خلطة جذابة من السحر وعدم الثقة، هكذا بدا الممثل البريطاني هيو غرانت
أثناء المقابلة بخصوص دوره في الفيلم الكوميدي غير التقليدي «مورغانز». لو
كان علي ان أكتب كامل حديثنا بكل تفاصيله لاضطررت إلى كتابة كلمة «يضحك»
بعد كل اجابة، وهو كان سيشطب كل كلمة «يضحك» بكل جدية.
الفيلم الكوميدي «مورغانز» أرسل هيو غرانت إلى الريف الأميركي، حيث
عاش عدة أسابيع. حتى هو يبتسم لهذا الوضع غير التقليدي، فهو لا يحب الريف
كثيرا، على الرغم من كونه بريطانيا.
·
كيف كان وضعك في الريف الأميركي؟
- استمتعت به بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لقد بدا لي مثيرا وجذابا.
في منطقة وايومينغ الأميركي، حيث كنا نصور، أغرمت بالسهول الواسعة، حتى
انني كنت استمتع بموسيقى الكانتري. نعم يمكنني ان أعيش في مثل هذا الريف.
·
وماذا عن ريف آخر؟
- إذا كنت تقصدين الريف البريطاني، فبالتأكيد لا، في أي حال من
الأحوال. انه غير مضياف، رطب، وممل ولا أحبه. وصدقيني بانني أعرفه جيدا.
·
هل كنت ستمل حتى من الريف
البريطاني الراقي الذي يشتهر برحلات الصيد والهوايات الأخرى للنبلاء؟
- جربت هذه التقاليد، وكنت أذهب في رحلات الصيد، لكن ذلك لم يرق لي
ولم يناسبني.
·
أنت من سكان المدينة، فماذا
افتقدت في الريف أكثر شيء؟
- كل شيء، على الأخص الرفاهية المرتبطة بحياتي، سريري المريح، سيارتي
المريحة، ومطاعمي المفضلة، الأصدقاء. كذلك افتقدت الضوء، فالظلمة تخيفني،
أنا لا أحبها، والريف مليء بها.
للتكنولوجيا.. بحدود
·
هل معك جهاز نقال؟
- طبعا. لماذا؟
·
شريكتك السينمائية سارة جسيكا
باركر تقول، انه على الرغم من انك تبدو كلاسيكيا، فإنك لا تبتعد أبدا عن
موبايلك.
- هذا صحيح.
·
وهل لديك بروفايل على الفيس بوك؟
- أما هذا فلا، فأنا لا استعمل الفيس بوك وما يشبهه، أنا أنمي صداقاتي
بان أذهب مع معارفي لتناول العشاء، أو نسافر الى الخارج، وليس بالكتابة عبر
الانترنت.
·
إذن انت متزمت وتقليدي قليلا؟
- قد أكون غير متطور في بعض النواحي، فالحياة الافتراضية لشباب الجيل
الحالي تعارض قناعاتي. لكن لا تنظري إليَّ على اني عجوز ولا أفهم شيئا.
فمثلا أنا أحب تسلّم الرسائل النصية القصيرة جدا. في الحقيقة لا أعرف متعة
أكبر، من ان يدق الهاتف وأعرف ان هناك رسالة وصلتني. ان أرسلت لي واحدة،
فلسوف أكون ممتنا جدا لك. لكن من أجل ذلك سأضطر ان أعطيك. رقم هاتفي، أليس
كذلك؟
·
نعم، بكل سرور.
- لا تغضبي، لكن أظن ان ذلك لن يكون آمنا. قد يكتب لي شخص آخر.
·
ألا زلت تجمع الأعمال الفنية؟
- نعم، لكن منذ فترة طويلة لم أشتر شيئا، لم يكن الوقت مواتيا، آخر
عمل اقتنيته كانت لوحة فنية من فنان ألماني، اقفلت بها إحدى مجموعاتي.
·
هل تخبرني أي مجموعة هي؟
- كلا، لن أقول. فقد أتعرض للسرقة هكذا.
·
قريبا سوف تصل إلى الخمسين، فهل
هذا تغيير كبير؟
- (يفكر لمدة طويلة) فقط سنة واحدة اضافية. ربما، لن أقول بانني متشوق
الى ذلك، أنا لا أعرف أحدا ينتظر عيد ميلاده الخمسين بحماس. لكن ذلك لن
يقتلني.
·
إلى ماذا تسعى بعد إلى تحقيقه في
الحياة؟
- ما سيأتي سيأتي.
أولاد اخوة رائعون
·
ما علاقتك بالأطفال؟ الرغبة بهم
هي الموضوع الرئيسي لفيلم «مورغانز»، لكن أنت ليس عندك أطفال؟
- ماذا أقول بهذا الموضوع؟ لا يسعدني اني لم أنجب أطفالا، لكن لدي
أبناء اخوتي، الذين أقضي معهم وقتا كثيرا. وأنا سعيد بذلك. لكن المشكلة
انني لا أعرف ان كان ذلك يسعدهم أيضا. بل هم يخجلون بسببي.
·
ولماذا يخجلون؟
- عندما أذهب إلى مكانٍ ما، يتجمع أصدقاؤهم ويبدأون بالصراخ «لقد وصل
الممثل المشهور»، وهذا يحدث دائما، فأشعر بالخجل. لحسن الحظ لدي أولاد اخوة
رائعين، يبعدون كل هؤلاء الأطفال، هم بمنزلة حراسي الشخصيين.
·
كيف يكون تعاملك مع الناس؟
- أظن ان القليل فقط من الناس يحبونني هكذا كما أنا. أرجو ان يكون
أبناء اخوتي هؤلاء يحبونني، لكن بسبب الأسباب المذكورة، فإنهم لا يعترفون
بي كثيرا. كما انهم لم يعودوا أطفالا. أحدهم عمره 18، وقد أرسله أخي لي من
أميركا إلى لندن، لكي أريه أجمل ما في المدينة. هل أروي المزيد؟
·
الموضوع يبدو شيقا حتى الآن؟
- ابن أخي العزيز أتى برفقة صديقين، ولذلك بحثت لهم عن فتيات.
·
عفوا؟
- بالتأكيد ليس الفتيات من النوع الذي في بالك.. بل فتيات عاديات،
لطيفات وجميلات. لقد أخذتهم جميعا إلى ناد ليلي، لأشرب شيئا، لم أتركهم
هناك. لكن هم كانوا يصرون: لا تذهب يا عمي. وأنا أقول: ان عمري 39 وانتم في
الثامنة عشرة، أنا ذاهب الى المنزل. وهم: لا تذهب، وهكذا استمر الأمر حتى
الصباح.
ظلم الصحف الصفراء
·
كيف تتأقلم مع هجوم الصحف
الصفراء؟ هل تعلمت ان تتجاهلهم؟
- صحف الفضائح البريطانية تكون قاسية جدا وظالمة أحيانا، لذلك أحاول
ان لا أقرأها. لكن في كل مرة أجد أحدا يذكرني بوجودها. مثل الصحافي الذي
سألني، ما صحة المعلومة بأن... وأكملي انت ما يهمك.
·
حسنا، لن أقوم بالتأكد من
المعلومات.
- لا بل تأكدي، على الأقل سوف تعرفين الحقيقة.
·
هل تنوي ان تترك التمثيل، كما
كتب في إحدى المطبوعات؟
- هل ترين هذا ما أقصده؟ أرجو أنك. لم تصدقي هذه الخزعبلات. أتعرفين؟
في كل مرة يجري معي أحدهم مقابلة، أكتشف غش الانترنت. اليوم يكفي إلقاء أي
اسم في محرك البحث وتجدون المعلومات، لكن هناك شيء يسقط منه دائما. لا يمكن
اعتبار كل شيء حقيقة مطلقة. في الواقع ان %90 منه يكون كذبا.
·
في فيلم «مورغانز» مثلت مع سارة
جسيكا باركر، فهل تابعت أشهر أعمالها مسلسل «سكس إن ذي سيتي»؟
- لا أبدا. مثل أي رجل عادي وغير شاذ.
·
مؤسف، كان يمكن ان تكتشف الكثير
من الأشياء المفيدة عن شريكاتك؟
- أعرف ذلك، كان يجب ان أدون الملاحظات! والآن بشكل جدي، هو مسلسل
جميل، فيما بعد تابعته ويجب ان أعترف بأن له سحرا. ربما كنت فقط لا أريد ان
أعرف تماما ماذا تقول النساء عني، عندما لا أكون معهن.
الفكاهة البريطانية
·
وكيف تناغم حسك البريطاني
للفكاهة مع فكاهة سارة جسيكا باركر؟
- مهما أطلقت على فكاهة جسيكا، فإنها كاملة، كنت أضحك باستمرار ومن
قلبي، في الواقع أريد ان أصفها بانها نابغة وعبقرية، أنا معجب حتى بنوع
دعابتها، وأسلوب تمثيلها، حتى انني لم أعلم بانها موهوبة بهذا الشكل. انها
طيبة، وظريفة في «سكس إن ذي سيتي»، لكن في «مورغانز» عرفت بانها ممثلة
كوميدية مثيرة للاهتمام.
·
هل يمكنك ان تصف نوع الفكاهة
المفضل بالنسبة لك؟
- سؤال مثير، يجب ان أفكر، (يفكر) أظنه صعبا.
·
هل تعتبره بريطانيا تقليديا، كما
يكتب عادة؟
- قد تكون فكاهتي بريطانية، لأنني أصنعها قبل كل شيء. انها مهمة
بالنسبة للبريطانيين أكثر من الشعوب الأخرى. الإيطاليون لديهم الطعام
والستايل، هم دائما أنيقون، وأنا أحسدهم على هذا الشيء. أما نحن
البريطانيون، فإننا مقارنة بهم غير أنيقين، ولا نطهو طعاما لذيذا، لكن في
المقابل لدينا الفكاهة، في الواقع نمزح باستمرار، ولا يضاهينا في ذلك إلا
الروسيون، فهم فكاهيون بشكل لا يصدق.
·
هل حدث ان وضعتك دعابتك في موقف
حساس من قبل؟
- نعم، عدة مرات. ليس الجميع يتفهمها، وهذا يحدث معي أكثر في وسائل
الاعلام منه في الحياة العادية. يكفي ان تبدو نكتتي خارج الموضوع، أو ان
أحدهم يفسرها خطأ.
·
بأي من أفلامك انت فخور أكثر
شيء؟
- أنا فخور جدا بفيلم «ميوزك إند ليركس» وكذلك بفيلم «أباوت إبوي».
ولأكون صريحا تماما، فيما عدا فيلما واحدا، لم أصور أي فيلم لا يمكن ان
أشاهده. أنا لم أعمل قط من أجل انه عليّ ان أعمل. وأنا أعتبر ذلك نجاحا
كبيرا.
·
ألا تجذبك أفلام الوسيترن بعد
تجاربك في «الحزب المتوحش»؟
- ولم لا؟ ان قبعة الكاوبوي تناسبني، وكذلك تناسبني كل تلك الفلسفة
للكاوبوي. في الواقع أنا أتخيل نفسي أطارد القطع في البراري، وذلك يناسبني
جدا.
من هو هيو غرانت؟
- ولد في التاسع من سبتمبر عام 1960 في لندن.
- تخرج من جامعة أوكسفورد.
- حصل على أول دور مهم أو كبير من رومان بولانسكي في العام 1992 في
فيلم «بترمون» وأصبح رمزا للكوميديا الرومانسية.
- كان النقلة النوعية بالنسبة له فيلم «أربعة أعراس ومأتم» في العام
1994، وحصل عنه على جائزة الكرة الذهبية.
- بعدها انهالت عليه أدوار الشاب المحبوب والمتخبط قليلا: «الفهم
والاحساس» (1995)، «اثنان في ورطة» (1995)، «نوتنغ هيل» (1999).
- أدى شخصية التعيس الجذاب في فيلم «مذكرات بريدجيت جونز» (2001) الذي
دفعه خطوة إلى الأمام، ثم الفيلم الكوميدي «أباوت إي بوي» (2002).
- فيلم «الحب في الواقع» (2003) أكد قدراته التمثيلية.
- أحدث أفلامه «مورغانز»، وهو كوميديا تروي كيف يحل الزوجان
النيويوركيان أزمتهما الزوجية في الطبيعة البرية.
أشهر أفلامه
أربعة أعراس ومأتم
أفضل أمثلة الأفلام الكوميدية الرومانسية البريطانية كتبه السيناريست
ريتشارد كورتيس وأصبح صرعة عالمية، ووضع هو غرانت في مصاف النجوم.
نوتينغ هيل
لفترة طويلة لم يتم التغلب على رومانسية الحي اللندني الأبيض. باختصار
نموذج الفتى الفقير بائع الكتب هيو غرانت الذي يغرم بالفتاة الغنية نجمة
السينما جوليا روبرتس تأثيره يعمل دائما.
بريدجيت جونز
تحول هيو غرانت من شخص رومانسي إلى ماجن في فيلم «مذكرات بريدجيت
جونز». فاقتباس رواية «نك هورنبي» الناجحة منحه فرصة ومساحة حتى يظهر
جاذبيته في التمثيل في أقصى حدودها وقد رشح عن هذا الدور لنيل جائزة الكرة
الذهبية.
الحب في الواقع
لن ننسى بسهولة هيو غرانت الذي يرقص في منزل رئيس الوزراء، وكذلك لن
ننسى غناءه للترانيم في أطول شارع في لندن، وهو من اخراج رتشارد كورتيس.
القبس الكويتية في
26/03/2010 |