حينما تكون البطولة
تجمع بين النجمين بيانكو دل تورو البريطاني المقتدر انطوني هوبكنز فان
الامر لا
يحتاج الى مزيد من التفكير عندها نكون حتما امام فيلم ذي قيمة فنية عالية
المستوى.
وهذا الثنائي يلتقي في فيلم الاثارة «الرجل الذئب»، الذي يكتسح صالات العرض
السينمائي ينشر الرعب في كل مكان ويدهش النقاد للاداء رفيع المستوى الذي
يقدمه ذلك
الثنائي وكأنهما في مباراة في فن التمثيل والتقمص.
وبعيداً عن موضوعات
الأفلام الإنسانية التي تحظي باحترام النقاد وتحصد الجوائز وتنال رضاء
الجمهور، تظل
الأعمال السينمائية التي تعتمد على المؤثرات البصرية والخدع ومهارات حرفية
التقنية
وإبهار الجرفيك هي سيدة الموقف في شباك التذاكر والجاذبة دوماً للمشاهدين
في صالات
العالم ومن بينها المشاهد العربي والخليجي على وجه الخصوص. الذي تربى على
مشاهدة
تلك النوعية من الاعمال عبر سنوات واجيال.
وفي اطار تلك المنظومة من الاعمال
يطل علينا هذه الايام وفي صالات العالم ومنطقة الخليج فيلم
«الرجل الذئب» وهو من
الأعمال التي تتميز بميزانيات ضخمة ويلعب
بطولته كما اسلفنا ألمع نجوم هوليوود
بيانكو ديل تورو الذي شاهدناه نهاية العام
الماضي في فيلم «تشي» وهو يؤدي دور
المناضل الأرجنتيني تشي جيفارا، ويشاركه
البطولة الممثل العملاق «أنتوني هوبكنز»
والنجمة البريطانية الجميلة «اميلي بلنت»، وقام بالإخراج
الأميركي جون جونستون،
الذي عرفه جمهور السينما من خلال عمله
المبهر للمؤثرات البصرية في العديد من
الأفلام المهمة مثل «حرب النجوم»، و«عودة
الجداي»، و«أنديانا جونز»، وقام بإخراج
بعض الأعمال المهمة مثل «صاحب الصاروخ»،
و«الحديقة الجوارسية».
والان دعونا
نذهب الى الفيلم واحداثه ومضامينة من خلال مقعد المشاهد حيث تدور قصة فيلم
«الرجل
الذئب» حول تعرض مدينة صغيرة في ويلز لحوادث قتل غامضة ترتبط بقصة أسطورية
حول تحول
بعض الآدميين إلى ذئاب شرسة عند اكتمال القمر، وترصد الأحداث عودة «لورانس
تالبوت»
إلى بلدته الصغيرة ليكتشف أن أخاه قد اختفى، وأن العديد من أهل القرية قد
تم قتلهم
على يد وحش مجنون يعيش في أحراش غابة بلاك مور، ويبدأ عملية بحث مضنية
بمساعدة
والده وخطيبة شقيقه، إلى أن يتعرض لعضة ذئب خلال مطاردته ويتحول مع الوقت
بعدها إلى
ذئب يقتل ويفزع البشر، وتصيبه اللعنة التي ما أن يكتمل القمر بدراً حتى
يتحول إلى
رجل مذؤوب او «الرجل الذئب» الذي يفتك بأهالي مدينته بلا رحمة.
ونشير هنا
الى ان هوليوود لطالما تعرضت الى هذا الموضوع وانتجت كماً كبيرا من الاعمال
التي
ناقشت الموضوع ذاته حيث تلك الأسطورة منذ عصر السينما الصامتة، إلا أن هذا
الفيلم
مأخوذ عن عمل سابق تم إنتاجه عام 1941. وكان أول ظهور للرجل الذئب عام 1924
وأخرجه
للسينما أدموند مورتيمر ولعب بطولته جون جليبرت ونورما شيرر، ويحكي عن رجل
يرتبط
بفتاة جميلة «نورما شيرر»، ولكن شخصيته تتغير كلما أكثر من الخمر، ويستغل
شقيقه هذه
المسألة ليتقرب من خطيبته، إلى أن يأتي اليوم الذي يقنعه انه في حالة غياب
عن الوعي
ارتكب جريمة قتل راح ضحيتها شقيق خطيبته، ويساعده في الهرب إلى منطقة
الكيباك،
ولكنه يعود بعد أن تصله الأنباء بارتباط أخيه من فتاته.
وتواصلت علاقة
هوليوود مع هذا الموضوع المثير للجدل والدهشة ففي عام 1941 أنتجت هوليوود
نسخة
ثانية من أسطورة «الرجل الذئب» كتب قصتها كيرت سيودماك، وأخرجها جون فانجر
من بطولة
لوي جينوي وكلودي رينوي، وتدور حول رجل يعود لبلدته في ويلز لزيارة والده
السير جون
تالبوت، ويقع في حب فتاة تدير محلاً وذات يوم يقوم بشراء رأس ذئب محنط،
وعندما
يلبسه تتغير شخصيته تماماً.
وهناك العديد من القصص الأسطورية التي تناولت
فكرة الرجل الذئب ومنها إحدى الكتابات
المبكرة عن المستذئبين وكان مصدرها الإغريق،
حيث مرت آلهتهم المزعومة على قصر الملك لكنه لم يصدق أنها آلهة، فغضبت
وقامت بسخطه
إلى ذئب يهاجم البشر ويأكل لحومهم.
وهناك أيضاً رواية أخرى من ترانسلفانيا
تحكي نشأة أسرة اسمها «سخاروزان»، عائلة
إقطاعية منذ القرون الوسطى حكمت البلاد
بالحديد والنار إلى أن أصابت اللعنة نسلهم
فيولد أطفالهم مذؤوبين وكان المرض يبدأ
باسوداد لون البول ثم المغص وبعدها يتحولون
إلى مسوخ ذئاب تعدي كل من تعضه وتصيبه
باللعنة.
ومن أشهر القصص التي تتحدث عن الذئب والمعروفة للجميع هي «ذات
الرداء الأحمر» حيث يتنكر الذئب في صورة جدة الفتاة البريئة ليخدعها.كما
قدم جاك
نيكلسون نسخة اخرى من هذا العمل.. وفى كل مرة ورغم الذعر الذي يثيره الرجل
الذئب
الا ان الجمهور يظل يتعاطف معه حتى وهو يكاد يقفز من الشاشة الى الجماهير
في كل
مكان.
في الرجل الذئب.. ننسى كل شيء الا تلك التقنية الخاصة بمراحل التحول
وايضا ذلك الاداء الساحر للنجم البورتوريكي الاصل بيانكو دل تورو.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
05/03/2010
هشام طلعت مصطفى
ينجو من مشنقة الإعدام...
بانتظار إعادة المحاكمة
محمد
حسن/ القاهرة
أثار حكم
محكمة النقض المصرية بقبول الطعن في حكم الإعدام على هشام طلعت مصطفى ومحسن
السكري،
اهتماما إعلاميا وشعبياً واسع النطاق. إذ ان قبول الطعن يعني إعادة محاكمة
الرجلين
اللذين حكم عليهما بالإعدام في أيار الماضي في قضية مقتل
المطربة اللبنانية سوزان
تميم في دبي العام 2008.
وبناء على القرار، تعاد المحاكمة في محكمة جنايات
القاهرة أمام دائرة غير الدائرة التي أصدرت الحكم بإعدامهما، على ان يبقيا
في السجن
طوال فترة إعادة محاكمتهما.
فور صدور الخبر، قام قطاع الأخبار في التلفزيون
المصري بتكراره على شريط الاخبار، كما تعاملت قناتا «الجزيرة»
و«العربية»
الاخباريتان باهتمام بات معتاداً مع القضية، إذ بثتا، كما في المحاكمات
السابقة،
أكثر من تقرير من أمام محكمة النقض، مع متابعة لتداعيات الحدث
على البورصة والشارع
المصريين.
من جانبهم، قام مراسلو برامج «التوك شو» في مصر بتنفيذ تقارير مصورة،
فحضر مراسل «90 دقيقة» في قناة «المحور» وآخر من «الحياة اليوم» على قناة
«الحياة»،
وثالث من «العاشرة مساء» على قناة «دريم» ورابع من «القاهرة
اليوم» الذي تذيعه قناة
«اليوم»
على شبكة «أوربت».
قبل بدء جلسة النطق بالحكم، تكدس عدد كبير من
الإعلاميين والصحافيين أمام محكمة النقض التي أحاطتها ثلة
أمنية كبيرة، وكان ملزماً
عبور بوابات أمنية الكترونية أمام المحكمة، كما مُنع ادخال الهواتف
المحمولة وتم
حفظها عند المدخل خارج القاعة، وسمح للصحافيين والاعلاميين بالدخول بعد
خضوعهم
لعمليات تفتيش ذاتي ما أصاب بعضهم بالاستياء الشديد.
وبمجرد جلوس المستشار عادل
عبد الحميد رئيس محكمة النقض على كرسيه، انحبست الانفاس
بانتظار صدور الحكم، وكان
لافتاً غياب هشام طلعت مصطفى والضابط محسن السكري ـ الذي يواجه عقوبة
الاعدام نفسها
ـ عن حضور تلك الجلسة، في وقت أكدت تقارير اعلامية أن هشام طلعت كان يشعر
بقلق شديد
ازاء قرار المحكمة «لكن شقيقته سحر وشقيقه طارق اتصلا به
وحاولا طمأنته قبل الحكم
«.
عندما قال القاضي «قضت المحكمة بقبول الطعن وإعادة محاكمتهما (أي
السكري
ومصطفى) أمام الجنايات»، تعالت صيحات الفرح من أقارب مصطفى والسكري، وأخذوا
يهتفون «الله أكبر» و«الحمد لله»، بينما انطلقت
الزغاريد في قاعة المحكمة التي اكتظت
بالحضور وبينهم عاملون في مجموعة طلعت مصطفى.
وكان لافتاً انه في اللحظة نفسها
التي التأمت فيها هيئة المحكمة، بث القسم العربي في الاذاعة
الاسرائيلية تقريرا
مفصلا عن قضية هشام طلعت مصطفى وسوزان تميم، شدد على ما اسماه «التوجه
الرسمي
الواضح لاعادة محاكمة هشام طلعت مصطفى وتبرئته بعد ذلك» في ما بدا انه تنبؤ
العارف
بالنتيجة. ووصف التقرير هشام طلعت بـ«الرجل المهم بسبب عضويته
في لجنة السياسات في
الحزب الوطني الحاكم، وهي اللجنة التي يديرها جمال مبارك نجل الرئيس
باعتباره أمين
لجنة السياسات».
حركة الأسهم
بعيداً عن الوسط السياسي، كان الانعكاس الأول
للحكم واضحا على البورصة المصرية، إذ أنهى مؤشر البورصة
المصرية الرئيسى تعاملاته
بحسب وكالة الشرق الأوسط للأنباء على تصدر سهم «طلعت مصطفى القابضة» نشاط
السوق من
حيث الكمية والقيمة، إذ وصل السهم إلى أعلى مستوى له فى النصف الاول من
جلسة تداول
أمس، لكنه سرعان ما هبط بحدة عقب صدور الحكم.
وبذلك يكون السهم عملياً قد شهد
عمليات شراء قوية قبيل النطق بالحكم تفاؤلا بقبول الطعن، في
حين أتى التراجع بعد
النطق بالحكم ليعكس عمليات بيع لجني الارباح من قبل مستثمرين قاموا بالشراء
فى
الأيام الماضية عند مستويات متدنية.
السفير اللبنانية في
05/03/2010 |