كيف لهوميروس أن يرى ما صارت إليه التقنيات البصرية، كيف لـ«الإلياذة»
و«الأوديسة» أن تكتبا في عصرنا الحالي؟ وقد أصبحنا على بينة تامة ومنذ زمن
طويل أن المخيلة أمست تمشي يدا بيد مع الصورة، لا أعرف إن كان هوميروس
سيفضل كتابة ملاحمه كسيناريوهات تجسد شخصياته الأسطورية وصراعاتها مع
الآلهة والقدر.
الأسئلة التي بدأنا بها يستدعيها فيلم
Clash of Titans
(صراع الجبابرة) المعروض حالياً في دور العرض المحلية، والذي تشكل الأساطير
الإغريقية مستنداً له بما يقدمه، والعوالم التي علينا تتبعها، لكن بما
يجعله يقدم قصته الخاصة المستوحاة من الملاحم الإغريقية في انحياز للبصري
وتغليب له على الدرامي، وفي ملاحقة لصراع الجبابرة الخارجي، دون أن يحضر أي
صراع داخلي على صعيد الشخصيات التي يمكن تصنيفها إلى خالدة وفانية وما
بينهما طالما أن بطل الفيلم ـ الملحمة هو برسيوس (سام ورثينغتون)، نصفه إله
ونصفه بشر، إنه الابن غير الشرعي للإله زيوس (رالف فينس) الذي تسلل إلى
فراش والدته انتقاماً من زوجها.
أعتقد أن الفيلم يفترض بالمشاهد معرفته بالآلهة اليونانية، ولعل هذه
المعرفة ستكون مصدرا رئيسا للاستمتاع بالفيلم، طالما أن تصعيد الصراعات فيه
أمر مستند إلى أمور مفروغ منها، فنحن في فترة تكون فيها الآلهة على امتزاج
كامل بالبشر، وحمّالة لصفات مماثلة، تحب وتغار وتكذب وغير ذلك، وليمضي
الفيلم مباشرة نحو البشر الذين قرروا التخلي عن الآلهة وعدم تقديم الصلوات
إليهم، ونحن نشاهد مجموعة من الجنود تقوم بتهديم تمثال هائل الحجم لزيوس،
وليأتي العقاب مباشرة لكن من قبل «هيديس» إله الظلمة أو الموت، وليطال هذا
العقاب والد ووالدة برسيوس اللذين ربياه صغيراً بعد إنقاذهما له من الصندوق
الذي أودع فيه ورمي في البحر بعد اكتشاف والده أنه من صلب زيوس.
زيوس معروف بحبه للبشر، أما «هيديس» فلا! والذي سنشاهده يصر على أن ينزل
زيوس بالبشر عقابه، لا لشيء إلا لغايات أخرى، كونه يعتبر نفسه مظلوماً وقد
منح مملكة العالم السفلي بينما صار زيوس إله الأرض وبوسيدون إله البحر.
سيقبل زيوس عرض هيديس، والذي سيمضي إلى مدينة «أراغوس» ويهدد أهلها بأنه
سيدمرها ما لم تقدم الأميرة أضحية للآلهة، ويعود سكانها وحكامها إلى عبادة
الآلهة وتقديم الصلوات.
التهديد الأكبر سيكون قادماً من «كراكن» الذي يهدد به «هيديس»، ويسأل زيوس
أن يطلقه ليدمر «أراغوس»، إنه وحش أسطوري قضى به زيوس على الجبابرة الذين
كانوا يحتلون الأرض قبل الآلهة والبشر، ولعل التلويح به يشبه كثيرا التلويح
بأسلحة الدمار الشامل. رحلة برسيوس ستكون مملوءة بالمغامرات والعقارب
الهائلة الحجم وغير ذلك، مع تلقي برسيوي الدعم من والده والذي يكون رافضا
له في البداية وكل ما يتوق إليه الانتقام لوالديه وإنقاذ «أراغوس» كبشري
فانٍ، وليس كنصف إله! لكن سيبدو ذلك مستحيلاً، لا بل إن الهزيمة التي
سيلحقها بكراكن لن تكون إلا بانتصاره على ميدوزا وقطع رأسها، واستخدام
نظرتها الخارقة التي تحوّل كل من يتلقاها إلى حجر، وهذا ما يفعله، بعد أن
يخسر كل رفاقه، وليعود على صهوة حصان مجنح ومعه رأس ميدوزا الذي سيواجه به
الوحش الخارق «كراكن».
كل ما تقدم له حضوره بشكل أو آخر في الأساطير الإغريقية، التي تبقى خالدة
لا لاحتكامها على قدر رائع من المخيلة، بل لقدرتها أيضاً على أن تبقى حية
على مر الأزمان، واحتمالها شتى أنواع الإسقاطات، وهذا يمتد إلى أساطير
الحضارة القديمة الأخرى، ولكم أن تجدوا برسيوس متقاسماً بين هرقل وآخيل
ويوليسس وجلجامش وآخرين، دون أي عمق درامي لدى برسيوس يماثل ما كانت عليه
تلك الشخصيات، وليكون الفيلم خاليا من الرهان على الشخصية، ومأخوذا بما
يستطيع تقديمه بصريا، وما الذي ستكون عليه الشخصيات الأسطورية من أشكال
وأفعال خارقة قادمة من خارج الزمن والتاريخ، وعليه تكون صراعات برسيوس
متمثلة في قدرته على إلحاق الهزيمة بالصعاب التي تواجهه، ومصادر الدعم الذي
يتلقاه لإتمام مهمته، مثلما هي الحال مع الشيخ سليمان الذي يرطن بالعربية،
وعليه فإننا أمام فيلم يقدم مغامرة أسطورية تأتي وليدة انقلاب البشر على
الآلهة، وشعورهم بأنهم ما عادوا بحاجة إليهم، لكن وكما سنرى في نهاية
الفيلم، فإن إنقاذ البشر من هلاكهم سيكون أيضاً بمساعدة الإله زيوس، مع أن
الجهد كل الجهد بشري.
الإمارات اليوم في
04/05/2010
معالجة قضايا المُهمَّشين وسكان العشوائيات والنفاق
الاجتماعي
حياتنا في عيون «الصيف الماضي»
خدمة ـ دار الإعلام العربية
تجوَّلت الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة في مساحات اجتماعية واسعة،
واقتربت خلالها من قضايا المُهمَّشين، سكان العشوائيات، النفاق الاجتماعي،
قضايا البنات، الهجرة غير الشرعية ومخاطرها، وهموم الاغتراب، وغيرها من
القضايا والظواهر التي أصبحت تُحلق في علوٍ منخفضٍ فوق رؤوسنا، ولا نستطيع
الاقتراب منها إلا بعد أن تهبط علينا دون أن ندري..
وإن كانت قضايا الطلاق قد قُتلت بحثًا في الدراما، إلا أن معالجتها بشكلٍ
أشمل أصبح أمرًا ضروريًا؛ حيث لم تعد تقف عند الانفصال، بل - في كثير من
الأحيان - ينفصل أحد الطرفين عن أبنائه، وكذلك تفضيل البعض الذكور عن
الإناث في حالات الإنجاب، وكلها قضايا حاولت أسرة مسلسل «الصيف الماضي»
إلقاء الضوء عليها ومناقشتها بأسلوب جديد ومختلف.«الصيف الماضي» قصة
وسيناريو وحوار مها الغنام، بطولة «رانيا فريد شوقي، أحمد عزمي، نهال عنبر،
عايدة رياض، محمد وفيق، دينا عبدالله، ياسمين جمال، نهى إسماعيل، عمرو
محمود يس، شريف حلمي، أميرة نايف، سامح السيد، مجدي فكري، وصبري عبدالمنعم».وحول
رؤيته للعمل يؤكد المخرج عبدالحكيم التونسي: «عندما قرأت السيناريو أعجبت
به جدًا؛ لأنه يكشف عن سلبيات كثيرة في حياتنا، ويتناول أوضاعًا خاطئة
مستحدثة على مجتمعنا، ولكنها الآن أصبحت من أهم السمات التي تميز عصرنا
الحالي؛ فمعدلات الطلاق زادت في الفترة الأخيرة، ولم يعد يلتفت الآباء إلى
مستقبل أولادهم بعد الطلاق، كما أنه - على الرغم من التطور الذي نعيشه - ما
زال هناك بعض المصريين الذين يفضلون إنجاب الذكور عن الإناث.بل هناك الكثير
من الأسر التي تميز بينهما، حيث تتناول أحداث المسلسل رجلاً يتزوج وتنجب له
زوجته الأولى بنات فيتزوج من أخرى لينجب ذكورًا، وبالفعل يرزقه الله بتوءم،
إلى أن يفقد أحدهما في حادث مروع، وتتوالى أحداث المسلسل»..
يشير التونسي إلى أنه استعان ب«دوبلير» أثناء تصويره لأحد المشاهد الخاصة
بالفنان أحمد عزمي، والذي يجسد شخصية التوءم «جاسر» و«محسن»، وذلك لأنه من
أصعب المشاهد التي تم تصويرها في المسلسل، حيث مشهد دفن «محسن» في إحدى
المقابر، خاصة أن المشهد يشارك فيه كل أبطال العمل.
أبطال المسلسل
الفنانة رانيا فريد شوقي تؤكد أن مسلسل «الصيف الماضي» من الأعمال التي
استمتعت بالعمل فيها، حيث إن المسلسل يتميز بكل عناصر النجاح من تصوير
وإخراج وفريق عمل رائع، حيث تجسد شخصية «نعمة»، وهي الأخت الأكبر لثلاث
بنات، والتي تتولى رعايتهما بعد وفاة أمهما، ومن أجل ذلك تعمل في وظائف
كثيرة بداية من صنع طواجن الأرز باللبن.
مرورًا بالعمل في المشغولات اليدوية والتطريز، والتي من خلالها يُذاع صيتها
بين سيدات المجتمع الراقي، وتنجح في تكوين رأس مال ضخم، وتقع في غرام
«أدهم» الذي يجسد دوره الفنان عمرو محمود ياسين، والذي يشاركها في اتيليه
للملابس، وتنجح في إدارة الاتيليه، إلى أن تصبح من سيدات المجتمع الراقي..
رانيا تؤكد أنه دائما ما تُعرض عليها أعمال كثيرة، ولكنها تختار أدوارها
بعناية شديدة حتى تحافظ على الجماهيرية التي حققتها من خلال أعمالها
الدرامية، وحتى لا تكرر نفسها في أكثر من عمل؛ لأن الجمهور يحب أن يرى
الفنان في أدوار متنوعة، وألا يحصر نفسه في قالب واحد.
أما الفنانة دينا عبدالله فأكدت أن المسلسل من الأعمال المتميزة التي
تناولت حياة الأسرة المصرية.
واستعرضت مشاكل كثيرة تتعرض لها الفتيات في مجتمعنا، حيث تجسد شخصية «نحمدو»
إحدى شقيقات «نعمة» الأخت الكبرى التي تتحمل مصاريف دراستها بعد وفاة
والدتهما، وبعد تخرجها تمول مشروع حلويات خاص بها، ومع مرور الوقت يشتهر،
ويصبح أحد أشهر محال الحلويات في الإسكندرية، ولكنها في الآن تقع في غرام
«أدهم» الذي على علاقة عاطفية مع شقيقتها «نعمة» فتصاب بصدمة نفسية بعد أن
تكتشف الأمر.
كما يشارك في بطولة المسلسل الفنان محمد وفيق، الذي يجسد شخصية «الحاج
رضوان»، الذي يتزوج وتنجب له زوجته الفنانة نهال عنبر بنات، ويشعر كغيره من
الرجال برغبة في أن يُرزق بولد يحمل اسمه، ثم يتزوج من «زينب» التي تجسدها
الفنانة عايدة رياض، وبعد فترة تتوفى زوجته الأولى، ويترك بناته الثلاث
يتحملن مسؤولية أنفسهن في الحياة.. مشيرًا إلى أن المسلسل يتناول مشاكل
كثيرة في حياتنا اليومية، كما يناقش أخطاءً عديدة يقع فيها الكثير من
الآباء.
الفنان أحمد عزمي قال إنه ولأول مرة يقوم بتجسيد شخصيتين من خلال عمل واحد،
حيث يقوم بتجسيد شخصية توءم «جاسر ومحسن»، والذي يمتلك أحدهما مصنعًا
للألبان ساعده على تأسيسه والده «الحاج رضوان»، عندما شعر بحبه للأعمال
الحرة، ثم يتعرض أحد التوءمين «محسن» لحادثة كبيرة يتوفى على أثرها،
وتتوالى أحداث المسلسل..
مشيرًا إلى أنه لا يبحث عن البطولة المطلقة، بقدر ما يتمنى أن يترك دوره
ذكرى في عقول المشاهدين، ويضيف: كما أن المسلسل يلقي الضوء على سلبيات
كثيرة في مجتمعنا؛ فهو أيضًا يشجع الكثير من الشباب على الاتجاه إلى
الأعمال الحرة لاستثمار كفاءتهم، والحصول على فرصة حياة كريمة، بدلاً من
الاتجاه إلى سُبل أخرى مثل السفر إلى الخارج بطرق غير شرعية.
كما يعود إلى الدراما المصرية هذا العام الفنان المنتصر بالله بعد غياب
فترة عن عيون مشاهديه.. منتصر أعرب عن سعادته بعد شفائه، والعودة إلى
جمهوره مرة أخرى، حيث يجسد شخصية عضو مجلس الشعب «مسعد الوهابي» الذي يساعد
أهل دائرته.
ويقدم لهم كل التسهيلات، ويقوم بالكثير من الأعمال الخيرية، ومن بين
الشخصيات التي يقدم لها الكثير من المساعدات هي شخصية «نعمة».. متمنياً أن
ينال المسلسل إعجاب الجمهور والنقاد.
وتنضم الفنانة إيناس نور إلى أسرة مسلسل «الصيف الماضي»، حيث تجسد شخصية
فتاة مادية تدعى «سفين»، والتي كل حلمها أن تتزوج شابًا غنيًا من عائلة
كبيرة، وتعثر على الشاب الذي تحلم به، والذي يمتلك كل هذه المواصفات والذي
يجسد شخصيته الفنان عماد الشربيني، وتنجح في أن توقعه في شباكها ويتزوجها،
ولكنها تسعى دائماً إلى افتعال المشاكل بينه وعائلته حتى تبعده عنهم..
ومن الفنانات المشاركات في المسلسل أيضا الفنانة أميرة نايف، والتي تجسد
شخصية فتاة متخلفة عقليًا، وهي إحدى شقيقات رانيا فريد شوقي، وتقوم أختها
برعايتها.
البيان الإماراتية في
04/05/2010 |