قبل 11 سنة كانت النجمة الأميركية غوينيث بالترو على موعد مع الشهرة، عندما
فازت عام 1999 بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «شكسبير العاشق».
وفي فيلمها الأخير «أيرون مان 2» تؤدي بالترو الدور نفسه في الجزء الأول
الذي
شاهده الجمهور قبل سنتين، وصفق لها، أي شخصية خطيبة البطل
الخيالية المنقولة عن
الرسومات التي ألفها ستان لي في الخمسينات والستينات والتي روت مغامرات
الرجل
الحديدي «أيرون مان» منقذ البشرية.
نشأت غوينيث (38 سنة) في عائلة فنية فهي ابنة الممثلة المعروفة بلايث دانر
والمخرج السينمائي الراحل بروس بالترو، وفي حياتها الخاصة عاشت
حكاية حب طويلة مع
النجم الوسيم براد بيت وكادت أن تتزوج منه، لكنهما انفصلا في 1998، ووقعت
غوينيث في
ما بعد في غرام الفنان بن أفليك معتمدة سياسة جديدة في حياتها الخاصة
قوامها
الابتعاد عن الأضواء والإعلام، لأنها ألقت مسؤولية فشل علاقتها
مع براد بيت على
الصحافيين الذين طاردوها هي وخطيبها في شكل مستمر، وعلى رغم ذلك لم تدم
علاقة أفليك
وبالترو طويلاً. إلا أن الفنانة عثرت على الحب الحقيقي في شخص الموسيقي
كريس مارتن
مؤسس فريق «كولدبلاي» وتزوجته في عام 2003، وهي الآن أم لطفلين.
زارت بالترو باريس كي تروج لفيلم «أيرون مان 2» الذي تتقاسم بطولته مع
روبرت
داوني جونيور وسكارليت جوهانسون، فالتقتها «الحياة» وحاورتها.
·
أود أن أبدأ حديثنا بالكلام عن
أحد أهم الأعمال التي شاركت فيها فوق الشاشة
وهو «سيئ السمعة»، فما الفائدة، في رأيك، من تصوير فيلم عن
الروائي ترومان كابوتي
بعدما تم تحويل الحكاية نفسها إلى عمل سينمائي من قبل، وبنجاح عالمي؟
-
لقد تساءلت في شأن الموضوع نفسه عندما تلقيت السيناريو لكنني بعدما قرأته
أدركت مدى اقتراب الفيلم الجديد من واقع حياة كابوتي، بالمقارنة مع العمل
الأول.
وأقصد أن «سيئ السمعة» سيدخل في رأيي تاريخ السينما بمثابة شريط تسجيلي،
وإن كان قد
لجأ رسمياً إلى الأسلوب الروائي وإلى ممثلين من أجل أداء الشخصيات المختلفة
التي
أحاطت بترومان كابوتي، ثم طبعاً إلى كابوتي نفسه. ولا شك في أن
طريقة توبي جونز في
أداء كابوتي بعيدة كل البعد عن اللون الذي منحه الممثل فيليب سيمور هوفمان
إلى
الشخصية في الفيلم الأصلي، بمعنى أن جونز تمعن في درس شخصية كابوتي ولجأ
إلى
الأرشيف الرسمي الموجود وشهد عشرات الشرائط المسجلة التي يظهر
فيها كابوتي، حتى
يتقمص شكله وطريقة كلامه وحركاته. أنا فعلاً أشعر بأنني شاركت في فيلم
تسجيلي واقعي
وليس في عمل روائي مبني على الرومانسية أو الإثارة.
·
لكنك تعلمين أن فيليب سيمور
هوفمان حصد أهم الجوائز في عام 2005 عن دوره
هذا في الفيلم الأول؟
-
نعم، وهو استحق التكريم والجوائز مما لا يمنع أنه اعتمد أسلوباً مفتعلاً
مبنياً على تخيله للشخصية أكثر من اهتمامه بمنح الدور جانباً تسجيلياً.
أنها مسألة
تتعلق بالطريقة التي قرر مخرج الفيلم اعتناقها في سرد الحبكة، وهنا يكمن
الاختلاف
الجوهري بين العملين، وأنا لا أدافع عن الفيلم الأول أو عن
الثاني مثلما لا أهاجم
أياً منهما، ولكنني أرد على سؤالك محاولة تفسير وجود الفيلم الثاني بحسب ما
أدركته
شخصياً.
في ميدان المعركة
·
ماذا عن حكاية انغماسك في عالم
المسرح الكلاسيكي قبل تأديتك شخصيتك
السينمائية في «شكسبير العاشق»، فهل تنتمين إلى فئة النجوم الذين يميلون
إلى
الاحتكاك بعالم الإجرام مثلاً أو يزورون مستشفيات الأمراض العقلية لاكتشاف
حقيقة
خبايا هذه الأوساط التي تتعلق بها الشخصيات المطلوب منهم
تأديتها، وبالتالي الزيادة
من فعاليتهم أمام الكاميرا؟
-
نعم، وأنا أضفت اسمي إلى قائمة الفنانين الذين يدرسون أدوارهم في ميدان
المعركة، وقضيت سهرات طويلة في المسارح الكلاسيكية في لندن
ونيويورك من أجل التمعن
في طريقة الأداء «الشكسبيري»، إلى درجة أن بعض العاملين في هذه المسارح
اعتقدوني في
كل مرة صديقة أو خطيبة أحد أبطال المسرحية لا أستطيع فراقه، وكان الموقف
حرجاً
للغاية في بعض الأحيان.
·
ماذا عن «أيرون مان» بجزأيه، فهل
أنت مولعة بمثل هذا اللون السينمائي؟
-
نعم، أنا مولعة منذ صغري بكتب الرسومات التي تحكي مغامرات «أيرون مان» و «سوبرمان» و «باتمان» ومن ثم أهتم أيضاً
بالأفلام السينمائية التي تنقل هذه
المغامرات إلى الشاشة الكبيرة. لقد سعدت إلى درجة لا يمكنك أن تتخيلها
حينما علمت
أن المخرج جون فافرو اختارني لأكون خطيبة البطل، وعشت تصوير كل من الفيلمين
وكأنني
صبية في عالم خيالي بحت وشعرت بأنني أنتمي إلى الكائنات المرسومة في كتب
«أيرون
مان»، وهذا شيء يحدث مرة واحدة في العمر.
·
ولكنك في الجزء الثاني تواجهين
غريمة في شخصية سكارليت جوهانسون بينما كنت
البطلة الوحيدة في الفيلم الأول؟
-
اعتبرت هذا العنصر الدخيل على الحبكة الأصلية بمثابة تحدٍّ أرغمني على
مضاعفة
جهودي من أجل جذب البطل، وهذا في إطار شخصيتي السينمائية، ثم أيضاً كممثلة
وفي هذه
المرة لإغراء الجمهور العريض بما أن جوهانسون تصغرني بأكثر من
عشر سنوات غير أنها
تعد من أجمل نجمات السينما العالمية حالياً. لكنني راضية عن نفسي وأعتقد
أنني نجحت
في محاولتي، خصوصاً أنني لاحظت مدى ارتباكها وعدم ثقتها في نفسها على رغم
جاذبيتها
الفذة. وفي النهاية أقول إن ما تقدمه كل واحدة منا في «أيرون
مان 2» مكمل لما تفعله
الثانية، وهذه أفضل معادلة لضمان رواج الفيلم.
·
سرعان ما عرف الجمهور العريض عقب
فوزك بجائزة الأوسكار عن دورك في «شكسبير
العاشق» أنك تنتمين إلى عائلة لها جذورها الراسخة في ميدان
الفن، فهل كان هذا الأمر
ضرورياً لفرض شخصيتك على أهل المهنة والجمهور؟
-
لا، وأعترف بأن هذه المسألة ضايقتني أكثر مما ساعدتني، لكن الذي حدث في
بدايتي
المهنية هو قيامي بإجراء اختبار في التمثيل أمام الكاميرا وأنا بعد مراهقة،
ولم
أستطع فعل ذلك إلا بموافقة عائلتي نظراً الى حداثة سني.
والواقع أن العمل جاءني
بفضل صلاحيتي له ولكن أيضاً لأن المسؤولين كانوا يعرفونني من طريق أبي وأمي
وجدي،
وإلا لما لاحظوني بهذه السرعة، وتلقى أصحاب الشأن في السينما تعليمات من
عائلتي تخص
معاملتي مثلما تعامل أي فنانة ناشئة، أي ضرورة خضوعي للتجربة
اللازمة في كل مرة قبل
حصولي على فرصة المشاركة في فيلم ما. وأنا سعيدة في خصوص هذا الأمر الذي
علمني
التواضع والقناعة، وعرف الجمهور حكايتي عندما بدأت الصحف تكتب عني إثر فوزي
بجائزة
الأوسكار.
·
هل تغنين بصوتك الحقيقي في «سيئ
السمعة» أم إنك مدبلجة؟
-
أغني بصوتي، وسبق لي ان فعلت الشيء نفسه قبل سبع سنوات في فيلم «ثنائي»
الذي
أخرجه أبي، والذي تعلمت الغناء خصيصاً من أجله. أما قبل ذلك فلم أكن أردد
أغنيات
إلا عندما أكون لوحدي.
·
قيل إن والدك غضب من صديقه مايكل
دوغلاس لأنه وافق على تمثيل لقطات حميمة
معك في فيلم «جريمة مثالية»؟
-
نعم، ويبدو أنك على دراية دقيقة بأحداث حياتي، لكن المشاجرة بينهما انتهت
بسرعة فور أن استعاد والدي هدوءه وأدرك أن الموضوع هو عبارة عن سينما لا
أكثر ولا
أقل، وأن صديقه لم يحاول مغازلتي إطلاقاً خارج إطار تصوير
الفيلم. وأنا أفهم جيداً
أن أي أب في الدنيا ينتابه الغضب إذا شاهد ابنته في حضن أحد أعز أصدقائه.
·
في هذا الفيلم نفسه أديت الشخصية
التي مثلتها في الماضي غريس كيلي التي
صارت في ما بعد أميرة موناكو، فكيف عشت هذه التجربة؟
-
فكرت في قرارة نفسي أنني بدوري سألتقي شخصية مهمة وسأتربع في غمضة عين على
عرش
دولة ما، لكن الأمر لم يحدث وظلت المقارنة بيني وبين غريس كيلي على الصعيد
السينمائي فقط. أنا أمزح بطبيعة الحال، والشيء الذي مسني عن
قرب في شأن هذا الفيلم
هو أن النسخة الأصلية منه التي مثلت فيها كيلي، أخرجها الفريد هيتشكوك. فكم
كنت
تمنيت العمل تحت إدارته لو كنت موجودة في الساحة الفنية في أيامه، وحسدت
غريس كيلي
على كونها أدت هذا الدور في فيلم من إخراجه شخصياً.
·
هل تنوين خوض تجربة التمثيل
المسرحي في المستقبل؟
-
مثلت في الماضي فوق المسرح، وشاء القدر أن أتجه بسرعة إلى العمل السينمائي
لكنني مستعدة من دون أي تردد لمعاودة الوقوف فوق الخشبة في المستقبل إذا ما
تعارض
عملي مع واجباتي كأم، خصوصاً أن المسرح يقتضي العطاء أكثر من
السينما أو
التلفزيون.
·
وما هو اللون المسرحي الذي
تحلمين إذاً بالنجاح فيه؟
-
المسرحيات الاستعراضية المبنية حول حبكة تتطلب التمثيل والغناء والرقص على
السواء.
الحياة اللندنية في
21/05/2010 |