يتساءل محبو السينما المصرية والغيورون عليها: لماذا تقدمت السينما في
البلدان
الأخرى وانتشرت في العالم وحازت جوائز في المهرجانات، فيما لا
يتخطى الفيلم المصري
حدود البلدان العربية في عرضه وانتشاره؟
أثير هذا التساؤل بعدما نظم المركز القومي للثقافة السينمائية، وسط
القاهرة،
برنامجاً على مدى شهر، تضمن نماذج مميزة من السينما الإيرانية
قوبلت بالاحتفاء
والجوائز في المهرجانات العالمية. السؤال نفسه أثير مع عرض الفيلم الهندي
{اسمي
خان} في الصالات المصرية، بعدما امتنعت القاهرة فترة طويلة عن عرض الأفلام
الهندية،
وأبدى النقاد والمثقفون ومتذوقو الأفلام والجمهور إعجابهم بهذا الفيلم الذي
لفت
الأنظار في مهرجان برلين السينمائي الأخير ولقي الاحترام.
لا يقارن أصحاب هذه التساؤلات بين السينما المصرية والسينما في أميركا
وأوروبا،
أي في البلدان المتقدمة، إنما بينها وبين السينما في ما يعرف
بـ {العالم النامي} أو
{الثالث}.
لم تتقدم السينما الهندية على السينما المصرية في سابق عهدها، ولم تكن هذه
حال
السينما الإيرانية والسينما في القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا،
أميركا اللاتينية)،
بل كانت السينما المصرية رأساً برأس مع السينما في هذه الدول
ومتقدمة على
معظمها!
لكن الوضع لم يبق كذلك، لماذا؟
من المستقرّ، حتى في دراسات ودوريات متخصصة عالمية، أن السينما المصرية
إحدى
أكبر عشر سينمات في العالم (إلى جانب الأميركية، الروسية،
الإيطالية إلخ)، بحكم
وجود صناعة كبيرة للسينما فيها منذ وقت مبكر، وتعتبر من البلدان القليلة في
العالم
التي عرفت السينما، عرضاً ثم صناعة وإنتاجاً، مع بدايات السينما وعروضها
الأولى في
العالم!
قبل أن نجتهد في الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من أن نقرّ بأن السينما
المصرية
لا تخلو من إنتاج أفلام جيدة سنوياً، لكن هل الأفلام الجيدة
وحدها تكفي؟
لا تشكّل الأفلام الجيدة، التي ترى النور بين الحين والآخر، ما يمكن أن
نطلق
عليه {حالة} سينمائية أو {نهضة} سينمائية. بينما مثل هذه
{الحالة} أو {النهضة}
متوافر في الهند وإيران والصين اليوم على سبيل المثال. من جهة أخرى، لا
يتيح وجود
الحالة أو النهضة ظهور أفلام جيدة بين الحين والآخر فحسب، إنما يساهم في
إنتاج
أفلام جيدة كثيرة بصورة منتظمة ومتوقعة، وظهور أُخرى تتجاوز
{الجيد} إلى {الجيد
جدا} و{الممتاز}، وتتعدى ذلك إلى الأفلام {الكبيرة}، بل إلى الروائع والتحف
الفنية،
أي أعلى مستويات الفيلم والفن. وهذه المستويات هي ما نفتقده بوضوح في
السينما
المصرية المعاصرة إلا في ما ندر، والسبب افتقارنا إلى {حالة}
و{نهضة} سينمائية، فهي
وحدها، بمناخها الإيجابي الصحي المثمر، قد تسفر عن تقديم الممتاز و{الكبير}
والروائع والتحف من الأفلام.
هذا الموضوع بالذات يستحقّ البحث في السينما المصرية، بل هو الموضوع
الحقيقي
فيها بألف ولام التعريف، ولا توجد قضية أخرى يجب أن تكون لها
الأولوية.
نكتفي موقتاً، بأن نشير إلى أنه لا ينقص السينما المصرية كفاءات وكوادر
ممتازة
في معظم مجالات الفيلم السينمائي، جديرة بأن تحقق نهضة
سينمائية حقيقية.
إذاً فماذا ينقص؟
نظام الإنتاج الصحيح، الذي يجب أن يفرض نفسه بمؤسساته وقوانينه، ويضطلع
بدور
حقيقي ومنتظم لدعم الدولة للمنتج السينمائي، ويضع حداً
للعشوائية التي تحلّ مكان
المؤسسات والقوانين اليوم وسيادة المصالح الصغيرة على القوانين الصحيحة،
وفوضى
الإنتاج والتوزيع والصراعات الضيقة الأفق.
تحتاج الصناعة السينمائية في مصر إلى ولادة جديدة وقوة دفع، وتصور ومشروع
مغاير،
لإرساء دعائم نهضة سينمائية بمعنى الكلمة تماثل ما لدى غيرنا من الدول.
الجريدة الكويتية في
22/03/2010
بعد الإعلان عن إنتاج المسيح وغزوة مؤتة...
الأفلام
الدينيَّة إلى الضوء مجدداً
القاهرة - جرجس فكري
تسلّل إلى الساحة السينمائية أخيراً مشروعان لفيلمين دينيين: {غزوة مؤتة}
إنتاج محمد السبكي وإخراج وائل إحسان، و{المسيح} إنتاج محمد عشوب وتأليف
فايز غالي،
وكان أعلن عن البدء بتنفيذه منذ أكثر من سنتين، لكنه تأجل بسبب عقبات
كثيرة. هل
سيواجه {غزوة مؤتة} المصير نفسه؟ وما هي العوائق التي تحول دون
إنتاج الفيلم
الديني، وهل يهرب الجمهور فعلاً من مشاهدته؟
تؤكد الدراسات أن الشعوب في الدول العربية تتمسك بتعاليم دينها وتحترم
الأديان
السماوية، مع ذلك لم ينتج سوى 14 فيلماً دينياً من بين أربعة
آلاف فيلم روائي
طويل.
يرى محمد عشوب، خبير التجميل ومنتج فيلم {المسيح}، أن الأفلام الدينية هي
رسالة
بحدّ ذاتها لأنها قادرة على إزالة أي فتنة طائفية شرط أن تنفذ
بشكل جيد، خصوصاً أن
السينما تربي الأجيال.
يضيف عشوب أن الفكرة خطرت في باله بعدما شاهد فيلم {آلام المسيح}، وتساءل:
كيف
ينتج الغرب أفلاماً تروي قصة المسيح بينما لا تنتج مصر، التي
عاش فيها المسيح تسعة
أشهر وتحتضن البابا شنودة، فيلماً واحداً عن المسيح؟ {لذا شعرت بضرورة
إنتاج فيلم
يجمع المسلمين والمسيحيين حول قصة سيدنا عيسى مع التركيز على زيارة المسيح
إلى أرض
مصر}.
يتعجب عشوب {كيف تسمح الرقابة في مصر بعرض الأفلام الأجنبية التي تجسد
الأنبياء
وتعترض عندما نفكر في إنتاج أفلام دينية وتضع أمامنا العوائق}.
يتابع عشوب: {نلت موافقة الكنيسة على السيناريو بوصفها الوحيدة التي تملك
حق
الاعتراض أو الموافقة. أتمنى أن ينجح هذا الفيلم في إعادة
الأفلام الدينية إلى
مكانتها الطبيعية}، مشيراً إلى أن الجمهور تشغله جودة الفيلم بعيداً عن
تصنيفه
كسياسي أو ديني، بدليل أن {آلام المسيح} لميل غيبسون حقق أعلى الإيرادات
عند عرضه
في مصر.
قدرة على التمييز
تعتبر الناقدة ماجدة موريس أن من الجائز أن يمتنع الجمهور، في البداية، عن
مشاهدة الفيلم الديني، لكن عندما يكتشف جودته سيتحمس لمشاهدته،
لذا تأمل بأن يظهر
فيلما عشوب والسبكي بالمستوى الذي يرضي الجمهور ويعيد الأفلام الدينية إلى
الضوء
مجدداً، وتؤكد أن المشاهد لا مانع لديه من رؤية ممثلين في الأفلام الدينية
سبق لهم
تقديم أدوار إغراء، لأنه واع وقادر على التمييز.
من جهة أخرى، تعزو موريس أسباب تراجع المنتجين عن إنتاج الأفلام الدينية
إلى أن
هؤلاء يسيرون على قاعدة اللعب في المضمون، والابتعاد عن
المجازفة، وتجنب الاصطدام
بالرقابة والمؤسسات الدينية، والهجوم الذي قد يشنه عليهم الرأي العام في
حال لم
يُعجب بالفيلم.
مرآة للواقع
يوضح المخرج وائل إحسان أن {غزوة مؤتة} كان مجرد فكرة طرحها على السبكي
فتحمّس
لها، وأن الفيلم يعكس الواقع الذي نعيشه ويبرز قدرة المسلمين
على أن يكونوا قوة
ضارية إذا اتحدوا.
يضيف إحسان: {كان الفيلم في مخيلتي منذ طفولتي عندما سمعت شيخ المسجد يروي
قصة
هذه الغزوة العظيمة. أتصوّر أن هذا الفيلم سيعيد إلى الأفلام
الدينية مكانتها،
وسيحقق نجاحاً ملموساً، لا سيما أنه يركز على المعارك الإسلامية وعلى
تاريخنا الذي
يثبت مدى قوة المسلم وإيمانه، لذا سنجتهد في إزالة أي عقبة تحول دون خروجه
بشكل
لائق}.
اعتراض الأزهر
يعزو الناقد طارق الشناوي سبب تضاؤل عدد الأفلام الدينية إلى المؤسسات
الدينية
والرقابية التي تحول دون ظهور مثل هذه النوعية من الأفلام، إذ
{لا يوافق القانون
الذي يحكم الرقابة على تجسيد الأنبياء، ويعترض الأزهر على تجسيد الصحابة
والمبشرين
والأنبياء فكيف يتجه المنتجون إلى الأفلام الدينية؟}
يضيف الشناوي: {لم يعرض {المسيح} في مصر إلا بعد 20 عاماً من إطلاقه في
الخارج
بسبب التشدد والتزمت، ذلك بعدما أصرّ جابر عصفور، رئيس المجلس
الأعلى للثقافة
آنذاك، على عرضه على رغم رفض الرقابة}.
يلاحظ الشناوي أن الجمهور لا ينظر إلى نوع الفيلم إنما إلى جودته، مثلاً في
{شفيقة
القبطية} اعترضت الكنيسة على هند رستم لأنها كانت نجمة إغراء آنذاك، لكن
عندما عرض الفيلم حقق نجاحاً لأن المسلمين والمسيحيين أقبلوا على مشاهدته،
كذلك
الأمر بالنسبة إلى {رابعة} لنبيلة عبيد.
في المقابل يرى الشناوي أن الجمهور سيصدم عندما يشاهد غادة عبد الرازق في
{غزوة
مؤتة} وقد رشحها وائل إحسان.
يفسر الشناوي تراجع المنتجين عن الأفلام الدينية بالخوف من الفشل وعدم
تحقيق
الإيرادات التي يتوقعونها، {لكن هذا لا يعني الاستسلام ولا بد
من التصدي لهذه
العقبات والعوائق كافة}.
الجريدة الكويتية في
22/03/2010
بعد فشل فيلمه الثاني
إيساف: أدائي تحسّن كثيراً
القاهرة - نسمة الحسيني
بسبب حبّه للتمثيل قرّر إيساف خوض التجربة مرّتين، لكن الحظ لم يسعفه على
رغم
إيمانه الشديد بموهبته ورغبته في تقديم أدوار مهمة تبقيه في
الذاكرة كغيره من نجوم
الغناء الذين سبقوه الى السينما.
حول تجاربه السينمائية وخلافاته مع مخرجة أفلامه كان الحوار التالي
معه.
·
لماذا جاءت تجربتك الثانية سريعة
على رغم فشل فيلمك الأول {الحكاية فيها
منة}؟
قصدت ذلك لأكسر خوفي أمام الكاميرا وأحسّن أدائي، خصوصاً أن التمثيل احتراف.
كذلك عرضت عليَّ المخرجة ألفت عثمان أثناء تصوير {الحكاية فيها منة}
سيناريو فيلم {عايشين اللحظة} فوافقت لأنني لم أعتبر
الموضوع مجرد تجربة وإنما رغبة في الاحتراف،
ففي تجربتي الأولى تركت نفسي للمخرجة ولم أحاول التدخّل لأنني
جديد في التمثيل لكن
هذه المرة عندما شاهدت {الحكاية فيها منة} على الشاشة أدركت أن ثمة أموراً
كثيرة
كان على عثمان توجيهي فيها لأنها المسؤولة عن العمل كلّه، خصوصاً أن الفيلم
هو
تجربتي الأولى.
·
كيف تقيّم تجربتك في {عايشين
اللحظة}؟
الحمد لله تحسّن أدائي كثيراً عن تجربتي الأولى {الحكاية فيها منة} واستطعت
التخلّص من خوفي أمام الكاميرا الذي كانت يسيطر عليّ، كذلك
وُفّقت في ترجمة أحاسيس
الشخصية التي جسّدتها بشكل أفضل.
·
لكن بعد الأقلام انتقد أداءك في
بعض المشاهد؟
أوافق هذه الأقلام الرأي لأن المخرجة فرضت عليّ هذه المشاهد، لذا قدّمتها
من دون
اقتناع فظهر ذلك واضحاّ في أدائي، لذا قررت ألا أقدم بعد اليوم
إلا العمل الذي
أقتنع به.
·
أحد الانتقادات التي وُجهت الى
الفيلم أيضاً أنه لم يقدّم جديداً عن حياة
الشباب.
هذه حقيقة أعترف بها. عموماً، أعتبر هذه التجارب مجرد اختبار لمدى تقبّل
الجمهور
لي كممثل، وفي النهاية أنا مؤمن بما في داخلي وستأتي الفرصة
حتماً لأظهره.
·
قدّمت شخصية مذيع أداؤه مفتعل
فهل تقصّدت ذلك؟
كان الأداء المفتعل مقصوداً بالفعل، لكن للأسف لم توضح المخرجة ألفت عثمان
ذلك
في دراما الفيلم، ما أحدث التباساً لدى المشاهد ولم يتضح ما
إذا كان ذلك أدائي أم
أنه من متطلّبات الدور نفسه، وعبثاً حاولت إقناعها بوجهة نظري بل فرضت عليّ
تقديم
الدور بهذه الصورة. عموماً، تعود المشاكل كافة الخاصة بالأداء أو بعدم
تعميق
الشخصية الى المخرجة لأنها مؤلّفة الفيلم أيضاً، وفي تصوّري أن
عيب الشخصية التي
قدّمتها ليس لأنها سطحية، بل لأنها لا تتمتّع بالكاريزما.
·
هل يعني هذا أن ما سمعنا عن
الخلافات بينك وبين ألفت عثمان كانت صحيحة؟
نعم، حدثت بيننا خلافات كثيرة بدأت بعدم اقتناعي بفكرة الفيلم، مروراً بأن
عثمان
لم تفلح في إيصالها بشكل جيد.
·
هل يعني كلامك أنك لن تكرّر
التعامل معها ثانيةً؟
بالتأكيد، سأركّز في تجاربي المقبلة على العمل مع مخرجين مخضرمين أمثال
سامح عبد
العزيز وداود عبد السيد وخالد يوسف وشريف عرفة، لأن كل واحد
منهم واعٍ بما يقدّم
ولديه هدف يستطيع إيصاله الى الجمهور، خصوصاً أن في داخلي طاقة تمثيلية
أدرك
أبعادها وللأسف لم تُستغل بعد.
·
جاء مستوى أغنية {معلش بقى} التي
قدّمتها في {عايشين اللحظة} أقلّ مما اعتدنا
عليه منك؟
لأغاني الأفلام مقاييس أخرى، إضافةً الى أن لهذه الأغنية حالة خاصة في
الفيلم
فهي تتحدّث عن الشباب {التافهين}، بالتالي كان لا بد من أن
تتضمن كلمات {دارجة} بين
الشباب. عموماً، كان مضمونها من وجهة نظري موظّفاً في الفيلم بشكل جيد.
·
ألم تخشَ أن يؤثر عدم نجاحك في
التمثيل عليك كمغنٍّ؟
المغني مثل لاعب كرة القدم، فعندما يحرز هدفاً تناديه الجماهير باسمه ثم
تثور
عليه إذا أخفق، وفي الحالات كافة تظلّ تعشقه، لذا فإن نجاحي في
التمثيل أو عدمه لا
يؤثر على مكانتي كمغنٍّ بدليل نجاح الكليب الذي قدّمته على رغم فشلي في
{الحكاية
فيها منة} و{عايشين اللحظة}، لسبب بسيط وهو أنني قدّمته بإحساسي ومجهودي.
·
ما نوعية الأدوار التي تتمنى
تقديمها؟
أتمنى تجسيد شخصيات كثيرة ربما في مقدّمها الشخصيات الشعبية القريبة من
الناس،
خصوصاً أن أدوار هذه النوعية تأتي غنية بالأحداث وتتضمن تفاصيل
كثيرة وتعطي الممثل
الفرصة لتفريغ طاقته.
·
بعد انتهاء تعاقدك مع شركة {غودنيوز}،
ما هي أخبارك الغنائية؟
أحضّر لألبوم جديد من إنتاجي بسبب أزمة تسرّب الألبومات على الإنترنت التي
جعلت
معظم نجوم الغناء ينتجون أعمالهم بأنفسهم، على رغم وجود عروض
إنتاجية أخرى من شركات
لها أهميتها، فأنا لا أريد التسرّع خصوصاً أن عقود الاحتكار تفرض تدخّل
المنتج
كثيراً في اختيارات المغني التي قد تتعارض مع وجهة نظري، فضلاً عن الوعود
الكثيرة
التي لا تلتزم بها الشركات، وفي النهاية يكون الفنان المتضرّر الوحيد
وخسارته أكبر
لذا أنهيت تعاقدي مع {غودنيوز} لأنها لم تلتزم ببنود العقد المتفّق عليه
بيننا.
انتهيتُ من تسجيل ثلاث أغنيات وأفكّر في تصوير كليب جديد قريباً.
الجريدة الكويتية في
22/03/2010 |