فى حفل «الكوكتيل» الذى سبق إعلان جوائز مهرجان تاور مينا يوم الجمعة
الماضى، وفى حفل العشاء للاحتفال بالفائزين بعد إعلان الجوائز، تحدث معى
العديد من الحاضرين، من مديرة المهرجان ديبورا يونج، إلى جى ويسبيرج الناقد
فى «فارايتى»، عن «حكاية» خالد النبوى والممثلة الإسرائيلية التى اشتركت
معه فى تمثيل الفيلم الأمريكى «لعبة عادلة» الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان
الشهر الماضى، والصورة التى نشرت لهما معاً فى الصحف المصرية بعد عرض
الفيلم.
قلت لقد كنت متفرغاً لعضوية لجنة التحكيم طوال أسبوع المهرجان، ولا أعرف أن
هذا الموضوع تحول إلى «حكاية» أو «أزمة» وصلت إلى إيطاليا فقالوا لقد نشرت
«كوريرى ديلاسيرا» وهى من أهم الصحف اليومية الإيطالية أن نقابة الممثلين
فصلت خالد النبوى، وأنه اضطر إلى الاعتذار ونفى أنه كان يعلم أن الممثلة
إسرائيلية وسألونى إن لم تكن هذه عنصرية ضد اليهود، فماذا تكون؟! بغض النظر
عن أن دورى الممثل المصرى والممثلة الإسرائيلية دوران صغيران للغاية فى
الفيلم، وأن الفيلم أمريكى وصورت مشاهد منه فى القاهرة، فهل صورت من دون
علم النقابة أو الرقابة؟!.
وكان ردى أن أغلب المثقفين فى مصر ومن بينهم السينمائيون يرفضون التطبيع مع
إسرائيل فى مجالات الآداب والفنون، وأننى واحد من هؤلاء الرافضين، وذلك
كوسيلة من وسائل الكفاح السلمى من أجل استرداد حقوق الشعب الفلسطينى، حيث
إن التطبيع مع الأوضاع القائمة يعنى أنها طبيعية وبالتالى لا تؤدى إلى
استرداد تلك الحقوق، وأن هذا أمر لا علاقة له بالعداء لليهود كيهود، وإن
كان لدينا فى مصر والعالم العربى كما فى كل مكان فاشيون يعادون اليهود
كيهود، ولكننى لست منهم.
كما أننى لا أعتبر اشتراك خالد النبوى مع ممثلة إسرائيلية فى فيلم أمريكى
تطبيعاً مع إسرائيل، وقد سبق أن اشترك عمرو واكد فى تمثيل فيلم بريطانى مع
ممثل إسرائيلى، وكذلك خالد عبدالله فى فيلم بريطانى آخر، ولم تحدث «أزمة»
كهذه.
وقلت إننى لا أعتقد أن النقابة فصلت خالد النبوى، ولا أعتقد أنه نفى علمه
بوجود ممثلة إسرائيلية فى الفيلم، وذلك لأن شركة «إيجبت فيلم» التى تعاقدت
على تقديم خدمات تصوير مشاهد القاهرة فسخت العقد عندما علمت بوجود الممثلة
الإسرائيلية، وأبلغت الرقابة والنقابة وحلت محلها شركة «ستوديو مصر»، وحصلت
النقابة على عشرة آلاف دولار أمريكى مقابل الموافقة على التصوير ولا يعقل
أن تقوم نفس النقابة بفصل خالد النبوى بعد ذلك. والمؤكد أنه لم يرتكب
«جريمة» يعاقب عليها القانون.
المصري اليوم في
23/06/2010
هل وصلنا إلى هذه الدرجة من العبث والفوضى
والجنون؟!
بقلم
سمير فريد
أتمنى أن يكون الخبر الذى نشرته جريدة «العربى» الأسبوعية، أمس الأول فى
صفحتها الأولى غير صحيح جملة وتفصيلاً، لأنه يعنى أننا وصلنا فى مصر إلى
درجة لا تحتمل من العبث والفوضى والجنون، التى تجعل من مصر أعجوبة لا مثيل
لها فى كل الدنيا.
الخبر أن هناك اتجاهاً إلى «هدم» دار أوبرا القاهرة و«نقلها» إلى موقع دار
الأوبرا المصرية القديمة التى احترقت عام ١٩٧١، وأقيم مكانها «جراج» متعدد
الطوابق، وأن الحكومة اليابانية تطالب الحكومة المصرية بدفع ١٣٠ مليون
دولار أمريكى إذا هدمت المبنى لأنه كان «هدية» من الشعب اليابانى إلى الشعب
المصرى، أى من أموال دافعى الضرائب فى اليابان!
المبنى ليس «كشكاً» لبيع السجائر حتى يتم «نقله» والحكومة المصرية التى
تهدم المبنى لا تمثل الشعب المصرى، لأنه قبل الهدية وسعد بها ولا يمكن لأى
مواطن حتى لو لم يدخل هذا المبنى أن يوافق على هدمه.. والحكومة اليابانية
لا يجب أن تطالب بتكاليف المبنى، وإنما بأرباح هذه التكاليف منذ نحو ربع
قرن، كما يجب أن تطالب باعتذار رسمى عن مجرد التفكير فى «هدم» المبنى،
واليابان لم تدع أنها أقامت «أوبرا»، وإنما «مركز ثقافى تعليمى»، ورفضت
تماماً تسمية المبنى «أوبرا»، وأصرت على الاسم الرسمى المحفور على اللوحة
الرخامية بمناسبة الافتتاح!
والسبب فى إصرار اليابان على اسم «المركز الثقافى التعليمى» أن هناك
مواصفات فنية خاصة لمسارح الأوبرا، وهى فن غربى، لم تراعها اليابان فى
المبنى، ولذلك يصبح من «الغش» أن تسمى «أوبرا».. ولكن الحكومة المصرية
أرادت استخدام هدية الشعب اليابانى لإخفاء عجزها عن إعادة بناء دار الأوبرا
المصرية التى بناها الخديو إسماعيل عام ١٨٦٩، وبنى بجوارها مطافئ القاهرة
المركزية لإنقاذها إذا تعرضت للحريق، وفضلت إقامة جراج متعدد الطوابق
مكانها.
وبدلاً من هدم الجراج القبيح وإعادة بناء الأوبرا كما كانت، وهى نسخة من
دار أوبرا ميلانو (سكالا) أهم وأشهر أوبرا فى العالم كله، نقرأ عن هدم
المركز الثقافى التعليمى الذى بنته اليابان، وبفضله أصبحت منطقة أرض
المعارض القديمة من معاقل الثقافة فى العاصمة المصرية، حيث تتضمن متحف الفن
الحديث، وقصر الفنون ونقابة التشكيليين، والمجلس الأعلى للثقافة ومركز
الإبداع، وصندوق التنمية الثقافية، ومركز الهناجر ومكتبة الموسيقى، والمركز
القومى للترجمة، وإن لم يكن هذا هو الجنون، فماذا يكون؟!
المصري اليوم في
22/06/2010
الفيلمان الفائزان فى تاور مينا وما يمكن نشره عن مناقشات
اللجنة
سمير
فريد – تاورمينا
اشتركت فى لجنة التحكيم الدولية لمهرجان أوبرهاوزن عام ١٩٧٨، وكان أهم
مهرجانات الأفلام القصيرة فى العالم إلى جانب ليزج وكراكوف، وكان رئيس
اللجنة فنان السينما المجرى العالمى اشتنان سابو، مخرج «ميفيستو» وغيره من
روائع السينما، وتشرفت آنذاك بفوز الفيلم المصرى «وصية رجل حكيم فى شؤون
القرية والتعليم»، إخراج داود عبدالسيد، وكانت أول جائزة دولية يحصل عليها
المخرج المصرى الكبير، وكنت أتمنى أن يفوز أحدث أفلامه «رسائل البحر» فى
مهرجان تارومينا أيضاً حيث اشتركت فى عضوية لجنة التحكيم، ولكن ليس كل ما
يتمناه المرء يدركه.
مثل قرارات أى لجنة تحكيم كانت قرارات لجنة تاورمينا بأغلبية الأصوات، ورأت
الأغلبية فوز فيلمى إيطاليا وإسبانيا بثلاث جوائز، وحجب جائزة لجنة التحكيم
الخاصة، واستبعاد فيلمى فرنسا، وفيلم كل من مصر وتركيا وصربيا من الفوز بأى
جوائز، وكم كان من المفيد أن يكون من المسموح نشر مناقشات لجان التحكيم، أو
أن تكون علنية كما طالب شباب السينما فى «ثورة ١٩٦٨»،
ولكن فى حدود المسموح يمكن القول بأن الفيلم المصرى كان الفيلم الثالث بعد
الفيلمين الفائزين الذى نوقش أكثر من أى فيلم آخر من الأفلام السبعة، وكان
المرشح لجائزة لجنة التحكيم التى حجبت فى النهاية وقد تميزت المناقشات
بالنزاهة الكاملة والتعامل مع الأفلام كأعمال فنية من دون النظر إلى
جنسياتها أو جنسيات مخرجيها، وتطرقت إلى العديد من التفاصيل الدرامية
والجمالية الدقيقة.
أما الفيلم الإيطالى «من الوسط وصاعداً»، الذى فاز بجائزة أحسن فيلم وجائزة
أحسن تمثيل لكل من كرستينا كابو توندى، وفيليبو نيجرو، فهو الفيلم الطويل
الرابع لمخرجه جيان فرانكو لازوتى منذ عام ١٩٨٧، أما الفيلم الإسبانى «١٨
وجبة»، الفائز بجائزة أحسن إخراج، فهو الفيلم الطويل الثانى لمخرجه جورجى
كويرا بعد «سنة العلامة» عام ٢٠٠٤، وفى كلا الفيلمين تعبير سينمائى نقى عن
رؤية عميقة لواقع الإنسان المعاصر اليوم ومشاكله الروحية من دون تجريد،
وإنما عبر شخصيات من لحم ودم، وفى صياغة درامية مبتكرة للعلاقة بين الزمان
والمكان
المصري اليوم في
21/06/2010
فيلمان من إيطاليا وإسبانيا يفوزان بكل جوائز
تاورمينا
كتب
سمير فريد – تاورمينا
أعلنت مساء الجمعة جوائز مهرجان تاورمينا الـ٥٦ «١٢-١٨ يونيو» الذى يخصص
مسابقته للأفلام الطويلة من دول البحر الأبيض المتوسط. فاز بجائزة أحسن
فيلم «من الوسط وصاعداً» إخراج جيان فرانكو لازوتى من إيطاليا، كما فاز نفس
الفيلم بجائزة أحسن تمثيل لكل من كرستينا كابو توندى وفيليبو ينجرو، وفاز
بجائزة أحسن إخراج جورجى كويرا عن «١٨ وجبة» من إسبانيا، وحجبت لجنة
التحكيم الدولية التى رأسها ديتر كوسيليك مدير مهرجان برلين جائزة لجنة
التحكيم الخاصة.
وهكذا فاز فيلمان من بين الأفلام السبعة التى عرضت فى المسابقة من ٦ دول هى
إيطاليا وإسبانيا ومصر وتركيا وصربيا وفرنسا التى عرض منها فيلمان، وخرجت
مثل مصر وتركيا وصربيا من دون جوائز اشتركت فى عضوية لجنة التحكيم مع
المخرجة الإسبانية إيزابيل كوشيت والممثلة البرازيلية أليس براجا والممثل
الإيطالى إنرزيكو لو فير سو، وتشرفت بالفيلم المصرى «رسائل البحر» إخراج
داوود عبدالسيد، الذى شرف السينما المصرية فى المهرجان، كما تشرف المهرجان
بحضور مخرجه وممثل الدور الأول فيه آسر ياسين وممثلة أحد الأدوار الرئيسية
بسمة، حيث قامت مديرة المهرجان ديبورا يونج بتقديم الفيلم قبل عرضه، وإدارة
المؤتمر الصحفى بعد العرض، وهو الأمر الذى يحدث نادراً فى أى مهرجان.
عرض الفيلم فى أول أيام المهرجان بعد الافتتاح، وغادر المخرج وبطلاه فى
اليوم التالى مباشرة. ففى كل المهرجانات يتم توجيه الدعوات إلى وفود
الأفلام قبل يوم من العرض وحتى اليوم التالى على أساس أن تتكفل شركة
التوزيع أو الجهة الرسمية التى تمثل السينما فى بلد الفيلم بإقامة الوفد
بقية أيام المهرجان ومن الضرورى بالطبع أن يحضر صناع كل الأفلام كل
المهرجان، حتى يعرفوا مستوى الأفلام التى تتنافس على الجوائز، ويشتركوا فى
المناقشات حولها، ولكن هذا لم يحدث مع وفد الفيلم المصرى مع الأسف.
وواجب وزارة الثقافة أن تتكفل بإقامة وفد أى فيلم مصرى يشترك فى أى مسابقة
دولية إذا لم تفعل شركة التوزيع، خاصة أن الأفلام المصرية لا تشترك كثيراً
فى مسابقات دولية، بل إن «رسائل البحر» أول فيلم مصرى اشترك فى مسابقة
دولية منذ بداية هذا العام الذى وصل إلى منتصفه.
المصري اليوم في
20/06/2010
كل يوم نجم كبير ولكن نجم النجوم كان الغائب
الحاضر
بقلم
سمير فريد
أعلنت مساء أمس جوائز مهرجان تاور مينا الـ٥٦ فى جزيرة صقلية الإيطالية،
والذى يخصص مسابقته لأفلام دول البحر المتوسط منذ دورة ٢٠٠٧، وقد عرفت
الجوائز بالطبع لأننى عضو فى لجنة التحكيم الدولية التى قررتها، ورأسها
ديتركو سليك، مدير مهرجان برلين، منذ مساء الأربعاء، ولكنى التزاماً بعدم
إعلانها قبل حفل الختام، سوف أنشرها فى عدد الأحد حيث إن الطبعة الأولى من
عدد السبت تطبع وتوزع مساء الجمعة.
فى كل يوم من أيام المهرجان السبعة التى بدأت الجمعة، هناك «نجم اليوم» أو
«نجوم اليوم»، فالنجوم فى اليوم الأول هم أعضاء لجنة التحكيم، وفى اليوم
الأخير الفائزون بالجوائز، وما بين اليومين تكريم روبرت دى نيرو وماركو
بيلوكيو وأميركو ستوريتشا وكولين فيرث والمصمم الإيطالى فالينتينو صاحب
ماركة الأزياء والعطور العالمية الشهيرة، ثم هناك جعفر بناهى،
وهو الوحيد الذى غاب عن حضور تكريمه لأنه ممنوع من السفر خارج بلاده إيران،
ولكنه كان نجم نجوم تاور مينا هذا العام رغم غيابه. ومن المعروف أنه اعتقل
فى أول مارس بتهمة الشروع فى صنع فيلم توقعت السلطات أنه «ضد النظام»،
وأفرج عنه بكفالة مائتى ألف دولار أمريكى فى نهاية مايو، إثر حملة عالمية
طالبت بالإفراج عنه، ووصلت إلى ذروتها فى مهرجان كان.
ولا شك أن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها فى تاريخ إرهاب الديكتاتوريات
وقمعها للمفكرين والفنانين، فقد عرفنا من تعرضوا للقمع والإرهاب والسجن
والتعذيب لأنهم اشتركوا فى تنظيمات معادية للديكتاتورية، أو نشروا ضدها، أو
صنعوا أعمالاً فنية، ولكن لم يسبق فى حدود معلوماتى أن أعتقل فنان أو حوكم
لأنه كان «ينوى» صنع عمل فنى ضد النظام كما حدث مع فنان السينما المخرج
جعفر بناهى، الذى لم يعلن أبداً وحتى الآن معارضته للنظام، وإنما معارضته
لممارسات ضد الحريات، مثل حرية التظاهر وحرية التعبير.
أرسل بناهى رسالة مسجلة بالفيديو عرضت فى حفل تكريمه، وفى هذه الرسالة، قال
إنه فوجئ بعد خروجه من السجن بالحملة العالمية التى طالبت بالإفراج عنه،
واكتشف أنه ينتمى إلى عائلة كبيرة هى عائلة صناع الأفلام فى العالم، ووجه
الشكر إلى كل من سانده من أفراد ومؤسسات، وأهدى التكريم إلى سجناء الرأى
الذين لا يزالون فى السجون، ولكنهم لم يحققوا ما حققه من شهرة، وأثبت بذلك
أنه فنان كبير حقاً، وجدير بالتكريم حقاً
المصري اليوم في
19/06/2010
رئيس مهرجان «كان» يكتب سيرته والدورة الـ٦٤ (١١-٢٢ مايو
٢٠١١)
بقلم
سمير فريد
عندما يكون المهرجان سنوياً للسينما، فإن العمل فيه يكون طوال العام، وهى
البدهية التى نفتقدها فى مهرجاناتنا فى مصر مع الأسف الشديد..
وعندما نقول طوال العام لا نعنى مجازاً، وإنما بالفعل، من اليوم التالى
لنهاية الدورة السابقة مباشرة، وكأن الدورة القادمة بعد أيام، فإنتاج
الأفلام لا يتوقف، ومدير المهرجان أياً كان حجم المهرجان الذى يديره يجب أن
يعرف ما الذى يصور، وما الذى على وشك التصوير، وما هى الأفلام الممكن أن
تكون جاهزة فى الموعد المناسب.
وأبسط مظاهر العمل طوال العام الإعلان عن موعد الدورة القادمة فى آخر يوم
(كان الـ٦٤ ينعقد من ١١ إلى ٢٢ مايو ٢٠١١)، وأبسط دليل على حجم إنتاج
الأفلام فى العالم أن سوق كان التى حضرها نحو عشرة آلاف سينمائى واشترك
فيها أكثر من ٤٠٠ شركة من ٩٧ دولة تم فيها تداول ٤ آلاف فيلم ما بين جاهزة
أو تصور أو انتهى تصويرها أو مجرد مشروع،
أما الأفلام الجاهزة وهى حوالى ٥٠٠ فقد عرضت على شاشات السوق الـ٣٣، وكان
منها هذه السنة عشر شاشات ٣D
بعد أن أوشك «أفاتار» على تحقيق ٣ مليارات تذكرة حول العالم، وهو رقم لم
تعرفه السينما منذ اختراعها، ورغم أن هذا النجاح لا يرجع فقط إلى كونه ٣D
، فإنه جعل من هذا النوع من الأفلام الأكثر طلباً فى الدنيا.
ونسبة المشترين والبائعين فى السوق كانت ٦٢٪ من أوروبا، و١٦٪ من آسيا و١٦٪
من الولايات المتحدة، وبقية العالم ٦٪. وهى نسب تدل على وضع أمريكا
اللاتينية وأفريقيا والعالم العربى والشرق الأوسط فى صناعة السينما.
ومن أحداث كان ٢٠١٠ صدور كتاب السيرة الذاتية لرئيس المهرجان جيل جاكوب
بعنوان «الحياة سوف تمر مثل حلم» الذى يصدر بالإنجليزية خريف العام المقبل،
وفيه يروى كيف هرب مع شقيقه وهما طفلان من النازى عندما احتلوا باريس
لأنهما من أسرة يهودية، وكيف أدمن سنوات تناول «الليثيوم»، وعشق السينما
منذ صباه، ومن المعروف أن جاكوب كان ناقداً قبل أن يصبح مديراً لمهرجان كان
عام ١٩٧٧، ثم رئيساً منذ ٢٠٠٠.
وأنه «مواطن كان» الذى استطاع أن يحافظ على مكانة المهرجان باعتباره الأكبر
والأهم فى العالم، وأن يطوره ويبتكر من التقاليد ما جعله «النموذج» لكل
المهرجانات، وليت الدكتور جابر عصفور، مدير المركز القومى للترجمة، يصدر
كتاب جاكوب بالعربية مع صدور ترجمته الإنجليزية، فهو من أهم الشخصيات
الدولية فى الثقافة العالمية.
المصري اليوم في
17/06/2010
جوسلين صعب فى قصيدة من الشعر السينمائى ما بعد
الحداثى
بقلم
سمير فريد
كانت زيارتى لبيروت فى مطلع أبريل خاطفة لأقل من مائة ساعة، ولكنى قضيت
أغلبها مع وليد شميط، وهو من أصدقاء العمر الأعزاء حيث شاهدت على نحو خاطف
أيضاً بيروت التى لم أرها منذ ١٩٨٢، وكنت لا أطيق البعد عنها منذ ١٩٦٩
بمعدل مرتين أو ثلاث كل سنة حتى ١٩٧٥. إنها بالنسبة لى مدينة «الحرية» كما
هى بالنسبة لأغلب المثقفين العرب. وقد دفعت ولاتزال، ثمن «الحرية» الغالى
على كل الناس.
ومن المفاجآت الكبرى فى رحلتى الخاطفة إلى بيروت مجلة «جسد» الفصلية التى
تصدرها وترأس تحريرها الشاعرة والكاتبة جمانة حداد، وكان لابد من زيارة
أكثر من مكتبة من مكتبات بيروت العامرة، واشتريت المجلة من إحدى هذه
المكتبات. كنت قد قرأت عنها وعن «تحررها»، ولكن ليس من يقرأ عنها كالذى
يقرؤها.
إنها حدث فى تاريخ الثقافة العربية فى تناولها الراقى بالكلمة والصورة
لـ«الجنس» فى الحياة والآداب والفنون على نحو يكشف تماماً كل «المسكوت
عنه»، ويدمر تماماً كل «المحرمات» الفارغة. إنها تثبت أن بيروت كانت وسوف
تظل مدينة «الحرية» حقاً.
وعندما دعتنى فنانة السينما اللبنانية والصديقة القديمة العزيزة جوسلين صعب
لمشاهدة فيلمها الجديد «ما الذى يجرى هناك» فى عرض خاص فى إطار سوق مهرجان
«كان» فى مايو الماضى، قرأت فى العناوين أنها كتبت السيناريو مع جمانة حداد
التى لم أتشرف بلقائها شخصياً،
فتفاءلت خيراً، ولكنى لم أكن أتصور أن يأتى الفيلم على ما رأيته عليه من
إبداع. لقد أخرجت جوسلين صعب عشرات الأفلام من كل الأجناس والأطوال منذ نحو
أربعة عقود، ولكن هذا فيلمها الأول الذى يأتى من القلب والعقل معاً ومن
أعمق أعماق الروح ويعبر عن خلاصة تجربتها الطويلة فى الفن والحياة.
تمرد كامل وصفاء مطلق وحرية لا حدود لها فى التعبير عن الحقيقة والخيال
والصدق والكذب من خلال تداعيات كاتب فى بيروت ٢٠١٠ يكتب رواية عن امرأة.
قصة حب من دون حب، وقصة شهوة من دون جنس.
ومن ناحية أخرى، هذا فيلم - وثيقة عن بيروت ليس له مثيل فى التعبير عن جمال
المدينة التى تجمع بين العصور المختلفة، وفيلم - وثيقة ليس له مثيل فى
التعبير عن جمال الطبيعة فى لبنان من البحر إلى الجبل ومن المدن إلى القرى.
إنه قصيدة من الشعر السينمائى ما بعد الحداثى يجمع بين جودار وكلوجه
وستراوب وسايبر برج إلى جرينا واى وغيرهم من صناع ما بعد الحداثة فى
السينما، ولكن فى شكل لبنانى عربى صميم. وهكذا تنتزع الحرية من عنف
الاستبداد.
المصري اليوم في
16/06/2010
بن عمار: أنا من الجنوب ونجحت فى الشمال ولكنى لم أنس
جذورى
بقلم
سمير فريد
هكذا قال التونسى طارق بن عمار، فى مهرجان كان فى الاحتفال بمرور ٣٠ سنة
على عمله فى السينما والتليفزيون كمنتج وموزع وممول ومنشئ للاستديوهات
والمعامل، و٢٠ سنة على تأسيس شركة كوينتا فى باريس مع بيرلوسكونى، رئيس
مجلس وزراء إيطاليا، وكان قد احتفل العام الماضى ببلوغ سن الستين، إنه
الرجل الذى يصفه هيرفى وينشتين بـ«الزعيم»، ويصفه بـ«الصديق».. بيرلوسكونى
وميردوخ والوليد بن طلال، وغيرهم من عمالقة «الميديا» فى العالم.
فى عام ١٩٧٠ أنهى بن عمار دراسته للقانون فى جامعة جورج تاون الأمريكية،
وعاد إلى تونس، ولكنه بدلاً من أن يكون محامياً ودبلوماسياً مثل والده، شغف
بإنتاج الأفلام، وأسس عام ١٩٧٤ استديوهات قارطوجو، التى كانت نقطة تحول فى
تاريخ صناعة السينما فى كل المغرب العربى، وليس فى تونس فقط وقد تم فيها
تصوير أكثر من ٦٠ فيلماً من الأفلام العالمية الكبرى مثل «حرب الكواكب»
و«المريض الإنجليزى» و«اللوح المفقود».
وفى السنوات الثلاث الماضية قام بن عمار بشراء ٤٣ فى المائة من أسهم
استديوهات إكلير فى باريس، وعمرها يزيد على مائة عام وتعتبر أكبر استديوهات
ومعامل فى فرنسا، كما اشترى شركة إيجل للتوزيع فى إيطاليا. فهو يعمل بين
باريس وروما وتونس وهوليوود، حيث أنتج واشترك فى إنتاج ٤٥ فيلماً، ووزع
أكثر من مائة فيلم فى أوروبا وأمريكا ومناطق أخرى من العالم.
وقد كان ما يؤخذ على طارق بن عمار من الذين يهمهم أمر السينما العربية أنه
لا ينتج أفلاماً عربية أو لمخرجين من العرب سواء من مواطنيه من تونس أو
غيرها من البلاد العربية.
ولكن أخباره فى مهرجان كان ٢٠١٠ عبرت عن تغيير سياساته بهذا الخصوص. فقد
ساهم فى إنتاج فيلم رشيد بوشارب «خارج عن القانون»، الذى عرض فى المسابقة،
واشترك فى إنتاج فيلم جوليان شنابل «ميرال» عن قضية فلسطين، والذى سيعرض فى
مسابقة مهرجان فينيسيا المقبل، ويستعد لإنتاج «تهديد أسود» أحدث أفلام جان
جاك آنو عن رواية هانز ريوش «عرب» التى صدرت عام ١٩٥٧ عن العرب وبداية
اكتشاف النفط فى ثلاثينيات القرن الميلادى الماضى بميزانية ٤٠ مليون يورو.
وأعلن بن عمار عن إنشاء «إندبندت فيلم ديفيجن» فى لندن لإنتاج من فيلم إلى
٣ أفلام كل سنة لمخرجين عرب بميزانيات محدودة من ٢ إلى ٤ ملايين يورو، وعهد
بإدارة هذا الفرع إلى الصحفى والخبير السينمائى اللبنانى على جعفر، الذى
كان يعمل مراسلاً لـ«فارايتى» لشؤون الشرق الأوسط. وهو اختيار صائب لشاب
يعرف السينما العربية جيداً.
المصري اليوم في
15/06/2010
تكريم بناهى رغم منعه من السفر مع دى نيرو وكوستوريتشا
وبيلوكيو
بقلم
سمير فريد
يعرض مهرجان تاورمينا الذى افتتح أمس الأول، ويختتم الجمعة بإعلان جوائزه
أكثر من مائة فيلم طويل وقصير من مختلف دول العالم، ويحضره أكثر من مائتى
سينمائى ومنتج وموزع، وأكثر من ألف طالب وطالبة يدرسون السينما فى «معسكرات
الشباب» من إيطاليا ودول أخرى.
تتكون لجنة التحكيم الدولية من خمسة أعضاء يختارون رئيسهم، وهم ديتر كوسليك
مدير مهرجان برلين (ألمانيا) والمخرجة إيزابيل كوازيه (إسبانيا) والممثلة
آليس براجا (البرازيل) والممثل إنريكو لو فيرسو (إيطاليا) وكاتب هذه السطور
(مصر).
يعرض فى المسابقة الفيلم المصرى «رسائل البحر» إخراج داوود عبدالسيد،
والأفلام التالية:
■ فرنسا:
- نحن ثلاثة إخراج رينو برتراند
- بنات إخراج ياسمين رضا
■ إيطاليا:
- الحياة فى أبلو إخراج جيان فرانكو لازوتى
■ إسبانيا:
- ١٨ وجبة إخراج جورجى كويرا
■ تركيا:
- تحول فى اتجاهين إخراج ياجمور ودوريول تايلان
■ صربيا:
- بعض قصص أخرى إخراج إيفونا جوكا وآنا ماريا روسى وأينس تانوفيك وماريجا
دزدزيفا وهانا سلاك
جائزة تاورمينا للفنون فاز بها هذا العام فنان السينما الإيرانى العالمى
جعفر بناهى الذى أفرج عنه أخيراً ولكنه ممنوع من السفر، وروبرت دى نيرو،
وماركو بيلوكيو، والممثل البريطانى كولين فيرث، والمنتج الإيطالى فرانشسكو
ألياتا دى فيلا فرانكا.
وفاز أمير كوستوريتشا بجائزة مؤسسة روما لحوار الثقافات. وفاز المصمم
الإيطالى فالينتينو جارافانى صاحب الماركة العالمية فالينتينو بجائزة مدينة
تاورمينا، ويعرض المهرجان من أفلامه «الإمبراطور الأخير» إخراج بيرتولوتشى
حيث قام فالينتينو بتصميم الأزياء.
ومن بين هذه الأسماء الكبيرة التى تضع المهرجان فى مصاف المهرجانات الدولية
المرموقة أربعة يلقون دروس السينما على الطلبة وهم دى نيرو وبيلوكيو
وكوستوريتشا ودى فيلا فرانكا إلى جانب المخرج الإيطالى داريو أرجينتو.
وفى هذه الدروس الخمسة يعبر كل منهم عن خلاصة تجربته فى السينما مع عرض
فيلم من الأفلام التى صنعها، أو يجب أن يعرضها من تاريخ السينما، وإلى جانب
الدروس هناك مائدة مستديرة عن السينما الإسبانية ضيف شرف الدورة.
المصري اليوم في
14/06/2010
العودة إلى تاورمينا حيث لم يبق من العرب سوى
النخيل
بقلم
سمير فريد – تاورمينا
مرة ثانية أحضر مهرجان تاورمينا فى دورته الـ٥٦ التى افتتحت أمس بعد أن
حضرت دورة ٢٠٠٧، حيث تم الاحتفال بمئوية السينما المصرية. ولكنى هذه المرة
أحضره بوصفى عضواً فى لجنة التحكيم الدولية التى يشترك فى عضويتها ديتر
كوسليك مدير مهرجان برلين.
تاورمينا إحدى المقاطعات التسع لجزيرة صقلية الإيطالية، أكبر جزر البحر
الأبيض المتوسط، وإذا كانت باليرمو هى العاصمة الإدارية للجزيرة التى تُحكم
ذاتياً فى إطار الجمهورية الإيطالية، فإن كاتانيا هى العاصمة الاقتصادية،
وتاورمينا هى العاصمة الثقافية. وهى لا تعتبر كذلك بسبب مهرجان السينما
العريق فقط، وإنما لتعدد المتاحف والمعارض ومهرجانات الفنون والآداب،
ولوجود المسرح اليونانى الرومانى منذ ٢٣٠٠ سنة.
ومثل غيرها من جزر المتوسط صنعت الجغرافيا والجشع الإنسانى تاريخ صقلية،
فقد كانت هذه الجزر محطات لغزاة أوروبا من الشرق، وغزاة الشرق من أوروبا من
الفينيقيين والإغريق والرومان إلى البيزنطيين والعرب المسلمين، الذين
احتلوها على التوالى، ودام الاحتلال العربى أكثر من ٢٠٠ سنة منذ القرن
التاسع الميلادى، وفى مقاطعة سيراكوزا يتجسد التاريخ فى أطلال معبد أبولو
الذى تحول إلى كنيسة تم تحول إلى مسجد، ولم يبق من آثار العرب سوى النخيل
وبعض الكلمات فى لهجة السكان.
ولاشك أن سكان تاورمينا وصقلية عموماً يسعدون بأن يعرف العالم بلادهم كبلد
لمهرجان سينما دولى وعريق عمره ٥٦ سنة بدلاً أو إلى جانب شهرة صقلية
باعتبارها بلد «المافيا»، أو حتى شهرة بركان إتنا باعتباره الأكبر فى
أوروبا والأنشط فى العالم، وكانت آخر ثوراته عام ٢٠٠٢، وهو يقع فى جبل إتنا
الذى تطل عليه تاورمينا مباشرة، وكان العرب يطلقون عليه جبل النار.
يتكون مهرجان تاورمينا ٢٠١٠ من عشرة أقسام، هى مسابقة أفلام دول البحر
المتوسط، حيث تمنح لجنة التحكيم ٤ جوائز لأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن
تمثيل وجائزة خاصة، ومسابقة دولية حيث يمنح الجمهور جائزة أحسن فيلم،
ومسابقة للأفلام الصقلية القصيرة، حيث يمنح الجمهور أيضاً جائزة أحسن فيلم،
وبرنامج خارج المسابقات وبرنامج ضيف الشرف (هذا العام إسبانيا بعد مصر
وتركيا وفرنسا)، وبرنامج معسكرات الشباب الذى ابتكره كوسليك فى مهرجان
برلين، وبرنامج خاص عن السينما البرازيلية، وبرنامج دروس السينما، والمعارض
الفوتوغرافية، وسوق الفيلم، كما أن هناك جائزة تاورمينا للفنون، وجائزة
مؤسسة روما لحوار الثقافات (مع هوليوود ريبورتر).
المصري اليوم في
13/06/2010
«رسائل
البحر» يعبر بالسينما المصرية البحر الأبيض لأول مرة
هذا العام
بقلم
سمير فريد – تاورمينا
اليوم افتتاح مهرجان «تاورمينا» السينمائى الدولى الـ٥٦ الذى ينعقد فى
جزيرة صقلية الإيطالية، ويخصص مسابقته لأفلام دول البحر المتوسط، منذ أن
تولت إدارته الناقدة الأمريكية ديبورا يونج عام ٢٠٠٧، والمعروفة بخبرتها فى
سينما البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط عبر عملها ثلاثة عقود فى
«فارايتى» من ١٩٨٢، ثم فى «هوليوود ريبورتر» منذ سنوات.
تربطنى صداقة طويلة وغالية مع ديبورا يونج منذ أن قدمها لى الصحفى الأمريكى
المخضرم هانك وربا عام ١٩٨٢ فى مهرجان قرطاج فى تونس، وكان مدير مكتب «فارايتى»
فى روما، وكنت أعمل فيها ناقداً ومراسلاً من القاهرة، وطلب منى مساعدتها
على إدراك الخلفيات المركبة لأفلام العرب فى المشرق والمغرب، وكم كان حزننا
معاً كبيراً عندما توفى هانك وربا.
ديبورا يونج من المثقفين الأمريكيين ذوى النزعة الإنسانية الذين ما إن
يخرجوا من أمريكا حتى يدركوا أن العالم أكبر من أن ينتهى عند سان فرانسيسكو
من ناحية، ونيويورك من الناحية الأخرى، ولذلك أقامت فى روما دون أن تقطع
الصلة مع بلادها، وأتقنت الإيطالية والفرنسية إلى جانب الإنجليزية، وكادت
تتعلم العربية والفارسية، ومقالاتها عن أفلام المنطقة التى نعيش فيها مرجع
أساسى لكل باحث، ولكن تواضعها يحول دون إصدارها فى كتاب، وهو تواضع فى غير
محله.
ولا شك أن معرفة ديبورا يونج بأفلام المنطقة كانت وراء قرارها بأن تكون
مسابقة تاورمينا لأفلام دول المتوسط عندما تولت إدارته، وكانت قبل ذلك
مسابقة دولية لمدة تزيد على نصف قرن، وكذلك معرفتها بأنها لا تستطيع إقامة
مسابقة دولية حقيقية بعد أسابيع من مهرجان «كان»، وقبل أسابيع من مهرجان
فينسيا، والمسابقة الإقليمية لم تنف دولية المهرجان الذى يعرض خارج
المسابقة أفلاماً من كل دول العالم.
والمعرفة بأفلام المنطقة أيضاً كانت وراء قرار الناقدة الكبيرة الاحتفال
بمئوية السينما المصرية عام ٢٠٠٧ باعتبارها أهم سينما فى الشرق الأوسط
وأفريقيا ومن أهم سينمات العالم، وفى العام التالى ٢٠٠٨ فاز الفيلم المصرى
«عين شمس» إخراج إبراهيم البطوط بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم، وهو حدث نادر
فى تاريخ السينما المصرية،
وفى هذا العام يعرض فى المسابقة «رسائل البحر» إخراج داوود عبدالسيد، وبذلك
يعبر الفيلم بالسينما المصرية البحر الأبيض لأول مرة هذا العام، بعد أن
غابت أفلامنا عن كل المهرجانات منذ بدايته، وهو اختيار صائب لأحسن فيلم
مصرى عام ٢٠١٠، ولا شك أن تاورمينا سوف يكون نافذته إلى العالم كله.
المصري اليوم في
12/06/2010
دورة تاريخية للاحتفال باليوبيل الذهبى لأكبر مهرجان دولى
لأفلام التحريك
بقلم
سمير فريد
افتتح الأحد، فى مدينة أنسى الفرنسية مهرجان أفلام التحريك الدولى الذى
يعتبر أكبر مهرجان فى العالم لهذا الجنس من أجناس الفن السينمائى، أو «كان
التحريك» نسبة إلى مهرجان كان الأكبر الذى يشمل كل الأجناس والأطوال، والذى
يقام فى فرنسا أيضاً، ومن الجدير بالذكر أن فرنسا تشهد كذلك كل سنة أكبر
مهرجانات الأفلام القصيرة وهو كليرمون فران.
أتشرف كثيراً بأننى كنت أول ناقد للأفلام فى الصحافة المصرية يهتم بالأفلام
الطويلة والقصيرة معاً، ومن كل أجناس السينما منذ بداية عملى فى الصحافة
عام ١٩٦٥.
كما تشرفت بعضوية لجنة التحكيم الدولية فى مهرجان أنسى لأفلام التحريك عام
١٩٩٨، وكم كنت أتمنى أن تترجم كلمة أنيما شان المشتقة من أنيما أى الروح
بكلمة أخرى غير التحريك ثقيلة الوطء بالعربية، ولكن الشائع الخطأ خير من
الصحيح المهجور كما يقول المناطقة واللغويون.
أنسى ٢٠١٠ الذى ينعقد حتى السبت، حيث تعلن جوائزه ليس دورة عادية، وإنما
دورة اليوبيل الذهبى، أى مرور ٥٠ سنة على انعقاد دورته الأولى عام ١٩٦٠،
ويعرض المهرجان ٢٢٤ فيلماً من مختلف دول العالم منها ١٧٣ فى المسابقة و٥١
خارج المسابقة (٦ أفلام طويلة و٤٥ فيلماً قصيراً). أما أفلام المسابقة فهى:
٧ أفلام طويلة
٣٩ فيلماً قصيراً
٥١ فيلماً تخرج طلبة
٣٨ مسلسلاً تليفزيونياً
٧ مسلسلات تليفزيونية خاصة
٦ أفلام تعليمية وعلمية وصناعية
١٩ إعلاناً
٦ أغانى فيديو كليب
وهذا التصنيف ذاته، الذى يشمل كل أشكال التعبير بالتحريك، هو درس علمى لمن
يريد أن يتعلم. وتحتفل إدارة المهرجان باليوبيل الذهبى على نحو نموذجى هو
بدوره درس علمى لمن يريد أن يتعلم كيف يتحول الاحتفال اليوبيلى إلى حدث لا
ينسى فى تاريخ أى فن. فهناك ٥ برامج للأفلام الفائزة بجوائز المهرجان،
وتصدر كلها على دى فى دى، و٣ برامج للأفلام المهمة التى أنتجت فى ٥٠ سنة
ولم يتمكن المهرجان من عرضها، وكتاب عن المهرجان فى ٥٠ سنة، وآخر عن أفلام
التحريك بأقلام ٥٠ من كبار صناعها فى العالم، ومعرض لأصول الكتاب من لوحات،
ويوجه المهرجان الدعوة لـ٥٠ من الفائزين بجوائزه لحضوره، وكما نقول فى مصر
عقبال ميت سنة.
المصري اليوم في
10/06/2010
اليوم يبدأ برنامج «السينما الأمريكية وحرب العراق» فى
العاصمة الأردنية
بقلم
سمير فريد
يبدأ اليوم برنامج «السينما الأمريكية وحرب العراق»، فى العاصمة الأردنية
عمان حتى ١٤ يونيو، ويعرض ٥ أفلام طويلة «فيلمين روائيين وثلاثة أفلام
تسجيلية» بواقع فيلم كل يوم تعقبه مناقشة مع الجمهور. ينظم البرنامج مدرسة
الفنون بجامعة كولومبيا الأمريكية ومركز أبحاث الشرق الأوسط بنفس الجامعة،
بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
إلى جانب دول الخليج الست بأوضاعها الخاصة، سوف نجد فى المشرق العربى مملكة
واحدة فى الأردن، وفى المغرب العربى مملكة واحدة أيضاً فى المغرب، وقد
تصادف أن تولى المملكتين ملكان شابان هما عبدالله بن الحسين فى المملكة
الأردنية الهاشمية، ومحمد بن الحسن فى المملكة المغربية، ولكنها لم تكن
صدفة أن يشهد البلدان فى عهدهما اهتماماً كبيراً بالسينما، فهما ملكان
شابان عصريان، وبالتالى فالسينما من المكونات الأساسية لثقافتهما.
ومن بين أهم مظاهر الاهتمام بالسينما فى أردن الملك عبدالله الثانى إنشاء
الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التى تنظم البرنامج الذى يبدأ اليوم مع
جامعة كولومبيا، وقد اختار الأفلام الباحث الأمريكى العالمى ريتشارد بينا،
أستاذ الدراسات السينمائية فى الجامعة، ومدير برامج مركز لينكولن فى
نيويورك، ورئيس لجان برامج مهرجان نيويورك وشاركته فى الاختيار المخرجة
الأردنية الفلسطينية المرموقة آن مارى جاسر (مخرجة فيلم «ملح هذا البحر»).
يعرض اليوم فى افتتاح البرنامج «خزانة الألم» إخراج كاترين بيجلو الذى صور
فى الأردن وفاز فى مارس الماضى بـ٦ جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن
إخراج لمخرجته التى أصبحت أول مخرجة تفوز بالأوسكار (انظر «صوت وصورة» ١١
مارس) ويعرض غداً «منطقة خضراء» إخراج بول جرينجراس (انظر «صوت وصورة» أول
أبريل).
أما الأفلام التسجيلية الطويلة الثلاثة فهى «قصر جونر» إخراج ميشيل توكر
وبيترا إيبرلين (٢٠٠٤) و«الكلمة للمقاومة» إخراج ستيف كونورز ومولى بينجهام
(٢٠٠٥) و«بلادى بلادى» إخراج لاورا بوتيراس (٢٠٠٦)، الذى رشح لأوسكار أحسن
فيلم تسجيلى طويل.
وقد وجهت لى إدارة البرنامج الدعوة للاشتراك فى مناقشة الفيلمين الروائيين
اليوم وغداً مع ريتشارد بينا، وهو صديق قديم عزيز منذ نحو عشرين عاماً
يسعدنى أن ألتقى معه أخيراً فى ندوة عامة، وكان قد دعانى لندوة عن السينما
الإيرانية فى نيويورك، واعتذرت عن عدم حضورها فى آخر لحظة لظروف خاصة، وكان
افتتاح الندوة يوم ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وكم كانت رحمة الله بى كبيرة بغير حدود.
المصري اليوم في
09/06/2010
قطر تعلن إنشاء مؤسسة وطنية دولية للسينما فى مهرجان
«كان»
بقلم
سمير فريد
شهدت سوق مهرجان «كان» مكاتب من سبع دول عربية هى مصر ولبنان والأردن
والإمارات وقطر وتونس والمغرب مما جعل للسينما العربية تواجداً واضحاً، رغم
عدم وجود أفلام عربية فى برامج المهرجان، وخاصة مع نشر إعلانات كثيرة عن
مؤسسات ومهرجانات الإمارات وقطر، وأخرى قليلة عن مؤسسات مصر. ولكن الحدث
العربى الذى لفت الأنظار بقوة كان إعلان قطر إنشاء مؤسسة جديدة باسم «مؤسسة
الدوحة للسينما» أو «دوحة فيلم إنستيتيوت».
تجمع المؤسسة وتنظم وتطور كل أشكال الاهتمام بالسينما فى قطر، التى بدأت فى
السنوات الماضية من تعليم وتثقيف ودعم للإنتاج والتوزيع ودور العرض، والعمل
على تأسيس صناعة سينما وطنية، والتطلع إلى دور فاعل إقليمياً ودولياً فى
نفس الوقت. ولم يكن من الغريب أن تكون الأميرة الميساء بنت حمد بن خليفة آل
ثان أمير قطر هى مؤسس ورئيس المؤسسة الجديدة، فهى شخصية عصرية مثقفة درست
السينما فى نيويورك، وكانت وراء تفعيل دور السينما فى بلادها.
«مؤسسة الدوحة للسينما» وهى الترجمة العربية المناسبة بالإنجليزية حيث
ارتبطت كلمة إنستيتيوت (معهد) بالتعليم فقط فى العربية، تجمع الاتفاق الذى
وقع مع مؤسسة سينما العالم التى يرأسها سكورسيزى لترميم وحفظ الأفلام ذات
القيمة الثقافية المتميزة، ومنها الفيلم المصرى القصير «الفلاح الفصيح»
إخراج شادى عبدالسلام الذى عُرض فى برنامج «كلاسيكيات كان» هذا العام.
والاتفاق مع مركز «ماشيا فيلم لاب» للتعليم والتدريب وترأسه فنانة السينما
الهندية العالمية ميراناير. والاتفاق مع شركة ترابيكا التى يرأسها روبرت دى
نيرو وتنظم مهرجان ترابيكا فى نيويورك لتنظيم مهرجان الدوحة ترابيكا الذى
عقد دورته الأولى فى العام الماضى. والجديد مع إنشاء المؤسسة الجديدة إنشاء
«سينماتيك» عربى ودولى وهو ما لا يتوفر فى أى دولة عربية أخرى بما فى ذلك
مصر صاحبة التاريخ الطويل فى السينما.
أيضاً الإعلان عن دعم عشرة أفلام عربية كل سنة، وإنشاء مسابقة للأفلام
العربية وصناع السينما العرب فى مهرجان الدوحة ترابيكا الثانى (٢٦ - ٣٠
أكتوبر ٢٠١٠) تمنح فيها لجنة التحكيم جائزة لأحسن فيلم (١٠٠ ألف دولار
أمريكى) ومثلها لأحسن صانع أفلام عربى إلى جانب جائزة الجمهور لأحسن فيلم
روائى (١٠٠ ألف دولار) ومثلها لأحسن فيلم تسجيلى.
المصري اليوم في
08/06/2010
ولكن لماذا يضع وزير الثقافة الحالى خطة وزير الثقافة
القادم
بقلم
سمير فريد
صرح فاروق حسنى، وزير الثقافة فى اجتماع المجلس الأعلى للثقافة الأسبوع
الماضى بأن «مؤتمر المثقفين» المقرر انعقاده فى وقت لاحق ليس من أجل وضع
خطة للوزارة الحالية التى يقودها منذ عقدين ويزيد، وإنما لوضع خطة وزير
الثقافة القادم الذى سيأتى بعده!
وهذا أغرب تصريح لوزير الثقافة لأن المنطق البسيط يفترض أن على ذلك الوزير
القادم وضع خطة وزارته بنفسه سواء عن طريق مؤتمر للمثقفين أو من دون أى
مؤتمر، لا أن ينفذ خطة وضعها الوزير السابق، والأصل أن تكون هناك أهداف
استراتيجية لـ«الدولة» من وجود وزارة تسمى «الثقافة» يعمل على تحقيقها كل
الوزراء الذين يتولون هذه الوزارة، كل بأسلوبه الخاص، وبناء على الخطة التى
يضعها مع قيادات أجهزة الوزارة الذين يختارهم لتنفيذها.
وإذا كان ثمة دور لـ«المثقفين» أو الرأى العام بين الكتاب والأدباء
والشعراء والمفكرين والفنانين فى مجالات الإبداع الفنى من مسرح وسينما
وموسيقى وفنون تشكيلية وعمارة فهو المساهمة فى تحديد الأهداف الاستراتيجية
لوزارة الثقافة، وليس وضع خطة تنفيذية لهذا الوزير أو ذاك، فضلاً عن أن
البيروقراطية المصرية لم تسمح أبداً بأن يتجاوز دور الرأى العام وضع
توصيات، وربما لن تسمح بغير ذلك على المدى المنظور.
وتعبر لجان المجلس الأعلى للثقافة عن قطاع عريض من الرأى العام للمثقفين فى
مصر بالفعل، وتغنى عن عقد مؤتمر عام.. وربما تكون المشكلة الأساسية فى بنية
المجلس الأعلى أن مقررى تلك اللجان ليسوا من أعضاء المجلس،
أما إذا كان المقصود من المؤتمر العام أن يشمل من يرفضون عضوية اللجان، أو
من يفضلون عدم التعاون مع وزارة الثقافة على أى نحو لسبب أو آخر أو حتى من
دون سبب لأن الأصل فى المثقف أن يكون مستقلاً، والأصل فى الثقافة ألا ترتبط
بوجود أو عدم وجود وزارة، فهؤلاء لن يقبلوا الدعوة إلى المؤتمر العام
اتساقاً مع مواقفهم.
والرغبة الحكومية فى ضم المستقلين تحت جناحها أثر من آثار نظم حكم الحزب
الواحد الشمولية التى لا تريد لأحد أن يكون مستقلاً أما فى نظم الحكم
الديمقراطية التى تقوم على تداول السلطة بين الأحزاب، فالمثقفون هم الذين
يؤسسون الأحزاب، وهم الذين يتداولون السلطة، وبالتالى لا يوجد مثقف حكومى
وآخر مستقل، وإنما الجميع مستقلون ويحترمون الاختلاف بينهم.
المصري اليوم في
06/06/2010
وفاة دينيس هوبر أيقونة متمردى الستينيات فى
هوليوود
بقلم
سمير فريد
توفى السبت الماضى الممثل والمخرج الأمريكى دينيس هوبر عن ٧٤ عاماً بعد
معاناة طويلة مع مرض السرطان جعلت وزنه ٤٥ كيلوجراماً، وبعد شهرين فقط من
«اعتراف» هوليوود به، ووضع اسمه فى نجمة على الرصيف الشهير بأسماء كبار
مدينة السينما، وكانت فرنسا قد كرمته قبل هوليوود عندما فاز بوسام فارس
للفنون والآداب.
لم يكن هوبر (١٩٣٦ - ٢٠١٠) ممثلاً عبقرياً ولا مخرجاً فذاً، ولكنه كان
موهوباً ومثقفاً ومتذوقاً للفنون حتى أن بيته فى لوس أنجيلوس من تصميم
المعمارى العالمى فرانك جيرى أحد أعلام العمارة فى القرن العشرين، بل ومارس
هوبر الرسم، وأقيم معرض شامل للوحاته فى هولندا العام الماضى.
ولم يكن من الغريب أن تكرمه هوليوود وهو يحتضر، ولا أن تكرمه باريس قبل أن
يمرض، فقد كان متمرداً على التقاليد الهوليوودية المرتبطة بالسوق منذ أن
مثل أول أفلامه «تمرد بلا سبب» مع جيمس دين عام ١٩٥٥، ثم مثل معه «العملاق»
فى العام التالى، وكان هوبر على موعد مع التاريخ عام ١٩٦٩ عندما أخرج «إيزى
رايدر» واشترك فى كتابته مع منتجه بيتر فوندا وتيرى سوثيرن، وفى تمثيله مع
فوندا وجاك نيكلسون.
ترددت أصداء ثورة الشباب عام ١٩٦٨، ومن بينهم شباب السينما، ووصلت إلى
أمريكا، ثم وصلت إلىِ هوليوود فى «إيزى رايدر»، والعنوان يترجم حرفياً
«راكب سهل»، ولكن من الخطأ ترجمته لأن المعنى المقصود أكثر تركيباً، وفى
هذا الفيلم يتجول أبطاله الشباب على «موتوسيكلات» ويقطعون أمريكا طولاً
وعرضاً ويعلنون بياناً سياسياً واجتماعياً كاملاً يعبر عن وجهة نظرهم فى كل
شىء.
تكلف الفيلم ٣٨٠ ألف دولار وهى تكلفة محدودة للغاية فى هوليوود آنذاك، وحقق
نجاحاً هائلاً ووصلت إيراداته، فى أمريكا والعالم لأكثر من ٤٠ مليون دولار،
كما اشترك فى مسابقة مهرجان كان ١٩٦٩ وفاز بجائزة أحسن سيناريو، وكانت
الدورة الأولى بعد أن أوقفت ثورة الشباب دورة ١٩٦٨ احتجاجاً على اختيار
الحكومات لأفلام المهرجان.
تحمست شركات هوليوود الكبرى للعمل مع هوبر بعد هذه الإيرادات، وعهدت إليه
بإخراج «الفيلم الأخير» عام ١٩٧١، ولكن الفيلم فشل فشلاً ذريعاً، فطردته من
جنتها منذ ذلك الحين، ولم تتذكره إلا قبل أسابيع من وفاته.
المصري اليوم في
05/06/2010
«المصرى»
الذى يواجه الألم بالسخرية العميقة والنكات اللاذعة
والإيمان القوى
بقلم
سمير فريد
حال حضورى مهرجان كان دون المشاركة فى وداع الكاتب والصحفى الكبير محمود
السعدنى (١٩٢٧ - ٢٠١٠) وتقديم واجب العزاء لأسرته وشقيقه الممثل المبدع
صلاح السعدنى، وابنه الصحفى اللامع أكرم السعدنى.
وعندما عدت من المهرجان قرأت فى الصحف والمجلات الكثير من المقالات التى
تعطى محمود السعدنى حقه، باعتباره من أعلام الصحافة المصرية فى القرن
العشرين، ويبرز من بين ما نشر العدد الخاص من «صباح الخير» التى رأس
تحريرها الراحل الكريم فى الستينيات، ويرأس تحريرها الآن محمد عبدالنور،
وهو من القيادات الصحفية النابغة من الأجيال الجديدة.
وقرأت أن المئات من المثقفين، من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، كانوا
فى وداع محمود السعدنى، ولا غرابة فى ذلك، فالوطنية عنده كانت وطنية الفلاح
الفطرية المرتبطة بالأرض، والتى تعلو فوق كل «الأيديولوجيات»، وقرأت أن
مئات البسطاء من الرجال والنساء شاركوا فى وداعه مع المثقفين، ولا غرابة فى
ذلك أيضاً، قد عبر عنهم فى كل كتاباته، ودافع عن حقوقهم منذ أن عمل فى
الصحافة فى أربعينيات القرن الميلادى الماضي، ودفع الثمن غالياً من حريته
عندما اعتقل فى عهد الملك فاروق قبل ثورة يوليو، وفى عهدى عبدالناصر
والسادات بعد الثورة، وعندما عاش فى المنافى عشر سنوات ويزيد حتى ١٩٨٢.
وقد عُرف محمود السعدنى بـ«الكاتب الساخر»، ولكنه لم يكن من الكتاب
الساخرين الذين يستهدفون إثارة ضحك القراء وتسليتهم، وإنما كان فى سخريته
يعبر عن بعد مهم من أبعاد الشخصية المصرية التى تواجه الألم بالسخرية
العميقة والنكات اللاذعة والإيمان الدينى القوى فى الوقت نفسه. ولذلك فإن
من بين كتبه «ألحان من السماء» ١٩٥٩ عن مقرئى القرآن الكريم، و«المضحكون»
١٩٦٧ عن نجوم الكوميديا فى المسرح والسينما.
وسواء فى كتاباته الأدبية من قصص وروايات ومسرحيات، أو فى كتاباته الصحفية
من مقالات وكتب سياسية واجتماعية، امتلك محمود السعدنى أسلوباً متفرداً جمع
بين فصاحة العامية المصرية وعبقرية الفصحى العربية، وبين الهندسة الداخلية
الدقيقة والحديث من القلب والعقل معاً، وإن بدت كتاباته وكأنها عفوية
وصادرة من القلب فقط على نحو عاطفى. وقد كتب سيرته فى عدة كتب، ولكنها ليست
«مذكرات شخصية»، وإنما «عالم كامل» يلخص حياته الحافلة وعصره المتقلب.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
01/06/2010 |