خيبة أمل جديدة ظهرت على وجوه مشاهدي الفيلم المصري «طير إنت»، المعروض
حالياً في دور السينما المحلية، حيث قال معظم من استطلعت «الإمارات اليوم»
آراءهم إن «كوميدية بعض الأفلام المصرية باتت مؤلمة اكثر مما هي مضحكة»،
وأشار البعض الى أنهم خرجوا من صالة العرض قبيل انتهاء الفيلم لركاكة النص،
والبعض الآخر قال إن بطل العمل «أحمد مكي ممثل كوميدي جيد، لكن النص خذله»،
مؤكدين ان قصة الفيلم المأخوذة أصلاً عن قصة الفـــيلم الاميركي «بيدازلد»
كان من الممكن أن تخرج بشكل أهم بكثير، مستنكرين العبارات الجريئة التي
استخدمت والايحاءات الجنسية الكثيرة، مانحين الفيلم علامة راوحت بين صفر
الى خمس درجات.
وتدور أحداث «طير إنت»، الذي اخرجه احمد الجندي وشارك مكي في بطولته دنيا
سمير غانم وماجد الكدواني ولطفي لبيب، حول الدكتور البيطري بهيج الذي يخاف
الاقتراب من النساء بسبب عدم ثقته بنفسه، الى ان تأتي امرأة تريد ان تعالج
كلبها ويشعر تجاهها بشيء من الحـــب، لكن شخصيته الضعيفة تمنعه من الإقدام
على أية خطوة. وتبدأ الحــــبكة عند ظهور جني يريد أن يحقق امانيه، فكان
طلبه الوحيد ان يجعل المرأة تقع في حبه، ويعطي الجني لـ«بهيج» سبع محاولات
ليحقق تلك الامنية، من خلال سبع شخصيات وموضوعات مختلفة، وتستمر أحداث
الفيلم وسط حوار مشوق مقدماً خليطاً غريباً بين اللغة العربية واللهجة
الدارجة يستخدمها «بهيج» في كلامه.
غياب النص
سها الباروني، لبنانية، 28 عاماً، قالت إن «أحمد مكي كوميديان جيد ويحتاج
الى كاتب سيناريو يدرك ذلك»، مضيفة ان «الفيلم لم يكن بالمستوى الكوميدي
الموجود وفيه ابتذال في كل شيء»، مشيرة الى ان «دنيا غانم نمطية في التمثيل
ولا تقدم اي جديد في اعمالها»، مانحة الفيلم أربع درجات. وأشارت مي مصطفى،
مصرية، 33 عاماً، الى ان «مكي أثبت حضوره في فترة قصيرة ونال اعجاب شريحة
واسعة من الجمهور العربي وخصوصاً المصري»، إلا أنه حسب وصفها «كان مبالغاً
في ادائه في الفيلم، وحوّل كوميديته الى ملل حتى انني تركت قاعة العرض قبيل
انتهاء الفيلم»، مانحة إياه أربع درجات.
وفي المقابل لم ينكر حسام أبوعبده، فلسطيني، 33 عاماً، ان مكي اضحكه في اول
الفيلم «ولكنني شعرت بالملل مع تصاعد الاحداث»، مؤكداً ان «دنيا غانم كان
حضورها اقوى من مكي»، وقال ايضاً «الفيلم بالاجمال جيد، ولكنه لا يرتقي
لكوميدية مكي التي عوّدنا عليها»، ولم يعطِ اي علامة للفيلم.
في المقابل قال منير داوود، سوري، 30 عاماً، انه شعر بالملل، وأضاف «لم
أشعر بأي حافز لجلوسي هناك، فعلى الرغم من حبي الشديد لبطلي الفيلم إلا
انني لم اشعر بأي نوع من الكيمياء بينهما، وكأنهما يمثلان في الفيلم رغماً
عنهما»، مانحاً الفيلم ثلاث درجات. وبدوره قال منتصر محمدي، ليبي، 33
عاماً، «صعقت من الاداء الضعيف لبطلي الفيلم والكوميديا المصطنعة البعيدة
عن شخصيتهما التي عهدناها»، رافضاً اعطاء أي نتيجة.
مشاهد جريئة
محمد محمد،
مصري، 33 عاماً، عاب على الفيلم جرأته، معتبراً ان «الفيلم فاشل من ناحية
القصة والاخراج، والمخرج نفسه واعٍ لهذه المسألة»، وأضاف أن المخرج في
محاولة منه لانقاذ فيلمه في شباك التذاكر «دعمه بمشاهد لها دلالات إباحية
بشكل كبير»، مانحاً الفيلم خمس درجات.
واستغربت بدورها ايضاً منال حسن، اردنية، 26 عاماً، الالفاظ الاباحية «التي
استخدمت في الفيلم بشكل مبالغ فيه»، موضحة ان «الايحاءات واللعب بالكلمات
كانا واضحين جداً ومؤذيين»، رافضة اعطاء الفيلم اي علامة «لأنه لا يستحق
التقدير».
لكن جرأة الفيلم بالنسبة الى جاودة محمد، مصرية، 40 عاماً، «تكمن في
الالفاظ والعبارات والايحاءات الجنسية دون التورط فيها»، وأضافت «وهذا
طبيعي لضمان نجاح الفيلم الذي يفتقد ادنى المستويات الفنية لأي عمل
سينمائي»، مانحة إياه خمس درجات.
خطوات واثقة
ورأى سالم أحمد، إماراتي، 22 عاماً، ان «دنيا غانم فنانة بمعنى الكلمة،
وقادرة على تجسيد جميع الادوار واتقانها بشكل فني مميز»، واضاف «هي مقــنعة
وقريبة الى القلب»، مانحاً الفــيلم ثلاث درجات.
ووافقه الرأي صهيب العنزة، كويتي، «دنيا غانم فنانة متعددة الاداء»، مضيفا
أنها «فنانة جميلة ذات تاريخ مشرف في افلامها ومسلسلاتها»، وقال: «احبها
شكلاً وأداءً، حيث إنها طبيعية وتشعرني بأنها قريبة مني»، مانحاً الفيلم
خمس درجات، فيما كان ليوسف الحمد، اردني، 33 عاماً، رأي مغاير «فهي فنانة
نمطية وتكرر ادوارها ولا تضيف أي جديد في ادائها»، مانحاً الفيلم خمس
درجات.
تقليد الغرب
وأشارت سجى سهيل، بحرينية، 20 عاماً، الى أن «الافلام القديمة التي كانت
تستند الى روايات أجنبية، خصوصاً الاوروبية منها، كانت تخرج بشكل جميل
وتعلق بذاكرة كل الاجيال»، مستهجنة أن «افلام اليوم عبارة عن استنساخ
للافلام الجاهزة اصلاً، لذا تفتقد الروح لانها تقع في فخ المقارنة»، مؤكدة
أن «السينما المصرية التي احتفلت بمئويتها أخيراً، مازالت سينما مترددة ولم
تقدم اي جديد»، مانحة الفيلم صفراً.
وقال بدر أحمد، عراقي، 30 عاماً إنه «لا ضرر من تقليد النسخ الاجنبية في
الأفلام العربية، ولكن الضرر يكون في تسخيف القصة واخراجها بشكل مضحك»،
مبدياً استغرابه من حال السينما المصرية التي «تتراجع الى الوراء ولا تتقدم
ابداً»، مصنفاً الفيلم ضمن «الافلام التجارية التي لا تضيف شيئاً للذاكرة
السينمائية». رافضاً اعطاء اي نتيجة «لأني خرجت قبل انتهائه».
وبدورها قالت درة المنصوري، إماراتية، 30 عاماً، إن «انعدام الابداع العربي
ليس غريباً، وتقليد الغرب بات شيئاً اساسياً في حياتنا، حتى في مجال الفن»،
مشيرة الى ان «الفيلم لا يقوم على اساس فني بل على تقليد اعمى واستنساخ»،
مانحة إياه علامة واحدة.
أبطال العمل
أحمد مكي
ولد في يونيو عام ،1978 وهو مخرج وممثل ومؤلف أغاني راب مصرية، والده
جزائري وأمه مصرية، وهو الاخ الاصغر للممثلة ايناس مكي، بدأ حياته الفنية
في الاخراج، ومن الاعمال التي قام باخراجها «الحاسة السابعة» من بطولة احمد
الفيشاوي، وشارك في إخراج مسلسل «لحظات حرجة». يعتبر اول من ادخل تقنية
الراب للموسيقى في مصر، وتم انتقاده بتقليده الغرب إلا ان اسلوبه في
الموسيقى نال اعجاب شريحة كبيرة من الشباب في مصر. يعتبر من الفنانين الذين
لمع نجمهم بسرعة وله شعبية جماهيرية وضعته في مقارنة مع محمد هنيدي واحمد
حلمي وغيرهما من نجوم الكوميديا الشباب.
دنيا سمير غانـم
هي ابنة الفنانين سمير غانم ودلال عبدالعزيز، ولدت في يناير عام ،1985
وبدأت مشوارها الفني مغنية في شارات المسلسلات، تخرجت في جامعة مصر للعلوم،
مثلت في العديد من الافلام والمسلسلات التلفزيونية، اتجهت غانم أخيراً الى
تمثيل ادوار بطولة الى جانب نجوم الكوميديا في محاولة منها للدخول الى هذا
العالم أسوة بأبيها، اتهمت أخيراً بانها اصبحت جريئة جداً في قبولها مشاهد
جنسية إلا انها اكدت اكثر من مرة ان «الفن لا يقبل المساومة، ووضع تابوهات
امامه، خصوصاً اذا كان المشهد يخدم احداث الفيلم».
لطفي لبيب
ولد في سبتمبر عام ،1938 وهو ممثل سينمائي ومقلّ تلفزيونياً، اشتهر باداء
الادوار الثانوية وادوار الاب في العديد من الاعمال الفنية، فيكاد لا يخلو
اي فيلم جديد من مشاركته كونه لمع في الافلام الكوميدية، وله اسلوبه الخاص
الذي يميزه عن غيره، كما انه يعشق تقديم التمثيليات الاذاعية ويحب المسرح
ويعتبره أبا الفنون، حصل على ليسانس في الاداب ثم التحق بمعهد الفنون
المسرحية.
مخرج العمل أحمد الجندي
هو ابن الفنان محمود الجندي، تخرج في معهد السينما وعمل مساعد مخرج في
العديد من الافلام، ثم انتقل للاخراج بشكل فردي، لم يجد احمد نفسه واقفاً
امام الكاميرا ويحب ان يقف خلفها، لانه على حد تعبيره كان يستمتع بمشاهدة
ابيه وهو يؤدي ادواره، فكان ومنذ الصغر يعشق الجلوس الى جانب المخرجين ويرى
اباه من خلال شاشة المونيتور التي تعلق بها، من افلامه «حوش اللي وقع منك»،
و«اتش دبور».
رقابة
انزعجت الرقابة المصرية بسبب مشاهد مسيئة للامن المصري مثل مشهد البداية
الذي يظهر فيه طفل صغير مع أهله في المطار أثناء عودتهم من الكويت، وهو
يردد «ادخلوا مصر سالمين» ثم تنقلب بهم السيارة، وأيضاً المشاهد الخمسة
التي تم تصويرها داخل أحد أقسام الشرطة، وتتضمن تجاوزات في حق النظام ورجال
الشرطة، وفق الرقابة التي اعترضت ايضاً على مشاهد أخرى بسبب العبارات
والألفاظ الجنسية التي تتضمنها ومن بينها كلمة «فانكي».
تيمات مكي: 35 موضوعاً في السينما العالمية
نفى الفنان أحمد مكي أن يكون اقتباس الأفكار من أفلام أجنبية دليلاً على
إفلاس صناع الفلم، مؤكداً أن الاتهام قد يكون منطقياً في حالة اقتباس
الفيلم بالنص كما هو دون تغيير.
وأضاف مكي معلقاً على اقتباس فلمه الجديد «طير إنت» من أحد الأفلام
الأجنبية «للأسف نحن نفهم معنى الاقتباس خطأ، فالناس يظنون أن الاقتباس
يعني أخذ فكرة فيلم آخر، وهذا غير صحيح على الإطلاق لأن جميع «تيمات»
السينما في العالم لا تتعدى 35 موضوعة.
وتابع: «الاقتباس ليس إفلاساً أو استسهاًلا، على العكس، فإذا أخذت فكرة
ووضعت عليها بصمتك بإضافة جديدة لها فهذا يعتبر فكراً جديداً».
وأكد وجهة نظره قائلاً: «فيلم (طير إنت) فكرة إنجليزية تم تقديمها في
الستينات، ثم اقتبسها الأميركان بعد ذلك ولم يتهمهم أحد بالإفلاس»
قالو عن الفيلم
«فاجأ (طير إنت) جميع من شاهده أنه حصل على جرعة كوميدية نظيفة لا تحمل (إفيهات
قليلة الأدب)، ولكنها لا تحمل في الوقت نفسه عمقاً درامياً».
أحمد محمد
من «تونتي ات كوم»
«مسل ومضحك، ويؤكد أن أبطال الفيلم استطاعوا أن يقدموا أداءً متميزاً،
خصوصاً دنيا غانم وماجد الكدواني، في حين تميز مكي في مشاهد وكان مبالغاً
في مشاهد أخرى، إلا أن هذا يشكل جرس تحذير؛ لأنه لا داعي لأن يقوم بطل
الفيلم بأداء جميع الشخصيات».
الناقد المصري أحمد الشافعي
«هذا انتصار للبطولة الجماعية التي لا يطغى فيها فنان على آخر».
الناقد المصري طارق الشناوي
«احترمت تقاليد مجتمعنا العربي أثناء كتابتي العمل، واستمتعت اكثر بعد
مشاهدته».
مؤلف الفيلم عمر طاهر
الإمارات اليوم في
30/05/2010 |