يشهد حفل إفتتاح مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال يوم الخميس الماضي
علي أهمية هذه المناسبة ونجاحها الجماهيري الذي تحقق من خلال عشرين عاما هي
عمر المهرجان.
قبل بدء الحفل بأكثر من ساعتين بدأت جموع الأطفال والكبار في التدفق علي
دار الأوبرا لمتابعة فعاليات الحفل الذي بدأ بعرض لمسرحية للعرائس "الليلة
الكبيرة" التي اقيمت علي المسرح الذي اعد خصيصا للمهرجان أمام قاعة
الاحتفالات الكبيرة في الهواء الطلق.
اتسمت أجواء المهرجان بحالة من البهجة علت وتيرتها داخل صالة المسرح الكبير
عندما بدأت بنود الحفل الرائعة التي اعدها الفنان وليد عوني علي نحو يلتقي
مع اهتمامات الأطفال وترضي أذواقهم وتوقعاتهم ووصل الحماس الي ذروته مع
الفنانة الجميلة نانسي عجرم التي غنت مع الأطفال اعنياتها التي يعشقها
الصغار "شخبط شخابيط. لخبط لخابيط" والتي ضاعف من تأثيرها الديكور والإخراج
والعرض الفني المصاحب لهذه الاغنيات والذي شارك فيها عدد من الأطفال.
كرم المهرجان مجموعة من الفنانين المصريين صعدوا تباعا علي المسرح وصاحب كل
واحد منهم عاصفة من التصفيق تكشف عن حجم جماهيريتهم الأمر الذي يلقي عليهم
مسئولية كبيرة تتعلق اساسا باختياراتهم الفنية والأدوار التي يقومون بها في
الاعمال الفنية التي يقدمونها. والمكرمون هم: الفنان يحيي الفخراني واشرف
عبدالباقي ومحمد هنيدي ومحسنة توفيق وسميرة عبدالعزيز وأحمد نبيل فنان
البانتومايم والمطربة عفاف راضي وشوقي حجاب والمطرب طلعت عطية وعبدالرحمن
أبوزهرة ويعود اختيار المهرجان لهذه الأسماء الي دورهم في إدخال البهجة
والسعادة في نفوس الأطفال والأسرة المصرية عموماً..
* تتضمن هذه الدورة قسماً خاصاً لعروض الأعمال الفنية التي فازت بالجائزة
الذهبية علي مدار التسع عشرة دورة الماضية وتصل الي سبعين عملا مابين أفلام
روائية طويلة وقصيرة ورسوم متحركة وبرامج تليفزيونية.
* شعار المهرجان هذه الدورة يعكس مستوي التطور الذي وصل اليه فن تصميم
الأفيش علي المستوي الجمالي. وأيضا المستوي الفكري الذي يخدم المناسبة. وقد
حرصت الشركة التي قامت بتصميمه علي تكريس فكرة ان الأطفال هم صناع
المستقبل.
* فعاليات المهرجان افلامه وبرامجه تؤكد الاهتمام والاخلاص والجدية التي
ادارت بها السيدة سهير عبدالقادر فريق العمل الذي بدا إعداده للمهرجان
ولفعالياته قرابة ثلاثة شهور قبل بدء الدورة العشرين المنعقدة حالياً.
* رئيس المهرجان الدكتور فوزي فهمي يعتبر المهرجان حدثا ثقافيا فنيا تربويا
يستحق أقصي الاهتمام نظراً لانعكاساته علي نسبة من أطفال مصر تحرص علي
متابعته سواء بالحضور المباشر للأفلام في دور العرض أو حين تنتقل العروض
الي تجمعاتهم في المؤسسات الخيرية والمدارس والمستشفيات وأيضا بإثارة
الاهتمام بالقضايا المرتبطة بإعدادهم للمستقبل. وذلك من خلال الندوات
العامة التي تتناول المراحل السنية المختلفة في حياة الطفل والتصدي للظواهر
السلبية التي اصبحت تؤرق الأسرة المصرية.
* اليوم الأحد في الثانية ظهراً تعقد ندوة المسرح الصغير بدار الأوبرا
تناقش السلوكيات المرفوضة التي اصبحت سمة لنسبة ليست قليلة من الأطفال. مثل
عادة اللجوء الي العنف والتردد علي المقاهي. وتتم الندوة بالتعاون مع مركز
رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجامعة عين شمس وسوف تنقسم الي جلستين
الأولي بعنوان كيفية التعامل مع ظواهر "العنف وإدمان الكمبيوتر عند
الأطفال" وتتحدث فيها الدكتورة نهي سامي استشاري الطب النفسي بالمركز
والثانية بعنوان ظاهرة التردد علي المقاهي وعلاقته بالمتغيرات النفسية
والاجتماعية تتحدث فيها الدكتورة نهلة السيد رئيس وحدة النشاط الاجتماعي
بالمركز.
وبالأمس السبت "6 مارس" عقدت ندوة حول العنف في أفلام سينما اليوم وأخري
حول معالجة أفلام السينما لقضايا الطفل.
ومن الندوات المهمة المرتبطة بصناعة فيلم الرسوم المتحركة ندوة عن
"السيناريو" يشارك في تنظيمها المركز القومي للسينما.
* المؤرق والمثير للعجب ان صناعة السينما المصرية عجزت حتي اليوم. وبعد
مرور هذه السنوات علي مهرجان الطفل وعشرات التجارب بل المئات من الأفلام
الروائية الطويلة التي قدمها من شتي انحاء العالم عجزت عن عمل فيلم روائي
طويل يوجه لجماهير الأطفال المصريين. ناهيك عن ان هذا التوجه ليس له وجود
برغم "استغلال" الأطفال المصريين في أدوار تخدم الأفلام التجارية الموجهة
للكبار.
السؤال الذي يوجه حاليا من قبل العديد من المحررين الفنيين ينصب اساسا علي
هذا القصور: لماذا لم تنتج السينما حتي الآن فيلما للأطفال يعرض في السينما
وهي نوعية ان صحت يمكن ان تنجح وتحقق إيرادات كبيرة!..
المساء المصرية في
07/03/2010
خادم القوم .. سيدهم
"خيرية"
اختلفت الآراء قبل أن تحسمها الجمعية العمومية في انتخابات الاعادة في
نقابة السينمائيين لصالح المخرج التليفزيوني مسعد فودة الذي أصبح الأسبوع
الماضي نقيبا للسينمائيين متفوقا علي اثنين من المخرجين المهمين في مجال
السينما الروائية الطويلة وهما علي بدرخان. وخالد يوسف.
المخرجان اللذان تصديا للمنافسة علي منصب النقيب لاشك أكثر شهرة وأكثر قربا
بأعمالهما السينمائية مني شخصيا بحكم المهنة. بل وأكثر لمعانا كمبدعين في
مجالهما. ورغم ذلك توقعت فوز المخرج التليفزيوني وقلت للزملاء الذين كانوا
معي أثناء جلسة من المجلس الأعلي للثقافة ان أعضاء النقابة أي نقابة ليسوا
في حاجة لفيلم إثاري ولا اجتماعي ولا أي فيلم مهما كانت أهميته لان الأفلام
مكانها دور العرض. كما انهم ليسوا في حاجة إلي "لمعان" المرشح الذي قد يضفي
عليه رونقاً أصيلاً أو مصطنعاً وقد يوفر له شهرة لا تعني غير صاحبها ولا
تغني سواه. لان العضو في نهاية المطاف في حاجة إلي نقيب متفاعل إنسانياً.
علي نحو حقيقي وأصيل وواسع الصدر مع مشكلاتهم المهنية وما أكثرها. لأن
النجوم أعضاء النقابة لا يتجاوز عددهم دستة أو أكثر قليلا بينما أنصاف
وأرباع وأثمان النجوم فضلا عن الفواعلية والمطحونين في مطبخ الانتاج
التليفزيوني والسينمائي. ووراء الكاميرا وداخل البلاتوهات وفي المعامل
والورش. يتطلعون إلي توفير "خدمات" هم في أمس الحاجة إليها. وإلي شخص لا
يتعالي ولديه الوقت الذي لا يشغله عن العمل العام ولصالح النقابة ويعرف
مذلة الاحتياج.
وقد لمست هذا الجهد التطوعي بنفسي حينما اضطررت ذات مرة أن أذهب إلي مقر
النقابة فوجدت سعد فودة ولم أكن أعرفه محاطاً بعدد كبير من العاملين في
النقابة داخل مكتبه. كل منهم يتطلع إلي خدمة ما حتي انني لم أجد مكانا..
ويمكن لمن تمرس مثلي علي "الفرجة" واستخلاص المعاني من "المشهد" وقراءة
الوجوه وفرز المشاعر. يمكنه أن يلمس أهمية الدور الذي يلعبه هذا الرجل.
ويدرك انه من ذلك النوع المؤهل فطريا للتجاوب مع عامة الناس وبإحساس من
يعتبر نفسه منهم.
وليس من العبث أن يخرج خالد يوسف من المنافسة في أول جولة وبأقل الأصوات.
وعلينا أن نتساءل ما دلالة هذا؟ فهل سوء الحظ وحده الذي جعل علي بدرخان لا
يفوز بالمنصب.
المساء المصرية في
07/03/2010
الشجرة السحرية
فيلم بولندي جميل خال من الإبهار التكنولوجي
غني بالخيال وقيم الحب والحرية والجمال
اختارت إدارة المهرجان في هذه الدورة العشرين لسينما الأطفال فيلم الافتتاح
من بولندا وهو توجه مختلف يعني اللجوء الي تجارب فنية ليست معتادة. الفيلم
بعنوان "الشجرة السحرية" يقوم ببطولته ثلاثة أشقاء من أعمار صغيرة متقاربة
لأبوين يكسبان رزقهما من العروض الموسيقية التي يقدماها في المناسبات
الفنية الشعبية مقابل عائد زهيد..
قبل ان نبدأ في التعرف علي أسرة هؤلاء الأطفال الثلاثة. يضعنا المخرج
اندريه ماليزكا أمام حكاية اسطورية حول هذه الشجرة السحرية التي حركت احداث
الفيلم وجعلت هؤلاء الأطفال يخوضون المغامرة تلو الأخري لهدف أصيل وملح الا
وهو استعادة والديهما اللذين ذهبا في رحلة بحرية فنية بإيعاز من شقيقة
أمهما "الشريرة" الثرية التي تطوعت برعاية هؤلاء الأطفال في غياب والديهم
لأنها تجد في حياتهم الفقيرة مدعاة للخجل.
الحكاية تقول: يحكي ان شجرة بلوط سحرية اسقطتها ريح عاتية فتحولت بفعل
مناشير النجارين الي أدوات منزلية.. ولكن تركز سحر الشجرة أكثر في خشب
الكرسي الأحمر الذي أصبح بطلا للحكاية. حيث وصل بالقوة السحرية الي سيارة
هذه الأسرة الصغيرة عندما كانوا في طريقهم للمشاركة في إحدي العروض التي
يديرها لاعب اكروبات شرير في إحدي الساحات المفتوحة.
الشقيق الأكبر "فيليب" وعمره لا يتجاوز عشر سنوات اكتشف ان الكرسي يمكنه
تحقيق الأماني وعندما انتقلوا الي منزل خالتهم "الشريرة" وجدوا انها اعتادت
علي نظام حياة صارم وعلي خادمة تشترط لقبولها ان تكون خرساء حتي لا تسمع
ولا تنطق بكلمة وذلك لكي تحافظ علي الهدوء داخل الفيلا الجميلة التي
تملكها. وان الحياة معها مستحيلة.
وبعد فترة وجيزة في هذه الفيلا يتضح ان الخادمة تدعي الصمم وليست صماء.
ويكتشف "فيليب" ان الكرسي السحري في غمرة الأحداث تركوه في ساحة العرض عند
لاعب الاكروبات الجشع وعند استعادته يكتشف اللاعب نفسه ان للكرسي قدرة علي
تحقيق الأمنيات بدليل انه جلب للطفل المال الذي طلبه لاستعادة الكرسي..
تبدأ سلسلة من المغامرات للتصدي لطمع اللاعب. ثم لظلم الخالة المستبدة التي
تطرد الخادمة دون ان تعطيها أجرها. ثم لتحويل الخالة نفسها الي طفلة في نفس
اعمارهم حتي لا تستطيع قيادة سيارتها. ثم ضمها اليهم وأخيرا للوصول الي ظهر
الباخرة في قلب المحيط حيث انتقل ابوهم وأمهم للعمل لكسب المال.
السيناريو الذي يتضمن هذه المغامرات المشوقة والطريفة لأربعة أطفال بعد
انضمام الخالة اليهم يراعي كل العناصر المطلوبة لفيلم موجه لجمهور من
الأطفال أولا الخيال الذي يستدعي لتجسيده مجموعة من الشخصيات التي تقدم
أدوارا تتلاءم تماماً مع اعمارهم السنية. وطريقة افكارهم الطفولية.
ومشاعرهم العفوية المناسبة للمواقف التي يجدون انفسهم فيها وأكثر هذه
المشاعر إلحاحاً في قصة "الشجرة السحرية" الاحتياج الاصيل لحنان الأبوين
ورعايتهم دون النظر الي الفائدة المادية.. واختار المخرج لأداء دور الأبوين
ممثلة علي قدر وافر من الجمال الهاديء علي عكس شقيقتها التي تلعب دورها
ممثلة بملامح حادة وهيئة تكرس سلوكها الجاف وتقديسها للمظاهر دون البشر
واختار لأداء أدوار الاشقاء الثلاثة أطفال لهم ملامح تميز كل واحد عن الآخر
تماماً. ومنهم طفل يمتلك وجها شديد البراءة ولكنه يضع نظارة مميزة وله
طريقة للنطق لافتة. و"لوازم" في الحوار تثير الضحك وهو من النوع الذي يمكن
ان نصفه في خطابنا الدارج "دمه زي العسل" ومن دون افتعال وكأنه يلعب دوره
في الحياة وليس أمام الكاميرا. واختار لأداء الخالة بعد ان صارت طفلة.
ممثلة تشبهها جدا وتحتفظ بنفس سلوكها وهيئتها.
ثانياً: الخيال القادر علي إثارة فضول ودهشة الطفل المتلقي الذي يمكنه ان
يتقبل الحكايات التي لا تتجه الي العقل مباشرة وإنما تصل اليه عبر تجسيد حي
ومشوق لحكايات تنطوي علي معني وخصال وسلوك.. فاللاعب الطماع شخصية مرفوضة
ولكنه مدهش في قدرته علي السير والجري فوق "اقدام" خشبية مرتفعة جداً.
وقادر علي المراوغة والخداع وفي النهاية يجد ما يستحقه. فهو شرير لكنه
مسلي. ترفضه تلقائيا من دون حقد أو ضغينة والخادمة التي ظهرت لفترة وجيزة
نتعاطف معها ومع الحيلة التي لجأت اليها للحصول علي وظيفة خادمة. فهي في
النهاية إنسانة بسيطة تستحق المساعدة.. والخالة الشريرة تكتشف معني الحرية
ومتعة الطيران في الجو دون دروس مباشرة عن قيمة الحرية والعدل وإنما من
خلال مغامرات جذابة في البراري. ووسط أمواج البحر..
والأشقاء الثلاثة ومنهم صبية جميلة يتناغمون مع الحكاية الخيالية بعيدة
الاحتمال تماماً باندماج يؤكد قدرة المخرج علي التوجيه السليم الذي يخدم
الموقف ويحيطه بمصداقية رغم الولوج الي عالم اسطوري يتحول فيه "الكرسي"
الذي اختار له لونا أحمر زاهيا. الي "شخصية" بارزة وسط الاحداث. فهذا أشبه
بخاتم سليمان الذي يلبي الامنيات وقد لا يلبيها اذا كان الطلب شريراً مثل
لاعب الأكروبات.
والفيلم يعتمد علي حيل بسيطة جداً. وربما بدائية بالنسبة لما يتحقق حاليا
في افلام الخيال الاسطوري والعلمي وسائر أنواع الخيالات المبتكرة. ولكن
"الحدوتة" والمهارات الفنية في عنصر التمثيل. واختيار المناظر. وجمال
التصوير وحسن اختيار الأطفال وتدريبهم يجعل الفيلم جذاباً ليس فقط للصغار
وإنما ايضا للكبار الذين شاهدوه في حفل الافتتاح.. ويجعل منه "تجربة" جيدة
ومختلفة وبإمكانيات ليس من الصعب توفيرها بالنسبة لصناعة سينما ليست كبيرة
ولا متطورة تكنولوجيا بالدرجة التي يستحيل إنجازها.
المساء المصرية في
07/03/2010
فيلم رعب
ثلاثي الأبعاد.. فلسفي.. ميتافيزيقي.. نفسي
"ثلاثية الرعب" "Triangle"
فيلم يضع المتفرج في حيرة لأنه لن يصل به إلي تفسير محدد لسلسلة جرائم
القتل الغامضة التي تقع أثناء رحلة بحرية يقوم بها مجموعة من الاصدقاء.
الرحلة ليوم واحد تتم فوق يخت يتعرض لعاصفة تهب فجأة. فيلوذ الرفاق بسفينة
عملاقة تظهر من وسط الضباب الأسود الكثيف فيتسلقها المجموعة ويجدونها خالية
إلا من شبح رجل يغطي رأسه ووجهه بقناع يمر سريعا فوق أعلي السفينة ويختفي.
السفينة الخالية من الناس لا تبدو مهجورة لأن الموائد التي بداخلها أعدت
وكأن هناك ضيوف علي ظهرها.. وكذلك المقاعد وقاعة الاجتماعات.
من بين هذه الصحبة "أربعة أفراد" إمرأة "جيسي" وأم لطفل مصاب بمرض التوحد
ولم تصحبه معها. ليس لها زوج. وتعاني فيما يبدو من الوحدة ومن أشياء أخري
تسكن عقلها حيث تبدو أعراضها عندما تصعد السفينة وتؤكد لمن معها أنها رأت
هذا المكان من قبل وسارت وسط هذه الممرات وتعرف تفاصيل بداخل هذه السفينة.
وسرعان ما تزداد الحبكة تعقيدا عندما يظهر "الشبح" من جديد ويبدأ في قتل
الواحد تلو الآخر. وتصاب "جيسي" بالهلع وتجري في محاولة للهروب ويزداد
جنونها عندما تري إمرأة اخري وهي صورة طبق الاصل منها. وكأنها تهرب من
نفسها أو تطارد نفسها.
ومع توالي الاحداث الغريبة التي تتكرر بنفس التفاصيل عدة مرات ولكن من
زاويا نظر مختلفة تزداد حيرة المتلقي لاشك. فالتأثير المطلوب من رحلة
"اليخت" الذي يحمل اسم "Triangle" هو الشعور بالضياع والتوهان تماما مثل الاصدقاء أبطال الرحلة الذين
قفزوا علي سفينة فوق المحيط وسط عاصفة جوية لم تكن متوقعة بحثا عن الأمان.
فلم يجدوا غير متاهة ومصير اكثر قتامة من عتمة الجو.
عند البحث عن تفسير قد تتساءل هل البطلة تواجه أعماق ذاتها التي انطوت علي
قدر من السواد والطبيعة الشريرة ومن ثم تجسدت هذه الاعماق في صورة امرأة
اخري قاتلة هي صورة طبق الاصل منها وكأنها "الأنا" تتجسد في لحم ودم وتحاول
الهروب من قبضتها؟
هناك تفسير آخر يمكن ان نستهله من اسم السفينة التي اندفعوا إلي داخلها
طلبا للنجاة وهو "ايولوس" وهو الاسم الاسطوي لإله الريح والد "سيزيف" في
الاسطورة اليونانية الذي كتب عليه العذاب بأن يحمل صخرة إلي قمة الجبل.
وعندما يوشك علي الوصول وهويحملها تسقط منه الصخرة فيعاود حملها من جديد..
وكأنه في دائرة مفرغة من العذاب والبطلة هنا أشبه "بسيزيف" الذي تواجه حمل
ثقيل وكتب عليها الا تتخفف منه ومن الممكن ان نستعين بحكايات الجن ونفترض
أن ما رأيناه حكاية أفرزها خيال مسكون بالهلاوس.
فالحبكة تبدأ برحلة بحرية تتعرض لعاصفة مندرة. ثم لحكاية سفاح يفترس مجموعة
من الاصدقاء تباعا داخل سفينة فوق أمواج المحيط. ثم إلي سيكو دراما لبطلة
تعاني من اضطرابات عقلية تأخذها إلي منحني آخر.
المدهش أن الفيلم الذي شاهدته بالصدفة لانني وجدت الفيلم الذي جئت للفرجة
عليه ألغوا عرضه. شدني إلي درجة غريبة وكأنني أمام فزورة صعبة وتخيلت نفسي
مكان هذه البطلة الضائعة التي لعبت دورها بامتياز الممثلة الامريكية ميليسا
جورج في محاولة لفهم ما يدور.. بعض المتفرجين الشباب علق اثناء الفرجة أن
الفيلم يشبه فيلم "ألف مبروك" المقتبش بدوره من فيلم آخر امريكي.. عموماً
أتصور أن مخرج الفيلم كريستفور سميث وهو نفسه المؤلف. استفاد من ميراث
أفلام الرعب الثري الذي يجعلنا نتذكر أفلاما من نوع "اشراقه" "Shining"
أو "الصرخة" أو الخ.
المساء المصرية في
07/03/2010 |