هشام عبد الحميد فنان غير تقليدي.. هذا ما وصفه به الكاتب الفرنسي بول
كوليتيه، وقد شبهه الجمهور الفرنسي بالممثل إيف مونتان، وأطلق عليه نقاد
مصريون لقب «النجم الأسطورة»؛ لامتلاكه كاريزما خاصة ، فيما وُلدت نجوميته
من رَحِم اعتذار كبار النجوم، فرأيناه عاشقًا في «غرام الأفاعي» الذي اعتذر
عنه نور الشريف، فكتب شهادة ميلاده الفنية، وتوالت عشرات الأفلام له مثل
«الحب في طابا».
«مجرم مع مرتبة الشرف»، و«معالي الوزير»، إلا أن البعض حاولوا التقليل منه
في الدراما بعد عرض مسلسل «أوان الورد»؛ حيث نسبوا نجاح المسلسل إلى
الفنانة يسرا، ما جعله يتردد في قبول العمل معها في مسلسلها الجديد «بالشمع
الأحمر» الذي يصوره حاليًا وتعرضه قناة دبي حصريا على شاشتها في رمضان
المقبل.. «الحواس الخمس» التقاه؛ ليتعرف إلى أسباب ندرة أعماله، وظهوره
الموسمي، وحصده الجوائز بالشانزليزيه.. هل أنت متخوِّف من التقليل من دورك
وأدائك في «بالشمع الأحمر» مع يسرا؟عادة لا ألتفت إلى الهجوم ولكنني لا
أتجاهله، بل أعرف قدري جيدًا وأعتبر أن النقد البنَّاء هو الطريق الصحيح
لأي فنان، فليس كل ما يُكتب يُقرأ، لكن المتميز فقط هو الذي يُجبر القارئ
على قراءته والمستمع إلى الاستماع إليه، والجمهور يعرفني جيدًا، وأحيانًا
أجد أنه يعرف تاريخي الفني أكثر من الناقد المحترف.
بعد «أوان الورد»
·
هل غضبت من إرجاع نجاح «أوان
الورد» الى الفنانة يسرا؟
أكره الكلام العاري من الصحة، فقد عملت مع كبار النجوم مثل أحمد زكي وكمال
الشناوي وعملت أيضًا مع مؤلفين ومخرجين متميزين مثل وحيد حامد، سمير سيف،
محمد كامل القليوبي، حسام الدين مصطفى، ولم يقلل أحد من شأني، والدليل على
ذلك أنني أحصد جوائز بصفة مستمرة من مهرجانات دولية، فقد أثبت وجودي خلال
20 عامًا لم تكن الأفلام تخلو من أسماء نجوم كبار مثل عادل إمام، نور
الشريف، أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، ولا يمكن أبدًا أن يكون اشتراكي مع
يسرا في مسلسل مقللاً من قيمتي الفنية.
·
وهل تأثرت يسرا بما قيل عن «أوان
الورد»؟
لا أعتقد أن فنانة بحجم يسرا تلتفت لهذه المهاترات، وللعلم هذا الكلام لم
يشغلني كما أشيع من أنني من الممكن أن أرفض العمل في مسلسل «بالشمع
الأحمر»، القصة كلها تكمن في أنني اعترضت في البداية على بعض خطوط الشخصية،
وبالفعل تم تعديلها مع المخرج والسيناريست، أما من ناحية العمل مع يسرا
فهذا شيء يسعدني؛ لأنني أدرك أن أي فنان يعمل معها يزداد ثقة في نفسه، وأنا
يشرفني العمل معها ولا يُقلل مني.
بالشمع الأحمر
·
وماذا عن دورك في مسلسل «بالشمع
الأحمر»؟
نقوم حاليًا بتصوير المشاهد الخارجية بمدينة الإنتاج الإعلامي والتي تستمر
أسبوعين، وبعدها سننتقل مع فريق العمل للتصوير في أستوديو أحمس بالهرم، وقد
قمت بعمل «نيو لوك» يعبر عن شخصيتي في المسلسل؛ حيث ظهرت بشارب لكوني أؤدي
شخصية «د.حسن»، متخصص في البحث الجنائي الذي يواجه عدة مواقف صعبة من خلال
الأحداث؛ حيث تربطني بيسرا مشاعر عاطفية.
إلا أن بعض العوائق تعترض هذه العاطفة؛ نظرًا لتورُّط يسرا في بعض الجرائم،
فأبدأ في البحث والتحرّي عنها لكشف النقاب عن أسرارها لمحاولة إنقاذها من
هذا التورط.. وسوف يعرض المسلسل على شاشة قناة دبى في رمضان المقبل وكم أنا
سعيد أنه سيراني ملايين المشاهدين الخليجيين من خلال هذا العمل.
استبدالات «العنيدة»
·
وماذا عن مسلسل «العنيدة»؟
لقد شهد العمل عدة انسحابات بدأت بالفنانة منة فضالي، ثم المطرب خالد سليم،
لكن انسحاب بطلة العمل صابرين بسبب انشغالها هو الذي أدى إلى توقف المشروع،
بالإضافة إلى انسحاب المخرج د. خالد بهجت ورفضه التعليق على انسحابه، وبعد
انسحابهم تم الاتفاق مع آخرين وستشارك في بطولة العمل الفنانة ميس حمدان
بعد انسحاب جومانا مراد وصابرين من العمل.
كذلك تم الاستعانة بالمخرج عادل الأعصر بديلاً عن المخرج خالد بهجت، كما
يشارك في العمل كل من ماجد المصري، أحمد سعيد عبدالغني، وعدد من الوجوه
الشابة بالإضافة إلى الفنان هادي الجيار والفنانة مي سليم، كما أريد أن
أؤكد استمرار العمل وتصويره حاليًا بالتزامن مع «بالشمع الأحمر» دون تعارض.
العرض الرمضاني
·
هل تحرص على لحاق أعمالك
الدرامية بالعرض الرمضاني؟
يجب أن نكون أكثر صدقًا مع أنفسنا، فلا يوجد ممثل مصري أو عربي يكره أن
يُعرض عمله في رمضان، وأعتقد أنني كنت محظوظًا في العام الفائت عندما عُرض
لي مسلسل «البوابة الثانية» واستمتعت برد فعل الجمهور والنقاد على أدائي
لدور «حازم» الذي حاز إعجاب الجميع؛ لذلك أتمنى أن يُعرض أحد مسلسلاتي على
الأقل في رمضان هذا العام.
·
لاحظنا أنك تشعر بالأمان عندما
تعمل مع مخرج سينمائي في مسلسلاتك، فهل هذا صحيح؟
لا أنكر ذلك، ولا أتعمَّد العمل معهم وإنما تأتي مصادفة، فأنا لا أشترط
للمشاركة في العمل وجود مخرج سينمائي أو مخرج تلفزيوني لكن الحق يُقال إن
مخرج السينما دائمًا ما يكون متمكنًا أكثر من مخرج التليفزيون حتى يستطيع
تقديم صورة مختلفة، علاوة على تميزه بمنظور بصري مختلف يُسهم في إثراء
العمل الفني.
·
ولماذا لا تفكر في السينما رغم
ثقتك في مخرجيها؟
لا أحب التواجد إلا من خلال عمل جاد، وما دامت معايير الاختيار في يدي فلست
مضطرًا للظهور في أعمال متواضعة لكسر حدة الفراغ أو تضييعًا للوقت؛ حيث إن
ذلك يقلل من رصيدي عند الجمهور، فكم من أفلام فشلت بسبب عدم دقة اختيار
أبطالها أو تسرعهم في الحكم على العمل من ناحية كونهم يصلحون لخوضه أم لا.
أيام صعبة
·
وهل النقد الذي تعرَّض له آخر
أفلامك، «أيام صعبة» جعلك تُعيد ترتيب أوراقك وحساباتك مع السينما؟
أنا لا أنكر أن نقد الفيلم جاء إيجابيًا لدرجة كبيرة، فقد كان مخرج الفيلم
يقدم أولى تجاربه السينمائية؛ ولذلك كان لا بد من وقوعه في بعض الثغرات،
وهذه أمور طبيعية في الأعمال السينمائية، وهذا لا يُقلل من حجم التجربة
واستحقاقها التقدير لما بذله المخرج من جهد.
·
قد يكون دفاعك عن المخرج لكونه
من اختيارك.. فما ردك؟
ليس عيبًا أن أدافع عن مخرج أرى أنه واعد بالفعل؛ حيث توقعت له النجاح في
الأعمال التالية؛ لأنه اعترف بأخطائه وتعلَّم منها بالفعل.
«خريف آدم» لا يتكرر
·
شاركت من قبل في فيلم «خريف آدم»
الذي حصد جوائز عالمية ، فهل يمكن تكرار هذه التجربة الناجحة؟
أعتقد أن «خريف آدم» تجربة من الصعب أن تتكرر، فعرض أحد أفلامي
بالشانزليزيه حدث مهم في حياتي، ويكفيني أنني كنت أنافس عددًا هائلاً من
الأفلام قارب ال300 فيلم من مختلف أنحاء العالم، وجاء تكريمي ليعطيني
دافعًا قويًا للاستمرار في عملي باحترام ودون تقصير.
·
رغم تخرجك من معهد الفنون
المسرحية، إلا إنك بعيد عن المسرح ، فما الدواعي؟
بصراحة المسرح هو الذي ابتعد عني؛ لأنه لم يعد كما كان، فمسارح القطاع
العام فشلت والخاصة لحقت بها؛ حيث يرجع ذلك إلى الفضائيات التي جذبت جميع
شرائح المجتمع للالتفاف حولها، والإنترنت الذي يسرق وقت الجميع سواء بفائدة
أم غير فائدة؛ لذلك لا بد أن يعود المسرح لكن بإبهار شديد بحيث يكون مثل
مسرح «الليدو» في فرنسا، وقتها بالتأكيد سيهرول إليه الجميع.
مسرح وسينما
·
لكن البعض ردَّد أنك أقسمت على
عدم العمل في المسرح بعد الأزمة التي حدثت بينك و الفنانة وفاء عامر أثناء
عرض مسرحية «زواج على ورقة طلاق»؟
بالطبع لا؛ لأن المواقف كثيرة، وكل يوم نتعرض لمشاكل ولو توقفنا عند كل
مشكلة فلن ننجز شيئًا في حياتنا، فقد اعتبرت أزمتي مع الفنانة وفاء عامر
عابرة، وقد أصبحت علاقتي بها جيدة واستطعنا القضاء على مشاكلنا للأبد مع
مجموعة عمل المسرحية.
جديد
قال هشام عن أعماله المقبلة: حاليًا أقرأ نصًا مسرحيًا عرضه عليَّ أحد
المخرجين، وسأُبدي رأيي فيه خلال أسابيع، وأعتقد أنه لن يقل عن المسرحيات
التي قمت بتقديمها قبل ذلك إذا أحسن المخرج والمنتج اختيار النجوم
المشاركين، لكنني أقرأ سيناريو فيلم جديد أيضًا إنتاجه ضخم وسيشارك فيه عدد
هائل من النجوم بتمويل مصري عربي، لكنني لن أستطيع البوح بأي معلومات إلا
عند اكتمال أوراقه.
البيان الإماراتية في
03/06/2010
تأرجحت بين الصعود والهبوط وتراجع إحساس المؤلف بها
«الموسيقى التصويرية» نصف بصر العمل الدرامي
القاهرة ـ دار الإعلام العربية
هل تخيَّلنا قبل ذلك متابعة عمل سينمائي أو تلفزيوني أو مسرحي من دون
موسيقى تصويرية؟ بالتأكيد سيكون عملاً منقوصًا مهما كان مستوى الكتابة أو
الإخراج؛ حيث تعتبر الموسيقى التصويرية من أهم العناصر الأساسية في صناعة
العمل الدرامي.
بل يعتبرها النقاد نصف البصر كونها الوسيلة الأقوى التي توفر للمشاهد فرصة
الاندماج في المشهد، وعلى الرغم من أن تاريخ السينما مليء بالعديد من
الأعمال الدرامية التي كانت الموسيقى التصويرية هي الحسنة الوحيدة الموجودة
فيها، ومن أجلها أقبل الناس على العمل على غرار موسيقى فيلم «دعاء
الكروان»..إلا أنه خلال السنوات الأخيرة ومع الاتجاه للاعتماد على أدوات
التكنولوجيا الحديثة ظلت الموسيقى التصويرية تتأرجح بين الصعود والهبوط
نتيجة تراجع إحساس المؤلف بها وتعامل المنتجين معها من ناحية أخرى على أنها
شيء ثانوي.. تفاصيل أكثر تضمها السطور التالية..اعترافًا بأهمية الموسيقى
التصويرية جاءت قوانين حقوق الملكية الفكرية لتشمل حقوق الموسيقى
التصويرية، إضافة إلى أن السينما والمسرح والتلفزيون تزخر مكتباتها بالعديد
من المؤلفات الخالدة لكبار الموسيقيين المصريين يأتي على رأسهم أندريه
رايدر، علي إسماعيل، هاني شنودة، عمار الشريعي، عمر خيرت، جمال سلامة، يحيى
الموجي، راجح داوود، هاني مهنى.مودي الإمام، وغيرهم من مؤلفي الموسيقى
التصويرية، الذين استطاعوا إعمال حاسة السمع جنبًا إلى جنب مع حاسة البصر،
ما يساعد المشاهد في إدراكه للأحداث وتحريك مشاعره من خلال التيمة
الموسيقية المستوحاة من العنوان، ومن ثم الانتقالات الحوارية والانفعالية
التي تتم وفقًا للتقلبات الأدائية إذا كان المشهد حزينًا أو سعيدًا.
تحريض موسيقي
يقول الموسيقار عمار الشريعي إن الموسيقى التصويرية لم تعد مجرد خلفية
موسيقية للمشاهد، ولكنها تعبر كما يعبر الممثل، أو تتواكب مع حركته
وانفعالاته وانكساراته وغيرها من الحوارات التي تدور في مشاهد العمل؛ لذلك
لا بد أن يكون المؤلف مدركًا لأدواته، ويتمتع بخيال واسع، وإحساس فطري؛ لأن
المؤلف الموسيقي لا يؤلف بإحساس لمخاطبة وجدان الناس فقط، بل لأنه محكوم
بسيناريو ومشاهد وحوار وانفعالات على مستويات مختلفة يتم التعامل معها كما
يجب.
خاصة أن المُشاهد ينفعل مع المشهد أو الحوار بتحريض من الموسيقى التي تصاحب
الفيلم، وحتى في حالات الحب تقود الموسيقى التصويرية مشاعر الناس إلى
المشهد ومتابعة الحوار بالانفعال المطلوب، فإذا حاولنا أن نشاهد عملاً
سينمائيًا أو دراميًا دون موسيقى معتمدًا على الدوبلاج، سنجد أننا نستمع
إلى حوار دون مشاعر، وإذا كان لأي عمل أبطال، فالموسيقى التصويرية أحد
أبطال هذا العمل.
ويضيف الشريعي أن هناك ممثلين لا يتدخلون في اختيار مؤلف الموسيقى
التصويرية للعمل، لكنهم دائمًا ما يكونون سعداء بأسماء معينة تقوم بهذا
الدور، وهذا ما جعل كثيرًا من صُنَّاع السينما يحرصون على توفير مؤلف يحبه
النجم بطل العمل.
ريادة رايدر
أما الموسيقار هاني شنودة فأكد أن هناك روادًا للموسيقى التصويرية في مصر
منذ الخمسينات مثل أندريه رايدر الذي لعب دورًا مهمًا في تطوير وتعريف
الآخرين بالموسيقى التصويرية، بل كان معلمًا مطلعًا على التطور الموسيقي
العالمي، رغم أن أغلب أفكاره كانت تقوم على الموسيقى الكلاسيكية..
أضاف شنودة أنه لم يكن هناك اقتباس إلا بعد رحيل جيل من المؤلفين
الموسيقيين المصريين، فبعد نكسة 1967 لم يحرص المنتجون على استقطاب
موسيقيين محترفين لتأليف الموسيقى التصويرية لأفلامهم، وأصبح بعضهم يعتمد
على أسطوانات موسيقية لتركيبها على أحداث الفيلم، وقام آخرون بسرقة موسيقى
أفلام عالمية عديدة، وتركيبها على أفلام مصرية.
وذلك قبل أن يظهر على الساحة صُنَّاع الموسيقى الغنائيون، خاصة الذين لديهم
فرق موسيقية، والذين امتد طموحهم لتأليف موسيقى تصويرية، فظلوا قاسمًا
مشتركًا في أغلب الأفلام التي ظهرت في فترتي الثمانينات والتسعينات.
آخر بند إنتاجي
بينما انتقد الموسيقار هاني مهنى بعض الذين يعتمدون على الكمبيوتر كبديل عن
كل الآلات الموسيقية.. مشيرًا إلى أن أهم ما يميز الموسيقى التصويرية هو
إحساس المؤلف ومدى قدرته على توظيف الموقف وتمكنه من أدواته الموسيقية..
وأضاف إن الجيل الجديد جاء بلا تيمة موسيقية تميزه وتعبر عن شخصية المؤلف
رغم توفر كل أدوات التطور والتكنولوجيا للجيل الجديد، إلا أن الجيل السابق
كان يتميز بإحساس قوي، وخيال نادر، وقدرة على توظيف أدواته بشكل لافت .
كما انتقد مهنى التعامل الإنتاجي مع الموسيقى التصويرية، وقال إن المنتجين
يضعونها آخر بند من بنود الإنتاج، وكأنها شيء ثانوي، رغم أنها تشكل أهمية
كبرى لضمان نجاح العمل، فمهما كان الممثل عظيمًا، فلن يصل إحساسه للمُشاهد
بالشكل المطلوب دون موسيقى تصويرية تعينه على الحالة وتداعيات المشهد؛ لذلك
فمن المؤسف أن يتم التعامل مع الموسيقى التصويرية كأمر ثانوي في الأفلام
المصرية، فيما نجدها في الأفلام العالمية البند الأول لدى الإنتاج.
موسيقى مرافقة
وقال الدكتور أحمد محمد لقمان أستاذ الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية إن
الموسيقى التصويرية حاليًا تماشت مع واقع التطور الفكري الإنساني، خاصة بعد
استعمال محترفي صناعة الموسيقى التصويرية الأصوات التأثيرية الغريبة المصدر
حتى يحدث التزاوج التصويري والموسيقي على أكمل وجه.
لذلك أصبحت الموسيقى التصويرية علمًا واسعًا يقوم على خلفية احترافية تقوم
بدورها في ترجمة المشاهد والحركات والأفكار؛ ليخرج العمل متكاملاً، فالبعض
لديه اعتقاد بأن أي موسيقي كبير يمكنه أن يؤلف موسيقى تصويرية لفيلم أو
مسلسل، وهذا ليس صحيحًا، فوضع الموسيقى التصويرية عملية معقدة تحتاج إلى
خبرة كبيرة في المجال، وخيال قادر على ترجمة الصورة والحوار وتوصيله بشكل
يناسب انفعال الفنان أثناء أداء مشاهده.
كما أن البعض أيضًا يربط بين الموسيقى المرافقة والتصويرية، إلا أنه وجب
التفريق بينهما، فالموسيقى المرافقة أبسط وأقل من حيث تركيبها ومتابعتها
لأي موضوع، ولا تحتاج إلى الدقة المطلوبة لترجمة المشاهد والحوارات
والمواقف في الأعمال السينمائية.
منافسة قوية
أعرب الدكتور أحمد محمد لقمان أستاذ الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية عن
حزنه لتراجع الاهتمام بالموسيقى التصويرية رغم أن أي عمل درامي لا يمكن أن
يبث أو يعرض دون موسيقى تصويرية؛ لذلك لا بد من إعادة تقييم مؤلفي الموسيقى
التصويرية.
كل حسب إمكاناته وقدرته، وهذا يسهم في تطويرها ويخلق منافسة قوية بين
الموسيقيين المتخصصين في هذا المجال، وقد ضرب مثالاً بالموسيقار عمار
الشريعي، الذي من دون موسيقاه لن يكون للعمل الدرامي طعم، فمسلسل «رأفت
الهجان» حين نشاهده مئة مرة فسنكتشف في كل مرة عبقرية هذا الرجل.
البيان الإماراتية في
03/06/2010
إغراءات الدراما وحمية السياسة هزت الشارع
المسلسلات التركية «تسونامي» يجتاح عقول الشباب الليبي
طرابلس- سعيد فرحات
تحول المسكونون بالحس العروبي إلى عشاق للبطل مراد (نجاتي شاشماز) ، آملين
له النصر على مافيا إسرائيل، بينما تحولت الفتيات الليبيات إلى عاشقات
لمراد بطل وادي الذئاب..حقيقة عكست ما أحدثته المسلسلات التركية المدبلجة
هذه الأيام من هزات داخل الشارع الليبي .
حيث «الدشات» متوفرة بكثرة فوق كل بيت لتلتقط أثيرقنواتها ، فيما
يتصدر«وادي الذئاب» قائمة مسلسلاتها بداية من مهند وعاصي الرومانسي ومرنا
وخليل «وادي الذئاب» بحلقاته المثيرة ومشاهده الجامعة بين إغراءات الدراما
وحمية السياسة، التي تحدث تأثيرا بالغا في مجتمعاتنا العربية لاسيما الليبي
منها .السطور التالية تحمل أثر هذه الهزات البالغة على المجتمع العربي
الليبي وانعكاسها عليه .تقول إحدى الصحافيات الشابات التي تعمل فى إحدى
الصحف الليبية إن هذه المسلسلات بالفعل هزت جنبات المجتمعات العربية وباتت
الأسرة العربية تنتظر بلهفة قوية الحلقات المقبلة من هذه المسلسلات التي
تصل حلقاتها من 150 الى 180 حلقة .وهناك قنوات تعرض بين 3-4 مسلسلات فى
اليوم الواحد وكلها وراء بعضها مثلٍقك4 وعدد من القنوات اللبنانية وقناتي
ابوظبى ودبى وبدأت القنوات العربية تتصارع فى عرض هذه المسلسلات التى باتت
تهدم عددا كبيرا من البيوت العربية وتبث عددا من الأشياء فى الأسرة العربية
والعديد منها ليس له علاقة بالدين ولا الإسلام.
الحكواتي
وأشارت الى أن إبطال هذه المسلسلات هم أبطال وفرسان أحلام للفتاة العربية
عامة وباتت الفتيات العربيات يبحثن عن هؤلاء الفرسان ، موضحة انه خلال
زيارة عمل لجامعة الفاتح وهى الجامعة العريقة بقيمها وأخلاقها وخلال تجولها
مع إحدى قريباتها فى كلية الطب وجدت أن جل الطالبات لا حديث بينهن سوى عن
سرد تفاصيل هذه المسلسلات بكل ما فيها ، والبعض منهن تحفظ هذه المسلسلات
وتحكيها الى زميلاتها .
والأدهى من ذلك ان عددا من الفتيات يتبادلن كل منهن الفرجة على السرد لأنهن
اتفقن على مشاهدة كل منهن المسلسل على قناة مختلفة لأن هناك بعض القنوات
تعرض هذه المسلسلات فى وقت واحد وحتى لاتفوت عليهن المسلسلات وزعن أنفسهن
على القنوات لملاحقة المسلسلات التركية حتى لاتفوت الحلقات وكل واحدة تحكى
ما رأته لزميلاتها وهن فى شوق ومتعة للاستماع وكأن الحكواتى رجع من جديد
للبنات الليبيات فى المسلسلات التركية .
ألا واستطردت : صحيح ان هذه المسلسلات تفوقت على الدراما العربية المصرية
والسورية وإنها عرضت مسلسلات تعالج القضية الفلسطينية مثل صرخة حجر وعالجت
القضية افضل من الدراما والعرض العربى للقضية العربية ولاقى هذا المسلسل
قبول واستحسان الليبيين كما أجمع شباب وفتيات .
وتضيف الصحافية الليبية الشابة : حقيقة ان هذه المسلسلات ألالها غرض سياسي
تركي وايضا غرض سياحي ترويجى للسياحة والمدن والعادات والتقاليد التركية
ونجحت هذه المسلسلات فى هذا الهدف وأصبح المواطن العربي من مصر الى دول
الخليج وفي كل بلاد المغرب العربي مفتونة بالمسلسلات التركية المدبلجة .
وتابعت : آخر ضحايا المسلسلات التركية وخاصة ألامسلسل «وادي الذئاب» كما
قرأت في الشبكة الدولية الانترنيت ان أسرة موريتانية تقيم بمدينة الزويرات
في أقصى الشمال الموريتاني، فقد دفع الغرام أم هذه الأسرة فاطمة بنت سالم
وهي فتاة في العشرين من عمرها وأم لطفلين، للهجرة إلى اسطنبول بحثا عن مراد
الذي باتت تعشقه بشكل جنوني.
وفحوى القصة ان فاطمة بنت سالم اختفت أخيرا من منزل أهلها في الزويرات
فبحثت عنها الأسرة المسكينة وأبلغت السلطات الإدارية التي قامت بدورها
بالتفتيش عن الفتاة الضالة في كل مكان من دون جدوى، ومضت خمسة أيام طويلة
على الأسرة لم يذق فيها أحد طعم النوم، الى ان حدثت المفاجأة عندما اتصلت
الفتاة المفقودة بأبيها من تركيا وقالت له إنها حققت أمنيتها ووصلت أخيرا
إلى مرادها وهو بلاد «مراد» لكنها لم تلتق بعد مراد.
وطلبت عاشقة مراد من والدها أن يدفع ثمن التذكرة التي استدانتها من إحدى
وكالات السفر المحلية. ولم يكد زوج الفتاة يسمع الخبر حتى طار عقله وبقي في
حيرة حتى قال البعض إنه قد يذهب هو الآخر إلى تركيا للبحث عن رهف زوجة مراد
في مسلسل وادي الذئاب.
مافيا
ويقول احمد العجيلى - مهندس خريج حديث من الجامعة تخصص كومبيتر ألاإن
الآلاف من الشبان والشابات في ليبيا لاحديث لهم هذه الأيام سوى عن احداث
المسلسلات التركية وانا فى احدى الشركات ومن خلال عملي فى برمجة الحاسوب
وعملي باحدى الشركات الحكومية اجد الحديث اليومى عن أحداث هذه المسلسلات
التى أصبحت نقمة على المجتمعات العربية والإسلامية وارى الشباب والفتيات
يدوخون بين الأحداث الساخنة والمواقف المتشابكة.
التي تفضح عالم المافيا وتصور ما يجري داخل وادي الذئاب المليء بالشر
والأشرار وبين مسلسل عليا ، ومسلسل الأرض الطيبة ومسلسل مرنا وخليل وغيره
من عشرات المسلسلات التركية التى تتصارع القنوات العربية على عرضها طوال
اليوم والليل.
ويتابع احمد ان أبا ليبيا من كثرة ما تمردت الفتيات والام فى المنزل بسبب
ملاحقتهم للمسلسلات التركية وعدم اهتمام الفتيات بالدراسة والأم بعمل
المنزل وتجهيز الطعام للعشاء اكثر من مرة قام بتهشيم التلفزيون الذي يبلغ
ثمنه الف دينار ليبيي ، ولذا غضبت الزوجة وأخذت بناتها وتركت المنزل للزوج
من دون عشاء إلى منزل أهلها لمتابعة أحداث المسلسل التركي ألا.
وترى مفيدة محمد صاحبة دكان تجميل إن الشباب الموريتاني يتابع بلهفة كبيرة
ما يحفل به وادي الذئاب من صراع بدأته الدولة ضد المافيا المستفيدة من
التدخلات الأجنبية، ثم تطور هذا الصراع وتوسعت ساحته لتكون أحداثه على
مستوى منظمات ذات مصالح مرتبطة بالقوى الخارجية العالمية لتصل إلى أقطاب
ممثلة في أميركا وإسرائيل اللتين تسعيان لتغيير خارطة المنطقة وفق مصالحهما
.
ويرى احمد سعيد - طالب جامعي أن الخطورة تكمن في الحلقات الجديدة المتممة
للمسلسل ، حيث الذئاب أكثر شراسة، والمواجهات أكثر ضراوة، والوادي أكثر
خطورة، لأن دائرة الصراع تكون بأعلى مستوياتها حيث تتدخل أميركا وإسرائيل
بشكل مباشر، وذلك عن طريق نقطة الارتكاز المسماة «الغلاديو» وعناصرها
المنتشرة كالسرطان بين مؤسسات الدولة ، وأصحاب رؤوس الأموال التي تعمل
لحسابها.
عزة وشرف
يعتقد الصحافي احمد الاحمدى ألاأن مراد شخصية خيالية والفكرة المقصودة كما
هو واضح في السيناريو هو تعليم الشباب التركي التضحية في سبيل عزة وشرف
ووحدة الوطن.
والرفع من مستوى وعي الشباب بضرورة خدمة الوطن والإعلاء من شأنه رغم الضغوط
الاجتماعية والظروف المادية السيئة التي يعيشها الشباب في ظل العولمة
وعبادة المادة والتهافت على الرفاهية الزائفة ، وعلى الأسر العربية شرح هذه
الجوانب لأبنائهم وخاصة الفتيات ، كما أنه على الدولة العمل على تحسين
مستوى الشباب الثقافي والمادي حتى يكون مثالا لما يسمى مراد البطل الوهمي
الخارق.
البيان الإماراتية في
03/06/2010 |