«اسمي خان»
في مهرجان برلين الأخير عرض فيلم «اسمي خان» للمخرج كاران جوهر وبطولة
النجم البوليوودي شاروخ خان. وما تعرض له النجم الهندي المشهور في الولايات
المتحدة العام الفائت كان له أثر في زيادة اهتمام الجمهور به، خصوصاً وأن
سلوك الجهات الأمنية الأميركية التي أخضعته في مطار نيويورك، لتحقيق طويل،
دام ساعات عدة، فسر، وهذا ما أكده شاروخ خان أيضا، بأنه تعبير عن المواقف
المتشددة ضد المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر). ولم يقتصر
الأمر على البهرجة الخارجية في برلين بل تعداه، الآن، الى جمهور عربي
ومنظمات إسلامية كلها رحبت بالفيلم واعتبرته واحدا من أهم الأفلام التي
أنتجت مؤخرا وتناولت قضية الإرهاب. فقد تجاوز عدد مشاهديه في مصر المليون
شخص ومنحه مجلس الشؤون الإسلامية العامة في أميركا جائزته السنوية. ومن جهة
أخرى رحب كيشور نارين من هيئة أبو ظبي للثقافة والإعلام باعتبار الأخيرة
شريكاً في دعم الفيلم وتوزيعه عبر مشروع «ايمجنيشن» الطموح والهادف الى دعم
وتوزيع أفلام عالمية لها قدرة على الوصول الى الأسواق الدولية. لكن القيمة
الحقيقية للفيلم تبقى رهن الإجابة عن السؤال الآتي: هل كان الفيلم جيدا
واستطاع جذب الجمهور الغربي والأميركي اليه؟ الجواب كما نظن هو النفي! حتى
اللحظة على الأقل، والسبب أن الفيلم لا يرتقي الى مستوى الصنعة الجيدة التي
تقنع الجمهور «الآخر» وتساعده في طرح أسئلة مغايرة لما ترسخ في ذهنه من
انطباعات وأحكام مسبقة عن الإسلام والمسلمين.
لست إرهابيا؟
أراد كاران جوهر لـ«اسمي خان» أن يكون فيلما بوليووديا وليس هنديا، والفرق
بين الاثنين كبير. فالسينما البوليوودية اتسمت، عموما، بالخفة والسهولة
وقليل منها ارتقى الى الأفلام الجادة، بخلاف بعض الأفلام الهندية المنتمية
الى السينما الراقية والتي تركت أثرا في مسيرة السينما العالمية. أراده
فيلما مؤثرا يشبه الأفلام الهوليوودية لكن بأدوات فقيرة، فجاء في النهاية
شريطا دعائيا تناول موضوعا خطرا، عالجه بسذاجة، بعدما وضعه في إطار درامي
فيه الكثير من القصص والحوادث المفتعلة. وكي يعطي السيناريو للحدث عمقا
أكبر جعل من بطله رجلا مسلما، مصابا بمرض التوحد اسمه «رضوان خان»، تعرف في
أميركا الى امرأة هندوسية، مطلقة وعندها ولد، اسمها مانديرا (الممثلة كاجول)
وتزوجها بعد قصة حب رومانسية. لاحظ، هندي مسلم وهندوسية جمعهما الفيلم في
إطار كليشهاتي مقصود ومباشر، وعلى هذا المنوال طغت الكليشيهات على طول
الشريط، وفاضت الحكم والقيم النبيلة التي زجت عنوة في سياق أحداث كتبت
لترسم ملامح «فيلم طريق» كل محطة من محطاته حملت عنوانا «أخلاقيا»، يدعونا
لسذاجة ما تحمل من أفكار الى السخرية منها أكثر من الإعجاب. وحتى مبرر
المسيرة التي بدأها رضوان من احدى المقاطعات الأميركية بحثا عن الرئيس
الأميركي الذي كان يريد مقابلته والقول له بأن اسمه خان وهو ليس إرهابيا،
وأن كان مسلما، تبدو كمزحة أكثر منها فعلا جادا.
«اسمي خان» مثال على سطحية السينما وخطورتها حين تخاطب جمهورها وتعطيه ما
يريد، وبخلاف وظيفتها في خلق مناخ فعال للجدل والتأثر وقبل كل شيء وظيفة
فنية ليست السينما البوليوودية، وتحديدا ليس «اسمي خان» قادراً على ايصالها
بالطريقة الأنسب.
الأسبوعية العراقية في
11/04/2010
فيلم عن الأمل والألم من بطولة روبرت باتنسون
«اذكريني»
قصة حب لا تنسى
عبد الستار ناجي
هنالك نوعية من
الأعمال السينمائية حينما تتورط في دخولها تسحبك إلى عوالمها وفضاءاتها
وأيضاً
طروحاتها ومضامينها الساحرة التي تذهب مباشرة الى العقل والقلب
وفيم «اذكريني» من
تلك النوعية من الأعمال السينمائية التي تورطك في مشاهدتها، حيث بدأ منذ
أيام قليلة
في عدد من صالات العالمية عرض الفيلم مدعوماً بكم من الكتابات النقدية
الايجابية.
«اذكريني»
دراما سينمائية رومانسية تتناول قصة تايلر «روبرت باتنسون» الشاب
الثائر الذي يعيش في مدينة نيويورك.
والذي عاش معاناة من علاقة متوترة مع والده
(بيرس
بروسنان)، ويمر بفترة عصيبة أكثر من أي وقت مضى منذ حدوث مأساة انتحار أخيه
التي أدت إلى انفصال والديه.
يعتقد تايلر أنه ليس هناك أحد في العالم من الممكن
أن يفهم ويشعر ما يمر به، حتى يأتي اليوم الذي يقابل فيه آلي (إيميلي دي
رافين)
بصدفة أعدها له القدر بشكل فريد. وتلعب
المصادفة لعبتها فى التلاقى.
فالوقوع في
الحب كان آخر شيء من الممكن أن يفكر فيه، لكن شيئاً فشيئاً تبدأ روحها
المرحة في
جعله ينسى آلامه النفسية وتلهمه حب الحياة مرة أخرى، ويبدأ
فعلاً في الوقوع في
حبها.
ومن خلال علاقتهما، يعثر تايلور على السعادة ومعنى لحياته، لكن سرعان ما
تبدأ بعض الأسرار المختفية تكشف عن نفسها، والظروف التي جمعتهم
من قبل تهدد الآن
بتمزيق علاقتهم للأبد. وهنا يجد المشاهد نفسه أمام تلك الورطة التي أشرنا
اليها.
فتلك العلاقة هي مفاتيح كم من الحوادث
والحكايات التي تأخذنا الى عوالمها
وأسرارها.
«اذكريني»
قصة لا تنسى عن الحب، وقوة الأسرة، وأهمية أن تقدر كل
يوم تعيشه من حياتك، وهو فيلم عن الأمل والألم والمشاركة في
تحمل أعباء الحياة.
يقوم ببطولة الفيلم النجم الشاب روبرت باتنسون الذي عرفه الجمهور كعاشق من
طراز
فريد، وهذا من خلال شخصية مصاص الدماء الذي يحب فتاة فانية ويحاول حمايتها
من
العديد من الأخطار التي تحيط بها في السلسلة الشهيرة الجميلة،
ومصاصو الدماء التي
صدر منها حتى الآن فيلمان سينمائيان، ومن المنتظر عرض جزء ثالث منها في
الصيف.
روبرت باتنسون الذي أكسبه دور مصاص الدماء
«تولايت» شهرة كبيرة بين أوساط الشباب
وخاصةً الفتيات، يشعر بأنه من خلال دوره في فيلم «اذكريني»
سينتقل من نجم صغير، إلى
ممثل حقيقي يدرك جيدًا ما يفعله.
يشارك روبرت البطولة النجمة الشابة الجميلة
إيميلي دي رافين في دور حبيبته آلي، ويشاركهما البطولة النجم الكبير بيرس
بروسنان
الذي يلعب دور الوالد الصبور داخل العائلة التي تعصف بها العديد من المشاكل
وتكافح
من أجل التغلب على مأساة فقدان أحد أفرادها.
يشارك في الفيلم أيضاً كريس كوبر
الحاصل على جائزة الأوسكار من قبل عن دوره في فيلم «التكيف» عام 2002،
والممثلة
لينا أولين التي رشحت للأوسكار عن دورها في فيلم «الأعداء: قصة حب».
مخرج الفيلم
ألن كولتر قدم من قبل حلقات عديدة في مجموعة من أشهر المسلسلات التلفزيونية
الشهيرة
مثل السوبرانو وملفات اكس، لكن فيلم «اذكريني» هو الأول له في مسيرته وحتما
لن تكون
الاخيرة.. لاننا أمام موهبة تعرف كيف تورط الآخرين في عشق السينما وشخوصها.
فيلم «اذكريني» يصلح للمراهقين ولكن لا مانع من
جرعة حب للكبار الذين شغلتهم متاعب
الحياة والالم.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
11/04/2010 |