سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تعد علامة بارزة فى السينما العربية، حيث
ساهمت بشكل كبير فى صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة فى
السينما العربية من خلال أفلامها، وباتت نموذجا للمرأة الشرقية، حيث يرى
فيها الرجل صورة لشقيقته وحبيبته وزوجته، وترى فيها الأنثى صورة لصديقتها.
وجمعت فاتن بين حب جمهور الرجال والنساء، لذا قدمت أفلاماً اجتماعية هامة،
حيث بدأت فى مرحلة السبعينينات من القرن الماضى تقديم أفضل الأفلام التى
نصرت المرأة المصرية، فقامت بتجسيد شخصيات نسائية متمردة وتتساءل عن دورها
فى عصر الديمقراطية، كما حدث فى فيلم "إمبراطورية ميم" الذى قدمته عام
1972، وحصلت عند عرضه فى مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء
السوفيتى، وأحدث الفيلم ضجة كبيرة عند عرضه بدور العرض السينمائى، لتقدم
لنا فاتن بعدها فيلما من أهم أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها
الطويل وهو فيلم "أريد حلا" الذى قدم عام 1975، وجسدت به دور امرأة معاصرة
تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وقدمت من خلاله نقدا لاذعاً
لقوانين الزواج والطلاق فى مصر، وهو ما تسبب فى تعديل قانون الأحوال
الشخصية، حيث قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذى يمنع النساء من
تطليق أزواجهن، وبالتالى سمحت بالخلع، وهذا كان سابقة تحدث لأول مرة فى
تاريخ مصر أن يتسبب فيلم فى تعديل قانون بالدولة.
كما قدمت فى عام 1988 فيلما من أهم أفلام السينما المصرية والعربية مع
المخرج خيرى بشارة "يوم حلو يوم مر"، ولعبت فيه دور أرملة فى عصر الانفتاح
والمبادئ المتقلبة، تحمل الكثير من الأعباء الثقيلة دون أن تشكو أو تبتئس،
لكن داخلها دائما الأمل فى الوصول إلى يوم حلو لتمسح به ذاكرة الأيام المرة
التى عاشتها.
وحصلت فاتن على العديد من الجوائز خلال مشوارها الفنى منها جائزة أحسن
ممثلة لسنوات عديدة، وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد
المصريين عام 2000، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001، وميدالية
الشرف من قبل جمال عبد الناصر، وميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات،
ميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثانى بن محمد، ميدالية الشرف من
قبل إميل لحود، ووسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريرى، والدكتوراة
الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة
الكتاب والنقاد المصريين عام 2000، كما شاركت كعضوة فى لجنة التحكيم فى
مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية
وجاكرتا.
كما تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلماً
من أحسن ما أنتجته السينما المصرية فى عام 1996 أثناء احتفال السينما
المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها.
اليوم السابع المصرية في
08/03/2010
آسيا.. تمثل وتنتج وتساند يوسف شاهين وتكتشف صباح
كتب محمود التركى
المنتجة آسيا أحد أهم النساء المؤثرات فى السينما المصرية، لأنه بنظرة
واحدة إلى مشوارها فى عالم السينما وإنجازاتها، ندرك أهمية الأعمال التى
قدمتها وأيضا النجوم الذين كانت السبب فى دخولهم مجال التمثيل، وأيضا
المخرجين الذين وقفت بجانبهم وآمنت بتجربتهم ليقدموا أعمالا هاما نعتبرها
أحد أفضل الأفلام فى تاريخ السينما، ومنهم المخرج يوسف شاهين الذى وفرت له
كل الإمكانيات المادية من أجل فيلم "الناصر صلاح الدين" 1963 وأعطته أعلى
أجر لمخرج وقتئذ وهو 9 آلاف جنيه فى حين بلغت ميزانيته 200 ألف جنية وهو
رقم يعد ضخما بمقاييس الأفلام التى انتجت فى تلك الفترة، و يعد أول فيلم
مصرى بالألوان وسينما سكوب، كما قدمت للسينما مخرجين كبار منهم هنرى بركات،
وكمال الشيخ، وحسن الإمام، وحسن الصيفى، وحلمى رفلة.
عشق آسيا للسينما ورغبتها الدائمة لتقديم أعمال متميزة جعلها لا تهتم
بالعائد المادى وحسابات الإيرادات وشباك التذاكر، لذا أعلنت إفلاسها بعد
فيلم "الناصر صلاح الدين" فرغم نجاحه الكبير إلا أنه لم يستطع تغطية تكلفة
إنتاجه، لتنهى آسيا مشوارها السينمائى كممثلة ومنتجة وتبقى فى ذاكرة عشاق
السينما، الذين يدينون لها بالفضل ويؤكدون أنها تستحق لقب " أم السينما
المصرية" الذى أطلقه عليها محبيها، خصوصا أن عمرها يعد من عمر السينما
المصرية، حيث بدأت مشوارها عام 1927 عندما ظهرت كممثلة فـى فيلم "ليلى" أول
أول فيلم مصرى صامت.
وتعلقت آسيا بالسينما، لذا رغبت فى تقديم أعمال فنية ذات مستوى رفيع ولم
تتردد فى تأسيس شركة "لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام" والتى يتذكر أى
مشاهد لأفلام الأبيض والأسود تلك العلامة لشركة لوتس الشهيرة التى كانت
تظهر قبل بداية أكثر من 70 فيلما فى السينما المصرية أبرزها فيلم "رد قلبى"
و" امرأة خطرة" و"عندما تحب المرأة" و"ساعة لقلبك" و"آمال" و"من القلب
للقلب"
آسيا لم تقدم أفلاماً فقط للسينما بل قدمت نجمات كبار من مصر ولبنان، حيث
اكتشفت صباح وكانت السبب فى دخولها مجال التمثيل، حيث أرسلت آسيا لها طلبا
للحضور إلى القاهرة، وأقنعتها بخوض تجربة التمثيل، ونجحت المنتجة آسيا فى
هدفها وقامت صباح ببطولة فيلم "القلب له واحد"، خصوصا أنها كانت تراهن على
صباح وتعتبرها اكتشافاً هاما لها لمنافسة نور الهدى التى اكتشفها يوسف،
وقدمت آسيا للسينما المصرية أيضا الفنانة فاتن حمامة، وغيرهم من النجمات
اللائى أصبحن رموزا فى السينما المصرية.
ونافست آسيا العديد من شركات الإنتاج وتفوقت عليهم ومنهم شركات إبراهيم
وبدر لاما وعزيزة أمير وبهيجة حافظ، بل حرصت على تقديم أفلاما ملحمية منها
"شجرة الدر" و"أمير الانتقام"، وكانت لها رؤية فنية بعيدة النظر، لأنها
كانت فنانة تحب السينما فأعطتها كل ما تملك وبقى أسمها بارزا بشدة فى تاريخ
السينما المصرية، ليؤكد دائما على أن المرأة ساهمت بشكل كبير فى تأسيس تلك
الصناعة.
اليوم السابع المصرية في
08/03/2010
شيخ العرب
همام، حاكم الصعيد
الفخراني 'آخر ملوك الصعيد'
القاهرة – من محمد
الحمامصي
مسلسل يلقي الضوء على الفترة التاريخية السابقة لحكم محمد
علي باشا في مصر من خلال رجل يقيم دولة داخل
الدولة.
يستعد الفنان يحيى
الفخراني خلال الأيام القادمة للبدء في تصوير مسلسله الجديد "آخر ملوك
الصعيد" أو "شيخ
العرب همام"، اذ لم يتم الاستقرار على الاسم، عن قصة وسيناريو عبد الرحيم
كمال
وإخراج حسني صالح اللذان قدما في رمضان الماضي مسلسل "الرحايا".
ويشارك في المسلسل الجديد صابرين، عبد العزيز مخيون، شيري عادل، سامح
الصريطي،
عبد الله فرغلي، عزت أبو عوف والممثلة السورية نسرين طافش.
المسلسل حول حياة شيخ العرب همام، وهو رجل صعيدي من مدينة فرشوط بمحافظة
قنا،
وهذا الرجل امتلك أراض من محافظة أسوان إلى محافظات قنا
والمنيا، وحكم المنطقة
الجنوبية كلها حتى القضايا الجنائية كان يحكم فيها، أي أنه جعل من هذه
المنطقة دولة
داخل الدولة.
وترجع أهمية المسلسل ليس فقط الى الكشف عن خصوصية الجنوب في مصر، ولكن
إلقاء
الضوء على الفترة التاريخية التي سبقت حكم محمد علي باشا،
وتحديدا في القرن الـ17،
حين كانت مصر تعاني من تدهور على عدة مستويات.
الفنان يحيي الفخراني الذي يلعب دور الشيخ الصعيدي همام، كان منذ سنوات قد
لعب
دور الصعيدي "رحيّم" في مسلسل "الليل وآخره"، وهو يرى أن هناك
فارقا بين المسلسلين
والدورين "الصعيدي هنا مختلف في الملابس واللهجة وطبيعة
الحياة، فضلا عن أن طبيعة
الموضوعين مختلفة".
ورفض الإفصاح عن تفاصيل دوره مكتفيا بالإشارة إلى أن المسلسل سوف يتناول
فكرة
العدالة في ذلك الوقت من القرن الـ17، وأيضا فكرة الأمن
والأمان، حيث المماليك
يعتبرون أنفسهم مصريين، "لكنهم ليسوا مصريين مائة في المائة".
وحول مسلسل "محمد علي" قال الفخراني "تعاقدنا مع شركة كينغ توت، وسوف سيكون
مسلسل 2011 بالنسبة لي، وأبدأ في تصويره عقب انتهائي من شيخ العرب همام".
ينتظر أن يدخل "آخر ملوك الصعيد" السباق الدرامي الرمضاني القادم، وسوف يتم
تصويره في الصعيد وواحة سيوه، وسوريا والمغرب، وهناك مشاهد
قليلة سوف يتم تصويرها
في أحياء القاهرة القديمة.
ميدل إيست أنلاين في
08/03/2010 |