من فيلم إلي آخر يواصل تامر حسني،
المغني الذي أصبح ملحنا وممثلا ومؤلفا، توليفته السينمائية الناجحة رغما عن أنف الكارهين
والمندهشين، وأنا منهم.
من فيلم الي آخر وأنا لا أفهم سر هذه الجماهيرية وتلك المساحة التي
يحتلها تامر حسني في الغناء والسينما..
ولن أقول أنها دلالة علي انحدار الاثنين،
فهما منحدران بوجود تامر او بدونه،
وليس في الساحة من هو أفضل كثيرا منه.
لن أتكلم أيضا عن رداءة الكتابة والاخراج والتمثيل،
ولا عن ركاكة الخلطة التي يصنعها الثلاثي البطل تامر حسني والمؤلف احمد
عبدالفتاح والمنتج محمد السبكي...
هذه الخلطة التي سبق لي تناولها في ثلاثة أفلام سابقة،
وفي كل مرة تصيبني بتلبك معوي حاد.
امعائي مشكلتي وحدي طالما ان الناس راضية ومنسجمة من هذه الأفلام،
ولذلك سأتكلم فقط عن محتويات هذه الخلطة وكيفية عملها من خلال قراءة الصور
واللغة »السينمائية« لفيلم تامر الأخير »نور عيني«
كنموذج.
أول عناصر الخلطة هي صوت تامر حسني،
ولا شك انه صوت محبوب من قبل قطاع كبير من الشباب...
بصراحة لم ألتق بأي منهم في الحياة ولكنني أراهم علي الانترنت وفي صور
الحفلات وبعض جمهور افلامه. ورغم انني استمعت الي اغاني كثيرة له الا انني
لا اتذكر اي من هذه الأغاني كعمل موسيقي... ما يبقي في ذهني بعض الجمل
الغريبة التي غالبا ما تحمل اهانات للحبيب أو معان وكلمات
مستهلكة من الغزل.
ربما ما يميزها ايقاعاتها وتوزيعها الموسيقي
الراقص ولكن قلما تجد فيها جملة لحنية مميزة...
وصوت تامر مثلها قوي وحيوي ولكن يفتقد للعمق أو الاحساس المرهف... بشكل عام
هي أغاني خفيفة تشبه لغة شباب هذه الأيام:
لاذعة وكوميدية وسطحية جدا...
ومن المدهش انها محملة بالعداء للنساء مع انها تحظي بشعبية
كبيرة بين قطاع من البنات.
المغني الذكر هو الحاضر بقوة في معظم هذه الأغاني،
ولعل هذا النوع من الذكورة »الفاقعة«
هي ما يثير اعجاب وحواس هؤلاء البنات.
الغناء هنا هو استعراض لذكورة المغني،
وليس من الصدفة ان المغني يستعرض جسده أثناء الغناء، وتتيح أفلام تامر حسني-
بداية من فيلم »حالة حب«،
وحتي »عمر وسلمي« و»نور عيني«- الفرصة له ليتعري ويتراقص و»يضرب«
و»ينضرب«
ويمارس كل خصائص هذه الذكورة..
حتي الشتيمة وصفع النساء والأطفال والبصق عليهم.
لعب الكرة من خصائص هذه الذكورة أيضا،
وهناك فيلم بالكامل هو »كابتن هيمة«
عن بطل موهوب في لعب الكرة،
ويبدأ »نور عيني« بمشهد للصديقين تامر حسني وعمرو يوسف يستعرضان مهارتهما
في احراز الأهداف، كما ان تامر حين يتذكر لحظات السعادة مع اخيه المنحرف،
ثم الميت نتيجة جرعة مخدرات زائدة، نري فلاش باك يلعبان الكرة...
أما اللحظة الأكثر حيوية في علاقتهما فهي عندما يتبادلان الضرب في البيت،
ثم يخرجان الي الشوارع ليمارس احدهما دور الفتاة والثاني دور خطيبها أو
خاطفها.
وتأتي لواحدة من العناصر الدرامية المتكررة في افلام تامر حسني واحمد
عبدالفتاح وهي العلاقة بين الأخين والصديقين،
والتي تظهر بوضوح في »حالة الحب«
و»نور عيني«،
ونراها بصورة اخري في الجزئين الأول والثاني من »عمر وسلمي«
بين البطل وابيه.
في هذه الأفلام هناك علاقة بين الأبطال الذكور تشغل مساحة قد تكون
أكبر من المساحة المخصصة لقصة الحب بين البطل وحبيبته.
»نور عيني«
يبدا بالصديقين،
وعندما يسافر احدهما تحتل العلاقة بين الأخين المشهد،
وهي علاقة من أغرب ما يمكن ان تراه في الأفلام، سواء المصرية أو الأجنبية...
حتي ان علاقة البطل بالمرأة التي يحبها تنتهي في نفس اللحظة التي يموت فيها
الأخ، ثم يظهر الصديق المسافر ليفوز بفتاة البطل، قبل ان يتخلي عنها بدوره من أجل الصديق.
هذه العلاقات مثلية ليس بمعني المثلية الجنسية، ولكن بمعني انها تتأسس علي رباط الذكورة الذي
يجمع الرجال، وتتفوق في أهميتها علي العلاقات الغيرية بين الرجال والنساء...
وفي حالة »عمر وسلمي« تتأسس هذه العلاقة فوق أجساد النساء من خلال المنافسة
بين البطل وابيه علي صيد كل امرأة تقع في طريقهما.
هذه الحالة من المثلية تعكس نرجسية مفرطة يعاني منها صناع
وأبطال هذه الأفلام.
وهنا نأتي للخصيصة الثالثة،
وهي النظرة المحتقرة والكارهة للنساء، وبالتحديد أي امرأة لاتصلح ان تكون اما لأولاد
البطل...
وتتكرر هذه العبارة مرات كثيرة علي مدار
»نور عيني« و»عمر وسلمي« وغيرهم.
الاستثناء الوحيد لصورة المرأة في هذه الأفلام هو البطلة التي يجب ان
تكون عفيفة ومحترة وغير ظاهرة الأنوثة علي عكس كل البنات الأخريات،
كما يجب ان تكون ضعيفة لأن البطل يختارها من موقع الشفقة لا الاستسلام
لانوثتها. وتظهر هذه الفكرة كأفضل ما يكون في »نور عيني«
حيث تمثل منة شلبي النقيض مما تمثله كل البنات اللواتي عرفهن البطل ولم يجد
فيهن من تصلح لتكون أما لأولاده...
وهي فوق ذلك عمياء،
واختيار العمي بالتحديد حيلة سينمائية قديمة من أيام »أنوار المدينة«
لتشارلي شابلن، والذي يسرق »نور عيني«
فكرته واسمه. العمي عجز لايشوه جسد المصاب به مثل الاعاقات الأخري، كما
يعني انها لا »تنظر«
اي لاتشتهي الرجال،
وهذا الخوف من اعلان المرأة لرغبتها الجنسية، أي استقلاليتها وسلطتها هو الأساس لكل افكار
العداء للنساء التي يشغي بها مجتمعنا.
ومن هنا تصبح المرأة المريضة المعاقة مصدر جاذبية لاتقاوم للبطل المشغول
باعراض ذكورته حتي النخاع.
عنصر أخر لاحظه كثير من مشاهدي هذه الأفلام هو طابعها الميلودرامي
»الهندي« من الاعتماد علي المصادفات والمبالغات العاطفية وتقسيم الناس الي
ابيض واسود والاستعراضات والغناء الي اخره...
هذه النظرة القدرية التي ترفض المنطق العلمي السببي،
وبالتالي اي بناء منطقي للدراما،
وهذه الخلطة
»الكشرية«- نسبة الي الكشري-
يتناسبان بالطبع مع جمهور هذه الأيام.
العنصر الأخير-
حتي لا اطيل عليكم-
هو محمد السبكي نفسه، الذي مثل هيتشكوك، يحرص الان علي الظهور في كل افلامه،
ومساحة ظهوره هو واخوته وابنائه واحفاده تتزايد من فيلم الي اخر بشكل بات
يهدد الذوق العام.
أخبار النجوم المصرية في
10/06/2010
تامر حسني الالفة علي
الخائبين
بقلم : طارق الشناوي
تضاءل عدد الأفلام التي يلعب بطولتها نجوم الغناء..
بعد »عبدالحليم حافظ«
لم تستطع السينما الغنائية أن تدفع بمطرب تحقق أفلامه
الايرادات..
حتي معاصري »عبدالحليم«
مثل »محرم فؤاد«، »محمد رشدي«، »ماهر العطار«، »عبداللطيف التلباني«، »كمال حسني«
أغلب افلامهم لم تسفر عن نجاح جماهيري..
بعد ذلك دفعوا بهاني شاكر منذ مطلع السبعينيات إلي دائرة السينما ولكن باءت
تجاربه السينمائية بالفشل ومع بداية صعود جيل جديد من المطربين لعبت
السينما مجددا بعدد من الأصوات مثل الراحل »عمر فتحي«
ثم كل من »إيمان البحر درويش«، »عمرو دياب«، »محمد فؤاد«،
»مدحت صالح«، »علي الحجار«، »محمد منير« وصولا إلي »مصطفي قمر«.. »عمر« رحل
مبكرا وكان من الممكن أن يترك بصمة.. »إيمان«
لم يكمل المسيرة رغم أن لديه معلومات وكيميائية مع الكاميرا و»عمرو« لم
تحدث بينه وبين الكاميرا تلك المعادلة السحرية حفلاته تحقق أعلي الايرادات
وأفلامه تعاني من شحوب في الايرادات.. »محمد فؤاد«
كان بدايته مبشرة لكنه أصيب بعقدة اسمها »إسماعيلية رايح جاي«
حقق الفيلم قفزة في الايرادات عند عرضه عام
٧٩
واعتقد وقتها
»فؤاد« أن العروض السينمائية سوف تنهال عليه ثم اكتشف أنها أخطائه وانهالت
علي من شاركه البطولة »محمد هنيدي«.. قدم بعدها »فؤاد« فيلمين لم تتحقق
الايرادات المرتقبة.. »مصطفي قمر«
كان رقما في السينما ثم بعد ظهور »تامر حسني«
اختفي.. »حمادة هلال« بين الحين والاخر يقدم أفلاما ولكن بلا تأثير.. »حكيم«
فعلها مرة واحدة ولم يكررها حيث مني بهزيمة ثقيلة..
يظل »تامر حسني« بالأرقام هو النجم الوحيد الذي نجح في تحقيق ايرادات داخل
دور العرض.. جمهور السينما ليس هو جمهور الحفلة للسينما شفرتها الخاصة
والدليل مثلا أن »هيفاء وهبي« في فيلم »دكان شحاتة« لم تستطع أن تحقق جذبا
للجمهور..
بينما »تامر«
تتأكد أرقامه من فيلم إلي آخر..
صار اسما داخل دائرة نجوم الأرقام الكبار في
السينما المصرية ولهذا يراهنون عليه كل موسم صيفي..
هذه المعادلة التي تطرح اسم »تامر«
منحته سطوة علي كل مفردات الفيلم السينمائي
وبعد أن صار هو أيضا يكتب أفلامه ويختار من يشاركوه التمثيل وهكذا في كل
عام من الممكن أن نتابع تلك المعارك الحريمي بين
»مي عزالدين« و»زينة«.. ربما لهذا السبب وحسما للصراع جاء الفيلم إلي »منة شلبي«
لتشاركه لأول مرة »نور عيني«..
اسم
»تامر« يتصدر الأفيشات باعتباره أيضا كاتب قصة الفيلم..
العلاقة بين فتاة ضريرة ومطرب ناشيء يحاول أن يبحث عن نفسه..
وتدخل القصة داخل إطار العديد من الحكايات
الثانوية لاستكمال الحالة وهي خلق تعاطف مع
»تامر« وفي نفس الوقت التأكيد علي أنه دائما مضحي ومعطاء.. في بداية أحداث
الفيلم يمنحنا بعض الأمل بأنه سوف يقدم لجمهوره قصة ساخنة وهي الواسطة
والمحسوبية من خلال صديق »تامر«
الذي أدي دوره »عمرو يوسف«
عندما ترفض الكلية تعيينه معيدا لأن
الواسطة انحازت إلي ابن العميد وسافر »عمرو«
إلي الخارج.. لتبدأ حكاية »تامر« مع »منة« وتنتقل الأحداث إلي لبنان من
خلال الفرقة الموسيقية التي تقدم احدي حفلاتها هناك وبسبب سوء الفهم تعتقد »منة«
أن »تامر« يخدعها وهو في نفس الوقت يجد نفسه مسئول عن شقيقه الذي أدي دوره
الوجه الجديد »إسلام جمال« الذي يتعاطي جرعة زائدة من المخدرات تودي بحياته..
وتشعر بأن الكاتب »أحمد عبدالفتاح«
لايجد ما يقدمه ويبدأ في البحث عن مشاهد يملأ بها زمن الفيلم
ولهذا يبدو وكأنه يبحث في دفاتره القديمة يتذكر فجأة حكاية الدكتور الهارب
من الواسطة ليجعله هو الذي يتولي علاجها وبالطبع يعود لها الابصار ويحبها
وتحبه وهو لايزال صديق خطيبها ويختلط الأمر علي السيناريست بين الضرير
وتضاؤل معدلات الذكاء فالمعروف أن الضرير تقوي لديه كل الحواس الأخري التي
يستبدل بها حاسة الرؤية مثل حواس السمع واللمس والشم ولايخطيء الضرير في
التعرف علي الأشخاص من خلال هذه الحواس ولكن فجأة نجد ان »منة شلبي«
بعد أن عاد إليها الابصار تلتقي مع »تامر حسني«
باعتباره صديق »عمرو يوسف«
ولاتستطيع أن تكتشف بأي حاسة من الثلاث
إنها التقت به من قبل..
وكأن عودة الابصار موت يعني موت الحواس الأخري
ولاينسي الفيلم أن يقدم في نهايته مشهد ثلاثي يرقص فيه الأبطال سعداء..
الحبيب المجروح »عمرو يوسف«
كان هو أكثر الراقصين سعادة!!
بالفيلم أكثر من أغنية بأصوات مطربين آخرين وهي من المرات القليلة
التي يقدم بها مطرب أصوات لمطربين أخرين..
عمرو دياب »تملي معاك« وحسين الجسمي »سنة الصبح« واحمد عدوية ورامي عياش »الناس الرايقة«..
كما أن
»تامر« يقدم عدد من الأغنيات لتواكب أحداث الفيلم والحقيقة أن أغنيات
»تامر« امتلأت بالضعف الشعري والموسيقي..
الفيلم أراد من خلاله أن يقدم حالة كوميدية
اجتماعية
غنائية في قالب ميلودرامي ولم يستطع أن يحقق شيء
من كل ذلك..
في نهاية الأمر نحن نتعامل مع مطرب حقق نجومية وله شباك تذاكر
ولكن ليس لديه قدرة لاعلي الابتكار كمؤلف ولا علي الانتقاء أيضا كنجم تعرض
عليه عشرات من الأفكار والسيناريوهات..
لايزال
»تامر« هو الأول في السينما بالأرقام بين كل أقرانه من المطربين ولكن
الألفة علي مجموعة من الخائبين!!
أخبار النجوم المصرية في
10/06/2010 |