هاهى الجريمة تتضح تماما وينكشف وجهها الحقيقى القبيح، فالأمر ـ وكما سبق
وان حذرنا ـ لم يكن مجرد فيلم يعرض فى إطار مهرجان يدعى الحيادية، ولمن لا
يزال يدعى عدم التصديق، ندعوه إلى متابعة الحملة المسعورة التى تشنها أقلام
صهيونية فى الصحافة الفرنسية على مصر ومثقفيها، والتى تقول وبوضوح لا
يتجاهله إلا عميان البصيرة، إن محاولة تمرير الفيلم الإسرائيلى إلى مهرجان
(لقاء الصورة ) الذى يقيمه المركز الفرنسى للثقافة والتعاون بالتجاور مع
أفلام مصرية، هى واحدة من بالونات الاختبار التى يلقيها الكيان الصهيونى
وبمساعدة الطابور الخامس هنا، فعلى طريقة (جربناها ونفعت) تبدأ الخطوة
الأولى بدس فيلم لمخرجة إسرائيلية بحجة انه من إنتاج فرنسي، ليبتلع الجهلاء
الطعم، ويدور حوار حول الفيلم، وربما يكتب البعض عن حساسية الصورة وجمال
اللقطة، والمعنى الرقيق الذى يدعو إلى ضرورة تعايش البشر!!
وبعدها تتوالى أفلام الصهاينة فيلما وراء فيلم، مرة بإنتاج فرنسى ومرة
بإنتاج فرنسى إسرائيلى مشترك، ومرة بإنتاج اسرائيلى بحت، ليضيع تاريخ طويل
من النضال الشريف ضد محاولات التطبيع الثقافى والفنى المستمرة منذ عقد
اتفاقية العار المعروفة باسم اتفاقية كامب ديفيد.
الخطوات تبدأ بالتدريج، والحجج دائما جاهزة، ففى البداية ادعى مسئولو
المركز الفرنسى أنهم لم يكونوا على علم بجنسية المخرجة الإسرائيلية، رغم
أننى ـ شخصيا ـ اتصلت بالمسئولة المصرية عن المهرجان ولفت انتباهها لجنسية
المخرجة ففاجأتنى بأنها تعلم ولكنها تعتمد على أن الفيلم ينسب لجهة إنتاجه
وبالتالى هى تتعامل معه على أنه فيلم فرنسى لا إسرائيلي، ومع ذلك وبعد
سحبهم
الفيلم من المشاركة عادوا وأدرجوه مرة أخري، وادعى موظفو المركز الفرنسى
بأن ذلك كان تنفيذا لأوامر عليا فى الخارجية الفرنسية!
والسؤال الآن إلى أى مدى تهتم الخارجية الفرنسية بعرض فيلم إسرائيلى فى
مصر، ولماذا؟ وإلى أى مدى تحترم الحكومة الفرنسية مشاعر شعب تقيم على أرضه
مركزا "للتعاون والثقافة"؟ بل والأخطر أن معتوها مصريا تجرأ وقال (المركز
الفرنسى أرض فرنسية ومن حقهم أن يفعلوا عليها ما يشاءون)!
هكذا رأى هذا المعتوه أن القضية لا تهم الشعب المصرى مادام المهرجان يقام
على أرض فرنسية محررة!!
الصهاينة لا يكفون ولن يكفوا، وهذا شأنهم، ولكن المحزن فى الأمر أن الطابور
الخامس فى مصر بدأ يزداد، وهاهو الناقد (إياه) الذى لايتوانى عن الإشادة
بأى محاولة سينمائية صهيونية سواء كانت (رقصا مع بشير) أو فيلما صغيرا عن
ولد اشترى لبنا لقطته وعرض فى مسابقة صغيرة وتافهة على هامش مهرجان كان
السينمائى اسمها (مسابقة أفلام الطلبة). مايزال يسعى وبدأب مريب لإنجاح
تسلل الأفلام الإسرائيلية إلى مصر، بل وتوريط شباب السينما المصرية
بإشراكهم فى هذه الجريمة.
الطابور الخامس فى مصر هو قضيتنا الحقيقية، وكشف أسماء أعضائه وتجريسهم، هو
فى رأيى مهمة قومية، ليكونوا عبرة لكل من يتبجح ويسخر أو يستهين بإرادة شعب
كان، ومازال، وسيظل يرى فى دولة الكيان الصهيونى العدو الأول.
وإذا كانت الخارجية الفرنسية تصر على إرضاء اللوبى الصهيونى لديها بعرض
الفيلم الصهيونى فى مصر، فلتتحمل وحدها وزر ما سيحدث، ولنعلمها كيف تحترم
الشعب العربى الذى سمح لها بإقامة مركز لنشر ثقافتها على أرضه، وكيف أنه هو
ـ هو وحده ـ الأجدر بالإرضاء، لنعلمها الدرس بالاحتشاد أمام المركز الفرنسى
يوم افتتاح مهرجانهم المشبوه لنمنع أى مصرى أو عربى من التورط بالمشاركة ـ
ولو بالمشاهدة ـ فى مهرجان العار، ولنر بعدها إن كانت الخارجية الفرنسية
ستتجرأ على قطع العلاقات الثقافية مع مصر إرضاء لفتاة صهيونية صنعت فيلما
تافها.
لذلك فإن مثقفى مصر الشرفاء مطالبون الآن وفورا بالتوحد تحت راية (لا لعرض
الفيلم الإسرائيلي) التى سترتفع أمام المركز الفرنسى صباح الخميس المقبل.
العربي المصرية في
04/04/2010
بيان احتجاجى من المثقفين المصريين ووقفة
احتجاجية الخميس المقبل
المركز الفرنسى يخضع للابتزاز الصهيونى ويعيد
«شبه طبيعي» لمهرجان
الصورة!
»مطالبة السفارة الفرنسية بتقديم اعتذار رسمى
عن تشويه صورة الفنانين المصريين بالصحف الفرنسية
عقب الاعتذار الذى قام به المخرج والناقد أحمد عاطف، ورفضه أى نوع من
التطبيع الثقافى مع إسرائيل، والذى نشر بتفاصيل الموضوع فى جريدة العربى
العدد الماضي، حول عدم مشاركة فى لجنة تحكيم مهرجان الصورة الحرة السادس
الذى ينظمه المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة فى الفترة من 8 إلى 15 ابريل،
بعد أن كشف الزميل محمد الروبى وجود فيلم لمخرجة إسرائيلية ـ كانت تعمل
مونتيرة بالجيش الاسرائيلى بالمهرجان ـ ناطق بالعبرية، وتدور أحداثه فى تل
أبيب!
قامت السفارة الفرنسية فى مساء نفس اليوم ـ الثلاثاء الماضى ـ بسحب الفيلم
من البرنامج ووضع المخرجة كاملة أبو ذكرى مكان احمد عاطف، وأرسلت البرنامج
المعدل للصحفيين دون أن تذكر أى شيء عن الفيلم أو تعتذر عن وضع الفيلم من
البداية.
بعد إثارة الموضوع فى العربى وبعض الصحف المصرية، حررت الخدمة العربية
لوكالة الأنباء الفرنسية تحقيقا أرسلته للصحف كتبه الزميل رياض أبو عواد فى
26 مارس وضعت فيه نص اعتذار أحمد عاطف وقول لطيفة فهمى إن الفيلم لن يشارك
فى المهرجان نهائيا، ثم قامت الخدمة الفرنسية لوكالة الأنباء الفرنسية فى
29 مارس بكتابة تقرير آخر أرسلته للصحف العالمية تجاهلت فيه نص اعتذار عاطف
وقالت إن السفارة رفضت عودته للجنة التحكيم (رغم أن انسحابه كان نهائياً
منذ البداية) وأوحت فى التقرير بأن أحمد عاطف عنصرى لأن سبب اعتذاره الوحيد
أن المخرجة جنسيتها إسرائيلية وكأن هذا شيء هين.
وتلقفت الصحف والمجلات الفرنسية التقرير ومنها من نشره (بمغالطاته) بدون
تعليق وغيرها صحف حيث يقبع اللوبى الصهيونى بداخلها بدأت فى شن حرب على
أحمد عاطف ومنها جريدة "ليبراسيون" التى اتهمته مباشرة بمعاداة السامية
وحتى صحف من جنسيات أخرى أعادت نشر القصة منها "دير شتاندر" الألمانية
ووكالة أنباء "أنسا" الايطالية، فاتصل احمد عاطف بمدير الخدمة الفرنسية
لوكالة الأنباء الفرنسية بالقاهرة (كريستوف دو روكفوي) يوم 29 مارس ونبهه
للخطأ وطلب منه تصحيحه بتوضيح موقفه، وقام أحمد عاطف بإصدار بيان جديد
باللغة الفرنسية مساء 29 مارس بدأه بتأكيد انسحابه من المهرجان وبأنه يرفض
كل أنواع التطبيع مع إسرائيليين باعتبارهم مواطنين إسرائيليين انتخبوا
حكومة تمارس القتل والعنصرية، مؤكدا فى نفس البيان أنه يحترم الديانة
اليهودية وانه يجهز منذ 7 سنوات لفيلم عن التسامح الدينى فى الأندلس بين
المسلمين والمسيحيين واليهود.
وبالفعل نشرت وكالة الأنباء الفرنسية البيان بالفرنسية يوم 30 مارس وبثته
لجرائد العالم، ونشرت البيان مجلة "الفيلم الفرنسي" ومجلة "اكران توتال"
أكبر مجلتين متخصصتين بالسينما بفرنسا، لكن ذلك استفز اللوبى الصهيونى
بفرنسا وخاصة الصحفى الصهيونى "ناثانييل هيرزبيرج" الذى قام بالضغط على
وزارة الخارجية الفرنسية لإعادة الفيلم مع قيامه بتشويه صورة مصر
والمصريين!.
بالفعل استجابت الخارجية الفرنسية فى الرابعة مساء بتوقيت فرنسا يوم 31
مارس وأعلن "برنار فاليرو" المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فى مؤتمر
صحفى أن فيلم "شبه طبيعي" للمخرجة الإسرائيلية "كارين بن رفاييل" ستتم
إعادته لبرنامج المهرجان واعترف بأن السفارة الفرنسية قد سحبته من قبل من
البرنامج بعد انسحاب احمد عاطف.
ما يوحى بأن الفرنسيين (سفارة ووكالة أنباء ووزارة خارجية) يتصرفون فى
الأمر كما لو كانت مصر جزءاً من أبعدية يمتلكونها، يختارون فيلماً لمخرجة
إسرائيلية ثم يدعون أنهم لم يكونوا يعرفون ثم يسحبون الفيلم بعد اعتذار عضو
لجنة التحكيم المصرى ثم يدعون أنهم رفضوا إعادته للجنة التحكيم ثم يقومون
بتشويه سمعته نتيجة انسحابه ثم يسحبون الفيلم من البرنامج ثم لا يعتذرون عن
الخطأ ثم يعيدون الفيلم مرة أخرى للمهرجان دون أى توضيح.
على جانب آخر أكد أحمد عاطف أن الناقد سمير فريد لم يورطه فى قبول عضوية
لجنة التحكيم، وأنه ليس هو من طلب منه ذلك، غير ان سمير قال له فى اتصال
تليفونى بعد نشر الصحف الموضوع: أنا مع موقفك بالانسحاب ومع موقف المركز
الفرنسى بسحب الفيلم، ولكن ليس معك فى أن تكون ضد ان يعرض المركز الفرنسى
أفلاماً إسرائيلية، فالمركز الثقافى الفرنسي، ولو إنه فى مصر، إلا انه على
أرض فرنسية!!
فى الصدد نفسه، كتبت الزميلة والناقدة علا الشافعى فى "اليوم السابع" أن
عدداً من المخرجين الذين يشاركون بأفلامهم فى المهرجان منهم: عمرو بيومى
وسمير عوف ونيفين شلبي، قاموا بسحب أفلامهم بعدما عرفوا عودة فيلم المخرجة
الإسرائيلية للمهرجان.. وتمنوا أن يحذو بقية المخرجين حذوهم.
يذكر أن عدداً من كبار المثقفين المصريين قرروا صياغة بيان احتجاجى عن هذا
الموقف، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافى الفرنسى يوم الخميس 8
إبريل، يوم افتتاح المهرجان، مطالبين بتحرك وزارة الثقافة المصرية لأن أفيش
وكتالوج المهرجان يؤكد أن المركز القومى للسينما التابع لوزارة الثقافة،
شريك للمركز الفرنسى فى إقامة المهرجان!!
أما الأهم فهو أن مطالبة الخارجية المصرية السفارة الفرنسية بالقاهرة
بتقديم اعتذار رسمى عما ذكر عن المثقفين والفنانين المصريين، وتشويه صورتهم
فى بعض الصحف الفرنسية.
..
ورداً على عرض الفيلم
المثقفون يطالبون بوقف التعامل مع المركز
بيانات عدة ظهرت من هيئات سينمائية مصرية رداً على الغطرسة والتعنت اللذين
يمارسهما المركز الفرنسى للثقافة والتعاون وحرص كل من نقابة المهن
السينمائية، والمركز القومى للسينما، والمعهد العالى للسينما، على التأكيد
على موقفها الثابت الرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني، وفى بيانها أكدت
نقابة المهن السينمائية على مطلب أساسى هو: «.. تطالب النقابة الجهات
الرسمية المصرية، وعلى رأسها وزارة الخارجية المصرية بضرورة التصدى
لمحاولات اختراق الثوابت الوطنية والإساءة للسينمائيين المصريين» كما طالبت
النقابة فى البيان أعضاءها بـ«مقاطعة أنشطة مهرجان لقاء الصورة السادس الذى
سيقام فى الفترة من 8 إلى 15 أبريل، تمشياً مع القرار الذى يقضى برفض
التطبيع مع الكيان الصهيوني.
من جانبه أصدر المعهد العالى للسينما بياناً أكد فيه المعنى نفسه، بعد أن
سحب جميع أفلامه من المهرجان وقال البيان: «إن الالتواء والتعالى مرفوضان
تماماً ولا يشكلان تصرفاً يليق بمركز يعلن أنه ثقافى أياً كانت جنسيته..
ونحن بالتالى نعلن من جانبنا وقف التعامل نهائياً وتماماً مع هذا المركز».
كما قامت مجموعة من كبار مثقفى مصر بإصدار بيان وقعه العديد من الرموز ولا
يزال يدور بين أوساط المثقفين، يعلنون فيه استياءهم الشديد من إصرار المركز
الفرنسى على عرض الفيلم الإسرائيلي، ودعا البيان إلى مقاطعة أنشطة مهرجان
«لقاء الصورة»
العربي المصرية في
04/04/2010 |