ياسمين عبدالعزيز، خفيفة الدم منذ بدايتها في الإعلانات، كان لها مشوار مع
السينما والمسرح مع زملائها الشباب، إلى أن أصبحت من نجوم الصف الأول في
السينما المصرية. قدمت حديثا فيلم «الثلاثة يشتغلونها» مع الفنان صلاح
عبدالله.
«الحواس الخمس» التقى ياسمين متحدثة عن أحدث تجاربها السينمائية،
وخوفها على الفيلم في ثاني بطولة مطلقة لها بعد «الدادة دودي»، وكثير من
الاعترافات من خلال تفاصيل الحوار التالي.قبل عامين خاضت تجربة البطولة
المطلقة وحاليا تكرر التجربة وعن ذلك تقول: لا شك أن تجسيدي لدور البطولة
تأخر كثيرا، وإن كنت أرى أنه لا يوجد شيء اسمه البطولة المطلقة ومع ذلك فقد
قدمت أدوار بطولة مشتركة مع نجوم الشباب من الرجال أمثال أشرف عبدالباقي
ومصطفى قمر. ولكن جاء الوقت المناسب لكي أُقدم على خطوة البطولة المطلقة في
ظل موجة البطولة النسائية، فالمرأة أصبح بإمكانها أن تتحمل مسؤولية فيلم
بالكامل منسوب إليها وحدها، فقد سبقتني في ذلك الفنانة مي عز الدين، وقد
سعدت بفيلم «الدادة دودي» الذي كان أول بطولة لي، وها أنا أستمر في البطولة
بعمل ثانٍ.
وعن كيف تم التحضير للبطولة المطلقة الثانية في السينما، تقول قمت بعمل
جلسات مع كل من المؤلف والمخرج للاتفاق على الدور الذي سأقدمه، فجاءت قصة
«الثلاثة يشتغلونها»، وقد تعب فريق العمل في إظهار هذا الفيلم بالشكل
اللائق، خاصة أن الدور كان يعتمد على شخصية كوميدية، كذلك الملابس والأداء
التمثيلي للشخصية في الفيلم.
مسؤولية مرعبة
وعندما سألناه وهل خفت من تكرار التجربة بعد فيلمك الأول، قالت: بالفعل كنت
خائفة جدا من رد فعل الجمهور تجاه العمل، خصوصا أنني لا أزال في بداية
التخطيط في عالم البطولة المطلقة، فتحمل مسؤولية العمل أمر مرعب أمام
الجمهور، وليس سهلاً على الإطلاق.
ويحتاج إلى دراسة لكل خطوة في العمل، لكن وصلت إلى درجة من الاطمئنان بعد
عرض الفيلم؛ حيث وجدت أن الجمهور يتقبل الفيلم بشكل طيب، وهذا أمر يشعرني
بالسعادة والتقدم خطوات إلى الأمام في عالم التمثيل.
وعن سر قبولها لفيلم «الدادة دودي» كعمل بطولة أول، تقول إنه من الأعمال
المهمة التي قدمتها، خصوصا أنني لعبت دورا صعبا، وهو دور فتاة تمارس
اللصوصية، وبعد قيامها بعملية سرقة كبيرة قررت الاختفاء لفترة وتذهب للعمل
كخادمة في بيت مدير الأمن، وكل هذا يدور في إطار كوميدي جذاب، وقد حاولت
تجميع معلومات أكثر عن اللصوص والسرقات حتى ألم بتفاصيل الشخصية، وبالفعل
حصلت على بعض المعلومات المهمة التي ساعدتني قبل أن أقف أمام الكاميرا.
فيلم طفولي
وحول ما ردده البعض بأن الفيلم كان طفوليا في التنفيذ، تقول الفيلم يناقش
مشاكل الأطفال، التي من الممكن أن تتسبب في انحرافهم، وهذه المشاكل تتمثل
في غياب الأب وانشغاله بعمله وفقدان الأم، أو الحرمان من الأب والأم؛ لذا
لا بد من تقديم أفلام تناقش هذه المشاكل التي تخص أبناءنا الذين يعدون ثمرة
الأيام المقبلة.
وعندما واجهناها أنه تردد وجود خلافات مع المؤلف أثناء تصوير بعض مشاهد
الفيلم حول موقع التصوير الذي كان مزدحما في جامعة القاهرة، تقول ياسمين:
لم يحدث أي خلاف مع يوسف معاطي مؤلف الفيلم، فقد كانت وجهة نظري تنحصر في
الزحام الشديد في جامعة القاهرة، ما يجعلنا نضيع كثيرا من الوقت في التصوير
مع المعجبين والمعجبات، الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تعطيل
التصوير، فقد كنا نسابق الزمن للحاق بالعرض الصيفي، فاقترحت التصوير في
جامعة خاصة، لكن رأي الكاتب يحترم لأنه أكد أن جامعة القاهرة مقصودة
لمواكبة تصور الكاتب للأحداث، لكن كل ما قيل عن خلافات مع معاطي محض
شائعات، فأنا يشرفني العمل مع كاتب كبير مثله.
إنفاق الفتيات
وحول الاختلافات بين دورها السابق والأخير في فيلم «الثلاثة يشتغلونها»،
تقول: أجسد دور فتاة اسمها «نجيبة» تعيش الحياة دون مسؤولية، معتمدة على
والدها الغني، ويحاول زملاؤها أن يستغلوها من خلال إنفاقها عليهم.
وهذه ظاهرة خطيرة وجديدة على المجتمعات الشرقية، وهي الاعتماد المادي من
معظم شباب هذا العصر على الفتيات سواء شقيقات أم حبيبات أم حتى صديقات،
بشكل لم يكن معهودا في المجتمعات الشرقية في العقود الماضية؛ حيث لم يعد
الشاب يخجل من الحصول على المال من شقيقته أو خطيبته أو حبيبته، فأعتقد أن
«الثلاثة يشتغلونها» يعد صرخة رفض لشباب يعيشون على نفقة الفتيات.
وحول تكرار أعمالها مع الفنان مصطفى قمر ما يثار من تساؤلات عدة حول ذلك،
تقول: أولا أنا معجبة بمصطفى قمر، وباختياراته وأدائه أيضا، كممثل ومطرب،
لكن عملي معه أكثر من مرة لم يكن مرتبا، وإنما وليد الصدفة، فهو يرشحني
للأدوار التي يراني مناسبة لها بدليل أنه قدم أفلاما مع بطلات أخريات، وأنا
عملت مع نجوم آخرين، لكن بوجه عام الجمهور رحّب بنا كثنائي بدليل نجاح
أفلامنا معا.
أدراج المنتجين
وتقول ردا على سؤالنا: بعد الأدوار الكوميدية التي قدمتها ياسمين، هل كان
من بين أحلامك تقديم فيلم كوميدي كبطولة مطلقة؟ حتى لو كنت أحلم بهذا
الفيلم، فلابد أن أكون واقعية.
وأقول إنه من الصعب جدا أن يتحقق عمل بطولة نسائية في فيلم كوميدي؛ لأنه لا
يوجد مؤلف يجرؤ أن يكتب سيناريو كوميديا يعتمد على امرأة؛ لأنه يعلم أن
مصير هذا السيناريو سيكون أدراج مكاتب المنتجين، فقد كان من بين أحلامي
بالفعل تقديم عمل كوميدي يحمل طابعا نسائيا، وأعتقد أن الظروف حاليا مواتية
بشكل أكبر من ذي قبل.
الزواج كان سببا في التقليل من ظهور ياسمين السينمائي، وعن ذلك تقول: لقد
منحني الزواج الاستقرار والتركيز في حياتي وفي اختياراتي الفنية، ولكني
أحسب أمر الظهور السينمائي بالكيف، وليس الكم، أما مجرد الحضور من أجل
الحضور، فهذا أمر غير مقبول ومضر للفنان، فمن الممكن أن أقدّم عملاً كل
عام، ولكن دون أن يترك أي أثر، وسيمر مرور الكرام؛ لذلك من الأفضل أن أقدّم
عملاً كل عامين ينال إعجاب الجمهور ويكون بمثابة إضافة لي ولمشواري الفني.
المؤلفة ياسمين
قيل إن ياسمين أصبحت مؤلفة سينمائية، وعن ذلك تقول: هناك بالفعل فيلم كتبت
قصته، واتفقت مع المنتج وائل عبدالله عليه، وسيكتب له السيناريو والحوار
نادر صلاح الدين، لكني بالتأكيد لن أتحول إلى مؤلفة، فالحكاية ستتوقف فقط
على وجود فكرة تعجبني فأكتبها على الورق، أما مسألة احتراف الكتابة فهذا
أمر غير مطروح.
وحول تنوع أدوارها ما بين الكوميديا والأكشن والرومانسية، تقول:
عندما بدأت التمثيل قالوا إن ياسمين عبدالعزيز لا تصلح إلا لأدوار الفتاة
الشقية فقط، وهذا الكلام استفزني جدا، وقررت أن أتحدى أصحابه؛ لأثبت أنني
أستطيع أن أنجح في كل الأدوار، وأظن أنني نجحت في المهمة، فقد قدمت
الرومانسي والأكشن والاجتماعي والكوميدي، وكلها أدوار أعتز بها وحققت
نجاحا، وأعلن عدم توقفي عند هذا الحد من التنوع والاختلاف.
ياسمين من النجمات المهووسات بال«نيو لوك»، وتقول عن ذلك:لست من مجانين ال«نيو
لوك»، وشعور البعض بأنني أغير شكلي كثيرا سببه أدواري نفسها، والتي تحتاج
فيها كل شخصية إلى شكل خاص بها، ولكن على المستوى الشخصي لا أغير من شكلي
كثيرا، فكل ما أحرص عليه هو تغيير قصة ولون شعري من فترة لأخرى.
إدمان التجميل
وحول إقدام الكثير من النجمات على عمليات التجميل، تقول ياسمين: كل واحدة
حرة في قراراتها، لكن عن نفسي لم أفكر يوما في أي عملية تجميل من أي نوع،
فالخطر الذي لا تدركه الكثيرات أن عمليات التجميل يمكن أن يتحول إلى إدمان،
وأن تعتاد عليها الممثلة فتحاول كل فترة أن تغير شيئا من ملامحها، وهذا أمر
خطر جدا؛ ولذلك فال«نيو لوك» أفضل بكثير من أي عمليات تجميل.
وتقول ردا على سؤالنا أن هناك اهتماما كبيرا بالسينما، فمتى تعودين إلى
الشاشة الصغيرة: أنا بنت التليفزيون ولا أستطيع أن أهجر الشاشة الصغيرة،
ولكني أنتظر العمل الذي يغريني بالعودة، ويقدمني في شكل مختلف، فأنا لا
أستطيع أن أقاوم إغراء دخول بيت 300 مليون مواطن عربي، وأتمنى أن أجد
مسلسلاً أشارك في بطولته في رمضان المقبل.
وتقول ياسمين عن علاقتها بزوجها: زوجي لا يتدخل في عملي، بل يشجعني من
بعيد، ويساندني بقوة، فلم يتدخل يوما في اختياراتي الفنية، وقد أستفيد منه
في شيء عندما يلتبس عليَّ الأمر، وأنا لا أعد ذلك تدخلاً منه، فهو يترك لي
الحرية كاملة في الاختيار والقرار، خصوصا أنه يثق بي وبحسن تصرفي.
البيان الإماراتية في
25/06/2010 |