مسكونة بالبراءة والشقاوة، {معجونة} بالموهبة، نجحت أخيراً في الإفلات من {لعنة
السندريلا} واستعادت تألّقها لتصبح خلال فترة وجيزة إحدى أهم نجمات
جيلها.
عن جائزة التمثيل الأولى التي حصدتها حديثاً من مهرجان جمعية الفيلم عن
دورها
في فيلم {ولاد العم}، وتولّيها منصب سفيرة حملة ينابيع الحياة التي تهدف
الى تشجيع
الشباب على التبرّع بالدم، التقينا الممثلة منى زكي في الحوار التالي.
·
ما هو شعورك بعد حصولك على جائزة
أفضل ممثلة عن دورك في فيلم {ولاد العم}؟
سعيدة جداً بها، وأعتبرها إحدى أهم الجوائز السينمائية على الإطلاق، وسعيدة
أكثر
بحصولي عليها عن {ولاد العم}، لأن الفيلم حصل أيضاً على عدد آخر من الجوائز.
·
تردّد أنك رفضت التعاون مجدداً
مع المخرج يسري نصر الله.
لم يعرض عليّ نصر الله سيناريو آخر بعد {احكي يا شهرزاد}، وبالتأكيد لن
أرفض
العمل مع مخرج بحجمه، فهو متميز ويعشق الممثل، وأنا سعيدة بالعمل معه في
تجربة {احكي
يا شهرزاد}.
·
لكن التجربة لم تحقّق إيرادات
مرضية للمنتج.
أتصوّر بأن الفيلم حقّق إيرادات مرضية للمنتج كامل أبو علي، وعلى رغم ذلك
لا
أشغل بالي بشباك التذاكر ولا إيرادات الأفلام، فأنا أعرفها بالصدفة لاحقاً.
·
ما تعليقك على العرض العام
للفيلم في فرنسا في 5 مايو (أيار) المقبل؟
أسعدني هذا الخبر كثيراً، لأن فكرة عرض الفيلم في دول أجنبية تفتح منافذ
جديدة
أمام الأفلام المصرية.
·
هل اختلفت اختياراتك بعد الزواج؟
بالتأكيد، فقد أصبحت أكثر نضجاً ما ساهم في ثقل شخصيّتي، كذلك ساعدني
ابتعادي عن
الساحة الفنية بعد فيلم {تيمور وشفيقة} لمدة عامين في التأني باختياراتي.
·
ما هي معالم هذا النضج؟
أصبحت أنظر الى القضية التي يتبنّاها الفيلم وليس الى دوري فيه فحسب كما
كنت
أفعل سابقاً، بتعبير أدق أصبحت معنيّة بالعمل ككل.
·
ما القضية التي يتناولها فيلم
{أسوار القمر}؟
ليست قضية بالمعنى المعروف، لكنّ الفيلم يحمل معنى واضحاً وهو أن البصيرة
أهم
بكثير من البصر، فالإنسان الأعمى يستطيع أن يرى من خلال قلبه.
·
هل استغرق تجهيزك لدور الفتاة
العمياء وقتاً طويلاً؟
بدأت أقرأ حول الموضوع وأحضِّر للشخصية ثم ذهبت الى طبيب عيون كي أتمكّن من
تقديم الشخصية بشكل مناسب تماماً للتشخيص العلمي لها.
·
هل أزعجك اعتذار عدد كبير من
النجوم الشباب عن بطولة {أسوار القمر}؟
لم يزعجني بقدر ما أحزنتني تلك الطريقة التي يفكّر بها النجوم في مصر، فهل
يخجلون من الوقوف أمام ممثّلة أم أن الدور نفسه لم يكن مرضياً بالنسبة
إليهم؟ على
رغم أن الدورين سواء الذي قدّمه آسر ياسين أو ذلك الذي قدّمه عمر سعد من
أجمل
الأدوار التي شاهدتها، بالإضافة إلى أن مساحة كل منهما تعتبر {من الجلدة
الى
الجلدة}، لذا فأنا لا أفهم سبب اعتذار أربعة نجوم عن الفيلم.
·
هل تقصدين أنهم يتعاملون مع
الأمر بمنطق {ست وراجل} وليس بمنطق فني؟
لم أفهم منطقهم عندما رفصوا الأدوار، لكني أعرف المنطق الذي يفكّر به عدد
كبير
من صناع السينما في مصر، أي منطق {ست وراجل}، فأثناء تقديمي لفيلم منذ
سنوات عدة
فوجئت بالمنتج يقول لي: {لن أكتب اسمك قبل اسم البطل، لأن ماعندناش ستات
تتكتب قبل
رجالة} على رغم أنني كنت آنذاك أسبق البطل بخطوات فنية عدة.
·
هل يصيبك هذا الأسلوب بالقهر؟
بالتأكيد، لكنني لن أيأس وسأواصل عملي في صمت، فلو توقّفت عند هذه الأمور
لن
أتقدّم في عملي.
·
ما الذي شجّعك على تبنّي حملة
التبرّع بالدم أخيراً؟
أتصوّر بأن الفنان جزء من هذا المجتمع ولكل منا رسالة إنسانية عليه أن
يؤديها،
ومن ثم لا يجب على الفنان الاكتفاء بالأعمال الفنية التي يقدّمها على رغم
أن
الرسالة الفنية التي يقدّمها هي في حدّ ذاتها عظيمة.
·
لكن الحملة لا تنظّمها إحدى
المؤسسات الكبرى.
ينظّم الحملة شباب نادي القرية الذكية، اتصلوا بي فأعجبتني الفكرة، أما عن
المؤسسات الكبرى فتلك قضية لا تشغلني، لأن ما يعنيني هو النشاط نفسه الذي
تقدّمه
الحملة التي انطلقت قبل عامين فقط.
·
ما الذي تغيّر في داخلك لتصبحي
أكثر نشاطاً في الأعمال الإنسانية؟
لا أنكر أنني تغيرت بعد الزواج وأصبحت أرى الحياة بشكل مختلف، وذلك يظهر في
اختياراتي الفنية أيضاً وليس في اتجاهي الى الأعمال الإنسانية فحسب.
·
ما هو هدف الحملة الأساسي؟
دعوة الشباب للتبرّع بالدم وتوعيتهم بأهميته إنقاذ أرواح الآخرين من خلاله،
كذلك
نسعى الى دعوة الإعلامية العالمية أوبرا وينفري لزيارة مصر في اليوم
العالمي
للتبرّع بالدم، وإذا وافقت نكون قد صنعنا إنجازاً كبيراً.
·
هل ستكون الحملة بداية لنشاطات
إنسانية مختلفة؟
لم تكن هذه الحملة النشاط الإنساني الأول لي، إذ ليس ضرورياً أن أعلن عن كل
عمل
إنساني أقوم به، فثمة نشاطات لا تتطلب الإعلان وأخرى ينبغي الإعلان عنها
لتكون
بادرة للشباب للقيام بها.
·
ألا يمكن أن تعطّلك عن أعمالك
الفنية؟
إطلاقا، فأنا في إجازة قصيرة راهناً ولم أبدأ بعد في التجهيز لعمل فني جديد.
عموماً، سأختار الوقت المناسب لممارسة نشاطاتي الإنسانية كي لا تعطّلني عن
نشاطي
الفني.
·
هل تابعت الحملة التي تبنّتها
الممثلة هند صبري أخيراً كسفيرة لمكافحة
الجوع؟
نعم تابعتها وأهنّئها من كل قلبي، وأتمنى أن تكون هذه الخطوة بداية
للكثير من الفنانين ليهتموا بالأعمال
الإنسانية.
الجريدة الكويتية في
23/04/2010
الأفلام المسيحيَّة...
بين مافيا الإنترنت وضعف
الإنتاج
القاهرة - جرجس فكري
{القديس
جرجس الروماني} أول فيلم روائي أنتجته الكنيسة الأرثوذكسية في بداية
التسعينات، تبعه إنتاج سلسلة من الأفلام المسيحية بين التسجيلية والروائية
والطويلة
والقصيرة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكنيسة صنعت لها سينما مسيحية
خالصة.
·
ما الهدف من إنتاج تلك الأفلام؟
ما هي المواضيع التي تتناولها عادة؟ هل تساعد
على انعزال الأقباط عن المجتمع؟ كيف تسوّق وهل يمكن للفضائيات المسيحية أن
تملأ بها
ساعات إرسالها؟
تنقسم الأفلام الدينية المسيحية، بحسب المخرج ميشال منير، إلى نوعين: سير
ذاتية
عن القديسين ومعجزاتهم، وقصص درامية لها صبغة دينية، {ينجح النوع الأول مع
الجمهور،
خصوصاً إذا كان القديس معاصراً مثل البابا كيرليس السادس أو شخصية مسيحية
محبوبة
مثل البابا شنودة}.
يضيف منير: {يشارك في هذه الأفلام عادة نجوم السينما الأقباط أمثال هاني
رمزي
وماجد الكدواني ولطفي لبيب ويوسف داود، ويتقاضون أجراً رمزياً}.
يوضح منير أن السينما المسيحية لا تعتمد على دور العرض، وتأتي إيراداتها
عبر بيع
الأفلام في المكتبات المسيحية سواء عبر شرائط فيديو أو أسطوانات مدمّجة،
بعدما فشلت
تجربة عرضها في دور العرض، إذ لم يعتد المشاهد المسيحي على ذلك، {يضاف إلى
ذلك أن
المشاهد يتعامل مع المنتج الديني بمنطق البركة ويعتبر المبلغ الذي يدفعه
لقاء شراء
شريط الفيديو بمثابة زكاة عن أمواله}.
يشير منير إلى أنه ومنذ عامين لم تُنتج أفلام دينية بسبب القرصنة التي تقوم
بها
المواقع الإلكترونية، ويتابع: {عبثاً حاولنا مواجهتها إلا أننا فشلنا ثم
تعثر
الإنتاج، لأن السينما في النهاية صناعة مهما كان نوع المصنّف، وحتى الأفلام
الدينية
تهدف إلى الربح لتقدم الخدمة بشكل لائق}.
تنمية روحانية
يؤكد المخرج جوزيف نبيل أن هذه الأفلام لا تعزل الأقباط عن المجتمع، بل
تعمل على
تعريفهم بتاريخهم ودينهم وتنمّي درجة روحانيتهم وحبهم للدين، يقول:
{المجتمع العربي
بطبيعته متدين سواء كان مسلماً أو مسيحياً، لذا تحظى الأفلام الدينية
المسيحية، على
رغم قلة جودتها مقارنة مع الأفلام السينمائية الأخرى، بمشاهدة جماهيرية
عالية لأننا
نتناول قصص القديسين أو أفلاماً تسجيلية عن الأديرة والكنائس}.
يضيف نبيل أن الأفلام الدينية الروائية الطويلة ماتت بسبب الإنترنت، {لديَّ
في
مكتبي سيناريوهات لأفلام كلفتها الانتاجية مليون جنيه ويتحمّس المنتجون
لها، لكنهم
لا يستطيعون المجازفة خوفاً من الخسارة بسبب انتشار مافيا الإنترنت، إضافة
إلى أن
المكتبات المسيحية تعير شرائط الأفلام بسعر رمزي تحت شعار الخدمة، ما يفسر
لماذا
تعثر الإنتاج السينمائي بعد ظهور الفضائيات واتجاه صناع هذه الأفلام إلى
العمل في
البرامج والمسلسلات الدينية وكليبات الترانيم (أغاني مسيحية)}. يقترح نبيل
حلاً
لهذه الأزمة بأن توافق الرقابة على عرض الفيلم الديني في دور العرض العادية
كأي
فيلم سينمائي آخر، وتلغي شرط عرضه في دور العبادة فحسب.
انتشار الفضائيات
يعزو المنتج فيكتور فاروق تعثر صناعة الأفلام الدينية المسيحية إلى انتشار
الفضائيات، بعدما كان المشاهد يذهب إلى السينما أصبحت هي تأتي إليه، يضاف
إلى ذلك
أن تلك القنوات لا تدفع لقاء عرض هذه الأفلام، لذا هجر المنتجون هذه
الصناعة}.
المقولات نفسها يؤكدها المخرج مايكل سمير، موضحاً أن {السينما الدينية لا
تتناول
مواضيع تهدف إلى الانعزال، بل تشجع على الاختلاط بالمجتمع والتأثير
الإيجابي عليه،
وأن الفيلم الديني يتناول قصصاً لأبطال الكنيسة وكيفية مواجهتهم الاضطهاد
بشجاعة}.
يضيف سمير أن الإعلام الديني عموماً تديره مجموعة هواة مؤهلاتهم أنهم
أقرباء
لأساقفة وكهنة في الكنيسة، ما أدى إلى غياب الفكر الاحترافي
عنه.
الجريدة الكويتية في
23/04/2010
كمال سليم وأشهر فيلم في الواقعيّة
محمد بدر الدين
كمال سليم (1913-1945) أول إسم يطالعنا واضحاً وساطعاً لدى تصفحنا فصول
الواقعية
في السينما المصرية. سليم، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، أب الواقعيّة الروحي
ومؤسسها
الأول بلا منازع بفيلمه المهم والذائع الصيت {العزيمة} (1939)، الذي أثار
الجدال
وتعددت المناقشات والدراسات حوله.
ثمة من وقف أمامه منبهراً بما استطاعت أن تبلغه هذه السينما من إتقان
للواقعية،
تصويراً وتأثيراً، شخصيات وعلاقات، مكاناً وبيئة وزماناً وروح عصر، إدارة
للممثل
والأبطال (فاطمة رشدي ـ حسين صدقي) أو جمعاً لحارة تنبض ببشر وحركة وأحداث،
بل
لنكاد نشعر فيها بالدأب والعبق والأنفاس!
نعم برع سليم... هكذا يقول جانب آخر من النقد والمثقفين المتذوقين لفن
الفيلم،
لكنهم يتداركون: إنما صورّ سليم في {العزيمة} فحسب ونقل وحاكى، أتقن ما
يطلق عليه
عنصر تصوير البيئة في الفيلم السينمائي، أي قدّم واقعاً لكنه لم يقدّم
واقعية.
ليست الواقعية لدى هؤلاء مجرد تصوير واقع ما، فقير أو ثري، صعاليك أو ملوك،
إنما
ما ينبغي توفيره، هو التعبير عن رؤية متقدّمة لهذا الواقع وتفسيره وتغييره،
هذا
الأمر بالتحديد ما افتقر إليه {العزيمة}، وفات على سليم أو أفلت منه! فإذا
كان قد
صور حياة شاب وفتاة متحابين في حارة قاهرية والجمع المتلاحم المتلاطم
أحياناً من
حولهما وأزمة البطالة والإفقار في مصر الثلاثينات من القرن العشرين، إلا
أنه وضع
الحلّ في النهاية بيد الباشا الطيب الخيّر (سراج منير)، فماذا لو لم يكن في
حياة
الشابين باشا طيب، عن طريق تعارف صدفة بين الشاب (صدقي) وابن الباشا (أنور
وجدي)؟
هكذا دار النقاش واحتدم، حول الفيلم الأشهر في الواقعية وحول مدى واقعيته،
بالذات منذ حقبة الستينات الماضية، حيث جيل طالع في النقد والثقافة
السينمائية، له
مفاهيم وطروحات، هي نبت وأثر لعصر وقيم، لمراجعات وطموحات.
يبدو لنا الآن، بنظرة في ظرف مختلف ربما أهدأ، لأنه ابتعد عن اللحظتين،
لحظة
الاحتفاء الزائد عن الحدّ، ولحظة الانتقاد المتحامل المحتدّ... أن
{العزيمة} يظل من
أعمال الواقعية الأصيلة الجميلة في الفن، دونما غلو أو مبالغة نعتبره إحدى
روائعها
أو تحفها في العصور كافة.
لم ينقل الفيلم الواقع بسذاجة أو سطحية، بل على العكس بتأمل ودراية، وعبّر
عن
نموذج أو حالة بذاتها في إطار واقع مضطرم بالمشاكل وبسوء الأحوال
الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية، ولم يكن يومئ أو يشير ببلاهة، بطبيعة الحال، إلى
أنه لا بد
لكل شاب مأزوم، في هذا الزمان، من باشا طيّب يحل أزمته ويفرج كربته... إنما
هي حالة
خاصة، عبرت عنها دراما الفيلم وجسدتها، نابضة حية، إنها هنا {الخاص الشخصي}
وليس {العام
المشترك}.
أما العام المشترك في الفيلم، فهو القضية، التي عانى منها بطل الفيلم
الشاب،
بحثاً عن عمل وعن حقّه في عيش كريم يليق به وبالذين معه وبالإنسان وليس
الانفراج
الذي حصل عليه كفرد في النهاية، وألا يخلو الفيلم، بطبيعة أفلامنا المصرية
في مجمل
أحوالها ومراحلها، من تقليد الختام السعيد أو المريح للمشاهد، فللسينما
المصرية ككل
سينما عريقة عتيقة في العالم، تقاليدها وتيماتها وملامحها وحتى {توابلها}!
هكذا ننظر اليوم إلى {العزيمة}: فيلم سليم الأهم الذي أسس به الواقعية في
سينما
مصر خصوصاً والعالم العربي عموماً، بصورة مشرّفة، وما زال بعناصره الفنية
المختلفة
أخاذاً وممتعاً إلى اليوم، ومن بعده ظهر الكبار الذين تأثروا به، ثم أثروا،
وأرسوا
دعائم الواقعية: صلاح أبو سيف (الفتوة، بداية ونهاية، القاهرة 30...)،
توفيق صالح
(درب
المهابيل، صراع الأبطال...)، يوسف شاهين (باب الحديد، الأرض...)، عاطف سالم (إحنا
التلامذة، أم العروسة...).
وصولاً إلى جيل الواقعية الجديدة، أو تجديد الواقعية، في الثمانينات من
القرن
العشرين: عاطف الطيب (سواق الأتوبيس، البريء، الحب فوق هضبة الهرم، ملف في
الآداب...)، خيري بشارة (العوامة 70، الطوق والسورة...)، محمد خان (هند
وكاميليا،
سوبر ماركت، عودة مواطن...)، رأفت الميهي (للحب قصة أخيرة...)، داود عبد
السيد
(الكيت
كات، سارق الفرح...).
ومن علي بدرخان (أهل القمة) وصولاً إلى رضوان الكاشف (ليه يا بنفسج)،
وأسامة
فوزي (بحب السيما)، ثم هالة خليل (قص ولزق)، إلى كاملة أبو ذكري (واحد صفر)...
الجريدة الكويتية في
23/04/2010
«الخيط
الناعم».. فيلم قصير عن شذوذ 4 بنات
كتب
عيسي جاد
الكريم
علاقة شاذة بين أربع فتيات من طبقات اجتماعية مختلفة يعشن في
القاهرة، هي محور أحداث الفيلم القصير «الخيط الناعم» والذي تستعد مخرجته
وصاحبة
قصته هند عبد الستار لتصويره خلال أيام، الفيلم من المتوقع أن يلاقي هجوماً
شديداً
خاصة أنه يتناول السحاق بين الفتيات بمباشرة شديدة من خلال أربع فتيات
إحداهن وهي
بطلة الفيلم فتاة منتقبة أجبرها التدين الشكلي لوالدها وتزمته وتعامله معها
بقسوة
منذ الصغر علي الانحراف والبحث عن الشذوذ الجنسي مع صديقتها الطالبة
الجامعية والتي
جاءت من الخليج لتدرس في إحدي الجامعات المصرية الخاصة حتي تفقد عذريتها
وتحاول أن
تجري عملية ترقيع لغشاء البكارة، الفتاة الثانية وهي الخليجية والتي تسلك
أيضاً
الشذوذ منذ الصغر بعد أن أفقدتها الخادمة التي كانت تعمل لديها عذريتها في
سن مبكرة
حيث اعتادت علي مداعباتها الجنسية فوجدت الفتاة في ذلك بديلاً عن حنان أمها
المتوفاة في حين أن والدها المزواج أرسلها إلي القاهرة حتي يتفرغ لزيجاته.
الفتاة الثالثة تعاني من خلل في الهرمونات جعلها تتجه لإقامة علاقة جنسية
مع الفتيات وتستمر في هذه العلاقات حتي بعد زواجها خاصة أن والدها أجبرها
علي
الزواج ولكن لم يستمر هذا الزواج بعد أن شاهدها الزوج في وضع شاذ مع
صديقتها، وتأتي
شخصية الصحفية وهي البطلة الرابعة في الفيلم والتي تتناول حالة الفتيات
الثلاث
وتحاول نشرها لتعريف الناس بحكايتهن حالة غامضة في الأحداث.
المخرجة هند
عبد الستار فتاة محجبة وتدرس في السنة النهائية في المعهد العالي للخدمة
الاجتماعية
تحدثت معنا في هذا الحوار عن الفيلم والأسباب التي دفعتها لمناقشة هذه
القضية
الشائكة حيث تقول: الفيلم ليس أول تجاربي في الإخراج حيث سبق وقدمت من قبل
فيلمين
أحدهما عن قصة لاحسان عبد القدوس بعنوان «حالة الدكتور حسن» وتم عرضه في
مهرجان
المبدعين العرب بساقية الصاوي في ذكري إحسان عبد القدوس وقد حصل بطله علي
جائزة
أحسن ممثل والفيلم الثاني «عيني رأت» لصلاح جاهين وفاز بالمركز الثاني في
نفس
المهرجان، أما فيلم «الخيط الناعم» فهو قصتي وإخراجي وسيناريو وحوار مينا
سليم.
·
ما الذي دفعك لتناول مثل هذه
القضية في فيلم رغم علمك بأنه قد
يلاقي هجوماً شديداً؟
بالفعل أتوقع أن يلاقي الفيلم هجوماً شديداً
وتحديداًَ من الملتزمين والمتطرفين، خاصة أن بطلة الفيلم فتاة منتقبة ولكن
أحب أن
أؤكد أن وجود منتقبة شاذة في الفيلم ليس فيه إهانة لأحد فهو أمر واقع
وحقيقي وهناك
بالفعل منتقبات لهن علاقات جنسية شاذة كما أنني لا أتطاول علي الدين فأنا
أيضاً
محجبة واقتنعت بالحجاب منذ كنت في الثانوية العامة ولم يجبرني أحد عليه
بعكس البعض
من الآباء الذين يجبرون بناتهم علي التدين الشكلي دون أن يفهموهن جوهر
الدين فينتج
هذا الخلل في المجتمع من أمراض اجتماعية ومنها الشذوذ وأنا بفيلمي لا أطرح
شيئاً
غريباً أو غير موجود فالشذوذ الجنسي بين الفتيات موجود ومنتشر وحقيقة أنا
أعرضها
علي المجتمع حتي لا نظل مثل النعامة ندفن رءوسنا في الرمال كما أنني لو خفت
من
الهجوم فلن أخرج الفيلم ولن يكتب المؤلف مينا سليم وهو مسيحي السيناريو لأن
بطلته
منتقبة، كما أن إحدي الفتيات الأربع ونكتشف أنها مسيحية وأنها تمارس أيضاً
الشذوذ.
فالشذوذ مرض لا يفرق بين دين أو طبقة أو عرف معين.
·
تقولين إن
الشذوذ بين الفتيات حقيقة واقعة في المجتمع، هل التقيت بفيتات حاولن ممارسة
السحاق
معك؟
في البداية أحب أن أؤكد أنني لست شاذة لأنه لو كنت كذلك
لم أكن لاقترب من هذه المنطقة الشائكة حتي لا يعرف الناس حقيقتي، فالمصابون
بالشذوذ
يخافون جداً أن يعرف أحد حقيقتهم، وأنا في الفيلم لست مع أو ضد الشذوذ ولكن
دوري
يقتصر بعرض المشكلة علي الناس فالسينما عليها أن تعرض المشكلة وليس عليها
إيجاد
الحلول، فالشذوذ مرض مصاب به بعض الناس في المجتمع، كما أن الفيلم لا
يتناول الشذوذ
الجنسي فقط ولكن يتناول الشذوذ في استخدام السلطة والنفوذ واستخدام الدين
في
المجتمع.
·
وكيف إذن عرفت أن هناك حالات
شذوذ بين عدد كبير من
الفتيات؟
في البداية تعرفت علي الموضوع بالصدفة عندما كنت علي
الفيس بوك، وكنت اقبل اضافة أي فتاة لدي كصديقة وفي أحد الأيام وجدت أحدهن
وكانت
تتحدث معي دائمًا وهي طالبة في احدي كليات القمة تسألني عن البنات
الموجودات لدي في
قائمة الأصدقاء وهل أنا اعرفهن معرفة جيدة فاخبرتها بأني لا أعرفهن جيدًا
فاخبرتني
أنها تعرض البعض منهن وقالت لي سوف اخبرك بسر اريدك ألا تخبري به أحداً،
وقالت أنا
شاذ جنسيًا وأمارس الشذوذ مع بنات مثلي وأن بعضاً من البنات الموجودات لدي
شواذ
جنسيًا ويمارسن السحاق عبر كاميرات الكمبيوتر لهن جروبات خاصة تجمعهن علي
الفيس بوك
وكل واحدة تعرض صورًا لجسدها علي الانترنت كما أنهن يكرهن الرجال ولا يقبلن
إلا
صداقة الاناث وان بعضهن يلتقين مع بعض لممارسة السحاق في منزل احداهن أو
لدي من
تملك منهن شقة وخاصة الفتيات الاثرياء أو الطالبات الخليجيات اللاتي يدرسن
في
جامعات خاصة بمصر، الشيء الغريب أن هذه الفتاة كانت تسألني كيف يمكن أن
يكون لي
علاقة بأي ولد أو حتي يمكن أن اعجب بأي رجل لأنها لا تستوعب هذا الأمر فهي
لا تميل
سوي لبنت مثلها وأنها تكره الرجال ولكنها أيضا تشعر بالضيق من نفسها بعد أن
تنتهي
من ممارسة العلاقة مع صديقتها وأنها تريد أن تتوب لأنها تعلم بأن ما ترتكبه
حرام
ويغضب الله ومن هنا بدأت فكرتي لعمل فيلم عن الشذوذ الجنسي بين البنات
لأنني اعتقد
أنه مرض ويحتاج إلي علاج وعلي مدي تسعة أشهر أحاول تجميع المعلومات
والمصادر في
علوم النفس والاجتماع والدين فالشذوذ محرم في كل الأديان.
وكلمة سحاق
بالانجليزية "Lesbiaism
تعود تسميتها في الأصل إلي جزيرة يونانية اسمها لاسيوس كانت
شاعرة فيها تدعي «سوفوا» تمارس السحاق مع الوصيفات في القصر وهذا في القرن
السادس
قبل الميلاد.
·
هل بحثك عن معلومات للفيلم اتاح
لك الالتقاء
وجها لوجه بفتيات شاذات في الحقيقة؟
-
لم التق وجها لوجه وإن كان
هناك شخص كان سيرتب لي لقاء معهن وجهًا لوجه في المكان الذي يجلسن فيه
ولكنه حذرني
من الكشف عن شخصيتي الحقيقية أو أني أجمع معلومات لعمل فيلم وطلب أن اتقمص
الدور
كأني شاذه مثلهن واتجاوب معهن في الحديث بمعني إذا غمزت لي أحدهن بطريقة
معينة أغمز
لها حتي لا ينكشف أمري لأن لهن حركات وكلمات معينة يعرفنها فيما بينهن،
فرفضت ذلك
ولكني عرفت أن لهن تجمعات وأماكن يلتقين بها تشبه النوادي السرية كما أنهن
يحرصن
جدًا علي عدم الإعلان عن هذه العلاقات لأي شخص يكتمن اسرار بعضهن البعض،
وكل فتاتين
بينهن علاقة من هذا النوع ويعاملن بعضهن وكأنهم أزواج لكل واحدة منهن حقوق
علي
الأخري وتكون هناك غيره شديدة بينهن، بجانب أن واحدة تأخذ دور الرجل
الايجابي
وتتسيد العلاقة والأخري الدور السلبي وإذا حدثت بينهن خلافات فإن الشاذات
مثلهن
يقمن ما يشبه مجلس عائلة للتوسط لانهاء الخلافات وحلها، كما أن هناك نوع «بارفان»
معين وروج وحتي طلاء الأظافر وطريقة لبس معينة ليتعرفن علي بعضهن البعض
وأيضًا
بعضهن يرسمن وشم «تاتوا» معين علي الكتف والذراع مما يسهل التعارف
.
·
وكيف ستتناولين هذه الأمور في
الفيلم دون أن يكون به مشاهد
اباحية أو خارجة؟
-
الفيلم لن يزيد علي 20 دقيقة لأنه فيلم روائي
قصير وليس فيلماً روائياً طويلاً ولن استخدم فيه المشاهد الصادمة أو
الاباحية ولكن
ساترك خيال المشاهد ليستنتج ما اريد أن اقوله كما أني لا اوجه رسائل مباشرة
بالوعظ
بان هؤلاء الفتيات مرضي ويحتجن إلي العلاج ولكن علي المشاهد أن يقرر إذا
كان سوف
يتعاطف معهن باعتبارهن مرضي وضحايا ومجني عليهن أم مجرمات يستحققن العقاب ،
كما أن
سيناريو ومشاهد الفيلم تظهر ما أريد أن اقوله ومثال ذلك المشاهد التي تجمع
الفتيات
المنتقبة مع ابيها ومع الفتاة الخليجية.
روز اليوسف اليومية في
23/04/2010 |