في حقبة ماضية تعود تقريباً إلى ما قبل السبعينيات كانت عندنا صالات أحياء،
ما زالت معالمها ظاهرة في الزيدانية (سميراميس، عايدة، بلازا)، والملا لـ
فيروز، والمصيطبة والمزرعة والبربير وغيرها، وكانت إيراداتها جيدة، والحضور
فيها لافت فعلاً، بينما كانت التشكيلة تشمل الأفلام العربية والأجنبية مع
رجحان للأولى·
وفي وقت لاحق، راحت بعض الصالات الكبيرة تعتمد على ضخامة الصالة ووجودها في
مناطق تجارية جماهيرية كثيفة، ثم تطوّر الأمر إلى <المولات التجارية> التي
تعتبر أفضل مكان لوجود الصالات لأنها تُقدِّم خدمات كثيرة أخرى، لتأتي
السينما من جملة ما يشمله الاهتمام، بعد المطعم والمقهى وبعض محلات الملابس
أو التسلية·
يعني نجاح المراكز التجارية في استيعاب الصالات التي تؤمن خدمات متبادلة،
فهي تأخذ جمهوراً من الوافدين إلى المركز، وتُعطي جمهورها لجميع محلات
البيع على اختلاف اختصاصاتها·
لكننا ومنذ وقت طويل منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وصالات المناطق لا أحد يهتم
بها، خصوصاً من جانب أصحاب ومديري الصالات المتخصّصين والفاهمين ودارسي
السوق بكل تفاصيلها ومواصفاتها، لكن تجربة زحلة كانت موفّقة وتركت صالات
باقي المدن خارج نطاق العاصمة مُهملة، تعيش على نمط وإيقاع ما كانت عليه في
الماضي البعيد··
وحصل أنّ المدن الكبرى في لبنان باتت في صورتها أقرب إلى معالم العاصمة،
فالذهاب إلى صيدا مثلاً خصوصاً محلة الاوتوستراد الشرقي والغربي، والمباني
والمجمّعات التجارية باتت في بعضها تنافس بيروت، وهذا ينطبق على صور،
وبصورة من الصور على النبطية، أو عاليه، أو غيرها من المدن التي تلتقي في
صورتها الحضارية مع بيروت·
وأولى علامات الإيجابية في هذا الصدد ما عرفناه حول أنّ سلسلة
Grand Cinema
يمّمت شطر صيدا، وجهزت لها مكاناً في مُجمّع تجاري عند ناصية رحبة المساحة
من الاوتوستراد، وهي تستعد لافتتاح سلسلة مؤلفة من خمس صالات فخمة هناك،
تكون باكورة مشروع سيجري تعميمه على مدن لبنانية أخرى، بحيث تصل أفضل وأحدث
الأفلام إلى الروّاد في أي منطقة كانت، ولا يعودون بحاجة للانتقال إلى
بيروت، أو بعض ضواحيها القريبة والبعيدة·
وهذا إنْ عنى شيئاً فإنه يؤشر على جعل الحركة الاقتصادية في حالة نشاط
متميّز، وتصبح المدينة قادرة أكثر على السهر، وأخذ العِبَر من بيروت التي
لم تكن لتسهر إلا لأن صالات السينما تجعل الناس أكثر شجاعة في ترتيب سهرات
خارج المنزل، وفي الأماكن التي فيها إضاءات ساطعة للوحات الإعلانية الخاصة
بالأفلام سواء كانت صغيرة أو أكبر، لكن أنوارها تشع في أكثر من اتجاه وتوحي
بالطمأنينة للرواد، وبالتالي لا تعود المحلات التي تبيع سلعاً مختلفة مضطرة
للإقفال باكراً، لأنها تعتبر أنّ الناس يغطّون في يوم عميق·
إنّ الانطلاق من صيدا جيد ورائع، و<عقبال> تمدُّد الصالات في كل الاتجاهات
خصوصاً أنّ المُخطَّط لها يشير إلى أنّ برمجتها ستنسجم مع صالات العاصمة،
ما يعني عرض أول للأفلام، وعروض خاصة للنقاد، وإطلاق ديناميكية مماثلة لما
هو سائد في التجمّعات السينمائية الرديفة الموجودة والعاملة أصلاً·
التوسّع في الحضور السينمائي هذا يبشّر بمرحلة لامعة تكون فيه السينما
مُمدّدة على أوسع مساحة من البلاد في وقت تنكفئ فيه الآراء التي تُخيفنا من
نهاية قريبة لهذه الصناعة التي تتأثر بالإنترنت والــDVD
وحالات سرقة الأفلام الجديدة وتوزيعها بأرخص الأثمان·
اللواء اللبنانية في
07/06/2010
لقاء
(Street Dance 3D)
بريطاني في 98 دقيقة حماسية منضبطة وجميلة للغاية
دمج أنموذجي لراقصي الشوارع وفناني الباليه لإطلاق نوع ثالث من
الرقص···
محمد حجازي
منذ <كل هذا الجاز>، إلى ، إلى ما قدّمه أثبورو مع مايكل دوغلاس إلى
Nine إلى نماذج كثيرة من الافلام الراقصة، والناس تسأل كثيراً عن الاشرطة
التي تهتم بالرقص، مخافة من أن تكون تجارية، مُبتذلة، وتعتمد الرقص سبيلاً
مباشراً لإظهار مفاتن الراقصات مختبئات خلف مهنة الرقص كفن·
ونحن إذ لا نمانع في وجود أفلام تجارية تعتمد الرقص طريقاً وموضوعاً وإن
يكن المناخ العام خفيفاً، لعلمنا بوجود إفلام صغيرة، فإننا نثمّن بكل قوة
النماذج الرائعة التي تجعل من قلوبنا تقفز من أماكنها خلال متابعة ما يجري·
تقنية نعني بها هنا الأبعاد الثلاثة (3D)
التي تدخل هنا نطاق الرقص فتمحنه جاذباً أقوى وإطاراً أرقى، ويبدو السحر
خالصاً، في وقت يطرح الشريط الذي تعرضه صالاتنا حالياً: (Street
Dance: 3D) لـ ماكس جيوا، ودانيا باسكويني، والذي نعتبره رائعاً قضية الرقص ما
بين الشارع وصالات الباليه·
نعم نحن إزاء فيلم جميل وصادق إلى درجة كبيرة جداً، حيث أسبغت شارلوت
رامبلينغ في دور هيلينا، نوعاً من الضوء المريح على الشريط أمام باقة من
الشباب والصبايا الذين يرقصون نشاطاً وديناميكية مضاعفة، ربما لأن التحضير
للفيلم أخذ وقتاً كافياً، وبدا ذلك واضحاً في النتيجة التي فزنا بها من
خلال الشريط أمامنا·
ورغم أنّ رامبلينغ وحدها المعروفة جيداً في الفيلم، فقد جاء حضور الباقين
فاعلاً من دون شهرة، خصوصاً الشابة صغيرة الوجه والحجم نيكولا بيرلي في دور
كورلي، ومعها ريتشارد وينسور في شخصية توماس·
إزدواجية غان إنغليش كاتب السيناريو عرف بمكمن الخطأ في معظم الافلام التي
سبقت ولم تنجح عندما تناولت موضوع الرقص·
الموضوع·· وهو لم يبحث كثيراً حتى عثر عليه، لقد طرح موضوع نوعَيْ الرقص
ذاك الذي يعتمده الشباب والصبايا في الشوارع وعند النواحي في الهواء الطلق
والرقص النخبوي في القاعات المغلقة والمسارح الفخمة، خصوصاً ما يتعلق
بالباليه·
من هنا تبدو الصورة التي يرجحها الفيلم أليفة جداً فكارلي الصبية التي وجدت
نفسها وحيدة بعد انسحاب صديقها جاي (يوكوالي روش) من الفريق قبل وقت قصير
من المنافسة على مستوى الولايات لإثبات الجدارة، وهي خسرته أيضاً كحبيب
علّقت عليه آمالاً عراضاً، وإذ هو يسعى لعدم الخسارة أمام الفريق الآخر في
المنافسة لذا فقد انسحب على أساس الراحة ومعالجة بعض المسائل في حياته
الخاصة، ليتبيّن لاحقاً أنّ كل ما فعله كان الذهاب إلى الخصم·
لقاء كارلي التي تعمل نهاراً في أحد مطاعم الدليفيري أخذت طلبية الى دار
الباليه الذي تُشرف عليه هيلين (شارلوت رامبلينغ) وأبلغتها بأنها تشرف على
فريق من راقصي الشوارع وأنهم لا يعثرون على مكان للتدريب، فقدمت لها قاعة
في المركز، واشترطت عليها إشراك راقصي الباليه في التدريبات أملاً في جعلهم
يتعرّفون على رقص مختلف جديد، لا شك في أنّه سيفيدهم لاحقاً بشكل من
الاشكال·
لا تنفع المحاولات العديدة في إيجاد انسجام بين الطرفين، إلى أنْ خرج
الجميع وسهروا معاً ثم فرحوا معاً، وعندما عادوا إلى قاعة التدريبات اختلف
الوضع، وباتوا أقرب من بعضهم البعض، وأقدر على التفهُّم والتفاهم، ولم تعد
هناك أي مشكلة بينهم سوى تعلّم الرقص بظروفه وشروطه المختلفة من كارلي
وتلاميذها·
حب قصة حب جميلة، رقيقة تولد بين كارلي وتوماس (ريتشارد وينسور) الذي يرقص
باليه صولو، وهو كُرمى لـ كارلي مذ رآها لأول مرة وهو يريد أن يقول لها
بأنّه يحبها، وتُتاج الفرصة لذلك حين اصطحبها كي يتدربا عنده في بهو منزله
حيث المساحة كافية والمشهد رائع، لذا يُبديان لبعضهما بما يفكران فيه وتكون
واحدة من ألطف الليالي خصوصاً أنّ توماس تصرف كجنتلمان على الدوام ما لفتها
كثيراً وجعلها منجذبة إليه بالكامل·
هذه الصورة جعلت العمل أفضل، وإذا بالتدريب بات حيوياً أكثر لكنهما لم
يقولا شيئاً لأحد عن علاقتهما التي توّجت باللقاء العظيم أخيراً·
لكن متى·· ولماذا·
وجهاً لوجه كان المطلوب من فريق كارلي أن يطلع إثنان من راسمي الخطوات
ليضعا خطوات لمشهدية مختلفة جداً، تُقدِّم الرقص الحقيقي الذي يمزج بين
السائد في الشارع وذاك الذي يقدّمه راقصو الباليه، وهكذا وُلِدَ عرض فعلاً
كان رائعاً وعزّز موقفنا من الرقص الذي إذا ما تم التعامل معه على صعيد
حرفي أثمر فناً عظيماً ورائعاً·
اللوحة الاخيرة من الفيلم جاءت رائعة جداً، وقد أحببناها إلى حد التصفيق في
الصالة، فالفكرة التي بُنيت عليها قصة الفيلم تستند إلى ضرورة الخروج برقص
واحد في أقصى الحالات حيث لم يعبّر الراقصون عن لواعجهم وأحاسيسهم في صورة
مدهشة جداً·
وقد خرجنا من الفيلم بشكل متفائل ونحن نفقتد معظم الشخصيات، ونحب الرقص
والموسيقى، ونريد أن يكون لنا أكثر من فيلم على هذا الصعيد، يعني فليرقص
الشباب وليفرحوا لكن أن يستندوا الى قصة لها معنى ومغزى، وكاستينغ مناسب
فأكثر ما لفتنا كانت الشخصيات المشاركة·
اللواء اللبنانية في
07/06/2010
عروض
مؤسسة تبيع أعضاء آدمية بالتقسيط ومن يتأخّر في السداد يُقتل ويُستعاد
العضو
<كاري موليغان> في أحلى أدوارها تقع في الغرام وتُخدع وتؤدي
الشخصية بنبضٍ عالٍ···
محمد حجازي
ليست أكثر من الأفلام الجديدة والفخمة على شاشاتنا منذ سنوات وحتى الآن، ما
يريح الرواد إلى إمكانية رائعة في الاختيار· وهنا شريطان مختلفان تماماً في
الرصيد، والموضوع·· لكنهما جديران بالمشاهدة·
Repo Man صوّر هذا العمل في كندا:
Bay subway station،
Toronto، و
Ontario
وجاءت النتيجة جيدة جداً خصوصاً أنّ تجاوب البطلين: جود لو (ريمي) وفوريست
ويتاكر (جاك) أعطى للفيلم خصوصية في المزاح العام، وفي قوة التدمير،
والحركة إضافة إلى كاريزما لا تشبه أحداً من الحاضرين على الساحة يديرهما
ميغيل سابوشنيك عن نص وضعه كاتب يدعى إيريك غارسيا، هو نفسه نزل الى
الميدان وكتب فيلماً عن قصته المنشورة في كتاب عنوانه (The Repossession Mambo)
وقد عاونه في كتابه السيناريو غاريت ليرنر·
فكرة خاصة تتعلق بمؤسسة تبيع أعضاء آدمية بالتقسيط لزبائن يحتاجون إليها في
يومياتهم، ويكون عليهم فقط سداد الاقساط في الاوقات المحددة وإلا فإن
العقاب سيكون صارماً، لا بل هو قاتل تماماً، لأن عملاء مدربين يُرسلون الى
عناوين أناس تخلّفوا لسبب ما عن الدفع، ويقوم كل عميل بقتل الزبون واسترجاع
العضو ملك الشركة من دون أي رحمة·
وتتكرر العمليات من هذا النوع ينفذها خصوصاً الزميلان ريمي وجاك ويحصل أنّ
الاول يحتاج الى قلب فيتم زرع واحد له في صدره، ويحصل انه لم يستطع السداد
في الوقت المناسب، فيُرسل في إثره عدة اشخاص للقضاء عليه، وكونه يعلم
بماهية الشركة والعملاء لديها وقدراتهم، استطاع أن يفلت من العقاب، خصوصاً
عندما يعثر على الصبية المثمرة بيث (آليس براغا) التي نعرف لاحقاً انها
زرعت أكثر من عضو اصطناعي متميّز، فكان قرارها مع ريمي وقد وقعا كليهما في
الحب أن يحاولا التملُّص من كل ما يربطهما بالشركة خصوصاً بذاكرتها
الإلكترونية التي غالباً ما تدل على العملاء والأصدقاء بطريقة لا رحمة فيها
ابداً·
يقتحم ريمي مع بيث مقر الشركة ويصلان الى عقلها، حيث الجهاز كبير جداً
وتكون عدة محاولات لمحو اسميهما عن لوحاته دون نتيجة تُذكر ثم يقدم جاك لـ
ريمي زميله إصبعاً متفجراً فينفذ العملية به، ويفجره بالكامل، لكن
المطاردات هنا تقوى ويأمر المشرف العام فرانك (ليف شرايبر) جاك بأن يتعامل
مع زميله الذي يعرفه جيداً ويقضي عليه·
يباشر المطاردة لكن أيّاً من الرجلين لم يرد إيذاء الآخر بأي طريقة، رغم
أنّ الأوامر لا رادّ لها، وبعدما كان ريمي يطارد الآخرين لقتلهم ها هو تحت
مرمى رصاص زميل له كي يقتله لكن حظه مع بيث كان رائعاً، ونجوَا معاً رغم
أنّه احتاج خلال المطاردة إلى إسعافها من إصابات عدة أُصيبت بها بعد وقوعها
من طابق الى آخر وتحطم بعض أطرافها·
ينجو ريمي، ويروح يقتل كل من يراه أمامه الى أن يظل وبيث لوحدهما من دون
أعضاء اصطناعية مملوكة للشركة، وبالتالي هما قادران على العيش من دون
إزعاجات من أي نوع·
ماركوا بترامي وضع الموسيقى التصويرية الخاصة بينما أدار التصوير هنريك
شيدياك، وفيما عاون المخرج سبعة مخرجين متدربين، فإن المؤثرات المشهدية
العديدة والمميّزة جداً في الفيلم قادها آرون ونيتروب على رأس فريق من
التقنين عالي المستوى، فقد بدا <لاوس رشيقاً وفعالاً واثقاً في مواجهة أي
مجموعة تهاجمه، ولم يعط ويتاكر الاهتمام نفسه لعدة أسباب منها أنّ جود لو
أكثر وسامة، وأفضل لأدوار الحب والهيام·
An Education هنا شريط قوي في مادّته، في مشاعره، وقوة الشخصيات المشاركة فيه، لا
في عضلاتها لكن في وجودها وكيانها فقد احببنا كثيراً ما استطاعته كاري
موليغان في شخصية <جيني> من كونها هادئة، بريئة، قليلة الكلام، ضعيفة أمام
المواقف·
في المقابل يقدم لها الفيلم شاباً في مثل مواصفاتها لجهة المظهر فقط، فهو
بريء ودمث، وصاحب ذوق خاص، ولا يتورع عن التنازل عن أموره الخاصة لأي شخص
فقط لجعله سعيداً، إنه ديفيد (بيتر سارسغارد) الشاب اليهودي الذي يعيش في
لندن، ويمتلك سيارة فاخرة في عصره، وله ابتسامة ودية جداً، هي التي تؤهله
دائماً لأن ينجو بأفعاله·
هي تعيش حياة هادئة لكنها جد تقليدية مع والديها خصوصاً الوالد جاك (ألفريد
مولينا) صاحب المبادئ، والذي يبحث مع ابنته دائماً قضاياها وهواجسها ولا
يترك فرصة إلا ويبلغها أنّ عندها حرية كي تفعل ما تشاء لكنها ليست بحاجة
لذلك، فلا شيء أهم من راحة البال في منزل الاهل·
بتؤدة يدخل ديفيد على الخط·
جيني عازفة كمان مع فرقة جيدة، تعود غالباً إلى منزلها بعد التدريبات مشياً
على الاقدام، لكن في إحدى المرات داهمها المطر الغزير وإذ بها لا تعرف ماذا
تفعل مع آلة الكمان، فإذا بسيارة تتوقف، ويقول من داخلها المدعو ديفيد: إنّ
قلبي على الكمان ما رأيك لو تحميه وتتابعين المشي، توافق وتضع الآلة على
المقعد الخلفي وتمشي السيارة إلى جانب الرصيف حيث تتابع جيني المشي تحت
المطر، ثم تطلب من ديفيد أنْ تدخل الى السيارة·
يوصلها ثم يتواعدان بعد لقاء صدفة في الشارع، على تناول العشاء البعض، بما
يعني أنّ الأمور اقتربت وأنّ هناك إمكانية لمفاتحتها بالزواج وقال لها: هل
تتزوجني، وردّت بخجل بـ نعم·
وفيما يتابع ديفيد رمي شباكه لاصطيادها ويدعوها مع والديها إلى العشاء،
يذهب الجميع بسيارته، وحين يتوقف لملء خزان الوقود تروح جيني تبحث في
تابلوه السيارة لملء الوقت، وإذا بأكثر من دعوة موجودة تحمل عبارة ديفيد
وزوجته·
ديفيد هذا الهادئ والرصين وصاحب الابتسامة الساحرة ظهر على حقيقته كان
يكذب، كان يخدع، لكن خدعته ظهرت على حقيقتها قبل فوات الأوان، أي قبل عقد
القران، خصوصاً أنّها كانت تذهب معه الى إي مكان يريده حتى إلى باريس·
وتصاب بصدمة كبيرة·
تبلغ ذويها لاحقاً بالأمر لأنها عندما قرأت اسمه مع زوجته على بطاقات
الدعوة طلبت منه فوراً أن يُعيدها الى المنزل مع ذويها، وفي المنزل كانت
الحالة المرهقة، وعندما حاول التحدث إليها رفضت تماماً، لكنه بغباء كامل
أبلغها بأنّه كان يريد أن يُبلغها بالأمر، لكن الظرف لم يسمح قبلاً، وهو
مستعد لطلاقها·
تعرف أنّ ديفيد مُقيم في آخر الشارع حيث تقيم هي، لذا تابعت رصد رقم المنزل
حتى بلغته ورأت فيه سيدة شابة مع ابنها تحدّثا سوياً، وفهمت جيني أنّ
المرأة تعرفها، حين قالت: هذه أنت جيني إنّك صغيرة جداً·
وهكذا تُطوى علاقة بدت رومانسية هادئة لها قيمتها ووزنها وخصوصيتها كانت
فيها الشابة رائعة في أداء دورها، وهو أيضاً· هو من الاعمال التي تُعاش ولا
تُحكى، وفيه الكثير من الإنسانية والعمق والصدق، ويشعر متابعه لوهلة بأنه
على موعد مع حب رومانسي خالص، لذيذ، مميّز وله تفاصيل سعيدة، لكن الحق هو
أنّ الكذب كان مهيمناً على كل شيء·
الإخراج لـ لون شيرفيغ عن سيناريو لـ لين بارير، ونيك هومبي·
اللواء اللبنانية في
07/06/2010 |