الموسم السينمائي الصيفي ليس بدعة مصرية، ولكنه في الأصل تقليد أمريكي،
معتمد علي طول فترة الإجازة الصيفية لقطاع كبير من الناس، حيث ينهي الشباب
والأطفال فترة الدراسة، ويستغل
الآباء تلك الفرصة لعمل رحلات مع الأبناء، باختصار شهور الصيف في الدنيا هي شهور للترفيه
والمتعة، والسينما هي أولي المتع التي
يحرص عليها الناس في كل مكان في الدنيا.
وتستغل شركات الإنتاج هذا الموسم الطويل في
طرح أفلام معظمها يتفق مع
ذوق القطاع الأكبر من جمهور السينما الصيفية هو قطاع الشباب، الذي يميل إلي
أفلام المغامرات والخيال العلمي، بالإضافة طبعا لأفلام الكوميديا الرومانسية،
أما الأطفال فهم
يشكلون نسبه لابأس بها من جمهور السينما،
وليس
غريبا أن
تحقق أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، أعلي
الإيرادات، وتتفوق أحيانا
علي أفلام المعارك الحربية،
أو الأفلام الرومانسية والكوميدية.
وسوف تستقبل دور العرض الشهر المقبل، الجزء الثالث من فيلم
"قصة لعبة"
toystory 3
وهو
من أفلام التحريك ثلاثية الأبعاد،
التي حقق جزآها الأول
والثاني نجاحا فاق الخيال،
حتي أصبحت شخصياته جزءا من الثقافة الشعبية
الأمريكية، بل طغت علي أسماء أشهر النجوم في مجالات السينما والغناء
والرياضة
والسياسة، وفي
هذا الجزء، يصل الطفل "آندي" إلي مرحلة الشباب ويستعد لترك
منزل العائلة، ليلتحق بالجامعة، ولذلك فهو
يجمع لعبه القديمة التي رافقته في
سنوات الطفولة والصبي،
ويضعها في صندوق وسط الكراكيب،
ولكنه قبل أن يفعل ذلك
يتفقد كلا منها، ويتذكر أجمل لحظات عمره، عندما كانت تلك اللعب هي تسليته
الوحيدة في الحياة،
تطالبه أمه أن يتخلص من تلك اللعب، حتي توفر مكانها
لأشياء أكثر أهمية من وجهة نظرها، ولكنه
يرفض، أما اللعب وعلي رأسها وودي
الخشبي، الذي له شكل راعي بقر "كاوبوي"،
وباز رجل الفضاء وغيرها من اللعب،
فهم يشعرون بالأسي، والحزن فهي المرة الأولي التي
يفارقهم فيها "آندي"
ويتساءلون فيما بينهم، هل انتهي دورنا من حياته للأبد ؟؟ ويتوقع
أن يشاهد
الفيلم علي الأقل مائة مليون طفل في أمريكا وأوربا!
وقد بدأ في الأسبوع الماضي عرض الجزء الثالث من سلسلة أفلام "شريك"
shrek
وهو يحمل اسم "شريك للأبد"،
وشريك هو "غول" قبيح المنظر أخضر
اللون، ولكنه طيب ومسالم جدا، كان في الأجزاء الأولي
يخيف كائنات الغابة،
الذين يتجنبونه خشية بأسه، وإذا بأحواله تتغير، وتتبدل عندما
يقوم بإنقاذ
الأميرة فيونا، ويتزوجها فتصيبها لعنة وتصبح مثله وعلي هيئته، ولكنها
لاتتمرد
علي هذا الوضع، بعد أن وقعت في حبه، وتتخلي عن قصر والدها وحياتها كأميرة،
وتعيش معه في الغابة،
وتنعم بمصادقة أصدقائه "الحمار والقط الكسول"،
وفي
الجزء الأخير "شريك للأبد" تنجب الأميرة فيرونا عدة أطفال
يشبهون والدهم
الغول قبيح الوجه"شريك"،
ولكن شريك نفسه، تتغير أحواله بعد الزواج،
مثل
معظم الرجال، وبدلا من أن يحمد ربنا علي تلك النعم، يبدأ في التمرد علي
حاله، ويتوق لسنوات العزوبية والحرية،
أيام أن كانت له هيبة في الغابة،
وتخشاه كل الكائنات، ويصيب كل من يراه بالذعر، ويحدث أن يقوم ساحر شرير
بعقد صفقة مع شريك، يمنحه فيها يوما كاملا
يقضيه بدون مسئوليات ويعود فيه
الي حالته الأولي، مقابل أن يمنح شريك هذا الساحر
يوما واحدا من حياته في
المقابل، وبعد أن يوقع الغول الساذج علي شروط الصفقة، يكتشف
أن الساحر قد
اختار أن ينتزع من شريك اليوم الذي
يسبق ميلاده
!! بما يعني أنه لن يكون
له وجود مطلقا علي وجه الأرض، وسوف
يفقد زوجته فيونا وأطفاله وأصدقاءه، وعندما
يدرك "شريك" حجم خسارته الفادحة، يحاول أن يسترد حياته،
فيلم شريك حقق في أسبوع عرضه
الأول في أمريكا الشمالية وحدها خمسين مليون
دولار، ويقوم بالبطولة الصوتية الممثل الكوميدي "مايك
مايلز" في دور الغول
شريك، وكاميرون دياز في دور الأميرة "فيونا "،
والممثل الأسمر"
إيدي
ميرفي" في دور "الحمار"، وأنتونيو بانديراس في دور القط السمين !
❊
❊
❊
العنصر النسائي في السينما الأمريكية له دور أساسي وفعال،
علي عكس السينما
المصرية التي حولت المرأة إلي قطعة من الديكور، وكائن بلا قيمة،
هي موجودة فقط بصفتها
حبيبة للبطل، حتي أكثر نجمات السينما المصرية تألقا ونجاحا،
مثل منة
شلبي أومني زكي، وغادة عادل، وغيرهن لايمكن أن تتصدر أسماؤهن أفيشات
الأفلام إلا في وجود أحد نجوم الشباك من شباب السينما المصرية! ومن
الأفلام
التي حققت مؤخراً نجاحاً تجارياً ملحوظا" موعد غرامي"night
date
بطولة الممثل الكوميدي "ستيف كاريل"
بطل مسلسل " office"المكتب، والممثلة"
تينا فاي" بطلة مسلسل روك »
rock«
وموضوع الفيلم يدور حول
زوجين يمران بحالة من الضيق،
والملل بعد سنوات طويلة من الزواج المستقر،
ويقرر الزوج أن يصطحب زوجته، الي مطعم فاخر في المدينة،
ولكن لأن المطعم
يفرض علي زبائنه، الحجز مقدماً، فإن الزوجين
يقرران، انتحال صفة آخرين
ليفوزا بمائدة للطعام، ولكن
يكتشفان أن الزوجين اللذين انتحلا صفتهما مطاردان
من قبل عصابة، شديدة البأس، وتتحول الليلة، الي سلسلة من المفاجآت والمواقف
المضحكة، تنتهي باكتشاف الزوجين الي مناطق
غائبة في شخصية كل منهما،
ويستعيدان بهجة الحياة!
أما فيلم "روبين هوود" الذي يقوم، علي شخصية البطل الشعبي، الذي
يحقق العدالة من وجهة نظره، فيقوم بسرقة الأغنياء وأصحاب الإقطاعيات
والمستغلين، ويمنح
ماسرقه للفقراء والضعفاء، فلم
يتجاهل دور ماريان،
المرأة التي أحبها روبين هوود،
وفرد لها مساحة واضحة من الأحداث ولعبت الدور
الممثلة كيت بلانشيت أمام راسل كرو، وحتي في فيلم الرجل الحديدي الذي
يقوم علي
صراع بين رجلين يمثل أحدهما عنصر الخير"روبرت داوني جينيور"،
والروسي
الشرير "ميكي رورك"، فإن الفيلم لم يتجاهل العنصر النسائي، ومنح
كلا من
جوانيت بالترو، والحسناء الجميلة "
سكارلت جوهانسون"
دورين غاية في التميز
والوضوح، وفي الأيام القادمة سوف يعرض في صالات السينما الأمريكية،
الجزء
الثاني من فيلم " الجنس والمدينة"
sex and the city?الذي تلعب بطولة أربع
ممثلات هن سارة جيسيكا باركر، وكريستين ديفيز، سينثيا نيكسون،
كيم كاتاريل، وتدور
أحداثه حول أربع نساء في منتصف العمر
يعملن في مجالات مختلفة وتربط بينهن
علاقة صداقة، ولايؤرقهن في الحياة إلاعلاقتهن المضطربة بالرجال،
سبق تقديم
مسلسل من عدة أجزاء بنفس الاسم ونفس النجمات،
ثم تحول منذ عامين إلي فيلم حقق
درجة عالية من النجاح التجاري، ونجاح الفيلم يعتمد علي جمهور النساء الذي
يعشق الثرثرة والنميمة حول علاقات الحب والزواج والطلاق.
آخر ساعة المصرية في
01/06/2010
سي السيد
إيريس نظمي
أصبح اسم »سي السيد« يضرب به المثل كنوع من »التريقة«..
بعد أن استردت
المرأة حقوقها وكرامتها..
وسي السيد هذا هو الرجل الصارم..
الأب الشرس..
والزوج الجهبذ الذي منع
بناته من استكمال تعليمهن وهن لازلن صغيرات..
كما
منعهن من فتح الشباك والطل علي الناس..
كما منع زوجته »الست أمينة«
ا
لمغلوبة علي
أمرها من الخروج تماما حتي وإن زارت أولياء الله.
إن »سي السيد« هو يحيي شاهين الممثل العملاق الذي أصبح بيته سجنا
للحريم..
أما الصبيان فيخرجون ويدخلون البيت بحساب
بعد أن يعرف الأب
أصدقاءهم.. لكنه يظل يعاملهم كأطفال بعد أن كبروا..
وأصبح لهم فكر سياسي
وانضموا بدون معرفته إلي
أحد التنظيمات التي تناهض الاستعمار الانجليزي بطبع
المنشورات ولصقها علي الحوائط وتوزيعها..
أما الوجه الآخر للسيد عبدالجواد فهو
عكس ذلك تماما.. إنه حب السهر والمجون..
والضحك والفرفشة هو واصدقاؤه في
العوامة التي تضم العوالم والغانيات..
بل إنه يمسك »بالرق« ويطبل.. يعني
حاجة مسخرة.
❊
❊
❊
بدأ يحيي شاهين ممثلا في مسرح فاطمة رشدي حيث كان يقدم أدوار
الكومبارس.. ثم الكومبارس المتكلم ثم الأدوار الصغيرة حتي أصبح أهم
نجوم
المسرح القومي عندما مثل دور »هيثكليف« المأخوذة عن رواية »مرتفعات
وذرنج«
للكاتبة الانجليزية اميلي برونتي.
❊
❊
❊
ولد يحيي شاهين من أم مجرية ومات والده وهو في الثالثة عشرة
من عمره وعاني هو
وأمه من الفقر والحرمان..
لكن الأم كانت شخصية قوية صلبة استطاعت أن تصل به إلي
بر الأمان.. وتزوج من امرأة مجرية لم ينجب منها وانفصلا..
ثم تزوج من
امرأة مصرية أنجبت له ابنته
»داليا« وهو في عمر متقدم في السن..
وتوفي أيضا
وهي لاتزال طفلة..
وهو نفس ماحدث للأب يحيي شاهين.
❊
❊
❊
زرت يحيي شاهين أكثر من مرة في بيته المطل علي النيل..
حيث المنظر
من
الشرفة شاعري وجميل.
فإذا ابتعدنا عن شخصيات يحيي شاهين في السينما خاصة الدور الأهم
»
السيد عبدالجواد«
فإننا نري رجلا جميلا.. جادا.. لكنه ليس خشنا..
يحترم
نفسه بلا كبرياء.. كما يحترم معجبيه..
ولا ينسي لحظة أنه
ممثل.. حدثني
كثيرا عن حياته الفنية التي أحبها بكل كيانه وطاقاته وأدواره التي
عاشها وتعايش معها.
❊
❊
❊
دعتنا مرة الناقدة خيرية البشلاوي إلي قريتها بالقرب من »بشلا«
علي ماأذكر
لتقيم حفلا متواضعا تدعو فيه أهل القرية والأصدقاء بمناسبة تشطيب فيلتها
التي صممها
لها الصديق الناقد أحمد
الحضري الذي تخرج مهندسا.
وعشت وصديقتي
فاطمة
سعيد رحمها الله يوما كاملا مع يحيي شاهين الذي صاحبنا هو وزوجته..
ورأينا
رجلا مختلفا تماما عن »سي السيد«. في هذا اليوم توطدت صداقتنا..
فقد
قام الرجل بتوصيلنا
في عربته وأيضا في عودتنا..
وقد سافرنا مرة إلي الولايات المتحدة نجوما ونقادا في رحلة تحمل اسم »في حب
مصر« وكانت المرة الأولي التي أشاهد فيها
أمريكا.. كانت معه زوجته وابنته
داليا.. واقتربنا منه أكثر وأمضينا أياما مع هذه المجموعة من الفنانين..
رأيت رجلا محترما
طيبا جميلا.. حسن المعشر.. مهذب يحبه الجميع ويقدرونه..
أما زوجته فهي شخصية قوية مثقفة تجيد الانجليزية..
وهي التي تقوم بكل شيء كما
تقوم باجراءات السفر.
❊
❊
❊
إن أحداث الثلاثية »بين القصرين« و »قصر الشوق« و»السكرية« تبدأ
من ثورة 1919 وحتي وفاة سعد زغلول..
أما »قصر الشوق«
فقد وقع السيد
عبدالجواد في غرام الغانية لكنه رجل ذو كبرياء قوي الإرادة كبت عواطفه..
وفي »السكرية«
حين تقدم به السن وأصبح مريضا عاجزا منهكا جريحا طريح
الفراش..
إنه هو نفسه السيد عبدالجواد القوي في »بين
القصرين« و »قصر
الشوق« عاش المرح والفرفشة..
كما عاش الحزن الذي كسر قلبه حينما استشهد ابنه
كمال الذي أحبه أكثر من كل أبنائه برصاص الانجليز في إحدي المظاهرات.. لقد
اتسم أداؤه
بالعمق والبساطة في هذه الثلاثية التي أصبحت
من أهم كلاسيكيات
السينما.
رأيت »سي السيد« في عنفوانه وقوته المهيمنة علي أسرته حتي شيخوخته.
وعاصرت الوجه الحقيقي ليحيي شاهين..
وشتان بين الوجهين.
آخر ساعة المصرية في
01/06/2010 |