بعد 17 عامًا على إطلاق روايتها "ذاكرة الجسد"، وقعت الروائيَّة الجزائرية
أحلام مستغانمي عقد تحويل مادتها إلى 30 حلقة تلفزيونيَّة، تنتجها فضائيَّة
أبو ظبي، عن سيناريو لـ ريم حنا، ويتولى الإخراج نجدة اسماعيل أنزور، بينما
يجسّد الدورين الرئيسين جمال سليمان وإحدى نجمات ستار أكاديمي، أمل بو شوشة،
في أولى تجاربها التمثيليَّة.
الرواية التي قرأها حتى الآن 3 ملايين عربي، يراهن أنزور على جعل باقي
ملايين العرب يشاهدونها على شاشة تلفزيون أبو ظبي طوال أيَّام شهر رمضان
المقبل 2010، وفق ما أعلنه في مؤتمر صحافي عقد في فندق حبتور عند الساعة
العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الإثنين في 29 آذار (مارس) 2010 بحضور
الفنان جمال سليمان وكاتبة السيناريو ريم حنا والمخرج نجدة أنزور والمدير
التنفيذي للإذاعة والتلفزيون في شركة أبو ظبي للإعلام كريم سركيس
والروائيَّة أحلام مستغانمي والفنانة الشابة الجزائرية أمل بو شوشة، إضافة
إلى حشد إعلامي وصفه أنزور بأنه "الأكبر" الذي رآه حتى الآن.
كلمات
سركيس أضاء على حيثيات المشروع الضخم الذي أنجزت عقوده، ويتولى فريق كبير
كامل التحضيرات تمهيدًا لمباشرة التصوير الذي لم يتحدد بدقة حتى الآن لأن
عملية استكمال الكاستنغ تتم على قدم وساق، واعتبر أنَّ المحطة وظفت كل ما
يحتاجه العمل من عناصر لكي ينجز على أفضل مستوى.
الفنان سليمان أعرب عن اعتزازه بالوقوف أمام كاميرا أنزور، لكي يجسد
شخصيَّة رسمت معالمها روائية بارعة هي أحلام مستغانمي وقع سريعا في هوى
الشخصية الأولى ويشرفه أن يجسدها، مادحا الكاتبة حنا التي سبق وتعاون معها
في ثلاثة أعمال تلفزيونية، ومعتبرًا إيّاها مكسبًا للدراما العربيَّة.
الروائية مستغانمي أشارت إلى أنَّها سهرت في الليلة الماضية مع فريق
المسلسل وكتبت صباحا بعض الكلمات قرأتها أمام الحضور، فكانت بأسلوبها
الشفاف المعبر خصوصًا حين قالت إنَّها لا تنتظر أن يكون المخرج أنزور "من
فصيلة حبرها" بما يعني أنها تدرك أن رؤيا مشهدية تميزه ستظهر في العمل الذي
ينقل الرواية الى الشاشة الصغيرة، ولم تتوان عن إعلان بكائها لحظة توقيع
العقد لأنها شعرت أنّها تقدم قطعة من جسدها، نعم الى هذا الحد! وأكدت في
السياق أهمية القارئ عندها بما يتجاوز أي اعتبار، مشيرة الى أنها تتقاضى
دولارا واحدا عن كل نسخة تباع من الرواية، وكشفت أنَّ الرواية ترجمت إلى 4
لغات، وأنها تتحضر للسفر الى لندن حيث توقع عقدا مع الدار التي أطلقت سلسلة
هاري بوتر.
السيناريست ريم حنا لم تنكر أن الرواية صعبة ولها خصوصية لغوية يفترض
الحفاظ عليها من خلال صياغة تبقي على روحيتها، لأنها من صميم هيكلية
وجاذبية العمل، وأشارت الى أنها لطالما أبدت رغبتها للمخرج أنزور في العمل
معه، و"ذاكرة الجسد" هو الأول بينهما. وكشفت أن المسلسل ناطق بالعربية
الفصحى بعدما اتفق أن الفصحى خيار أخير ومناسب وستكون مخففة وغير مقعرة.
الفنانة أمل بو شوشة، صاحبة الوجه العربي الجميل، والتي اشتركت باسم
الجزائر في برنامج ستار أكاديمي تخوض هنا أول ظهور تمثيلي لها، وفي دور
رئيس تواجه فيه الفنان جمال سليمان الذي اعترفت أنها خائفة جدا من مواجهته
وفي الوقت هي سعيدة، لأنها ومنذ دورها الأول تقف أمام ممثل كبير، وروت كيف
أن تاريخ الجزائر لم يرو بشكل كاف بعد. أضافت: كان جدي من كبار المناضلين
الجزائريين وقد عشت طفولتي وأنا أسمع حكايات المواجهة والبطولات الكثيرة
التي حصلت.
أسئلة واجابات
فتح باب الأسئلة، فسألت "إيلاف": طالما أنك مدام أحلام لم تشترطي أن يكون
المخرج أنزور من فصيلة حبرك وبالتالي فهذا يسري على الكاتبة حنا، هل يعني
هذا في المحصلة 3 نماذج من ذاكرة الجسد؟
لا. الرواية واحدة. لكن مثل أي عمل إبداعي تعطى مساحة رحبة لوجود روحية من
يكتب السيناريو والمخرج لذا تكون هناك إضافة تجويدية على مناخ الرواية وهنا
يكون الروائي فضوليا لكي يواكب كيف يقرأ المبدعون ما أنجزه، لذا سترون
الرواية بأكثر من روحيَّة.
والسؤال الثاني، أين هو الفنان نور الشريف من هذا المشروع، وخصوصًا أنه أول
من تحدث من الفنانين عن روايتك وأعلن رغبته في تصويرها فيلما؟
عندك حق، الأستاذ نور - هذا الفنان الكبير - أنا أحييه. صحيح أنه بادر
وأعلن اعجابه بالرواية جدا، لكنني لم أدر لماذا لم يبادر حتى الآن. أنا
أحترمه وأقدره، ولا أدري ما اذا كان مشروعه ما زال ساريا.
ولأن المشروع كبير وجديد فقد سئل السيد سركيس عن موعد التصوير والميزانية
المرصودة للإنتاج وعدد المشاركين في المسلسل، فلم يعط أي معلومة بانتظار
حسم عناصرالعمل ومن ثم تحديد كل شيء.
وطرح سؤال عن مغزى استعمال العربية الفصحى في المسلسل فرد الفنان سليمان:
الذين يراهنون على سقوط الفصحى دراميا لن يفرحوا، وأنا أقول ان الفصحى
أصيلة وهي الأولى وعلينا عدم اعتبارها موضة، فمع الأعمال المكسيكية كانت
الملاحظات عديدة.
وتدخل المخرج أنزور ليقول: أريد أن أشكر تلفزيون أبو ظبي لأنه وافق فورا
على اعتماد الفصحى، واذا قال البعض إن الفصحى لا تلائم العصر الذي نعيش فيه
فإنني أدعوهم لكي ينتظروا ظهور المسلسل.
ومع وجود حذر دائم من الرقابات العربية، وعدم انسجامها مع الأعمال
الوطنيَّة والقوميَّة، سئل أنزور عما اذا كان حذرا من امكانية رفض العمل في
محطات عربية خارج أبو ظبي، فأجاب: يكفيني العرض الكامل على محطة واحدة، لأن
الناس ستلحق به أينما عرض، وأنا أتمنى أن يعرض على كل المحطات.
وتدخلت مستغانمي لتروي واقعة حصلت معها، فقالت: أجرت صحفية لقاء معي لم
تذكر فيه عنوان الرواية التي كانت محور اللقاء: "ذاكرة الجسد"، فقط لأن
الجسد ممنوع رقابيا، فهل يعقل هذا التدبير؟
وسئل سركيس عن الأجور التي تقاضاها المشاركون، وكرروا عليه السؤال عن
الميزانية؟ فردَّ: هل تتذكرون نتائج الأوسكار مؤخرًا؟ الميزانية لا تعني
الكثير، فشريط: ذي هارت لوكر لم يكلف الكثير ومع ذلك فقد احتل الصدارة
متجاوزًا: آفاتار. المهم النوايا الطيبة والعمل باجتهاد وتوظيف الميزانية
في المكان الصحيح.
إننا في انتظار "ذاكرة الجسد" مجسدة بالصورة مع عناصر متميزة فعلا. وحتى
ذلك الحين، نأمل عملا يفتح الباب على نقل الروايات العربية الى الشاشتين.
إيلاف في
30/03/2010
الإعلان يفسد العمل
الإعلانات تقتحم صناعة الفيلم
السينمائي
القاهرة ـ من محمد
الحمامصي
نقاد يستهجنون تخصيص أعمال درامية للترويج لسلعة تجارية
ويرون فيه 'نخاسة فنية'.
رغم الفشل الذي
مني به فيلم "بحر النجوم" قبل ثلاث سنوات من الآن، والذي كان الفيلم العربي
الأول
الذي مثل أحد أشكال الدعاية الإعلانية المباشرة لإحدى شركات المياه
الغازية، إلا أن
الأمر سرعان ما تكرر في فيلم "كلمني شكراً"، الذي يعد إعلاناً كبيراً لإحدى
شركات
المحمول، لكن ذكاء المخرج هذه المرة وطبيعة الموضوع الذي طرحه الفيلم حال
دون سقوط
الفيلم في هوة الفشل على الأقل جماهيرياً.
الفيلم الأول أخرجه أحمد المهدي ولعب بطولته نجمات الغناء هيفاء وهبي
ورويدا
المحروقي وكارول سماحة ووائل كافوري، والثاني أخرجه خالد يوسف
وقام ببطولته عمرو
عبد الجليل وغادة عبد الرازق وشويكار وغيرهم.
وتكرر أمر الإعلان في الأفلام السينمائية بأشكال ومساحات متفاوتة منذ
بواكير
السينما وحتى الآن، لكن دون الدخول بشكل مباشر في تفاصيل هذه
الأفلام، حيث غالباً
ما تمر به الكاميرا مروراً سريعاً، وهكذا قد يستلفت انتباه المتفرج أو لا،
الأفلام
القديمة كانت تكتفي بالتوجه بالشكر إلى الفندق الفلاني أو هذه الهيئة أو
الشركة
لمساهماتها بتوفير المكان أو الأشخاص، أو أن تشير إلى أن هذه
الموبيليا مثلا من
محلات فلان الفلاني.
وتحول الأمر الآن إلى المباشرة، فهل يصبح الإعلان جزءاً من صناعة الفيلم
السينمائي؟
ورأى المخرج د.محمد كامل القليوبي في الأمر "نخاسة فنية".
وقال "عندما نجد عملاً درامياً يتحول للترويج لسلعة فهذا قمة الانهيار
والنخاسة
الفنية، فهم بذلك يدمرون كل شيء، فلا يدخل رأس المال في شيء إلا ودمره، وقد
استفزني
فيلم كلمني شكراً، فالكوميديا نفسها سخيفة وأعتبره مجموعة من
الاسكتشات ثقيلة
الظل".
لكن القليوبي لم يمانع كسناريست أن يكتب مثل هذه الأعمال ولكن بشرط أن يكتب
في
تترات العمل أنه ممول من الشركة الإعلانية حتى يكون هناك وضوح
وشفافية، "لكن أن
أقدم عملاً لخدمة سلعة بهذا الشكل الفج فهذا قمة الانهيار وليس فناً".
الناقدة ماجدة موريس أيضاً رفضت أن يتحول الفيلم السينمائي إلى نوع من
الدعاية
الإعلانية، ورأت غرابة في ظهور منتجين مثل السبكي وحسام الدين
مصطفى ويوسف شاهين "إنه
إحساس بالذاتية المفرطة ودعاية لمنتجات بعينها، لكن هذا الاتجاه ليس جديداً
على السينما ولا بد من فض الاشتباك بين ما هو تجاري وفني ومن ثم على المنتج
أن يظل
منتجاً فقط، وعلى شركات الإعلان أن تبقى على التتر".
لكن الناقد عصام زكريا يرى أنه ليس مهما ما في العمل من إعلانات "المهم هو
توظيفها في شكل فني لا يضر بالعمل، فأفلام جيمس بوند مليئة
بالإعلانات ولم ينزعج
أحد، فلا توجد غضاضة في هذا، بالعكس لا بد من الدعم لأنه من الصعب الآن
تكلفة فيلم
بسهولة خاصة في ظل الأزمة المالية".
ولم ير عصام زكريا أي فجاجة في فيلم "كلمني شكراً"، فالدعاية موظفة بشكل
كوميدي
جيد، وليست فجة، وتساءل "لماذا ننزعج من هذا والدراما التليفزيونية تمتلئ
بالإعلانات سواء تلك التي تقطعها أو تتخلل الدراما".
ويلفت الناقد قدري الحجار إلى أن ملابس وأزياء النجوم في الأفلام أو
المسلسلات
أصبحت أكبر دعاية لشركات وبيوت الأزياء، وكذلك المنازل
والفيلات والشقق التي يتم
التصوير فيها وما يدخل من ديكورات وأثاث، وللأسف لم يلتفت أحد إلى أن أغلب
المخرجين
والمنتجين والفنانات يتعمدن ذلك.
ويقول "ربما لم يحدث أن تنبه أحد لذلك لأنه يأتي بشكل طبيعي كجزء من نسيج
العمل،
ما يلتفت إليه هو شركات السلع الواضحة كالمحمول والمياه الغازية والسيارات،
على
الرغم من أن هناك شركات سياحية وبيوت أزياء داخل القضية".
لكن الحجار يؤكد أن كل هذا أمر طبيعي طالما يخدم العمل الفني، ويساهم في
خروجه
بشكل أفضل، "لنعتبر الأمر جزءاً من الصناعة، وهو كذلك بالفعل،
لكني أكره الإعلان
الذي يدخل فيفسد العمل، ففيلم "بحر النجوم" كان فجاً جداً، على الرغم من
نجومه
الذين لهم شعبية كبيرة".
ميدل إيست أنلاين في
30/03/2010 |