في وقت تتهيّأ المحطات العربية لدخول سباق رمضان، باتت المحطة السعودية شبه
جاهزة في اختيار الأعمال الدرامية والبرامج الدينية. ووسط المبالغ الخيالية
التي يطلبها المصريون، اتّجهت القناة إلى السوريين... والأتراك
بدأت
mbc تعدّ العدّة لسباق رمضان. الصورة باتت واضحة جزئياً، لكن يصعب الحصول
على أي معلومات قبل الإعلان عن البرمجة النهائيّة للموسم الدرامي. مع ذلك،
ليس صعباً تخيّل الصورة، ما دامت المحطة السعوديّة تقدّم سنوياً، أعمالاً
باتت من الثوابت وأبرزها: «باب الحارة 5»، و«شر النفوس 3»، و«بيني وبينك
4»، و«طاش ما طاش 17»، والبرامج الدينيّة ومنها «خواطر»، و«حجر الزاوية»،
و«الحقيقة». أما الأعمال الدراميّة الأخرى، فتظل رهن التخمين، إلا بحدود ما
صرّح به المسؤولون في المحطة لـ«الأخبار» التي زارت مبنى المجموعة في دبي
على هامش مسابقة
American Idol.
هكذا، يكشف مدير المحتوى ومسؤول الدراما بديع فتّوح عن بعض تفاصيل شبكة
رمضان والبرامج الجاهزة التي اشترت المحطة حقوقها لتقديم نسختها العربيّة.
ويتحدّث عن الدراما المصريّة و«عصر الأجور الناريّة للنجوم»، وخصوصاً أن
المحطة تضع المشاهد والمعلن الخليجي في المرتبة الأولى. ويكشف فتوّح أن
المحطة تعاقدت على مسلسل مصري واحد هو «أزواج الحاجة زهرة» مع غادة عبد
الرازق ونضال الشافعي وأحمد صفوت وفتحي عبد الوهاب. وهنا، كان لا بد من
التوقف عند حرب المحطة غير المعلنة على الدراما المصريّة، واستبدالها
بالدراما التركيّة وجديدها «الأرض الطيّبة». يؤكد فتوح أن «أولويتنا هي
نوعيّة العمل. نرفض الوقوع تحت رحمة النجم الذي يستهلك نصف ميزانيّة العمل،
فيما يتوزع النصف الثاني بين فريق العمل كله من تقنيين وممثلين ومخرج
وديكورات...». ويذكّر بأن «بطولة مسلسل «الملك فاروق» مثلاً، أسندت إلى
السوري تيم حسن وهو نجم، لكنه لم يأخذ الأجور المنتفخة التي يطالب بها بعض
نجوم القاهرة». ويضيف: «لا نعترض إذا كان ارتفاع ميزانية العمل يؤدي إلى
تحسين النوعيّة. لكن نرفض ذلك، حين يكون الأمر اعتباطياً لا يضيف أي قيمة
للعمل». ويعتبر أن «ما أنقذ الدراما المصريّة من الانهيار هو افتتاح
فضائيات جديدة، ما أمّن لها الاستمرار في سياسة دفع أجور خرافية للنجوم،
وهذا ليس دليلاً صحّياً».
لكن ما تهرب منه المحطة عند الممثلين، تقع فيه مع نجوم الغناء في البرامج
الفنيّة مثل «آخر من يعلم». إذ تدفع لهم مبالغ كبيرة في حلقات تؤمن لهم
مزيداً من الدعاية.
ويشير فتّوح إلى أن «واقع المنافسة يضطرنا أحياناً إلى اتخاذ قرارات غير
محبّبة». كما أن ما تجنبته المحطة في مصر من مبالغة في أسعار النجوم، وقعت
فيه في سوريا، إذ رضخت لشروط المخرج بسّام الملا في الأجزاء المتلاحقة من
«باب الحارة»، الذي يستبعد من يشاء ويستقبل من يريد دون رقيب... هنا، يسارع
فتوح إلى التأكيد «ما من شروط يفرضها الملا علينا، بل تفاهم وتوافق على
إنتاج «باب الحارة»، وما يؤكد صحّة خياراته هو رواج العمل جماهيرياً موسماً
تلو آخر». وقد علمت «الأخبار» أن الممثلة ناهد الحلبي انضمت إلى الجزء
الجديد، بديلةً من صباح بركات. وهذه الأخيرة بررت اعتذارها عن عدم المشاركة
في الجزء الجديد، بضعف النص. وقالت لآخرين إنها منهمكة بأعمال أخرى. في وقت
يؤكد بعض العاملين في المسلسل أن هذا ليس السبب الحقيقي لاعتذارها. وكما
بات معروفاً، انضم قصي خولي إلى الجزء الجديد الذي تتوزع بطولته بين وائل
شرف وجومانة مراد وميلاد يوسف ووفيق الزعيم ومصطفى الخاني.
هل يعود نيشان ديرهاروتيونيان إلى حضن المحطة السعودية؟
أما الدراما اللبنانيّة فيبدو حالها أسوأ من المصرية والسورية.
mbc
لم تعرض أي مسلسل لبناني، علماً بأن بعض الممثلين اللبنانيين يطلّون في
الدراما العربيّة. يعتقد فتوح أن «الدراما اللبنانيّة في العقدين الأخيرين،
لم يبرز منها سوى أعمال الكاتب شكري أنيس فاخوري الطويلة («العاصفة تهب
مرتين» و«نساء في العاصفة»)، وهنا، فقد صنّاع الدراما اللبنانية فرصة أخرى،
حين لم يبنوا على هاتين التجربتين تجارب أفضل».
من جهة أخرى، يفضّل فتوح عدم الخوض في الأسماء التي غادرت المحطة، ويحكي عن
عودة البعض قريباً إلى حضن
mbc. ويتحدث بدبلوماسيّة عن انفتاح
mbc على الجميع، «إذا التقت الأفكار»... لكنّه يصرّح بأنّه لا علم له
بعودة نيشان ديرهاروتيونيان إلى المحطّة.
ويعيدك سريعاً إلى الدراما، متوقفاً عند كيفية اختيار المسلسلات التي تعرض
على الشاشة: «هناك أشخاص عاديون ليسوا نقاداً، يؤلّفون لجنة من 17 شخصاً،
يعكسون جنسيّات وثقافات واهتمامات مختلفة، ويمتلكون الحس الفطري لأنهم من
هواة هذا النوع». وهنا تراه يتحدث بحماسة عن المسلسل الخليجي والسوري
والمصري، لأن المسلسل اللبناني ما زال خارج حسابات المحطة، «الدراما
اللبنانيّة، لم تتمكن من استعادة موقعها الذي تمتّعت به في السبعينيات. حين
بدأت تتعافى، كانت الدراما السورية قد قطعت شوطاً كبيراً إلى الأمام».
شريكة في الإنتاج
تدخل
mbc شريكاً في إنتاج بعض أعمالها الدراميّة، منها الكوميديا الاجتماعيّة
«سليم ودستة حريم» أو «حريم 12» مع حسن عسيري ودارين حمزة وطوني أبو جودة
(الصورة). وقد خرج هذا العمل من سباق رمضان، لأن الأولوية لمسلسل آخر من
إنتاج الشركة نفسها (الصدف) هو «بيني وبينك 4». وهنا لا بدّ من الإشارة إلى
أنّ فايز المالكي انسحب من العمل وحلّ بدلاً منه محمد العيسى، ووصلت القضية
بين المالكي وشركة «الصدف» إلى القضاء قبل أيّام من التصوير. وبينما أنجزت
المحطة تصوير مسلسل «رجال مطلوبون» (90 حلقة)، تدخل حاليّاً ساحة الإنتاج
الدرامي في القاهرة، وبدأت التحضير الفعلي لخطواتها الأولى في هذا المجال.
الأخبار اللبنانية في
06/04/2010
فرنسا رسولة التطبيع الثقافي مع إسرائيل
محمد عبد الرحمن
بعد انسحاب المخرج أحمد عاطف من «مهرجان لقاء الصورة» احتجاجاً على
المشاركة الإسرائيلية في التظاهرة، توالت ردود فعل السينمائيين المصريّين
ودعواتهم إلى المقاطعة ورفض التطبيع
عكس كل التوقّعات، تصاعدت أزمة مشاركة سينمائية إسرائيلية في «مهرجان لقاء
الصورة السادس» في القاهرة، لتبلغ حدّ التهديد بخلاف دبلوماسي بين مصر
وفرنسا. وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها. إذ جرت العادة أن تظل تلك
الأزمات الفنية في إطارها الإعلامي والثقافي، بعيداً عن ملاعب السياسيين.
اللافت أنّ الأزمة التي تصاعدت بين مصر وفرنسا، لم تصل أصداؤها إلى إسرائيل
التي كانت مشاركة إحدى مخرجاتها في المهرجان، أساس المشكلة، والدافع وراء
إعادة إحياء ملفّ التطبيع. كما كان لهذه الحادثة، تأثيرها على النخبة
المثقّفة المصرية. إذ ينادي بعضهم بضرورة رفض كل أشكال التطبيع، فيما يرفض
البعض الآخر انسحاب الأفلام المصرية من المهرجان بحجة المواجهة.
وكان أحمد عاطف، أوّل من اكتشف مشاركة الإسرائيلية كارين بن رفاييل التي
خدمت في الجيش الإسرائيلي. هكذا اختار المخرج المصري الانسحاب من عضوية
لجنة التحكيم احتجاجاً على مشاركة بن رفاييل بشريطها «شبه طبيعي» الذي
يتناول حياة مراهق في تل أبيب. بعد هذا الانسحاب، ردّ «المركز الثقافي
الفرنسي»، الجهة المنظّمة للحدث، فاستبعد الفيلم الإسرائيلي عن المهرجان،
واستبدل أحمد عاطف، بالمخرجة كاملة أبو ذكرى. غير أن ضغوطاً فرنسية أعادت
«شبه طبيعي» إلى المهرجان، لتبدأ سلسلة انسحابات المشاركين وفي مقدمتهم أبو
ذكرى، والممثل آسر ياسين، والمخرج عمرو بيومي، والمخرج سمير عوف. من جهتها،
نفت المخرجة نيفين شلبي التي تشارك بفيلمَي «التمثال»، و«حدث في مهرجان
برلين» شائعة انسحابها لتفتح من جديد الجدل حول مفهوم التطبيع. ورأت شلبي
أنه رغم رفضها كل الممارسات الإسرائيلية الوحشية، إلا أنها ترفض الهروب من
المواجهة. وقالت إن الانسحاب يضر المبدعين المصريين، مؤكدة أن الناس لا
يفهمون معنى كلمة تطبيع، «وهو اختراع صنعناه بأيدينا». وأضافت أن مشاركتها
في المهرجان لا تعني موافقتها على الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
لكن صوت نيفين شلبي لم يصمد طويلاً أمام دعوات المقاطعة التي أطلقها نقيب
السينمائيين مسعد فودة ومنافسه العنيد في الانتخابات الأخيرة المخرج
المخضرم علي بدرخان والمخرج طارق العريان. بينما وجّه السينمائيون
المنسحبون اتهامات صريحة لوزارة الثقافة المصرية بتعمّد تجاهلها الأزمة،
لتفادي انطلاق حلقة جديدة من الهجوم الإسرائيلي على الوزير فاروق حسني.
رفضت المخرجة نيفين شلبي الانسحاب من المهرجان بحجة مواجهة إسرائيل
غير أن وزارة الخارجية المصرية رفعت الحرج عن حسني بعدما أصدرت بياناً
يؤكّد دهشة الوزارة من التصريحات الأخيرة الصادرة عن الخارجية الفرنسية
بشأن الأزمة التي سبّبها «المركز الثقافي الفرنسي» في القاهرة، وأسفرت عن
انسحاب فنانين مصريين من المهرجان. كما انتقد البيان التصريحات والمقالات
التي نشرتها الصحف الفرنسية رداً على الحملة القوية للسينمائيين المصريين.
وطالبت الوزارة الجانب الفرنسي بمراجعة أسباب الأزمة من البداية واحترام
مواقف السينمائيين المشاركين بدلاً من انتقادهم على صفحات الصحف. وفيما
ينطلق المهرجان بعد غد الخميس، تنتظر كل الأطراف التأكد من فعالية المواقف
الصادرة، سواء عن «المركز الثقاقي الفرنسي» الذي ينتظر مرور المهرجان على
خير وبالتالي التفاخر بتمرير أول فيلم لسينمائي إسرائيلي في مهرجان مصري،
أو المواقف الصادرة عن المعارضين الذين يريدون التأكيد أن الموقف الصلب من
التطبيع لا يزال مستمراً. وحتى الساعة، لم تصدر «نقابة الصحافيين المصريين»
أي بيانات بخصوص التغطية الصحافية لهذا الحدث.
الأخبار اللبنانية في
06/04/2010
أندريه تاركوفسكي: «إيفان» في عمّان
نوال العلي
تستعيد «دارة الفنون» السينمائي الروسي من خلال عرض «طفولة إيفان»
لتجنّب الصعقة الكهربائية، عليك أن تقفز إلى حافلة التروللي على أن تضع
قدميك على الأرض في وقت واحد. على الأقل، هذا ما نصح به ألكسندر إليانوف
مدير وكالة النقل والمواصلات في موسكو مطلع الثمانينيات. وما ينطبق على
وسائل النقل في موسكو الثمانينيات ينطبق الآن على السينما المصابة بـ«المالوكارتين»
وهي كلمة مركبة تعني بالروسية «أنيميا سينمائية». عاد هذا المصطلح القادم
من عهد ستالين ليستخدمه السينمائيون الروس تعبيراً عن فقر السينما الروسية.
وتذكره الناقدة نانسي كوندي في دراستها «موت السينما الروسية» (1997). على
ما يبدو، لم تتمكن هذه السينما من تحقيق وصفة إليانوف المستحيلة، فأصابتها
لعنة الكهرباء. حتى إنها لم تكن لتكون حاضرة هنا لولا ذكرى أحد أعظم رموزها
اندريه تاركوفسكي الذي صادف الرابع من نيسان (أبريل) 2010 ذكرى مولده
الثاني والسبعين (1932 ــــ 1986). «دارة الفنون» في العاصمة الأردنيّة،
تستذكره الليلة ضمن تظاهرة بعنوان «السينما لا يسعها أن تقدّم أكثر من
ذلك»، حيث ستعرض باكورته الروائية الطويلة «طفولة إيفان» (1962). حاز
الشريط سبع جوائز عالمية، من بينها «الأسد الذهبي» في «مهرجان البندقية» من
العام نفسه. ويروي قصة المراهق إيفان الذي يقتل النازيون عائلته، فيلتحق
بالجيش الروسي بدافع الانتقام. سيكون من العبث الحديث عن أي قصة لأفلام
تاركوفسكي الذي عمد في صناعته إلى تحطيم البنية الدرامية التقليدية، فتحرر
من القصص وبنى أفلامه على حوارات شاعرية طويلة، ومشاهد ذات بينة صامتة على
نحو مستفز، وفيلمه «نوستالجيا» (1983) خير شاهد على ذلك. صاحب «أندريه
روبليف» (١٩٦٦)، لم يقدم فعلاً سوى سبعة أفلام طويلة حازت كلها جوائز
عالمية. درس الموسيقى والنحت واهتمّ بالجيولوجيا. ترك تاركوفسكي دراسة
اللغة العربية في سنته الجامعية الأخيرة، ليلتحق بعالم السينما. وقد وضع
بيانه حول الفن السينمائي في كتابه «النحت في الزمن» (المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ــــ ترجمة أمين صالح) وفيه تظهر شاعرية تاركوفسكي، ابن
شاعر روسيا آرسني تاركوفسكي. وقد تضمنت أفلام الابن أشعار الأب في أكثر من
عمل. لم يذهب الناس إلى السينما لمشاهدة الظلال تتلاعب على القماش؟ يتساءل
تاركوفسكي. ويرى أن سرّ السينما في علاقتها بالزمن، وبالتالي علاقة المرء
بالزمن الذي لا يستطيع أن يعيشه، ويريد أن يراه مكثفاً على هذا النحو.
6:00 مساء اليوم ــــ «دارة الفنون» (عمّان) ــــ للاستعلام: 0096264643251
الأخبار اللبنانية في
06/04/2010 |