نمط درامي واحد. لكنها في الوقت نفسه تقول إنها حزينة
لغياب الأعمال التاريخية هذا العام، مؤكدة أن غيابها لا يعني أن الجمهور
تشبّع بتلك المسلسلات التي تحمل أهمية شديدة في مجتمع عربي لا يقرأ جيداً،
وبالتالي تقول إنّ الدراما أصبحت هي المعلّم المثالي بالنسبة إلى العرب.
وتعبّر مبارك عن أمنيتها بعودة الأردن إلى نشاطه الفني حتى لا يحسب نجومه
القلائل على جنسيات عربية أخرى، بسبب غياب الدعم الإنتاجي والإعلامي للنجوم
الأردنيين.
الأخبار اللبنانية في
30/06/2010
وداعاً نبيلة النابلسي، آخر أمهات الدراما السورية
وسام كنعان
عن 61 عاماً، غابت الممثلة الشهيرة التي مثّلت بأعمالها جزءاً رئيسياً من
الذاكرة السورية. الفنانة التي عاشت طفولة شاقة ودخلت التمثيل من باب
الإعلانات التجارية، توارى في الثرى اليوم في دمشق
لم تستطع التجاعيد التي ارتسمت باكراً على وجه نبيلة النابلسي أن تخلق
خوفاً داخلها، كما تفعل عند غالبية النساء. بل كانت تعشق الحياة بشغف كبير
من دون أن تحسب حساباً للموت المباغت، «هذه تجاعيدي وأنا أحبّها. من قال إن
التجاعيد ليست جميلة؟ أفضّل أن أعيش كل مرحلة من مراحل عمري من دون تزييف»،
قالت النابلسي لـ«الأخبار» في آخر حواراتها الصحافية. ورغم إيمانها المطلق
بالحياة وهي في آخر أيام عمرها، إلا أن الموت تمكّن منها صباح أمس في
«المستشفى الفرنسي» في دمشق، بعد صراع مع المرض العضال. هكذا أجهز السرطان
على ما بقي من أحلامها المؤجّلة التي كانت تنوي معاودة تحقيقها هذا الموسم،
وأنهى مسيرة واحدة من أشهر أمهات الدراما السورية.
ولدت الفنانة في حي العمارة الدمشقي عام 1949، ولم تعرف كيف تتوقف ولو ليوم
واحد عن الحلم. الخلافات العائلية في منزلها ما كانت تهدأ، حتى أخذت نبيلة
تتوق إلى الاستقلالية والاعتماد مادياً على نفسها، إلى جانب مساعدة عائلتها
التي أضناها فقر الحال، وخصوصاً بعد رحيل والدها.
بدأت مسيرتها مع فيلم «المخاض»، الجزء الأول من ثلاثية «رجال تحت الشمس»
هكذا بدأت الفتاة، اللافتة بجمالها، رحلة شقاء دامت نحو 61 عاماً. فقد عملت
منذ الثالثة عشرة من عمرها على آلة كاتبة، ثم ممرضة، وظلت تزاول هذه المهنة
لمدة سنتين، إلى أن بدأت بتمثيل بعض الإعلانات التجارية التي ساعدتها
مادياً. لكنها لم تكن تدري أن تلك الإعلانات ستكون الباب الذي سيفتح
مصراعيه على نجومية عريضة ستستمر نحو أربعة عقود من الزمن. الإعلانات التي
كانت تعرض في دور السينما قبل بدء عرض الأفلام، جذبت المخرج السينمائي نبيل
المالح، فأسند إليها دوراً في فيلم «المخاض»، وهو الجزء الأول من ثلاثية
«رجال تحت الشمس» المقتبسة عن رواية غسان كنفاني الشهيرة. بعد هذا العمل،
توالت البطولات السينمائية في «وجه آخر للحب» (1973) لمحمد شاهين و«دمي
ودموعي وابتساماتي» (1973) لحسين كمال و«العار» (1974) لوديع يوسف. وبعد
تراجع عجلة السينما، حصلت نبيلة النابلسي على مكانها في الدراما
التلفزيونية: من مسلسل «دموع الملائكة» (1983) لغسان جبري، ثم جسّدت
أدواراً لا تزال ترسخ في الذاكرة حتى اليوم مع «حمام القيشاني» بجزءيه
الأول (1994) والثاني (1997) للراحل هاني الروماني، و«الفصول الأربعة»
(1999) لحاتم علي، و«ليالي الصالحية» (2004) لبسام الملا، و«الحور العين»
(2005) لنجدت أنزور و«أولاد القيمرية» (2008) لسيف الدين السبيعي، وأخيراً
«ليس سراباً» (2008) للمثنى صبح.
المعاناة لاحقت النابلسي منذ طفولتها حتى آخر أيام حياتها، مع المرض الذي
دام أكثر من عام، لكنها كانت تعرف كيف تبدع. ظلت مقلةً في أعمالها لتوزّع
عطاءها بين جمهورها ومنزلها الذي عرفت فيه أمومة من نوع مختلف حين رزقت
طفلاً ذا احتياجات خاصة، فلازمته واعتنت به طيلة حياتها.
رحلت النجمة السورية التي جسّدت نماذج كثيرة من الأمهات السوريات من دون أن
تودّع أحداً، تاركة خلفها عشرات الأعمال والشخصيات التي أدّتها، ومكوّنة
جزءاً رئيسياً من الذاكرة الحديثة للفن السوري. وتوارى نبيلة النابلسي في
الثرى عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في مقبرة عائلتها في دمشق.
الأخبار اللبنانية في
30/06/2010 |