تناغم «بديع» بين باتلر وإنستون.. منح المشاهد إقناعا بـ
«تأجج» العاطفة
الشخصيات الثانوية ملأت الأحداث بـ «زخات» من الفكاهة..
أبرزها «العصابة الغبية»
(The
Bounty Hunter) أو (صياد المكافآت) كوميديا رومانسية من بطولة الممثل الاسكتلندي
جيرارد باتلر والأمريكية جنيفر إنستون نجمة مسلسل (أصدقاء) الشهير الذي على
الرغم من مرور سنين على انتهائه فانه ما زال مرتبطا بأذهان المشاهدين وما
زال أبطاله يعرفون به ولا يبدو أنهم استطاعوا الاستقلال عن الشهرة التي
جلبها لهم هذا المسلسل الناجح، وتعتبر إنستون هي النجمة الوحيدة من طاقم
المسلسل التي استطاعت الانتقال بنجاح الى السينما.
مطاردة
بداية مثيرة للفيلم تضعك في وسط الحبكة بأحداث متلاحقة تشدك الى الفيلم منذ
أول لقطة وتدور حبكته حول نيكول صحافية التحقيقات التي تشتغل على تحقيق
صحافي مهم لجريدتها عن الفساد المستشري في المدينة فتطلب من أحد مصادرها
السرية تزويدها بمعلومات عن أحد أطراف التحقيق، ولكن تشاء المصادفة ان يحدد
لها هذا المصدر موعد لقاء في الوقت نفسه الذي كان من المفترض فيه ان تكون
في قاعة المحكمة وذلك لادانتها بقضية إهانة رجل أمن ولكن ولأهمية التحقيق
بالنسبة لها تقرر عدم حضور المحكمة والذهاب الى مصدر المعلومات لأخذ تفاصيل
القضية منه مما يجعل القاضية تصدر أمرا بالقبض عليها ويصل الأمر الى زوج
نيكول السابق مايلو والذي يعمل صياد مكافآت مهمته القبض على المجرمين
الفارين وتسليمهم للقانون مقابل مكافآة مالية، يفرح مايلو بزوجته السابقة
ويبدأ بمطارد تها للقبض عليها، غير عالم بأنه سيتورط واياها بالتحقيق
الخطير الذي تجريه.
العاطفة
الفيلم سريع الايقاع يخلط الأكشن والاثارة بالكوميديا ولكن خطه الرئيسي هو
الخط العاطفي والعلاقة المعقدة التي تجمع الزوجين المنفصلين، ويقدم جيرارد
باتلر خلال الاحداث اداء رائعا في دور الزوج السابق الذي تآكلت حياته بعد
الانفصال ويظن أنه يكره زوجته ولكن تلك الحادثة التي تجمعهما تكشف له سطحية
تلك المشاعر ليعترف لنفسه أخيرا بانه واقع في حبها حتى أذنيه.
اما إنستون فتؤدي دورها بخفة ظل وتقدم اداء كوميديا ممتعا، كما ان لها
حضورا جميلا على الشاشة أبرزه التناغم الرائع بينها وباتلر مما أعطى ايحاء
مقنعا بتاريخ رومانسي وعاطفة متآججة بين الشخصيتين.
زخم
الشخصيات الثانوبة المضحكة اعطت للفيلم زخما كوميديا ممتعا مثل أفراد
العصابة الأغبياء الذين يطاردون الصحافية وزوجها والصحافي العاشق لنيكول
الذي يلاحقها في كل مكان، ووالدتها المغنية التي عفا عليها الزمن وغيرهم
الكثير، وهو فيلم تجتمع فيه الكوميديا والرومانسية والمغامرة بصورة متوازنة
خلقت منه مشاهدة ممتعة لاتتلكأ فيها الأحداث وتمضي بسرعة وتوازن.
الوطن الكويتية في
06/06/2010
طرح فكري برؤى «عميقة» وأداءات «رائعة».. لكن يضربه «الملل»
«تعليم».. «ثورة» الستينيات على الماضي بـ«درس الحياة»
كتب بداي الضاوي:
«موليغان» استحقت ترشيح الأوسكار.. ببراعتها في المزج بين
«البراءة» و«النضج المبكر»
سارغارد «متناقض».. وإبداعات «ويليامز» و«مولينا» و«موندبايك»
و«تومسون» أضفت ثراء
«تعليم» فيلم درامي من إنتاج قسم السينما في مؤسسة البي بي سي البريطانية
يتناول التغييرات الاجتماعية التي دارت في بريطانيا والمجتمعات الغربية
عموما في الستينيات من خلال حكاية فتاة مراهقة تتنازعها أفكار ورغبات
متضاربة تتأرجح بها بين عمل الشيء الصحيح حسب ما يمليه عليها مجتمعها،
وحكمة والديها التقليدية التي تقضي بأهمية التعليم في تشكيل مستقبل الفرد،
وبين ثقافة الحرية والانطلاق التي شكلت تلك الفترة، والتي ترى أن الحياة هي
المدرسة الوحيدة التي يحتاجها الإنسان ولا داعي لملء عقل الفرد وذاكرته
بمعلومات وأفكار النظام المدرسي التي لن يحتاج لاستخدام معظمها في حياته
العملية.
وكان هذا الفيلم قد أطلق موهبة الممثلة البريطانية الشابة كاري موليغان
التي حصلت على ترشيح للأوسكار عن دورها فيه، ويشاركها بطولة الفيلم بيتر
سارغارد وطاقم من أفضل مواهب السينما البريطانية منهم أوليفيا ويليامز،
وألفريد مولينا، وروز موند بايك، ونجمة السينما البريطانية اللامعة إيما
تومسون.
درس الحياة
تتمحور أحداث الفيلم في فترة بداية الستينيات حول جيني وهي فتاة مراهقة
ذكية ولماعة في سنتها الأخيرة تتلقى تعليما خاصا في إحدى أرقى المدارس
البريطانية كافح والداها لتحمل نفقاتها وتعد نفسها لدخول الجامعة العريقة
اكسفورد عندما تواجه ديفيد الشاب الأكبر منها سنا والأكثر خبرة، تنجذب جيني
له وتتطور العلاقة بينهما بعد أن تجد فيه جميع مواصفات رجل الأحلام الذي
تتخيله فتقرر ترك الدراسة لأجله ولأجل ما ظنت أنه حب من نوع خاص جمعهما
ولكن حقيقته المثالية تنسلخ أمام عينيها بالتدرج، وتصدم فيه جيني الصدمة
بعد الأخرى لتكون هذه التجربة بالنسبة لها تعليما من نوع خاص لم تكن
لتتلقاه في مدرستها التقليدية.
أداء متفاوت
كاري موليغان قدمت أداء ديناميكيا أبرز موهبتها كممثلة ناشئة فتمكنت من
دورها وأدته ببراعة جامعة بين براءة بنت السادسة عشرة والنضج المبكر الذي
تتمتع به شخصيتها وهو أداء استحقت عليه ترشيحا للأوسكار من ضمن ترشيحات هذا
العام، وان كانت الجائزة قد ذهبت إلى النجمة الأمريكية ساندرا بولوك فإن
مجرد ترشيح كاري لتلك الجائزة الكبرى والجمع بين اسمها والأسماء اللامعة
الأخرى التي شاركتها الترشيح يعد تكريماً في حد ذاته وانطلاقة جيدة لها في
عالم السينما.
بيتر سارغارد يلعب دور عشيقها ويقدم أداء متضارباً بين السيئ والجيد بسبب
التناقض واللاوضوح الذي رسمت به شخصيته فهو إنسان طيب من ناحية ولكن مخادع
من ناحية أخرى ومهذب ولكن كاذب وعاطفي ومحب ولكن خائن لزوجته وعائلته، كما
نرى الجانب الإيجابي لشخصية ديفيد مضخماً بصورة كبيرة في بداية الأحداث
ولكن عندما يتضح لنا خداعه وجانبه الآخر فإن ذلك ليس مدرجا دراميا بصورة
واضحة ويكاد يكون الفيلم مبهما في وصفه وهو من الهفوات التي تحسب على
الفيلم.
قيمة أكبر
ما يعطي للفيلم قيمة أكبر هو الطاقم التمثيلي المساند الرائع الذي احتواه
الفيلم ابتداء من أوليفيا ويليامز التي تلعب دور مدرسة جيني التي ترى فيها
نفسها وهي مراهقة تحاول أن تنصحها بعدم سلوكها الطريق الخاطئ والالتزام
بالتعليم وهي تقدم أداء جميلا مقنعا، وكذلك يفعل ألفريد مولينا الذي يقوم
بدور الأب القاسي والمتزمت ذي الأفكار النمطية الذي تتعداه ابنته المراهقة
نضوجا.
أما روزموندبايك فتتميز في دور الشقراء الغبية السطحية التي لا تهتم إلا
بمظهرها، أما النجمة البريطانية الحاصلة على الأوسكار إيما تومسون فتظهر في
دور كاميو صغير تلعب فيه دور ناظرة المدرسة المتزمتة والعنصرية ورغم صغر
دورها في الفيلم إلا ان حضورها كان أكبر بكثير وكانت بالفعل إضافة نوعية
له.
دعوة للثورة
الفيلم يؤكد أفكارا قديمة حديثة منها العبثية والأوهام التي ترتبط بفكرة
الحب في عقل المراهقة والجدل المستمر عبر الأجيال حول أهمية التعليم كما
أنه يحمل وصفا لطرح فكري غلب على فترة الستينيات يدعو للثورة على القديم
والمألوف، ولكن ورغم الأفكار العميقة التي يحملها ورغم الاداءات الرائعة في
الفيلم فإنه يأتي في بعض أحيانه بطيء الرتم نوعا ما ويكاد يكون مملاً في
بعض جوانبه.
الوطن الكويتية في
06/06/2010
المخرج المصري خالد يوسف ينضم لأسطول الحرية (2)
غزة - في لقاء حي ومباشر عبر البرنامج الأسبوعي بانداروزا عبر إذاعة صوت
الشعب من غزة، التقت الإعلامية الفلسطينية إيناس الطويل بالفنان العربي
المخرج المصري المعروف خالد يوسف في حلقة خصصت من بانداروزا للحديث عن
أسطول التضحية والفداء، أسطول الحرية ،والمجزرة الصهيونية الشرسة بحق
الابرياء، وكان الحديث يدور حول ما هو دور المثقف والمفكر والفنان العربي
في مرحلة ما بعد أسطول الحرية 1.
وقدأعرب خالد يوسف في بداية اللقاء عن منتهى الضجر من سماع كلمات الإدانة و
الشجب وكلمات الخنوع العربي فقد مضى زمن الحديث عن الحكومات الخانعة وعن
الحكومات التي لا تمثل شعوبها، فبرأيه أن الآن هو دور الشعوب وعلى الأقل هو
دور الطليعة المثقفة الواعية أن تبادر في ظل وجود تحدي حقيقي لهذا العدو
الصهيوني لضرب كل من يقترب من محاولة رفع هذا الحصار الجائر عن غزة.
ويرى يوسف أنه آن الأوان للطليعة العربية المثقفة على الأقل أن تعطي قدوة
لئلا يكون هناك ازدواجية ما بين ما تقوله وما تفعله وأن تبادر بالانضمام
لأسطول الحرية الثاني الذي يشرعون في إعداده الآن وأن يشترك على الأقل
مجموعة من الفنانين والمثقفين العرب ومجموعة من العلامات البارزة العربية
حتى تبقى على هذا الأسطول لكي يعطوا قدوة أنهم على استعداد أن يدفعوا ضريبة
دم.
مستشهدا بمقولة العظيم فؤاد حداد "غير الدم محدش صاب من أيام الوطن الماجد
إلى يوم الوطن المنصور".قائلا أننا لا نريد لهذا الكلام أن يكون كمن يحرث
في بحر لو لم ندفع ضريبة ما.
ولهذا فقد أعلن الفنان خالد يوسف وعبر برنامج بانداروزا أنه مستعد للانضمام
الى أسطول الحرية الثاني على أي سفينة ستصل ميناء غزة أو ستصل حدود فلسطين
المحتلة والمحاصرة ،فقد أكد أنه على المستوى الشخصي مستعد أن يكون على أحد
هذه البواخر.
وأضاف أنه يتمنى من الفنانين العرب الأكثر شهرةو تأثيرا في وجدان الشعب
العربي أن يأخذوا على عاتقهم ممارسة الدور الحقيقي في زمن الانبطاح العربي
وسط السيادة الاسرائيلية الكاملة والصمت التام من رجل يسكن البيت الأبيض و
قد علق الكثيرون الامال عليه أما هو فيهتم ببقع النفط أكثر من بقع الدم
الموجودة على شواطئ غزة.
وفي رده عن رأيه بالموقف الرسمي العربي أوضح يوسف أنه ليس هناك حل في
الحكومات ولا الأنظمة العربية وإنما الحل في الشعب العربي فلا يوجد أي
بارقة أمل في الحكومات العربية من بعد غياب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
ولكن الرهان الحقيقي هو على وجدان الشعب العربي وأصالته ،وأهم جزء من هذا
الشعب هو طليعته من المثقفين والفنانين والمفكرين والأدباء الذين من
المفترض أن يأخذوا الآن موقفا يهز ضمير العالم ،فلو تخيلنا أن هذه الباخرة
عليها كوكبة من الأدباء والفنانين والمثقفين والمفكرين العرب وأن تقدم هذه
الآلة الاسرائيلية على اغتيالهم فلكم أن تتخيلوا مدى تأثير هذا في ضمير
الرأي العام العالمي ،ويضيف أن هذا الموقف هو أقل ما يستطيع المثقف العربي
تقديمه أمام كل هذا الهوان.
وعند سؤاله متى سيأتي الوقت الذي نشهد فيه عملا سينمائيا عربيا يرصد واقع
غزة من حصار وحرب ودمار وانقسام ،أوضح المخرج المصري خالد يوسف أنه حقا قد
آن الأوان منذ زمن أن نشهد عملا فنيا يرصد ما حدث ويحدث لغزة المحاصرة
،لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه الشديد لعدم إمكانية تحقق ذلك حتى اللحظة
بسبب رؤوس الأموال التي لا تستطيع أن تغامر بعشرات الملايين ويمكن أن تقابل
بمنع الفيلم بعد ذلك من قبل أي نظام عربي ،فإنها مخاطرة بالنسبة لرأس المال
،وهذا نتيجة تحكم رءوس الاموال في منظومة السينما في العالم أجمع ،ولكن
العامل الأكبر هنا يقع على عاتق الثروة العربية التي من المفترض أن تؤدي
دورها في خدمة قضية العربي وصورته لدى الرأي العام العالمي الذي أصبح الآن
ليس معنا في أشياء كثيرة و يرجع هذا لقصورنا في الوصول إليه،في حين نرى
بالمقابل استثمارات مالية عربية في أشياء أخرى في أمريكا وأوروبا و لا
تستثمر في الدفاع عن الحق العربي أو حتى لتحسين صورة الانسان العربي
والانسان المسلم المتهم في نظر أوروبا.
وعن الدور التركي يقول خالد يوسف : إن تركيا منذ سقوط الخلافة أدارت ظهرها
لتاريخها وجغرافيتها ونظرت إلى الغرب مع أن هذا يعادي حقائق التاريخ
والجغرافيا ولأول مرة ومنذ سنوات طويلة تدرك تركيا تاريخها وجغرافيتها
وتمارس الدور التاريخي الذي تمليه عليها ،فعندما فعلت تركيا ما فعلته أخيرا
هي لأنها أدركت أنها لابد لها من أن تنظر الى الشرق وأنها جزء من تاريخ
الشرق وجغرافيته و ليست جزء من تاريخ أوروبا فقد بقيت تبحث كثيرا عن
الانضمام للاتحاد الاوروبي ونسيت عمقها الحقيقي أما الان وبعد إدراكها
لعمقها ودورها الحقيقيين ليس كمسلمين فقط و لكن كتاريخ و جغرافيا فالحقائق
تفرض نفسها وها هي تحولت إلى زعيمة فأعلام تركيا ترفرف في وسط العالم
العربي بدلا من أن ترفرف أعلام مصر وسوريا والعراق وهي حاجة مثيرة للحزن
وفي نفس الوقت حالة نشيد بها ومتلائمة تماما مع دور تركيا التاريخي.
وأثناء اللقاء في برنامج بانداروزا الأسبوعي كانت هناك مداخلة من قبل
المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني والذي أعلن عن
المبادرة التي أطلقها ملتقى الفيلم الفلسطيني وهي مبادرة عربية عالمية لوضع
لمسات لفكرة و سيناريو فيلم سينمائي يتكلم عن أسطول الحرية برؤيا درامية
رائعة لما حصل فيه وقد أعرب المخرج خالد يوسف عن سعادته التامة واستعداده
التام لأي مشروع يبرز الحق العربي ويبرز قضية فلسطين بالشكل الواجب إبرازها
للرأي العام العالمي وأعلن عن استعداده للمساهمة في هذا المشروع بلا قيد
ولا شرط ومتطوعا.
وفي نهاية اللقاء مع برنامج بانداروزا تمنى الفنان العربي خالد يوسف المزيد
من الصمود لهذا الشعب العربي الفلسطيني الأصيل فما ضاع حق وراءه مطالب
وإسرائيل الى زوال و فلسطين هي الباقية مؤكدا أن هذا ليس كلام شعارات وإنما
تؤكده حركة التاريخ فهذا الكيان المغروس في وسط الامة العربية سيزول قريبا
وعاجلا سواء كانت سنوات كثيرة أو قليلة على مر الاجيال ولكن علينا ألا نفقد
الامل .
العرب أنلاين في
06/06/2010 |