إن الأجيال التي جاءت وتجيء بعد
يوسف السباعي ستجد في مؤلفاته نفعا كبيرا وزادا غزيرا يلهمها من حيث
الأسلوب العذب
المرح الساخر ومن حيث تصوير الشخصيات التي عايشها في بعض نواحي القاهرة.
وكذلك في تسجيل الأحداث الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر وخاصة بعد
ثورة
يوليو.
توفيق الحكيم
يوسف السباعي الذي نحتفل بذكري ميلاده في10
يونيو1917 يعد نبض الثورة وقلمها الرسمي سينما وكتابة وأدبا وفكرا
وحارسها الأمين
شهيد فلسطين الذي استشهد فوق ساحة الحب دفاعا عن الحق الفلسطيني المفقود
والحق
العربي الضائع في يوم المولد النبوي الشريف بساحة الفندق بقبرص
بعد زيارة الرئيس
العظيم محمد أنور السادات للقدس الشريف وكما يقول فتحي العشري في كتابة عن
يوسف
السباعي لقد أفادت السينما في عصرها الذهبي من أعمال يوسف السباعي الروائية
والقصصية والمسرحية كما أفادت من كلمة كاتبنا للسيناريو
والحوار والقصة السينمائية
خمسة عشر فيلما عالجت عشر روايات وقصة قصيرة واحدة ومسرحيتين وثمانية عشر
فيلما
شارك فيها بحيث يصح القول إن يوسف السباعي كتب اسمه بشكل أو بآخر(33) مرة
علي
شاشة السينما في سجل الانتاج السينمائي المصري ويلاحظ أن
روايتين هما أرض النفاق و
إني راحلة انتجته كل منهما مرتين مرة بالاسم الأصلي ومرة أخري باسم اخلاق
للبيع
بدلا من ارض النفاق واذكريني بدلا من إني راحلة.
وقد فازت ستة أفلام من أعماله
في اختياراهم مائة فيلم في تاريخ السينما منها.. الناصر صلاح الدين
رقم(11) ورد
قلبي13 والسقامات رقم(21) وجميلة بوحريد رقم(54) وبين الأطلال
رقم(73)
إسلاماه رقم(87) وتتضمن الملاحظة اشارة الي أن الأفلام
الوطنية حظيت بترتيب افضل
وان الأفلام الرومانسية وبعيدا عن هذا الاستفتاء فقد حظيت بعض الأفلام
بنجاح شعبي
وقد شارك في أفلامه عدد كبير من كبار المخرجين في عصره منهم عزالدين
ذوالفقار,
فطين عبدالوهاب, أحمد بدرخان, هنري بركات, صلاح ابوسيف,
حلمي رفله, كمال
الشيخ, حسام الدين مصطفي, يوسف شاهين, حسين كمال, محمد راضي,
أشرف
فهمي.
كما شارك في أفلامه عدد كبير ايضا من نجوم ونجمات عصره/ عبدالحليم
حافظ, رشدي أباظة, عمر الشريف, شكري سرحان, أحمد
مظهر, صلاح ذوالفقار,
فريد شوقي, ايهاب نافع, حسن يوسف, محمود يس, عزت العلايلي, محمود
عبدالعزيز, نور الشريف, حسين فهمي, أحمد زكي, فاتن حمامة,
شادية, سعاد
حسني, صباح, نجاة, سميرة أحمد, ماجدة, ناهد شريف, مريم
فخرالدين,
زهرة العلا, نيللي, تحية كاريوكا, نادية لطفي, لبني
عبدالعزيز, نجلاء
فتحي, نجوي إبراهيم, يوسف السباعي لا ينسي دوره في الحياة الثقافية فقد
فتح
للأدباء الأبواب بالعمل في وزارة كانت جديدة آنذاك هي وزارة الثقافة
والمركز القومي
للأداب وفتح أمامهم الطرق والأبواب.
وهو كاتب فياض القلم قصاص بارع التصوير
صحفي سلس الأسلوب في تحليله الذي يجمع بين الدقة والوضوح ورائد في التنظيم
والإدارة
للهيئات والمؤتمرات الأدبية والسياسية وحركة دائبة في النشاط الثقافي بأشمل
معانيه
في مصر والاتحاد الآسيوي الإفريقي ورحالة كثير الأسفار يحمل رسالة الثقافة
والصداقة
والسلام الي أكبر عدد من شعوب العالم وتوفي في الثامن عشر من
فبراير عام(1978)
بفندق هيلتون نيقوسيا.
الأهرام اليومي في
16/06/2010
11فيلما تسجيليا.. نواة لجيل جديد
محمـد
نصــر
كانت هناك تظاهرة فنية ابداعية
قدمت11 عملا سينمائيا( روائي قصير ـ تسجيلي) برهنت علي أن وراء هذه
الأعمال11 مخرجا ضمن المواهب القادمة من عالم الديجيتال.
وذلك خلال الأيام القليلة الماضية والذي كما قلنا من قبل انه عالم السينما
القادم.وعندما نستعرض بعض هذه الاعمال لما فيها من رؤية
مختلفة من وجهة نظر
صانعيها للمجتمع..( جوه البحر) روائي قصير.. بطولة مروة ثابت ومروة
كمال
سيناريو وحوار واخراج روماني سعد.. والفيلم يحكي معاناة أختين إحداهما
معاقة
ذهنيا.. وسؤال الفيلم.. هل الانسان يختار حياته أم لا؟
ويقدم صاحب الفيلم تلك
المعاناة في الاختيار بمشاعر الممثلين الفياضة من أخت سليمة لأختها
المعاقة..
ولكن يعيب الفيلم قلة الامكانيات التي ظهرت واضحة في التصوير.. وقد قام
المخرج
باستخدام اللقطات القريبة كثيرا مما أعطانا غيبية المكان الذي
تدور فيه
الأحداث..( قطر الحياة) تسجيلي.. اخراج شكري ذكري.. ويستعرض الفيلم
عائلة
الحاج يحيي والتي تسكن بجوار شريط السكة الحديد ومعاناة الأسرة في تلك
المنطقة
ليطرح فكرة أن القطار يسير بالبشر الي محطتهم الأخيرة..
والفيلم يدور في اطار
منظومة تتعلق بالأسر الفقيرة والتي تكافح كي تظل في دائرة النور حتي وان
كانوا من
المهمشين.. ويمتاز الفيلم بالصورة الرائعة للفنان نبيل سمير والذي جسد
معاناة تلك
الأسرة في الاضاءة الداخلية والخارجية حتي مشاهد النهار المبهج خدمت تلك
الاسرة
التي تعيش ببساطة.. وقد نوع المخرج في أحجام اللقطات مما خدم
الفيلم إلا إن ايقاع
المونتاج البطيء والاطالة المستمرة في تكرار الكلام من أفراد الاسرة اصاب
المشاهد
ببعض الملل.. ولكن تبقي الاماكن هي صاحبة البطل الاساسي في حياة هذه
الأسرة..(
يا مسافر وحدك) روائي قصير.. بطولة سحر عبدالوهاب ومحمد عادل سيناريور
وحوار
شادي أبو شادي وخالد حسونة واخراج شادي أبو شادي.. والفيلم
عن شاب يريد السفر
للخارج فيكتشف أنه مطالب بورق عن سيدة لايعرفها كانت متزوجة من والده
لنكتشف هذه
السيدة التي تعيش في الذكريات وقد ضاع عمرها في هذه الذكريات لكنها تأمل في
أن يعود
لها مافات.. وأيضا وقع صانعو هذا الفيلم في ذات المشكلة وهي طول اللقطات
غير
مناسب لرد الفعل داخل المشاهد.. لكن الفيلم نقل المشاهدين
مابين القاهرة
والاسكندرية والطريق الصحراوي وان كان المبرر الدرامي لهذه التنقلات ضعيفا
مماسبب
للمشاهد عدم ادراك المكان..( الحياة ميكانيكا) تسجيلي أخراج جون
عدلي.. يحكي
الفيلم حياة أحمد الميكانيكي والذي يعمل بفلسفة الحياة من خلال الميكانيكا
حتي
تتحول حياته الي ميكانيكا.. ويمتاز الفيلم بالتصوير في
الاماكن الحقيقية إلا أنه
لم يبرز معاناة هذه المناطق الشعبية ولكن فقط قام بالتركيز علي شخصية أحمد
محاولا
استنباط جميع الأحاسيس الخاصة بالفيلم من شخص واحد مما سبب فقد الإحساس إلا
أن
المونتاج حاول جاهدا يجعل المشاهد يشعر بهذا الضعف اذ انتقل مع
أحمد من فكرة لأخري
جعلت المتلقي ملهوف لمعرفة ما يدور في عقل أحمد الذي ناقش السياسة والكرة
والمجتمع
ببساطة.. وامتاز الفيلم باختيار دقيق للقطات..( من وراء الستار)
روائي قصير
بطولة مهره سرور وايمان الصيرفي وعبير منصور سيناريو وحوار واخراج إيناس
عمر..
وهو الفيلم الذي أثار ضجة بسبب موضوعه الشائك حيث تناول إمرأة
تعاني من قهر الزوج
بأسم الدين كما ناقش تعدد الزوجات غير المبرر والتفسيرات المتطرفة للنقاب
والموسيقي.. فتدخل تلك المرأة في صراع من اجل أستعادة فنها وحياتها..
إلا أن
الفيلم في اجمالية ابداع رائع لهذه المأساة التي ربما يعيشها
الكثيرون.( نصر)
روائي قصير بطولة صليب فوزي سيناريو وحوار وسيم عادل وإخراج عصام فايز..
والفيلم
يقدم حارس المدافن والذي لايخاف الموت ويقوم بدفن الآخرين حتي يكتشف مرضه
والذي سوف
يموت بسببه فيجد نفسه يواجه الموت ويتحداه فهل يقدر عليه أم
يغلبه الموت والفيلم
مونو دراما يجسدها بطل الفيلم والذي برع في أداء دوره حتي اننا صدقنا أنه
حارس
قبور.. إلا أن المونتاج لم يختزل طول اللقطات فتواجد الملل للمتلقي..(
عزيز)
روائي قصير بطولة أحمد بدير وعايدة رياض سيناريو وحوار وأخراج شريف
وهبة..
والفيلم يطرح قضية الانتظار السلبي والذي يعيشه الكثير..
وقدم المخرج في الفيلم
نموذج للحارة الشعبية المصرية مزجها بصورة مدير التصوير وائل يوسف..
وأيضا الأداء
المتميز للنجم أحمد بدير الذي أبكانا من فرط الحزن الذي يعيشه لانتظاره
خطابا لا
يأتي وساعد علي ذلك التميز في الفيلم حجم اللقطات مع الخلفيات
الموسيقية فقدم
الفيلم تلك المعاناة بكل أحجامها لذلك العزيز الذي لم يأتي أو ربما آتي ولم
ينتبه
أحد لحضوره.
(خدت وقتها) روائي قصير بطولة بولا أسعد وماريا وناريمان سالم
ومريم عجايبي وسيناريو وحوار واخراج شيماء عبده.. والفيلم
يطرح قلق الشباب من
الارتباط عن حب لقلة الثقة في سلوك الفتيات وتفضيل الشباب للارتباط عن طريق
الصالونات حيث ان الحب شيء والارتباط شيء آخر..
وأخيرا نقول ان كل الافلام
امتازت بحرفية صانعيها وأن كان يعاب علي بعضها باستخدامهم لممثلين بلا خبرة
وذلك
لضعف الانتاج والامكانيات إلا أن لكل فيلم زاوية ورؤية تستحق التقدير.
الأهرام اليومي في
16/06/2010
سينما فرنسية تلغي عرض فيلم إسرائيلي
أحمد عاطف.
ألغت شبكة دور عرض سينمائي
فرنسية تدعي يوتوبيا عرض الفيلم الاسرائيلي( علي بعد خمس ساعات من
باريس)
والذي كان مزمع عرضه في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
بررت الشبكة قرارها بأنه( احتجاجا علي العنف الاسرائيلي في مواجهة السفن
السلمية التي توجهت نحو غزة). واعترفت يوتوبيا بأن الفيلم
المحذوف من برنامجها لا
يمت للسياسة بصلة فهو عن قصة حب بين سائق تاكسي ومدرسة موسيقي. لكن أن
ماري فوكون
المالكة المشاركة لشبكة دور العرض قالت بأن الفيلم شارك في تمويله(
اسرائيل فيلم
فاند و اسراتيم) وهما من المؤسسات الحكومية الاسرائيلية.والمخرج
مواطن اسرائيلي
انتخب حكومة يمينية تمارس القتل والترويع).واضافت السيدة
فوكون( ان ما نقوم به
فعل رمزي لهدف محدد. ولهذا وضعنا مكان الفيلم الاسرائيليي فيلم
فلسطيني- فرنسي
عنوانه( راشيل) عن الناشطة الامريكية راشيل كوري التي قتلت تحت دبابة
اسرائيلية
والفيلم اخراج اليهودية من اصل مغربي سيمون بيتون). ثم ختمت
كلامها قائلة( منذ
ان قررت اسرائيل أن تضرب عرض الحائط بكل قرارات الامم المتحدة. ماذا
يتبقي أمامنا
نحن كمثقفين الا أفعال كهذه.(الثقافة لم تخلق لننام). بقي القول ان
ساسلة
يوتوبيا هي سلسلة دور عرض فن وتجربة موجودة بقوة في مدن جنوب
فرنسا بتولوز وأفينيون
ومونبيلييه.وهي دور مستقلة عن الحكومة وان كانت تتلقي دعم منه ككل
المؤسسات
والمستقلين هناك.
بالطبع لم يرق موقف يوتوبيا لكثير من المؤسسات الفرنسية
الرسمية بفرنسا والتي تظهر دائما دعمها الغير مشروط لكل ما هو اسرائيلي.
فخرج
عمدة مدينة باريس برتران ديلانوي الذي قال( ان سحب الفيلم عبثي وغير عادل
بمعاقبة
مبدعين عن أفعال حكوماتهم.والسينما الاسرائيلية كانت دائما
تقدمية ومعارضة).
أما وزير الثقافة الفرنسي فردريك ميتران فقد أعرب عن أسفه لإلغاء برمجة عرض
الفيلم
الإسرائيلي في شبكة قاعات يوتوبيا وقال ميتران في رسالة وجهها الي مسئولي
القاعات( أود أن أعرب لكم عن عدم فهمي وتنديدي بهذا
القرار) مضيفا ان الغاء
برمجة الفيلم مؤسفة وغير مفهومة.ويعزي الكثير من المثقفين تحرك المحافظ
والوزير
من الاعتراضات التي اطلقها اتحاد المنظمات اليهودية بفرنسا والتي اتهم علي
أثرها
يوتوبيا بالعنصرية وهو الاتهام الذي كررته بقوة جريد لو فيجارو
الفرنسية بل وقالت
ان الشبكة تمارس الارهاب الفكري ضد الاسرائيليين وتمارس ما تمارسه محاكم
التفتيش في
عصور الظلام الذين كانوا يقتلون القطط والسحرة. أما جريدتي لوموند
وليبراسيون
الذائعتي الصيت بفرنسا قد أكدتا ان الشبكة اعادت عرض الفيلم
الاسرائيلي
لبرنامجها. وهوما نفته يوتوبيا لوكالة الانباء الفرنسية.
لكن المشكلة أمام
المعرضين لسحب الفيلم ان دائرة مقاطعة اسرائيل و الاسرائيليين تتسع عالميا
بشكل
كبير وايضا داخل فرنسا تحديدا.فنجوم الروك المشاهير مثل
سانتانا والفيس كاستيلو
جوريلاز وكلاكسون الغوا حفلاتهم المزمع اقامتها داخل اسرائيل.والعديد من
الفعاليات الثقافية بأوروبا الغت دعوة فنانين اسرائيليين لها. وجدد
المخرج
البريطاني كين لوتش لدعوته لمقاطعة المهرجانات التي تعرض
افلاما اسرائيلية أيا كان
توجهها وهي الدعوة التي اطلقها العام الماضي وقت مهرجان ميلبورن بالاضافة
لدعته
لمقاطعة مهرجان تورونتو بعد اكتشاف حصوله علي مبلغ كبير من اسرائيل لاقامة
برنامج
احتفالي عن مدينة تل أبيب.أما السينمائيين العرب وعلي الأخص
المصريين فمامول أن
يكون لهم اسهاما فعليا في هذه الحملة العالمية.
الأهرام اليومي في
16/06/2010
عزازيل فيلم وقع في فخ المقارنة والضعف
الفني
د. مصطفي فهمي
لم تقف حالة الجدل التي صنعتها
رواية عزازيل للروائي والباحث يوسف زيدان عند حد النقاش بين المثقفين,
ورجال
الكنيسة المصرية التي اعترضت علي العمل برمته.
بل وصلت إلي المبدعين في السينما والمسرح لذلك لم يكن غريبا السمع ان
نقابة
الصحفيين تنظم عرض فيلم يحمل نفس اسم الرواية بالتعاون مع
جمعية كتاب ونقاد
السينما. لكن الغريب الذي اكتشفه الحضور مع بداية الفيلم انهم يشاهدون
عملا ابعد
مايكون عن الرواية الحامل اسمها, فاحداثه تدور حول شيخ يطلب من مريديه في
سكرات
موته ان يقيموا بالمنزل لمدة30 يوما يستقبلون خلالها من كانوا يأتون
للشيخ ويلبي
طلباتهم, اثناء اقامتهم نجد الشيطان يمارس الاعيب الغواية مع
الفتيان الثلاثة
ليبعدهم عن طريق الله, وفي المقابل نجد الرجل الراشد المؤمن الذي يتصدي
للشيطان
حليف الماضي, ليسير الفيلم بين استجابة الفتيان للغواية ومحاولات الراشد
المؤمن
لاستعادتهم إلي الطريق القويم, الذي ينتصر في نهاية
الأحداث.
أراد المؤلف
أحمد هيبة ان يقدم رؤية تجريدية علي حد قوله اثناء الندوة التي اعقبت
الفيلم للصراع
بين الشيطان والإنسان, من خلال عزله لمريدي الشيخ في منزله
بالجزيرة البعيدة عن
الحياة والناس ليوضح ان الصراع داخلي لدي الإنسان. لكنه للأسف فشل في
إبراز فكرته
علي مستوي السيناريو والحوار الذي جاء ذو صبغة تقريرية أفقدت الموضوع قيمته
الفلسفية كفكرة, والنفسية كسلوك وافعال للأبطال, وجعلته
باهتا علي المستوي
الديني.. حيث الخلل في كتابة حواره بشكل سينمائي, وسيطرة الناحية
التقريرية علي
الحوار الذي ظهر وكأنه خواطر مؤلف وتجربته لمعايشة الصراع بين الدنيا
والدين مما
جعل الاحداث كأنها خطبة أكثر منها دراما.
ساعد الإخراج للمخرج أمير شاكر,
والتصوير لمدير التصوير محمد شفيق في اضعاف الفيلم فنيا حيث اختيار زوايا
مرفوضة
سينمائيا, وحركة كاميرا عبرت عن ضعف مديرها, ونضوب أدوات المخرج ورؤيته
في
التعامل مع الموضوع.
اما الممثلون فجاء اداؤهم مسرحيا كلاسيكيا في الكثير من
المشاهد وان حاولوا الاجتهاد في إيجاد ابعاد عميقة للشخصيات,
لكن يأخذ علي هادي
الجيار, وكمال أبو رية, مشاركتهما في فيلم ضعيف فنيا لدرجة الهواة,
برغم عمق
فكرته التي تناولت فنيا بداية من الفترة الاولي للعصور الوسطي وظهور مسرح
الكنيسة, مرورا ببدايات عصر النهضة ومسرحية فاوست,
لمارلو, نهاية بوقتنا
الحالي الذي شهد احدي روائع الباتشينو فيلم حليف الشيطان.. تجربة فنية
لفريق عمل
أراد ان يطرح رؤية لقضية صعبة التناول لكنه في النهاية يكفيهم شرف
المحاولة,
والظهور مرة أخري بتجرية اثري فكريا, واقوي فنيا وبعنوان
مختلف عن جنس ادبي آخر
لم يقتربوا منه قيد انملة, كي لايتهموا بالاحتيال علي الجمهور, برغم
ذكائهم في
اختيار اسم بطلهم الشيطان متفقا مع اسم الرواية التي جذبت جمهورا كثيرا
لقرائها,
فمن الاجدر لو كانوا يرون ان عملهم مميز ان يسموه باسم آخر وما أكثر اسماء
إبليس.
الأهرام اليومي في
16/06/2010
صورة مريض الإيدز في السينما المصرية
علاء الزمر
السينما المصرية عالجت مرضي
الايدز بشكل سطحي أقرب إلي الأعمال الكاريكاترية الاعمال الفنية قدمت
نموذجا مشوها
لمريض الايدزا معظم الأعمال السينمائية بالرغم من قلتها
ومع التقدير للقائمين عليها تعتبر اعمالا سطحية وقدمت مريض الايدز بشكل
خاطئ
وسلبي ومخالف للحقيقة هذا رأي خبراء الصحة بمنظمة الأمم
المتحدة ووزارتي الصحة
والشئون الاجتماعية وأطباء الاسنان وعدد من الفنانين المصريين وكان ذلك
خلال احتفال
الجمعية المصرية لمكافحة الايدز بالإسكندرية بمرور18 عاما علي تأسيسها
برئاسة
سوسن الشيخ حيث تم تكريم مجموعة من الفنانين.
وفي المؤتمر الذي أقيم
بالإسكندرية تحدث الفنان محمود قابيل بصفته سفيرا اقليميا للأمم المتحدة
لليونيسيف
انه مع الاحترام والتقدير للأعمال السينمائية التي ناقشت مرضي
الايدز ويقصد فيلمي
الحب في طابا والأجندة الحمراء انه كان يجب علي القائمين علي الفيلمين
استشارة
الأطباء المتخصصين بدلا من تقديم مريض الايدز بهذا الشكل المرعب والأقرب
إلي
المضحك.
وقال الفنان إيمان البحر درويش الذي شارك في المؤتمر انه يجب علي
الأطباء المتخصصين وجمعيات المجتمع المدني وبالتعاون مع كتاب
السيناريو والمخرجين
عمل ورش عمل للوقوف علي طبيعة المرض.
وتحدث الفنان هشام عبد الحميد صاحب
التجربة الأولي لتقديم فيلم سينمائي يناقش مشكلة الايدز وهو فيلم الحب في
طابا ان
الفيلم كان حالة جديدة وكنا أصحاب السبق في تقديم مريض الايدز علي الشاشة
ولكن لو
تم تقديم الفيلم الآن أكيد كنا سوف نعالج بعض السلبيات.
وطالب الدكتور إبراهيم
الكرداني المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية بضرورة التعامل مع مريض
الايدز
انه مجني عليه وليس جانيا وكفي مابه من اضرار نفسية.
وطالبت سوسن الشيخ رئيس
الجمعية المصرية لمكافحة الايدز بالعمل علي تقديم أعمال سينمائية عن مريض
الايدز
بشكل جديد وان الجمعية يمكن ان تقدم الاستشارات الفنية والطبية
مجانا للفنانين
والمخرجين وكتاب السيناريو عن طبيعة مريض الايدز والتعايش معهم.
وفي النهاية
يظل السؤال الدائم هل مريض الايدز كما قدمته السينما المصرية جان أم مجني
عليه!!
الأهرام اليومي في
16/06/2010
نحن والعالم
ما يقرب من مائة عام هي عمر
السينما في العالم.. استخدمتها أمريكا فصنعت لنفسها تاريخا.. ولتوحي
للجميع
بأنها أكبر وأعظم دولة في العالم تملك الحلم والعلم
والتكنولوجيا وقد سارت السينما
المصرية علي نفس الطريق فاحتلت مصر مكانة كبيرة علي مستوي العالم
العربي..
ولكن
فجأة تدخلت الأيدي الخفية لتدمير السينما المصرية, فأصدرت أحكام الإعدام
علي كبار النجوم من ممثلين وكتاب ومخرجين وفتحت الطريق لشباب جديد بلا
تجارب أو
خبرات أو أهداف.. كل ما يحملونه داخل عقولهم الصغيرة شيئا عن
الشهرة والمال..
فضلت السينما المصرية الطريق.. وظهرت أفلاما شوهت ماضينا وحاضرنا ونجحت
في ظل
غياب الوعي العام وأيضا غياب دور الدولة والتي كان لها في الماضي مساهمة
كبيرة في
صناعة السينما, لقد أدرك الأمريكيون مبكرا جدا الدور البارز
الذي يمكن أن تلعبه
هذه الأداة المؤثرة علي العقول لتسحرها وتفرض علي العالم صورة ايجابية عن
النموذج
الأمريكي بداية من أفلام ديزني ووصولا للأعمال الحالية العملاقة, أما نحن
فلم
نهتم بذلك.. نعم لدينا مشكلات كثيرة كالبطالة والعشوائيات
لكن هذه ليست الصورة
كاملة فلدينا أيضا أشياء واعدة ومشرقة في كل المجالات وما لايعرفه
المتشائمون ان كل
بلاد الدنيا بها احياء قذرة وعشوائيات وبؤر فساد واحياء للخارجين عن
القانون ولدينا
مثال في السينما الهندية والتي رسخت في عقول العالم سحر الهند
بفنونها ومناظرها
السياحية الخلابة مع العلم بأن الهند تعاني مشاكل وفقرا أكثر منا بكثير
لماذا إذن
نصنع أفلاما تظهر بلادنا قبيحة وعشوائية لقد فقد العالم كله والعرب تحديدا
الثقة
بنا بعد أن شاهد هذه النوعية من الأفلام. ان سر زعامة مصر
للأمة العربية كانت من
خلال التفاف العرب حول رموزنا الفنية من ممثلين ومطربين وكتاب إما اليوم
فقد تفرقنا
جميعا بفعل مئات الفضائيات والتي ساهمت أيضا في انهيار جسور الترابط داخل
جدران
الأسرة الواحدة فماذا نحن فاعلون ببلادنا, يجب أن نوقف هذه السخافات وان
نبحث عن
مخرج من هذا المنعطف الخطير لنعيد السينما المصرية إلي مكانتها
الحقيقية.
الأهرام اليومي في
16/06/2010 |