يأتي فيلم
Green Zone
(المنطقة الخضراء) المعروض حالياً في دور العرض المحلية، ليقدم لنا جرعة
تشويق كبيرة ومحكمة وعلى إيقاع سريع لا يلتقط أنفاسه واجداً في العراق
مسرحاً لأحداثه، وعلى شيء من تعقب أسلحة الدمار الشامل التي كانت الادعاء
الأكبر الذي استندت إليه إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في غزوها
العراق، وعلى شيء من بناء كذبة وتصديقها، ومن ثم اتباع ذلك- أي بعد احتلال
بغداد- بمحاولات مستميتة لتأكيدها، وليبقى السؤال، هل يمكن اتباع الكذب
بأدلة تثبت صحته؟ والإجابة بالتأكيد ستكون بـ «لا» كبيرة، فالأمر هنا ليس
مجرد فرضية، بل كذبة ملفقة ترافقت مع ادعاءات أخرى كثيرة اصطدمت بواقع
مغاير على الأرض العراقية.
ليس في ما تقدم استعراض لرأي سياسي أو تتبع لوقائع على الأرض، بل هو
تماماً ما يقدمه فيلم «المنطقة الخضراء»، الذي لا يكتفي أبداً بأن يكون
مشوّقاً فقط، ولا أن يتبنى رأياً سياسياً مسبقاً يدين أو يمجد القوات
الأميركية في العراق، كما أنه وفي الوقت نفسه لا يبحث في حياة الجنود
الأميركيين أو ما يقومون وما لا يقومون به في محاولة لوضع الجيش الأميركي
في سياق سينمائي، كما هو الحال مع فيلم «خزانة الألم» المتوج بالأوسكارات.
فيلم «المنطقة الخضراء» الذي أخرجه بول غرينغراس صاحب «يونايتد 93»
يبني قصته وعوالمه التشويقية باستناد كبير على وقائع، وإن كان الهيكل العام
للقصة تخيلياً، لا بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى تسليط الضوء على أخطاء
الإدارة الأميركية في العراق ما بعد سقوط نظام صدام حسين، ويتخذ من هذه
اللحظة المصيرية معبراً نحو ما يقوله في هذا الشأن، بحيث يأتي كل ذلك في
سياق القصة التي يقدمها وشخصياتها ممثلة لرأي مغاير أو إمكانية لأسلوب
تعامل مغاير للمحتل مع البلد الذي احتله.
لا يمهلنا الفيلم أبداً، ليس في بدايته فقط بل على مر أحداثه، التي
سيتيح استعراضها للقارئ معرفة المقصود من امتزاج التشويق بالوقائع
والفرضيات، ونحن نتعقب القائد ميلر (مات ديموند) وهو ينتقل من موقع إلى آخر
في بحثه عن أسلحة الدمار الشامل، وذلك بعد سقوط بغداد بأيام وحالة الفوضى
التي سادت كل شيء.
يتنقل من موقع إلى آخر ولا يعثر على شيء، ففي الموقع الأول يقع على
معمل متآكل لصناعة المراحيض بدل الأسلحة البيولوجية، وعندما يسأل عن مصدر
المعلومات، يجابه بمعارضة كبيرة من قادته ويقال إن عليه تنفيذ الأوامر وأن
مصدر معلوماتهم موثوق جداً.
رجل الـ «سي آي إيه» مارتن (برندان غريسون) يخبره بأن الموقع التالي
الذي سيقصده سيكون خالياً أيضاً من أي أثر للأسلحة، وصولاً إلى تشابك خيوط
الأحداث واكتشافات ميلر المتوالية حين يسعى مارتن إلى نقله إلى مجموعته، لا
بل إن مارتن سيمثل رأياً مخالفاً تماماً لكل الإدارة الأميركية للبلد الذي
احتله، فهو معارض كبير لحل الجيش العراقي، وأن قراراً كهذا سيؤجج دوامة
العنف، مع معرفته المؤكدة بأنه ما من وجود لأسلحة الدمار الشامل.
سيكتشف ميلر ذلك أيضاً، سيعرف أن المسمى «ماجلان» بوصفه مصدر
المعلومات بالنسبة للجيش الأميركي بخصوص الأسلحة ليس إلا شخصية ملفقة من
قبل كلارك (كيرغ كينار)، الذي سيسود رأيه ويتلقى دعم البيت الأبيض في
النهاية، وأن الصحافية التي سربت المعلومات التي قدمها «ماجلان» الوهمي لم
تقابله ولا تعرف من هو أصلاً.
بدل «ماجلان» سنتعقب الجنرال محمد الراوي (يوغبال نوار) الذي سيكون
النقطة الرئيسة في قصة الفيلم، وبؤرة الصراع الرئيسة لكل الأسرار والأفكار،
فهو الشخصية التي يفتتح بها الفيلم أحداثه وينتهي بها، حيث سنقع على
اكتشافات متمثلة بالدور الذي لعبه في اجتماعه في الأردن بالأميركيين قبل
الغزو وتأكيده لهم عدم وجود أسلحة دمار شامل، كونه كان المشرف على المشروع
وقد قام باتلافها منذ في بداية تسعينات القرن الماضي، وليتحول السعي لقتل
الراوي من قبل كلارك الهدف الأول بغية التخلص منه وما يحمله من حقائق،
بينما يسعى ميلر إلى اعتقاله بغية فضح الكذبة الكبرى التي قام عليها غزو
العراق.
نعود ونؤكد على بنية الفيلم المشوقة، لكن وهذه الـ «لكن» مهمة كونها
تقودنا إلى اتكاء الفيلم على ما يقوله في خصوص أشياء كثيرة، والتي لن تسعد
كثراً من الجمهوريين ومخططي غزو العراق، وإلى جانب ذلك يسعى الفيلم إلى
الاعتماد على ممثلين عراقيين وتقديم لهجة قريبة إلى اللهجة العراقية إلى حد
كبير، لكن يبقى يوغبال الذي جسد دور الجنرال الراوي إسرائيلياً، والذي على
ما يبدو صار علامة تجارية لتجسيد شخصيات النظام العراقي السابق، بمن فيهم
صدام حسين نفسه في فيلم «بيت صدام» وعلى شيء من المفارقة ربما.
في الفيلم فرضية كبرى تمشي والأحداث يداً بيد، مفادها أن حل الجيش
العراقي السابق كان خطأ كبيراً، وأن من قدم معلومات صحيحة للأميركيين سيكون
مصيره التهميش ومن ثم القتل، مع وصوله إلى تحول الجيش الأميركي إلى التعذيب
والاعتقال، ومن ثم فتح بوابات جهنم مع تقديمه قرار بول بريمر بحل الجيش
العراقي.
الإمارات اليوم في
24/03/2010
60 فيلماً في «الوثائقي» بتونس
توس ــ رويترزن
يشارك 60 فيلماً من 20 دولة ستشارك في الدورة الخامسة من مهرجان
الفيلم الوثائقي الذي يفتتح مطلع الشهر المقبل، ويحتفي بسينما منطقة
المتوسط. وقالت مديرة المهرجان سهام بلخوجة، «المهرجان رغم حداثته والى
جانب تقديم أجود الافلام وأحدثها في العالم استطاع استنهاض الانتاج
السينمائي الوثائقي التونسي، كما جمع جمهوراً من مختلف الاعمار والشرائح
الاجتماعية، ممن وجدوا فيه موعداً ثقافياً يمازج جدية الطرح بطرافة
المضامين وعمق أسئلتها».
وتشارك في هذه الدورة أفلام من الجزائر وفلسطين والعراق ولبنان ومصر
وسورية والسنغال وفرنسا والنمسا وهولندا والبرتغال وبلجيكا وبولونيا
والدنمارك وإيطاليا وفنلندا وأميركا واستراليا وسلوفاكيا والصين.
وسيفتتح فيلم «كان يا مكان» للمخرج التونسي هشام بن عمار، المهرجان
ويقدم من خلاله فكرة الاصرار على تحقيق الحلم وتحقيق النجاح والتألق
والقدرة على التحاور مع الآخر. أما فيلم حفل الختام فسيكون بإمضاء المخرجة
الفلسطينية زينا دكاش بفيلمها «تأملني جيداً». وستكون القضية الفلسطينية
حاضرة بامتياز خلال المهرجان، حيث ستعرض أفلام عدة عن الواقع الفلسطيني،
إضافة إلى فيلم عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للمخرج نصري حجاج.
الإمارات اليوم في
24/03/2010
12 فيلماً تتنافس على جوائز «جامعة زايد السينمائي»
إيناس محيسن - أبوظبي
بمشاركة 12 فيلماً من 10 جامعات مختلفة؛ انطلقت مساء أمس فعاليات
مهرجان «جامعة زايد السينمائي» المختص بأفلام طلبة الجامعات في الشرق
الأوسط، في مقر الجامعة في أبوظبي، ويختتم فعالياته مساء غد. وتنقسم
الأفلام المتنافسة في التصفيات النهائية للمهرجان إلى ستة أفلام روائية
وستة أفلام وثائقية مختلفة تمثل 10جامعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك
لبنان، الأردن، فلسطين، قطر، البحرين، العراق، الإمارات. في حين تنقسم
جوائز المهرجان إلى الجائزة الكبرى وتبلغ قيمتها 10 آلاف درهم، وجائزة
لأفضل فيلم روائي قصير، وجائزة أفضل فيلم وثائقي وتبلغ قيمة كل منهما 5000
درهم. وقالت مؤسسة المهرجان ريم فاخر إن «المهرجان الذي يعتبر الأول من
نوعه في المنطقة، هو مشروع التخرج الذي تقوم على تنفيذه مع زميلتها في
الجامعة إليازية الفلاسي، وتحلمان بأن يتحول إلى حدث سنوي بارز في
المنطقة».
تخرج
وذكرت فاخر أن فكرة المهرجان تعود إلى عام ،2008 خلال مشاركتها
متطوعةً في الدورة الثانية من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، حيث
فكّرت أن «من الجيد أن نحاول تنفيذ الفكرة نفسها على نطاق عالمنا المحدود
في الجامعة، خصوصاً مع زيادة إقبال واهتمام طلبة الإمارات بالمجال
السينمائي». وبعد مناقشة الفكرة مع زميلتها اتفقتا على أن يكون مهرجان
جامعة زايد السينمائي لأفلام طلبة الجامعات هو مشروع تخرجهما.
وأوضحت أن الاستعداد للمهرجان لم يستغرق سوى ثلاثة أشهر، وهي فترة
قصيرة جداً لإنجاز مثل هذا العمل، ما شكل أحد التحديات التي واجهتها مع
زميلتها. وعلى الرغم من قصر الفترة الزمنية لإعداد المشروع، نجح في استقطاب
عدد كبير من المشاركات بلغت 70 فيلماً، تمت تصفيتها إلى 12 فيلماً للمشاركة
في التصفيات النهائية، «وخلال تلك الفترة كان علينا الوصول إلى مختلف الدول
العربية عبر القيام ببحث عن الجامعات والمعاهد المختصة في الإنتاج
السينمائي وصناعة الأفلام، والتواصل معها لتوضيح فكرة المهرجان ودعوة طلبة
هذه الجهات للمشاركة».
تحديات ومعايير
وعن الصعوبات التي واجهتهما في تنفيذ مشروع تخرجهما، الذي قدرت
الميزانية اللازمة له بـ100 ألف درهم، أوضحت فاخر «التحدي الأكبر الذي
واجهنا كان توفير الرعاية والدعم الماديين للمشروع، ففي البداية لم نجد
استجابة مشجعة من الشركات والجهات التي خاطبناها، نظراً لان الفكرة كانت
جديدة وغير مألوفة، ولكن بعد أن بدأت ملامح المشروع تتضح، وتم تسليط الضوء
عليه لمسنا استجابة أفضل، ونجحنا في الحصول على الدعم الكافي. في المقابل
وجدنا دعماً كبيراً منذ البداية من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومن إدارة
مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي».
وأوضحت أن أبرز معايير اختيار الأفلام أن يكون صانع الفيلم طالباً،
وألا تزيد مدته على 30 دقيقة، بينما يملك صانع الفيلم حرية اختيار الموضوع
الذي يتناوله، كما لم تتحدد المشاركات بسنة معينة لإنتاج الفيلم، بهدف
إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الأفلام. موضحة أن لجنة تحكيم المهرجان
تضم كلاً من المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط بيتر سكارليت، وجريج
اونرو من لجنة أبوظبي للأفلام، والكاتبة والمخرجة علياء يونس.
مهرجان سنوي
وعبّرت رئيسة التسويق للمهرجان إليازية الفلاسي عن أملها أن يتحول إلى
حدث سنوي، ومشروع تخرج متواصل لطالبات جامعة زايد. بينما تتولى هي وصديقتها
الإشراف عليه عقب تخرجهما.
وأوضحت الفلاسي التي تولت تصميم شعار ومطبوعات المهرجان، إلى جانب
تصميم ديكورات حفل الافتتاح، والإشراف على الموقع الإلكتروني للمهرجان
وتحديثه باستمرار، حرصها على اختيار تصميم لشعار المهرجان يعبر عن روحه
وموضوعه الذي يتركز على السينما وصناعة الأفلام. وقالت «راعيت في تصميم
الملصقات والدعاية وديكورات المهرجان أن تتسم بالروح الشبابية، بعيداً عن
الملل والجمود والتصميمات التقليدية».
واعتبرت ريم أن النجاح الذي يمكن أن يحققه المهرجان هذا العام سيسهم
في تحويله إلى حدث سنوي. لافتة إلى أن تحويله من مجرد فكرة إلى حدث اعتمد
على خطة واضحة للعمل، والتركيز على أهداف واضحة ومحددة. كما كانت حداثة
الفكرة وكونها الأولى من نوعها عاملاً مهماً في جذب الأنظار إلى المهرجان
واستحواذه على دعم واهتمام الجامعة والجهات المختصة ووسائل الإعلام.
الإمارات اليوم في
24/03/2010
جامعة زايد تشهد أول مهرجان سينمائي لطلبة الجامعات
أبوظبي ــ الإمارات اليوم
اختارت لجنة التحكيم المختصة بمهرجان جامعة زايد السينمائي، الخاص
بطلبة جامعات الشرق الأوسط، 12 طالباً مشاركاً للانتقال إلى التصفيات
النهائية لمسابقة الأفلام القصيرة، حيث تضمنت ستة أفلام روائية وستة أفلام
وثائقية مختلفة تمثل 10 جامعات مختلفة في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان،
الأردن، فلسطين، قطر، البحرين، العراق والإمارات. وسيتم الإعلان عن
الفائزين في الحفل الختامي للمهرجان السينمائي الذي يقام غداً ولمدة ثلاثة
أيام، بجامعة زايد في أبوظبي.
ويعتبر المهرجان الأول من نوعه في المنطقة، حيث استوحيت فكرته من
زيادة إقبال واهتمام طلبة الإمارات بالمجال السينمائي. وقالت مؤسسة
المهرجان، ريم فاخر: «بعد العمل متدربةً لدى مهرجان الشرق الأوسط السينمائي
الدولي في أبوظبي، كنت أعلم أنني لن أجد دعماً للمهرجان الطلابي كما وجدته
لدى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومهرجان الشرق الأوسط السينمائي، حيث
إنهم يؤمنون بأهمية رعاية وتشجيع سينمائيي الغد». وبدورها قالت رئيسة تسويق
المهرجان الطالبة إليازية الفلاسي: «المجال السينمائي بدأ يزدهر في
الإمارات والمنطقة، لذلك نريد لمهرجان زايد السينمائي أن يسهم في جعل
الإمارات مركزاً عالمياً لتشجيع المواهب الجديدة». وقام مهرجان أبوظبي
السينمائي بدعم مهرجان جامعة زايد منذ بداياته. كما أن هيئة تنظيم
الاتصالات تعتبر أحد الرعاة الرسميين لهذا المهرجان، بينما ستكون إذاعة
«الخليجية» المحطة الرسمية التي ستدعم المهرجان عن طريق التغطية الإعلامية
خلال أيام المهرجان الثلاثة.
الإمارات اليوم في
22/03/2010 |