إذا أردت أن تكشف خبايا وتناقضات مجتمع كبير أو أسرة صغيرة، فإن أهل الخبرة
فى مجال الدراما يوصونك بالاعتماد على عيون غريب وافد، تبين من خلالها
المفارقات المدهشة وتبرز الخلل الذى قد يبدو، بسبب طول الاعتياد، مألوفا
وعاديا، وهذا ما فعله كاتب السيناريو اللماح، خالد دياب، حين جعل بطله الذى
منحه اسما رمزيا، مصرى سيد العربى، يعود إلى وطنه، بعد غياب عشرين عاما،
قضاها فى أمريكا.
«عسل إسود» يتجه اتجاها كوميديا، ويتضمن نقدا خفيفا، آمنا، متناثرا، لبعض
المظاهر السلبية، فى حياتنا، وهى، فى معظمها، ذات طابع أخلاقى، مثل النصب
الخفيف، الذى يمارسه سائق عربة أجرة، أو الرشوة التى يقبلها، أو يكاد
يفرضها، موظف تعيس، أو تدنى مستوى تعليم اللغات، وهذه كلها، مع غيرها فى
الفيلم، انتقادات جزئية، هامشية، تتوقف عند سطح الأشياء، وتتحاشى إبراز
جذورها، وأسبابها، فهنا، لا نرى التماسيح الكبيرة، ولا ندرك دوافع
المظاهرات، ولا نتفهم توجهات نظام أدت إلى ظاهرة البطالة التى يرصدها «عسل
إسود» من دون أن يحللها.
يبدأ الفيلم فى الطائرة، الكوميديان الجميل، صاحب الحضور العذب، أحمد حلمى،
يطل من النافذة، منتشيا، بمنظر القاهرة، وفى المطار يجرى التعامل معه
بخشونة لأنه يحمل جواز سفر مصرى، على العكس من المعاملة الناعمة التى
يلقاها حملة جوازات السفر الأمريكية، وهذا الموقف على قدر كبير من
الواقعية، ينسحب على معظم مطارات الدنيا: الاحترام، والأولوية، لحملة
جوازات العم سام.. وخارج المطار، يلتقى «مصرى» سائق العربة «راضى» ــ لطفى
لبيب ــ نصف المحتال، ونصف الشهم، الذى يلقى بزجاجة المياه الفارغة فى
الطريق، كما يفعل الكثير منا، الأمر الذى يزعج الوافد، الذى يتعرض لمتاعب
متوالية، كان من الممكن أن يكون فى غنى عنها، لو أن معه جواز سفره الأمريكى.
مشكلة «عسل إسود» من الناحية الفنية، تكمن فى بنائه المعتمد على توالى
المواقف التى قد تكون مصاغة على نحو ذكى، لكن لا تنهض فى سياق متنامٍ، حيث
يؤدى كل موقف، بالضرورة، إلى الموقف الذى يليه، لذا فإن الفيلم من الممكن
أن يضاف له عشرات المواقف، وأيضا من الممكن الحذف منه، وهذا ما فعله مخرج
الفيلم، المونتير فى ذات الوقت، خالد مرعى، المجتهد، الذى لم يبلور أسلوبه
بعد، والذى اكتشف أن الفيلم أطول مما يجب، فتخفف فورا من استطرادات لم يجد
لها ضرورة.
«مصرى» ينتقل إلى مسكن العائلة القديم، المهجور، يتعرف على جيران الماضى:
أسرة من الأسر المصرية الطيبة، تتحايل على الحياة بكل السبل، تمنحه دفئا هو
فى أشد الحاجة له.. وهذا الدفء يدفعه للبقاء فى وطنه، والإصرار على هبوط
الطائرة التى كانت تحمله للخارج.. أما عن القول إن الفيلم يسىء لسمعة مصر،
فإنه مجرد تنطع نقدى يعطى العمل أكبر من حجمه، ذلك أن «عسل إسود»، فى
النهاية، طعام آمن ومتواضع.
الشروق المصرية في
16/06/2010
ردود فعل تتراوح ما بين البكاء والغضب تجاه الفيلم
مخرج بحريني: "حنين" هاجم التطرف المذهبي بزواج سني شيعي
المخرج البحريني أكد أن رؤيته محايدة في فيلم "حنين"
فاطمة سلامة – سكينة طواش
قال المخرج البحريني حسين الحليبي إن فيلمه "حنين" -الذي يتناول
الطائفية في بلاده- محايد، لم ينحاز لأي طرف، بل انتقد التطرف مهما كانت
هويته المذهبية، وعمد إلى الإضاءة على وجوه الاعتدال لدى الجميع، نافيا أي
هجومٍ على التدين.
ورفض الحليبي تصنيفه طائفيا، وقال لـmbc.net إنه مواطن بحريني ما يريده هو الألفة والمحبة بين أبناء المملكة،
وتوقع المخرج أن يعرض فيلمه "حنين" تزامنا مع أيام عيد الفطر المقبل.
الفيلم يدور حول عائلتين أحدهما سنية والأخرى شيعية تجتمعان تحت سقف
واحد، بعد أن قرر الأب والأم الزواج إثر ترملهما، وتجري القصة وسط سلسلة
أحداث عاشتها البحرين في الفترة منذ 1980 حتى 2000.
وأرجع الحليبي اختيار التوقيت الزمني إلى تسليط الضوء على أحداث أنتجت
سلوكيات طارئة استغلها المتطرفون لمنع تقدم البحرين.
ومن أبرز هذه الأحداث –كما يقول الحليبي-: "الحرب الإيرانية العراقية
التي أحدثت انقساما ما بين مؤيد لصدام أو إيران، إضافة إلى تأثيرات تقلص
المد اليساري بفعل انهيار الاتحاد السوفيتي".
واعترف المخرج البحريني بأنه يطرق بابا جريئا قد يجلب له مشكلات عدة،
غير أنه أكد أنه دخل العمل بقلب مؤمن بقضية وطني؛ لأن هدف العمل هو
التغيير.
ولفت إلى أن حساسية الموضوع وحرصه على عدم إثارة قلق والدته دفعه إلى
تأجيل مشاهدتها للعمل، على الرغم من أنها تنتظر رؤيته، مؤكدا أن الأمر كان
مختلفا مع والده الذي شدّ على يده للسير في هذا الطريق.
المخرج البحريني رصد ردود فعل المشاهدين من خلال مشاركة "حنين" في
مهرجان الخليج السينمائي -الدورة الثالثة- 2010، موضحا أن البعض خرج من
العرض يبكي، لأنه أحسّ بخطورة الأمر، فيما خرج آخرون مستاءون من الفيلم
لأنهم أحسوا أن الفيلم يقصدهم.
وقال المخرج البحريني إن جرأة الطرح كانت مدروسة ومنظمة وليست مغامرة،
وكل ما نطمح له هو تغيير هذا السلوك الطارئ على البحرين.
فيلم حنين من تأليف خالد الرويعي، وبطولة خالد فؤاد، وعلي الغرير،
ومريم زيمان، وهيفاء حسين.
من جهة أخرى يعكف الحليبي حاليا على إنهاء عملية مونتاج آخر حلقات
مسلسله الجديد "أصيل"، الذي يشاركه في إخراجه المخرج أحمد الفردان.
"أصيل" هو عبارة عن مسلسل توعوي يتطرق إلى السلوكيات والتصرفات التي
يجب أن تتخذ أثناء العمل.
وقال الحليبي إن المسلسل يشمل كل دولة عربية، ويحاول تحفيز مواطنيها
في السيطرة على السلبيات. وهو مكون من 15 حلقة. ومن المقرر أن يعرض خلال
شهر رمضان المقبل على تلفزيون البحرين.
الـ
mbc.net في
16/06/2010
باتياتو ينهي تصوير فيلم عن صبري البنا "ابونضال"
مبروكة خذير – تونس
شخصية متمردة و كائن بشري فريد جذاب ومؤدب، ودود إلى ابعد الحدود،
يمتاز بثقافة
عالية كما أنه كاتب من طراز رفيع: هكذا تحدث الممثل الفلسطيني سليم ضو عن
الشخصية
السياسية الفلسطينية صبري خليل البنا الشهير باسم أبو نضال المنشق عن منظمة
فتح في
السبعينات من القرن الماضي.
شخصية أسرت سليم ضو، الذي يعد من عرب 48 ، فأبدع في
أدائها في الفيلم الروائي التاريخي " غير المخترقين" الذي قد يصبح في وقت
لاحق "أرض
الأكاذيب".
الفيلم من إخراج المخرج وكاتب السيناريو الايطالي المقيم في
فرنسا جاكمو باتياتو الذي يبحث دوما عن أفلام مثيرة تختلف موضوعاتها عن ما
هو
متعارف و يومي .و أما البطل فهو شبيه أبو نضال سليم ضو و أما
بقية الممثلين فهم
تونسيون منهم مهدي الذهبي التونسي المقيم بباريس الذي يلعب دور عصام اليد
اليمنى
لأبي نضال و الممثل التونسي هشام رستم وفتحي الهداوي وصلاح مصدق...
المخرج
الايطالي جاكمو باتاتو أنهى تصوير "غير المخترقين" في تونس و مدنها التي
مازالت
تشهد على مرور حركة التحرير الفلسطينية من هنا ،و ينتظر أن يكون الفيلم
حاضرا للعرض
بداية العام المقبل .
من هو أبو نضال ؟
صبري خليل البنا المشهور بأبو نضال شخصية سياسية فلسطينية إشكالية في
تاريخ
الحركة الوطنية الفلسطينية نسبت إليها العديد من عمليات الاغتيال.
ولد صبري في
مدينة يافا و هو سليل عائلة ميسورة. انضم في البداية إلى منظمة التحرير
الفلسطينية
، وعينته الشخصية الفلسطينية أبو اياد عام 1968-1969 ممثلا لمنظمة التحرير
في
السودان ثم أصبح بعدها ممثلا للمنظمة في العراق.
قضى أبو نضال آخر أيامه في
العراق و في صيف 2002، حيث وجدته السلطات العراقية صريعا في
شقته ببغداد، مؤكدة
أنه مات منتحرا بعد أن أطلق على نفسه رصاصة واحدة اخترقت فمه وخرجت من
مؤخرة رأسه.
وتدور إلى حد الآن شكوك كثيرة حول صحة هذه
الأنباء كما لا يوجد دليل قطعي يشير إلى
هوية الفاعل.
ويقول الممثل الفلسطيني سليم ضو أنه لم يعثر لصبري خليل البنا
على أي أثر مصور باستثناء صورة يتيمة. فقد كان الغموض يكتنف شخصية هذا
الرجل الذي
كان غرضه تصفية كل الفتحاويين و قتل رموز حركة فتح واحدا بعد آخر من أجل
إفشال أي
طريق دون طريقه في الوصول إلى تحرر فلسطين.
لم يكن أبو نضال يقبل السلام و
يقال انه هو من قتل أبو إياد و أبو الهول و العديد من الشخصيات
السياسية الفلسطينية
التي لا تتماشى مع مبادئه و آرائه.
كان أبو نضال شخصية مركبة و ذكية و ذات أسلوب حساس و شفاف حين تتكلم.
كان ذا
عين ثاقبة فهو مخيف حين يثور و صارم في قتل كل من يظن لحظة انه يعمل
ضده.عمل مع
ياسر عرفات أولا ثم انشق عنه أواخر الستينات و أصبح يعمل ضده إلى حد أخاف
كل
الفلسطينيين من شره.في المقابل يكاد يجمع من عايشوه انه لا شك
في وطنية هذا الرجل
لكن الجدير بالذكر أن شخصية أبو نضال أثارت جدلا واسعا وصل إلى حد
اتهامه بأنه
قاتل مأجور و أنه قام بصفقات تفجير وقتل، ما دفع حكومات عربية إلى إن
تدفع له
أموالا طائلة لتتقي شره كما هو الحال مع بعض الدول الخليجية، خاصة وأن أول
عملية
لأبي نضال فور انشقاقه عن فتح التي أصدرت في حقه حكما بالإعدام
كان خطف طائرة ركاب
سعودية في عام 1974.
تنطلق أحداث الفيلم سنة 1985 عندما كان أبو نضال في أوج
وأنشط أعماله القتالية، حين أدى ياسر عرفات زيارة إلى باريس التقى فيها
بميتران .تلك الزيارة كانت الوقود الذي أشعل رأس أبو
نضال لتشتد شراسة القتل لديه خاصة بين
مواطنيه من الخونة مثل ما كان يسميهم . كما تشير الحقائق
التاريخية المتداولة أن
المكتب المعنى بالملف الأمني للشرق الأوسط بباريس كان هو المحرك لأحداث
الفيلم،
فقد حاولت فرنسا بشكل أو بآخر أن تحتوي وتستوعب صبري البنا وقد التزم هو
انه لن
يقوم بعمليات إرهابية بالتراب الفرنسي.
سليم ضو شبيه البنا
...
حين تتحدث إلى الممثل الفلسطيني صاحب الجنسية الإسرائيلية سليم ضو
تراه متأثرا
بعد بجميع عادات و نفسية شخصية أبو نضال.هذا الممثل الذي يملك في رصيده
إلى حد
الآن 33 فيلما لم يستمتع بشخصية قبل مثل استمتاعه بشخصية أبي نضال الغامضة
التي
ماتت و حملت معها أسرارا دفنت معها و رافقته حتى آخر رمق حيث
لا يعلم أحد كيف مات و
هل هو من انهى حياته بنفسه أم مات مغدورا
.
يقول ضو انه حين قرأ السيناريو و
عرض عليه الدور سافر إلى رام الله ليلتقي أصدقاءه ممن عايشوا
البنا و خبروه فجمع عن
هذا الرجل أدق تفاصيل التي تبدأ من عشقه لفلسطين التي لا تغيب عنه حتى
وهو مصاب
بنوبة قلبية حين كان تحت تأثير التخدير اثر عملية القلب المفتوح التي
أجريت له في
المستشفى السويدي و التي تخيل خلالها أنه وجد نفسه في يافا بين أشجار
البرتقال
التي زرعها والده في أرضهم.و تنتهي حكاية العشق إلى تصيد كل من
تخامره نفسه أن يدخل
في طريق مسدود من خلال محادثات سلام لاسترجاع الأرض المغتصبة
.
بعد أن جمع
الممثل سليم ضو كل المعطيات عن أبي نضال قفل راجعا إلى فرنسا ليلتقي المخرج
الايطالي جاكمو باتياتو الذي كان يؤمن أن بان شخصية صبري خليل البنا هي
شخصية
إرهابية في حبها للقتل و التخلص من كل ما هو مختلف و لكن
المخرج يؤمن في المقابل
أن أي شخصية إرهابية تقف وراءها أسباب موضوعية صنعت منها محبة للإرهاب.
و هذه
آراء غير غريبة عن المخرج باتياتو الذي تعود ركوب أصعب الأفلام
خاصة من خلال فيلمه
"حرب البوسنة" الذي حاز علي جائزة مهرجان روما السينمائي الدولي سنة
2008 و الذي
تدور أحداثه حول المذبحة التي حدثت سنة 1995 في حرب البوسنة وإبادة 8000
مسلم
وبعدها قبض علي رئيس جمهوريتها مع أحد أركان حربه بتهمة أنهم مجرمو حرب.
فيلم " غير المخترقين" سيثير جدلا في صفوف الفلسطينيين
يختلف الفلسطينيون و يترددون في حبهم أو كراهيتهم لصبري خليل
البنا فقد كان الغموض يكتنف شخصية هذا الرجل و كانت الشكوك تدور حول
عمالته
لأطراف أجنبية منها الموساد .كما يؤكد الممثل الفلسطيني سليم ضو أنه وصل
إلى قتل
حوالي 600 فتحاوي
.
و مثل ما هي غامضة و ساحرة و مثيرة حياة هذا الرجل و مماته
فان ردود الفعل حين عرض الفيلم على الجمهور ستكون حتما هي
الأخرى متضاربة بين
الفلسطينيين الذين عرفوه و الذين لا يعلمون إلى اليوم أين هي عائلة هذا
الرجل.
لماذا تونس بالذات لتصوير الفيلم ؟
قد يظن
بعضهم أن تصوير فيلم عن شخصية فلسطينية في تونس مسألة عادية لما لهذه
البلاد من فضل
في احتضان منظمة التحرير الفلسطينية بداية الثمانينات من القرن الماضي
،غير أن
التفسيرات لاختيار المخرج باتياتو تونس مختلفة عن ذلك :فالمسألة و ما فيها
هو أن
تونس ذات مناظر جميلة و خلابة كما أنها تتضمن العديد من المختصين في
الجوانب
التقنية لانجاز الفيلم من مصورين محترفين و مهندسي إضاءة و
ديكور و كل ما يحتاج له
تصوير فيلم روائي تاريخي من معدات فنية عالية الجودة .و قد اختار المخرج
باتياتو
المنتج التونسي عبد العزيز بن ملوكة لإنتاج "غير المخترقين" و بالتالي
يكون
إنتاج الفيلم ثلاثيا :تونسيا فرنسيا تشيكوزلافيا
.
دام تصوير الفيلم في تونس 20
يوما بين تونس العاصمة و منطقة سيدي بو سعيد ذات الطبيعة
الخلابة ومنطقتي سوسة و
الحمامات كما انتقل فريق التصوير الآن إلى مدينة براغ بفرنسا حيث ستدور
هناك أجزاء
من حياة شخصية صبري البنا في علاقتها الشائكة مع العديد من الشخصيات الأخرى
التي
فعلت فيه و تفاعلت معه فقتل منها من اختلف معه و احتفظ بكل من
كان حليف توجهاته .
الجزيرة الوثائقية في
16/06/2010 |