يلعب دائماً علي تفاصيل الحياة اليومية المليئة بالفرح والحزن والابتسامة
والوجوم.. يضع نفسه مكان أبطاله ليعيش معهم ويشعر من خلالهم بحب الحياة..
ودوام الأمل.. استطاع ان يحفر لنفسه مكاناً خاصا يجعلنا نبتسم برقة عندما
نسمع اسمه، وعدنا بيوم حلو إذا جاء يوم مر فصدقناه وكانت النتيجة فيلما من
روائع السينما المصرية لعبت بطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
إنه فايز غالي.. الذي عاد الينا برائعة جديدة أثارت الجدل والخلاف
لخصوصيتها من خلال فيلم «المسيح والآخر» كأول فيلم مصري روائي طويل يدخل
هذه المنطقة.. خاصة مع علامات استفهام تحمس منتج الفيلم محمد جوهر ثم فقد
حماسه بل ومحاولته تغيير السيناريو لوجهة نظر أخري تنفي العقيدة والتاريخ
ليصبح عاملا مباشرا في تعطيل فيلم من الممكن ان يحقق الكثير للسينما
المصرية كان لنا تساؤلات طرحناها علي صاحب الحلم «فايز غالي».
·
ما الجديد الذي يقدمه فايز غالي
في «المسيح والآخر»؟
- أقدم منطقة مجهولة بالنسبة للسينما العالمية التي قدمت حياة المسيح كثيرا
فمنطقتي هذه المرة هي وجود العائلة المقدسة داخل مصر والأهوال والمصاعب
التي مرت بها، وقد تم تقديم الفكرة من قبل ولكن في افلام تسجيلية مصرية.
·
في رأيك لماذا لم يتم تناول هذه
المنطقة من حياة المسيح فنيا من قبل؟
- قد يكون لقلة المعلومات لديهم ولكي أراها منطقة ثرية بالاحداث مثلما رأي
ميل جيبسون آخر 12 ساعة في حياة السيد المسيح مليئة بالاحداث ويمكن أن يبني
عليها فيلما كاملا نجح نجاحا كبيرا رغم حرب اللوبي الصهيوني ضده ولكنه نجح،
أري أنا ايضا ان وجود السيد المسيح في مصر حتي بلغ 6 سنوات منطقة ثرية
بالاحداث تستحق فيلما.
·
وماهي المراجع التي استخدمتها في
كتابة الفيلم؟
- بالطبع استخدمت عشرات المراجع، بجانب أن «انجيل متي» به فقرة قصيرة جدا
تؤكد أن يوسف جاء له ملاك الرب وطلب منه الذهاب إلي مصر وعدم العودة حتي
يظهر له مرة أخري وهذا كل ماكتب عن الرحلة في الانجيل لهذا استخدمت مراجع
تاريخية وفولكلورية والتراث الشفاهي حتي وصلت الي قصة متكاملة بما فيها
خريطة سير العائلة المقدسة باستثناء مواقع بسيطة اختلف عليها البعض.
·
اعتمادك علي التراث الشفاهي..
ألا تراه قد يكون غير دقيق؟
- نحن نعامل الشفهي بنفس قداسة الاناجيل كما قال البابا شنودة لهذا اهتممت
بجمع الشفهي وبناء فيلمي عليه بناء علي مقولة «مالا يوجد مالا ينفيه من حقي
أن اتخيل فيه» وكل ما يفيد دراما الفيلم سأستخدمه لأن تاريخ مصر في هذه
الحقبة ثري جدا ومليء بالاحداث لوجود بواقي الاغريق، المصريين القدماء
بالطبع وبعض اليهود وهي حقيقة مذكورة.
مطاردة العائلة المقدسة
·
أثناء بحثك او كتابتك للسيناريو
هل أعدت اكتشاف اشياء بعينها؟
- نعم فقد كنت أتساءل مثلاً ما الذي جاء بالعائلة المقدسة إلي وادي النطرون
وهو مكان صحراوي شبه مقفر ووجدت بالبحث أن بوادي النطرون في تلك الفترة
واحدا من أهم 6 معابد يهودية في مصر كان يمكن للعائلة الاختباء هناك أو
بمعني أدق وجود حياة بهذا المكان.
وأيضاً لماذا تمت مطاردة العائلة المقدسة هل بسبب تحطم التماثيل الوثنية
فقط عند دخول السيد المسيح والاجابة كانت لوجود اسباب أخري منها هروبهم من
فلسطين.
·
ماذا كان رد فعل الكنيسة علي
السيناريو؟
- عرضت السيناريو علي الأنبا مرقص بشبرا الخيمة ثم سكرتير قداسة البابا
والذي قال لو خرج بمستوي جيد ويستحق فلن يتردد في كتابة المقدمة له ثم وافق
المجمع المقدس علي الفيلم وكان مفترض ان اقابل الانبا موسي أسقف الشباب،
والفيلم لا يمس ثوابت العقيدة أو التاريخ ويعظم من شأن يسوع لهذا وافقت
عليه الكنيسة.
مشاكل
·
ما المشكلات التي واجهتك اثناء
الكتابة ووضعتها في اعتبارك؟
- المشكلة الأولي علاقة الاسلام بالمسيحية والمشكلة الثانية المسيحيون
كمذاهب، الاولي وجدت الاسلام يعظم من السيد المسيح ومريم ولكنه يمنع ظهور
الانبياء كما توجد في عقيدته علي الشاشة وانا لست مع هذا لأنه ضد عقيدتي
التي تبيح هذا الظهور لهذا فالمواجهة الاولي كانت بيني وبين الازهر الذي
رددت عليه انني أعرض الفيلم من وجهة نظر عقيدتي وشيخ الأزهر قال: هما
أحرار، الثانية لم يحدث شيء لانني العقيدة واحدة.
·
هل انت مع إدخال المؤسسة الدينية
سواء كنيسة أو أزهر في الاعمال الفنية؟
- أنا ضد ذلك تماما، لوجود بعض المتشددين داخل الكنيسة تفكيرهم قد يكون
أقرب إلي العصور الوسطي ومحاكم التفتيش حتي انهم يفتشون في «النوايا»
وفهمهم للعملية الفنية صفر ولكن منذ فيلم بحب السينما والقلق الذي حدث لدي
المسيحيين وبدأوا يرسلون الاعمال الفنية للمؤسسة الدينية وللاسف مجبر أخاك.
·
إلي أي مدي وصلت المشكلة مع
المنتج محمد جوهر؟
- وصلت لمرحلة قضائية، وهذا المنتج تم اختياره نتيجة تحمس بعض المنتجين ثم
انسحابهم بعد الحديث عن الرقابة والكنيسة والفيلم ووجدنا هذا المنتج محمد
جوهر تحمس بشدة للفيلم وبعدها بدأ في اقتراحات تهدم السيناريو تماما وتضع
فكرة أخري تشكك في دخول المسيح لمصر لينتهي الفيلم بعدم التأكد من ذلك وهو
ما رفضته وبعد مجيء احمد ماهر مخرج الفيلم واعجابه الشديد به بدأ يقنعه هو
الآخر بنفس الفكرة وهو رفض ايضا وانسحب من الفيلم ورفض المنتج التنفيذ
وادعي انني لم اسلمه السيناريو كاملاً وأثبت في التحقيق زيف كلامه وبشهادة
الشهود ووجود ايصالات وبالتالي سأرفع عليه قضية تعويض مادي ومعنوي.
·
وماذا عن سيناريو الفيلم؟
- السيناريو للأسف مازال لديه وإذا فزت بالقضية من حقي استرداده.
·
هل تسمح الكتابة التاريخية
بمساحة من الاسقاط السياسي علي الواقع بشكل أكبر من الكتابة العادية؟
بالنسبة لفيلم المسيح والآخر يؤكد أن مجيء المسيح للبشرية كلها وخلاصها من
خطاياها ودعوته من الاساس قائمة علي المحبة والسلام وهو ما يناسب وقتنا
للدعوة اليه.. القدرة علي الحب والتقريب بين الناس وبعضها بالاضافة إلي
حديثي عن مصر كبلد حاضنة لكل الاديان.
الرقابة المجتمعية
·
إلي أي مدي وضعت الرقابة
المجتمعية في حسابك خاصة ان المسيحيين احيانا يقبلون شيئا يخصهم علي
الشاشة؟
- المسيحيون من بعد السبعينيات نمي لديهم احساسهم بعدم الوجود كمواطنين
خاصة في ظل الشعارات الدينية السائدة والظروف وقتها لهذا فهم لم يعتادوا
بالفعل علي رؤية انفسهم علي الشاشة واذا حدث يحاولون أن تكون صورة جيدة جدا
(في احسن صورة) ومنذ فترة بدأ الكتاب اظهارهم بشكل كبير في اعمال فنية، وهم
لم يعتادوا رؤية الواقع المسيحي علي الشاشة لهذا رفضوا.
شرف المحاولة
·
إذن هل نتوقع ردود افعال معينة
بعد الفيلم؟
- بالطبع سيكون هناك ردود أفعال من المسيحيين قبل المسلمين ولكن أري الفنان
يحمل مسئولية تاريخية واخلاقية فهو يحمل رسالة أقرب إلي الانبياء والدعوة
للخير والحب والجمال والفن رسالة أعظم من مائة موعظة في كنيسة أو جامع وهذا
الفيلم حاولت به تتويج حياتي الفنية وحتي إذا لم يخرج يكفيني شرف المحاولة.
·
كيف تري واقع السينما المصرية..؟
- السينما المصرية واقعة تحت فكي الرحي بين الابتذال الذي يكون مفتاحا
للهجوم علي الفن والفنانين في مصر وعمل شيء حقيقي كل فترة طويلة وهي لعبة
تعتمد علي الانتاج بشكل أساسي والرهان محكوم به وهذا ما يجعل مخرج فنان مثل
داوود عبدالسيد ينتظر 7 سنوات ليقدم فيلمه.
·
لماذا أنت مقل في أعمالك؟
- لأنني احترم نفسي، أنا مؤلف منذ عام 1973 وقدمت 12 فيلما ولا استعد إلا
لعمل شيء جيد.
·
كيف تري الحل لهذا الواقع
السينمائي السييء؟
- الافلام الجيدة الآن اصبحت معجزة وآمالنا العريضة علي الكيانات الجديدة
ضاعت هباء والحل ليس في دخول انتاج افلام السينما بمفردها ولكن بدعمها لهذا
الانتاج فقط.
الأهالي المصرية في
17/06/2010
تلك الأيام .. هل اختلف المثقف اليساري زمان.. عن اليوم؟
ماجدة موريس
لا أدري هل يصلح عنوان مثل (تلك الأيام) لفيلم سينمائي يقدم وسط مناخ
صاخب ومحتقن مثل ذلك الذي نعيشه الآن؟
أنه بالتأكيد يصلح في حالتين، الأولي أنه عنوان لرواية مهمة من روايات
الكاتب الكبير فتحي غانم، والثاني أن مخرج الفيلم هو ابن صاحب الرواية.
أنه أول الأعمال السينمائية التي يضع توقيعه عليها بعد عمل غير قليل في
مساعدة مخرجين آخرين.. مع هذا جاء (تلك الأيام) حافلا بالتغييرات بينه وبين
الرواية، أولها أن زمنه انتقل في قفزة طويلة ليقترب من زمننا المعاصر أي،
تخطي أربعة عقود ومع ذلك فإنه أفلح ـ أي الفيلم ـ في الاحتفاظ بسخونة الطرح
وقوة النماذج التي تقوم عليها الدراما، سواء من خلال بنائها وحركتها وسط
السيناريو الذي كتبته علا عز الدين بمشاركة المخرج، وايضا من خلال الاختيار
الجيد لأبطال العمل الثلاثة، محمود حميدة واحمد الفيشاوي والوجه الجديد
ليلي سامي.. نحن امام فيلم عن المثقف اليساري حين يتقدم في العمر ويعيد
حساباته متصورا أنه يلحق بقطار التغيير السريع قبل ان يدوسه، فيفلح في
الانتقال من خانة «مناهضي النظام» إلي خانة اساتذة الجامعات الذين تعلموا
في الخارج ويقفز هنا قفزتان، الاولي هي اختزال الزمن بفعل علاقة أمرأة ورجل
امريكي.. ضمن العاملين في التعليم الجامعي الاجنبي بمصر، كونشينا التي
أحبته وتزوجته وسهلت له الامور للدراسة والحصول علي الجنسية الامريكية،
وزميلها (قام بدوره طارق التلمساني» البروفسور الذي اتفق معه فكريا وهو في
مصر، ثم أصبح غريمه علي الفضائيات في مرحلة لاحقة بعد أن عاد «الدكتور»
وأصبح وجها لامعا في الحياة المصرية، مرشحا للوزارة، وقريبا من أصحاب
القرار،، انها رحلة صعبة لسالم عبيد هذا النموذج الذي يحيط بنا وتكاد نعرفه
في كثيرين مما نراهم علي صفحات الجرائد والفضائيات، السياسي الاكاديمي
الاصل، وعضو فريق الادارة المنسجم مع اصحاب القرار، ورجل الطبقة المرموقة
السابحة علي سطح الحياة والمرشحة دائما للصعود إلي القمة، وقد استطاع
سيناريو الفيلم واسلوب السرد الذي احتفي بالتفاصيل والملامح المعبرة عن
ماضي البطل وحاضره وحملها بالشخصيات المؤثرة في أدوار صغيرة مهمة، استطاع
أن يجذب المشاهد إلي نوع مختلف من الافلام يعتمد علي مفردات غير شائعة
أولها هذه الدراما بين شخصيات ثلاثة تدور في دوائر منفردة ومتصلة، فبجانب
البطل (سالم عبيد) يوجد بطل ثان هو علي النجار (أحمد الفيشاوي) الضابط
الشاب في الشرطة أو أمن الدولة، والذي ذهب الاول اليه طالبا منه استشارة أو
نصح شأن دراسة يعدها عن الارهابيين وهو ما يفتح جروحا قديمة لدي الضابط
المتقاعد (لم نعرف لماذا تقاعد) يتذكر مطاردته لبعض الارهابيين في القري
ويتذكر كيف قتل أحد زملائه الضباط بيد أحدهم اثناء المطاردة، وكيف قام هو
بقتله.. وهو ما يحاول نسيانه لادراكه أنه نفذ القصاص من الارهابي بيده ولم
يقدمه للعدالة، خاصة انه طارده حتي ضبطه بدون سلاح، يتذكر زوجته وطفله
الصغير يشهدان مصرعه أمام أعينهما.. تتوالي لقاءات الدكتور والضابط
ويقتربان من بعضهما البعض لولا شرخ يحدثه تدخل الزوجة، زوجة د. سالم
الصغيرة بالنسبة إليه (قامت بدورها ليلي سامي) والتي نكتشف من خلال تتابع
السرد الفيلمي انها بالنسبة اليه جزء مهم من مقتنياته يتباهي به عند
اللزوم، ويشبعه عاطفيا عند لزوم أخري، هي تدرك هذا وهو يتفادي ادراكها
معتمدا علي دعم اسرتها التي اشتراها بجمائله ونفوذه سواء أمها أو شقيقاتها
وأزواجهن، الكل أسير نعمه، من العمل إلي اشياء أخري، ولهذا تجتمع الاسرة
بدعوة منه قبل نهاية الفيلم لتدعمه في شكواه ضدها.
طوق نجاة
وكانت قد وجدت في علي طوق نجاة تحكي له عن الوجه الآخر لسالم وتطالبه
بمساعدتها في الهرب منه ومن حصاره، وكان سالم قد لاحظ انها استقطبت الضابط
الشاب أو تحاول هذا، في وقت شعر فيه بتهديدها لخطوته القادمة، وهي القفز
إلي الوزارة، فقد وعده بها ذلك البيك الذي ندرك انه احد المسئولين الكبار
في الحكم (قام بدوره عادل أمين) وتصل الاحداث بالصراع إلي ذروته حين يستضاف
سالم في برنامج فضائي عربي شهير (صاحب الفضائية هنا امير عربي دفع له
الكثير حتي يحرقه علي الهواء، خاصة حين واجه الامريكيين بشراسة وآثار
احتجاج السفيرة الامريكية في مصر باعتباره يحمل الجنسية الامريكية) في
البرنامج نصل إلي صورة كابوسية لعلاقة السياسيين والمشتاقين بالنظام
وبالناس وهي علاقة تقوم علي الكذب والانقلاب المصلحي علي الملأ وتجعل
السياسي اشبه بلاعب الثلاث ورقات، وهو ما يصل اليه د. سالم عبيد من خلال
حديثه عن مساويء امريكا والذي ينتهي بكارثة اثناء الفاصل، حيث يتلقي مكالمة
تليفونية من أحد مساعديه يخبره بأن زوجته في موقف صعب بسبب حادث مروري
فيطلب منه التدخل لانقاذها، ويتداخل تليفونيا مع أحدهم مبديا رأيه الحقيقي
في البرنامج والسياسيين وكل من ينافقهم في الحكم، وحيث يتضح أن ميكرفونه
غير مفصول عن الهواء فتتحول كلماته الخاصة إلي فضيحة علنية تنتهي به مقالا
من الجامعة ومطرودا من جنة السياسة، وحيث يلجأ إلي قريته، وبيته الريفي
الكبير الذي أعاد إليه رونقه ذات يوم، وأمه قدرية (صفية العمري) الريفية
القوية التي تواجهه بعواره وترجوه طلاق زوجته التي لاتحبه ويتمسك بها،
وكانت اميرة قد حضرت اليه مع علي طالبة منه الطلاق، يرفض بعند فلم يعد لديه
غيرها، لكنه يجبن عن قتلها حين ترحل.. ويطلق الرصاص علي نفسه.. في نهاية قد
تريح المشاهد، لكنها لا ترد بالضرورة علي تساؤلات كثيرة، فموت البطل هنا لا
يغير شيئا بل يؤكد جبنه ويفقدنا الامل في تغيير الواقع الفاسد، أو حتي
تغيير النفس، فسالم عبيد لم يعترف بخطاياه، ولم يسع إلي تغييرها أو حتي
التطهر منها وما قدمه الفيلم في النهاية هو رؤية قاتمة مغلقة لتحول انسان
كان مبشرا بالتغيير في بداياته إلي «جثة» لامعة سياسيا واعلاميا دون مبررات
مقنعة غير هذا القدر من التعذيب الذي واجهه حين قبض عليه (والذي واجه غيره
ايضا)، فهل كان هذا الجزاء مبررا لكل هذا التحول في الشخصية؟
الذنب
أما بالنسبة للضابط علي فإننا نري احساسه بالذنب يقتله لقتله الارهابي في
إشارة خفية للتعاطف مع الارهابي دون توضيح لما قدمه الارهابيون ضد غيرهم
وضد المجتمع وكان لابد مع توضيح الفيلم لمسألة رفض الانتقام الشخصي للضابط
توضيح رفض الارهاب ايضا.. استطاع أحمد غانم ان يطرح مفهوما بصريا للدراما
خلال التصوير الرائع لأحمد عبدالعزيز وقام مونتاج احمد داود بدوركبير في
ايقاع الفيلم الذي بدأ وكأنه يقتطع جزءا غير شائع من الحياة والسينما معا،
وربما يحسب ايضا للمخرج الشاب في أول اعماله الروائية اختياره وادارته لهم
علي نحو مهم، صحيح أن ممثل مثل محمود حميدة قادر بثقافته علي التفاعل مع
الادوار المركبة واعطاء كل مشهد وكلمة حقها ولكن الصحيح ايضا ان هذا
الانسجام الكبير بين أدائه المرهف والأداء الرائع للممثل الشاب احمد
الفشاوي وقدرة ممثلة جديدة مثل ليلي سامي علي التفاعل معهما هو من اختصاصات
المخرج ومسئولياته، لأن تفجير ابداعات الآخرين أمر لايأتي اعتباطا، فتحية
له، مهما اختلف بفيلمه عن رواية ابيه الكاتب الكبير، وتحية لآل العدل،
الذين قدموا هذه الفرصة لخروج فيلم مختلف للنور ضمن عدد آخر من افلام
السينما المصرية هذا العام.. وتحية لمسابقة وزارة الثقافة لدعم السيناريو،
فلولا فوز هذا السيناريو ضمنها فربما ما وجد من يتحمس لتقديمه.
الأهالي المصرية في
17/06/2010 |