لم تكن الساعة الرابعة في سينما (سمير اميس) في شارع السعدون وسط بغداد،
ساعة تقليدية مثل ايامها التي تنام على السكون والخمود، بل كانت مساء
الخميس غاية في الدهشة والحركة والانشراح والمتعة، لذلك لان اقداما كثيرة
وطأتها لم تعرفها منذ طويل وسمعت احاديث لم تسمعها، والمناسبة كانت عرض
فيلم (ابن بابل) للمخرج العراقي الشاب محمد الدراجي، وهو ما لم تشهده دور
العرض العراقية منذ سبع سنوات على الاقل، فكانت الحشود التي ملأت صالة
العرض مثيرة للدهشة فعلا مثلما كانت مثيرة للفرح، فكان طقسا مميزا بسماته
التي تخلى عنها المواطن العراقي بعد ان اندثرت دور العرض السينمائي ولم يعد
لها وجود الا في الذاكرة.
الحديث عن الحضور الجميل يطول وهو بحد ذاته يحتاج الى توقف ازاءه، فليس من
السهل ان يجتمع هذا العدد الكبير في دار سينما، وهو امر غاب عن العراقيين
منذ سنوات طوال، وكانت الافكار كثيرة وهي ما ما راح الاخرون يجدونها فرصة
سانحة للتنبيه على اهمية السينما في العراق وضرورة الانتباه اليها بشكل
استثنائي.
طقس العرض بدأ بكلمة للمخرج عدي رشيد الذي اعلن احزانه على الواقع
السينمائي في العراقي ومؤكدا على عدم وجود سينما في العراق بل مجرد افلام،
واستغرب ان لايتم الانتباه الى اهمية السينما، متسائلا : هل يمكن ان نتصور
العراق بلا ثقافة، فكيف لنا ان نتصوره بلا سينما، ومن المؤسف ان السينما
ليس لها وجود.
كما تحدث مخرج الفيلم محمد الدراجي عن الظروف التي مر بها الفيلم من فكرته
الاولى الى اكتماله وموضحا رحلاته المكوكية في داخل العراق من اجل الحصول
على دعم لانتاج الفيلم والتي جميعها لم تثمر الى ان وجد دعما خارجيا، ثم
قدم الدراجي كادر العمل وحياهم جميعا.
الفيلم الذي هو من تمثيل الطفل ياسر طالب وشازادة حسين وبشير الماجد يبدأ
من بعد ثلاثة اسابيع من سقوط النظام السابق 2003، من شمال العراق بالطفل
الذي يتبع جدته التي سمعت بوجود بعض المعتقلين الاحياء في الجنوب وقررت ان
تعرف مصير ابنها المفقود الجندي الذي لم يعد الى منزله منذ حرب الخليج
1991، وقدم الفيلم لقطات رائعة كما انه رسم تلك المأساة بقسوة بالغة،مع
التأكيد انه (ليس من اجل الثأر، بل من اجل العدالة والتسامح)، كما قدم صورا
انسانية عالية، كما ان الفيلم ما كان يخلو من الكوميديا لاسيما في تعليقات
صاحب السيارة التي نقلت الجدة وحفيدها، لكن ما سمعته من اخرين ايضا ان ما
يؤخذ على الفيلم انه منح (ابن الناصرية) صفة (القاتل) الذي اشترك في كجندي
في قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام السابق بقتل الناس الابرياء من
الاكراد على الرغم من اعترافه انه كان مجبرا!!.
فقال الناقد السينمائي علي حمود الحسن: الفيلم نقلة نوعية في الافلام التي
يشتغلها الشباب، لكنه فيلم مفعم بالعاطفية، ونعده انجازا كبيرا وعرضه الان
انجاز كبير ايضا، ولكن على الصعيد التقني هناك هفوات كثيرة، وللاسف بعض
الشخصيات بدت ليست كما ينبغي، ليست ضمن بنية الحبكة، لكن الانجاز الكبير
الذي يعد حقيقة انتصارا لمخرج شاب هو قدرته على ان يقود ممثلين خام كما
يقال بالمفهوم التقليدي كيما يحققوا انجازا ضخما، وربما قمة الابداع وجوهر
الفيلم في قدرة هذه المرأة والطفل على اداء دوريهما.
واضاف : على الصعيد الاخر للفيلم يبدو وللاسف ربما بحكم التمويل ان يقاس
بقياسات المهرجانات العالمية، فيلم عاطفي ومؤثر وكبير ولكن ربما لظروف
العرض السيئة كان الصوت متعبا، ما ان هناك اخطاء على صعيد (التايتل) اخلت
بالفيلم دون مبرر وكان بالامكان تلافيها لاسيما الاخطاء النحوية، مع ذلك
مجرد وجود هذا الجمهور الكبير في بغداد لمشاهدة فيلم مساء وفي صالة سمير
اميس التي افتتحت عام 1950 عشنا يوما بغداديا خاصا.
اما المخرج السينمائي عمار العرادي فقال : صحيح ان الفيلم ليست فيه خطوط
كثيرة ولكن معناه وصل ومضامينه وصلت واعتقد انه كان حياديا للوضع العراقي
بشكل عام، ناقش الحقيقة وانعكاساتها بشكل جيد، الفيلم واقعي يميل الى
الشاعرية، ايقاعه بطيء جدا ويؤكد على المشاعر الانسانية وهذا ديدن السينما
الواقعية، لكن الفيلم جميل.
واضاف: هذه الاحتفالية نحن متعطشون لها حد الموت، يعني ان تحضر الى دار عرض
سينمائي وتشاهد فيلما هذا شيء جميل،على الرغم من ان دار العرض متخلفة جدا،
وتقنياتها متخلفة من قبل 25 عاما، نحن سعداء بالناس هنا وهذا بحد ذاته ما
نحتاجه، اللقاء الممتع الجميل، وليس بودي ان اغادر القاعة.
المخرج المسرحي جبار محيبس قال : ادهشتنا فكرة الفيلم وصدقية ادائه وانتاجه
وعمله وتقديمه ولكننن فوجئنا بان هناك اندماجا في الحكاية وتقليدية في
المعالجة اي الذهاب وراء وراء القصة / الحدوتة وغياب المعالجة التكنيكية
كأن يخرج المخرج من المشهد ذاته ليتناوله من عدة زوايا من عدة تصورات من
عدة افكار وعدة رؤى لكنه لا يبقى اسير الرؤية الواحدوية التي سادت العمل
وهيمنة الميلودراما التي ابكتنا كثيرا وذكرتنا بالجراح.
واضاف : ارى ان فيلم ابن بابل فيه تشابه مع احد الافلام الكردية التي كانت
قريبة من هذه المعالجة، فيلم يتحول فيه اثنان من الحدود التركية ومن ثم
ينتقلان عبر سائق سيارة، هناك تشابه ولا اعني النقل، لكنني ارى الفيلم حبيس
الميلودراما والبكائية وان تسليط الضوء على الكثير من القضايا المؤلمة التي
تجاوزتها الذاكرة، اما الاحتفالية فهي دليل وجود احياء الثقافة عال في
العراق، والحضور النوعي الكبير الذي حضر في ظروف امنية معروفة يؤكد على
قدرة الفنان العراقي بأجتياز خطوط المحنة وتأسيس معالم عاصمة متحضرة
ومثقفة، وهو يؤكد عافية الثقافة العراقية وتجددها الدائم.
اما الكاتب علاء الشذر فقال : اولا اريد ان ابدي استغرابي من التصفيق الذي
كان يحصل داخل القاعة، وهو يدل على ان ثقافة السينما غير موجودة، وان
شبابنا لايعرفون هذه الثقافة حينما يحضرون الى السينما، فالسينما ليست
للتصفيق كما يحدث في المسرح، اما ملاحظتي عن الفيلم انه مطول وكان من
الممكن ان يختصر ليكون له وقع اقوى، لكن بالتأكيد تجربة جيدة جدا واتمنى ان
يكون فاتحة خير لتقديم سينما عراقية في المستقبل.
وقال الفنان كاظم القريشي : الفيلم وثق لمرحلة مهمة من تاريخ العراق، وثق
لاربعين سنة مضت، وثق.. لمعنى ان يكون الانسان عراقيا، ولا يهم ان يكون
كرديا او عربيا، كيفما احتلفت الامكنة والملبس، فالجميع مضطهد في عراق
الاربعين سنة الماضية، ارى ان الفيلم اعادنا الى سبع سنوات عندما مررنا
بهذه الايام المريرة التي اكتشفنا فيها مآسي العراق الذي كنا نعيش فيه.
واضاف : اما هذه الاحتفالية فهي مفرحة وجميلة، وفعلا اراها مشجعة وهذا يعني
ان هناك تذوقا للسينما وان هناك تفاعلا مع السينما، وان السينما شيء مهم
علينا ان ننتبه جيدا الى موضوعها وما تعنيه لشريحة مهمة من المثقفين، وان
شاء الله تتبع هذه الخطوات خطوات نحو الافضل لتقديم سينما عراقية حقيقية،
سينما بأنتاج عراقي 100 % وليس كما شاهدنا الان ان هناك دعما خارجيا،
لماذا..؟ العراق بلد غني، العراق بلد له تاريخ كبير في الثقافة والفن،
فلماذا الدعم الخارجي؟ فهل نعجز عن انتاج فيلم سينمائي يوثق لمأساتنا؟
وقال الفنان مرتضى سعدي : الفيلم اكثر من رائع خصوصا ان محمد الدراجي تعامل
مع الفيلم بطريقة اذهلتنا بعكس ما كانت عليه الخطوة الاولى له في فيلمه (احلام)،
ابن بابل فيلم كبير ومتكامل وان لا يوجد كمال في الفيلم السينمائي، لكنه
تكامل بالفيلم فنيا واخراجيا، واجمل ما في الفيلم انه تناول شرائح المجتمع
العراقي العربي والكردي وهذان لا يختلفان عن المسيحي والصايئي، محمد
الدراجي في احدى اللقطات نراه قد ابتعد تماما عن الطائفية وكنا نعتقد اننا
سنرى في الفيلم لمحات طائفية، ولكنه ارتقى وتسامى بوجود جثة رجل اسمه عمر
واخر جواد وسالم، الدراجي انتقل الى مستوى اخراجي مبدع، وبرأيي ان كل
التجارب العربية تكون تحت مستوى هذا الفيلم وتتنازل وتنحني لهذه التجربة
العراقية الكبيرة.
واضاف: اما هذا التجمهر لحضور الفيلم فهو عرس سينمائي عراقي، وقد كسب
الدراجي هذا الجمهور، ولاول مرة في العراق تعاد الحياة بشكل صحيح الى دور
السينما العراقية بوجود (ابن بابل).
وقال الفنان اياد الطائي: الفيلم عزف على اوتار الماضي وهيّج فينا شجونا
كثيرة، لكن هذا ليس جديدا على محمد الدراجي فهو مخرج مجتهد ومنتج وباحث
مجتهد، لذلك اهنأه من كل قلبي واقول له مبارك وان شاء الخطوة الثالثة تكون
في غير مكان.
واضاف: اهم شيء هي هذه الاحتفالية التي لا تتكرر كل اربع او خمس سنوات
وربما عشرا، وهذا يسعدنا جدا بهذا الحضور الجميل كما انني رأيت وجوها لم
ارها منذ سنوات وهذا شيء مهم بأهمية الفيلم.
اما المخرج جميل النفس فقال : الحديث عن الفيلم ذو شجون، ولكن يحسب للفيلم
انه أرشف بشكل او بأخر 40 سنة مرت على العراق وقدم اشارات كبيرة من ان
العراقيين تعرضوا للاضطهاد بكل اطيافهم والوانهم اسمائهم، والملفت للانتباه
في الفيلم ان محمد الدراجي استطاع ان يختار شخصية مهمة جدا للتأثير على
المشاهد وهي شخصية الطفل الذي لعب دورابن الشهيد (ابراهيم) الذي ذهبت امه
للبحث عنه في اكثر من مكان في الجنوب والوسط، وهذا يؤشر للفيلم على ان
العراق بأجمعه مقابر جماعية، وعكس الفيلم ايضا ان هذا من نتاج الدكتاتوريات
وهي اشارة لكل دول العالم للقضاء على الدكتاتورية، استطاع محمد الدراجي ان
يقدم جماليات سينما رغم كل الضغوط التي كانت عليه ربما كانت ضغوطا انتاجية
لكنه كان حريفا ومتمكنا من ادواته وقدم لقطات غاية في الجمال، وقدر حتى
الطرق العراقية كانت تمر بها جثامين شهداء، هذا الفيلم يعتبر ارشيف وطني
بامكانيات لا اريد ان اقول عنها متواضعة باعتبار ان محمد حاول اكثر من مرة
ايجاد امكانية اكبر لانتاج الفيلم، اعتقد اليوم كان افقا حقيقيا للسينما
العراقية.
واضاف: هذه الاحتفالية بتقديري هي عودة للطقوس المفقودة منذ اكثر من 13 سنة
في العراق، طقوس السينما التي اعتاد عليها العراقيون من الاربعينيات او
الخمسينيات كانوا معتادين عليها والعوائل تأتي الى السينما، اليوم شاهدنا
النخية وربما اتت العوائل العراقية بأجمعها لمشاهدة الفيلم وباذن الله هذه
مبادرة حقيقية وربما خطوة اولى للمساهمة في نشر الوعي السينمائي، والتصفيق
كان انعكاس لانتصار الشعب العراقي والممثل والسينما والقصة التي لامست
الواقع، الفيلم بتقديري يجب ان يحفظ في دار الوثائق العراقية، انا احيي
كادر العمل وخاصة المخرج وان كان قاسيا علينا بطريقة او باخرى بهذه الدراما
التراجيدية العالية، بالفعل كان (ناي) بابلي، عزفا من البداية للنهاية بصوت
شجي.
إيلاف في
08/05/2010
"
ابن بابل" يعرض للمرة الأولى في بغداد
بغداد - على هاشم
في كل يوم يحاول السينمائيون العراقيون الارتقاء بانجازاتهم الفنية
والثقافية
رغم كل الظروف الصعبة داخل العراق, فبعد فوزهم البارز في مهرجان الخليج
السينمائي
الثالث في دبي,بقطفهم ثمانية جوائز من أصل أثنتا عشرة جائزة منحها المهرجان
لمجمل
الأفلام التي فازت .
تلى ذلك قفزة سينمائية جديدة في تاريخ السينما العراقية
مثلت إضافة نوعية جديدة على مستوى أثراء اللغة السينمائية والاحتراف
واستيعاب صنعة
السينما,ومشاركة الأفلام العراقية في معظم المهرجانات السينمائية العالمية
والعربية,وكانت تلك الانجازات قد تحققت بفضل جهود ذاتية وفردية لهؤلاء
الأبطال بدأت
بفيلم""غير صالح للعرض""للمخرج الشاب عدي رشيد الذي تم انتاجه أثناء الحرب
الأخيرة
عام 2003,وفيلم ""احلام""للمخرج محمد الدراجي وأخيرا,الفيلم الروائي
الطويل""أبن
بابل"" والذي عرض في بغداد عصر الخميس 6\5\2010,وعلى صالة سينما سميرأميس
ببغداد
وسط حشد كبير من عشاق السينما ,والجمهور العراقي المتعطش للعودة إلى مشاهدة
الأفلام
السينمائية عموما والأفلام العراقية خصوصا..ووسط إجراءات أمنية مشددة حول
دار العرض
الواقعة في شارع السعدون, وقد شاهدت وأحسست وشعرت بحجم الفرح والبهجة التي
حملتها
وجوه الحاضرين من فنانين ومثقفين وإعلاميين ومسئولين وأناس
عاديين,أطفالا,شيوخا,ورجالا.
في بداية التظاهرة السينمائية, أعتلى المخرج السينمائي عدي رشيد(صاحب فيلمي-
غير صالح للعرض وكرنتينة الذي من المؤمل عرضه في المسرح الوطني) المنصة
ليقدم كلمة
احتفائية حزينة حول السينما العراقية وإغلاق صالات العرض,ثم تحدث عن صديقه
المخرج
المحتفى به وبفيلمه محمد الدراجي,,قائلا )تحية للفنان العراقي أولا وأخيرا
),وقدم
تحية إلى الفنان الدراجي وفريق عمله, وأشار إلى حضوره مهرجان برلين
السينمائي الذي
امتلأت صالاته بالمتخصصين في الفن السينمائي وقد جاءوا من كل أنحاء
العالم,,وقد نال
"أبن
بابل"جائزتين في حقوق الإنسان والسلام,,وشدّد المخرج عدي رشيد قائلا في
ثنايا
كلمته ((عراق بلا سينما يعني هناك مشكلة ؟!.بعدها توجه المخرج الدراجي
بكلمة قصيرة
حول تشكل حلمه السينمائي من فكرة حتى تحوله الى شريط سينمائي,وقد استغرق
تحققه سبعة
سنوات من عام 2003 لغاية 2010,مشيرا إلى محولاته المستمرة للحصول على
التمويل من
الحكومة العراقية وكيف طلبوا منه تغيير شخصية بطلة الفيلم من كردية إلى
امرأة عربية
ورفضه لهذا الأمر لأنه يعتقد وينظر لكل العراقيين ذات النظرة على حد قوله
,وأخيرا
طلب المخرج الدراجي من كل العاملين في الفيلم الصعود إلى المنصة وقدمهم
للجمهور
الذي واصل التصفيق بلا توقف وسط هتافاتهم بحب العراق وأهله جميعا..ثم بدأ
عرض
الفيلم الذي استغرق 90دقيقة,وحكايته تبدأ مع الأم الباحثة عن ابنها إبراهيم
الجندي
الذي لم يعد إلى منزله منذ حرب الخليج الثانية1991, يرافقها حفيدها الطفل
أحمد, حيث
نعيش مع رحلتها المضنية التي تبدأ من جبال كردستان العراق حتى تصل إلى رمال
بابل في
الجنوب , ونراها وهي تفتش مع حفيدها في ما تبقى بالمقابر الجماعية التي
عثر عليها
بعد 2003..
كان فيلما مخيفا وهو يعرض لنا صرخات الثكالى من النسوة والرجال والأطفال
الذين وجدوا أعزاءهم وقد دفنوا في مقابر جماعية, وبذات الوقت يقدم "أبن
بابل" رسالة
تسامح لمن ارتكبوا هذه الجرائم البشعة.
كنت
أسمع بكاء الجمهور ونشيجه وارتجافه
طيلة الوقت,,أبن بابل يجسد لنا رعب الموت والجريمة لكنه وهو ينقل لنا حقيقة
ما حدث
يدعونا في نفس الوقت إلى التسامح ,وأن نتذكر الماضي لكي لا نسمح بتكرار
المأساة.
الجزيرة الوثائقية في
09/05/2010 |