للمسلسل المصري 'رأفت الهجان' ذكرى عزيزة على قلبي. ليس للأمر
أدنى صلة بفكرة أن رجل المخابرات العربي المفترض حقق نصرا
مؤزرا على دولة الاحتلال.
فيكفي لأحسن أمثولة وأرفع أسطورة أن تعالجها أيدي كتاب الدراما وأهل
التلفزيون
والسينما في مصر حتى تتحول إلى أضحوكة مثيرة للسخرية (فيما عدا استثناءات
قليلة
تؤكد القاعدة ولا تنفيها) فكيف إن كانت الحال أن القصة ككل
مشكوك فيها: سواء من
خلال العجز القصصي الذي انطوت عليه الحكاية كما جاءت في المسلسل؛ او كما
ذكر كتاب
ومحللون وأهل رأي مصريون آخرهم كان محمد حسنين هيكل وسمى بعضهم البطل باسم
'رأفت
الهجاص'؛ للتدليل على استيلاء الهذر والصناعة على حكاية المخبر
الجهبذ الأقرب
للخرافة منها للحقيقة.
لكن هذا كله لا يمحو الذكرى الطيبة من قلبي؛ ففي السنة
التي عرض فيها المسلسل لأول مرة في رمضان من ذلك العام اتخذت أسرتنا قرارا
استراتيجيا حاسما فيما يخص 'قطائف' الشهر الكريم. نعم أيها الإخوة القراء؛
ففي ذلك
العام المجيد قررت أسرتنا أن تصب عجينة القطائف الرمضانية في
البيت وتستغني عن شراء
الأقراص الذهبية من السوق في خطوة هدفت لتحقيق المزيد من استقلال القرار
وإشاعة
المزيد من اجواء 'الغلبة' في بيتنا في نهارات رمضان (وكأن تحضير السلطة
اليومية على
يد الوالد أطال الله في عمره لم يخلق ما يكفي من التوتر والاضطراب
والازدحام).
في تلك الأيام الوادعة كنت أرقب التمدد البطيئ لعجينة القطائف
المنسابة على السطح الساخن الأملس مثل حمم البراكين البازلتية
التي تنساب من الأرض
بهدوء ودون تفجر من فوهة بركان. وكانت الفجوات الاسفنجية الدقيقة تتشكل
الواحدة تلو
الأخرى وببطء؛ هذا فيما القرص ينضج. وكلما كانت فجوة اسفنجية دقيقة تتقعر
في القرص
كانت موسيقى 'رأفت الهجان' التصويرية تضطرم؛ هذا بينما 'محسن
بيك ممتاز' يؤكد وهو
يخاطب محمود عبد العزيز أن 'مصر محتاجالك يا رأفت'. وكان يوسف شعبان كلما
لمح مسحة
تردد على وجه المخبر الفلتة الذي كان على موعد مع 'تكسير الدنيا' و'هز
الأرض' في
ثلاثة أجزاء متعاقبة كلما قرأ محسن بيك هذا التردد انبرى
بعبارة 'مصر محتاجالك يا
رأفت'؛ ليعاود محمود عبدالعزيز التماسك والتوحد خلف الهدف النبيل الذي رسمه
له
الكاتب صالح مرسي في الدراما المتخيلة المذكورة.
كانت الأيام غير الأيام. صحيح
أن مصر كانت في حينه تتظلل أفياء 'كامب ديفيد' والعلاقات مع الكيان كما هي
الآن؛
لكن 'النظام الرسمي العربي' كان لما ينحدر بعد إلى ما آلت إليه
حالنا. كان التطبيع
مع العدو الصهيوني عدلا بالكفر حتى في معايير الأوساط شبه الرسمية في مصر
واذكر أن
طاقم 'رأفت الهجان' استقبل دعوة السفير الصهيوني لهم حضور حفل بمناسبة ذكرى
قيام
دولة الكيان استقبلوها بالغضب الشديد. وكثيرا ما نقلت الأخبار
في تلك الأيام قيام
هذا الممثل المصري أو ذاك بطرد السفير الصهيوني أو دبلوماسي من فريقه من
المسرح؛
لدى معرفة الممثل بقدوم الضيف العدو لمشاهدة عمله. كانت مصر الشعبية ولما
تزل ضد
الكيان؛ وكانت مصر الرسمية متحفظة في العلاقة مع الكيان
وتتعامل مع الأمر على أساس
أنه المحظور الذي أباحته الضرورة.
أما الآن فنحن في عصر أبي الغيط وما بعد أبي
الغيط. عصر إعلان الحرب على غزة من قاهرة المعز(رغم أن الفاطميين كانوا على
عداء
مستحكم مع المتن العام للأمة إلا أنهم اضطروا للاشتباك مع الصليبيين في حرب
ضروس
على الأقل في موجة هجومهم الأولى على الشرق؛ ولا يبدو أن نخوة
الفاطميين الناقصة
والاضطرارية تلك قد بقي منها وديعة في شرم الشيخ). إنه عصر منع المساعدات
عن غزة
ومساعدة الصهاينة في حصارها. إنه عصر ضرب السفن التي تغيث غزة وعصر منعها
من الوصول
للمياه الفلسطينية. إنه عصر ترك البضائع المرسلة لفلسطين تتعفن وتتلف في
المخازن؛
وعصر صنع المستحيل للحؤول دون إغاثة المذبوحين في القطاع
الجريح. إنه عصر خنق
الفلسطينيين واضطرارهم لحفر الأنفاق؛ حتى إذا ما حفروها استخدم الامن
المصري
الغازات السامة لقتل الناس فيها وإبادتهم مثل القوارض والحشرات. إنه عصر
اعتقال
الفلسطينيين أثناء سفرهم الاضطراري خلال مصر وتعذيبهم وسومهم
سوء العذاب ليدلوا على
أسلحة حماس ومكان إخفاء 'غلعاد شاليط'! وفي غياب تام لوطنية 'محسن بيك
ممتاز' بقي
الشعب الفلسطيني مع خلف كجلد الأجرب لا تقتصر لائحة أسمائهم على 'عمر بيك
سليمان'
و'أحمد بيك أبو الغيط' و'حسام بيك زكي' و'عماد بيك أديب' و'أسامة بيك
سرايا' وباقي
قائمة بكوات العصر الصهيوني الطويلة!
فهل من المستغرب والحال هذه أن ترسل مصر
ضباط مخابرات إلى داخل غزة كما كشف فتحي حماد مؤخرا؟ وهل من العجيب أن نصل
بعد كل
هذه المقدمات المخزية إلى هذه النتيجة المريعة؟
لكن ماذا كان خليفة 'يوسف
شعبان' يقول لخليفة محمود عبدالعزيز في هذه الحلقة من هذا المسلسل الواقعي
لا
الموهوم - وهو يجنده ويعده للحرب ضد 'الأعداء' في غزة؟ هل كان يشجعه بالقول
أن 'مصر
محتجالك يا مخبر'؟ الأحرى أنه كان يقول له 'جمال محتاجلك يا مخبر'؛ أو أن
أبا جمال 'محتاجلك عشان يمدد؛ يا مخبر' على اعتبار أن
'مصر محتجالك' (قديمة) ولم تعد تنطلي
على أحد في هذا العصر الصهيوني!
أعترف أن بعض أقراص القطائف كانت قد احترقت في
تلك الأيام الخالية وأنا منشغل بمتابعة لحظات رأفت الهجان الحرجة. وكنت
استشيط غضبا
وحزنا على الأقراص التي لو أدركتها قبل الاحتراق بثوان لكانت قد تفوقت شكلا
وجودة
على انتاج السوق من هذه السلعة الرمضانية الاستراتيجية.
لكن غضبي في حينه لم
يعادل مثقال ذرة من غضبي في أحد آخر ما حضرت من دروس المغرب. يومها قال
الشيخ
المصري الحبيب وبظرفه المعتاد أن 'ابن حجر العسقلاني' فلسطيني
من عسقلان لكنه أمضى
عمره عندنا في مصر ودرس في بلادنا...ثم أضاف بظرف المصريين المحبب: ثم هو 'اهلاوي
زينا'.
ورغم إدراكي التام لانفصال موقف الشيخ ومواقف عوام المصريين عن موقف
النظام إلا أنني لم أستطع إلا أن أرفع يدي وأقول للشيخ الحبيب:
أيها الإمام؛ 'أنا
راضي ذمتك'؛ هل كان العسقلاني هذا سينجو من الشبح والضرب والاعتقال ومرور
الكهرباء
في أعضائه التناسلية؛ لو أنه نزل مصر من فلسطين في أيامنا هذه؟
فما للرجل
والأهلي والزمالك إذن؟!
فاعتذر الشيخ بابتسامة حانية ولم يعقب. وسكت مخفيا حزنا
عميقا على حال فلسطين مع نظام بلاده المتعسف في عمالته... وسكت .. أنا احلم
بقطائف
ذهبية لما تحترق ومخابرات مصرية لا تعمل ضد فلسطين وشعبها.
كاتب فلسطيني يقيم في
السويد
القدس العربي في
18/06/2010
مريم الغضبان..
عشقت أهلها ووطنها وظلت وفية لفنها حتى
الرحيل
الكويت ـ على الرغم من شدة آلامها ومرضها فانها رفضت ان تغادر
وطنها الحبيب الكويت لكي تتلقى العلاج في الخارج، ولم تكن تملك
وقتها سوى بعض
الامنيات البسيطة من فوق فراش المرض، اذ قالت بعفوية "لن اترك ديرتي، واقول
لجمهوري
ادعوا لي".
انها "حبابة الكويت" مريم الغضبان التي لم تحمل في داخلها اي اسى او
غضب من عدم زيارة زملاء الدرب لها في المستشفى باستثناء البعض
منهم مثل الفنان
منصور المنصور وعيسى المنصور وسعاد عبدالله وغانم الصالح وانتصار الشراح
وخالد
النفيسي رحمه الله حتى رحلت عن عالمنا في 3 حزيران (يونيو) من العام 2004
حيث حلت
ذكراها السادسة هذا الشهر.
حكايات رمضان
وسوف نسرد محطات من مسيرتها
الفنية المليئة بالعطاءات حتى في محنتها التي المت بها، اذ كانت تطلب من
زوجها مكي
القلاف ان يحكي لها حكايات "كل يوم حزاية" حتى تلقيها على مسامع جمهورها
بصوتها
العذب في شهر رمضان، فلا تغيب عنهم، وتستمر في وجدانهم نظرا لفقدانها البصر
في ذلك
الوقت، غير انها كانت مؤمنة بقضاء الله وقدره.
بداية مسرحية
ولدت العضبان
في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1948، ومنذ صغرها تأثرت كثيرا بالفن حيث
كانت
تذهب مع عائلتها الى المسرح منذ ان تم انشاء السينما الشرقية
فحضرت مسرحية "قرعة
وصلبوخ" وكانت تفكر دوما فيما يدور خلف كواليس المسرح.
قدمت "صقر قريش" من
تأليف حمود تيمور واخراج زكي طليمات وكانت بدايتها الحقيقة في المسرح عام
1962 مع
كل من عبدالحسين عبدالرضا ومريم الصالح وسعد الفرج وعبدالله خريبط وخالد
النفيسي
وغانم الصالح وقالت وقتها: متخوفة جدا واشعر بالرعب الشديد من مواجهة
الجمهور.
تجربة الطفل
وفي مشاركتها من خلال "افتح يا سمسم" مع مؤسسة
الانتاج البرامجي المشترك قالت "المهم في تلك التجربة الفنية هو اكتشافي
علميا
وتجريديا لاهمية العنصر التشكيلي للطفل".
درس الغزو
ومن اقوالها المأثورة
بعد الغزو "ان الازمة درس للكويت تضاعفت بعدها المسؤولية ويجب حملها دون
الالتفات
حول اي اهتراءات تحاول شق صفوف شعبنا".
وعبرت عن حبها لوطنها وشعبها في احد
لقاءاتها الاعلامية قائلة "قرت عيني بأهل الكويت واهلها وسأسعى الى اسعاد
جمهوري
حتى مماتي رغم ان الاضاءة تضر عيوني".
اتقان الفصحى
وفي احد المرات ردت
عن نفسها اتهاما بعدم اتقان الفصحى، فقالت: من يقول انني لا اجيد الفصحى
العربية،
والدليل على ذلك انني شاركت في برامج اذاعية ناجحة منها "نجوم
القمة" و"نافذة على
التاريخ" وهما من البرامج التي تقدم بالفصحى، بالاضافة الى
انني خريجة المعهد
العالي للفنون المسرحية.
انتقاء وتنويع
وكانت الراحلة تحسن انتقاء
ادوارها، ولو كانت صاحبة الدور بسيطة، لانها كانت تبحث عن الكيف لا الكم،
كما انها
تحرص على تنويع ادوارها دوما، فلعبت شتى الادوار من ام وزوجة ومراهقة
وغيرها وكل
دور كان في الوقت المناسب له.
وعن اعمالها قالت: كل اعمالي بالنسبة لي مفضلة،
لكن اهمها "باي باي لندن" و"سكانه مرته" هذا من حيث المسرح، اما عن
التلفزيون فهناك "خالتي
قماشة والعائلة" واقرب ادواري الى قلبي دور "حبابة" في
التلفزيون.
تعامل راقٍ
وكان تعامل الغضبان مع زملائها النجوم راقيا لا
تبخس قدر احد، وتثني على العمل الجيد، وتعترف بانها استفادت من فنان او
فنانة
زاملته في حياتها ولا ننسى مقولتها المشهورة في حبابة "لي يانا وياكم، خير
لفانا
ولفاكم، وشر تعدانا وتعداكم زور ابن الزرزور، اللي عمره ما جذب ولا حلف
زور، ذبح
بقه وترس سبعة جدور، وخلال الشحوم واللحوم على الصواني تدور".
القدس العربي في
18/06/2010
ثقافات / سينما
اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يكرم المخرج علي العلي
إيلاف: كرم اتحاد كتاب وادباء الإمارات المخرج البحريني علي العلي..وتم
منحه شهادة تقدير على نشاطه السينمائي باعتباره مخرج شاب صاعد.. ونظم اتحاد
كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة في قاعة جمعة الفيروز برأس الخيمة
مساء أمس الأول أمسية سينمائية، تمت فيها مناقشة المخرج البحريني علي العلي
عن فيلمه “مريمي” القصير والذي كتبه السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد،
وسبق أن فاز في مهرجان الخليج الثالث بأفضل سيناريو وأفضل تقديم وذلك بحضور
عدد من السينمائيين والأدباء والمخرجين والممثلين والفنيين والصحافيين، وقد
نصبت شاشة سينمائية كبيرة في وسط القاعة عرض من خلالها الفيلم.
واشاد الادباء والنقاد السينمائيين بالرؤية الاخراجية التي اتسم بها فيلم
مريمي..
واستهل المخرج البحريني علي العلي الأمسية السينمائية بالحديث عن طبيعة
المهرجانات السينمائية المحلية وقال “أسهمت المهرجانات المحلية والخليجية
في تطوير أداء السينما الخليجية التي أصبحت تخطو بثقة لتعزيز حضورها على
مختلف المستويات كما أن التوجه نحو المخرجين السينمائيين الخليجين
أن يشهد عام 2010ـ2011 م إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية الخليجية
الطويلة”.
وقال العلي “إن فيلم مريمي عكس تراكمات الحياة التي نعيشها في دولة البحرين
خاصة ودول الخليج عامة”. كما ثمن العلي التطور الكبير الذي شهدته السينما
الإماراتية حيث تعتبر الإمارات في طليعة السينما الخليجية كما تعتبر مدينة
رأس الخيمة مركزاً مهماً ورئيسياً في السينما الإماراتية وذلك لوجود العديد
من المخرجين السينمائيين المتميزين فيها، وأيضاً يجري تصوير العديد من
الأفلام من الدول الأخرى في دبي ورأس الخيمة، وخصوصاً من السينما السعودية
والسينما المصرية..
وكشف العلي عن ان التجهيزات جارية لتصوير فيلم طويل مع نهاية العام
الجاري..سيتم العمل عليه بهدف تقديم حدث نوعي يساهم في ارتقاء السينما في
الخليج العربي..
وتحدث العلي عن تجربته الدرامية الأولى المتمثلة في مسلسل على موتها
أغني..وقال انه عمل كما يعمل في تجاربه السينمائية تماما..
وفي تقديمه للمحاضر العلي قال الأديب أحمد العسم رئيس فرع الاتحاد برأس
الخيمة “إن السينما الخليجية شهدت خلال السنوات العشر الماضية تغيرات
ملحوظة في النظرة السائدة تجاه صناعة السينما في المنطقة.
وأسهمت المبادرات الحكومية، مثل مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان
الخليج السينمائي، في تشجيع أعداد أكبر من المواهب الشابة على تقديم أعمال
متميزة تعبر عن مواهبهم وإمكاناتهم. وتم بذل جهود كبيرة لتأسيس بنية تحتية
سينمائية قوية في المنطقة، الأمر الذي سيسهم في ترسيخ حضور هذه الإبداعات
السينمائية على المستوى المحلي
إيلاف في
18/06/2010 |