مع إشراقه خيوط الفجر الأولى كان المرء يستفيق على أصوات رجال يحضرون
أنفسهم للذهاب إلى موقع التصوير، يثيرون ضوضاء كتلك التي تصدرها أصوات
محاربين أشداء يذهبون إلى ساحة المعركة.
ربما لا فرق بين هذا وذاك حينما يكون العمل الذي اشتدت سواعد العاملين به
كمسلسل «أبواب الغيم» المأخوذ من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن
راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة.رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي عود
الفنانين على أن تكون تلك الأعمال التي تقدم من خيال وأشعار سموه ميدانا
للتجاذب والتلاحم العربي والتنافس من أجل تقديم الأفضل.وبعد الجولة الأولى
في صحراء المرموم بدبي احتضنت ثلاثة مواقع تصوير في المغرب، وعلى التوالي
في مراكش وسيدي عثمان مشهدية احتفالية ساحرة بطبيعة «أبواب الغيم»، ولعل
عنوانا كهذا جدير أن يكون حاضنا لتلك الطبيعة التي تتداخل فيها الفصول
الأربعة في اليوم الواحد.حيث ستدخل الأشجار الخضراء في مسلسل بدوي للمرة
الاولى في تاريخ الأعمال البدوية، وربما كان هذا حلا إخراجيا أراد به مخرج
العمل، حاتم علي، عكس تلك الروح الموجودة في شخصيات الخير التي يحتضن العمل
أرواحها. يقول حاتم علي ردا عن سؤالنا إن كان لهذا الأمر علاقة بعمله
كمخرج؛ يبتسم ويؤكد ما ذهبنا إليه في تفسيرنا هذا ويهم واقفا فالطريق إلى
موقع التصوير يحتاج إلى بعض الوقت ليصل إلى هناك.
وقد سبقه طاقم كبير من الفنانين والفنيين ليقوموا بتجهيز أرض المعركة؛ وأرض
المعركة هنا ليست ساحة القتال بل مكان التصوير الذي يصبح خلية نحل مع
إشارات الصباح الأولى، حيث الطبيعة تغري بتحقيق مكاسب كبيرة لكاميرا تسجل
لحظات من بريق الشمس.*روح عربية*ثمة لحمة عربية خالصة يقودها إنتاجات
المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وهو يمضي بإنتاجاته الدرامية الضخمة لتحقيق
شكل ومضمون مختلف في الدراما التلفزيونية العربية لجهة الارتقاء بالذائقة
الفنية للمشاهد، والعمل الثاني على التوالي بعد إنتاج «صراع على الرمال»
يضمن تحقيق منافسة باتجاه آفاق جديدة، ربما أدرك الفنان العربي أبعادها،
وهو يرى أن نتائجها على أرض الواقع قد تم تحقيقها لصالح الإنتاج
الواعي.لحمة عربية أخرى يمكن للمرء ان يلحظها أثناء التصوير واختلاط
اللهجات والضحكات، وكلها كانت تصب في بوتقة واحدة هي لهجة الإبداع ولغة
التفوق، وهكذا يجد المرء نفسه بين الإماراتي والسوري والأردني واللبناني
والمغربي والسعودي والفلسطيني.وقد توزع الجميع التمثيل والكتابة والإخراج
والموسيقى والغناء، وكل ما له علاقة بفضاء العمل الدرامي، الذي تنضم اليه
جنسيات عالمية كالاسبانية والانجليزية والإيرانية، وقد استقبلت صحراء مدينة
مراكش المغربية ما يزيد على خمسين ممثلا، وألف كومبارس، و200 حصان متمرس
على خوض معارك الأفلام السينمائية الكبيرة، إضافة إلى الكثير من الجمال.
تم استقدام معظمها من أشهر الاسطبلات من إسبانيا، وقد اعتمد إنتاج العمل
على الخبرات الإسبانية الاستثنائية في تنفيذ المعارك الحربية التي جمعت
القبائل العربية في القصة، وقد تم إحضار أهم الخيول العالمية وأمهر الفرسان
الذين سبق وقدموا أفلاما وتجارب عالمية كبيرة في أعمال تاريخية اشتهرت
بمعاركها الكبيرة.
لتنفيذ معارك «صراع على الرمال» على أكمل وجه، الأمر الذي تحدث عنه مصمم
المعارك الاسباني الشهير ريكاردو كروز ل«الحواس الخمس»، وهو الذي صمم معارك
أفلام كثيرة منها «اٌفليفُُّْ، جفَُّّ َّفٍِّْفى»، مشيرا إلى أنه سعيد
بالعودة إلى حضن الدراما العربية بعد النجاح الذي حققه مسلسل «صراع على
الرمال» في المرة السابقة مؤكدا أن أبواب الغيم أثاره كعنوان وجهود إنتاجية
وإخراجية، مشيدا ببيئة التصوير الطبيعية.
يقول ريكاردو إن الاستعانة بالخيول والجمال المغربية التي وصلت إلى زهاء
ثلاثمائة قد ساعد في إيجاد جيش من المشاركين في حروب العمل.
ماكياج الشخصيات
ولعل المتابع لوجوه الممثلين والجهود الجبارة التي بذلت لمقاربة أشكالهم
بالفترة التاريخية للعمل يدرك العبء الذي تحمله فريق الماكياج الإيراني
الذي جرى الاتفاق معه على تقديم مقاربات تنتمي لشخصيات تلك الفترة.
وقد سبق وقدم هذا الطاقم أعمالا كبيرة مثل مسلسل الزير سالم، وربيع قرطبة
وصقر قريش، والكثير من الأعمال التي أظهرت براعتهم الطاقم الإيراني الذي
يديره الفنان القدير عبد الله سكندري بالماكياج.
ملابس غنية
ألوان وملابس الرجال كانت مدروسة، وهي لم تكن واحدة بل متنوعة سواء
بالتصميم او اختيار الألوان، ولكن وحدة اللون يجعل المرء يشعر انه لباس
أشخاص تلك الفترة التي عاشت فيها تلك القبائل، حيث يراها ألوانا باهتة تحمل
لون الأرض ولون التراب ولون الطبيعة، ربما كانت تشبه أشخاص تلك المرحلة،
ولكنها توحي أن هناك جهدا غير قليل في تصميمها وتنفيذها كما هي الجهود التي
توحدت لتقديم فرجة درامية غنية كأبواب الغيم.
ولا يقدم العمل صورة مجانية للمجتمع البدوي دون الخوض في تفاصيل المشهد
الدرامي الذي يحقق عودة الى تاريخ المنطقة العربية مع بدايات القرن التاسع
عشر، يؤكد المخرج حاتم علي أن العمل فيه مقاربات تاريخية لمرحلة وجود
الأتراك والانجليز في منطقة الخليج العربي، ما ينفي عن تلك المرحلة الجانب
الخيالي أو الفانتازي، موضحا انه كمخرج لا يحب الفانتازيا، ولا يميل إليها،
أو يميزها عن باقي الأشكال الدرامية الأخرى.
وأكد حاتم علي ان الصراع الخفي الذي كان موجودا في منطقة الخليج العربي بين
العرب والانجليز ربما يظهر بشكل من الأشكال في هذه الدراما التي توقع لها
في ختام حديثه مع «الحواس الخمس» أن تكون واحدة من العلامات الدرامية
المميزة للموسم الرمضاني 2010 حكاية وإنتاجا وإخراجا.
مائدة درامية عربية
كما جمع مسلسل «صراع على الرمال» للمرة الأولى ثماني جنسيات عربية في عمل
واحد يقوم «أبواب الغيم» بتقديم حالة إبداعية عربية مماثلة في عمل واحد،
والعمل من سيناريو الكاتب الشاب عدنان عودة الخبير بالدراما البدوية.
ومن تمثيل غسان مسعود، سلافة معمار، قصي خولي، عبد المحسن النمر، محمود
سعيد، ندين نجيم، ديمة بياعة، تاج حيدر، ورد الخال، فادي إبراهيم، اندريه
سكاف، تولين البكري، جولييت عواد، نادرة عمران، هبة نور، نجاح سفكوني، عبد
الكريم القواسمي، ألين لحود، هشام هنيدي، سوسن أبو عفار، وليد علايلي، عبد
الحكيم قطيفان؛ والكثير من الأسماء العربية الأخرى العاملة في المسلسل.
ويقود طاقم الديكور المهندس الخبير ناصر الجليلي، الذي يعتبر شريك حاتم علي
في الأعمال الضخمة التي تحتاج منه الى تقديم صورة جمالية قريبة الشبه
بالواقع، والموسيقى التصويرية لطارق الناصر الذي يشترك للمرة الثانية مع
حاتم علي في تقديم موسيقى بألوان درامية، والملابس لرجاء مخلوف.
في حين يتولي فريق الماكياج المكون من خمسة فنانين بقيادة الخبير الإيراني
عبد الله سكندري تقديم تصورات جديدة على وجوه الممثلين، والتصوير لنزار
واوية، والإضاءة لعباس شرف، والتعاون الفني لعلي محيي الدين علي، والمونتاج
لعصام الصيداوي.
ساعات العمل
اثنتا عشرة ساعة يومية هي الوسط الحسابي لعدد الساعات التي كان حاتم علي
يعمل بها مع طاقمه التمثيلي والفني في المغرب، وهي المعدل نفسه الذي حافظ
عليه عقب سفره إلى تدمر وبدء التصوير هناك، قبل نحو عشرة ايام، وكان
العاملون في المسلسل يحصلون على يوم عطلة واحد، وفي اوج صراع القبائل تم
إحراق خمس خيم من أجل متطلبات الحدث الدرامي، وضمن مشاهد تقارب الواقع.
البيان الإماراتية في
10/05/2010
تدمر تستقبل المرحلة الثالثة من الأحداث
المسلسل يودع صحراء المغرب بمعركتين كبريين
يرصد مسلسل أبواب الغيم تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال تقديم تصور
درامي عن مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت وجود قوى
مختلفة في تجاذباتها؛ أتراك وانجليز، تركت تأثيرها على حياة هؤلاء البشر.
غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، هي صراع هذه
الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه
الشخصيات في حياة كريمة، حرة، عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب،
وغيرة، وأنانية، وكرم، وتضحية. تحوّل العمل إلى ملحمة كبيرة، بتعدد
شخصياتها، وحكاياتها، ضمن إطار تاريخي، يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية
محددة.ويركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته، بأرضه، وعاداته،
ومنظومة تقاليده الاجتماعية، والأهم علاقته بالخيل كشريك أساسي في حياة
مضنية متقشفة، كل ذلك في محاولة للكشف عن سر «البدوي».هذه الشخصية الخاصة،
التي تعرضت للتهميش في الأدب والفن، وربما التاريخ أيضاً، عبر معالجات
سطحية، أدت إلى تنميط هذه الشخصية وحرمانها من عمقها الإنساني، ومن دورها
التاريخي بالقدر نفسه.
*ارتباط الشعر بالمشهدية الساحرة*وقد أنهى حاتم علي تصوير سبع حلقات حتى
الآن حيث انتقل طاقم العمل بالكامل إلى تدمر في سوريا من أجل تصوير المرحلة
الثالثة من «أبواب الغيم» ضمن سيناريو يمتد لمئة سنة بين عامي 1815
و1915.وأشار حاتم إلى أن «أبواب الغيم» يؤسس لمرحلة جديدة في الدراما
البدوية العربية، والتي دعم توجهها وانعطافتها تلك صاحب السمو الشيخ محمد
بن راشد آل مكتوم، من خلال النصوص والأشعار التي أثرى بها الذاكرة العربية
في هذا الاتجاه، لافتا إلى أن أشعارا مهمة ومرتبطة بذاكرة المكان في
الصحراء بقصصها وحكاياتها قد صاغها سموه ليقدم من خلالها رسائل إنسانية
مهمة في الدراما العربية.موضحا أن العمل سيعرض بصياغة مختلفة للمشهد
الدرامي والشعر المرتبط به ارتباطا وثيقا، وحالة انسجام وترابط بين كلا
الاثنين للمرة الأولى في الدراما العربية.وتجدر الإشارة إلى أن المخرج حاتم
علي باشر قبل أيام قليلة تصوير المرحلة الثالثة من أبواب الغيم في صحراء
تدمر السورية، بعد أن ودع صحراء المغرب بمعركتين كبريتين، مستفيدا من ظروف
المناخ المعتدل هناك، ومن المتوقع أن ينتهي من هذه المرحلة مطلع الشهر
المقبل.
وسينتقل حاتم الى منطقة قريبة من ريف دمشق من أجل انجاز المرحلة الرابعة
والأخيرة من العمل عقب مرحلة تدمر، علما ان جزيرة مونتاج ترافقه في مختلف
اماكن التصوير التي بدأت في دبي، وتنتهي في دمشق بعد حوالي شهر ونصف الشهر
تقريبا، واللافت في العمل هو انه يعتمد مبدأ الاجيال المتلاحقة على مدار
قرن من الزمن تقريبا.
تقنيات غير مسبوقة في تصوير المسلسلات العربية
يقول المخرج الفنان حاتم علي إن «أبواب الغيم» ينتمي إلى صيغة مغايرة
للأعمال البدوية بشكلها التقليدي الذي قدمت فيه في السابق، منبها إلى جهود
كبيرة قدمها المكتب الإعلامي لتحقيق فرجة درامية مختلفة؛ فنا وفكرا، وواعدا
بتقديم اقتراحات جديدة في الموسم الرمضاني المقبل.
ويشير حاتم إلى أن العمل استعان بخبرة الخيول الاسبانية، وهي تحقق حضورا
مهما في معارك العمل التي قامت بين القبائل العربية في مرحلة مهمة من القرن
التاسع عشر، وقد عكست جانبا من الحياة التي كانت موجودة بين القبائل
العربية، مبينا أن المجازفين الأسبان أدوا الحركات المطلوبة منهم بدقة
شديدة.
وحققوا جهودا لافتة بقيادة المدرب العالمي ريكاردو كروز، المختص بتنظيم
معارك حربية مفتوحة، وسبق لخيوله أن قامت بالمشاركة في الكثير من الأعمال
السينمائية مثل الساموراي الأخير ومملكة السماء، ولعل السينما العالمية
ستقدم في الفترة المقبلة عملا كبيرا منفذا بهذه الخيول هو «أمير الفرس»
إضافة إلى الكثير من الأعمال السينمائية الكبيرة.
يؤكد حاتم ان التقنيات المستخدمة في تصوير «أبواب الغيم» تعتبر الأولى من
نوعها في العالم العربي، والكاميرات التي تم التصوير بها تعتبر ذات سمعه
عالمية في مجال التقنيات التي تستعين بها الأفلام والمسلسلات العالمية،
لافتا إلى غرفة المونتاج التي تعتبر سابقة في الدراما العربية بمثل المعدات
المتوفرة فيها.
والتي تم تجهيزها لتتنقل مع العمل، ولتنتهي مبكرا عمليات مونتاج المسلسل،
وهذا الأمر، حسب كلام المخرج، وفر وقتا وجهدا كبيرين، وأنجز العمل بهما في
المغرب حوالي ثمان ساعات درامية تقريبا.
مشيرا إلى ان المغرب وفرت بطبيعتها جوا حميما للتصوير في وقت يعتبر من أجمل
الأوقات، التي تمر على مواقع تصوير في منطقة مراكش الجغرافية، التي شكلت
إغراء للكثير من المخرجين العالميين لتصوير أفلام سينمائية في السنوات
العشر الماضية.
البيان الإماراتية في
10/05/2010
من خيال وأشعار محمد بن راشد
وبمشاركة 9 جنسيات عربية وعالمية
"أبواب
الغيم" صيغة مغايرة للدراما
البدوية
قطع مسلسل “أبواب الغيم” شوطاً مهماً للوصول إلى شاشة شهر رمضان الكريم عقب
انتهاء مرحلة تنفيذ العمل في صحراء المغرب بنجاح كبير، وهكذا يبقى أمام هذا
العمل المأخوذ من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب
رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مرحلتان اثنتان في صحراء تدمر
وريف دمشق ليستكمل المراحل الأربع التي وعد بها، لانتهاء تصوير الملحمة
البدوية الجديدة التي يقدمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي هدية للعائلة
العربية في شهر رمضان المقبل .
وعلى مقربة من مدينة مراكش المغربية بدأت قبل أشهر العمليات الفنية لتمهيد
مكان تصوير المرحلة الثانية من “أبواب الغيم” التي شارك بها زهاء 50
ممثلاً، إضافة إلى ما يقارب ألف فارس وكومبارس مدعومين ب200 حصان مدرب
تدريباً احترافياً على المعارك الحربية، فنفذوا معارك ومشاهد احتفالية كبرى
بالعمل، إلى جانب 200 جمل، حيث قدموا خلال هذه الفترة حربين طاحنتين نفذتا
بأحدث الطرق العالمية في التصوير . واحتضنت 3 مواقع تصوير في مراكش وسيدي
بوعثمان كل تلك المشاهد، والمعروف عن هذه المواقع أنها شهدت تصوير أعمال
سينمائية عالمية خلال السنوات الخمس الماضية نظراً لأهميتها الجمالية .
كانت كاميرا المخرج المبدع حاتم علي بدأت بتصوير مشاهد العمل في صحراء
المرموم بدبي في أولى مراحل العمل في شهر مارس/ آذار، ثم انتقل طاقم العمل
إلى المنطقة الصحراوية بمراكش في المغرب لتنفيذ المرحلة الثانية وسط أجواء
مثالية للتصوير .
يأتي مسلسل “أبواب الغيم” من إنتاج المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ليشكل
استمرارية للصيغة الفكرية التي قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم في الأعمال التي عرضت من خياله وأشعاره، والتي تبدو ذات ملامح
إنسانية خالصة، وقد تبنى المكتب الإعلامي تقديم تصورات فنية ترقى لهذا
التوجه الفكري في إنجاز الأعمال الدرامية الراقية التي تعانق حضور العائلة
العربية بأفكار جيدة ولبوس فني راق، ليكون بمثابة رسالة إنسانية عصرية لهذه
العائلة، ولهذا المشروع المستقبلي الذي بدأ بمسلسل “صراع على الرمال” .
قال المخرج الفنان حاتم علي إن “أبواب الغيم” ينتمي إلى صيغة مغايرة
للأعمال البدوية بشكلها التقليدي الذي قدمت فيه في السابق، منبهاً إلى جهود
كبيرة قدمها المكتب الإعلامي لتحقيق فرجة درامية مختلفة فناً وفكراً،
وواعداً بتقديم اقتراحات جديدة في الموسم الرمضاني المقبل .
وقال حاتم إن العمل استعان بخبرة الخيول الإسبانية وهي تحقق حضوراً مهماً
في معارك العمل التي قامت بين القبائل العربية في مرحلة مهمة من القرن
التاسع عشر، وقد عكست جانباً من الحياة التي كانت موجودة بين القبائل
العربية . وأشار إلى أن المجازفين الأسبان الذين أدوا الحركات المطلوبة
منهم بدقة شديدة، حققوا جهوداً لافتة بقيادة المدرب العالمي ريكاردو كروز
المختص بتنظيم معارك حربية مفتوحة، وسبق لخيوله أن قامت بالمشاركة في
الكثير من الأعمال السينمائية مثل “الساموراي الأخير” و”مملكة السماء”،
ولعل السينما العالمية ستقدم في الفترة المقبلة عملاً كبيراً منفذاً بهذه
الخيول هو “أمير الفرس”، إضافة إلى العديد من الأعمال السينمائية الكبيرة .
وأكد حاتم أن التقنيات المستخدمة في تصوير “أبواب الغيم” تعتبر الأولى من
نوعها في العالم العربي، والكاميرات التي تم التصوير بها تعتبر ذات سمعه
مهمة في مجال التقنيات التي تستعين بها الأفلام والمسلسلات العالمية،
لافتاً إلى غرفة المونتاج التي تعتبر سابقة في الدراما العربية بمثل
المعدات المتوافرة فيها، والتي تم تجهيزها لتتنقل مع العمل ولتنتهي مبكراً
عمليات مونتاج المسلسل .
وأنهى حاتم تصوير سبع حلقات حتى الآن حيث انتقل طاقم العمل بالكامل إلى
تدمر في سوريا من أجل تصوير المرحلة الثالثة من “أبواب الغيم” ضمن سيناريو
يمتد لمائة سنة بين عامي 1815 و،1915 وأشار حاتم إلى أن “أبواب الغيم” يؤسس
لمرحلة جديدة في الدراما البدوية العربية التي دعم توجهها وانعطافتها تلك
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال النصوص والأشعار التي أثرى
بها الذاكرة العربية في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أن أشعاراً مهمة ومرتبطة
بذاكرة المكان في الصحراء بقصصها وحكاياتها قد صاغها سموه ليقدم من خلالها
رسائل إنسانية مهمة في الدراما العربية، لافتاً إلى أن العمل سيعرض بصياغة
مختلفة للمشهد الدرامي والشعر المرتبط به ارتباطاً وثيقاً، وحالة انسجام
وترابط بين كلا الاثنين لأول مرة في الدراما العربية . وتجدر الإشارة إلى
أن المخرج حاتم علي باشر قبل أيام قليلة في تصوير المرحلة الثالثة من
“أبواب الغيم” في صحراء تدمر السورية، مستفيداً من ظروف المناخ المعتدل
هناك، ومن المتوقع أن ينتهي من هذه المرحلة مطلع الشهر المقبل .
يرصد مسلسل “أبواب الغيم” تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال رصد
مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت تواجد قوى مختلفة في
تجاذباتها (أتراك وإنجليز)، تركت تأثيرها في حياة هؤلاء البشر .
غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، هي صراع هذه
الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه
الشخصيات في حياة كريمة، حرة، عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب،
وغيرة، وأنانية، وكرم، وتضحية . . تحوّل العمل إلى ملحمة كبير، بتعدد
شخصياتها، وحكاياتها، ضمن إطار تاريخي يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية
محددة . ويركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته، بأرضه، وعاداته،
ومنظومة تقاليده الاجتماعية، والأهم علاقته بالخيل بوصفها شريكاً أساسياً
في حياة مضنية متقشفة .
يجمع مسلسل “أبواب الغيم” جنسيات عربية متعددة في عمل درامي واحد، وقدم
السيناريو للعمل الشاب عدنان عودة وهو من تمثيل غسان مسعود سلافة معمار
قصي خولي عبدالمحسن النمر محمود سعيد ندين نجيم ديمة بياعة تاج حيدر
ورد الخال فادي إبراهيم أندريه سكاف تولين البكري جولييت عواد نادرة
عمران هبة نور نجاح سفكوني عبدالكريم القواسمي ألين لحود هشام هنيدي
سوسن أبو عفار وليد علايلي عبدالحكيم قطيفان . . . وآخرون .
ويقود طاقم الديكور المهندس الخبير ناصر الجليلي، والموسيقا التصويرية
لطارق الناصر، والملابس لرجاء مخلوف، في حين يتولى فريق الماكياج المكون من
خمسة فنانين بقيادة الخبير الإيراني عبدالله سكندري، تقديم تصورات جديدة
على وجوه الممثلين . والتصوير لنزار واوية، والإضاءة لعباس شرف، وتعاون
فني: علي محيي الدين علي والمونتاج لعصام الصيداوي .
الخليج الإماراتية في
10/05/2010
يشارك في "باب الحارة" و"بيت
جدي"
حسن دكاك: الشخصيات أهم من
الممثلين
دمشق - عهد صالح
يشارك النجم السوري حسن دكاك في مسلسلين هذا العام، هما “باب الحارة” و”بيت
جدي” . . لماذا اقتصر وجوده على عملين فقط؟ وكيف يرى “باب الحارة” في جزئه
الرابع؟ وكيف يقارن بين رمضان أيام زمان، ورمضان اليوم؟ وما الأمنية التي
يتمنى تحقيقها؟ كل هذه التساؤلات يجيب عنها في السطور التالية .
·
نحن على أبواب شهر رمضان ما
الأعمال التي ستظهر فيها؟
هذا العام آثرت الراحة من عناء السنين السابقة لذا اقتصرت مشاركتي في
الأعمال الرمضانية على عملين فقط هما الجزء الرابع من “باب الحارة” والجزء
الثاني من “بيت جدي” وهما مسلسلان شاميان لهما اسمهما وتألقا في الأعوام
الماضية، وبعد شهر رمضان مباشرة سندخل في تصوير لوحات جديدة من مسلسل
“مرايا” مع ياسر العظمة .
·
هل تتوقع ل “باب الحارة” أن
يستمر بنفس التألق هذا العام؟
هذا المسلسل كما هو معروف وبات جلياً للناس . كتب من اجل أن ينجح ويتألق
في كل الأجزاء التي تصنع، والمخرج بسام الملا انتبه إلى الانتقادات التي
طالت العمل وقام بتصحيح ما يمكن تصحيحه، والجزء الثالث الذي عرض في العام
الماضي كان أكثر جدوى من سابقيه بحكم أنه تفاعل مع مطالب الجمهور في أكثر
من محور، وفي الجزء الرابع سيرى الجمهور تقدماً أكبر . نعم سينجح العمل
وهذا أكيد وأنا على ثقة بذلك .
·
ما رأيك في استبعاد العناصر
القوية في المسلسل؟
كل عناصر المسلسل قوية، ولا يوجد قوي وضعيف، والأسماء التي قادت العمل من
الجزء الأول حتى الآن هي أسماء فاعلة، لكن قد يكون لتعلق الجمهور بهذا
البطل أو ذاك دور ما في قلق غير موجود في الأساس .
لا يهم غياب الممثل مع احترامي لكل الممثلين، لكن ما يهم غياب شخصية درامية
عن العمل، والجزء الرابع الذي سيعرض خلال شهر رمضان لن تغيّب عنه أي شخصية
إلا الشخصيات التي ماتت في القصة، أما الممثلون الذين سيغيبون أو تم
استبعادهم فسيستعاض عنهم بممثلين آخرين يشغلون مكانهم، وهذا أمر يتعلق
بالمخرج والمنتج وحسابات أخرى .
·
من كان قدوتك في مسيرتك الفنية؟
الممثلون القدماء في المسرح القومي وعلى رأسهم المرحوم عدنان بركات .
طبعا أنا تأثرت جدا بمحمود جركس وأحمد عداس ومنى واصف
وبسام لطفي ويعقوب أبو غزالة، هؤلاء كانوا النبراس والهداية إلي .
في ذلك الزمان لم يكن التلفزيون عرف في بلادنا بعد وكان هناك المسرح فقط،
فشاركت بأول تجربة مسرحية “أحلام مدينة” مع عدنان بركات وكان مثلي الأعلى
وأخذ بيدي وقال لهم هذا الرجل ممكن أن يكون له مستقبل كبير وتابعنا المسيرة
حتى قال الناس ما قاله المرحوم عدنان بركات .
·
ما الدور الذي لم تقم به وتتمنى
تجسيده؟
لا أعرف بالتمام، لكن ما يمكنني قوله في هذا الإطار أن المخرجين حتى الآن
لم يكتشفوا ما في قلبي، لكن طالما العمل مستمر والأيام مقبلة والعزيمة
والإصرار يلفان حسن دكاك فإن التفاؤل موجود، والفن برأيي لا قمة فيه بل عمل
وسعي .
·
قام الفنان دريد لحام بزيارة
مؤخراً إلى غزة المحاصرة . . كفنان كيف قرأت هذه الزيارة؟
اتصلت بالنجم دريد لحام هاتفيا وهنأته على الخطوة الجريئة التي قام بها،
وبرأيي أن دريد لحام لم يقم بالزيارة بشكل شخصي وإنما قام بها كفنان وهذا
يعني أنه مثّل الفنانين السوريين لذا شعرت بأنني على علاقة بهذه الزيارة .
وكم كنت سعيدا عندما تحدثت جريدة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية على تلك
الزيارة ووصفتها بأنها خطر داهم وهذا يعني أننا كفنانين مهمون، وياليتنا
جميعا نحذو حذو دريد لحام ونقوم بزيارة ليس إلى غزة فقط بل إلى كل الدول
العربية التي تعاني شعوبها من الاحتلال وهي لبنان، الصومال، العراق .
رمضان زمان
رمضان كان ومازال شهر السكينة والألفة والمحبة لكن الخلاف بين رمضان من 10
أو 20 سنة ورمضان اليوم له علاقة مباشرة بالتطور، من الانترنت إلى
الفضائيات، ففي أيام زمان كان الراديو محطة أو 2 والتلفزيون محطة واحدة فقط
ولم يكن موجودا عند الجميع، كنا نجتمع بأرض الديار، كل العائلة الكبيرة،
وبعد الإفطار، الصلاة والتراويح ونرجع في السهرة فنمزح ونضحك ونتسلى .
100 ليرة
بدأت حياتي الفنية في الصف الثالث الابتدائي وكان عندنا كل يوم ثلاثاء حصة
مطالعة، أناس تتجهون للمطالعة وأناس للرياضة وآخرون للمسرح وأنا اخترت
المسرح وكان أستاذنا ياسين بندقجي وعملنا مسرحية آنذاك اسمها (حلاق
بالجملة) وكانت المسرحة صامتة، وبنهاية العام كان الحفل بحضور وزير التربية
في ذلك الزمان، وللحقيقة من كثرة ما ضحك وأحب المسرحية كافأني ب 100 ليرة
سورية .
200 مسلسل
شاركت بمسلسلات كثيرة لكن مسلسل “الدغري” هو سبب شهرتي الأساسي وتابعنا
العمل والتمثيل وأنا اليوم رصيدي في العمل الفني 80 مسرحية وأكثر من 200
مسلسل و5 أفلام سينمائية كلها حائزة على جوائز والحمد لله وما نزال نسعى .
الخليج الإماراتية في
10/05/2010 |