عرفناه في ثوب عبدالحليم حافظ في مسلسل "العندليب" عندما اختاره
الجمهور كأكثر شاب لديه القدرة علي أداء دور النجم الراحل ورغم النجاح
الساحق للمسلسل وبطله إلا أن شادي شامل لم يستغل هذا النجاح. بل ابتعد عن
الفن لفترة.. ربما لاعادة الحسابات وربما لأنه لم يجد ما يغريه بالتمثيل
المختلف ورغم البعاد إلا أن الجمهور لم ينس شادي شامل الذي عاد إليهم من
خلال أحدث أفلامه "فاصل شحن" بمظهر مختلف وأداء مغاير بعيداً عن شكل
عبدالحليم حافظ الذي عرف عنه.. فهل أحبه الجمهور في "فاصل شحن" كما أحبه في
دور "العندليب"؟ وهل يشعر شادي بأنه قدم أفضل ما لديه.. "الجمهورية
الاسبوعي" في ذكري عبدالحليم كانت معه في هذا الحوار:
الاسم بالكامل شادي شامل شهاب متزوج من خارج الوسط بالدكتورة لميس حسن
الاغا المدرسة بالجامعة ولم ينجب بعد.
·
أولا مبروك علي الفيلم الجديد
"فاصل شحن" فما هو دورك فيه؟
ــ دوري هو "كريم" شاب يحلم بالسفر للخارج كالعديد من الشباب. ومن أجل
هذا الهدف يقوم بالعمل في العديد من الوظائف ليجمع المال للسفر.. إلا أنه
عندما يشعر أن أحد اصدقائه وقع في ضائقة يقوم باعطاء المال له عن طيب
خاطر.. فكريم رمز لشباب مصر بكل معاناته وطيبته.. كما ان الفيلم يناقش قضية
تهريب الآثار وكيف يتصدي لها أبناء مصر الشرفاء رغم ظروف البطالة التي
يعيشها الشباب إلا أنهم لا يجب ان يفقدوا مبادئهم الأصيلة.
·
بعد غياب طويل ما الذي جذبك في
دور كريم؟
ــ بعدما قدمت شخصية المطرب عبدالحليم حافظ والتي كانت بعيدة إلي حد
ما عن شخصيتي الحقيقية فحتي الملابس والماكياج والديكورات كانت تنتمي لعصر
آخر وجدت العكس في شخصية كريم الشاب الذي يشبهني أما حتي في طريقة تفكيري
وفي الشكل الخارجي من حيث الملابس والأفكار.
·
قيل ان خلاف وقع بينك وبين شذي
كنوع من الغيرة الفنية عندما غنيت أنت في احد المشاهد. فارادت أن تقوم
بتقديم كليب رغم أنه دخيل علي الأحداث؟
ــ لا تعليق وكل إنسان له أفكاره وحر في تصرفاته!
·
بوجود "بطلين" من المطربين
توقعنا وجود فيلم غنائي موسيقي به العديد من الأغاني الثنائية "الدويتو"
كما كان بين عبدالحليم وشادية؟
ــ شذي هي التي أصرت علي ألا نكون نسخة من عبدالحليم وشادية ورغم انني
كنت اقول "هو آحنا نطول" نبقي زيهم لكن انا كمطرب لن استطيع أن أقوم بثنائي
بمفردي بدون موافقة الطرف الاخر!
·
لماذا ربط البعض بين قصة حبك مع
الدكتورة لميس بقصة حب عبدالحليم وجيجي كما صوره المسلسل؟
ــ "ضاحكاً" والله ده شيء لطيف فأنا ولميس نعرف بعضنا منذ الجامعة
وقصة الحب بيننا كانت بمباركة الأسرتين.. وعندما دخلت الوسط الفني اتخذت
شعار "داري علي شمعتك" فلم أخبر أحدا بحبي إلا يوم الفرح مما جعل البعض
يربط بين قصة حب حليم التي لم يعرفها أحد وقصة حبي!
·
وما هو احساسها والمعجبات حولك؟
ــ هي انسانة متفهمة جداِ.. وبالعكس عندما لا يحيط بي المعجبات تكون
حزينة!
·
ما هو الذي تتمني أن تلعبه؟
ــ أتمني لعب عشرات الأدوار. فأنا لا أزال في المرحلة الأولي. ربما
أقرب الأدوار إلي هي الادوار "التاريخية" بشرط أن تكون تكلفتها الانتاجية
مرتفعة ليكون الانتاج محترما خاصة أن السينما تفتقد هذا النوع من القصص.
·
والتليفزيون؟
ــ ليس الآن فأنا ارغب في تأكيد وجودي كممثل سينما!
·
هل تصف نفسك كممثل أو مطرب؟
ــ أنا اساسا مطرب أجيد التمثيل!
·
إذا أين أنت من الحفلات؟
ــ "الضحك من غير سبب قلة أدب" وكذلك الظهور أمام الجماهير بلا أغاني
خاصة بي تجعلني أبدو مطرب غير حقيقي.. وأنا حاليا احضر لألبوم جديد اتعاون
فيه مع المؤلف وليد جلال والملحن رامي كمال عندما انتهي منه ستكون له
العديد من الحفلات.
·
في ظل أزمة شركات الكاسيت من
سينتج لك الألبوم؟
ــ أنا سأنتجه وسأتعاقد مع شركة كبيرة لتوزيعه.
·
ألا تخشي أن تسرق أغاني الألبوم
علي النت؟
ــ بالفعل ده "حال" كل الشركات الكبري. ويكفي أن شركة مثل جودنيوز
فسخت عقدها مع نجوم من جيلي مثل إيساف وروتانا يفسخ المطربون عقودهم معها
يعني لو انتظرت ظروفا أخري لن انتج شريطي ابدا ولكن اعتقد أن أشياء اخري
ساهمت في انهيار سوق الكاسيت!
·
مثل ماذا؟
ــ الناس لم تعد كالماضي. فوالدي مثلا كان يحتفظ بكل شرائط عبدالحليم
وأم كلثوم منذ صدورها ويعتبرها ثروة. أما اليوم فالجمهور يمل بسرعة يريد
"أغنية سريعة" وألبوما سريعا يرقص معه ثم ينساه بعد قليل.
·
ألا تري أن مطربي الفيديو كليب
عندما يمثلون يرغبون في تحويل الفيلم إلي فيديو كليب طويل؟
ــ بالفعل وقد شاهدت هذا بنفسي فكل مطرب تعود علي شكل الأغنية المصورة
ولا يريد بذل مجهود كما أنه أحيانا يتخيل أن شكل السينما التقليدي موضة
قديمة وتقليد لمن رحل. فالفيديو كليب للأسف أقرب إلي العديد من المفاهيم
لدي المشاهد والمطرب.
·
إذا لن تقدم فيديو كليب لألبومك؟
ــ بل سأقدمه وسيكون مختلفا فأنا في العادي فنان مختلف.
شكل جديد
·
مخرج "قاطع شحن" لم يقدم سوي
فيلم "بحبك وباموت فيك" بينما انت قدمت "العندليب" مع مخرج كبير. ألم تخش
هذه التجربة وما هو تقييمك له كمخرج؟
ــ سيد عيسوي مخرج جيد لو توفرت له الامكانيات سيقدم أفضل مما قدمه
بالفعل. وأنا مدين له بأنه اعادني بالشكل الذي أريده.
·
لو كان للعمل جوانب سيئة ترجعها
لمن؟
ــ لكل من لم يؤد عمله جيداً!
·
هذا الاسبوع تمر ذكري رحيل
عبدالحليم حافظ ماذا تقول له وعنه؟
ــ هو النجم الذي لن يموت وسيظل حتي يوم القيامة بأعماله الخالدة في
قلوبنا جميعا.
·
علي ذكر عبدالحليم لماذا اختفيت
بعد نجاح المسلسل؟
ــ بالفعل أردت أن ينسي الناس شكلي كعبدالحليم. وبالصدفة لم أجد في
الفترة الماضية أي عمل مناسب وجاءت الظروف في صالحي حيث كبرت في السن وتغير
شكلي لأعود في نيولوك يسمح لي بأداء أي دور!
·
لم تجد دور مناسبا هل معايير
اختيارك للعمل صعبة؟
ــ لا والله "بس الورق" أهم حاجة لأري أبعاد الشخصية جيدا وأقدم دورا
له معني.
·
اتصلت بك فكنت مشغولا بالتصوير
فماذا تصور؟
ــ فيلم روائي قصير أؤدي فيه دور رئيس دولة اسمه "اصحي ياريس" والفيلم
موجه اساسا للمهرجانات!
الجمهورية المصرية في
25/03/2010
ليل ونهار
قاطع شحن!!
بقلم: محمد صلاح الدين
جميل من السينما أن تكون ولادة.. وأن تقدم أجيالاً متتالية من الشباب
من الجنسين.. ولكن ليس جميلا بالمرة ألا يأخذ هؤلاء الشباب أنفسهم بالشدة.
ويعجنون مواهبهم في معامل التمثيل حتي يكونوا علي قدر المسئولية التي تمنح
فرصها لهم علي كفوف الراحة!!
وفيلم "قاطع شحن" للمخرج سيد عيسوي يعد تجربة سينمائية فارقة بالنسبة
للمخرج الشاب الذي استطاع أن يستفيد من تجاربه السابقة ويتقدم ولو خطوة.
كما أنه فرصة للكاتب الشاب أسامة رءوف الذي يقدم أوراق اعتماده لأول مرة
كمؤلف. رغم مشاركته في أعمال عديدة كممثل.. أما الممثلون فلنا معهم وقفة
طويلة أمام هذا التناقض المذهل في شخصياتهم وفي أدوارهم. بل وفي مواهبهم
المحدودة التي تحتاج فعلا إلي "شحن"!!
وبعيدا عن الممثلين الشبان الجدد المسنودين علي كليباتهم الغنائية في
حالة لو كانوا مغنيين ومغنيات.. أو مسنودين علي آبائهم لو كانوا ممثلين
حاف.. أتذكر عمالقة التمثيل في العالم أمثال: مارلون براندو مرورا علي آل
باتشينو وروبريت دي نيرو وتوم لي جونز. وطبعا كثير من الشبان وهم يمرنون
أنفسهم علي الأداء كل فترة في مدارس ومعاهد ومعامل التمثيل حتي وهم كبار في
السن.. ويقولون في ذلك: "إنه علي الممثل أن يجرب من جديد بالإقبال علي
التدريبات أو عمليات الإحماء الأدائي.. حتي لا نصدأ"!!
وأجد نفسي مضطرا لإهداء هذا الكلام لكل الجدد الذين قد يرون أنفسهم
أكبر وأعلي من تعلم التمثيل.. بينما يضيعون وقتهم في "الجيم" أو في
الهيافات مثل الرغي في الموبايلات.. ولا يستثمرونه في اتقان عمل سيخلد علي
شرائط إلي الأبد.. ولكن من يسمع ومن يتعظ!!
إننا أمام مجموعة من البنات يعملن في محل كوافير هن: "شذي وياسمين
الجيلاني وإيمان السيد" صاحبته سيدة معقدة "ميمي جمال". ولذلك يتم طردهن
بعد العديد من المشاكل معها.. في نفس الوقت نري الشاب الرومانسي كريم "شادي
شامل" يبحث عن فرصة عمل خارج مصر ويحاول جمع المال بأي طريقة من أجل هذا
الغرض رغم حبه لإحدي البنات.. ونفس الشيء يحدث مع صديقه فايز "عمر حسن
يوسف" الذي يحب شذي. ورغم أنه خريج الفنون التطبيقية إلا أنه يضطر للعمل
كسائق لدي عجوز سرعان ما تقوم بطرده بسبب خروجه بالسيارة بدون إذنها!!
بالصدفة يتعرفون علي مليونير "لطفي لبيب" وزوجته "جيهان قمري" يقومان
بلعبة مع مهرب آثار "عبد الله مشرف" يورط فيها الشباب الجدد ليجدوا أنفسهم
مطاردين. حتي يتعرفوا علي ضابط شرطة شاب "تامر شلتوت" يأخذ منهم الآثار
المهربة ثم يتضح لنا أنه من العصابة.. ويقبض البوليس علي الجميع في نهاية
متعجلة وساذجة برغم طول ما قبلها!!
ومثل عدم استثمار النهاية بالشكل الجيد لأحداث تشابكت كثيراً. استطاع
مؤلفها أن يضفرها بالاعتماد علي الشكل البوليسي باخفاء بعض المعلومات.. لم
يتم استثمار الفرصة التي منحت للشباب في بطولات مطلقة لأول مرة.. وحدث ما
يثير العجب حينما تصر مثلا بطلة الفيلم شذي علي عمل كليب لها في دراما لا
تحتمل مثل هذا الشكل.. وكذا عمر حسن يوسف الذي يحتاج إلي تدريب مكثف. بينما
حاول شادي وشلتوت وياسمين وإيمان الاستفادة من التجربة برغم تفاوت أدائهم!!
مازالت منظومة ظهور النجوم الجدد واضطلاعهم بأدوار البطولة عندنا
تحتاج إلي إعادة نظر.. حتي لو اضطرت النقابات الفنية إلي التدخل بوضع شروط
لاجتياز بعض دورات التمثيل.. وذلك حفاظاً علي "منتج" لابد أن تكون لديه
صلاحية.. بالتأكيد السينما أهم من الغراء والبوية!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
25/03/2010 |