مرّ اثنا عشر عاماً.
التأسيس رافق تحوّلات بطيئة شهدتها
المدينة. الحراك الثقافي المصنوع فيها ساهم في
إطلاق الورشة. والورشة، هنا، لا علاقة لها بالمألوف. الورشة
المقصودة مستمرّة في
إنعاش المشهد بشيء من الحماسة. التواضع سمة أساسية. المظهر مريح. المشهد
الخارجي
أيضاً. الإمكانيات ضئيلة. مع هذا، يناضل العاملون في هذه الورشة لتحقيق بعض
طموحات.
اثنا عشر عاماً. العمر قليل. الجهد كبير.
النتائج مفيدة. أخطاء وارتباكات؟ لا بأس.
ما دام هناك استعداد للاستماع والقراءة والنقاش. ليست الأمور سهلة.
التمويل،
باختفائه أو حضوره الخفر، حاجزٌ أمام التطوّر المطلوب. لكن التطوّر هذا
موجودٌ بفعل
المثابرة والرغبة في نموّ طبيعي وجميل. ليست الأمور سهلة. البلد كلّه منذور
للخراب.
التوتر عيش يومي على حافة النهايات
الملتبسة. مع هذا، برهن هؤلاء أشياء عدّة.
أبرزها: الاستفادة من الاختبار، والحرص على تنمية الاستفادة والاختبار معاً.
المشاركة في بناء صرح ثقافي بيروتي منفتح.
المساهمة في حراك مدينيّ.
نشاط
متنوّع
قبل اثني عشر عاماً، تأسّس «نادي لكل الناس». أراده مؤسّسوه جمعية
ثقافية تنظّم نشاطات متنوّعة. أرادوا خلق مساحة للقول. إتاحة
فرص ما لشباب يشبهونهم
أو يختلفون عنهم قليلاً. لم يقطعوا مع الذاكرة. هذه الأخيرة حاضرة في
برنامج مفتوح
على الاقتراحات والتجربة. الأنواع الثقافية والفنية المختارة متعدّدة. غناء.
موسيقى. أعمال مسرحية. أفلام سينمائية. هناك قدرة على مزج الماضي بالراهن.
ذاكرة
السنيما اللبنانية المرتبكة والمجنونة والمكافِحة تمثّلت، في برنامج
النادي، بأمور
عدّة. منها: إصدار أشرطة «دي. في. دي.» لأفلام مستلّة من أعمال برهان علوية
وكريستيان غازي وهادي زكّاك. العمل جار على إصدار أشرطة كهذه،
خاصّة بأفلام مارون
بغدادي. قراءة الأسماء كفيلةٌ بإيضاح المعنى الثقافي لمقولة «مزج الماضي
بالراهن».
غازي أقدمهم عملاً وأكبرهم سنّاً. تجربته
مختلفة. علوية وبغدادي لعبا دوراً أساسياً
في تطوير أدوات التعبير السينمائي عشية اندلاع الحرب الأهلية
اللبنانية في منتصف
السبعينيات، وفي أعوامها الأولى. زكّاك ابن التسعينيات. أي تلك الفترة
المنبثقة من
النهاية المنقوصة لتلك الحرب، والمقيمة في تأثيراتها الملتبسة والغامضة.
غير أن
«نادي
لكل الناس» لا يكتفي بهؤلاء وبأعمالهم وحضورهم في المشهد المحلي والعربي.
شارك، بفعالية، في تنظيم أسبوع أفلام
لبنانية معنية بالمسألة الفلسطينية. همّه،
إعلان حضور ثقافي ما. هذا أمر مفيد، ما دامت نشاطاته جزءا من
الأجندة البيروتية. بل
جزء أساسي. لا يكتفي النادي بالسينما. الغناء والموسيقى حاضران. أحمد قعبور.
أميمة
الخليل. تانيا صالح. سميح شقير. جوزف صقر. عمر الزعني. لا تنتهي الأسماء.
لا تنتهي
الحكايات. النادي مثابر فعّال. نشيطٌ. محتاجٌ إلى مساحة أوسع لمزيد من
القول. مع
هذا، تتّسع أمكنة المدينة له. مسارحها حاضرة لنشاطاته، وإن
بصعوبة أحياناً. وإن
بتحدّيات.
عدم القطع مع الذاكرة مدعومٌ بتواصل دائم مع الآنيّ. جيل جديد من
الشباب ذهب إلى السينما. طلاّب جامعيون يصنعون أحلامهم بقليل
من الدراية، لكن بكثير
من الرغبات. بعض هؤلاء مستمرّ في اختبار المعاني الجميلة والمتناقضة للفن
السابع.
قليلون هم. لكنهم مثابرون، وإن بصمت. أو
بهدوء. طلاب جامعيون يريدون فرصة ما. لا
مجال هنا لنقاش أعمالهم وأفكارهم ومساعيهم وأسباب انخراطهم في
السمعيّ البصري. «نادي
لكل الناس» ليس حكماً أو ناقداً أو معلِّماً. قبل ثمانية أعوام، رأى أن
الأفلام الطالبية قابلةٌ للعرض العام. أندية وجمعيات سبقوه في الالتفات
إليها.
منظّمو مهرجانات أيضاً. لا يدّعي النادي ريادة في هذا المجال. لا يحصر همّه
في هذا.
رغبته أكبر: إعطاء فرص جديدة ودائمة
للطلاّب الجامعيين، لتقديم أفلامهم الأولى
تحديداً.
أفلام طالبية
قبل ثمانية أعوام، أطلق النادي «مهرجان الأفلام
الطالبية» (تنتهي دورته الثامنة مساء اليوم، في «مسرح بيروت»). ببساطة
وخفر. بتواضع
وهدوء. لكن، بكثير من المثابرة: «بدأنا في العام 2002. كان النادي في
بدايات
انطلاقته. خصّصنا يومين اثنين فقط بأفلام طالبية. اخترنا
«المركز الثقافي الروسي»
مكاناً للّقاء. خمس جامعات لبنانية مشاركة. المفاجأة رائعة: اهتمام طالبي
وشبابي
بهذا النوع من النشاطات الثقافية والفنية»، كما قال نجا الأشقر، أحد مسؤولي
النادي
والمهرجان الطالبي معاً. أضاف: «اخترنا في البداية أفلاماً
لطلاب منتسبين إلى معاهد
الفنون والسمعي البصري في الجامعة اللبنانية بفرعها الأول والثاني وفي
الجامعات
الأخرى. أبرزها: «جامعة القديس يوسف» والـ«ألبا». عرضنا حينها فيلمي
«حدّثني الكاهن
الذي عرفه» لجاد أبي خليل و«أنا منيح إنتَ كيف» لمهى حداد
بنسختين سينمائيتين.
أفلام لسينتيا شقير وهيثم شمص وغيرهما. الصحافة تجاوبت مع المبادرة. الناس
أيضاً.
هناك طلاب بدأوا يسألون عن الدورة المقبلة بعد أيام قليلة على انتهاء
الدورة
السابقة. وصلت الرسالة إلى طلاب الكليات والمعاهد والجامعات
الأخرى. بدأنا بأفلام
لبنانية، قبل أن نتواصل مع أفلام طالبية عربية. لم نكتف بأفلام طالبية.
استعادة
الذاكرة مهمّة. نظّم النادي عروضاً سينمائية بنسخ 35 ملم لأفلام مارون
بغدادي
مثلاً. نظّم أيضاً عروضاً لأفلام جان شمعون ومي المصري وبرهان
علوية وكريستيان
غازي. أهمية استعادة الذاكرة لا تتناقض وإعطاء الشباب حيّزاً أكبر لعرض
نتاجاتهم».
لا يتردّد نجا الأشقر عن القول إن ملاحظات ووجهات نظر وآراء متفرّقة صبّت
كلّها
في مصلحة النادي ونشاطاته. أعضاء النادي استمعوا إليها: «بدأت
الفكرة المتواضعة
تكبر. الناس مهتمّون بالمسألة. تلقّينا تشجيعاً واضحاً من مدراء الأقسام
والمعاهد
السمعية البصرية الجامعية. الطلاب مهتمّون. كان هناك حوار. العدد أقلّ.
البلد
مختلف. اتّفقنا مع الطلاب على تقديم أفلامهم قبل العرض، أو
مناقشتها بعده. لم تكن
هناك لجان تحكيم أو جوائز. هذه جاءت لاحقاً. الدورة الخامسة شهدت ولادة
اللجان
التحكيمية والجوائز. الهمّ الأول: عرض الأفلام. الخيارات متفرّقة. الاهتمام
الأساسي
انصبّ على أفلام طلاب الجامعة اللبنانية. لم يكن أحدٌ يهتم بها وبهم. أردنا
المهرجان فرصة لها ولمنجزيها. أردناه فرصة للجميع كي يُشاهدوا
أعمال بعضهم البعض».
اعتبر الأشقر أن الدورات الأولى ساهمت في تحريض إدارات المعاهد الجامعية
على تشديد
الاختيارات الطالبية: «بات الطلاب يحصلون على جوائز عدّة، من بينها جائزة
الجمهور.
لهذا، بدأوا يحثّون أقاربهم وأصدقاءهم لحضور المهرجان. ازداد اهتمام
الصحافة أيضاً.
ترافق هذا كلّه وازدياد عدد الجامعات. بدأ
التواصل مع الجامعات العربية في الدورة
الخامسة نفسها أيضاً. ردّ الفعل العربي؟ بدأوا يكثّفون الاتصال
بنا. بعضهم زار
بيروت. بات للنادي أصدقاء في مدن عربية مختلفة. في القاهرة تحديداً. بدأ
المهرجان
الطالبي يُشارك في مهرجانات عربية. هناك من يطلب منّا تزويده بأفلام
لبنانية
وعربية. نشأت صداقات بيننا وبين طلاب لبنانيين وعرب، إذ اننا
لم نتوقّف عن التواصل
معهم بعد انتهاء كل دورة».
الاختيار
ردّ نجا الأشقر على سؤال اختيار
الأفلام بقوله إن «كل معهد جامعي يُرسل إلى إدارة المهرجان سبعة أو ثمانية
أفلام.
هناك لجنة مصغّرة في النادي تضمّ شباباً
متخصّصين بشؤون سينمائية متفرّقة، تتولّى
اختيار ما تراه مناسباً، على مستويي الموضوع والتقنيات. هناك
أفلام تعكس المستويات
الجيّدة للجامعات. في الدورتين السابقتين، كشفت أفلام طلاّب الجامعة
اللبنانية عن
قدرات مهمّة. يسعى النادي إلى أن تتمثّل الجامعات كلّها في الدورات
السنوية. جامعات «القديس يوسف» و«كسليك» و«ألبا» ممثّلة،
دائماً بثلاثة أفلام. المستويات جيّدة». عن
الجوائز، قال إن النادي بدأ توزيعها منذ ثلاثة أعوام: «ليست
جوائز مالية، بل
مساعدات مالية. توفير آلتي تصوير ومونتاج مثلاً. تأمين معدّات. أفلام خام.
أدوات
مستعملة في التصوير... إلخ. القيمة المالية للجوائز تبدأ بألف دولار أميركي
وتنتهي
بخمسمائة دولار أميركي، وبينهما جائزة ثانية بقيمة سبعمائة
وخمسين دولارا أميركيا.
هذه ليست مدفوعة نقداً، بل مقابل خدمات فنية عدّة. يتمنّى النادي أن يكون
هناك دعمٌ
مالي أكبر، لرفع القيم المالية للجوائز. مهتمّون نحن بعرض الأفلام، وليس
بالبدل
المالي النقدي المباشر».
بالنسبة إلى موضوع الدعم المالي للمهرجان تحديداً، قال
إن هناك أصدقاء عاملين في جمعيات المجتمع المدني يؤمنّون جزءاً متواضعاً
منه. تبنّت
مؤسّسة «آراء واستشارات» المهرجان منذ ثلاثة أعوام. «المؤسّسة العربية
للديموقراطية» في تونس دعمت الدورة الفائتة. أصدقاء عديدون.
هناك دعم إعلاني أيضاً.
هناك من يتكفّل تغطية مصاريف دعوة ضيوف عرب وإقامتهم: «فريق العمل مؤلّف من
متطوّعين. لكننا استطعنا تأمين تغطية بعض تكاليف عملهم»، كما قال الأشقر،
مشيراً
إلى أن «هناك مؤسّسة عربية أقامت شراكة مع «نادي لكل الناس»،
بهدف عرض أفلام
لبنانية وعربية في «مهرجان الفيلم العربي في أثينا، في أيلول المقبل». لكن،
هذا ليس
كل شيء: «يسعى النادي إلى أرشفة السينما اللبنانية، بإنتاجه نسخ «دي. في.
دي.»
لأفلام لبنانية لمخرجين محترفين، بالإضافة إلى مشروع إنتاج شريط «فيديو
ديجيتال»
يضمّ اثني عشر فيلماً طالبياً فازت بجوائز
الدورات السابقة. يُفترض بهذا المشروع أن
يبصر النور في ربيع العام المقبل».
السفير اللبنانية في
10/06/2010
نجوم سوريا صار عندهم مدير(ة) أعمال
وسام كنعان
منذ خمسة أعوام، أعلنت الممثلة السورية لورا أبو أسعد لأحد المقرّبين منها
أنها تحلم بأن توظِّف مدير أعمالٍ ينقذها من الدخول في نقاشات بشأن أجرها
عن كل دور تؤدّيه، وتتفادى من خلاله الإحراج عند اعتذارها عن عدم مقابلة
الصحافة. إلى جانب أمور أخرى بديهية. هذا التمنّي الذي أفضت به أبو أسعد
كان بمثابة سر خطير وقتها. أما اليوم، فباتت الممثلة نفسها تملك شركة
«فردوس للإنتاج الفني»، وحلم توظيف مدير أعمال تحقّق ولكن عند باقي
زملائها. هكذا تعرّف الوسط الفني السوري على أول مدير أعمال في تاريخه، بل
هي أول مديرة أعمال، واسمها تيما إسلام. وكان ذلك بفضل «أنطوني كوين
العرب»، خالد تاجا (الصورة)، الذي كان أول من أدرج هذا التقليد، لتكرّ
السبحة ويلحق بتاجا كلّ من: سلافة معمار، وقصي خولي، وشوقي الماجري....
طبعاً والمسألة تبشّر بالخير طالما أنها تساعد الممثل أو المخرج على
التفرّغ لفنّه.
لكنّ المشكلة أن الوسط الفني السوري تعرّف إلى هذه الظاهرة الحداثية
بالنسبة إليه بطريقة مغلوطة، بل يبدو أنه دخلها من الباب الخطأ. إذ تبيّن
أن كل الفنانين الذين استعانوا بمدير أعمال، اختاروا الشخص نفسه: تيما
إسلام. إذاً باتت المرأة نفسها تعمل مديرة أعمال لكلّ من تاجا، ومعمار،
وخولي، والماجري، فيما يفكر خمسة وعشرون ممثلاً سورياً من الصف الأول في
التعاقد مع إسلام ذاتها عمّا قريب.
هكذا حملت مديرة أعمال النجوم السوريين خمسة هواتف خلوية خاصة بهؤلاء
النجوم. وطبعاً لا تعرف هذه الهواتف الصمت ولو لحظة واحدة، وهو ما يستفزّ
إسلام ويحرّك غضبها، ويُدخلها أحياناً في موجة صراخ غير مبرّرة.
من جانب آخر، يبدو أن الفنّانين السوريين قد بالغوا في تفرّغهم لعملهم،
وإلقاء بقية أعبائهم على مديرة أعمالهم. حتى إنّ بعضهم صاروا يبرمجون
لقاءاتهم مع أصدقائهم من خلال مديرة أعمالهم حصراً، ظناً منهم أنّه حتى تلك
الأمور تندرج ضمن مهمّات مدير الأعمال!
الأخبار اللبنانية في
10/06/2010
مخرج 'من أجل ندا' يتحدث عن فيلمه قبل عرضه في لوس أنجلس
لوس انجلس رويترز: حضر المخرج البريطاني أنتوني توماس يوم
الاثنين (6 يونيو) عرضا خاصا لفيلمه الوثائقي الجديد (من أجل ندا) في مدينة
لوس
أنجلس الأمريكية بصحبة الممثلة الأمريكية الإيرانية الأًصل شهره أغدشلو.
وشارك
توماس وأغدشلو بعد العرض في ندوة لمناقشة الفيلم الذي يتناول الأحداث التي
شهدتها
إيران في أعقاب انتخابات الرئاسة الأخيرة.
يحكي الفيلم قصة الشابة الإيرانية ندا
أغا سلطان التي أصبحت رمزا لاحتجاجات الإيرانيين عام 2009 بعد أن قتلت رميا
بالرصاص
في أحد شوارع طهران خلال الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة المثيرة
للجدل.
ويمزج الفيلم الوثائقي بين حياة ندا التي كان عمرها 26 عاما عندما لاقت
حتفها
والصراع الإيراني الأوسع نطاقا والذي دفعها للمشاركة في مسيرات طهران.
وقال
توماس متحدثا عن دوافعه لإخراج الفيلم 'كلنا استلهمنا الصور وروعنا بها..
صور ندا
تلفظ آخر أنفاسها. لم نر شيئا كهذا على الشاشة من قبل وأنا
صممت أن أكتشف الحقيقة
في قصتها'.
وأعرب المخرج البالغ من العمر 69 عاما عن أمله أن يحدث الفيلم
تأثيرا. وقال 'أملي الأول هو ألا يشعر كل أولئك الشبان
الإيرانيين الذين خرجوا إلى
الشوارع للاحتجاج بأن ما فعلوه راح سدى. أود أن يشجعهم هذا الفيلم وأن
يساندهم
ويساعدهم. ولأن أيام النظام المثير للاشمئزاز انتهت أود أن يكون ذلك في
أقرب وقت
ممكن'.
وفاز توماس من قبل بجائزة إيمي الفنية وجائزة الأكاديمية البريطانية
لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) ويبلغ رصيده الفني 40 فيلما
وثائقيا.
وقالت
شهره أغداشلو ردا على سؤال عن سبب اشتراكها في (من أجل ندا) بالأداء الصوتي
' أعطيت
صوتي لندا. أديت السرد الصوتي وهذا أحد الأمور التي أحب أن أفعلها رغم
صعوبتها
البالغة علي. لكني أحب أن أفعلها خاصة عندما يخص الأمر
احتجاجات أو من الأفضل أن
أقول قضايا أهتم بها حقا مثل هذه. عرضت علي إتش.بي.أو أن أؤدي السرد الصوتي
وقبلت
على الفور وأنا سعيدة جدا لأني فعلت هذا'.
ووصفت شهره التي تبلغ من العمر 58
عاما الأحداث التاريخية التي سلط الفيلم الضوء عليها قائلة 'عندما بدأت
الاحتجاجات
السلمية.. وينبغي أن أقول عفوية.. لم تساندها أي دول أو أي نوع من نظرية
المؤامرة..
كانت عفوية.. حدثت بعد الانتخابات المزورة مباشرة عندما خرج كل الشبان في
إيران
وبدأوا يطالبون بحقوقهم ويظهرون للحكومة أنهم يعنون ذلك في تلك المرة
ويريدون تحديد
مصيرهم بأنفسهم. بدلا من التفاوض معهم أو تركهم يتحدثون عما
يريدون بدأت الحكومة
للأسف تطلق النار عليهم وهو أمر نادرا ما نسمع بحدوثه. خمسة أو ستة شبان
قتلوا
وكانت ندا من بينهم وأولاهم. لذلك أعتقد أن ندا تحولت إلى رمز لهذه الثورة
المصغرة'.
ودعي أيضا لحضور العرض الخاص للفيلم أوستن هيب المدير التنفيذي لمركز
أبحاث الرقابة في سان فرانسيسكو ومنتج برنامج الكمبيوتر
'هيستاك' المصمم خصيصا
لإتاحة الفرصة للإيرانيين لدخول شبكة الإنترنت على نحو يحول دون تعقبهم.
وذكر
هيب أن برنامج 'هيستاك' يهدف لمساندة الحركات المطالبة بالديمقراطية في
أنحاء
العالم بتسهيل تدفق المعلومات بحرية عبر الإنترنت.
وقال 'حيثما نظرتم وأينما
توجد حركة وليدة من أجل الديمقراطية.. الناس الذين يريدون إبداء رأي أو
يريدون أن
يرووا قصتهم.. الخطوة الأولى هي الوصول. هذه هي الخطوة التي نركز عليها..
ليست
مهمتنا الاهتمام بما يعتقده الناس أو ما يريدون أن يقولوه بل
أن نضمن لهم الوصول..
أن يتمكنوا من مواصلة الحوار والنقاش. وبدون تلك الخطوة الأولى لن تحدث
الخطوات
الثانية والثالثة والرابعة'.
ووصف هيب (25 عاما) طريقة عمل برنامج الكمبيوتر
'هيستاك'
قائلا 'ما يفعله هيستاك هو في الأساس عملية من خطوتين. الأمر الأول هو أنه
يشفر المعلومات بحيث أنها حتى لو وقعت في يد شخص يريد الوصول إلى بياناتك
أو أن
يستخدمها ضدك فلن يستطيع أن يفعل شيئا بها. الأمر الثاني هو
أنه يخفي تلك المعلومات
داخل ما يبدو أنه مواد عادية. إذن فلو كنت إيرانيا وتزور موقع تلفزيون برس
على ما
يبدو أو موقع الرئيس الإيراني نخفي كل تلك المعلومات المشفرة داخل ما يبدو
أنه حركة
عادية تماما على الإنترنت. نحن نفعل ذلك لكل بلد على حدة'. وصمم البرنامج
ليمكن
الصحافيين الإيرانيين من التغلب على الرقابة الحكومية خلال الاحتجاجات التي
تلت
الانتخابات.
وسيبدأ عرض (من أجل ندا) يوم الاثنين 14حزيران/يونيو على قناة
إتش.بي.أو التلفزيونية التي تبث إرسالها للمشاهدين مقابل
اشتراكات وذلك قبل أيام من
الذكرى الأولى لوفاتها.
القدس العربي في
10/06/2010 |